نزهة الفتيان في تراجم بعض الشجعان/الأحيمر بن خلف التميمي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة


وأما الأحيمر بن خلف بن بَهْدلة بن عوف بن كعب بن سعد مناة السعدي فله قصة مشهورة مع النعمان بن المنذر ملك العرب، وذلك أن وفود العرب اجتمعت عنده، فأراد أن يبْتليهم فـأخرج لهم بُرْدَي جده المنذر بن ماء السماء، وقال: ليقم أعز العرب فيلبس هذين البُرْدَيْن، فقام الأحيمر فاتزر بأحدهما وارتدى بالآخر، فقال له الملك: أنت أعز العرب؟ قال نعم، قال: بم؟ فقال له: العز والشرف في العدنانيين، ثم في نزار، ثم في مضر منهم، ثم في تميم من مضر، ثم في سعد من بني تميم، ثم في بني بهدلة بن كعب بن سعد فمن أنكر هذا من العرب فلْينافِرْنِي، فقال له الملك: هذا أنت في أصلك فكيف أنت في أهلك ونفسك؟ فقال: أنا أبو عشرة وعم عشرة وأخو عشرة وخال عشرة، وهذه نفسي شاهدة ومدَّ رجليه، وقال: من أزالهما من موضعهما فله مائة ناقة، فلم يعارضه أحد من أشراف العرب الحاضرين فذهب بالبردين، فقال الفرزدق في الإسلام مفتخرًا ببني بهدلة وذكر هذه القصة في شعره:

فما تمَ في سعد آلِ مالك
غلامٌ إذا ما قِيلَ لم يَتَبَهْدلِ
لَهمْ وهب النُّعمان بُرْدَىْ مُحَرِّقٍ
بمجدِ مَعَدٍّ والعديد المُحصَّل

ولم يدرك عتيبة والأحيمُر الإسلام.