معجم البلدان/الجزء الأول
الباب الأول: في صفة الأرض وما فيها من الجبال والبحار وغير ذلك
قال الله عز وجل ألم نجعل الأرض مهادا، والجبال أوتادا النبأ: 6 و 7، وقال عز وجل: الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء غافر: 64، وقال سبحانه: والله جعل لكم الأرض بساطا نوح: 19، قال المفسرون البساط والمهاد القرار والتمكن منها والتصرف فيها. واختلف القدماء في هيئة الأرض وشكلها، فذكر بعضهم أنها مبسوطة التسطيح في أربع جهات في المشرق والمغرب والجنوب والشمال ومنهم من زعم أنها كهيئة الترس. ومنهم من زعم أنها كهيئة المائدة. ومنهم من زعم أنها كهيئة الطبل. وزعم بعضهم أنها شبيهة بنصف الكرة كهينة القبة وأن السماء مركبة على أطرافها. وقال بعضهم هي مستطيلة كالأسطوانة الحجرية أو العمود، وقال قوم الأرض تهوي إلى ما لا نهاية له والسماء ترتفع إلى ما لا نهاية له. وقال قوم إن الذي يرى من دورانا لكواكب إنما هو دور الأرض لا دور الفلك. وقال اخرون: إن بعض الأرض يمسك بعضا.. وقال قوم إنها في خلاء لا نهاية لذلك الخلاء. وزعم أرسطاطاليس أن خارج العالم من الخلاء مقدار ما تنفس السماء فيه. وكثير منهم يزعم أن دوران الفلك عليها يمسكها في المركز من جميع نواحيها. أو أما المتكلمون فمختلفون أيضا، زعم هشام بن الحكم أن تحت الأرض جسما من شأنه الارتفاع والعلو كالنار والريح وإنه المانع للأرض من الانحدار وهو نفسه غير محتاج إلى ما يعمد لأنه ليس مما ينحدر بل يطلب الارتفاع. وزعم أبو الهذيل أن الله وقفها بلا عمد ولا علاقة. وقال بعضهم: إن الأرض ممزوجة من جسمين ثقيل وخفيف فالخفيف شأنه الصعود والثقيل شأنه الهبوط فيمنع كل واحد منهما صاحبه من الذهاب في جهته لتكافىء تدافعهما. والذي يعتمد عليه جماهيرهم أن الارض مدورة كتدوير الكرة موضوعة في جوف الفلك كالمحة في جوف البيضة والنسيم حول الأرض هو جاذب لها من جميع جوانبها إلى الفلك وبينه الخلق على الأرض وأن النسيم جاذب لما في أبدانهم من الخفة والأرض جاذبة لما في أبدانهم من الثقل لأن الأرض بمنزلة حجر المغناطيس الذي يجتذب الحديد وما فيها من الحيوان وغيره بمنزلة الحديد. وقال اخرون: من أعيانهم الأرض في وسط الفلك يحيط بها الفرجار في الوسط مقدار واحد من فوق وأسفل ومن كل جانب وأجزاء الفلك تجذبها من كل وجه فلذلك لا تميل إلى ناحية من الفلك دون ناحية لأن قوة الأجزاء متكافئة ومثال ذلك حجر المغناطيس الذي يجتذب الحديد لأن في طبع الفلك أن يجتذب الأرض.
وأصلح ما رأيت في ذلك وأسده في رأي ما حكاه محمد بن أحمد الخوارزمي قال الأرض في وسط السماء والوسط هو السفل بالحقيقة والأرض مدورة بالكلية مضرسة بالجزئية من جهة الجبال البارزة والوهدات الغائرة لا يخرجها ذلك من الكرية إذا وقع الحس منها على الجملة لأن مقادير الجبال وإن شمخت صغيرة بالقياس إلى كل الأرض ألا ترى أن الكرة التي قطرها ذراع أو ذراعان إذا بني منها كالجاورسات وغار فيها أمثالها لم يمنع ذلك أحكام المدور عليها بالتقريب ولولا هذا التضريس لأحاط بها الماء من جميع الجوانب وغمرها حتى لم يكن يظهر منها شيء فإن الماء وإن شارك الأرض في الثقل وفي الهوي نحو السفل فإن بينهما في ذلك تفاضلا يخف به الماء بالإضافة إلى الأرض ولهذا ترمسب الأرض في الماء وتنزل الكدورة إلى القرار فأما الماء فإنه لا يغوص في نفس الأرض بل يسوخ فيما تخلخل منها واختلط بالهواء والماء إذا اعتمد على الهواء المائي لتخلخل نزل فيها وخرج الهواء منها كما ينزل القطر من السحاب فيه ولما برز من سطح الأرض ما برز أنحاز الماء إلى الأعماق فصار بحارا وصار مجموع الماء والأرض كرة واحدة يحيط لها الهواء من حميع جهاتها ثم احتدم من الهواء ما مسى فلك القمر بسبب الحركة وانسحاج المتماسين فهو إذا النار المحيطة بالهواء متصاغرة القدر في الفك إلى القطبين لتباطؤ الحركة فيما قرب منهما وصورة ذلك الصورة الأولى في الأعلى. وقال أبو الريحان: وسط معدل النهار يقطع الأرض بنصفين على دائرة تسمى خط الاستواء فيكون أحد نصفها شماليا والاخر جنويبا فإذا توهمت دائرة عظيمة على الأرض مارة على قطب خط الاستواء قسمت كل واحدة من نصفي الأرض بنصفين فانقسم جملتها أرباعا جنوبيان وشماليان على ما وجدها المعينون لم يتجاوز حد أحد الربعين الشماليين فيسمى ربعا معمورا أو مسكونا كجزيرة بارزة تحيط بها البحار وهذا الربع في نفسه مشتمل على ما يعرف ويسلك من البحار والجزائر والجبال والأنهار والمفاوز المعروفة ثم إن البلدان والقرى بينها على أنه بقي منها نحو قطب الشمال قطعة غير معمورة من إفراط البرد وتراكم الثلوج. وقال مهندسوهم: لو حفر في الوهم وجه الأرض لأدى إلى الوجه الآخر ولو ثقب منها بفوشنج لنفذ بأرض الصين. قالوا: والناس على الأرض كالنمل على البيضة احتجوا لقولهم بحجاج كثيرة منها إثباتي ومنها إقناعي وليس ذلك ببعيد من الأرض لأن البسيط يحتمل نشز الشيء فالأرض على هذا لمن هي تحته بساط ولمن هي فوقه غطاء. واختلفوا في مساحة الأرض فذكر محمد بن موسى الخوارزمي صاحب الزيج أن الأرض على القصد تسعة الاف فرسخ العمران من الأرض نصف سدسها والباقي ليس فيه عمارة ولا نبات ولا حيوان والبحار محسوبة من العمران والمفاوز التي بين العمران من العمران.قال أبو الريحان: طول قطر الأرض بالفراسخ ألفان ومائة وثلاثة وستون فرسخا وثلثا فرسخ ودورها بالفراسخ ستة الاف وثمانمائة فرسخ وعلى هذا تكون مساحة سطحها الخارج متكسرا أربعة عشر ألف ألف وسبعمائة وأريعة أربعين ألفا ومائتين واثنين وأربعين فرسخا وخمس فرسخ. وكان عمر بن جيلان يزعم أن الدنيا كلها سبعة وعشرون ألف فرسخ فبلد السودان اثنا عشر ألف فرسخ وبلد الروم ثمانية آلاف فرسخ وبلد فارس ثلاثة آلاف فرسخ وأرض العرب أربعة آلاف فرسخ. وحكي عن أزدشير إنه قال الأرض أربعة أجزاء فجزء منها أرض الترك وما بين مغارب الهند إلى مشارق الروم وجزء منها المغرب وهو ما بين مغارب الروم إلى القبط والبربر وجزء منها أرض السودان وهي ما بين البربر إلى الهند وجزء منها هذه الأرض التي تنسب إلى فارس ما بين نهر بلخ إلى منقطع إذربيجان وأرمينية الفارسية ثم إلى الفرات ثم برية العرب إلى عمان ومكران ثم إلى كابل وطخارسنان. قال دروثيوص إن الأرض خمسة وعشرين ألف فرسخ من ذلك الترك والصين اثنا عشر ألف فرسخ والروم خمسة آلاف فرسخ وبابل ألف فرسخ. وحكي أن بطليموس صاحب المجسطي قاس حران وزعم أنها أرفع الأرض فوجد ارتفاعها عدد ثم قاس جبلا من جبال آمد ورجع فمسح موضع قياسه الأول إلى موضع قياسه الثاني على مستوى من لأرض فوجده ستة وستين ميلا فضربه في دور الفلك وهو ست وستون درجة فبلغ ذلك أربع وعشرون ألف ميل يكون ذلك ثمانية آلاف فرسخ فزعم أن دور الأرض يحيط بثمانية آلاف فرسخ. وقال غير بطليموس ممن يرجع إلى رأيه أن الأرض مقسومة بنصفين بينهما خط الاستواء وهو من المشرق إلى المغرب وهو أطول خط في كرة الأرض كما أن منطقة البروج أطول خط في الفلك وعرض الأرض من القطب الجنوبي الذي يدرر حوله سهيل إلى الشمال الذي تدور حوله بنات نعش فاستدارة الأرض بموضع خط الاستواء ثلاثمائة وستون درجة الدرجة خمسة وعشرون فرسخا فيكون ذلك تسعة الاف فرسخ وبين خطالاستواء وكل واحد من القطبين تسعون درجة واستدارتها عرضأ مثل ذلك لأن العمارة في الأرض بين خط الاستواء وكل واحد أربع وعشرون درجة ثم الباقي قد غمره ماء البحر، فالخلق في الربع الشمالي من الأرض والربع الجنوبي خراب والنصف الذي تحتها لا ساكن فيه والربعان الظاهران هما أريعة عشر إقليما منها سبعة عامرة وسبعة غامرة لشدة الحر بها. وفال بعضهم: العمران في الجانب الشمالي من الأرض أكثر منه في الجانب الجنوس ويقال إن في الشمال أربعة الاف مدينة وإن كل نصف من الأرض ربعان فالربعان الشماليان هو النصف المعمور وهو العراق إلى الجزيرة والشام ومصر والروم وفرنجة ورومية والسوس جزيرة السعادات منهما فهذا الربع غربي شمالي ومن العراق إلى الأهواز والجبال وخراسان وتبت إلى الصين إلى وا ق واق فهذا الربع شرقي شمالي وكذلك النصف الجنوبي فهو ربعان شرقي جنوبي فيه بلاد الحبشة والزنج والنوبة ريع غربي لم يطاه أحد ممن على وجه الأرض وهو متاخم للسودان الذين يتاخمون البربر مثل كوكو وأشباههم. وحكى آخرون أن بطليموس الملك اليوناني وأحسبه غير صاحب المجسطي لم يكن ملكا ولا في أيام الملوك البطالمة إنما كان بعدهم بعث إلى هذا الربع قوما حكماء منجمين فبحثوا عن البلاد وألطفوا النظر والاستخبار من علماء تلك الأمم التي تقاربها ومن هو على تخومها فانصرفوا إليه فأخبروه أنه خراب يباب ليسى فيه ملك ولا مدينة ولا عمارة وهذا الربع يسمى المحترق ويسمى أيضا الربع الخراب ثم إن بطليموس أراد أن يعرف عظم الأرض وعمرانها وخرابها فبدا فأخذ ذلك من طلوع الشمس إلى غروبها من العدد وذلك يوم وليلة ثم قسم ذلك على أربعة وعشرين جزأ الساعات المستوية خمسة عشر جزأ وضرب أربعة وعشرين في خمسة عشر فصار ثلاثمائة وستيين جزأ فأراد أن يعرف كم ميل يكون الجزء فأخذ ذلك من كسوف القمر والشمس فنظر كم ما بين مدينة إلى مدينة من ساعة وكم بين المدينة إلى الأخرى فقسم الأميال على أجزاء الساعة فوجد الجزء الواحد منها خمسة وسبعين ميا ا فضرب خمسة وسبعين في ثلاثمائة وستين جزأ من أجزاء البروج فبلغ ذلك سبعة وعشرين ألف ميل فقال إ ن الأرض مدورة متعلقة بالهواء فيكون ما يدور بها من الأميال سبعة وعشرين ألف ميل. ثم نظر في العمران فوجد من الجزيرة العامرة التي في المغرب إلى البحر الأخضر إلى أقصى عمران الصين إذا طلعت الشمس في الجزائر التي سميناها غابت بالصين وإذا غابت في هذه المجزانر طلعت بالصين فذلك نصف دوارة الأرض وذلك ثلاثة عشر ألف ميل وخمسمانة ميل طول العمران. ثم نظر أيضا في العمران فوجد عمران الأرض من ناحية الجنوب إلى ناحية الشمال أعنى من دوارة الأرض حيث استوى الليل والنهار في ال سيف إلى عشرين ساعة والليل أربع ساعا ت وفي الشتاء خلاف ذلك الليل عشرون ساعة والنهار أربع ساعات فقال إن استواء الليل والنهار في جزيرة بين الهند والحبشة من ناحية الجنوب التي من التيمن وهو ستون جزأ ما يكون له أربعة آلاف وخمسمائة ميل فاذا ضربت السدس في النصف الذي هو نصف دوارة الأرض من حيث استوى الليل والنهار تجد العمران الذي يعرف نصف سدس جميع الأرض.غير بطليموس ممن يرجع إلى رأيه أن الأرض مقسومة بنصفين بينهما خط الاستواء وهو من المشرق إلى المغرب وهو أطول خط في كرة الأرض كما أن منطقة البروج أطول خط في الفلك وعرض الأرض من القطب الجنوبي الذي يدرر حوله سهيل إلى الشمال الذي تدور حوله بنات نعش فاستدارة الأرض بموضع خط الاستواء ثلاثمائة وستون درجة الدرجة خمسة وعشرون فرسخا فيكون ذلك تسعة الاف فرسخ وبين خطالاستواء وكل واحد من القطبين تسعون درجة واستدارتها عرضأ مثل ذلك لأن العمارة في الأرض بين خط الاستواء وكل واحد أربع وعشرون درجة ثم الباقي قد غمره ماء البحر، فالخلق في الربع الشمالي من الأرض والربع الجنوبي خراب والنصف الذي تحتها لا ساكن فيه والربعان الظاهران هما أريعة عشر إقليما منها سبعة عامرة وسبعة غامرة لشدة الحر بها. وفال بعضهم: العمران في الجانب الشمالي من الأرض أكثر منه في الجانب الجنوس ويقال إن في الشمال أربعة الاف مدينة وإن كل نصف من الأرض ربعان فالربعان الشماليان هو النصف المعمور وهو العراق إلى الجزيرة والشام ومصر والروم وفرنجة ورومية والسوس جزيرة السعادات منهما فهذا الربع غربي شمالي ومن العراق إلى الأهواز والجبال وخراسان وتبت إلى الصين إلى وا ق واق فهذا الربع شرقي شمالي وكذلك النصف الجنوبي فهو ربعان شرقي جنوبي فيه بلاد الحبشة والزنج والنوبة ريع غربي لم يطاه أحد ممن على وجه الأرض وهو متاخم للسودان الذين يتاخمون البربر مثل كوكو وأشباههم. وحكى آخرون أن بطليموس الملك اليوناني وأحسبه غير صاحب المجسطي لم يكن ملكا ولا في أيام الملوك البطالمة إنما كان بعدهم بعث إلى هذا الربع قوما حكماء منجمين فبحثوا عن البلاد وألطفوا النظر والاستخبار من علماء تلك الأمم التي تقاربها ومن هو على تخومها فانصرفوا إليه فأخبروه أنه خراب يباب ليسى فيه ملك ولا مدينة ولا عمارة وهذا الربع يسمى المحترق ويسمى أيضا الربع الخراب ثم إن بطليموس أراد أن يعرف عظم الأرض وعمرانها وخرابها فبدا فأخذ ذلك من طلوع الشمس إلى غروبها من العدد وذلك يوم وليلة ثم قسم ذلك على أربعة وعشرين جزأ الساعات المستوية خمسة عشر جزأ وضرب أربعة وعشرين في خمسة عشر فصار ثلاثمائة وستيين جزأ فأراد أن يعرف كم ميل يكون الجزء فأخذ ذلك من كسوف القمر والشمس فنظر كم ما بين مدينة إلى مدينة من ساعة وكم بين المدينة إلى الأخرى فقسم الأميال على أجزاء الساعة فوجد الجزء الواحد منها خمسة وسبعين ميا ا فضرب خمسة وسبعين في ثلاثمائة وستين جزأ من أجزاء البروج فبلغ ذلك سبعة وعشرين ألف ميل فقال إ ن الأرض مدورة متعلقة بالهواء فيكون ما يدور بها من الأميال سبعة وعشرين ألف ميل. ثم نظر في العمران فوجد من الجزيرة العامرة التي في المغرب إلى البحر الأخضر إلى أقصى عمران الصين إذا طلعت الشمس في الجزائر التي سميناها غابت بالصين وإذا غابت في هذه المجزانر طلعت بالصين فذلك نصف دوارة الأرض وذلك ثلاثة عشر ألف ميل وخمسمانة ميل طول العمران. ثم نظر أيضا في العمران فوجد عمران الأرض من ناحية الجنوب إلى ناحية الشمال أعنى من دوارة الأرض حيث استوى الليل والنهار في ال سيف إلى عشرين ساعة والليل أربع ساعا ت وفي الشتاء خلاف ذلك الليل عشرون ساعة والنهار أربع ساعات فقال إن استواء الليل والنهار في جزيرة بين الهند والحبشة من ناحية الجنوب التي من التيمن وهو ستون جزأ ما يكون له أربعة آلاف وخمسمائة ميل فاذا ضربت السدس في النصف الذي هو نصف دوارة الأرض من حيث استوى الليل والنهار تجد العمران الذي يعرف نصف سدس جميع الأرض.
