انتقل إلى المحتوى

يارجلا أوفى على كل رجل

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

يارجلاً أوفى على كلُّ رجلْ

​يارجلاً أوفى على كلُّ رجلْ​ المؤلف ابن الرومي


يارجلاً أوفى على كلُّ رجلْ
يامَنْ متى تقصرُ الناسُ بَطلْ
يامَنْ غدا يسلك في أهدى السُّبل
ياذا الأيادي والسحابات الهُطل
مابالُنا نُجْفَى على رُخْصِ الرُّسلْ
عندكم وما شُغلتم بشُغلُ
لابأسَ إن كان صفاءٌ لم يَحُل
حاشاكمُ غدرَ بني الدنيا المُلُل
أنَّى تزولون ونحن لم نَزُل
كيف يكونُ النقصُ أوْلى بالكُمُلْ
وبهجةُ الزينةِ أوْلى بالعُطلْ
أو ينكُلُ الماضونَ أو يمضي النُّكل
أو يغفلُ الأذكونَ أو يذكو الغُفل
أقسمتُ لاتفعل إلا ماجَمُل
وكُنتُم قِدْماً بني وَهب فُعُل
كلَّ فعالٍ لا يراه مَنْ نَذُل
بل مَنْ علتْ رتبتُه ومَنْ نبل
لم يأتكُم من دُبرٍ ولاقُبل
ولاعن الأيمانِ منكمْ والشُّمل
ولامِنَ العُلو ولامما سفُل
لومٌ ولالؤمٌ ولستُم بالعُجُل
ولالنُعْمَى عن وليّ بالنُّقل
ولاعلى الضارعِ بالأُسد البُسُل
لكم عن الحاسرِ أظفارٌ كُلُل
لاتعرفُ البغي وأنيابٌ فلُلُ
إنك إن ناقشتني ولم تؤُل
إلى مُساهاةِ المساميح البُذُل
وملتَ عنّي وعدلتَ في العدل
وضعتُ خدّي ضارعاً ولم أصُل
ولم أُهزهزْ حَربتي ولم أجلْ
حرْبُك لا يشهدُها المرءُ الفُضُل
لاسيما مَنْ دقَّ جداً وضؤُل
بل مَنْ علتْه دِرْعُه ومن جَزُل
وماجِمالي للفراق بالذُّلل
بل هي عن ذاك وثيقاتُ العُقُل
وعن سبيلِ عاندٍ عنك ضُلُل
وهي إذا أمَّتك أطلاقٌ ذمُل
نوازعٌ لا يتَّرعِنَ للجُدُل
فأينَ لي عنكَ فأقلني أو فقل
حمّلتني ماليس في وسعِ البُزُل
نهضٌ به ولم أخُن ولم أغل
لاهَوْلَ إن صَدُّكَ عني لم يهُل
تلك التي تُبدي المشيبَ في القُذُل
سُمْ مثل ماقد سُمتني من لم تَعُل
ولاتُناقش من له فيكَ أُكل
واعفُ ودع لؤمَ القرى لمن رذُل
قد كان عندي طيّباً من النُّزل
ذاك التحفّي فأعِدْهُ إنْ سَهُلْ
بل في المعالي حملُهُ وإِنْ ثَقُلْ
وليس أخلاقُكَ بالجُنْد الخُذُلْ
المستعينين بها ولا الجُهل
لا تجعلنّي عِظة مثلَ الفُتل
تُضيءُ للناسِ وهم فوق المُثَل
محترقاتٌ للمفاريح الجُذل
أيُّ امرىءٍ وازنتَهُ فلم يَشُلْ
قُلنا ولو نصبرُ عنكمْ لم تقُل