انتقل إلى المحتوى

معلقة الحارث بن حلزة اليشكري

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
​معلقة الحارث بن حلزة اليشكري​ المؤلف الحارث بن حلزة اليشكري


آذَنَـتــنَـا بِــبَــيــنــهــا أَســمَــــاءُ
رُبَّ ثَـــاوٍ يَــمَـلُّ مِــنــهُ الثَّــواءُ
بَـعــدَ عَـهــدٍ لَـنـا بِبُـرقَـةِ شَمَّــاءَ
فَــأَدنَــى دِيَــارِهــا الـخَـلـْصَــاءُ
فَـالـمـحيّـاةُ فَـالصـّفاجُ فَـأعْـنَـاقُ
فِـــتَــاقٍ فَـــعــاذِبٌ فَــالــوَفــــاءُ
فَــريَـاضُ الـقَـطَـا فَـأوْدِيَـةُ الشُـ
ــربُـبِ فَـالشُـعــبَـتَـانِ فَـالأَبْــلاءُ
لا أَرَى مَـن عَهِـدتُ فِيـهَا فَأبْكِي
اليَــومَ دَلهاً وَمَـا يُـحَيِّـرُ الـبُكَـاءُ
وبِـعَــيـنَـيـكَ أَوقَـدَت هِـنـدٌ النَّـارَ
أَخِـيــراً تُـلــوِي بِـهَـا الـعَـلْـيَــاءُ
فَـتَـنَــوَّرتُ نَـارَهَــا مِـن بَـعِـيــدٍ
بِخـَزَازى هَيـهَاتَ مِـنكَ الصَّـلاءُ
أَوقَـدتها بَيـنَ العَـقِيقِ فَـشَخصَينِ
بِــعُــودٍ كَــمَـا يَـلُــوحُ الـضِـيــاءُ
غَـيرَ أَنِّي قَـد أَستَعِينُ عَلَى الهَـمِّ
إِذَا خَـــفَّ بِــالــثَّــوِيِّ الـنَـجَــاءُ
بِــــزَفُـــوفٍ كَـــأَنَّــهــا هِــقَـلــةٌ
أُمُّ رِئَـــــالٍ دَوِيَّــــةٌ سَــقْـــفَـــاءُ
آنَـسَت نَـبأَةً وأَفْـزَعَها الـقَنَّـاصُ
آعَــصــراً وَقَــد دَنَـا الإِمـْسَـــاءُ
فَـتَـرَى خَلـْفَها مِـنَ الرَّجـعِ وَالـ
ــوَقْــعِ مَـنِـيـنــاً كَــأَنَّـهُ إِهْــبَـــاءُ
وَطِــرَاقـاً مِـن خَـلفِـهِـنَّ طِــرَاقٌ
سَـاقِطَاتٌ أَلـوَتْ بِـهَا الصَحـرَاءُ
أَتَـلَـهَّـى بِـهَا الـهَـوَاجِـرَ إِذ كُــلُّ
ابـــنَ هَـــمٍّ بَـلِــيَّـــةٌ عَــمــيَـــاءُ
وأَتَـانَـا مِـنَ الحَــوَادِثِ والأَنبَــاءِ
خَـطــبٌ نُــعـنَــى بِــهِ وَنُـسَـــاءُ
إِنَّ إِخــوَانَـنـا الأَرَاقِـمَ يَـغـلُــونَ
عَـلَـيـنَــا فِــي قَـيـلِـهِــم إِخْـفَـــاءُ
يَـخـلِـطُـونَ البَرِيءَ مِنَّا بِـذِي الـ
ـذَنـبِ وَلا يَـنـفَـعُ الخَـلِيَّ الخِلاءُ
زَعَمُوا أَنَّ كُلَّ مَن ضَرَبَ العِيرَ
مُـــوَالٍ لَـــنَـــا وَأَنَـــا الـــــوَلاءُ
أَجــمَـعُـوا أَمـرَهُـم عِـشاءً فَلَمَّـا
أَصبَحُوا أَصبَحَت لَهُم ضَوْضَـاءُ
مِـن مُـنَــادٍ وَمِـن مُـجِيـبٍ وَمِـن