واختلف اخرون في مبلغ الأرض وكميتها فروي عن مكحول إنه قال مسيرة ما بين أدنى الأرض إلى أقصاها خمسمائة سنة مائتان من ذلك قد غمرها البحر ومائتان ليس يسكنهما أحد وثمانون يأجوج ومأجوج وعشرون فيها سائر الخلق. وعن قتادة. قال الدنيا أربعة وعشرون ألف فرسخ فملك السودان منها اثنا عشر ألف فرسخ وملك العجم ثلاثة آلاف فرسخ وملك الروم ثمانية آلاف فرسخ وملك العرب ألف فرسخ. ورواية أخرى عن بطليموس أنه خرج مقدار الدنيا واسدارتها من المجسطي بالتقريب فقال استدارة الأرض مائة ألف وثمانون ألفا اسطاديون والاسطاديون مساحة أربعمائة ذراع وهي أربعة وعشرون ألف ميل فيكون ثمانية الاف فرسخ بما فيها من الجبال والبحار والفيافي والغياض. قال وغلظ الأرض وهو قطرها سبعة الاف وستمائة وثلاثون ميلا يكون ألفين ؤخمسمائة فرسخ وأربعين فرسخا وثلثي فرسخ قال فتكسير جميع بسيط الأرض مائة واثنان وثلاثون ألف ألف وستمائة ألف ميل يكون مائتي ألف وثمانية وثمانين ألف فرسخ. واختلفوا أيضا في كيفية عدد الأرضين قال الله عز وجل: خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن الطلاق: 12، فاحتمل هذا أن يكون في العدد والاطباق فروي في بعض الأخبار أن بعضها فوق بعض وغلظ كل أرض مسيرة خمسمائة عام وقد عدد بعضهم لكل أرض أهلا على صفة وهيئة عجيبة وسمى كل أرض باسم خاص كما سمى كل سماء باسم خاص وعن عطاء بن يسار في قول الله عز وجل: الذي خلق سموات ومن الأرض مئلهن أ قال في كل أرض آدم كآدمكم ونوح كنوحكم وإبراهيم كابراهيمكم والله أعلم.
وقالت القدماء إن الأرض سبع على المجاورة والملاصقة فافتراق الأقاليم على المطابقة والمكايسة والمعتزلة من المسلمين يميلون إلى هذا القول ومنهم من يرى أن الأرض سبع على الارتفاع والانخفاض كدرج المرا قي.
واختلفوا في البحار والمياه والأنهار فروى المسلمون أن الله خلق البحر مرا زعاقا وأنزل من السماء الماء العذب كما قال الله تعالى:: وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض المؤمنون: 18، وكل ماء عذب من بئر أو نهر من ذلك فإذا اقتربت الساعة بعث الله ملكا معه طشت فجمع تلك المياه فردها إلى الجنة. ويزعم أهل الكتاب أن أريعة أنهار تخرج من الجنة الفرات وسيحون وجيحون ودجلة وذلك أنهم يزعمون أن الجنة في مشارق الأرض.
وأما كيفية وضع البحار في المعمورة فأحسن ما بلغني فيه ما حكاه أبو الريحان البيروتي فقاد أما البحر الذي في مغرب المعمورة وعلى ساحل بلاد طنجة والأند لس فإنه سمي البحر المحيط وسماه اليونانيون أوقيانوس ولا يلج فيه إنما يسلك بالقرب من ساحله وهو يمتد من عند هذه البلاد نحو الشمال على محاذاة أرض الصقالبة ويخرج منه خليج عظيم في شمال الصقالبة ويمتد إلى قرب أرض بلغار بلاد المسلمين ويعرفونه بجرورنك وهم أمة على ساحله ثم ينحرف وراءهم نحو المشرق وبين ساحله وبين أقصى أرض الترك أرضون وجبال مجهولة خربة غير مسلوكة. وأما امتداد البحر المحيط الغربي من أرض طنجة نحر الجنوب فإنه ينحرف عن جنوب أرض سودان المغرب وراء الجبال المعروفة بجبال القمر التي تنبع منها عيون نيل مصر وفي سلوكه غرر لا تنجو منه سفينة. وأما البحر المحيط من جهة الشرق وراء أقاصي أرض الصين فإنه أيضا غير مسلوك ويتشعب منه خليج يكون منه البحر الذي يسمى في كل موضع من الأرض التي تحاذيه فيكون ذلك أول بحر الصين ثم الهند وخرج منه خلجان عظام يسمى كل واحد منها بحرا على حدة كبحر فارس والبصرة الذي على شرقيه تيز ومكران وعلى غرب في حياله فرضة عمان فإذا جاوزها بلع بلاد الشحر التي يجلب منه الكندرومر إلى عدن وانشعب منه هناك خليجان عظيمان أحدهما المعروف بالقلزم وهر ينعطف فيحيط بأرض العرب حتى تصير به كجزيرة ولأن الحبشة عليه بحذاء اليمن فإنه يسمى بهما فيقال لجنوبيه بحر الحبشة وللشمالي بحر اليمن ولمجموعهما بحر القلزم وإما اشتهر بالقلزم لأن القلزم مدينة على منقطعه في أرض الشام حيث يستدق ويستدير عليه السائر على الساحل نحو أرضر البجة. والخليج الأخر المقدم ذكره وهو المعروف ببحر البربر يمتد من عدن إلى سفالة الزنج ولا يتجاوزها مركب لعظم المخاطرة فيه ويتصل بعدها ببحر أوقيانوس المغربي وفي هذا البحر من نواحي المشرق جزائر الزانج جزانر الديجبات وقمير ثم جزائر الزنج ومن أعظم هذه الجزائر الجزيرة المعروفة بسرند يب وبقال لها بالهندث سيلاند يب ومنها تجلب أنواع اليواقيت جميعها ومنها يجلب الرصاص القلعي وسربزه ومنها يجلب الكافور. ثم في وسط المعمورة في أرض الصقالبة والروس بحر يعرف ببنطس عند اليونانيين وعندنا يعرف ببحر طرابزندة لأن فرضة عليه ويخرج منه خليج يمر على سور مدينة القسطنطينية ولا يزال يتضايق حتى يقع في بحر الشام الذي على جنوبيه بلاد المغرب إلى الاسكندرية ومصر وبحذائها في الشمال أرض الأندلس والروم وينصب إلى البحر المحيط عند الأندلس في مضيق يذكر في الكتب بمعبرة هيرقلس وبرف الان بالزقاق يجري فيه ماؤه إلى البحر المحيط وفيه من الجزائر المعروفة قبرس وسامس وردوس وصقلية وأمثالها، وبالقرب من طبرستان بحر فرضة جرجار عليه مدينة آبسكون وبها يعرف ثم يمتد إلى طبرستان وأرض الديلم وشروان وباب الأبواب وناحية اللآن ثم الخزر ثم نهر أتل الافي إليه ثم ديار الغزية ثم يعود إلى آبسكون وقد سمي باسم كل بقعة حاذاها ولكن اشتهاره عندنا بالخزر وعند الأوائل بجرجان وسماه بطلي موسى بحر أرقانيا وليس يتصل ببحر اخر. فأما سائر المياه المجتمعة في مواضع من الأرض فن مستنقحات ويطانح وربما سميت بحيرات كبحيرة أفامية وطبرية وزغر بأرض الشام وكبحيرة خوارزم وآبسكون بالقرى من برسخان. وسترى من هذه الدائرة في الصورة الثانية التالية ما يدل على صورة ما ذكرناه بالتقريب.
المحيط الشمالي
واختلفوا في سبب ملوحة ماء البحر فزعم قوم أنه لما طال مكثه وألحت الشمس عليه بالإحراق صار مرا ملحا واجتذب الهواء ما لطف من أجزائه فهو بقية ما صفته الأرض من الرطوبة فغلظ، وزعم آخرون أن في اليحر عروقا تغير ماء البحر فلذلك صار مرا زعاقا. وزعم بعضهم أن الماء من الاستح الاف فيطعم كل ماء على طعم تربته.
واختلفوا في الجبال قال الله تعالى: وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم النحل: 15، وقال: ألم يجعل الأرض مهادا والجبال أوتادا 11 النبأ: 6 و 7،. وحكي عن بعض اليونان أن الأرض كانت في الابتداء تكفأ لصغرها وعلى طول الزمان تكانفت وثبتت وهذا القول يصدقه القرآن لو أنه زاد فيه أنها تثبت بالجبال، ومنهم من زعم أن الجبال عظام الأرض وعروقهه.
واختلفوأ فيما تحت الأرض فزعم بعض القدماء أن الأرض يحيط بها الماء والماء يحيط به الهواء والهواء يحيط به النار والنار تحيط بها السماء الدنيا ثم الثانية ثم الثالثة إلى السابعة ثم يحيط بها فلك الكواكب الثابتة ثم فوق ذلك الفلك الأعظم المستقيم ثم فوقه عالم النفس وفوق عالم النفس عالم العقل وفوق عالم العقل الباري جلت عظمته ليسى وراءه شيء فعلى هذا الترتيب أن السماء تحت الأرض كما هي فوقها، وفي أخبار قصاص المسلمين أشياء عجيبة تضيق بها صدور العقلاء أنا أحكي بعضها غير معتقد لصحتها. رووا أن الله تعالى خلق الأرض تكفأ كما تكفأ السفينمة فبعث الله ملكا حتى دخل تحت الأرض فوضع الصخرة على عاتقه ثم أخرج يديه إحداهما بالمشرق والأخرى بالمغرب ثم قبض على الأرضين السبع فضبطها فاستقرت ولم يكن لقدمه قرار فأهبط الله ثورا من الجنة له أربعون ألف قرن وأربعون ألف قائمة فجعل قرار قدمي الملك على سنامه فلم تصل قدماه إليه بعث الله ياقوتة خضراء من الجنة مسيرها كذا ألف عام فوضعها على سنام الثور فاستقرت عليها قدماه وقرون الثور خارجة من أقطار الأرض مشبكة تحت العرش ومنخر الثور في ثقبين من تلك الصخرة تحت البحر فهو يتنفس كل يوم نفسين فإذا تنفس مد البحر وإذا رده جزر ولم يكن لقوائم الثور قرار فخلق الله تعالى كمكما كغلظ سبع سموات وسبع أرضين فاستقرت عليها قوائم الثور ثم لم يكن للكمكم مستقر فخلق الله تعالى حوتا يقال له بلهوت فوضع الكمكم على وبر ذلك الحوت والوبر الجناح الذي يكون في وسط ظهر السمكة وذلك الحوت على ظهر الريح العقيم وهو مزموم بسلسلة كغلظ السموات والأرضين معقودة بالعرش. قالوا: إن إبليس انتهى إلى ذلك الحوت فقال له إن الله لم يخلق خلقا أعظم منك فلم لا تزلزل الدنيا فهم بشيء من ذلك فسلط الله عليه بقة في عينيه فشغلته. وزعم بعضهم أن الله سلط عليه سمكة كالشطبة فهو مشغول بالنظر إليها ويهابها. قالوا وأنبت الله تعالى من تلك الياقوتة التي على سنام الثور جبل قاف فأحاط بالدنيا فهو من ياقوتة خضراء فيقاد والله أعلم أن خضرة السماء منه ويقال إن بينه ويين السماء قامة رجل وله رأس ووجه ولسان وأنبت الله تعالى من قاف الجبال وجعلها أوتادا للأرض كالعروق للشجر فإذا أراد الله عز وجل أن يزلزل بلدا أوحى الله إلى ذلك الملك أن زلزل ببلد كذا فيحرك عرقا مما تحت ذلك البلد فيتزلزل وإذا أراد أن يخسف ببلد أوحى الله إليه أن أقلب العرق الذي تحته فيقلبه فيخسف البلد. وزعم وهب بن منبه أن الثور والحوت يبتلعان ما ينصب من مياه الأرض فإذا امتلأت أجوافهما قامت القيامة. وقال آخرون: إن الأرض على الماء والماء على الصخرة والصخرة على سنام الثور والثور على كمكم من الرمل متلبد والكمكم على ظهر الحوت والحوت على الريح العقيم والريح على حجاب من الظلمة والظلمة على الثرى وإلى الئرى ينتهي علم الخلائق ولا يعلم ما وراء ذلك إلا الله قال الله تعالى: له ما في السموات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى طه: 6.
قال عبيد الله الفقير إليه مؤلف الكتاب قد كتبنا قليلا من كثير مما حكي من هذا الباب وههنا اختلاف وتخليط لا يقف عند حد غير ما ذكرنا لا يكاد ذو تحصيل يسكن إليه ولا ذو رأي يعول عليه وإنما هي أشياء تكلم بها القصاص للتهويل على العامة على حسب عقولهم لا مستند لها من عقل ولا نقل وليس في هذا ما يعتمد عليه إلا خبر رواه أبو هريرة عن النبي ﷺ وهو ما أخبرنا به حنبل بن عبد الله بن الفرج بن سعادة أبو علي المكبر البغداي إذ قال أخبرنا أبو الق اسم هبة الله بن الحصين قال حدثنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن المذهب قال حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي قراءة عليه فاقرأ به في سنة ست وستين وثلاثمائة قاك حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل ﷺ قال حدثنا أبي حدثنا شريح حدثنا الحكم بن عبد الملك عن قتادة عن الحسن عن أبي هريرة قال بينما نحن عند رسول الله ﷺ إذا مرت سحابة فقال أتدرون ما هذه فوقكم قلنا الله ورسوله أعلم. قال هذه العنان وروايا الأرض يسوقه إلى من لا يشكره من عباده ولا يدعونه ربا أتدرون ما هذه فوقكم قلنا الله ورسوله أعلم قال الرقيع موج مكفوف وسقف محفوظ أتدرون كم بينكم وبينها قلنا الله ورسوله أعلم قال مسيرة خمسمانة عام ثم قال أتدرون الذي فوقها قلنا الله ورسوله أعلم قال سماء أخرى أتدرون كم بينكم وبينها قلنا الله ورسوله أعلم قال مسيرة خمسمائة عام حتى عد سبع سموات ثم قال أتدرون ما فوق ذلك قلنا الله ورسوله أعلم قال العرشى ثم قال أتدرون كم بينه وبين السماء السابعة قلنا الله ورسوله أعلم قال مسيرة خمسمائة عام ثم قال أتدرون ما هذه تحتكم قلنا الله ورسوله أعلم قال الأرض أتدرون ما تحتها قلنا الله ورسوله أعلم قال أرض أخرى أتدررن كم بينكم وبينها قلنا الله ورسوله أعلم قال مسيرة سبعمائة عام حتى عد سبع أرضين ثم قال وأيم الله لو دليتم أحدكم بحبل إلى الأرض السابعة السفلى لهبط بكم على الله ثم قرأ هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم الحديد: 3، قلت وهذا حديث صحيح أخرجه أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي عن عبد بن حميد عن يونس عن شيبان بن عبد الرحمن عن قتادة عن الحسن البصري عن أبي هريرة رضي الله عنه وفي لفظ الخبر اختلاف والمعنى واحد انتهى.
