واجه سماءك وانظر أيها الساري
المظهر
واجه سماءك وانظر أيها الساري
واجه سماءك وانظر أيها الساري
هل في سمائك نجمٌ غير سيارِ
تغيب عنها وتغشاها كواكبها
فليس فيهن إلا نضو اسفار
كأنما خلق السوري منطبعاً
على التنقل من دارٍ إلى دار
كذا ترى حظ سوريا يقلبها
حيناً على بردٍ حيناً على نار
وفي التنقل لذات وليس لنا
فيه سوى هممٍ تمضي بأعمار
نحن الألى ضربوا في كل منتجعٍ
شم الأنوف أباةَ الضيم والعار
فلم يرد علينا الجهد فائتةً
ولا تبدل إعسار بايسار
لكنه امل في النفس سلطه
حكم الأناةِ على أحكام أقدار
فرب نابغةٍ احيا لأمته
ميت الرجاء وقوى عزمها الهاري
وللدواهي علاج قد يجيء به
من لا يصول بعسال وبتار
حي الأمين مرباً في عشيرته
مكرم الوجه حراً بين احرار
واستروه ما رواه في المغارب عن
أنباء يعرب من آيٍ واخبار
طلعت يا قمر الوادي على فلكٍ
من جو كولمب محفوفاً بأقمار
واستقبلتك ربوع الغرب ناظرةً
اليك نظرة اعجابٍ وإكبار
ورحت جوابةً في الشرق ترتبع ال
مصر النضيرَ وتغشى الفدفد العاري
فكنت بهجته في كل مرتبعٍ
وكنت فارسه في كل مضمار
فقم امينُ وحدثنا بما نظرت
عيناك عند أعاريبٍ واغيار
واشرح لنا دهشة الغربي يوم بدا
من المعري عليه سحر افكار
فقام نادي الثريا يصطفيك وقد
أولى جبينك اكليلاً من الغار
وزورةٍ لك في أهل الكنانةِ لم
يلثم جبينك فيها غير ازهار
اعلتك منزلةً لا يستقلُّ بها
الا فتىً عربي ذهنه ناري
فان يومك في الصحراء باركه
بلهيثها باسم اجيال واعصار
ومثلها سانحاتٌ في الحجاز وفي
نجدٍ وعند الفرات السلسل الجاري
مشيت وحدك في أرض يخاف بها ال
ماشي بجيش من الفرسان جرار
عزيمةٌ بك طارت فاجتليت بها
مواطناً ما اجتلتها عين طيار
كذا هي الهمة الشماء ان طمحت
قاست فسيح فيافيها باشبار
نزلت فيها تبيع السحر مشترياً
وحياً فكنت هناك البائع الشاري
صافحت فيها ملوك العُرب مجتلياً
ام اللغات باطلال وآثار
نعم الملوك ولكن في لسانهم
دخيل عجمة ثغثاغٍ وثرثار
تدوس في ناعماتِ الخز أخمصهم
والضاد ساحبة اذيال اطمار
لولا بقية اعوان لدولتها
لم يبق للضاد ركن غير منهار
ولا اهتدى عربيٌّ في مجاهلها
ولا برى قلماً في قومها باري
حماك ربك يا أم اللغات ولا
عدتكِ رنات اسجاعٍ واشعار
العرب ما برحوا في شرقهم عربا
والشرق ضاءَ فسكن روعة الساري