من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
ولد الهدى فالكائنات ضياء
|
|
وفم الزمان تبسم وثناء
|
الروح والملأ الملائك حوله
|
|
للدين والدنيا به بشراء
|
والعرش يزهو والحظيرة تزدهي
|
|
والمنتهى والسدرة العصماء
|
وحديقة الفرقان ضاحكة الربا
|
|
بالترجمان شذية غناء
|
والوحي يقطر سلسلا من سلسل
|
|
واللوح والقلم البديع رواء
|
نظمت أسامي الرسل فهي صحيفة
|
|
في اللوح واسم محمد طغراء
|
اسم الجلالة في بديع حروفه
|
|
ألف هنالك واسم طه الباء
|
يا خير من جاء الوجود تحية
|
|
من مرسلين إلى الهدى بك جاؤوا
|
بيت النبيين الذي لا يلتقي
|
|
إلا الحنائف فيه والحنفاء
|
خير الأبوة حازهم لك آدم
|
|
دون الأنام وأحرزت حواء
|
هم أدركوا عز النبوة وانتهت
|
|
فيها إليك العزة القعساء
|
خلقت لبيتك وهو مخلوق لها
|
|
إن العظائم كفؤها العظماء
|
بك بشر الله السماء فزينت
|
|
وتضوعت مسكا بك الغبراء
|
وبدا محياك الذي قسماته
|
|
حق وغرته هدى وحياء
|
وعليه من نور النبوة رونق
|
|
ومن الخليل وهديه سيماء
|
أثنى المسيح عليه خلف سمائه
|
|
وتهللت واهتزت العذراء
|
يوم يتيه على الزمان صباحه
|
|
ومساؤه بمحمد وضاء
|
الحق عالي الركن فيه مظفر
|
|
في الملك لا يعلو عليه لواء
|
ذعرت عروش الظالمين فزلزلت
|
|
وعلت على تيجانهم أصداء
|
والنار خاوية الجوانب حولهم
|
|
خمدت ذوائبها وغاض الماء
|
والآي تترى والخوارق جمة
|
|
جبريل رواح بها غداء
|
نعم اليتيم بدت مخايل فضله
|
|
واليتم رزق بعضه وذكاء
|
في المهد يستسقى الحيا برجائه
|
|
وبقصده تستدفع البأساء
|
بسوى الأمانة في الصبا والصدق لم
|
|
يعرفه أهل الصدق والأمناء
|
يا من له الأخلاق ما تهوى العلا
|
|
منها وما يتعشق الكبراء
|
لو لم تقم دينا لقامت وحدها
|
|
دينا تضيء بنوره الآناء
|
زانتك في الخلق العظيم شمائل
|
|
يغرى بهن ويولع الكرماء
|
أما الجمال فأنت شمس سمائه
|
|
وملاحة الصديق منك أياء
|
والحسن من كرم الوجوه وخيره
|
|
ما أوتي القواد والزعماء
|
فإذا سخوت بلغت بالجود المدى
|
|
وفعلت ما لا تفعل الأنواء
|
وإذا عفوت فقادرا ومقدرا
|
|
لا يستهين بعفوك الجهلاء
|
وإذا رحمت فأنت أم أو أب
|
|
هذان في الدنيا هما الرحماء
|
وإذا غضبت فإنما هي غضبة
|
|
في الحق لا ضغن ولا بغضاء
|
وإذا رضيت فذاك في مرضاته
|
|
ورضا الكثير تحلم ورياء
|
وإذا خطبت فللمنابر هزة
|
|
تعرو الندي وللقلوب بكاء
|
وإذا قضيت فلا ارتياب كأنما
|
|
جاء الخصوم من السماء قضاء
|
وإذا حميت الماء لم يورد ولو
|
|
أن القياصر والملوك ظماء
|
وإذا أجرت فأنت بيت الله لم
|
|
يدخل عليه المستجير عداء
|
وإذا ملكت النفس قمت ببرها
|
|
ولو ان ما ملكت يداك الشاء
|
وإذا بنيت فخير زوج عشرة
|
|
وإذا ابتنيت فدونك الآباء
|
وإذا صحبت رأى الوفاء مجسما
|
|
في بردك الأصحاب والخلطاء
|
وإذا أخذت العهد أو أعطيته
|
|
فجميع عهدك ذمة ووفاء
|
وإذا مشيت إلى العدا فغضنفر
|
|