الباب الثاني في ذكر الأقاليم السبعة واشتقاقها والاختلاف في كيفيتها
نبدأ أولا فنورد عنهم قولا مجملا يكون عمادا وبيانا لما نأتي به بعد وهو أشد ما سمعت في معناه وألخصه قالوا جميع مسافة دوران الأرض بالقياس المصطلح عليه مائة ألف ألف وستمائة ألف ميل كل ميل أربعة آلاف ذراع الذراع أريعة وعشرون إصبعا كل ثلاثة أميال منها فرسخ والأرض التي هي المساحة مقدار دورها ثلاثة أرباع مغمورة بالماء والربع الباقي مكشوف والمعمورة هي المسكون من هذا الربع المكشوف ثلثه وثبت عشره والباقي خراب وهذا المقدار من الربع المسكون مساحته ثلاثة وثلاثون ألف ألف ومائة وخمسون ألف ميل وهذا العمرن، هو مابين خط الاستواء إلى القطب الشمالي وينقسم إلى سبعة أقاليم واختلفوا في كيفيتها على ما نبينه واختلف قوم في هذه الأقاليم السبعة أفي شمالي الأرض وجنوبيها أم في الشمال دون الجنوب فذهب هرص إلى أن في الجنولب سبعة أقاليم كما في الشمال. قالوا: وهذا لا يعول عليه لعدم البرهان وذهب الاكثرون إلى أن الأقاليم السبعة في الشمال دون الجنوب لكثرة العمارة في الشمال وقلتها في الجنوب لذلك قسموها في الشمال دون الجنوب. ا وأما اشتقاق الأقاليم فذهبو إلى أنها كلمة عربية وأحدها إقليم وجمعها أقاليم مثل إخريط وأخاريط وهو نبت فكأنه أنما سمي إقليما لأنه مقلوم من الأرض التي تتاخمه أي مقطوع والقلم في أصل اللغة القطع. ومنه قلمت ظفر وبه سمي القلم لأنه مقلوم أي مقطوع مرة بعد مرة وكلما قطعت شيئا بعد شيء فقد قلمته. وقال محمد بن أحمد أبو الريحان البيروني الإقليم على ما ذكر أبو الفضل الهروي في المدخل الصاحبي هو الميل فكأنهم يريدون به المساكن المائلة عن معدل النهار. قال وأما على ما ذكر حمزة بن الحسن الأصفهاني وهو صاحب لغة ومعني بها فهو الرصتاق بلغة الجرامقة سكان الشام والجزيرة يقسمون بها المملكة كما يقسم أهل اليمن بالمخاليف وغيرهم بالكوثر والطساسيج وأمثالها. قال وعلى ما ذكر أبو حاتم الرازي في كتاب الزينة هو النصيب مشتق من القلم بإفعيل إذ كانت مقاسمة الانصباء بالمساهمة بالأقلام مكتوب عليها أسماء السهام كما قال الله تعالى: إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم أل عمران: 44. وقال حمزة الآصبهاني الأرض مستديرة الشكل المسكون منها دون الربع وهذا الربع ينقسم قسمين برا وبحرا ثم ينقسم هذا الربع سبعة أقسام يسمى كل قسم منها بلغة الفرس كشخر وقد استعارت العرب من السريانيين الكشخر إسما وهو الاقليم والاقليم اسم للرستاق فهذا في اشتقاق الاقليم ومعناه كاف شاف إن شاء الله تعالى. ثم للأمم في هيئة الأقاليم وصفاتها اصطلاحات أربع
الأول: اصطلاح العامة وجمهور الأمة وهو الجاري على ألسنة الناس دائما وهو أن يسموا كل ناحية مشتملة على عدة مدن وقرى إقليما نحو الصين وخراسان والعراق والشام ومصر وإفريقية ونحو ذلك فالأقاليم على هذا كثيرة لا تحصى.
الاصطلاح الثاني: لأهل الأندلس خاصة فإنهم يسمون كل قرية كبيرة جامعة إقليما وربما لا يعرف هذا الاصطلاح إلا خواصهم وهذا قريب مما قدمنا حكايته عن حمزة الأصفهاني فإذا قال الأندلسي أنا من إقليم كذا إنما يعني بلدة أو رستاقا بعينه.
الاصطلاح الثالث: للفرس قديما وكثر ما يعتمد عليه الكتاب. قال أبو الريحان: قسم الفرس الممالك المطيفة بإيرانشهر في سبع كشورات وخطوا حول كل مملكة دائرة وسموها كشورا وكشخرا اشتقاقهما على ما قيل من كنشه وهو اسم الخط في لغتهم ومعلوم أن الدوائر المتساوية لا تحيط بواحدة منها متماسة إلا إذا كانت سبعا تحيط ست منها بواحدة فقسموا إيرانشهر إلى كشورات ست والمعمورة بأسرها إلى سبع والأصل في هذه القسمة أخبر به زرادشت صاحب ملتهم من حال الأرض وإنها مقسومة بسبعة أقسام كهيئة ما ذكرنا أوسطها هنيرة وهوالذي نحن فيه ويحيط بها ستة. قال أبو الريحان: وأما الحقيقة لم جعلوها سبعا فما أجدني واجده بالطريق البرهاني فإن الكافة لم يتنازعوا إلا إلى عدد الكواكب السيارة مستدلين عليه بأيام الأسبوع التي لا يختلف فيها ولا في المبدأ الموضوع لها من يوم الأحد مختلفوا الأمم. وصورة الكشورات الداخلة في كشخر هنيرة على ما نقلته من كتاب أبي الريحان وخط يده الصورة الثالثة التالية ص: 33. قال أبو الريحان: وبهذه القسمة قال هرمس ما أسند إليه محمد بن إبراهيم الفزاري في زيجه إن كان هرمس من القدماء فكأنه لم يستعمل في زمانه غيرها وإلا فالأمور الرياضية النجومية بهرمس أولى. قال وزاد الفزاري إن كل كشور سبعمائة فرسخ في مثلها، قرأت في غير كتاب أبي الريحان أن كل إقليم من هذه السبعة التي قدمنا وصفها طول أرضه سبعمائة فرسخ إلا السابع فإنه مائتان وعثرون فرسخا والله أعلم.
الاصطلاح الرابع: وعليه اعتماد أهل الرياضة والحكمة والتنجيم وهو عندهم يمتد طولا من المشرق إلى المغرب على الشكل الذي نصوره بعده. قال أبو الريحان: عقيب ما ذكره من اصطلاح أهل فارس ومن خطه نقلته أما من زاول صناعة التنجيم وكلف بعلم هيئة العالم فإنه أتى هذه القسمة من مأتى آخر لأنه لما نظر إلى الأولى لم يجد لها نظاما تطرد عليه من الأسباب الطبيعية دون الوضعية التي بحسبها تختلف المساكن في الكرة من الحر البرد وسائر الكيفيات أعرض عن تلك القسمه ولم يلتفت إليها. ثم قال: نحن إذا تأملنا الاختلافات التي تلحق الليل والنهار من ولوج أحدهما على الاخر على طرفي ال سيف والشتاء فالذي يحدث في الهواء من احتدام الحر كلب البرد وما يتبع ذلك من تأثير الأرض والماء بهما وجدناها بحسب الإمعان في جهتي الشمال والجنوب فقط إنا متى لزمنا نحو المشرق والمغرب مدارا واحدا لا يقربنا سلوكه من شمال أو جنوب لم يختلف علينا شيء ما وجوده بالاضافة إلى الافاق بتة اللهم إلا انتقال من صرود إلى جروم أو عكسه مما لا يوجبه ذلك السمت إنما يتفق من جهة الأنجاد والأغوار وأوضاع أحدهما من الآخر فيه وتقدم الطلوع والغروب وتأخرهما إلا أنه ليس بمعلوم بالاحساص وإنما يتوصل إليه بالنظر والقياس فإذا قسمنا المعمورة عرضا بحسب الاختلاف والتغاير على أقسام متوازية في طول الأرض ليتفق كل قسم في المشارق والمغارب على حال واحدة بالتقريب كان أصوب من أن نقسمهما بغير ذلك من الخطوط. ثم تأمل النهار الأطول والأقصر فإن النظر فيهما لتكافئهما واحد فوجده من جهة الشمال حيث الناس متمدنون وعلى قضايا الاعتدال خلقا وخلقا مجتمعون دون المتوحشين المختفين في الغياض والقفار الذين يفترسون من وجدوه من الناس ويكلونه ثلاث عشرة ساعة فجعل الحد الجنوبي وسط الاقليم الأول ثم الحد الشمالي في وسط الاقليم السابع وسائر الأقاليم تتزايد نصف ساعة في النهار الأطول في أوساط الإفليم. وأما ما وراء الاقليم السابع منها فأرضون يعرض البرد في قيظها ويهلك من شتائها الذي هو أطول فصول السنة فيها فيقل قاطنوها وتنزر عقولهم حتى ربما اجتووا ببهيميتهم مخالطة الناس كما يراها من وراء الإقليم السابع بسبعيتهم، فاذا قسمت المعمور بالأقاليم على هذه الجهة فصورتها تكون قريبا من الصورة الرابعة التالية.
الاقليم الأول
أوله حيث يكون الظل نصف النهار إذا استوى الليل والنهار قدما واحدة ونصفا وعشرا وسدس عشر قدم وآخره حيث يكون ظل الاستواه فيه نصف النهار قدمين وثلاثة أخماس قدم
فهو من المشرق يبتدىء من أقصى بلاد الصين ويمر على ما يلي الجنوب من الصين وفيه جزيرة سرنديب وعلى سواحل البحر في جنوب بلاد السند ثم يقطع البحر إلى جزيرة العرب وأرض اليمن ويقطع بحر القلزم إلى بلاد الحبشة ويقطع نيل مصر وينتهي إلى بحر المغرب فوقع وسطه قريبا من أرض صنعاء وحضرموت ووقع طرفه الذي يلي الجنوب قريبا من أرض عدن ووقع طرفه الذي يلي الشمال بتهامة قريبا من مكة ووقع فيه من المدن المعمورة مدينة ملك الصين وجنوب السند وجزيرة الكرك وجنوب الهند ومن اليمن صنعاء وعدن وحضرموت ونجران وجرش وجيشان وصعدة وسبأ وظفار ومهرة وعمان ومن بلاد المغرب تبالة ومدينة صاحب الحبشة جرمي ومدينة النبوة دمقلة وجنوب البرابر وغانة من بلاد سودان المغرب إلى البحر الأخضر ويكون أطول نهار لهؤلاء الذين ذكرناهم اثنتي عشرة ساعة ونصفا في ابتدائه وفي وسطه ثلاث عشرة ساعة وفي اخره ثلاث عشرة ساعة وربع وطوله من المشرق إلى المغرب تسعة الاف ميل وسبعمائة واثنان وسبعون ميلا واحدى وأربعون دقيقة وعرضه أربعمائة ميل واثنتن وأريعون ميلا واثنتان وعشرون دقيقة وأربعون ثانية ومساحته بها مكسرا أربعة الاف ألف وثلاثماثة وعشرون ألف ميل وثمانمانة وسبعة وسبعون ميلا واحدى وعشرون دقيقة وهو إظيم زحل باتفاق من الفرس والروم ويقال له بالفارسية كيوان وله من البروج الجدي والدلو.
الاقليم الثاني
حيث يكون ظل الاستواء في أوله نصف النهار إذا استوى الليل والنها قدمين وثلاثة أخماس قدم وآخره حيث يكون ظل الاستواء فيه نصف النهار ثلاثة أقدام ونصفا وعشر سدس قدم ويبتدىء في المشرق فيمر على بلاد الصين وبلاد الهند وعلى شماليها جبال قامرون وكنوج والسند ويمر بملتقى البحر الأخضر وبحرا لبصرة ويقطع جزيرة العرب في أرض نجد وتهامة والبحرين ثم يقطع بحر القلزم ونيل مصر إلى أرض المغرب وفيه من المدن مدن بلاد الصين والهند ومن السند المنصورة وبلاد التتر والديبل ويقطع البحر إلى أرض العرب إلى عمان فيقع في وسطه مدينة الرسول ﷺ يثرب ووقع في أقصاه الذي يلي الجنوب وراء مكة قليلا ووقع في طرفه الأدنى الذي يلي الشمال بقرب الثعلبية وكل واحد من مكة والثعلبية من إقليمين وكذلك كل ما كان في سمتهما ووقع في هذا الاقليم من مشهور المدن مكة والمدينة وفيد والثعلبية واليمامة وهجر وتبالة والطانف وجدة ومملكة لحبشة وأرض البجة ومن أرض النيل قوص وأخميم وأنصنا وأسوان ومن المغرب إفريقية وجبال من البربر إلى أرض المغرب ويكون أطول نهار هؤلاء في أول الاقليم ثلاث عشرة ساعة وربعا واخره ثلاث عشرة ساعة وثلاثة أرباع الساعة وأوسطه ثلاث عشرة ساعة ونصف وطوله من المشرق إلى المغرب تسعة الاف وثلاثمائة واثنا عثر ميلا وإثننتان وأربعون دقيقة وعرضه أربعمائة ميل وميلان وإحدى وخمسون دقيقة ومساحتها مكسرة ثلاثة آلاف ألف وستمائة ألف وتسعون ألف ميل وثلاثمائة وأربعون ميلا وأربع وخمسون دقيقة وهو للمشتري في قول الفرس وللشمس في قول الروم واسمه بالفارسية هرمز رله من البروج القوس والحوت وكل ما كان على خطه شرقا وغربا فهو داخل فيه.
الإقليم الثالث
أوله حيث يكون الظل نصف النهار إذا استوى الليل والنهار ثلاثة أقدام ونصفا وعشرأ وسدس عشر قدم وآخره حيث يكون ظل الاستواء فيه نصف النهار أربعة أقدام ونصفا وثلث عشر قدم فيبلغ النهار في وسطه أربع عشرة ساعة
وهو يبتدىء من المشرق فيمر على شمال بلاد الصين ثم الهند ثم السند ثم كابل وكرمان وسجستان وفرس والأهواز والعراقين والشام ومصر والاسكندرية وفيه من المدن بعد بلاد الصين في وسطه بالقرب من مدين في شق الشام واقصة في شق العراق وصارت الثعلبية وما كان في سمتها شرقا وغربا في طرفه الأقصر الذي يلي الجنوب وصارت مدينة السلام وفارس وقندهار والهند ومن أرض السند الملتان ونهاية وكرور وجبالي الأفغانية وصور الام وطبرية وبيروت في حده الأدنى مما يلي الشمال وكذلك كل ما كان في سمت ذلك شرقا وغريا بين إقليمين ووقع في هذا الاقليم من المدن المعروفة غزنة وكابل والرخج وجبال زبلسان وسجستاز وأصفهان وبست وزرنج وكرمان ومن فارس اصطخر وجور وفسا وسابور وشيراز وسيرات وجتابة وسينيز ومهروبان وكور الأهواز كلها ومن العراق البصرة وواسط والكوفة ويغداد والأنبار وهيت والجزيرة ومن الشام حمص في بعض الروايات ودمشق وصور وعكا وطبرية وقيسارية وأرسوف والرملة والبيت المقدس وعسقلان، وغزة ومدين والقلزم ومن أرض مصر فرما وتنيس ودمياط والفسطاط والاسكندرية والفيوم ومن المغرب برقه وإفريقية والقيروان وقبائل البربر في أرض الغرب وتاهرت والسوس ويلاد طنجة وبنتهي إلى البحر المحيط. وأطول نهار هؤلاء في أول الاقليم ثلاث عشرة ساعة ونصف وربع وفي أوسطه أربع عشرة ساعة وفي اخره أربع عشرة ساعة وربع وطوله من المشرق إلى المغرب ثمانمائة ألف وسبعمائة وأربعة وسبعون ميلا وثلاث وعشرون دقيقة وعرضه ثلاثمائة وثمانية وأربعون ميلا وخمس وأربعرون دقيقة وتكسيره مساحة ثلاثمائة ألف ألف وستة الاف وأربعمائة وثمانية وخمسون ميلا وتسع وعشرون دقيقة. وهو في قول الفرس للمريخ في قول الروم لعطارد واسمه بالفارسية بهرام وله من البروج الحمل والعقرب وكل ما كان في سمت ذلك فهو داخل فيه الله الموفق للصواب.