تَـصهَالِ خَـيلٍ خِلالَ ذَاكَ رُغَـاءُ
أَيُّـهَـا الـنَـاطِــقُ الـمُـرَقِّــشُ عَنَّـا
عِـنــدَ عَـمــروٍ وَهَـل لِذَاكَ بَقَـاءُ
لا تَخـَلـنَــا عَـلَـى غِــرَاتِـك إِنّــا
قَـبلُ مَـا قَـد وَشَـى بِـنَا الأَعْــدَاءُ
فَـبَــقَـيـنَـــا عَـلَـــى الـشَـنــــاءَةِ
تَـنـمِـينَـا حُصُونٌ وَعِزَّةٌ قَعسَــاءُ
قَـبـلَ مَـا الـيَـومِ بَيَّـضَت بِعُيــونِ
الـنَّــاسِ فِـيـهَــا تَــغَـيُّــظٌ وَإِبَـــاءُ
فَكَـأَنَّ المَنونَ تَردِي بِنَـا أَرعَــنَ
جَــونـاً يَـنـجَــابُ عَـنـهُ العَـمــاءُ
مُكفَهِراً عَلَى الحَوَادِثِ لا تَرتُـوهُ
لــلـــدَهـــرِ مُــؤَيِّـــدٌ صَــمَّــــاءُ
رمِــيٌّ بِـمِـثـلِــهِ جَـالَـتِ الخَـيــلُ
فَــآبَـت لِـخَـصـمِــهَــا الإِجـــلاَءُ
مَـلِكٌ مُقسِطٌ وأَفضَلُ مَن يَمـشِـي
وَمِــن دُونَ مَــا لَــدَيــهِ الـثَّـنَــاءُ
أَيَّـمَــا خُـطَّــةٍ أَرَدتُــم فَــأَدوهَـــا
إِلَــيـنَــا تُـشـفَــى بِهَــا الأَمـــلاءُ
إِن نَبَشتُـم مَا بَـيــنَ مِـلـحَــةَ فَـالـ
ـصَاقِبِ فِيهِ الأَموَاتُ وَالأَحَـيَــاءُ
أَو نَقَشتُـم فَالـنَّـقــشُ يَـجـشَـمُـــهُ
النَّـاسُ وَفِيهِ الإِسقَـامُ وَالإِبـــرَاءُ
أَو سَكَتُّم عَنَّا فَكُنَّا كَمَن أَغـمَـضَ
عَـيـنــاً فِــي جَـفـنِـهَــا الأَقــــذَاءُ
أَو مَنَعتُم مَا تُسأَلُونَ فَـمَـن حُـــدِّ
ثـتُـمُــوهُ لَــهُ عَـلَـيـنَــا الـعَـتــلاءُ
هَـل عَـلِـمـتُـم أَيَّامَ يُنتَهَبُ النَّــاسُ
غِــــوَاراً لِــكُــلِّ حَـــيٍّ عُـــواءُ
إِذ رَفَـعـنَا الجِمَـالَ مِن سَعَفِ الـ
بَحرَينِ سَيراً حَتَّى نَهَاهَا الحِسَاءُ
ثُــمَّ مِــلنَـــا عَلَـــى تَمِيمٍ فَأَحرَمنَــا
وَفِـيـنَـــا بَـنَـــــاتُ قَـــومٍ إِمَـــــاءُ
لا يُقِــيـــمُ العَــزيـزُ بِالبَلَدِ السَهــلِ
وَلا يَــنــفَـــعُ الـــذَّلِــيـــلَ النِجَــاءُ
لَيـــسَ يُــنــجِــي الذِي يُوَائِل مِنَّــا
رَأْسُ طَــــوْدٍ وَحَـــرَّةٌ رَجـــــلاءُ
مَــلِكٌ أَضــلَـــعَ البَرِيَّةِ لا يُــوجَــدُ
فِـــيــهَـا لِــمَـــا لَــدَيـــهِ كِــفَـــــاءُ
كَـتَـكَــالِيفِ قَومِـنَا إِذَا غَـزَا المَنـذِرُ
هَــلِ نَحـــنُ لابــنِ هِـنـــدٍ رِعَـــاءُ
