مقسم الخاطر ولهانه
المظهر
مقسّم الخاطر ولهانه
مقسّم الخاطر ولهانه
مخبرٌ عن شانه شانه
تكلمت مهجته بالأسى
وعبرت بالحال أجفانه
بالروح أفدي أغيداً قد بدا
يخطّ فوق الخدّ ريحانه
عادٍ على نوم الورى ناهبٌ
وهو ثقيل الجفن وسنانه
يحمي شقيق الروض في خده
وبالقنا يحجب نعمانه
واهاً له خداً حكى جنة
وخاله الأسود جناته
أضحى معاذاً من سلوي فما
يزال يضني القلب فتاته
يا واعداً من بعده بالردى
يكفي من الواعد هجرانه
تجنى بساتين البرايا وقد
جتى على رآئيك بستانه
و عاذل مقلته لا ترى
والصبّ لا تسمع آذانه
يجهل جهل الثور في عذله
فخله يطلق فدانه
ما أكتم القلب لتبريحه
وقد توارت منه نيرانه
قلمبت يا قلبي زنداً فما
يضره للنار كتمانه
ان كان حزني من رضاها جرى
فمن سرور القلب أحزانه
و جيرة في القلب أسكنتهم
فارتحل البيت وسكانه
و أصبح المغرم قد فاته
مكانه منهم وإمكانه
اذا دعا خادم شجو إلى
دمعٍ جرى في الحال مرجانه
فقلبه في مصر مستودعٌ
وفي أقاصي الشام جثمانه
أغصه النيل بدمع الأسى
ومررت ذكراه حلوانه
و شيبت أيدي النوى شعره
وشاقه الدير وشعرانه
حيث الصبا تركض أفراسه
وتقنص الآرام فرسانه
من كل ريم قد تشوقته
من قبل أن تشتاق أوطانه
أبداه بالذكر فأعجب لمن
يبدأ بالساكن بنيانه
لمنطق من ذكره حسنه
ومن علاء الدين إحسانه
أنا أمير الشعر في وصف ذا
ومدح ذا رتب ديوانه
فازت يدا من بعلي الندى
تعلق يمناه وأيمانه
ذو السر والبر فيا حبذا
أسراره الطهر وإعلانه
و المرتقي علياء يعشو إلى
كتابه في الأوج كيوانه
و رتبة في الافق قد رجحت
من قبل أن يرصد ميزانه
للدين والدنيا عليه سناً
يعرب عن فحواه عنوانه
فحبذا لمادحيه الندى
وأنعمُ الله ورضوانه
الشعر فيه ملك قابل
وقابل في الغير شيطانه
لوعده من كرم ذكره
حتى اذا وفى فنسيانه
كأنما البحر له راحة
وهذه الأنهر خلجانه
كأنما ألفاظه روضةٌ
وهذه الأطراس غدرانه
زهت رياض الملك من حين ما
هزّت من الأقلام أغصانه
و طوق الخلق بإنعامه
فرجعت بالحمد ألحانه
لطائف البيت الذي لم يزل
لطائف الآمال أركانه
كل امرئ سلمانه بالولا
وكل مهدي المدح حسانه
من معشرٍ هم في الندى سحبه
وفي ظلام الخطب شهبانه
إلى فتى الخطاب ساميهم
تفننُ الفضل وأفنانه
من عمر نور التقى والعلى
إلى عليّ آل برهانه
فأنت ذو النورين من ذا وذا
عليه أم أنت عثمانه
يا شائد البيت النظيم الذي
على التقى أسس بنيانه
يا صاحب اللفظ فريداً به
فهو على الحالين سحبانه
يا راشق الرأي السديد الذي
أنفذه بالسعد سلطانه
ياذا اليراع المجتلي بارقاً
وفي فجاج الأرض هتانه
مجانس يحيى العلى والردى
خطابه الحلو وخطبانه
في يدك البيضاء يوم الوغى
يلتقم الأهوال ثعبانه
و في الندى يا نوح عمر العلى
يلتهم الأموال طوفانه
كالذابل الخطي لكنه
في البر أو في الخصب ريانه
ما لبس من لاقاه يوم الوغى
دروعه بل هي أكفانه
لو لم ينبه جفنه كالئاً
ما غمضت للسيف أجفانه
لو لم يحرر قوله مفصحاً
ما صممت في الروع خرسانه
لو لم يصغ جوهر إدراجه
ما أزهرت بالمدح تيجانه
يا صاحب الهيبة ألية
حيث الرجا تفهق غدرانه
يا صاحب الرأفة والعطف لا
نسيم نعمانٍ ولا بانه
يا سيدي دعوة ذي حالة
أحالها الدهر وعدوانه
تفليسه في الشام بعد الغنى
يقضي بأن القلب حرّانه
فارق أولاداً وأهلاً وما
تحملت للبين أظعانه
ذو الفقر في أوطانه نأيه
وذو الغنى في النأي أوطانه
ضاق به إلا اليك الفضا
وحثه حاشاك حرمانه
فالدهر لونٌ واحدٌ عنده
طراً وعند الناس ألوانه
سقياك يا من في يدي فضله
سيحان داعيه وجيحانه
و دونك الأجر الذي قبله
سريع هذا الفضل عجلانه
هذا وذا البحر أتى دره
وجاء للمعدن عقبانه