الاقليم الرابع
وهو حيث يكون الظل إذا استوى الليل والنهار في أذار نصف النهار أربعة أقدام وثلاثة أخماس قدم وثلث خمس قدم وآخره حيث يكون الظل نصف النهار في الاستواء خمسة أقدام وثلاثة أخماس قد وثلث خمس قدم ويبتدىء من أرض الصين والتبت والختن وما بينهما من المدن ويمر على جبال كشمير وبلور وبرجان وبذخشان وكابل وغور وهراة وبلخ وطخارستان ومرو وقوهستان ونيسابور وقومس وجرجان وطبرستان والري وقم وقاشان وهمذان وأذربيجان وال موسى ل وحران وعزاز والثغور وجزيرة قبرس ورودس وصقلية الى البحر المحيط على الزقاق بين الأندلس وبلاد المغرب فوقع طرف هذا الاقليم الأدنى الذي يلي العراق بالقرب من بغداد وما كان على سمتها شرقا وغربا وقع طرفه الأدنى الذي يلي الشمال بالقرب من قاليقلا وساحل طبرستان إلى أردبيل وجرجان وما كان في هذا السمت وفيه من مشاهير المدن غير ما ذكر نصيبين ودارا والرفتان ورأس عين وسميساط والرهاء ومنبج وحلب وقنسرين وأنطاكية وحمص في رواية والمصيصة وأذنة وطرسوس وسرمن رأى وحلوان وشهرزور وماسبذان والدينور ونهاوند وأصفهان ومراغة وزنجان وقزوين والكرخ وسرخس واصطخروطوس ومرو الروذ وصيدا والكنيسة السوداء وعمورية واللاذقية وأطول نهار هؤلاء في أول الإقليم أربع عشرة ساعة وربع وأوسطه أربع عشرة ساعة ونصف وآخره أربع عشرة ساعة ونصف وربع وطوله من المشرق إلي المغرب ثمانية الاف ومائتان وأربعة عشر ميلا وأربع عشرة دقيقة وعرضه مائتان وتسعة وتسعون ميلا وأربع دقائق وتكسيره ألف ألف وأربعمائة ألف وثلاثة وسبعون ألفا واثنان وسبعون ميلا وأ8ثنتان وعشرون دقيقة وهو للشمس على رأي الفرس وللمشتري على رأي الروم واسمه بالفارسية خزشاذ وله من البروج الأسد الله ولي الاعانة.
الاقليم الخامس
أوله حيث يكون الظل نصف النهار إذا استوى الليل والنهار خمسة أقدام وثلاثة أخماس قدم وسدس خمس قدم وأوسطه حيث يكون الظل نصف النهار إذا استوى الليل والنهار ستة أقدام واخره حيث يكون الظل نصف النهار شرقا أو غربا ستة أقدام ونصف عشر وسدس عشر قدم والذي بين طرفيه عرضا نحو مائة وثلاثين ميلا في رواية،
ويبتدىء من أرض الترك المشرقين ويأجوج المسدودين ويمر على أجناس الترك المعروفين بقبائلهم إلى كاشغر والإ سيف ون وزاشت وفرغانة واسبيجاب وشاش وأشروسنة وسمرقند وبخارى وخوارزم وبحر الخزر إلى باب الأبواب ويردعة وميافارقين وأرمينية ودروب الروم وبلادهم وعلى رومية الكبرى وأرض الجلالقة وبلاد الأندلس وينتهي إلى البحر المحيط ووقع في وسطه بالقرب من أرض تفليس من بلاد إرمينة ومن جرجان وكل ما كان في هذا السمت من البلدان شرقا وغربا ووقع طرفه الذي يلي الجنوب بالقرب من خلاط ودبيل وسميساط وملطية وعمورية وما كان في سمت هذا من البلدان شرقا وغربا ووقع طرفه الأقصى الذي يلي الشمال بالقرب من دبيل وفي سمته بلدان يأجوج ومأجوج وأطول نهار هؤلاء في أول الاقليم أربع عشرة ساعة ونصف وربع وفي أوسطه خمس عشرة ساعة وفي آخره خمس عشرة ساعة وربع وطول وسطه من المشرق إلى المغرب سبعة آلاف ميل وستمائة وسبعون ميلا وبضع عشرة دقيقة وعرضه مائتان وأربعة وثمانون ميلا وثلاثون دقيقة ومساحته مكسرا ألف ألف وثمانية وأربعون ألفا وخمسائة وأربعة وثمانون ميلا واثنتا عشرة دقيقة وهو للزهر باتفاق من الفرس والروم واسمه بالفارسية أناهيد وله من البروج الثور والميزان.
الاقليم السادس
أوله حيث يكون الظل نصف النهار في الاستواء سبعة أقدام وستة أعشار وسدس عشر قدم يفضل آخره على أوله بقدم واحد فقط يبتدىء من مساكن ترك المشرق من قانى وقون وخرخيز وكيماك والتغزغز وأرض التركمانية وفاراب وبلاد الخزر وشمال بحرهم واللان والسرير بين هذا البحر وبحر طرابزندة ويمر علي القسطنطينية وأرض فر نجة وشمال الأندلس حتى ينتهى إلى بحر المغرب وعرض هذا الاقليم في بعض الروايات نحو من مائتي ميل ونيف طرفه الأدنى الذي يلي الجنوب حيث وقع طرف الأقصى الذي يلي الشمال فوقع بالقرب عن أرض خوارزم ووراءها من طرابزندة الشاش مما يلي الترك ووقع وسطه بالقرب من القسطنطينية ومن آمل خراسان وفرغانة وقد وقع في هذا الاقليم في رواية بعضهم كثير من المدن المذكورة في الاقليم الخامس وغيرها منها سمرقند وباب الخزر والجبل وأطراف بلاد الأندلس التي تلي الشمال وأطراف بلاد الصقالبة التي تلي الجنوب وهرقلة وأطول نهار هؤلاء في أول الاقليم خمس عشرة ساعة ونصف وآخره خمس عشرة ساعة ونصف وربع وطول وسطه من المشرق إلى المغرب سبعة الاف ميل ومائة وخمسة وسبعون ميلا وثلاث وستون دقيقة وعرضه مائتا ميل وخمسة عشر ميلا وتسع وثلاثون دقيقة وتكسيره ألف ألف ميل وستة وأربعون ألف ميل وسبعمائة واحد وعشرون ميلا وكذا دقيقة وهو على رأي الفرس لعطارد وعلى رأي الروم للقمر واسمه بالفارسية تير وله من البروج الجوزاء والسنبلة.
الاقليم السابع
أوله حيث يكون النهار في الاستواء سبعة أقدام ونصفا وعشر وسدس عشر قدم كما هو في الاقليم السادس لأن اخره أول هذا وآخره حيث يكون الظل نصف النهار في الاستواء ثمانية أقدام ونصفا ونصف عشر قدم
وليس فيه كثير عمران إنما هو في المشرق غياض وجبال يأوي إليها فرق من الترك كالمستوحشين ويمر على جبال باشغرد وحدود البجناكية وبلد سرار وبلغار والروس والصقالبة والبلغرية وينتهي إلى البحر المحيط وقليل من وراء هذا الاقليم من الأمم مثل أيسو وورانك ويوره وأمثالهم ووقع في طرفه الأدنى الذي يلي الجنوب حيث وقع الطرف الأقصى الشمالي في الاقليم السادس الذي يليه وذلك سمت خوارزم وطرابزندة شرقا وغربا ووقع في طرفه الأقصى الذي يلي الشمال في أقاصي أراضي الصقالبة شرقا وأطراف الترك الذين يلون خوارزم في الشمال ووقع في وسطه في اللان ولم يقع فيه مدن معروفة فتذكر وأطول نهار هؤلاء في أول الاقليم خمس عشرة ساعة ونصف وربع ساعة وأوسطه ست عشرة ساعة وآخره ست عشرة ساعة وربع وطول وسطه من المشرق إلى المغرب ستة الاف ميل وسبعمائة وثمانون ميلا وأربع وخمسون دقيقة وعرضه مائة وخمسة وثمانون ميلا وعشرون دقيقة وتكسيره ألف ألف ميل ومئتان ألف ميل وأربعة وعشرون ألف ميل وثمانمائة وأربعة وعشرون ميلا وتسع وأريعون دقيقة وهو على رأي الفرس للقمر وعلى رأي الروم للمريخ واسمه بالفارسية ماه وله من البروج السرطان واخره هذا الاقليم هوآخر العمارة ليس وراءه إلاقوم لا يعبأ بهم وهم في ضيق العيش وقلة الرياضة بالوحش أشبه الله المرفق للصواب.
ذكر ما لكل واحد من البروج الإثني عشر من البلدان
أما الحمل فله بابل وفارس وأذربيجان واللان وفلسطين.
الثور: له الماهان وهمذان والاكراد الجبليون ومدين وجزيرة قبرس والإسكندرية والقسطنطينية وعمان والري وفرغانة وله شركة في هراة وسجستان.
الجوزاء: له جرجان وجيلان وأرمينية وقومان ومصر وبرقة وبرجبان وله شركة في أصفهان وكرمان.
. السرطان: له إرمينية الصغرى وشرقي خراسان وبعض إفريقية وهجر والبحرين والديبل ومرو الروذ وله شركة في أذربيجان وبلخ.
الأسد: له الترك إلى يأجوج ومأجوج ونهاية العمران التي تليها وعسقلان والبيت المقدس ونصيبين وملطية وميسان ومكران والديلم وايرانشهر وطوس والصعيد وترمذ.
السنبلة: له الأندلر وجزيرة أقريطش ودار مملكة الحبشة والجرامقة والشام والفرات والجزيرة وديار بكر وصنعاء والكوفة وما بين كرمان من بلاد فارس وسجستان إلى تخوم السند.
الميزان: له الروم وما بين تخومها إلى إفريقية وسجستان وكابل وقشمير وصعيد مصر إلى تخوم الحبشة وبلخ وهراة وانطاكية وطرسوس ومكة والطالقان وطخارستان والصين.
العقرب: له الحجاز والمدينة وبادية العرب ونواحيها إلى اليمن وقومس والري وطنجة والخزر وآمل وسار ونهاوند والنهروان وله شركة في الصغد.
القوس: له الجبال والدينور وأصفهان وبغداد ودنباوند وباب الأبواب وجندي سابور وله شركة في بخاى وجرجان وشواطىء بحر إرمينية وبربر إلى المغرب.
الجدي: له مكران والسند ونهر مهران ووسط بحر عمان إلى الهند والصين وشرقي أرض الروم والأهوز واصطخر.
الدلو: له السواد إلى ناحية الجيل والكوفة وناحتها وظهر الحجاز وأرض القبط من مصر وغربي أرض السند وله شركة في فارس.
الحوت: له طبرستان وناحية اشمال من أرض جرجان وبخارى وسمرقند وقاليقلا إلى الشام والجزير ومصر والاسكندرية وبحراليمن وشرقي أرض الهند وله شركة في الروم.
هكذا وجدت هذا في بعض الأزياج وفيه تكرار باختلات اللفظ في عدة مواضع نحو قوله بابل والعراق والسوادن وبغداد والنهروان والكوفة كل هذا من السواد وكل هذا من أرض بابل وكل هذا من العراق وبغداد والنهروان والكوفة مضمومة إلى ذلك وفيما تقدم أمثال لهذا الله أعلم بحقيقة ذلك. وفي الصورة الخامسة في الأعلى رسم بسيط الأرض وهيئة البيت الحرام واستقبال الناس إياه من جميع جهات الأرض على وجه التقرب وفيه نظر.
الباب الثالث في تفسير الألفاظ التي يتكرر ذكرها في هذا الكتاب
فان فسرناها في كل موضع تجيء فيه أطننا ان ذكرناها في موضع دون الاخر بخسنا أحدهما حقه ويبهم على المستفيد موضعها لان ألقيناها جملة أحوجنا الناظر في هذا الكتاب إلى غيره فجئنا بها ههنا مفسرة مبينة مسهلة على الطالب أمرها وهي البريد والفرسخ والميل والكورة والاقليم والمخلاف والاستان والطسوج والجند والسكة والمصر وأباذ والطول والعرض والدرجة والدقيقة والصلح والسلم والعنوة والخراج والفيء والغنيمة والقطيعة.
فأما البريد. ففيه خلاف وذهب قوم إلى أنه بالبادية اثنا عشر ميلا وبالشام وخراسان ستة أميال. وقال أبو منصور البريد الرسول وابراده إرساله. وقال بعض العرب الحمى بريد الموت أي أنها رسول الموت تنذر به. والسفر الذي يجوز فيه قصر الصلاة أربعة برد ثمانية وأربعرن ميلا بالأميال الهاشمية التي في طريق مكة وقيل لدابة البريد بريد لسيرها في البريد. قال الشاعر:
واني أنص العيش حتى كأنني ** عليها بأجواز الفلاة
بريد وقال ابن الأعرابي كل ما بين المنزلين بريد، وحكى بعضهم ما خالف به من تقدم ذكره فقال من بغداد إلى مكة مائتان وخمسة وسبعون فرسخا وميلان ويكون أميالا ثمانمائة وسبعة وعشرين ميلا وهذه عدة ثمانية وخمسين بريدا وأربعة أميال ومن البريد عشرون ميلا هذه حكاية قوله الله أعلم، وخبرني بعض من لا يوثق به لكنه صحيح النظر والقياس أنه إنما سميت خيل البريد بهذا الاسم لأن بعض ملوك الفرس اعتاق عنه رسل بعض جهات مملكته فلما جاءته الرسل سألها عن سبب بطئها فشكوا من مروا به من الولاة وأنهم لم يحسنوا معونتهم فأحضرهم الملك وأراد عقوبتهم فاحتجوا بأنهم لم يعلموا أنهم رسل الملك فأمر أن تكون أذناب خيل الرسل وأعرافها مقطوعة لتكون علامة لمن يمرون به ليزيحوا عللهم في سيرهم فقيل بريد أي قطع فعرب فقيل خيل البريد الله أعلم. وأما الفرسخ، فقد اختلف فيه أيضا فقال قوم هو فارسي معرب وأصله فرسنك. وقال اللغويون الفرسخ عربي محض يقال انتظرتك فرسخا من النهار أي طويلا. رقال الأزهري أرى أن الفرسخ أخذ من هذا. وروى ثعلب عن ابن الأعربي قال سمي الفرسخ فرسخا لأنه إذا مشى صاحبه استراح وجلس. قلت كذا قال وهذا كلا لا معنى له والله أعلم. وقد روي في حديث حذيفة ما بينكم وبين أن يصب عليكم الشر فراسخ إلا موت رجل فلو قيل قد مات صب عليكم الشر فراسخ. قال ابن شميل في تفسيره: وكل شيء دائم كثير فرسخ. قلت أنا أرى الفرسخ من هذا أخذ لأن المشي يستطيله ويستديمه ويجوز في رأي أن يكون تأويل حديث حذيفة أنه يصب عليكم الشر طويلا بطول الفراسخ ولم يرد به نفس الطول وانما يراد به مقدار طول الفرسخ الذي هو علم لهذه المسافة المحدودة والله أعلم. وقالت الكلابية فراسخ الليل والنهار ساعاتهما وأوقاتهما ولعله من الأول وان كان هذا هو الأصل فالفرسخ مشتق منه كأنه يراد سير ساعة أو ساعات هذا إن كان عربيا. وأما حد ه ومعناه فلا بد من بسط يتحقق به معناه ومعنى الميل معا. قالت الحكماء اسدارة الأرض في موضع خط الاستواء ثلاثمائة وستون درجة والدرجة خمسة وعشرون فرسخا والفرسخ ثلاثة أميال والميل أربعة الاف ذراع فالفرسخ اثنا عشر ألف ذراع والذراع أربعة وعشروق إصبعا والاصبع ست حبات شعير مصفوفة بطون بعضها إلى بعض: وقيل الفرسخ اثنا عشر ألف ذراع بالذراع المرسلة تكون بذراع المساحة وهي الذراع الهاشسمية وهي ذراع وربع بالمرسل تسعة الاف ذراع وستمائة ذراع. وقال قوم الفرسخ سبعة الاف خطوة ولم أرلهم خلافا في أن الفرسخ ثلاثة أميال وأما الميل. فقال بطليموس في المجسطي الميل ثلاثة الاف ذراع بذراع الملك والذراع ثلاثة أشبار والشبر ستة وثلاثون إصبعا والاصبع خمس شعيرات مضمومات بطون بعضها إلى بعض قال والميل جزء من ثلاثة أجزاء من الفرسخ، وقيل الميل ألفا خطوة وثلاثمائة وثلاث وثلاثون خطوة. وأمام أهل اللغة فالميل عندهم مدى البصر ومنتهاه. قال ابن السكيت وقيل للاعلام المبنية في طريق مكة أميال لأنها بنيت على مقادير مدى البصر من الميل إلى الميل ولا نعني بمدى البصر كل مرأ فانا نرى الجبل من مسيرة أيام إتما نعني أن ينظر الصحيح البصر ما مقداره ميل وهي بنية ارتفاعها عشرة أذرع أو قريب من ذلك وغلظها مناسب لطولها وهذا عندي أحسن ما قيل فيه
وأما الاقليم، فقد تقدم من القول فيه اشتقاقا واحدا واختلافا في الباب الثاني ما أغنانا عن إعادة ذكره وانما ترجمناه ههنا لأنه حري بأن يكون فيه فلما تقدم ما تقدم من أمره دللنا على موضعه ليطلب.
