نبا عن ذويه وخلانه
المظهر
نبا عن ذويه وخلانه
نبا عن ذويه وخلانه
وعاف مراتع أوطانه
وخلى حماهُ وبدل داراً
بديرٍ وأهلاً برهبانه
شبابٌ نضيرٌ يُعاصي هواهُ
ويقهر سلطانَ شيطانه
ويخلعُ ثوب الحرير ويرضى
بثوب الحداد واشجانه
ويغشى الكريهةَ وهوَ مسوقٌ
إليها بدافع إيمانه
يحارب بطلاً ويصرع جهلاً
ويذهب بؤساً باحسانه
رسولُ الفضيلة في كل صقعٍ
رسولٌ كثيرٌ بإخوانه
وما كان جيشُ اليسوعي إلا
خيالَ الالهِ بسلطانه
ورمزَ قواهُ على أرضهِ
ونورَ هُداهُ لأنسانه
يقيم الحدودَ بشرع المسيح
ويرعى العهودَ لجيرانه
ويغذو البنين بعلمٍ صحيحٍ
يفيض لطالبِ البانه
ولولا معاهدُ علمٍ بناها
لطالَ الضلالُ ببنيانه
ولم يرق قسٌّ إلى منبرٍ
يرددُ آيات سحبانه
ولا كان للعلم في الشرق روضٌ
تطوف الطيورُ بافنانه
يحن الحمامُ إلى ايكه
ويهفو الهزار إلى بانه
ويجري البيان بافيائه
نميراً إلى مستقي حانه
كأن الربيع له خالدٌ
فلا ينتهي عمرُ نيسانه
رعى اللَه قوماً حموا دوحه
وصانوا نواضر اغصانه
واجروا لوراده منهلاً
تسيل العلوم بغدرانه
تولاه كل اخي همةٍ
رست حوله مثل حيطانه
يقيم على طيره ساهراً
كأن الكرى خصم اجفانه
ضنينٌ بها ضن ذي عيلةٍ
شفيقٍ برب بصبيانه
مطالعها ملءُ الحاظه
واصواتها ملءُ آذانه
إذا هاجمتها نسورُ الخنى
رماها بوابل نيرانه
فاولادنا عنده في حمىً
يهي الدهرُ عن ثلم جدرانه
ومن كاليسوعي في أرضنا
تراه وفياً للبنانه
طوى فيه قرناً يعاني جهاداً
لخير بنيه وعمرانه
سلامٌ عليكم جنود المسيح
دعاة الجميل وعرفانه
أتيتم ولبناننا في دجى
فكنتم ضياءً لسكانه
ولما حرثتم رياض العلوم
سقاها الكريم بهتَّانه
وقد تم قرنٌ عليكم وأنتم
كورد الربيع بابانه
فهيهات ينفك لبنان عنكم
ولو أدرجوه بأكفانه