مَــا أَصَـابُـوا مِـن تَغلَبِي فَمَطَلــولٌ
عَلَــــيـهِ إِذَا أُصِيـــــبَ الـعَـفَـــــاءُ
إِذَ أَحَـــلَّ العَـــلاةَ قُبَّـــةَ مَـيسُــونَ
فَـــأَدنَــــى دِيَارِهَــــا العَوصَــــــاءُ
فَتَــــأَوَّت لَــــهُ قَــرَاضِبَـــةٌ مِـــن
كُـــلِّ حَـــيٍّ كَــأَنَّــهُـــم أَلــقَــــــاءُ
فَهَــداهُــم بِالأَســـوَدَينِ وأَمـرُ اللهِ
بَـالِــغٌ تَـشـقَـــى بِــهِ الأَشـقِـيَــــاءُ
إِذ تَـمَـنَّـونَـهُـم غُــرُوراً فَسَـاقَتهُـم
إِلَيـــكُـــم أُمـــنِـــيَّــــةٌ أَشــــــرَاءُ
لَــم يَغُـــرّوكُــم غُــرُوراً وَلَكـــن
رَفـَــعَ الآلُ شَـخـصَهُم وَالضَحَـاءُ
أَيُّهـــا النَــاطِـــقُ المُــبَلِّـــغُ عَــنَّــا
عِنـــدَ عَــمروٍ وَهَـل لِـذَكَ انتِـهَـاءُ
مَــن لَــنَـــا عِــنـــدَهُ مِـــنَ الخَيـرِ
آيَــاتٌ ثَــلاثٌ فِــي كُلِّهِـنَّ القَضَـاءُ
آيَــةٌ شَــارِقُ الشّــقِيقَةِ إِذَا جَــاءَت
مَـــعَــــدٌّ لِـــكُــــلِّ حَــــيٍّ لِــــوَاءُ
حَــولَ قَــيــسٍ مُـستَلئِمِيـنَ بِـكَبـشٍ
قَـــرَظِـــيٍ كَـــأَنَّـــهُ عَــبــــــــلاءُ
وَصَـتِـيـتٍ مِـنَ الـعَـواتِـكِ لا تَنهَاهُ
إِلاَّ مُـــبـــيَـــضَّـــــةٌ رَعــــــــلاءُ
فَــرَدَدنَــاهُــمُ بِـطَـعـنٍ كَـمَا يَخـرُجُ
مِـن خُـربَـةِ الـــمَــزَادِ الــمَــــــاءُ
وَحَـمَـلـنَـاهُـمُ عَـلَـى حَـزمِ ثَـهـلانِ
شِـــــلالاً وَدُمِّـــــيَ الأَنسَــــــــاءُ
وَجَــبَــهــنَـــاهُــمُ بِطَعنٍ كَمَا تُنهَـزُ
فِــي جَـــمَّــةِ الــطَـــوِيِّ الـــدِلاءُ
وَفَــعَــلــنَـــا بِــهِـم كَـمَا عَلِـمَ اللهُ
ومَـــا أَن للــحَــائِــنِـيـــنَ دِمَــــاءُ
ثُــمَّ حُــجـــراً أَعـنَي ابنَ أُمِّ قَطَـامٍ
وَلَــــهُ فـَــارِسِــيَّـــةٌ خَــضــــرَاءُ
أَسَـــدٌ فِــي اللِــقَــاءِ وَردٌ هَمُـوسٌ
وَرَبِيـــعٌ إِن شَــمَّـــرَت غَــبــرَاءُ
وَفَـكَكـنَا غُـلَّ امـرِيِء القَيسِ عَنـهُ
بَــعـــدَ مَــا طَــالَ حَبسُـهُ والعَنَـاءُ
وَمَعَ الجَـونِ جَونِ آلِ بَنِي الأَوسِ
عَــتُـــــودٌ كَـــأَنَّــهـــــا دَفـــــوَاءُ
مَا جَزِعنَا تَحتَ العَجَاجَةِ إِذ وَلُّوا
شِـــلالاً وَإِذ تَــلَــظَّـــى الصِــلاءُ
وَأَقَـــدنَــاهُ رَبَّ غَــسَّـانَ بِالمُنـذِرِ