وأما الكورة، فقد ذكر حمزة الأصفهاني الكورة اسم فارسي بحت يقع على قسم من أقسام الاستان وا استعارتها العرب وجعلتها اسما للأستان كما استعارت الاقليم من اليونانيين فجعلته اسما للكشخر فالكورة والإستان واحد، قلت أنا الكورة كل صقع يشتمل على عدة قرى ولا بد لتلك القرى من قصبة أو مدينة أونهر يجمع اسمها ذلك اسم الكورة كقولهم دارا بجرد مدينة بفارس لها عمل واسع يسمى ذلك العمل بجملته كورة دارا بجرد ونحو نهر الملك فانه نهر عظيم مخرجه من الفرات ويصب في دجلة عليه نحو ثلاثمائة قرية ويقال لذلك جميعه نهر الملك وكذلك ما أشبه ذلك.
وأما المخلاف، فاكثر ما يقع في كلام أهل اليمن وقد يقع في كلام غيرهم على جهة التبم والانتقال لهم وهو واحد مخاليف اليمن وهي كورها، ولكل مخلاف منها اسم يعرف به رهو قبيلة من قبائل اليمن أقامت به وعمرته فغلب عليه اسمها. وفي حديث معاذ من تحول من مخلاف إلى مخلاف فعشره وصدقته إلى مخلاف عشيرته الأول إذا حال عليه الحول. وقال أبو عمرو: يقال استعمل فلان على مخاليف الطائف وعلى الأطرا ف والنواحي. وقال خالد بن جنبة في كل بلد مخلاف بمكة مخلاف والمدينة والبصرة والكوفة. قلت وهذا كما ذكرنا بالعادة والإلف إذا انتقل اليماني إلى هذه النواحي سمى الكورة بما الله من لغة قومه وفي الحقيقة إنما هي لغة اهل اليمن خاصة. وقال بعضهم مخلاف البلد سلطانه. وحكى عن بعض العرب قال كنا نلقى بني نمير ونحن في مخلاف المدينة وهم في مخلاف اليمامة. وقال أبو معاذ المخلاف البنكرد وهو أن يكون لكل قوم صدقة على حدة فذاك بنكرده يودي إلى عشيرته التى كان يؤدى اليها. وفي كتاب العين يقال فلان من مخلاف كذا وكذا وهوعند أهل اليمن كالرستاق والجمع مخاليف. قالت هذا الذي بلغني فيه ولم أسمع في اشتقاقه شيئا وعندي فيه ما أذكره وهو أن ولد قحطان لما اتخذوا أرض اليمن مسكنأ وكثروا فيها لم يسعهم المقام في موضع واحد فجمعوا رأيهم على أن يسيروا في نواحي اليمن ليختار كل بني أب موضعا يعمرونه ويسكنونه وكانوا إذا صاروا إلى ناحية واختارها بعضهم تخلف بها عن سائر القبائل وسماها باسم أبي تلك القبيلة المتخلفة فيه فسموها مخلافا لتخلف بعضهم عن بعض فيها ألا تراهم سموها مخلاف زبيد ومخلاف سنحان ومخلاف همدان لا بد من إضافته إلى قبيلة الله أعلم.
وأما الاستان، فقد ذكرنا عن حمزة أنه قال إن الاستان والكورة واحد ثم قال شهرستان وطبرستان وخوزستان مأخوذ من الاستان فخفف بحذف الألف. ومثال ذلك أن رقعة فارس خمسة أساتين أحدها إستان دار بجرد ثم ينقسم الاستان إلى الرساتيق وينقسم الرستاق إلى الطساسيج وينقسم كل طسوج إلى عدة من القرى مثال ذلك اصطخراستان من أساتين فارس ويزد رستاق من رساتيق اسطخر ونائين وقرى معها طسوج من طساسيج رستاق يزد ونياستانه قرية من قرى طسوج نائين، وزعم مؤيد الرأي أن معنى الاستان المأوى ومنه يقال وهما إستان كرفت إذا أصاب موضعا ياوي إليه.
وأما الرستاق، فهو فيما ذكره حمزة بن الحسن مشتق من روذه فستا وروذه اسم للسطر والصف والسماط وفستا اسم للحال والمعنى أنه على التسطير والنظام. قلت الذي عرفناه وشاهدناه في زماننا في بلاد الفرس أنهم يعنون بالرستاق كل موضع فيه مزارع وقرى ولا يقال ذلك للمدن كالبصرة وبغداد فهو عند الفرس بمنزلة السواد عندص أهل بغداد وهو أخص من الكورة والاستان.
وأما الطسوج. بوزن سبوح وقدوس فهو أخص وأقل من الكورة والرستاق والاستان كأنه جزء من أجزاء الكورة كما أن الطسوج جزء من أربعة وعشرين جزأ من الدينار لأن الكورة قد تشتمل على عدة طساسيج وهي لفظة فارسية أصلها تسو فعربت بقلب التاء طاء وزيادة الجيم في اخرها وزيد في تعريبها بجمعها على طساسيج وكثر ما تستعمل هذه اللفظة في سواد العراق وقد قسموا سواد العراق على ستين طسوجا أضيف كل طسوج إلى اسم وقد ذكرت في مواضعها من كتابنا ياسقاط طسوج.
وأما الجند، فيجيء في قولهم جند قنسرين وجند فلسطين وجند حمص وجند دمشق وجند الأردن فهي خمسة أجناد وكلها بالشام ولم يبلغني أنهم استعملوا ذلك في غير أرض الشام. قال الفرزدق.
فقلت ما هو إلا الشئام تركبه ** كأنما الموت في أجناده البغر
قال أحمد بن يحيى بن جابر اختلفوا في الأجناد فقيل سمى المسلمون كل واحد من أجناد الشام جندا لأنه جمع كورا والتجند على هذا التجمع وجندت جندا أي جمعت جمعا. وقيل سمى المسلمون لكل صقع جندا بجند عينوا له يقبضون أعطياتهم فيه منه فكانوا يقولون هؤلاء جند كذا حتى غلب عليهم وعلى الناحية.
وأما أباذ: فيكثر مجيئه في أسماء بلدان وقرى ورساتيق في هذا الكتاب كقولهم أسداباذ ورستماباذ وحصناباذ فأسد اسم رجل وأباذ اسم العمارة بالفارسية فمعناه عمارة أسد وكذلك كل ما يجيء في معناه وهو كثير جدا.
وأما السكة: في الطريق المسلوكة التي تمر فيها القوافل من بلد إلى آخر فإذا قيل في الكتب من بلد كذا إلى بلد كذا كذا سكة إنما يعنون الطريق مثال ذلك أن يقال من بغداد إلى ال موسى ل خمسة سكك يعنون أن القاصد من بغداد الى ال موسى ل يمكنه أن يأتيها من خمس طرق. وحكي عن بعضهم أن قولهم سكك البريد يريدون منازل البريد في كل يوم والأول أظهر وأصح الله أعلم.
وأما المصر. فيجيء في قولهم مصرت مدينة كذا في زمن كذا وفي قولهم مدينة كذا مصر من الأمصار والمصر في الأصل الحذ بين الشيئين وأهل هجر يكتبون في شروطهم اشترى فلان من فلان هذه الدار بمصورها أي بحدودها. قال عدي بن زيد:
وجاعل الشمس مصرالاخفاء لها ** بين النهار وبين الليل قد فصلا
وأما الطول. فيجيء في قولنا عرض البلد كذا وطوله كذا وهو من ألفاظ المنجمين. وفسروه فقالوا معنى قولنا طوله أي بعده عن أقصى العمارة سوى اخذه في معدل النهار أو في خط الاستواء الموازي لهما وذلك لتشابه بينهما يقيم أحدهما مقام الاخر ولأن ما يستعمل من هذه الصناعة إنما هو مستنبط من اراء اليونانيين وهم ابتدؤا العمارة من أقرب نهاية العمارة إليهم وهي الغربية فطول البلد على ذا هو بعده عن المغرب. إلا أن في هذه النهاية بينهم اختلافا فإن بعضهم يبتدىء بالطول من ساحل بحر أوقيانوس الغربي وهو البحر المحيط وبعضهم يبتدى به من سمت الجزائر الواغلة في البحر المحيط قريبا من مائتي فرسخ تسمى جزائر السعادات والجزائر الخالدات وهي بحيال بلاد المغرب ولهذا ربما يوجد للبلد الواحد في الكتب نوعان من الطول بينهما عشر درج فيحتاج في تميز ذلك إلى فطنة ودربة. هذا كله عن أبي الريحان.
وأما العرض. فان عرض البلد مقابل لطوله الذي ذكر قبل، ومعناه عند المنجمين هو بعده الأقصى عن خط الاستواء نحو الشمال لأن البلد والعمارة في هذه الناحية وتحاذيه من السماء قوس عظيمة شبيهة به واقفة بين سمت الراس وبين معدل النهار ويساويه ارتفاع القطب الشمالي فلذلك يعبر عنه به وانحطاط القطب الجنوبي وان ساواه أيضا فانه خفي لا يشعر به، وهذا كلام صاحب التفهيم.
وأما الدرجة والدقيقة، في أيضا من نصيب المنجمين يجيء ذكرها في هذا الكتاب في تحديد الطول والعرض. وقالوا الدرجة قدر ما تقطعه الشمس في يوم وليلة من الفلك وفي مساحة الأرض خمسة وعشرون فرسخا وتنقسم الدرجة إلى ستين دقيقة والدقيقة إلى ستين ثانية والثانية إلى ثالثة وترقى كذلك.
وأما الصلح. فيجيء في قولنا فتح بلد كذا صلحا أو عنوة ومعنى الصلح من الصلاح وهو ضد الفساد والصلح في هذه المواضع ضد الخلف. ومعناه أن المسلمين كانوا إذا نزلوا على حصن أو مدينة وخافهم اهله فخرجوا إلى المسلمين وبذلوا لهم عن ناحيتهم مالا أو خراجا أو وظيفة يوظفونها عليهم ويؤدونها في كل عام على رؤوسهم وأرضهم أو مالا يعجلونه لهم أي أنها لم تفتح عن غلبة كما كان العنوة بمعنى الغلبة.
وأما السلم. في قوله تعالى: ادخلوا في السلم كافة البقرة: 208، فقالوا أعني به الإسلام وشرائعه والسلم الصلح. والسلم بالتحريك الاستسلام والقاء المقادة إلى إرادة المسلمين فكأنه والصلح متقاربان. وعندي انه من السلامة أي أنه إذا اتفق الفريقان واصطلحا سلم بعضهم من بعض الله أعلم.
وأما العنوة. فيجيء في قولنا فتح بلد كذا عنوة وهو ضد الصلح. قالوا العنوة أخذ الشيء بالغلبة. قالوا وقد يكون عن تسليم وطاعة مما يوخذ منه الشيء وأنشد الفراء:
فما أخذوها عنوة عن مودة ** ولكن بحد المشرفي استقالها
قالوا وهذا على معنى التسليم والطاعة بلا قتال. قلت وهذا تأويل في هذا البيت على أن العنوة بمعنى الطاعة ويمكن أن يؤول تأويلا يخرجه عن أن يكون بمعنى الغصب والغلبة فيقال ان معناه فما أخذوها غلبة و هناك مودة القتال أخذها عنوة كما تقول ما أساء إليك زيد عن محبة أي بغضة كما تقول ما صدر هذا الفعل عن قلب صاف وهناك قلب صاف أي كدر ويكون قريبا في المعنى من فوله تعالى: وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم المائدة: 18، ويصلح أن يجعل قوله أخذوها دليلا على الغلبة والقهر ولولا ذلك لقال فما سلموها فان قائلا لو قال أخذ الأمير حصن كذا لسبق الوهم وكان مفهومه أنه أخذوه قهرا ولو قال أن أهل حصن كذا سلموه لكان مفهومه أنهم أذعنوا به عن إرادة واختيار وهذا ظاهر والإجماع أن العنوة الغلبة ومنه العاني وهو الأسير يقال أخذته عنوة أي قسرا وقهرا وفتحت هذه المدينة عنوة أي بالقتال قوتل أهلها حتى غلبوا عليها أو عجزوا عن حفظها فتركوها وجلوا من غير أن يجري بينهم وبين المسلمين فيها عقد صلح.
وأما الخراج. فان الخراج والخرج بمعنى واحد وهو أن يؤدي العبد إليك خراجه أي غلته. والرعية تؤدي الخراج إلى الولاة وأصله عن قوله تعالى: أم تسألهم خرجا المؤمنون: 172 وقرىء خراجا معناه أم تسألهم أجرا على ما جئت به فأجر ربك وثوابه خير. وأما الخراج الذي وظفه عمر بن الخطاب رضي الله عنه على السواد فأراضي الفىء فانه معناه الغلة ومنه قوله عليه الصلاة والسلام الخراج بالضمان قالوا هو غلة العبد يشتريه الرجل فيستغله زمانا ثم يعثر منه على عيب دلسه البائع ولم يطلعه عليه فله رد العبد على البائع والرجوع عليه بجميع الثمن والغلة التي استغلها المشتري من العبد طيبة له لأنه كان في ضمانه ولو هلك هلك من ماله وكان عمر رضي الله عنه أمر بمسح السواد ودفعه إلى الفلاحين الذين كانوا فيه على غلة كل سنة ولذلك سمي خراجا ثم بعد ذلك قيل للبلاد التي فتحت صلحا ووظف ما صولحوا عليه على أرضهم خراجية لأن تلك الوظيفة أشبهت الخراج الذي لزم الفلاحين وهو الغلة لأن جملة معنى الخراج الغلة، وفي الحديث أن أبا طيبة لما حجم النبي ﷺ أمر له بصاعين من طعام وكلم أهله فوضعوا عنه من خراجه أي من غلته.
وأما الفيء والغنيمة، فان أصل الفيء في اللغة الرجوع ومنه الفيء وهو عقيب الظل الذي للشجرة وغيرها بالغداة والفيء بالعشي كما قال حميد بن ثور:
فلا الظل من بردالضحى تستطيعه ** ولا الفيء من برد العشي تذوق
وقال أبو عبيدة كلما كانت الثممس عليه وزالت فهو فيء وظل وما لم تكن الشمس عليه فهو ظل ومنه قوله تعالى في قتال أهل البغي حتى تفيء إلى أمر الله الحجرات: 9، الآية أي ترجع وسمى هذا المال فيئا لأنه رجع الى المسلمين من أملاك الكفار. وقال أبو منصور الأزهري في قوله تعالى: إما أفاء الله على رسوله من أهل القرى الحشر: 7، الاية أي ما رد الله على أهل دينه من أموال من خالف أهل ملته بلا قتال أما أن يجلوا عن أوطانهم ويخلوها للمسلمين أو يصالحوا على جزية يؤدونها عن رؤوسهبم أو مال غير الجزية يفتدون به من سفك دمائهم فهذا المال هو الفيء في كتاب الله قال الله تعالى: أوما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب الحشر: 6، أي لم توجفوا عليه خيلا ولا ركابا أنزلت في أموال بني النضير حين نقضوا العهد وجلوا عن أوطانهم إلى الشام فقسم رسول الله ﷺ أموالهم من النخيل وغيرها في الوجوه التي أراد الله أن يقسمها فيها وقسمة الفيء غير قسمة الغنيمة التي أوجف عليها بالخيل والركاب. قلت هذه حكاية قول الأزهري وهو مذهب الامام الشافعي رضي الله عنه اذا كان الفيء كما قلنا الرجوع فلا فرق بين أن يرجع إلى المسلمين بالايجاف أو غير الإيجاف ولا فرق أن يفيء على رسول الله خاصة أو على المسلمين عامة وأما الاية فانما هي حكاية الحال الواقعة في قصة بني النضير لا دليل فيها على أن الفيء يكون بايجاف أو بغير إيجاف لأن الحال هكذا وقعت ولو فاء هذا المال بالايجاف وكان للمسلمين عامة لجاز أن يجيء في الاية ما أفاء الله على المؤمنين من اهل القرى ففي رجوع الفيء إلى رسول الله ﷺ بنفي الايجاف دليل على أنه يفيء على غيره بوجود الايجاف لو أنهما واحد لاستغنى عن النفي واكتفى بقوله عز وجل: أما أفاء الله على رسوله من أهل القرى الحشر: 7، اذا كان الكلام بدون نافيه مفهوما. وقد عكس قدامة قول الأزهري فقال إن الفيء اسم لما غلب عليه المسلمون من بلاد العدو قسرا بالقتال والحرب ثم جعل موقوفا عليهم لأن الذي يجتبى عنه راجع إليهم في كل سنة. فتخصيص قدامة لمال الفيء بأنه لا يكون إلا ما غلب عليه قسرا بالقتال غلط فان الذي سماه فيئا في قوله تعالى: وما أفاء الله على رسوله منهم الحشر: 6 والذي يعتمد عليه أن الفيء كلما استقر للمسلمين وفاء إليهم من الكفار ثم رجعت إليهم أمواله في كل عام مثل مال الخراج وجزية الرؤوس كأموال بني النضير ووادي القرى وفدك التي فتحت صلحا لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب وكأموال السواد التي فتحت عنوة ثم أقرت بأيدي أهلها يؤدون خراجها في كل عام. ولا اختلاف بين أهل التحصيل أن الذي افتتح صلحا كأموال بني النضير وغيرهم يسمىفيئا وأن الذي افتتح من أراضي السواد وغيرها عنوة وأقر بأيدي أهله أنه يسمى فيئأ لكن الفرق بينهما أن ما فتح كان فيئا للمسلمين الذين شهدوا الفتح يقسم بينهم كما فعل رسول الله ﷺ بأموال خيبر ويسمى غنيمة أيضا واما الذين رغبوا في الصلح مثل وادي القرى وفدك أو جلوا عن أوطانهم من غير أن يأتيهم أحد من المسلمين كأموال بني النضير فأمره إلى رسول الله ﷺ والأثمة من بعده يقسمرن أمواله على من يريدون كما يرون رسول الله ﷺ بأموال هؤلاء.
