صفحة:الآراء والمعتقدات (1926) - غوستاف لوبون.pdf/138

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
- ۱۳۸ -


العاشر ! فليسقط بولينياك ! فتسقط مراسيم الملك ! فليحيى الدستور ! مع أن العصاة كانهم كانوا يجهلون معنى الدستور وما في المراسيم من أحكام ، فتأمل ! » وما يلاحظ أن الحركات الثورية تنتشر سريعا بتأثير العـدوى النفسية بين الناس حتى بين الذين لا يهمهم أمر حدوثها ، فجنود البارجات الروسية الذين تمردوا أيام الثورة لم يرفعوا راية العصيان الا بفعل العدوى ، والا فماذا يهمهم كون روسيا نالت مجلس نيابيا ام لم تنل وكون الفلاحين أصبحوا ذوي حق في اشتراء اراض ام لم يصبحوا ؟ « من أوصاف الثورة البارزة أنها تذيع بين أناس لا ينفعهم أمر نشوبها ، بل قد يخسرون كل شيء عند وقوعها ، فسوف يلحق أبناء الطبقة الوسطى هلاك كبير حينما يتم النصر لما يؤيدونه من المبادىء الاشتراكية الثورية . الحظ كون ثوران الآراء الشعبية الخطر – لعدم تأثير العقل فيه – ومن حسن ا ا لا يدوم طويلا ، ولا تفعل مقاومته مباشرة غير تحريكه ، فقد كان اصرار أركان الحرب أيام قضية (در يفوس) على نقض بضع وثائق سببا في تهيج الرأي العام وفورانه . وبجانب الحوادث المشهورة التي أشرت اليها آنفا نشاهد ضروبا صغيرة لثوران الرأي ، فيكفى لايقاظها استعمال بضعة الفاظ تؤثر في المشاعر ، وقد جربت ذلك في أمر بارز بسيط اليك بيانه : من حديقة كانت إدارة الاملاك الأميرية قررت لأسباب اقصادية : قطعة ( سان كلو ) مقيدة في سجلات الادارة المذكورة باسم غابة ( فيلنوف ليتان ) ، وبما أن امضاء هذا البيع نكبة على سكان تلك الضاحية الذين تعودوا النزهة في الحديقة المذكورة فكيف يحال دون انعقاده ؟ لقد علقت اعلانات البيع الرسمية على الجدران ، وحيث ان الجمهور لا يعرف مدلول ذلك الاسم الاداري لم يحرك ساكنا ، غير انني وجهت نظر مقرري لجنة الميزانية الى هذا الامر ذي العلاقة بالمنفعة العامة فوعدوني خيراً ، ثم مرت الأيام تلو الأيام ولم يبق ليوم عقد البيع البات القاطع سوى اسبوع واحد ، وفي تلك ا