كَـــرهــاً إِذ لا تُــكَـــالُ الــدِمَــاءُ
وأَتَــيــنَـــاهُــمُ بِــتِسعَـةِ أَمـــلاكٍ
كِـــرَامٍ أَســـلابُــهُـــم أَغـــــــلاءُ
وَوَلَـــدنَا عَــمـــرو بــنِ أُمِّ أنَـاسٍ
مِــن قَـــرِيــبٍ لَــمَّــا أَتَانَا الحِبَـاءُ
مِـثــلُـهَــا تُـخرِجُ النَصِيحةَ للقَـومِ
فَــــلاةٌ مِــــن دُونِــهَــــا أَفــــلاءُ
فَـاتْـرُكُوا الطَيـخَ والتَعَاشِي وَإِمّـا
تَتَـعَاشَــوا فَفِــي التَعَـاشِي الــدَّاءُ
وَاذكُرُوا حِلفَ ذِي المَـجَازِ وَمَـا
قُـــدِّمَ فِـيــهِ الـعُـهُــودُ وَالكُـفَـلاءُ
حَذَرَ الجَورِ وَالتَعدِّي وَهَل يَنقُضُ
مَــا فِــي الـمَـهَــارِقِ الأَهــــوَاءُ
وَاعـلَـمُــوا أَنَّـنَــا وَإِيَّـاكُم فِي مَـا
إِشـتَـرَطـنَـا يَـومَ إِخـتَلَفنَـا سَـوَاءُ
عَـنَـنــاً بَـاطِـلاً وَظُـلماً كَمَا تُعتَـرُ
عَـن حَـجــرَةِ الـرَبِـيـضِ الظَّبَـاءُ
أَعَـلَـيـنَـا جُـنَـاحُ كِـنــدَةَ أَن يَـغنَـمَ
غَــازِيــهُـــمُ وَمِــنَّـــا الــجَــــزَاءُ
أَم عَـلَــيـنَـــا جَرَّى إيَادٍ كَمَا نِيـطَ
بِــجَـــوزِ الـمُــحـمَّــلِ الأَعــبَــاءُ
لَيــسَ منَّا المُضَـرَّبُونَ وَلا قَيــسٌ
وَلا جَــــنـــدَلٌ وَلا الـــحَــــــذَّاءُ
أَم جَـــنَـايَـا بَـنِــي عَـتِـيــقٍ فَــإِنَّـا
مِـــنــكُــم إِن غَـــدَرتُـــم بُــــرَآءُ
وَثَـمَـانُـــونَ مِـن تَــمِـيـمٍ بِأَيدِيهِـم
رِمَــاحٌ صُــدُورُهُـــنَّ الـقَـضَــاءُ
تَـرَكُــوهُــم مُـلَـحَّـبِـيـــنَ فَـآبُـــوا
بِـنَـهــابٍ يَـصَــمُّ مِـنـهَا الـحُـــدَاءُ
أَم عَـلَـيـنَــا جَــرَّى حَـنِـيـفَةَ أَمَّــا
جَـمَّـعَــت مِـن مُـحَـارِبٍ غَبـرَاءُ
أَم عَلَينَا جَـرَّى قُضَـاعَةَ أَم لَيـسَ
عَــلَـيـنَــا فِــي مَـا جَــنَـوا أَنــدَاءُ
ثُمَّ جَـاؤوا يَستَرجِعُونَ فَلَم تَرجِـع
لَــهُـــم شَـــامَـــةٌ وَلا زَهـــــرَاءُ
لَم يُـخَـلَّوا بَـنِــي رِزَاحٍ بِـبَـرقَــاءِ
نِــطَــاعٍ لَـهُـم عَــلــَيـهُــم دُعَــاءُ
ثُمَّ فَـاؤوا مِنهُـم بِـقَاصِمَـةِ الظَّهـرِ
وَلا يَــبـــرُدُ الــغَــلِـيــلَ المَــــاءُ
ثُمَّ خَيلٌ مِن بَعدِ ذَاكَ مَعَ الـغَـلاَّقِ
لا رَأَفَـــــــةٌ وَلا إِبـــــقَـــــــــاءُ
