نزهة المشتاق في اختراق الآفاق/الإقليم السادس/الجزء الثالث

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة


إن الذي تضمن هذا الجزء الثالث من الإقليم السادس بقية من أرض بؤامية وإقليم أنكرية وإقليم بلونية وإقليم شصونية وإقليم رمانية. فأما اقليم بؤامية ففيه من البلاد المشهورة باصو وأقراه وأبية وبطش. وفيه من بلاد قرنطارة سيق لاوش وبذوارة وبلغراتة وأستركونة وشبرونة وغرماسية وتيتلوس ونيطرم وإفرنك بيلة وأرينية. وفيه من بلاد أنكرية هنقبر وشنت وبقصين وجرنغراتة وقاون وار وبلغردون وأفرنيسفا وتنيسبر ووالبة. وفيه من بلاد شصونية هربرد ووذنبركة ونيون برك وهالة ومشلة. وفيه من بلاد بلونية زامتق وإقراقو وجنازنة وبرتيصلابة ورمسلي. وها نحن أواصفون خبارها مثل ما سبق لنا من قبل بحول الله فنقول إن مدينة بلاح من أرض قرنطارة على نهر دروة وهي مدينة حسنة كثيرة الأقاليم والأقطار غزيرة المياه والأنهار وقد تقدم لنا ذكرها بما هي عليه قبل هذا. ومنها إلى مدينة بلغراتة في جهة الشمال سبعون ميلاً ومدينة بلغراتة على بعد من النهر المذكور وهي في ذاتها حسنة جليلة عامرة ذات سور حصين وأسواق عامرة وصناعات قائمة وتجارات متصرفة ومرافق كثيرة ومزارعها طيبة كثيرة الحبوب والقطاني. ومن مدينة بلغراتة إلى مدينة بوزانة على نهر دنو خمسة وثلاثون ميلاً وهي مدينة متوسطة عامرة متحضرة بها أشياء ممكنة ومرافق قائمة وعمارات متصلة. ومن مدينة بوزانة إلى مدينة بذوارة ستون ميلاً وبذوارة على نهر دنو وبين بوزانة وبذوارة يقع نهر دروة في نهر دنو وبموزانة آخر بلاد قرنطارة. وكذلك أيضاً من مدينة بلغراتة إلى مدينة أستركونة ثلاثون ميلاً ومن مدينة بذوارة المتقدم ذكرها إلى مدينة نيطرم في جهة الشمال سبعون ميلاً. وكذلك أيضاً من مدينة بوصانة إلى نيطرم سبعون ميلاً في جهة الشرق مع الشمال وذلك أن نهر دنو يمر من مدينة بوصانة في جهة الجنوب ثم يستقيم جريه شرقاً إلى مدينة بذوارة فيجتاز بشمالها ونيطرم مدينة عامرة متحضرة كبيرة القطر في مستو من الأرض ولها مياه جارية ومزارع نامية وأحوال سامية وخيرات كاملة ولها كروم وعمارات. ومن مدينة نيطرم إلى مدينة أقرة في جهة الشمال أربعون ميلاً ومدينة أقرة من أرض بؤامية. ويخرج من أرض بؤامية نهران يمران في جهة المغرب ويسيران بتأريب إلى الجنوب فيصبان في نهر دنو بمقربة من بوزانة ويخرج هذان النهران من جبل يسمى ببلواك وهو جبل حاجز بين بلاد بؤامية وبلاد بلونية فيمر النهران مفترقين ثم يجتمعان فيسيران واحداً ثم يصب في نهر دنو كما وصفنا. وعلى هذين النهرين مدينتا أقرة وبطش وبطش مدينة صغيرة لكنها عامرة ولها أقاليم ورساتيق كثيرة. ومن أقرة إلى مدينة بطش أربعون ميلاً بين شرق وشمال ومن أقرة في جهة الشرق إلى مدينة أرينية ثمانون ميلاً وهي مدينة صغيرة عامرة. ومن أرينية إلى مدينة بقصين على نهر دنو في جهة الجنوب ستون ميلاً وبقصين مدينة مشهورة وفي عديد القواعد القديمة مذكورة وبها أسواق ومتاجر وصناع وعلماء إغريقيون ولهم مزارع وجهات عامرة وسعرها إلى بداً محطوط لكثرة الحنطة عندهم. وأيضاً فإن من مدينة بقصين إلى مدينة قاون ستون ميلاً في جهة الشرق ومدينة قاون مدينة كبيرة عامرة على نهر دنو وبها أسواق وصناعات وكذلك من مدينة أقرة المتقدم ذكرها إلى مدينة قاون مائة ميل وستون ميلاً. وأيضاً فإن من مدينة أقرة إلى مدينة باصو المذكورة في جهة المغرب