وإذا جريت فإنك النكباء
|
وتمد حلمك للسفيه مداريا
|
|
حتى يضيق بعرضك السفهاء
|
في كل نفس من سطاك مهابة
|
|
ولكل نفس في نداك رجاء
|
والرأي لم ينض المهند دونه
|
|
كالسيف لم تضرب به الآراء
|
يأيها الأمي حسبك رتبة
|
|
في العلم أن دانت بك العلماء
|
الذكر آية ربك الكبرى التي
|
|
فيها لباغي المعجزات غناء
|
صدر البيان له إذا التقت اللغى
|
|
وتقدم البلغاء والفصحاء
|
نسخت به التوراة وهي وضيئة
|
|
وتخلف الإنجيل وهو ذكاء
|
لما تمشى في الحجاز حكيمه
|
|
فضت عكاظ به وقام حراء
|
أزرى بمنطق أهله وبيانهم
|
|
وحي يقصر دونه البلغاء
|
حسدوا فقالوا شاعر أو ساحر
|
|
ومن الحسود يكون الاستهزاء
|
قد نال بالهادي الكريم وبالهدى
|
|
ما لم تنل من سؤدد سيناء
|
أمسى كأنك من جلالك أمة
|
|
وكأنه من أنسه بيداء
|
يوحى إليك الفوز في ظلماته
|
|
متتابعا تجلى به الظلماء
|
دين يشيد آية في آية
|
|
لبناته السورات والأدواء
|
الحق فيه هو الأساس وكيف لا
|
|
والله جل جلاله البناء
|
أما حديثك في العقول فمشرع
|
|
والعلم والحكم الغوالي الماء
|
هو صبغة الفرقان نفحة قدسه
|
|
والسين من سوراته والراء
|
جرت الفصاحة من ينابيع النهى
|
|
من دوحه وتفجر الإنشاء
|
في بحره للسابحين به على
|
|
أدب الحياة وعلمها إرساء
|
أتت الدهور على سلافته ولم
|
|
تفن السلاف ولا سلا الندماء
|
بك يا ابن عبد الله قامت سمحة
|
|
بالحق من ملل الهدى غراء
|
بنيت على التوحيد وهي حقيقة
|
|
نادى بها سقراط والقدماء
|
وجد الزعاف من السموم لأجلها
|
|
كالشهد ثم تتابع الشهداء
|
ومشى على وجه الزمان بنورها
|
|
كهان وادي النيل والعرفاء
|
إيزيس ذات الملك حين توحدت
|
|
أخذت قوام أمورها الأشياء
|
لما دعوت الناس لبى عاقل
|
|
وأصم منك الجاهلين نداء
|
أبوا الخروج إليك من أوهامهم
|
|
والناس في أوهامهم سجناء
|
ومن العقول جداول وجلامد
|
|
ومن النفوس حرائر وإماء
|
داء الجماعة من أرسطاليس لم
|
|
يوصف له حتى أتيت دواء
|
فرسمت بعدك للعباد حكومة
|
|
لا سوقة فيها ولا أمراء
|
الله فوق الخلق فيها وحده
|
|
والناس تحت لوائها أكفاء
|
والدين يسر والخلافة بيعة
|
|
والأمر شورى والحقوق قضاء
|
الإشتراكيون أنت إمامهم
|
|
لولا دعاوي القوم والغلواء
|
داويت متئدا وداووا ظفرة
|
|
وأخف من بعض الدواء الداء
|
الحرب في حق لديك شريعة
|
|
ومن السموم الناقعات دواء
|
والبر عندك ذمة وفريضة
|
|
لا منة ممنونة وجباء
|
جاءت فوحدت الزكاة سبيله
|
|
حتى التقى الكرماء والبخلاء
|
أنصفت أهل الفقر من أهل الغنى
|
|
فالكل في حق الحياة سواء
|
فلو ان إنسانا تخير ملة
|
|
ما اختار إلا دينك الفقراء
|
يأيها المسرى به شرفا إلى
|
|
ما لا تنال الشمس والجوزاء
|
يتساءلون وأنت أطهر هيكل
|
|
بالروح أم بالهيكل الإسراء
|
بهما سموت مطهرين كلاهما
|
|
نور وريحانية وبهاء
|
فضل عليك لذي الجلال ومنة
|
|
والله يفعل ما يرى ويشاء
|
تغشى الغيوب من العوالم كلما
|
|
طويت سماء قلدتك سماء