وأما الغنيمة. فهي ما غنم من أموال المشركين من الأراضي كأرض خيبر فإن ﷺ النبي قسمها بين اصحابه بعد إفراز الخمس وصارت كل أرض لقوم مخصوصين وليست كأموال السواد التي فتحت أيضا عنوة لكن رأي عمر رضي الله عنه أن يجعلها لعامة المسلمين ولم تقسم فصارت فيئا يرجع إلى المسلمين في كل عام، ومن الغنيمة الأموال الصامتة التي يؤخذ خمسها ويقسم باقيها على من حضر القتال للفارس ثلاثة أسهم وللراجل سهم شيء استنبطته أنا بالقياس من غير أن أقف على نص هذا حكايته ثم بعد وقفت على كتاب الأموال لأبي عبيد القاسم بن سلام فوجدته مطابقا لما كنت قلته ومؤيدا له فانه قال الأموال التي تتولاها أئمة المسلمين ثلاثة وتأولها من كتاب الله الصدقة والفيء والخمس وهي أسماء مجملة يجمع كل واحد منها أنواعا من المال.
فأما الصدقة. فزكاة أموال المسلمين من الذهب والورق والابل والبقر رالغنم والحب والثمر فهذه الأصناف الثمانية التي سماها الله تعالى لا حق لأحد من الناس فيها سواهم. وقال عمر رضي الله عنه هذه لهولاء وأما مال الفيء فما اجتبى من أموال أهل الذمة من جزية رؤوسهم التي بها حقنت دماؤهم وحرمت أموالهم صولحوا عليه من جزية ومنه خراج الأرضين التي افتتحت عنوة ثم أقرها الامام بأيدي أهل الذمة على قسط يؤدونه في كل عام ومنه وظيفة أرض الصلح التي منعها أهلها حتى صولحوا عنها على خراج مسمى. ومنه ما يأخذه العاشر من أموال أهل الذمة التي يمرون بها عليه في تجارتهم. ومنه ما يؤخذ من أهل الحرب إذا دخلوا الاسلام للتجارات فكل هذا من الفيء وهذا الذي يعم المسلين غنيهم وفقيرهم فيكون في أعطية المقاتلة وأرزاق الذرية وما ينوب الامام من أمور الناس بحسن النظر للاسلام وأهله.
وأما الخمس. فخمس غنانم أهل الحرب والركاز العادي وما كان من عرض أو معدن فهو الذي اختلف فيه اهل العلم. فقال بعضهم هو للاصناف الخمسة المسمين في الكتاب لما قال عمر رضي الله عنه وهذه لهؤلاء وقال بعضهم سبيل الخمس سبيل الفيء يكون حكمه إلى الامام إن رأى أن يجعله فيمن سمى الله جعله وان أن الأفضل للمسلمين والأوفر لحظهم أن يضعه في بيت مالهم لنائبة تنوبهم ومصلحة تعن لهم مثل سد ثغرواعداد سلاح وخيل وأرزاق أهلى الفيء من المقاتلين والقضاة وغيرهم ممن يجري مجراهم فعل.
وأما القطيعة. فلها معنيان أحدهما أن يعمد الإمام الجائز الأمر والطاعة إلى قطعة من الأرض يفرزها عما جماورها ويهبها ممن يرى ليعمرها وينتفع بها إما أن يجعلها منازل يسكنها ويسكنها من يشاء واما أن يجعلها مذدرعا ينتفع بما يحصل من غلتها ولا خراج عليه فيها وربما جعل على مزدرعها خراج وهذه حال قطائع المنصور ولده بعده ببغداد في محالها فمن ذلك قطيعة الربغ وقطيعة أم جعفر وقطيعة فلان وقد ذكرت في مواضعها من الكتاب. وأما القطيعة الأخرى فهي أن يقطع السلطان من يشاء من قواده وغيرهم القرى والنواحي ويقطع عليهم عنها شيئا معلوما يؤدونه في كل عام قل أو كثر توفر محصولها أو نزر لا مدخل للسلطان معه في اكثر من ذلك.
الباب الرابع في أقوال الفقهاء في أحكام أراضي الفيء والغنيمة وكيف قسمة ذلك
قال مسلمة بن محارب حدثني قخذم قال جهد زياد في سلطانه أن يخلص الصلح من العنوة فما قدر مع قرب العهد ووجود من حضر الفتوح. فأما الحكم في ذلك فهو أن تخمس الغنيمة ثم تقسم أربعة الأخماس بين الذين افتتحوها. وقال بعضهم ذلك إلى الامام إن رأى أن يجعلها غنيمة فيخمسها ويقسم الباقي كما فعله رسول الله ﷺ بخيبر فذلك إليه وان رأى أن يجعلها فيئا فلا يخمسها ولا يقسمها بل تكون مقسومة على المسلمين كافة كما فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه بمشورة علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومعاذ بن جبل وأعيان الصحابة بأرض السواد وأرض مصر وغيرهما مما فتحه عنوة. أخذ رسول الله ﷺ بقوله تعالى: واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل الأنفال: 41، وبذلك اشار الزبير في مصر وبلال في الشام وهو مذهب مالك بن أنس فالغنيمة على رأيهم لأهلها دون الناس. واعتمد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعلي بن أبي طالب ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما في قوله عز وجل: ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسو ل ولذي القرى واليتامى والمساكين وابن السبيل الى قوله تعالى: للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم. والذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم. والذين جاؤوا من بعدهم الحشر: 7- 10 وبذا أخذ سفيان الثوري. فان قسم الأرض بين من غلب عليها كما فعل رسول الله ﷺ بأراضي خيبر صارت عشرية وأهلها رقيقا فإن لم يقسمها وتركها للمسلمين كافة فعلى رقاب أهلها الجزية و قد عتقوا بها وعلى الأرض الخراج وهي لأهلها وهو قول أبي حنيفة رضي الله عنه واذا أسلم الرجل من اهل العنوة وأقرت أرضه في يده يعمرها فيؤدي الخراج عنها ولا اختلاف في ذلك لقوم بل يكون الخراج عليه ويزكي بقية ما تخرجه الأرض بعد إخراج الخراج إذا بلغ الحب خمسة أوسق. وروى عن علي رضي الله عنه انه قال لا يؤخذ من أرض الخراج إلا الخراج وحده يقول لا يجمع على المسلم الخراج والزكاة جميعا وهو قول ابي حنيفة وأصحابه. وقال أبو يوسف وشريك بن عبد الله في أخرين إذا استأجر المسلم أرضا خراجيه فعلى صاحب الأرض الخراج وعلى المسلم أن يزكي أرضه إذا بلغ ما يخرج منها خمسة أوسق وكان الحسن راى الخراج على رب الأرض ولا يرى على المستاجر شيئا. وقال أبو حنيفة وأبو يوسف أجرة من يقسم غلة العشر والخراج من أصل الكيل. وكان سفيان يرى أن أجور الخراج على السلطان وأجور العشر على أهل الأرض. وقال مالك بن أنسى أجور العشر على صاحب الأرض و أجور الخراج على الوسط. وقال مالك وأبو حنيفة وعامة الفقهاء إذا عطل رجل من أهل العنوة أرضه أمر بزراعتها وأداء خراجها فإن لم يفعل أمر أن يدفعها إلى غيره. وأما أرض العشر فلا يقال فيها شيء إن زرعت أخذت منه الصدقة وإن أبى فهو أعلم. وقالوا إذا بنى في أرض العشر بناء من حوانيت و غيرها فلا شيء عليه وإن جعلها بستانا لزمه الخراج. وقال مالك بن أنس وابن أبي ذئب وأبو عمر و الأوزاعي إذا أصابت الغلات افة سقط الخراج عن صاحبها واذا كانت أرض من أراضي الخراج لعبد أو مكاتب أو امراءة فإن أبا حنيفة قال عليها الخراج فقط. وقال سفيان وابن أبي ذئب ومالك عليها الخراج وفيما بقي من الغلة العشر. وقال أبو يوسف في أرض موات من أرض العنوة يحييها المسلم إنها له وهي أرض خراج إن كانت تشرب من ماء الخراج وإن اسنبط لها عينا أو سقاها ماء السماء في أرض عشر. وقال بشر هي أرض عشر شربت من ماء الخراج أو غيره. وقال أبو يوسف إن كان للبلاد سنة أعجمية قديمة لم يغيره الاسلام ولم يبطلها ثم شكاها قوم إلى الامام وسألوه إزالة معرتها فليس له أن يغيرها. وقال مالك والشافعي يغيرها إن قدمت لأن عليه إزالة كل سنة جائرة سنها أحد من المسلمين فضلا عما سن أهل الكفر فهذا كاف في حكم أراضي الخراج.
وأما حكم أراضي العشر فهي ستة أضرب. منها الأرضون التي أسلم عليها أهلها وفي أيديهم مثل اليمن والمدينة والطائف فان الذي يجب على هؤلاء العشر وقد أدخل بعض الفقهاء في هذا القسم أرض العرب الذين لم يقبل منهم إلا الاسلام أو السيف وكان بين من أسلم طوعا وبين من أسلم كرها فرق قد بينه النبي ﷺ بالفعل وذاك أنه جعل لأهل الطائف الذين كان إسلامهم طوعا ما لم يجعل لغيرهم مثل تحريمه واد يهم وأن لا تغير طوائفهم ولا يؤمر عليهم إلا منهم وأخذ من دومة الجندل بعض أموالهم واستثنى عليهم الجندل ونزع الحلقة وهي السلاح والخيل لأنهم جاؤوا راغبين في الاسلام غير مكرهين فأمنهم النبي ﷺ وكان ذلك بعد أن غلب المسلمون على أرضهم فلم يؤمن غدرهم فلذلك أخذ سلاحهم ومثل ذلك صنع أبو بكر رضي الله عنه بأهل الردة بعد أن قهرو فاشترط عليهم الحرب المحلية أو السلم المخزية بأن ينزع منهم الكراع والحلقة. ومنها ما يستحييه المسلمون من أرض الموات التي لا ملك لأحد من المسلمين أو المعاهدين فيها فيلزمهم العشر في غلاتها، ومنها ما يقطه الأئمة لبعض المسلمين فإذا صار في يده بذلك الاقطاع لزمه فيه الزكاة وهي العشر أيضا، ومنها ما يحصل ملكا لمسلم مما يقسمه الأئمة من أراضي العنوة بين من أوجف عليها من المسلمين، ومنها ما يصير بيد مسلم من الصفايا التي أصفاها عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أراضي السوادن وهي ما كان لكسرى خاصة ولأهل بيته. ومها ما جلا عنه العدو من أرضهم فحصل في يد من قطنه وأقام به من المسلمين مثل الثغور.
وأما الأخماس. فمنها خمس الغنيمة التي كان يأخذها النبي ﷺ ومنها أخماس المعدن واشتقاقه من عدن بالمكان إذا أقام به وثبت وكان ذلك لازما له كمعدن الذهب والفضة والحديد والصفر وما يستخرج من تراب الأرض بالحيلة أبدا ففيه الخمس، ومنها سيب البحر وهو ما يلقيه كالعنبر وما أشبهه فكأفه عطاء البحر في الخمس، ومنها ما يأخذه العشار من أموال المسلمين وأهل الذمة والحرب التي يتردد بها في التجارات، ثم نقول الآن قال أهل العلم أيما أهل حصن أعطوا الفدية من حصنهم ليكف عنهم ورأى الامام ذلك حظا للدين والاسلام فتلك المدينة للمسلمين فإذا ورد الجند على حصن وهم في منعة لم يظهر عليهم بغلبة لم تكن تلك الفدية غنيمه للذين حضروا دون جماعة المسلمين وكل ما أخذ من أهل الحرب من فدية فهي عامة وليست بخاصة من حضر وقال يحيى بن ادام سمعت شريكا يقول إنما أرض الخراج ما كان صلحا على الخراج يؤدونه إلى المسلمين قال يحيى فقلت لشريك فما حال السواد قال هذا أخذ عنوة فهو فيء ومنهم تركوا فيه فوضع عليهم شيء يؤدونه قال وما دون ذلك من السواد فيء وما وراءه صلح. وأبو حنيفة رضي الله عنه يقول ما صولح عليه المسلمون فسبيله سبيل الفيء وروي عن النبي ﷺ أنه قال لعلكم تقاتلون قوما فيدفعونكم بأموالهم دون أنفسهم وأبنائهم ويصالحونكم على صلح فلا تأخذوا فوق ذلك فإنه لا يحل لكم ورخص بعض الفقهاء في الازديادعلى ما يحتمل الزيادة وفي يده الفضل من أهل الصلح واتبعوا في ذلك سننا واثارا ممن سلف إلا أن الفرق بين الصلح والعنوة وإن كانا جميعا من العشر والخراج إلا أنه وقع في ملك أهل العنوة خلاف ولم يقع في ملك أهل الصلح وكره بعض أهل النظر شراء أرض أهل العنوة واجتمع الكل على جواز شراء أرض أهل الصلح لأنهم إذا صولحوا قبل القدرة عليهم والغلبة لهم فأرضوهم ملك في أيديهم. وقال الشافعي رضي الله عنه إن مكث أهل الصلح أعواما لا يؤدون ما صولحوا عليه من فاقة أو جهل كان ذلك عليهم إذا أيسروا. وقال أبو حنيفة رضي الله عنه: يؤخذون بأداء ما وجب عليهم مستأنفا ولا شيء عليهم فيما مضى وهو قول سفيان الثوري، وقال مالك وأهل الحجاز إذا أسلم الرجل من أهل الصلح أخذ من أرضه العشر وسقطت حصته من الصلح فإن أهل قبرس لو أسلمو جميعا كانت أرضهم عشرية لأنها لم تؤخذ منهم وإنما أعطوا الفدية عن القتل، وأبو حنيفة وسفيان وأهل العراق يجرون الصلح مجرى الفيء فإن أسلم أهله اجروا على أمرهم الأول في الصلح إلا أنه لا يزاد عليهم في شيء إذ نقضوا إذا كان مال الصلح محتاجا لمعايشهم فلا بأس به.
