انتقل إلى المحتوى

مفاتيح العلوم/المقالة الأولى/الباب الثاني

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة


الباب الثاني: في الكلام، وهو سبعة فصول

الفصل الأول

في مواضعات متكلمي الإسلام

الشيء، هو ما يجوز أن يخبر عنه وتصح الدلالة عليه.

المعدوم، هو ما يصح أن يقال فيه: هل يوجد، والموجود، هو ما يصح عنه سؤال السائل: هل يعدم إلى أن يجاب عنه بلا ونعم.

وقيل: الموجود، هو الكائن الثابت، والمعدوم هو المنتفي الذي ليس بكائن ولا ثابت.

القديم، هو الموجود ولم يزل.

المحدث، هو الكائن بعد أن لم يكن.

الأزلي: الكائن لم يزل ولا يزال.

الجوهر، هو المحتمل للأحوال والكيفيات المتضادات على مقدارها.

وعند المعتزلة المتكلمين: أن الأجسام مؤلفة من أجزاء لا تتجزأ، وهي الجواهر عندهم.

والخط عندهم المجتمع من الجواهر طولاً فقط.

والسطح: ما اجتمع من الجواهر طولاً وعرضاً فقط.

والجسم، عندهم: المجتمع من الجواهر طولاً وعرضاً وعمقاً.

والقرض: أحوال الجوهر، كالحركة في المتحرك، والبياض في الأبيض، والسواد في الأسود.

فأما هذه الأشياء على رأي الفلاسفة والمهندسين فعلى خلاف ما ذكرته في هذا الباب، وسأذكرها في أبوابها إن شاء الله عند ذكر أقاويلهم.

أيس، هو خلاف: ليس: قال الخليل بن أحمد: ليس إنما كان: لا، في أيس، فأسقطوا الهمزة وجمعوا بين اللام والياء، والدليل على ذلك قول العرب: ابتنى بكذا من حيث أيس وليس.

الذات: نفس الشيء وجوهره.

الطفرة: الوثوب في ارتفاع، تقول: طفرت الشيء أطفره طفراً، إذا وثبت فوقه، والطفرة: المرة الواحدة.

الرجعة، عند بعض الشيعة: رجوع الإمام بعد موته.

وعند بعضهم: غيبته.

التحكيم، قول الحرورية: لا حكم إلا لله، وهم المحكمة.

الفصل الثاني

في ذكر أسامي أرباب الآراء والمذاهب من المسلمين

وهي سبعة مذاهب

أحدها المعتزلة ويتسمون بأصحاب العدل والتوحيد، وهم ست فرق:

الفرقة الأولى

الحسنية

وهم المنتسبون، على زعمهم، إلى الحسن البصري، رحمه الله.

الثانية: الهذلية، أصحاب أبي الهذيل العلاف.

والثالثة: النظامية، أصحاب إبراهيم بن سيار النظام.

الرابعة: المعمرية، أصحاب معمر بن عباد السلمي.

الخامسة: البشرية، نسبوا إلى بشر بن المعتمر.

السادسة: الجاحظية، أصحاب عمرو بن بحر الجاحظ.

والمذهب الثاني الخوارج وهم أربع عشرة فرقة: الفرقة الأولى الأزارقة ينسبون إلى نافع بن الأزرق.

والثانية: النجدات، أصحاب نجدة بن عامر الحنفي.

والثالثة: العجاردة، نسبوا إلى عبد الكريم بن العجرد.

والرابعة: البدعية، رئيسهم يحيى بن أصرم، سموا: البدعية، لأنهم أبدعوا قطع الشهادة على أنفسهم من أهل الجنة.

الخامسة: الحازمية، نسبوا إلى شعيب بن حازم.

والسادسة: الثعالبة، نسبوا إلى ثعلبة بن مشكان.

والسابعة: الصفرية، أصحاب زياد بن الأصفر.

والثامنة: الإباضية، أصحاب عبد الله بن إباض.

والتاسعة: الحفصية، أصحاب حفص بن المقدام.

العاشرة: اليزيدية، أصحاب يزيد بن أبي أنيسة.

الحادية عشرة: البيهسية، نسبوا إلى أبي بيهس الهيصم بن جابر.

