انتقل إلى المحتوى

من ناصري والزمان لي خصم

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

من ناصري والزمانُ لي خصمُ

​من ناصري والزمانُ لي خصمُ​ المؤلف مهيار الديلمي


من ناصري والزمانُ لي خصمُ
ومنصفي والطبيعةُ الظلمُ
وعاذري من عزوف نفسيَ وال
همَّةُ غصنٌ ثماره الهمُّ
في كلّ يومٍ سعيٌ بلا ظفرٍ
يقعدُ همّي وينهضُ العزمُ
وحاجةٍ في العلاء أطلبها
عند غريمٍ قضاؤه غرمُ
أركبُ منها شهبَ الأماني فتل
قاني الليالي من دونها الدُّهمُ
ما أولعَ الدهرَ بالفسوق إذا
قيلَ له في يمينك الحكمُ
كأنه يومَ برَّ أقسم لا
يكون فيه لفاضلٍ قسمُ
أنظرهُ يوما ترجعْ عوازبهُ
لكلّ منشورةِ العرى ضمُّ
لا بدَّ من نظرة محلِّقةٍ
يمسحُ فيها بالراحة النجمُ
لأبلغنَّ الذي الرَّغام به
ينبئ أو فيه للعدا الرغمُ
جبنَ الدُّجى مفرقا وجئن وللص
بح عليه صوارم خذمُ
كأنها والفلا يموج بها
سفائنٌ جاش تحتها اليمُّ
تحسبُ ركبانها تخبُّ بهمْ
حمشٌ عن الماء حلِّئت رثمُ
عنَّ لها والشروعُ حيثُ ترى
أشعثُ باقي قميصه رسمُ
أبو ثلاثٍ بقاؤه أبدا
لهنَّ مع ضعف رزقه يتمُ
تطرحه راميا بمهجته
في لهواتِ المخاوف العدمُ
بصيرةٌ بالنفوس طاعتها
على المنايا إذا مضت حتمُ
فاستلَّ منها زرقاءَ تثبتُ في ال
عظم بمتن كأنّه العظمُ
لو لم يعقها الحرمانُ كان له
وللأيامي في كسبها طعمُ
رمى فأشوى فانصعن جافلةً
كأنَّ مرآى شخوصها وصمُ
يحفزها سائق عنيفٌ من ال
خوف وفحلٌ سياطهُ العذمُ
تطيعه يومَ خوفها وتعا
صيه خلافا ودارها سلمُ
فهو لها قائدٌ إذا انتشرت
والٍ وتالٍ غداةَ ينضمُّ
تخطو بنا خطوها نجائبُ لا
يحبسها بالعيافةِ السَّجمُ
تخابط التيهَلا يشقّ لها
تربٌ ولا يقتفى بها نجمُ
يامن رأى بالعقيق بارقةً
تحسرُ منها الرُّبى وتعتمُّ
يقدحُ زندُ الجنوب جذوتها
وسدفةُ الليل تحتها فحمُ
تبتسم الأرضُ وهي كالحةٌ
منها ثغورٌ لها الحيا ظلمُ
يذكرني لمحها زمانا على ال
خيف تقضَّى كأنه الحلمُ
هل لك بالنازلات دون منىً
يا علمَ الشوقِ بعدنا علمُ
كم وقفةٍ لي على شرافٍ وفي ال
تربِ عطارٌ وفي الصَّبا سقمُ
جرتْ مع الرسم لي محاورةٌ
فهمتُ منها ما قاله الرسمُ
كأنّ شعري أعدى معاهده
فأعربتْ لي عِراصها العجمُ
وباللوى ظبيةٌ مضى عددُ ال
حسن عليها فبدرها تمُّ
رمتْ فما كذّبتْ مقاتله
سهميَّةٌ لحظُ عينها سهمُ
أطلبُ ودَّ الأيام أظلمها
وهل تسام الولادةَ العقمُ
كيف اعتذارُ الزمان من حرمةٍ
فيَّ وفي نفسه له جرمُ
ليت كفاني الإخوانُ أنفسهم
فلم يقوني الأذى ولم يرموا
قد سمع الدهر واستجاب وأن
صاري خرسٌ عن دعوتي صمُّ
ويدّريني نبلُ الكلام فلا
