نزهة الفتيان في تراجم بعض الشجعان/عبادة بن الصامت

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة


عبادة رضي الله عنه

هو ابن الصامت الخزرجي أبو الوليد أحد النقباء ليلة العقبة والشجعان المعدودين بألف فارس حضر بدرًا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد فتح مصر مع عمرو بن العاص، وقد تقدم أن عمرًا استمد عمر بن الخطاب فأمدَّه بصاحب الترجمة، وخارجة بن حُذافة القرشي المتقدم، وقال له: قد أمددتك بألفي فارس.

سكن فلسطين من أرض الشام، وتولى قضاءها، وكان أحد الصحابة المعلِّمين هناك، وجرت له قصص مع معاوية في الأمر بالمعروف تدل على قوته في دين الله، وكان يزيد بن أبي سفيان كتب إلى أمير المؤمنين عمر: قد احتاج أهل الشام إلى من يعلِّمهم القرآن ويفقِّههم، فأرسل الفاروق عُبادة هذا، ومعاذَ بن جبل، وأبا الدرداء رضي الله عنهم .

ومن مناقبه ما ذكره ابن إسحاق في المغازي قال: لما حارب بنو قينقاع بسبب ما أمرَهم عبدُ الله بن أُبي، وكانوا حلفاءه مشى عبادة بن الصامت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان له من الحِلف مثل الذي لعبد الله بن أبي فخلعهم وتبرأ إلى الله ورسوله من حِلفهم فنزلت: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى}[المائدة:51] الآية، وتوفي رضي الله عنه سنة أربع وثلاثين.