الثانية عشرة: الفضلية، أصحاب الفضل بن عبد الله.

الثالثة عشرة: الشمراخية، أصحاب عبد الله بن شمراخ.

الرابعة عشرة: الضحاكية، أصحاب الضحاك بن قيس الشاري.

المذهب الثالث أصحاب الحديث وهم أربع فرق: الفرقة الأولى: المالكية، أصحاب مالك بن أنس.

الثانية: الشافعية، أصحاب محمد بن إدريس الشافعي.

الثالثة: الحنبلية، أصحاب أحمد بن حنبل.

الرابعة: الداوودية، أصحاب داود بن علي الأصفهاني.

المذهب الرابع البحيرة وهم خمس فرق: الفرقة الأولى: الجهمية، أصحاب جهم بن صفوان الترمذي.

الثانية: البطيخية، نسبوا إلى إسماعيل البطيخي.

الثالثة: النجارية، نسبوا إلى الحسين بن محمد النجار.

الرابعة: الضرارية، نسبوا إلى ضرار بن عمرو.

الخامسة: الصباحية، أصحاب أبي صباح بن معمر.

المذهب الخامس مذهب المشبهة وهم ثلاث عشرة فرقة: الأولى: الكلابية، نسبوا إلى محمد بن كلاب.

الثانية: الأشعرية، أصحاب علي بن إسماعيل الأشعري.

الثالثة: الكرامية، نسبوا إلى محمد بن كرام السجستاني.

الرابعة: الهاشمية، أصحاب هشام بن الحكيم.

الخامسة: الجواليقية، أصحاب هشام بن عمرو الجواليقي.

السادسة: المقاتلية، أصحاب مقاتل بن سليمان.

والسابعة: القضائية، نسبوا إلى ذلك، لزعمهم أن الله، تبارك وتعالى عما يقولون علواً كبيراً، هو القضاء.

والثامنة: الحبية، سموا بذلك لزعمهم أنهم لا يعبدون الله خوفاً ولا طمعاً، وأنهم يعبدونه حباً.

التاسعة: البيانية، أصحاب بيان بن سمعان.

العاشرة: المغيرية، نسبوا إلى المغيرة بن سعيد العجلي.

الحادية عشرة: الزرارية، أصحاب زرارة بن أعين بن أبي زرارة.

الثانية عشرة: المنهالية، أصحاب المنهال بن ميمون العجلي.

الثالثة عشرة: المبيضة، أصحاب المقنع هاشم بن الحكم المروزي، سموا بذلك لتبييضهم ثيابهم، مخالفة للمسودة، من أصحاب الدولة العباسية.

المذهب السادس المرجئة وهم ست فرق: إحداها: الغيلانية، أصحاب غيلان بن خرشة الضبي.

الثانية: الصالحية، أصحاب صالح بن عبد الله، المعروف بقبة.

الثالثة: أصحاب الرأي، وهم أصحاب أبي حنيفة النعمان بن ثابت البزاز.

الرابعة: الشبيبة، أصحاب محمد بن شبيب.

الخامسة: الشمرية، نسبوا إلى أبي شمر سالم بن شمر.

السادسة: الجحدرية، أصحاب جحدر بن محمد التميمي.

المذهب السابع مذهب الشيعة وهم خمس فرق:

الفرقة الأولى

الزيدية

وهم خمسة أصناف: الصنف الأول: الأبترية، نسبوا إلى كثير النواء، واسمه: المغيرة بن سعد، ولقبه الأبتر.

والصنف الثاني: من الزيدية: الجارودية، نسبوا إلى أبي الجارود زياد بن أبي زياد.

الصنف الثالث من الزيدية: الخشبية، ويعرفون بالصرخابية، نسبوا إلى صرخاب الطبري، وسموا، الخشبية، لأنهم خرجوا على السلطان مع المختار، ولم يكن معهم سلاح غير الخشب.

الصنف الخامس من الزيدية: الخلفية، وهم أصحاب خلف بن عبد الصمد.