مع جنوب ثمانون ميلاً ومدينة باصو من أرض بؤامية. ومن باصو إلى مدينة مشلة وتروى مشلة مائة ميل وخمسون ميلاً وهي مدينة حسنة كثيرة المزارع والثمرات واسعة الأقاليم والجهات متصلة العمارات ذات أسوار حصينة وأسواق عامرة. وأيضاً فإن من مدينة سيق لاوش السابق ذكرها في جهة المشرق إلى مدينة إفرنك بيلة ثمانون ميلاً وإفرنك بيلة مدينة كبيرة حسنة برية شرب أهلها من العيون والآبار وبها خيرات كثيرة ونعم شاملة وافرة والغالب على أهلها البداوة. ومن مدينة إفرنك بيلة بين شرق وشمال إلى مدينة أبرندس خسون ميلاً وأبرندس مدينة متحضرة لها إلى سواق وعمارات كثيرة وهي في أسفل جبل وموضعها في وطاء من الأرض ومنها إلى مدينة قاون التي على نهر دنو سبعون ميلاً. وكذلك من مدينة أبرندس إلى مدينة بقصين مثل ذلك سبعون ميلاً ومدينة بقصين من مدينة قاون في ناحية الغرب وقاون وبقصين مدينتان جليلتان عامرتان كثيرتا الداخل والخارج وهما حاضرتا بلاد أنكرية وأكثرها عمارة وأوفرها إلى موالاً وضياعاً. ثم نرجع أيضاً فنقول إن من مدينة بذوارة السابق ذكرها إلى مدينة تيتلوس على النهر في جهة المشرق خمسة وسبعون ميلاً ومن مدينة تيتلوس إلى مدينة بقصين خمسة وسبعون ميلاً ومدينة تيتلوس في الضفة الشمالية من النهر وهي عامرة كثيرة الخلق وأهلها إلى هل أموال جسام ونعم وأنعام. وأهل هذه الناحية كلها إلى عني أهل بلاد أنكرية أهل حرث وكسب وقدرة على العمارة ولها أقاليم وقرى عامرة وهي تتاخم أرض إسقلونية. وأكثر بلاد إسقلونية في وقتنا هذا تغلبت البنادقة عليها وملكت أمرها وكان أكثرها قبل هذا في طاعة ملك أنكرية فاغتصب فيها. وأيضاً فإنا نقول إن من مدينة تيتلوس في جهة الجنوب إلى مدينة إفرنك بيلة ميلاً ومن إفرنك بيلة إلى مدينة قاون مائة ميل ومن مدينة إفرنك بيلة أيضاً في جهة الغرب مع الجنوب إلى مدينة أقولية من أرض إسقلونية سبعون ميلاً ويقال إن أقولية تتاخم أرض إسقلونية. وكذلك من أقولية إلى مدينة سيق لاوش أيضاً سبعون ميلاً وأقولية من أرض إسقلونية ذات أقاليم واسعة وخيرات مجتمعة وهي في حضيض جبل متحصنة من غارات ومن أقولية إلى مدينة بلاح تسعون ميلاً ومن مدينة بلاح إلى مدينة بلغراتة ستون ميلاً وكذلك من مدينة بلاح إلى إفريزاك خمسون ميلاً غرباً ومن إفريزاك إلى مدينة رنج برك التي من أرض بابير مائة ميل وإفريزاك وبلاح وأقولية تتاخم أرض قرنطارة. ومن مدينة إفرنك بيلة إلى أبرندس خمسون ميلاً ومن أبرندس إلى مدينة بانية التي على نهر لينة خمسة وسبعون ميلاً وهي مدينة صغيرة متحضرة متحصنة على النهر ونهرها يصب بين مدينة قاون ومدينة بلغردون. ومن مدينة بانية أيضاً إلى مدينة أبلانة تسعون ميلاً وهي مدينة عامرة ومن أبلانة إلى مدينة ربنة مائة ميل وعشرون ميلاً وربنة مدينة كبيرة عامرة. ومن أبلانة أيضاً في جهة الجنوب إلى مدينة غانل أربعة أيام وهي مدينة تغلبت البنادقة على أرضها فأخربتها وهي على نهر كبير يمر منها حتى يجتاز على مدينة نيسو وبينهما في البر أربعة أيام وفي النهر يومان. ومن نيسو إلى مدينة ربنة خمسون ميلاً ومن مدينة بانية إلى مدينة بلغردون في جهة الشمال خمس مراحل ومن مدينة بانية إلى مدينة قاون مائة ميل. وكذلك من قاون إلى مدينة بلغردون سبعون ميلاً وهي في البر مرحلتان كبيرتان جداً وفي النهر أقل من ذلك ومدينة بلغردون مدينة عامرة بها بشر كثير وكنائس معظمة. ومنها إلى مدينة أفرنيسفا خمسة