أصغي وفي أضلعي كلمُ
ودّ الأعادي وقد نصبتُ لهم
حلمي طودا لو أنهم عصمُ
أعرضَ سمعي فضاع لغوهمُ
ربَّ سفاهٍ أماته الحلمُ
يعجبُ للجهل كيف راخى لأق
وامٍ ودانى من خطوه الحزمُ
تحلو لقوم طعومُ ما لهمُ
وليس للمال عنده طعمُ
تمَّ وما ألقيتْ تمائمهُ
على رجال سادوا وما تمُّوا
واجتمع الطارف التليد له
سنٌّ ثنيٌّ وسؤددٌ همُّ
مستيقظٌ ظنُّه يقينٌ إذا
هوّم قومٌ يقينهمُ رَجمُ
حلوُ جناةِ اللسان مرُّ المُلا
حاتِ ضحوكٌ عراكهُ جهمُ
جوهرةٌ للصديق جندلةٌ
على العدا لا يلينها العجم
من خيرِ قومٍ أبا وأكرمهم
أمّاً إذا عابت الأبَ الأمُّ
والمجد ما يستوي جوانبهُ
فيستوي الخالُ فيه والعمُّ
تشتدّ ألفاظهم وتخدم أق
لامهمُ السمهريَّة الصُّمُّ
إذا انتحوا في عدوِّهم غرضا
بالرأي أصموا من قبل أن يرموا
تُثنى الليالي بهم إذا جمحتْ
كأنَّ أسماءهم لها لُجمُ
لهم على كل دولة أثر
كأنه في جبينها وسمُ
إن أخذوا بالذنوب مقترفا
خصُّوا وأن أمطروا ندىً عمُّوا
إذا أخيفوا رموا بخوفهمُ
وراء ما ألجموا وما زمُّوا
بيضُ المجاني تأبى لهم سمةَ ال
عارِ عرانينُ كالقنا شمُّ
تطلع أزرارهم شموسَ ضحىً
أهلّةَ الليل فوقها التمُّ
كلّ همامٍ قرمٍ إذا اختلفت
ولادة المجد فابنه قرمُ
مراقب الذكر قبل رؤيته
مقبَّلٌ قبلَ كفّه الكمُّ
أنت نصيبي من الزمان ومف
تاحُ مناي الرِّغابِ والختمُ
إن أنحلتني أيدي الخطوب ففي
ثراك عزّي ونبتى الضخمُ
عرفتني ساعة انتصابك لي
والناس بلةٌ عن قعدتي بكمُ
واخترتني قبلَ أن تسابقَ بي
ولم يرضني الشكيمُ والحزمُ
فراسةٌ تكتفي بلمحتها
كالذئب يكفي اقتصاصه الشَّمُ
يفديك راضون من مراتبهم
بأن يسمَّوا فيها ولم يسموا
تريح أعراضهم فلو كتموا
ليستروا وجهَ لؤمهم نمُّوا
إن قمتَ في مغرمٍ تباطوا وإن
شعَّثتَ مالاً في سؤددٍ لمُّوا
ومَن بنى ما بنيتَ في سرفِ
أسرعَ في بيت ماله الهدمُ
تبقى كعوبُ الرماح سالمةً
ويرتقي في العوامل الحطمُ
لا خالستْ ربعك الخطوبُ ولا
أغبَّني صوبُ ودِّك السجمُ
ولا تخطَّتْ إليك طارقةٌ
لجرحها في سعادةٍ كلمُ
وباكرتْ ربعك التهاني بمو
شىٍّ من المدح رصفه رقمُ
تحمله في بيوتها كلُّ عذ
راءَ رداحٍ أردانها فعمُ
والدها من أنسابها مضرٌ
وجدّها من آبائها جشمُ
ترضاك لو لامست سواك رجم
ناها فحدُّ الحواضنِ الرَّجمُ
خالصةً فيك لا يخالطها
غشٌّ ولا تحت حمدها ذمُّ
يسمعها حاسدي فيصغي وفي
أذنيه من ثقل وقعها صلمُ
تسوغُ في حلقه وتشرقه
بالغيظ فهي الشِّهاد والسُّمُّ
إذا تلاها الراوي رنا نحوه ال
عميُ فأصغى لصوته الصمُّ
كأنها كعبةُ القريض فما
يُغبُّها الاستلام واللثمُ