الفرقة الثانية

الكيسانية

وكيسان كان مولى لعلي بن أبي طالب، رضي الله عنه وكرم الله وجهه، وهم أربعة أصناف: أولهم: المختارية، أصحاب المختار بن أبي عبيد، قبل مقالته من كيسان، والصنف الثاني من الكيسانية: الإسحاقية، نسبوا إلى إسحاق بن عمرو.

الصنف الثالث: الكربية، أصحاب أبي كرب الضرير.

الصنف الرابع: الحربية، نسبوا إلى عبد الله بن عمر بن حرب.

الفرقة الثالثة

العباسية

ينسبون إلى آل العباس بن عبد المطلب، رضي الله عنهم، وهم صنفان: الصنف الأول: الخلالية، أصحاب أبي سلمة الخلال.

الصنف الثاني: الراوندية، أصحاب أبي القاسم بن راوند.

الفرقة الرابعة

الغالية

وهم تسعة أصناف: الصنف الأول: الكاملية، أصحاب أبي كامل.

الثاني: السبئية أصحاب عبد الله بن سبأ.

الثالث: المنصورية، أصحاب أبي منصور العجلي.

الرابع: الغرابية، سموا بذلك الإسم لأنهم يقولون: علي، عليه السلام، كان أشبه بالنبي من الغراب بالغراب.

الخامس: الطيارية، وهم أصحاب التناسخ، نسبوا إلى جعفر الطيار.

والسادس: البزيعية، نسبوا إلى بزيع بن يونس.

والسابع: اليعفورية، نسبوا إلى محمد بن يعفور.

الثامن: الغمامية، سموا بذلك الإسم لزعمهم أن الله تعالى ينزل إلى الأرض في غمام كل ربيع، فيطوف الدنيا، سبحان الله عما يقولون.

التاسع: الإسماعيلية، وهم الباطنية.

الفرقة الخامسة

الإمامية

وهم الرافضة، سموا بذلك لرفضهم زيد بن علي عليهما السلام.

فمنهم: الناووسية، نسبوا إلى عبد الله بن ناووس.

ومنهم: المفضلية، نسبوا إلى المفضل بن عمر، ويسمون القطعية، لأنهم قطعوا على وفاة موسى بن جعفر بن محمد.

والشمطية، لأنهم نسبوا إلى يحيى بن أشمط.

والواقفية، سموا بذلك لأنهم وقفوا على موسى بن جعفر رضي الله عنه، وقالوا: هو السابع، وأنه حي لم يمت حتى يملك شرق الأرض وغربها، ويسمون الممطورة، وذلك أن واحداً منهم ناظر يونس بن عبد الرحمن، وهو القطعية، فقال له يونس، لأنتم أهون علي من الكلاب الممطورة، فلزمتهم هذه النبزة.

والأحمدية نسبوا إلى إمامهم أحمد بن موسى بن جعفر.

نعوت الأئمة على مذهب الاثني عشرية

علي المرتضى، ثم الحسن المجتبى، ثم الحسين سيد الشهداء، ثم علي زين العابدين، ثم محمد الباقر، ثم جعفر الصادق، ثم موسى الكاظم، ثم علي الرضا، ثم محمد الهادي، ثم علي الصابر، ثم الحسن الطاهر، ثم محمد المهدي، القائم المنتظر، وأنه لم يمت، ولا يموت بزعمهم حتى يملأ الأرض عدلاً، كما ملئت جوراً، وهو محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.

الفصل الثالث

في أصناف النصارى ومواضعاتهم

هم ثلاثة أصناف: أولهم: الملكانية، وهم منسوبون إلى ملكان، وهم أقدمهم.

الثاني: النسطورية، وهم منسوبون إلى نسطورس، وكان أحدث رأياً فنفوه عن مملكة الروم، فليس بها أحد منهم.

والثالث: اليعقوبية، ينسبون إلى مار يعقوب، وهم قليل، وأهل الروم كلهم ملكانية.

الأقنوم، الصفة عندهم، ويزعمون أن الأب والابن وروح القدس ثلاثة أقانيم لله، تبارك وتعالى عما يصفون، ويقولون: الاتحاد: لفظة مشتقة من الواحد، والناسوت: لفظة مشتقة من الناس، كالرحموت من الرحمة، واللاهوت: مشتق من اسم الله تعالى.

