العاشر ! فليسقط بولينياك ! فتسقط مراسيم الملك ! فليحيى الدستور ! مع أن العصاة
كانهم كانوا يجهلون معنى الدستور وما في المراسيم من أحكام ، فتأمل ! »
وما يلاحظ أن الحركات الثورية تنتشر سريعا بتأثير العـدوى النفسية بين
الناس حتى بين الذين لا يهمهم أمر حدوثها ، فجنود البارجات الروسية الذين تمردوا
أيام الثورة لم يرفعوا راية العصيان الا بفعل العدوى ، والا فماذا يهمهم كون روسيا
نالت مجلس نيابيا ام لم تنل وكون الفلاحين أصبحوا ذوي حق في اشتراء اراض ام
لم يصبحوا ؟
«
من أوصاف الثورة البارزة أنها تذيع بين أناس لا ينفعهم أمر نشوبها ، بل قد
يخسرون كل شيء عند وقوعها ، فسوف يلحق أبناء الطبقة الوسطى هلاك كبير
حينما يتم النصر لما يؤيدونه من المبادىء الاشتراكية الثورية .
الحظ كون ثوران الآراء الشعبية الخطر – لعدم تأثير العقل فيه –
ومن حسن
ا
ا
لا يدوم طويلا ، ولا تفعل مقاومته مباشرة غير تحريكه ، فقد كان اصرار أركان
الحرب أيام قضية (در يفوس) على نقض بضع وثائق سببا في تهيج الرأي العام وفورانه .
وبجانب الحوادث المشهورة التي أشرت اليها آنفا نشاهد ضروبا صغيرة لثوران
الرأي ، فيكفى لايقاظها استعمال بضعة الفاظ تؤثر في المشاعر ، وقد جربت ذلك في أمر
بارز بسيط اليك بيانه :
من حديقة
كانت إدارة الاملاك الأميرية قررت لأسباب اقصادية : قطعة
( سان كلو ) مقيدة في سجلات الادارة المذكورة باسم غابة ( فيلنوف ليتان ) ، وبما
أن امضاء هذا البيع نكبة على سكان تلك الضاحية الذين تعودوا النزهة في الحديقة
المذكورة فكيف يحال دون انعقاده ؟
لقد علقت اعلانات البيع الرسمية على الجدران ، وحيث ان الجمهور لا يعرف
مدلول ذلك الاسم الاداري لم يحرك ساكنا ، غير انني وجهت نظر مقرري لجنة
الميزانية الى هذا الامر ذي العلاقة بالمنفعة العامة فوعدوني خيراً ، ثم مرت
الأيام تلو الأيام ولم يبق ليوم عقد البيع البات القاطع سوى اسبوع واحد ، وفي تلك
ا
صفحة:الآراء والمعتقدات (1926) - غوستاف لوبون.pdf/138
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
- ۱۳۸ -