انتقل إلى المحتوى

من عائدي من الهموم والحزن

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

من عائدي من الهمومِ والحزنِ

​من عائدي من الهمومِ والحزنِ​ المؤلف ابن المعتز


من عائدي من الهمومِ والحزنِ،
و ذكرِ ما قد مضى من الزمنِ
و شربِ كأسٍ في مجلسٍ بهجٍ
لم أرَ فيهِ هماً، ولم يرني
من كفّ ظبيٍ مقرطقٍ، غنجٍ،
يَعشَقُهُ مَن عَليهِ يَعذُلُني
تلوحُ صلبانهُ بلبتهِ،
كنُورِ زَهرِيّةٍ بلا غُصُنِ
يا ليتَ من جاءهُ يقربهُ،
من فَضلِ قُربانِه يُقَرّبُني
جاءَ بها كالسّراجِ ضافيةً،
سلافةً لم تدسْ، ولم تهنِ
من ماءِ كَرمٍ عُتّقَتْ حِقَباً
في بطنِ أحوى الضميرِ مختزنِ
كأنّهُ، مُنْذُ قامَ مُعتَمِداً
بعظمِ ساقٍ مثقلِ البدنِ
مَيتٌ وفيهِ الَحياةُ كامنَةٌ،
برُوحِها العَنكَبوتِ في كَفَنِ
ما لي، وللباكراتش والظعنِ،
و مقفراتش الطلولِ والدمنِ
شغليَ عنها بالراحش في غلسٍ،
ووَضعِ رَيحانَةٍ على أُذُني
و لحظِ عينٍ يريدُ ذاكَ وذا،
خِوانَةٌ تُجرَى على العَيَنِ