الهيكل: بيت الصور، فيه صور الأنبياء عليهم السلام، وصور الملوك، وقد ذكرت مراتبهم في الدين، وأسماء رؤسائهم في باب الأخبار.

الفصل الرابع

في ذكر أصناف اليهود ومواضعاتهم

أصناف اليهود كثيرة، فمنهم العنانية، وهم ينسبون إلى عاني، كما قيل لأصحاب ماني: المنانية.

العيسوية: ينسبون إلى عيسى الأصفهاني، وكان ادعى النبوة في يهود أصفهان، وكان من نصيبين.

والقرعية، صنف منهم أكثر طعامهم البقول والقرع، وأكثر أوانيهم القرع.

والمقاربة: فرقة منهم يخالفون جمهور اليهود بنفي التشبيه.

والراعية: منسوبون إلى واحد تنبأ فيهم، وكان يسمى: الراعي.

السامرية: قوم السامري، سموا بمدينة بالشام تسمى: سامرية.

رأس الجالوت: هو رئيسهم، والجالوت، هم الجالية، أعني الذين جلوا عن أوطانهم ببيت المقدس، ويكون رأس الجالوت من ولد داود عليه السلام، وتزعم عامتهم أنه لا يرأس حتى يكون طويل الباع، تبلغ أنامل يديه ركبتيه إذا مدهما.

الكاهن: هو الإمام عندهم، والجماعة، كهنة.

الحبر: العالم.

السفر: الصحيفة.

ولكل نبي من أنبياء بني إسرائيل صحيفة، وهي أربعة وعشرون سفراً، منها خمسة للتوراة، وسائرها للأنبياء بعد موسى عليه السلام، كل سفر إلى الذي جاء به.

توراة الثمانين: ويقال: السبعين، هي التي ترجمها ثمانون حبراً لبعض ملوك الروم، وذلك أنه أفردهم وفرق بينهم وأمرهم بترجمة التوراة، ليأمن تواطأهم على تغيير شيء منها ففعلوا، وهي أصح تراجم التوراة، والله أعلم.

الفصل الخامس

في أسامي أرباب الملل والنحل المختلفة

الدهرية: الذين يقولون بقدم الدهر.

المعطلة: الذين لا يثبتون الباري، عز وجل.

أصحاب التناسخ: الذين يقولون بتناسخ الأرواح في الأجساد، كما ينسخ الكتاب من واحد إلى آخر.

السمنية: هم أصحاب سمن، وهم عبدة أوثان، يقولون بقدم الدهر وبتناسخ الأرواح وأن الأرض تهوي سفلاً أبداً، وكان الناس على وجه الدهر سمنيين، وكلدانيين، فالسمنيون هم عبدة الأوثان، فالكلدانيون، هم الذين يسمون الصابئية، والحرانيين، وبقاياهم بحران والعراق، ويزعمون أن نبيهم بوذا سف الخارج في بلاد الهند، وبعضهم يقولون: هرمس، فأما بوذاسف فقد كان في أيام طهمورث الملك، وأتى بالكتابة بالفارسية، وسمي هؤلاء صابئين في أيام المأمون، فأما الصابئون على الحقيقة، ففرقة من النصارى، وبقايا السمنية بالهند والصين.

البراهمة: عباد الهند، وأحدهم برهمي، ولا يقولون بالنبوة.

الديصانية، منسوبون إلى ابن ديصان، وهم ثنوية.

المرقيونية، ينسبون إلى مرقيون، وهم ثنوية أيضاً.

المنانية: هم المانوية، منسوبون إلى ماني، ولا أدري لم جعلوا هذه النسبة على غير قياس، وكذلك الحرنانية المنسوبة إلى حران، والعنانية، المنسوبة إلى عاني، من اليهود.

الزنادقة: هم المانوية. وكانت المزدكية يسمون بذلك. ومزدك هو الذي ظهر في أيام قباذ وكان موبذان موبذ، أي قاضي القضاة للمجوس، وزعم أن الأموال والحرم مشتركة، وأظهر كتاباً سماه زند، وزعم أن فيه تأويل الأبستا، وهو كتاب المجوس الذي جاء به زرادشت، الذي يزعمون أنه نبيهم، فنسب أصحاب مزدك إلى زند، فقيل: زندي، وأعربت الكلمة، فقيل للواحد: زنديق، وللجماعة زنادقة.

