هم علموا عيني سؤال المعالم
المظهر
همُ علّموا عيني سؤال المعالمِ
همُ علّموا عيني سؤال المعالمِ
بنوعين هطّال عليها وساجمِ
أبوا ظنةً بي أن أرى غير مغرمٍ
فهمُّوا بقلبي أن يرى غير هائم
كأنهمُ إذ أزمعوا سلبوا الكرى
جفوني فما أحظى بلذّةِ نائم
وهبت نصيبي من سُلوي لعاذلي
وصارمتُ حبلي من محبّ مكاتم
وما بحت حتى استنطق الشوقُ أدمعي
وذكَّرني عهد الحمى المتقادم
فسرت أشيم الجود في كلّ معدن
وأنتقد الناسَ انتقادَ الدراهم
فلم أرَ مثل اليمن ربَّ إمارةٍ
حميد بن محمود حليف المكارم
هو الجبلُ العالي الذي شُرفاتُه
تُعلَّى على أسّ النجوم النواجم
فإن قال قوم إنهُ مثلُ حاتم
ففي كلّ عضو منهُ أمثال حاتم
فيا طيئاً طيّ الأمير ومن غدا
لهُ شرف عالي الذّرى والدعائم
بقيت ليوميك اللذين علاهما
مصنفة في عُربها والأعاجم
فيوم وغىً يسطو فقسوة جائر
ويوم رضى يحنو بعطفة راحم
ولما رأى الله الندى في عباده
مقاماً وركن الجود ليس بقائم
حباك ببحر من نوال إذا طما
ثوى البحر في تياره المتلاطم
لئن سلّمت طيٌّ إليك عنانها
فأصبحت أسنى ذخرها للعظائم
وعدّل فيها عدة الدولة الذي
يُشار إليه في كتاب الملاحم
فما عدم التوفيق عن مستحقه
وليس الخوافي في الورى كالقوادم