وَهُوَ الرَّبُّ وَالشَّهِـيـدُ عَلَى يَــومِ
الـحَـيــارَيــنِ وَالـبَـــلاءُ بَـــــلاءُ


نص القصيدة بدون تشكيل
آذنـتــنـا بــبــيــنــهــا أســمــــاء
رب ثـــاو يــمـل مــنــه الثــواء
بـعــد عـهــد لـنـا ببـرقَـة شمــاء
فــأدنــى ديــارهــا الـخـلـصــاء
فـالـمـحيـاة فـالصـفاج فـأعـنـاق
فـــتــاق فـــعــاذب فــالــوفــــاء
فــريـاض الـقـطـا فـأوديـة الشـ
ــربـب فـالشـعــبـتـان فـالأبــلاء
لا أرى مـن عهـدت فيـها فأبكي
اليــوم دلها ومـا يـحيِـر الـبكـاء
وبـعــيـنـيـك أوقَـدت هـنـد النـار
أخـيــرا تـلــوِي بـهـا الـعـلـيــاء
فـتـنــورت نـارهــا مـن بـعـيــد
بخـزازى هيـهات مـنك الصـلاء
أوقـدتها بيـن العـقيقِ فـشخصين
بــعــود كــمـا يـلــوح الـضـيــاء
غـير أني قـد أستعين على الهـم
إذا خـــف بــالــثــوِي الـنـجــاء
بــــزفـــوف كـــأنــهــا هــقـلــة
أم رئـــــال دوِيــــة ســقـــفـــاء
آنـست نـبأة وأفـزعها الـقنـاص
آعــصــرا وقــد دنـا الإِمـســـاء
فـتـرى خلـفها مـن الرجـع والـ
ــوقــع مـنـيـنــا كــأنـه إهــبـــاء
وطــراقـا مـن خـلفـهـن طــراق
سـاقطات ألـوت بـها الصحـراء
أتـلـهـى بـها الـهـواجـر إذ كــل
ابـــن هـــم بـلــيـــة عــمــيـــاء
وأتـانـا مـن الحــوادث والأنبــاء
خـطــب نــعـنــى بــه ونـســـاء
إن إخــوانـنـا الأراقـم يـغـلــون
عـلـيـنــا فــي قـيـلـهــم إِخـفـــاء
يـخـلـطـون البريء منا بـذي الـ
ـذنـب ولا يـنـفـع الخـلي الخلاء
زعموا أن كل من ضرب العير
مـــوال لـــنـــا وأنـــا الـــــولاء
أجــمـعـوا أمـرهـم عـشاء فلمـا
أصبحوا أصبحت لهم ضوضـاء
مـن مـنــاد ومـن مـجيـب ومـن
تـصهال خـيل خلال ذاك رغـاء
أيـهـا الـنـاطــق الـمـرقــش عنـا
عـنــد عـمــروٍ وهـل لذاك بقـاء
لا تخـلـنــا عـلـى غــراتـك إنــا
قَـبل مـا قَـد وشـى بـنا الأعــداء
فـبــقـيـنـــا عـلـــى الـشـنــــاءة
تـنـمـينـا حصون وعزة قَعســاء
قـبـل مـا الـيـوم بيـضت بعيــون
الـنــاس فـيـهــا تــغـيــظ وإبـــاء
فكـأن المنون تردي بنـا أرعــن
جــونـا يـنـجــاب عـنـه العـمــاء
مكفهرا على الحوادث لا ترتـوه
لــلـــدهـــر مــؤيِـــد صــمــــاء
رمــي بـمـثـلــه جـالـت الخـيــل
فــآبـت لـخـصـمــهــا الإِجـــلاء