وسبعون ميلاً وفي النهر يومان وإفرنيسفا مدينة عامرة كبيرة. وأيضاً فإن من مدينة بلغردون إلى مدينة ربنة مائة وخمسون ميلاً في البرية ومن ربنة إلى مدينة أفرنيسفا مرحلتان كبيرتان ويقال إنها مائة ميل وهي مدينة في مستو من الأرض عامرة القطر كثيرة الداخل والخارج رخيصة الأسعار دائمة الغلات مياهها جارية وأقاليمها واسعة وتجاراتها دائمة وخيراتها مشتملة وهي من مدن مقذونية. ومنها إلى مدينة نيسو خمسون ميلاً ونيسو من مدن مقذونية أيضاً وسنصف باقي أرض مقذونية فيما يأتي بعد هذا بحول الله وقوته فنقول إن الطريق من مدينة قاون إلى أرض أنكرية يؤخذ مع الشمال وأكثر بلاد أنكرية إنما هي على نهر شنت ونهر تيسيا وهذان النهران يخرجان معاً من جبل كركو وهو الحاجز بين بلاد أنكرية وبلونية وأرض المجوس فيجريان معاً إلى ناحية المغرب ثم يجتمعان على مسير ثمانية أيام من منابعهما ويصيران نهراً واحداً ثم يمر إلى جهة الجنوب مقدار ثمانية أيام فيصب في نهر دنو ما بين مدينة بقصين ومدينة قاون. ومن مدينة قاون إلى شنت أربعة أيام وهي في غربي النهر وهي مدينة عامرة حسنة متحضرة. ومنها مع النهر إلى مدينة جرنغراتة ثلاث مراحل وهي مدينة كبيرة عامرة بها أسواق وخيرات شاملة. ومنها أيضاً مع النهر إلى مدينة تنيسبر أربع مراحل وهي مائة وعشرون ميلاً وتنيسبر مدينة حسنة كثيرة الخيرات على جنوب نهر تيسيا. ومن أراد سار من مدينة جرنغراتة إلى مدينة والبة خمس مراحل يخرج من المدينة إلى مصب نهر تيسيا مرحلة كبيرة ويصعد مع نهر شنت أربع مراحل إلى مدينة والبة وهي مدينة قائمة الذات عامرة على نهر شنت من شماله. ومن مدينة والبة إلى مدينة تنيسبر في جهة الجنوب أربع مراحل كبار في عمارات ومزارع وخصب وهذه المراحل بين النهرين معاً. ومن مدينة والبة إلى مدينة هنقبر في ناحية الغرب خمس مراحل ومدينة هنقبر كبيرة عامرة تتاخم أرض بلونية. وأرض بلونية بلاد العلماء وطلاب العلم بها كثير من الروم القاصدين إليها من سائر الآفاق وبلادها عامرة كثيرة البشر. ومن مدنها مدينة إقراقو وهي مدينة حسنة كثيرة الديار والعمار والأسواق والكروم والجنات ومنها غرباً مع جنوب إلى مدينة مشلة مائة وثلاثون ميلاً ومدينة مشلة مدينة حسنة متحضرة ومنها أيضاً إلى مدينة بطس خمسة أيام جنوباً. ومن مدينة إقراقو إلى مدينة جنازنة مائة ميل وهي من إقراقو شرقاً وهي مدينة عامرة حسنة ومن مدينة جنازنة إلى مدينة رتصلابة ستون ميلاً ومن مدينة رتصلابة إلى رمسلي من أرض سدمارة مائة ميل. ومن مدينة إقراقو أيضاً إلى مدينة هالة في جهة الغرب مائة ميل وهي من أرض شصونية وهالة مدينة كبيرة جامعة عامرة. وكذلك من مدينة إقراقو إلى نيون برك مائة ميل ونيون برك من أرض شصونية أيضاً وبين كحالة ونيون برك أربعون ميلاً ومن نيون برك إلى مدينة وزنبركة غرباً ستون ميلاً وهي مدينة جليلة. ومن مدينة نيون برك في جهة الجنوب إلى مدينة قزلارة مائة ميل وهي أربع مراحل ومن مدينة قزلارة في جهة الغرب إلى مدينة هربرد من أرض اللمانية ستون ميلاً ومن مدينة قزلارة إلى مدينة مشلة في جهة الشرق مائة ميل ومن هالة أيضاً إلى مدينة مشلة ثمانون ميلاً. ومن نيون برك إلى مدينة وزرة على النهر خمسة وعشرون ميلاً ومن وزرة إلى بحر الظلمات خمسة وعشرون ميلاً وهنا انقضى القول في هذا الجزء والحمد لله كثيراً. نجز الجزء الثالث من الإقليم السادس ويتلوه الجزء الرابع منه إن شاء الله.