يا ابن لبنان عد إلى لبنان ط

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

يا ابن لبنان عد إلى لبنان ط

​يا ابن لبنان عد إلى لبنان ط​ المؤلف جبران خليل جبران


يا ابن لبنان عد إلى لبنان ط
نازلا منه في اعز مكان
مصر تهدي إليه من هو أهداه
غليها تهادي الخصان
ليس بدعا وفي القلوب صفاء
ما يرى من تفارض الجيران
ساء هجرانك الرفاق ولكن
ليس بين القطرين من هجران
فتيمم تلك الربى والق من منحضهم
ودنا من الإخوان
واستزدهم ما تستزاد قواهم
من تبار في حبها وتفان
لا يكن بينكم لخدمتها غير
الوفي السميذع المعوان
فزعت أمة إليك فنب عنها
وقرب لها بعيد الماني
وأبتغ الخير ما استطعت سبيلا
واحم ذاك الحمى من العدوان
وتوخ الرأي السديد على ما
دون تسديده الضمي يعاني
ذاك حوض فداه كل نفيس
فافده بالفؤاد قبل اللسان
كافح الخصم دونه وادرإ الباطل
عنه بقوة البرهان
رب قول يصاغ من ذوب قلب
صهرته حرارة الإيمان
لست أوصيك كيف يوصي حكيم
وله دان ذانك الأصغران
يا طبيب الأبدان تهنيء من أرشدت
أو عدت صحة الأبدان
يا خطيبا يقوم الدهر منادا
ويثني شكيمة الحدثان
يا أديبا إلى النفوس يؤدي
بأرق الألفاظ أخفى المعاني
يا صديقا حرمان أصحابه الانس
بلقياه غاية الحرمان
كان للنأي في النفوس انقباض
بسطته يد لهذا الزمان
كل قاص دنا بما أبدع العلم
إلى أن تلامس القطبان
واستطاع الناؤون بينهما أن
يتلاقوا تلاقي الطفان
اغلي البعد في المسافة إلا
من جنان وقد نبا بجنان
سر تسايرك للعناية عين
ملئت من رعاية وحنان
فإذا ما تيت بيروت واستشرفت
آيات حسنها الفتان
في جنان لعلها الصورة الصغرى
تراءت لخالدات الجنان
فتفقد سفحا فخورا تووارى
تحت حان من سرحه شاعران
لاحق بعد سابق وهما في السن
تربان والحجى ندان
كابدا في الحياة ما كابداه
واستقرا بدنيهما الرمسان
حي إلياس حي طنيوس حيث
اللمعيان في الثرى جاران
وابتعث خافقيهما من سكون
بعد صوت دوى به الخافقان
ثم روحهاما بنافحة من
روض مصر زكية الأردان
قل وحق الوفاء لسنا بسالين
وما وحشة سوى السلوان
شد ما نحن واجدون من التبريح
هل مثل وجدنا تجدان
أبقلبيكما من الشوق باق
فاشفياه بدمعنا الهتان
يا نقولا عش للفصاحة والشعر
وللعلم والحجى والبيان
لا حرمنا أنوار مرقمك الهادي
وأنغام صوتك الرنان