مـلك مقسط وأفضل من يمـشـي
ومــن دون مــا لــديــه الـثـنــاء
أيـمــا خـطــة أردتــم فــأدوهـــا
إلــيـنــا تـشـفــى بهــا الأمـــلاء
إن نبشتـم ما بـيــن مـلـحــة فـالـ
ـصاقب فيه الأموات والأحـيــاء
أو نقشتـم فالـنـقــش يـجـشـمـــه
النـاس وفيه الإسقـام والإبـــراء
أو سكتم عنا فكنا كمن أغـمـض
عـيـنــا فــي جـفـنـهــا الأقــــذاء
أو منعتم ما تسألون فـمـن حـــد
ثـتـمــوه لــه عـلـيـنــا الـعـتــلاء
هـل عـلـمـتـم أيام ينتهب النــاس
غــــوارا لــكــل حـــي عـــواء
إذ رفـعـنا الجمـال من سعف الـ
بحرين سيرا حتى نهاها الحساء
ثــم مــلنـــا علـــى تميم فأحرمنــا
وفـيـنـــا بـنـــــات قَـــوم إِمـــــاء
لا يقــيـــم العــزيـز بالبلد السهــل
ولا يــنــفـــع الـــذلــيـــل النجــاء
ليـــس يــنــجــي الذي يوائل منــا
رأس طــــود وحـــرة رجـــــلاء
مــلك أضــلـــع البرِية لا يــوجــد
فـــيــهـا لــمـــا لــديـــه كــفـــــاء
كـتـكــاليف قومـنا إذا غـزا المنـذر
هــل نحـــن لابــن هـنـــد رعـــاء
مــا أصـابـوا مـن تغلبي فمطلــول
علــــيـه إذا أصيـــــب الـعـفـــــاء
إذ أحـــل العـــلاة قبـــة مـيســون
فـــأدنــــى ديارهــــا العوصــــــاء
فتــــأوت لــــه قــراضبـــة مـــن
كـــل حـــي كــأنــهـــم ألــقــــــاء
فهــداهــم بالأســـودين وأمـر الله
بـالــغ تـشـقـــى بــه الأشـقـيــــاء
إذ تـمـنـونـهـم غــرورا فسـاقتهـم
إليـــكـــم أمـــنـــيــــة أشــــــراء
لــم يغـــروكــم غــرورا ولكـــن
رفـــع الآل شـخـصهم والضحـاء
أيهـــا النــاطـــق المــبلـــغ عــنــا
عنـــد عــمرو وهـل لـذك انتـهـاء
مــن لــنـــا عــنـــده مـــن الخيـر
آيــات ثــلاث فــي كلهِـن القضـاء
آيــة شــارِق الشــقيقة إذا جــاءت
مـــعــــد لـــكــــل حــــي لــــواء
حــول قــيــس مـستلئميـن بـكبـش
قـــرظـــي كـــأنـــه عــبــــــــلاء
وصـتـيـت مـن الـعـواتـك لا تنهاه
إلا مـــبـــيـــضـــــة رعــــــــلاء
فــرددنــاهــم بـطـعـن كـما يخـرج
مـن خـربـة الـــمــزاد الــمــــــاء
وحـمـلـنـاهـم عـلـى حـزم ثـهـلان
شـــــلالا ودمـــــي الأنســــــــاء
وجــبــهــنـــاهــم بطعن كما تنهـز
فــي جـــمــة الــطـــوِي الـــدلاء
