وشادن مر فاتن المنظر

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

وشادن مر فاتن المنظر

​وشادن مر فاتن المنظر​ المؤلف الخُبز أَرزي


وشادنٍ مرَّ فاتن المنظرْ
كلَّمتُه فاستطال واستكبرْ
وظلَّ من عُجبه يخاطبني
بعقد إبهامِه وبالخِنصَر
مُزَرِّرٌ إذ تراه مرتدياً
بالحد يضفى وقطّ ما زَرَّر
أطال أردانَه وشمَّرها
كبراً وللفتك ذيلَه قَصَّر
يضجُّ من زيِّه العبادُ بما
طرَّز من كُمِّه وما شَجَّر
قد شهدت بالجمال طلعتُهُ
وبالعبا نال رتبةً أشهر
أحور إن كلَّموه من تَيَهٍ
حار فيا حُسنَ أحورٍ أحوَر
مَرَّرَ أخلاقَه فزاد بها
حلاوةً في القلوب إذ مَرَّر
يومي الى صحوه وسخطَتُه
تفعل ما ليس يفعل الخَنجَر
يَخطِرُ فتكاً ومن لَبَاقته
تحسبه في قلوبنا يَخطِر
عجبتُ من خلعه العذارَ ولم
يخلع ذيول الصِّبا وما قَدَّر
فقلتُ لا تَطغَ يا صبيُّ فلا
يَزيف فَرخٌ بَعدُ ما طَيَّر
فاشتاط في نخرةٍ مزلزلةٍ
كادت لها الأرض تحته تنخر
وقال أُمُّ الذي أرادَ بنا
نقصاً وأُختُ الذي بنا قَصَّر
تُرى لمثلي يقال ذا وأنا
سردات جورٍ وقالب المُنكَر
واللَه لو أنني مددتُ يدي
بخنصري لم يردَّها عسكر
والله لو أنني دُفِنتُ لما
مرَّ بقبري الزنديق أو الحبر
رَباحي الشرُّ إن يكن شَغَبٌ
أو فتنةٌ كان حظِّيَ الأوفر
صديقتي شَفرتي فكم صبغت
من دم خصمي إزاري الأحمر
فارقتُ في كل مُطبَقٍ غُلُقٍ
كلَّ فتىً في سِباله يعثر
إن كنتَ يا نِكس لا تُقِرُّ فَسَل
عنّي مَن قد مضى ومن غَبَّر
رأيت ما يُنبت الزجاجُ لها
ثغراً ولكن لوقتها تُثغِر
رأيت ما يصنع المزاجُ بها
وهكذا صنعُها بمن يسكر
تدبُّ فينا دبيبَ خير بني
شيبان واللونُ من بني قيصر
كأنَّها قد حوت خِلالَ أبي ال
قاسم أو من طباعه تُعصَر
جوداً ومجداً ونجدةً سرقت
منه وقهراً كمثل ما يقهر
قد عمر الدولةَ التي جعلت
بنيانَها باحتياطه يُعمَر
يعثر سحبان دونه ويُرى
تقصيرُ عمرٍ ولديه إن قَصَّر
يغتال أعداءه اذا احترسوا
بلحظةٍ مثل ضربة الأعفر
يُردي ويُحيي بلحظِهِ ومتى
وجَّه تحديد لحظه ينحر
همته فوق ما حوى فبه
يفتخر البأسُ وهو لا يفخر