الباب الخامس في جمل من أخبار البلدان
قال الحجاج لزادان فروخ أخبرني عن العرب والأمصار فقال أصلح الله الأمير أنا بالعجم أبصر مني بالعرب قال لتخبرني قال سلني عما بدا لك قال أخبرني عن أهل الكوفة قال نزلوا بحضرة أهل السواد فأخذوا من مناقبهم ومن سماحتهم قال فأهل البصرة قال نزلوا بحضرة الخوز فأخذوا من مكرهم وبخلهم قال فأهل الحجاز قال نزلوا بحضرة السودان فأخذوا من خفة عقولهم وطربهم فغضب الحجاج فقال أعزك الله لست منهم حجازيا أنت رجل من أهل الشام قال أخبرني عن أهل الشام قال نزلوا بحضرة أهل الروم فأخذوا من ترفقهم وصناعتهم وشجاعتهم. وسأل معاوية ابن الكواء عن أهل الكوفة فقال أبحث الناس عن صغيرة وأضيعهم لكبيرة قال فأهل البصرة قال غنم وردن جميعا وصدرن شتى قال فأهل الحجاز قال أسرع الناس إلى فتنة وأضعفهم فيها قال فأهل مصر قال أجداء أجداء أشداء أكلة من كلب قال فأهل ال موسى ل قال قلادة أمة فيها من كل خرزة قال فأهل الجزيرة قال كناسة بين المصرين ثم سكت قال ابن الكواء سلني فسكت قال لتسأل أو لأخبرك عما عنه تحيد قال أخبرني عن أهل الشام قال أطوع الناس لمخلوق وأعصاهم لخالق.
وقد جعلت القدماء ملوك الأرض طبقات فأقرت فيما زعموا جميع الملوك لملك بابل بالتعظيم وأنه أول ملوك العالم ومنزلته فيها كمنزلة القمر في الكواكب لأن إقليمه أشرف الأقاليم ولأنه أكثر الملوك مالا وأحسنهم طبعا وأكثرهم سياسة وحزما وكانت ملوكه يلقبونه بشاهنشاه ومعناه ملك الملوك ومنزلته من العالم كمنزلة القلب من الجسد والواسطة من القلادة، ثم يتلوه في العظمة ملك الهند وهو ملك الحكمة وملك الغلبة لأن عند الملوك الأكابرالحكمة من الهند، ثم يتلو ملك الهند في الرتبة ملك الصين وهو ملك الرعاية والسياسة وإتقان الصنعة وليس في ملوك العالم أكثر رعاية وتفقدا من ملك الصين في رعيته وجنده وأعوانه وهو ذو بأس شديد وقوة ومنعة له الجنود المستعدة والكراع والسلاح وجنده ذو أرزاق مثل ملك بابل. ثم يتلوه ملك الترك صاحب مدينة كوشان وهو ملك التغزغز ويدعى ملك السباع وملك الخيل إذ ليس في ملوك العالم أشد من رجاله ولا أجرأ منه على سفك الدماء ولاأكثر خيلا منه ومملكته ما بين بلاد الصين ومفاوز خراسان ويدعى بالاسم الأعم وهو إيرخان. وكان للترك ملوك كثيرة وأجناس مختلفة أولو بأس وشدة لا يدينون لأحد من الملوك إلا أنه ليس فيهم من يداري ملكه. ثم ملك الروم ويدعى ملك الرجال وليس في ملوك العالم أصبح من رجاله، ثم تتساوى الملوك بعد هؤلأء في الترتيب، وقد قال بعض الشعراء.
الدار داران إيوان وغمدان ** والملك ملكان ساسان وقحطان
والأرض فارس والإقليم بابل وال ** إسلام مكة والدنيا خراسان
والجانبان العلندان اللذا حسنا ** منها بخارى وبلخ الشاه توران
والبيلقان وطبرستان فأزرهما ** واللكز شروانها والجيل جيلان
قد رتب الناس جم في مراتبهم ** فمرزبان وبطريق وطرخان
في الفرس كسرى وفي الروم القياسر وال ** حبش النجاشي والافراك خاقان
روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل كعب الأحبار عن البلاد وأحوالها فقال يا أمير المؤمنين لما خلق الله سبحانه وتعالى الأشياء ألحق كل شيء بشيء فقال العقل أنا لاحق بالعراق فقال العلم أنا معك فقال له أنا لاحق بالشام فقال الفتن وأنا معك فقال الفقر أنا لاحق بالحجاز فقال القنوع وأنا معك فقالت القساوة أنا لا حقة بالمغرب فقال سوء الخلق وأنا معك فقالت الصباحة أنا لاحقة بالمشرق فقال حسن الخلق وأنا معك فقال الشقاء أنا لاحق بالبداوي فقالت الصحة وأنا معك. انتهى كلام كعب الأحبار و الله الموفق للصواب إليه المرجع والمآب
حرف الهمزة والألف
باب الهمزة والألف وما يليهما
آبار الأعراب: جمع بئر يقال في جمعها آبار وبئار وأبار. موضع بين الأجفر وفيد على خمسة أميال من الأجفر. والابار أيضا غير مضافة كورة من كور واسط.
آبج: بفتح الهمزة وبعد الألف باء موحدة مفتوحة وجيم. موضع في بلاد العجم. ينسب إليه أبو عبد الله محمد بن محمويه بن مسلم الآبجي روى عن أبيه وغيره وأخرج الحاكم حديثه ولا أثري أهو نسبة إلى ابة وزيدت الجيم للنسب كما قالوا في النسبة إلى أرمية - أمحرمجي وإلى جونى جونجي أم لا و الله أعلم.
آبر: بفتح الهمزة وسكون الألف وضم الباء الموحدة وراء. قرية من قرى سجستان. ينسب إليها أبو الحسن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن ع اسم الآبري شيخ من أئمة الحديث له كتاب نفيس كبير في أخبار الإمام أبي عبد الله محمد بن إدريسى الشافعي رضي الله عنه أجاد فيه كل الإجادة وكان رحل إلى مصر والشام والحجاز والعراق وخراصان روى عن أبي بكر بن خزيمة والربيع بن سليمان الجيزي وكان يعد في الحفاظ روى عنه علي بن بشرى )الليثي( السجستاني وذكر الفراء أنه توفي في رجب سنة 363.
آبسكون: بفتح الهمزة وسكون الألف وفتح الباء الموحدة والسين المهملة ساكنة وكاف مضمومة وواو ساكنه ونون ورواه بعضهم بهمزة بعدها ياء ليس بينهما ألف وقد ذكر فى موضعه. بليدة على ساحل بحر طبرستان بينها وبين جرجان ثلاثة أيام، وإليها ينسب بحر ابسكون، وينسب إليها أبو العلاء أحمد بن صالح بن محمد بن صالح التميمي الآبسكوني كان ينزل بصور على ساحل بحر الشام.
آبل: بفتح الهمزة وبعد الألف باء مكسورة ولام. أربعة مواضع، وفي الحديث أن رسول الله ﷺ جهز جيشا بعد حجة الوداع وقبل وفاته وأمر عليهم أسامة بن زيد وأمره أن يوطيء خيله آبل الزيت بلفظ الزيت من الأدهان بالأردن من مشارف الشام. قال النجاشي:
وصدت بنوود صدودا عن القنا ** إلى آبل في ذلة وهوان
وآبل القمح قرية من نواحي بانياس من أعمال دمشق بين دمشق والساحل. وابل أيضا ابل السوق قرية كبيرة في غوطة دمشق من ناحية الوادي، ينسب إليها أبوطاهر الحسين بن محمد بن الحسين بن عامربن أحمد يعرف بابن خراشة الأنصاري الخزرجي المقري الآبلي إمام جامع دمشق قرأ القرآن على أبي المظفر الفتح بن برهان الأصبهاني وأقرانه وروى عن أبي علي الحسين بن إبراهيم بن جابر يعرف بابن أبي الزمزم الفرائضي وأبي بكر عبد الله بن محمد بن عبد الله بن هلال الحناني وأحمد بن محمد المزذن بن الق اسم وأبي بكر الميانجي وأبي عبد الله محمد بن عبد الله بن ذكوان وأبي همام محمد بن إبراهيم بن عبد الله الحافظ وروى عنه أبو عبد الله بن أبي الحديد ومحمد بن أحمد بن أبي الصفر الأنباري وأبو سعد السمان وأبو محمد عبد العزيز الكتاني وقال توفي شيخنا أبوطاهر الابلي في سابع عشر ربيع الاخر سنة 428 وكان ثقة نبيلا مأمونا، وقال أحمد بن منير:
حئ الديار علي علياء جيرون ** مهوى الهوى ومغاني الخرد العين
مراد لهوى إذ كفى مصرفة ** أعنة العيش في فتح الميادين
بالنيربين فمقرى فالسرير فخم ** رايا فجو حواشي جسر جسرين
فالقصر فالمرج فالميدان فالشرف ال ** أعلى فسطرا فجرنان فقلبين
فالماطرون فداريا فجارتها ** فآبل فمغاني دير قانون
تلك المنازل لا وادي الأراك ولا ** رمل المصلى ولا أثلات ييرين
وابل أيضا من قرى حمص من جهة القبلة بينها وبين حمص نحوميلين.
آبندون: الباء مفتوحة موحدة ونون ساكنة ودال مهملة وواو ساكنة ثم نون. هي قرية من قرى جرجان. ينسب إليها أبو بكر أحمد بن محمد بن علي بن إبراهيم بن يوسف بن سعيد الجرجاني الآبندوني روى عن أبي نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الفقيه وعلي بن محمد القومس البذشي وأبي الحسين محمد بن عبد الكريم الرازي وغيرهم وروى عنه أبو طاهر بن سلمة العدل وأبو منصور محمد بن عيسى الصوفي وأبو مسعود البجلي وكان صدوقا قاله شيرويه.
آبه: بالباء الموحدة، قال أبو سعد: قال الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه. آبه من قرى أصبهان، وقال غيره أن آبه قرية من قرى ساوة. منها جرير بن عبد الحميد الآبي سكن الري. قلت: أنا أما ابه بليدة تقابل ساوة تعرف بين العامة بآوه فلا شك فيها وأهلها شيعة وأهل ساوة سنية لا تزال الحروب بين البلدين قائمة على المذهب. قال أبو طاهر بن سلفة: أنشدني القاضي أبو نصر أحمد بن العلاء الميمندي بأهر من مدن أذربيجان لنفسه.
وقائلة أتبغض أهل ابه ** وهم أعلام نظم والكتابة
فقلت إليك عني إن مثلي ** يعادى كل من عادى الصحابة
وإليها فيما أحسب ينسب الوزير أبو سعد منصور بن الحسين الابي ولي اعمالا جليلة وصحب الصاحب بن عباد ثم وزر لمجد الدولة رستم بن فخر الدولة بن ركن الدولة بن بويه وكان أديبا شاعرا مصنفا وهو مؤلف كتاب نثر الدرر وتاريخ الري وغير ذلك، وأخوه أبو منصور محمد كان من عظماء الكتاب وجلة الوزراء وزر لملك طبرستان. وآبة أيضا من قرى البهنسا من صعيد مصر أخبرني بذلك القاضي المفضل بن أبي الحجاج عارض الجيوش بمصر.
آتيل: قلعة بناحية الزوزان من قلاع اكراد البختية معروفة عن عز الدين أبي الحسن علي بن عبد الكريم الجزري.
آجام البريد: بالجيم. والبريد بفتح الباء الموحدة والراء المهملة وياء اخر الحروف ودال مهملة. ذكر أصحاب السير أنه كان بكسكر قبل خراب البطيحة نهر يقال له الجتب وكان عليه طريق البريد إلى ميسان ودستميسان والأهواز في جنبه القبلي فلما تبطحت البطائح كما نذكره في البطيحة إن شاء الله تعالى. سمي ما استأجم من طريق البريد آجام البريد جمع أجمة وهو منبت القصب الملتف. قال عبد الصمد في ابن المعذل:
رأيت ابن المعذل نال عمرا ** بثؤم كان أسرع في سعيد
فمنه موت جلة آل سليم ** ومنه قبض اجام البريد
الاجام: مثل الذي قبله إلا أنه غير مضاف لغة في الآطام وهي القصور بلغة أهل المدينة واحدها أطم وأجم وكان بظاهر المدينة كثير منها ينسب كل واحد منها إلى شيء.
الاجر: بضم الجيم وتشديد الراء وهو في الأصل اسم جنس للاجرة وهو بلغة أهل مصر الطوب وبلغة أهل الشام القرميد درب الآجر. محلة كانت ببغداد من محال نهر طابق بالجانب الغربي سكنها غير واحد من أهل العلم وهو الآن خراب. ينسب إليها أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الاجري الفقيه الشافعي سمع أبا شعيب الحراني وأبا مسلم الكجي وكان ثقة صنف تصانيف كثيرة حدث ببغداد ثم انتقل إلى مكة فسكنها إلى أن مات بها في محرم 360 روى عنه ابو نعيم الاصبهاني الحافظ وكان سمع منه بمكة. ودرب الآجر ببغداد بنهر المعلى عامر إلى الآن آهل. آجنقان: بالجيم المكسورة والنون الساكنة وقاف وألف ونون. وهي قرية من قرى سرخس. ينسب إليها أبو الفضل محمد بن عبد الواحد الاجنقاني، والعجم يسمونها آجنكان.
آخر: بضم الخاء المعجمة والراء. قصبة ناحية دهستان بين جرجان وخوارزم وقيل اخر قرية بدهسان. نسب إليها جماعة من أهل العلم. منهم أبو الفضل العباس بن أحمد بن الفضل الزاهد وكان إمام المسجد العتيق بداهستان، وذكر أبو سعد في التحبير أبا الفضل خزيمة بن على بن عبد الرحمن الآخري الدهستاني وقال كان فقيها فاضلا معتزليا أديبا لغويا سمع بدهستان أبا الفتيان عمر بن عبد الكريم الرواسي وبندار بن عبد الواحد الداهساني وغيرهما مات بمزو في صفر سنة 548، وإسماعيل بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حفص بن عمر أبو القاسم الاخرى روى عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الخزاص بربض. امد عن الحسن بن الصباح الزعفراني حديثا منكرأ الحمل فيه على الخواص روى عنه الحافظ حمزة بن يوسف السهمي. واخر قرية بين سمنان ودامغان بينهما وبين سمنان تسعة فراسخ.سمع بها الحافظ أبو عبد الله بن النجار نقلته من خطه وأخبرني به من لفظه.
اذرم: هكذا ضبطه أبو سعد بألف بعد الهمزة وفتح الذال وراء ساكنة وميم وقال وظني أنها من قرى آذنة بلدة من الثغور منها أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد بن إسحاق الآذزمي وهذا سهو منه رحمه الله في ضبط الاسم ومكانه وسنذكره في أذرمة على الصحيح إن شاء الله تعالى.
اذنة: بكسر الذال المعجمة والنون.خيال من أخيلة حمى فيد بينه وبين فيد نحو عشرين ميلا ويقال لتلك الأخيلة الآذنات، والأخيلة علامات يضعونها على حدود الحمي يعرف بها حدها.
آذيوخان: بكسر الذال المعجمة وياء ساكنة وراو مفتوحة وخاء معجمة وألف ونون. قرية من قرى نهاوند في ظن عبد الكريم. ينسب إليها أبو سعد الفضل ابن عبدالله بن على بن عمر بن عبدالله بن يوسف الأيوخاني.
الآرام: كأنه جمع أرم. وهو حجارة تنصب كالعلم اسم جبل بين مكة والمدينة وقد ذكر شاهده في أبلى، وقال أبو محمد الغندجاني في شرح قول جامع ابن مرخية:
أرقت بذي الارام وهنا وعادني ** عداد الهوى بين العناب وحثيل
قال ذو الارام حزن به ارام جمعتها عاد على عهدها.
وقال أبو زياد ومن جبال الضباب ذات ارام قنة صوداة فيها يقول القائل:
خلت ذا ت ارام ولم تخل عن عصر ** وأقفرها من حلها سلف الدهر
وفاض اللئام والكرام تغيضوا ** فذللك حال الدهر إن كنت لاتدري
آرة: في ثلاثة مواضع. ارة بالأندلس عن أبي نصر الحميدي وقرأت بخط أبي بكر بن طرزخان بن الحكم قال: قال لي الشيخ أبو الأصبغ الأندلسي المشهور عند العامة وادي بارة بالباء، وآرة بلد بالبحرين، وآرة أيضا قال عزام بن الأصب آرة جبل بالحجاز بين مكة والمدينة يقابل قدسأ من أشمخ ما يكون من الجبال أحمر تخرج من جوانبه عيون على كل عين قرية فمنها.الفرع. وأم العيال. والمضيق. والمحضة.والوبرة.والفغوة تكتنف آرة من جميع جوانبها وفي كل هذه القرى نخيل وزرع وهي من السقيا على ثلاث مراحل من عن يسارها مطلع السمش وواديها يصب في الأبواء ثم في ودان وجميع هذه المواضع مذكورة في الأخبار. آرهن: بسكون الراء يلتقي معها ساكنان وفتح الهاء ونون. من قرى طخارستان من أعمال بلخ. ينسب إليها شيخ الاسلام ببلخ لم يذكر غير هذا.