|
في كل منطقة حواشي نورها
|
|
نون وأنت النقطة الزهراء
|
أنت الجمال بها وأنت المجتلى
|
|
والكف والمرآة والحسناء
|
الله هيأ من حظيرة قدسه
|
|
نزلا لذاتك لم يجزه علاء
|
العرش تحتك سدة وقوائما
|
|
ومناكب الروح الأمين وطاء
|
والرسل دون العرش لم يؤذن لهم
|
|
حاشا لغيرك موعد ولقاء
|
الخيل تأبى غير أحمد حاميا
|
|
وبها إذا ذكر اسمه خيلاء
|
شيخ الفوارس يعلمون مكانه
|
|
إن هيجت آسادها الهيجاء
|
وإذا تصدى للظبا فمهند
|
|
أو للرماح فصعدة سمراء
|
وإذا رمى عن قوسه فيمينه
|
|
قدر وما ترمى اليمين قضاء
|
من كل داعي الحق همة سيفه
|
|
فلسيفه في الراسيات مضاء
|
ساقي الجريح ومطعم الأسرى ومن
|
|
أمنت سنابك خيله الأشلاء
|
إن الشجاعة في الرجال غلاظة
|
|
ما لم تزنها رأفة وسخاء
|
والحرب من شرف الشعوب فإن بغوا
|
|
فالمجد مما يدعون براء
|
والحرب يبعثها القوي تجبرا
|
|
وينوء تحت بلائها الضعفاء
|
كم من غزاة للرسول كريمة
|
|
فيها رضى للحق أو إعلاء
|
كانت لجند الله فيها شدة
|
|
في إثرها للعالمين رخاء
|
ضربوا الضلالة ضربة ذهبت بها
|
|
فعلى الجهالة والضلال عفاء
|
دعموا على الحرب السلام وطالما
|
|
حقنت دماء في الزمان دماء
|
الحق عرض الله كل أبية
|
|
بين النفوس حمى له ووقار
|
هل كان حول محمد من قومه
|
|
إلا صبي واحد ونساء
|
فدعا فلبى في القبائل عصبة
|
|
مستضعفون قلائل أنضاء
|
ردوا ببأس العزم عنه من الأذى
|
|
ما لا ترد الصخرة الصماء
|
والحق والإيمان إن صبا على
|
|
برد ففيه كتيبة خرساء
|
نسفوا بناء الشرك فهو خرائب
|
|
واستأصلوا الأصنام فهي هباء
|
يمشون تغضي الأرض منهم هيبة
|
|
وبهم حيال نعيمها إغضاء
|
حتى إذا فتحت لهم أطرافها
|
|
لم يطغهم ترف ولا نعماء
|
يا من له عز الشفاعة وحده
|
|
وهو المنزه ما له شفعاء
|
عرش القيامة أنت تحت لوائه
|
|
والحوض أنت حياله السقاء
|
تروي وتسقي الصالحين ثوابهم
|
|
والصالحات ذخائر وجزاء
|
ألمثل هذا ذقت في الدنيا الطوى
|
|
وانشق من خلق عليك رداء
|
لي في مديحك يا رسول عرائس
|
|
تيمن فيك وشاقهن جلاء
|
هن الحسان فإن قبلت تكرما
|
|
فمهورهن شفاعة حسناء
|
أنت الذي نظم البرية دينه
|
|
ماذا يقول وينظم الشعراء
|
المصلحون أصابع جمعت يدا
|
|
هي أنت بل أنت اليد البيضاء
|
ما جئت بابك مادحا بل داعيا
|
|
ومن المديح تضرع ودعاء
|
أدعوك عن قومي الضعاف لأزمة
|
|
في مثلها يلقى عليك رجاء
|
أدرى رسول الله أن نفوسهم
|
|
ركبت هواها والقلوب هواء
|
متفككون فما تضم نفوسهم
|
|
ثقة ولا جمع القلوب صفاء
|
رقدوا وغرهم نعيم باطل
|
|
ونعيم قوم في القيود بلاء
|
ظلموا شريعتك التي نلنا بها
|
|
ما لم ينل في رومة الفقهاء
|
مشت الحضارة في سناها واهتدى
|
|
في الدين والدنيا بها السعداء
|
صلى عليك الله ما صحب الدجى
|
|
حاد وحنت بالفلا وجناء
|
واستقبل الرضوان في غرفاتهم
|
|
بجنان عدن آلك السمحاء
|
خير الوسائل من يقع منهم على
|
|
سبب إليك فحسبي الزهراء
|