يا رب مجلس لذة شاهدتها
المظهر
يا ربّ مجلس لذّة ٍ شاهدتها
يا ربّ مجلس لذّةٍ شاهدتها
كرهاً، وجُنحُ الليل مدّ جناها
جَمَعَ الشبابُ به بنيهِ، وبينهم
شيخٌ غدا شيبٌ عليه وراحا
وكأنه في كلّ داجي شعرةٍ
في الرأسِ منهُ مُوقِدٌ مصباحا
أمسَيتُ مَفطوماً عن الكأسِ التي
يتراضعُ الندمَاءُ منها راحا
إلاّ شميماً كان همّاً سُكرهُ
وغناؤه في مسمعي نياحا
جُرنا على الصبا الزاهي الذي
عَزَلَ الهمومَ ومَلّكَ الأفراحا
أبناءُ عصرٍ فَتّقُوا من بَينهم
مِسْكَ الشَّبِيبةِ بالمدامِ ففاحا
جعلوا حُداءَهُمُ السماعَ وأوجفوا
بدلَ القلائصِ بينهم أقداحا
وكأنما نبضتْ لهم أفواهم
بالشرب من أجسامها أرواحا
حتى إذا اصطحبوا فررتُ فلم يجدْ
للشيب بينهم الصباحُ صباحا
ما لي أكافحُ قِرنَ كأسٍ جالَ في
ميدان نشوته وجال كفاحا
ومجدَّلٌ شاكي السّلاحِ من الصِّبا
من لم يُبقّ له المشيب سلاحا