البهافريدية: جنس من المجوس ينسبون إلى رجل كان يسمى، آفريد بن فردردينان، خرج برستاق خواف، من رساتيق نيسابور، بقصبة سراوند، بعد ظهور الإسلام في أيام أبي مسلم، وجاء بكتاب، وخالف المجوس في كثير من شرائعهم، وتبعه خلق منهم، وخالفه جمهورهم.

الهرابذة، هم عبدة النيران، وأحدهم: هربذ.

يزدان: خالق الخير، بزعم المجوس أهرمن: خالق الشر، بزعمهم.

الهمامة، عند المانوية. روح الظلمة، وهو الدخان عندهم.

كيومرث، هو الإنسان الأول، عند المجوس.

مشى، ومشيانه، عندهم بمنزلة آدم وحواء، زعموا أنهما خلقا من ريباس، نبت من نطقة كيومرث.

السوفسطائيون، هم الذين لا يثبتون حقائق الأشياء، وهي كلمة يونانية. وأما ألفاظ الفلاسفة فقد ذكرتها في أبوابها وبالله التوفيق.

الفصل السادس

في ذكر عبدة الأصنام من العرب

وأسماء أصنامهم

سواع: كان لهذيل وود، كان لكلب.

ويغوث، لمذجح وقبائل من اليمن، وكان بدومة الجندل.

والنسر، لذي كلاع بأرض حمير.

ويعوق، لهمدان.

واللات، لثقيف بالطائف.

والعزى، لقريش وجميع بني كنانة.

ومناة، للأوس والخزرج وغسان.

وهبل: كان في الكعبة.

وكان أعظم أصنامهم: إساف ونائلة، كانا على الصفا والمروة.

وسعد، بني ملكان بن كنانة.

الفصل السابع

في أصول الدين التي يتكلم فيها المتكلمون

أولها: القول في حدوث الأجسام، والرد على الدهرية الذين يقولون بقدم الدهر والدلالة على أن للعالم محدثاً، وهو الله تعالى، والرد على الثنوية من المجوس والزنادقة، وعلى المثلثة من النصارى، وعلى غيرهم ممن قالوا بكثرة الصانعين، وأنه لا يشبه الأشياء، والرد على اليهود، وعلى غيرهم من المشبهة، وأنه ليس بجسم.

وقد قال كثير من مشبهة المسلمين بأنه جسم، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً، وأنه جل جلاله عالم، قادر، حي بذاته.

وقال الجمهور غير المعتزلة: أنه عالم بعلم، وحي بحياة، وقادر بقدرة، وأن هذه الصفات قديمة معه، والكلام في الرؤية ونفيها وإثباتها، وأن إرداته محدثة أو قديمة، وأن كلامه مخلوق أو غير مخلوق، وأن أفعال العباد مخلوقة يحدثها الله تبارك وتعالى أو العباد، وأن الاستطاعة قبل الفعل أو معه، وأن الله تعالى يريد القبائح أو لا يريدها، وأن من مات مرتكباً للكبائر ولم يتب فهو في النار خالداً فيها، أو يجوز أن يرحمه الله تعالى ويتجاوز عنه ويدخله الجنة.

وقالت المعتزلة: أهل الكبائر فساق ليسوا بمؤمنين ولا كفار، وهذه منزلة بين المنزلتين.

وقال غيرهم: الناس إما مؤمن وإما كافر، وقالوا: الشفاعة لا تلحق الفاسقين.

وقال غيرهم: تلحقهم، وأنها للفساق دون غيرهم.

والدلالة على النبوة رداً على البراهمة وغيرهم من مبطلي النبوة، والدلالة على نبوة محمد ، والقول في الإمامة ومن يصلح لها ومن لا تصلح له.

فهذه أصول الدين التي يتكلم المتكلمون فيها ويتناظرون عليها، وما سوى ذلك فهو إما فروع لهذه، وإما مقدمات وتوطئات لها.