وفــعــلــنـــا بــهـم كـما علـم الله
ومـــا أن للــحــائــنـيـــن دمــــاء
ثــم حــجـــرا أعـني ابن أم قطـام
ولــــه فـــارســيـــة خــضــــراء
أســـد فــي اللــقــاء ورد همـوس
وربيـــع إن شــمـــرت غــبــراء
وفـككـنا غـل امـرِيء القيسِ عنـه
بــعـــد مــا طــال حبسـه والعنـاء
ومع الجـون جون آل بني الأوس
عــتـــــود كـــأنــهـــــا دفـــــواء
ما جزعنا تحت العجاجة إذ ولوا
شـــلالا وإذ تــلــظـــى الصــلاء
وأقـــدنــاه رب غــسـان بالمنـذر
كـــرهــا إذ لا تــكـــال الــدمــاء
وأتــيــنـــاهــم بــتسعـة أمـــلاك
كـــرام أســـلابــهـــم أغـــــــلاء
وولـــدنا عــمـــرو بــن أم أنـاسٍ
مــن قـــريــب لــمــا أتانا الحبـاء
مـثــلـهــا تـخرج النصيحة للقـوم
فــــلاة مــــن دونــهــــا أفــــلاء
فـاتـركوا الطيـخ والتعاشي وإمـا
تتـعاشــوا ففــي التعـاشي الــداء
واذكروا حلف ذي المـجاز ومـا
قـــدم فـيــه الـعـهــود والكـفـلاء
حذر الجور والتعدي وهل ينقض
مــا فــي الـمـهــارق الأهــــواء
واعـلـمــوا أنـنــا وإيـاكم في مـا
إشـتـرطـنـا يـوم إخـتلفنـا سـواء
عـنـنــا بـاطـلا وظـلما كما تعتـر
عـن حـجــرة الـربـيـضِ الظبـاء
أعـلـيـنـا جـنـاح كـنــدة أن يـغنـم
غــازيــهـــم ومــنـــا الــجــــزاء
أم عـلــيـنـــا جرى إياد كما نيـط
بــجـــوز الـمــحـمــل الأعــبــاء
ليــس منا المضـربون ولا قَيــس
ولا جــــنـــدل ولا الـــحــــــذاء
أم جـــنـايـا بـنــي عـتـيــق فــإنـا
مـــنــكــم إن غـــدرتـــم بــــرآء
وثـمـانـــون مـن تــمـيـم بأيديهـم
رمــاح صــدورهـــن الـقـضــاء
تـركــوهــم مـلـحـبـيـــن فـآبـــوا
بـنـهــاب يـصــم مـنـها الـحـــداء
أم عـلـيـنــا جــرى حـنـيـفة أمــا
جـمـعــت مـن مـحـارِب غبـراء
أم علينا جـرى قضـاعة أم ليـس
عــلـيـنــا فــي مـا جــنـوا أنــداء
ثم جـاؤوا يسترجعون فلم ترجـع
لــهـــم شـــامـــة ولا زهـــــراء
لم يـخـلوا بـنــي رِزاح بـبـرقَــاء
نــطــاع لـهـم عــلــيـهــم دعــاء
ثم فـاؤوا منهـم بـقاصمـة الظهـر
ولا يــبـــرد الــغــلـيــل المــــاء
ثم خيل من بعد ذاك مع الـغـلاق
لا رأفـــــــة ولا إبـــــقـــــــــاء
وهو الرب والشهـيـد على يــوم
الـحـيــاريــن والـبـــلاء بـــــلاء