آزاب: بالزاي وآخره باب موحدة.موضع في شعر لسهيل بن علي عن نصر.
الأزاج: من قرى بغداد على طريق خراسان عليها مسلك الحاج.
آزاذان: بالزاي والذال المحجمة وألف ونون. من قرى هراة. بها قبر الشيخ أبي الوليد أحمد بن أبي رجاء شيخ البخارى قال الحافظ بن النجار زرت بما قبره.
وقرية من قرى أصبهان، منها أبو عبد الرحمن قتيبة بن مهران المقري الآزاذاني.
آزاذوار: بعد الألف زاي وألف وذال معجمة وواو وألف وراء:. بليدة في أول كورة جوين من جهة قومس وهي من أصال نيسابور رأيتها وكانوا يزعمون أنها قصبة كورة جوين.ينسب إليها إبراهيم بن عبد الرحمن بن سهل الازاذداني يكنى أبو موسى آزر: بفتح الزاي ثم راء. ناحية بين سوق الأهواز ورامهرمز.
آسك: بفتح السين المهملة وكاف. كلمة فارسية. قال أبو علي: ومما ينبغي أن تكون الهمزة في أوله أصلا من الكلام المعربة قولهم في اسم الموضع الذي قرب أزجان اسك وهو الذي ذكره الشاعر في قوله:
أألفا مسلم فيما زعمتم ** ويقتلهم بآسك أربعونا فاسك مثل آخر وآدم في الزنة ولو كانت على فاعل نحو طابق وتابل لم ينصرف أيضا للعجمة والتعريف وإانما لم نحمله على فاعل لأن ماجاء من نحوهذه الكلام فالهمزة في أوائلها زائدة وهو العام فحملنا.على ذلك لان كانت الهمزة الأولى أصلا وكانت فاعلا لكان اللفظ كذلك.وهو بلد من نواحي الأهواز قرب أزجان بين أرجان ورامهرمز بينها وبين أرجان يومان وبينها وبين الدورق يومان وهي بلدة ذات نخيل ومياه وفيها إيوان عال في صحراء على عين غزيرة وبيئة وبإزاء الايوان قبة منيفة ينيف سمكها على مائة ذراع بناها الملك قباذ والد أنوشروان وفي ظاهرها عدة قبور لقوم من المسلمين استشهدوا أيام الفتح وعلى هذه القبة اثار الستائر.قال مسعر بن مهلهل: وما رأيت في جميع ما شاهدت من البلدان قبة أحسن بناء منها ولا أحكم، وكانت بها وقعة للخوارج حدث أهل السير قالوا كان أبو بلال مرداس بن أدية وهو أحد أئمة الخوارج قد قال لأصحابه قد كرهت المقام بين ظهراني أهل البصرة والاحتمال لجور عبيد الله بن زياد وعزمت على مفارقة البصرة والمقام بحيث لا يجري على حكمه من غير أن أشهر سيفا أو أقاتل أحدا فخرج في أربعين من الخوارج حتى نزل آسك موضعا بين رامهرمز وأرجان فمر به مال يحمل إلى ابن زياد من فارس فغصب حامليه حتى أخذ منهم بقدر أعطيات جماعته وأفرج عن الباقي فقال له أصحابه علام تفرج لهم عن الباقي فقال إنهم يصلون ومن صلى إلى القبلة لا أشاقه وبلغ ذلك ابن زياد فأنفذ إليهم معبد بن أسلم الكلابي فلما تواقفا للقتال قال له مرداس: علام تقاتلنا رلم نفسد في الأرض ولا شهرنا سيفأ قال: أريد أن أحملكم إلى ابن زياد قال: إذا يقتلنا قال: لان قتلكم واجب قال تشارك في دماننا فقال هو على الحق وأنتم على الباطل فحملوا عليه حملة رجل واحد فانهزم وكان في ألفئ فارس فما رده شيء حتى ورد البصرة فكان بعد ذلك يقولون له: يا معبد جاءك مرداس خذه فشكاهم إلى ابن زياد فنهاهم عنه. فقال عيسى بن فاتك الخطي أحد بني تيم الله بن ثعلبة في كلمة له:
فلما أصبحوا صلوا وقاموا ** إلي الجرد العتاق مسومينا
فلما استجمعوا حملوا عليهم ** فظل ذووا الجعائل يقتلونا
بقية يومهم حتى أتاهم ** سواد الليل فيه يراوغونا
يقول بصيرهم لما أتاهبم ** بأن القوم ولوا هاربينا
أألفا مؤمن فيما زعمتم ** ويقتلهم بآسك أربعونا
كذبتم ليس ذاك كما زعمتم ** ولكن الخوارج مؤمنونا
هم الفئة القليلة غير شك ** على الفئة الكثيرة ينصرونا
آسيا: بكسر السين المهملة وياء وألف مقصورة كذا وجدته بخط أبي الريحان البيروني. كلمة يونانية، قال أبو الريحان: كان اليونان يقسمون المعمور من الأرض بأقسام ثلاثة لوبية وأورفى وقد ذكرا في موضعهما ثم قال: وما اسقبل هاتين القطعتين من الشرق يسمى آسيا ووصف بالكبرى لأن رقعتها أضعاف الأخريين في السعة ويحدها من جانب الغرب النهر والخليج المذكوران الفاصلان اياها عن أورفى ومن جهة الجنوب بحر اليمن والهند ومن المشرق أقصى أرض الصين ومن الشمال أقصى أرض الترك وأجناسم وأصل هذه القسمة من أهل مصر وعليه بقيت عادتهم إلى الآن فإنهم يسمون ما عن أيمانهم إذا استقبلوا الجنوب مغربأ وما عن شمائلهم مشرقا وهو كذلك بالإضافة إليهم إلا أنهم رفعوا الإضافة وأطلقوا الاسمين فصار المشرق لذلك أضعاف المغرب ولما اخترق بحر الروم قسم المغرب بالطول سموا جنوبي القسمين لوبية وشماليهما أورفى وأما الشرق فتركوه على حاله قسما واحدا من أجل أنه لم يقسمه شيء كما قسم البحر المغرب وبعدت ممالكه أيضا عنهم فلم يظهر لهم ظهور المغربية حتى كانوا يعلنون بتحديدها، ونسب جالينوس في تفسيره لكتاب الأهوية والبلدان هذه القسمة إلى أسيوس. هكذا حال القسمة الثلاثية أنها التي يظن بها أنها الأولى بعد الاجتماع وذكر جالينوس في تربيعها أن من الناس من يقسم اسيا إلى قطعتين فتكون اسيا الصغرى هي العراق وفارس والجبال وخراسان واسيا العظمى هي الهند والصين والترك، وحكي عن أروذطس أنه قسم المعمورة إلى أورفى ولوبيه وناحية مصر وآسيا وهو قريب مما تقدم، والأرض بالممالك منقسمة بالأرباع فقد كان يذكر كبارها فيما مضى أعني مملكة فارس ومملكة الروم ومملكة الهند ومملكة الترك وسائرها تابعة لها.
آشب: بشين معجمة وباء موحدة. صقع من ناحية طالقان الري كان الفضل بن يحيى نزله وهو شديد البرد عظيم الثلوج عن نصر وآشب بكسر الشين كانت من أجل قلاع الهكارية ببلاد ال موصل خربها زنكى بن آق سنقر وبنى عوضها العمادية بالقرب منها فنسبت إليه كما نذكره في العمادية.
آغزون: الغين معجمة ساكنة يلتقي معها ساكنان والزاي معجمة مضمومة والواو ساكنة ونون. من قرى بخارى. ينسب إليها أبوعبد الله عبد الواحد بن محمدبن عبد الله بن أيمن عبد الله بن مرة بن الأحنف بن قيس التميي الآغزوني هكذا ذكره أبو سعد وقد خلط في هذه الترجمة في عدة مواضع فذكرها تارة الآغزوني كما ههنا وتارة الأغذوني بالذال المعجمة من غير مد وتارة الأغزوني بالزاي أيضأ لكن بغير مد، ونسب اليها هذا النسوب ههنا بعينه ثم نسب هذا الرجل إلى الأحنف بن قيس وقد قال المدائني أن الأحنف لم يكن له ولد إلا بحر وبه وكان يكنى وبنت فولد بحر والد ذكرا ودرج ولم يعقب وانقراض عقبه من ابنته أيضأ.آفاز: بالزاي ووجدته في كتاب نصر بالنون قرية بالبحرين بينها وبين القطيف أربعة فراسخ في البر وهي لقوم من كلب بن جذيمة من بني عبد القيس ولى بأس وعدد.
افران: بضم الفاء واخره نون.قرية بينها وبين نسف فرسخان ونصف هي نخشب بما وراء النهر أخرجت طائفة من أهل العلم قديما وحديثا منهم أبو موسى الوثير بن المنذر بن جنك بن زمانة الافراني النفي الاف: كأنه جمع الة. موضع وقيل: بلد وقيل: بلدانء كله عن نصر.
الس: بكسر اللام. اسم نهر في بلاد الروم وآلس هو نهر سلوقيه قريب من البحر بينه وبين طرسوس مسيرة يوم وعليه كان الفداء بين المسلين والروم، وذكره في الغزوات في أيام المعتصم كثير وغزاه سيف الدو أبو الحسن علي بن عبد الله بن حمدان قال أبو فرا يخاطب سيف الدولة كتبها إليه من القسطنطينية:
وما كنت أخشى أن أبيت وبيننا ** خليجان والدرب ال اسم وآلس وقال أبو الطيب يمدح سيف الدولة:
يذري اللقان غبارا في مناخرها ** وفي حناجرها من آلس جرع
كأنما تتلقاهم لتسلكهم ** فالطعن يفتح في الأجواف متسع
وهذا من إفراطات أبي الطيب الخارجة إلى المحال فإنه يقول أن هذه الخيل ضربت من ماء الس ووصل إلى اللقان وبينهما مسافة بعيدة فدخل غبار اللقان ة مناخرها تبل أن يصل ماءآلس في أجوافها، ويقول البيت الثاني أن الطعن يفتح في الفرسان طريقا بقدر مايسع الخيل فيسلكوه فيكون مسيرهم إلى مواضع طعناتهم، وقال أبو تمام يمدح أبا سعيد الثغري.
فإن يك نصرانيأ نهرآلس ** نقد وجدوا وادي عقرقس مسلمأ
آل قراس: تفتح القاف وتضم والراء خفيفة والسين مهملة ورواية ال اسم عي فتح القاف، والقرس في اللغة أكثر الصقيع وأبرده ويقال للبارد قرسي وقارس وهو القرس والقرس لغتان. قال ال اسم عي: ال قراس بالفتح. هضاب بناحية السراة وكأنهن سمين آل قراس ليردها هكذا رواه عنه أبو حاتم وروى غيره ال قراس بالضم وأنشد الجميع قول أيي ذؤيب الهذلي.
يمانية أجبالها مظ مائد ** وآل قراس صؤب أرمية كحل
يروى مائد بعد الألف همزة ويروى مابد بالباء الموحدة وآل قراس ومابد جيلان في أرض هذيل وأرمية جمع رمي وهو السحاب وكحل أي سود.
آلوزان: بضم اللام وسكون الواو وزاي وألف ونون من قرى سرخى.منها سورة بن الحسن الالوزاني يروي عن محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة.
آلوسة: بضم اللام وسكون الواو والسين مهملة بلد على الفرات قرب عانة وقيل فيه ألوس بغير مد إلا أن أبا علي حكم بتعريبه وجاء به بالهمزة بعدها ألف وقال هي فاعولة ألا ترى أنه ليس في كلامهم شيء على أفعولة فهو مثل قولهم آجور ومثل ذلك في العربي قولهم الاجور والآخي والاري فاعول، وكذلك الآخية وإنما انقلبت واو فاعول فيه ياء لوقوعها ساكنة قبل الياء التي هي لام الفعل واللام ياء بدلالة أن أبا زيد حكى أنهم يقولون أرت القمر تأري أريا إذا احترق ما في أسفلها فالتصق به انما قيل لمواثق الحبالة الآري لتعلقها بها وكذلك آري الدابة فقد قيل:
كأن الظباء العفر يعلمن أنه ** وثيق عرى الآري في العشرات
وقد ذكرناه في ألوس غير ممدود أيضا.
آليش: بكسر اللام وباء ساكنة وشين معجمة. مدينة بالأندلس بينها وبين بطليموس يوم واحد.
آلين: بكسر اللام وياء ساكنة ونون من قرى مرو على أسفل نهر خارقان. ينسب إليها فرات بن النضر الاليني كان يلزم عبد الله بن المبارك ومحمد بن عمر أخو أبي شداد الآليني روى عن ابن المبارك قاله يحيى بن مندة.
آلية: بعد اللام المكسورة ياء مفتوحة خفيفة. قصرآلية لا أعرف من أمره غير هذا.
آمد: بكسر الميم. وما أظنها إلا لفظة رومية ولها في العربية أصل حسن لأن الأمد الغاية ويقال أمد الرجل يأمد أمدا إذا غضب فهو امد نحو أخذ يأخذ فهوآخذ والجامع بينهما أن حصانتها مع نضارتها تغضب من أرادها وتذكيرها يشار به إلى البلد أو المكان ولو قصد بها البلدة أو المدينة لقيل امدة كما يقال اخذة و الله أعلم، وهي أعظم مدن ديار بكر وأجلها قدرا وأشهرها ذكرا. قال المنجمون: مدينة آمد في الإقليم الخامس طولها خمس وسبعون درجة وأربعون دقيقة وعرضها خمس وثلاثون درجة وخمس عشرة دقيقة وطالعها البطين وبيت حياتها عشرون درجة من القوس تحت إحدى عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي عاشرها مثلها من الحمل عاقبتها مثلها من الميزان وقيل: إن طالعها الدلو وزحل والمتولى القمر، وهو بلد قديم حصين ركين مبني بالحجارة السود وعلى نشزه دجلة محيطة بأكثره مستديرة به كالهلال وفي وسطه عيون وآبار قريبة نحو الذراعين يتناول ماؤها باليد وفيها بساتين ونهر يحيط بها السور، وذكر ابن الفقيه أن في بعض شعاب بلد امد جبلا فيه صدع وفي ذلك الصدع سيف من أدخل يده في ذلك الصدع وقبض على قائم السيف بكلتا يديه اضطرب السيف في يده وأرعد هو ولو كان عن أشد الناس وهذا السيف يجذب الحديد أكثر من جذب المغناطيس وكذا إذا حك به سيف أو سكين جذب الحديد والحجارة التي في ذلك الصدع لا تجذب الحديد ولو بقي السيف الذي يحك به مائة سنة ما نقصت القوة التي فيه من الجذب، وفتحت امد في سنة عشرين من الهجرة وسار إليها عياض بن غنم بعد ما افتتح الجزيرة فنزل عليها وقاتله أهلها ثم صالحوه عليها على أن لهم هيكلهم وما حوله وعلى أن لا يحدثوا كنيسة وأن يعاونوا المسلمين ويرشدوهم ويصلحوا الجسور فإن تركوا شيئا من ذلك فلا ذمة لهم، وكانت طوائف في العرب في الجاهلية قد نزلت الجزيرة وكانت منهم جماعة من قضاعة ثم من بني تزيد بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة. فقال عمرو بن مالك التزيدى:
ألا لله ليل لم ننمه ** على ذات الخضاب مجنبينا
وليلتنا بامد لم ننمها ** كليلتنا بميتا فارقينا
وينسب إلى امد خلق من أهل العلم في كل فن.
منهم أبو القاممم الحسن بن بشر الامدي الأديب كان بالبصرة يكتب بين يدي القضاة بها وله تصانيف في الأدب مشهورة منها كتاب المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء وكتاب الموازنة بين أبي تمام والبحتري و غير ذلك ومات في سنة 370، وينسب إليها من المتأخرين أبو المكارم محمد بن الحسين الامدي شاعر بغدادي مكثر مجيد مدح جمال الدين الأصبهاني وزير الموصل ومن شعره.
ورث قميص الليل حتى كأنه ** سليب بأنفاس الصبا متوشح
ورقع منه الذيل صبح كأنه ** وقد مسح أسود اللون أجلح
ولاحت بطيئات النجوم كأنها ** على كبد الخضراء نور مفتح
ومات أبو المكارم هذا سنة 552 وقد جاوز ثمانين سنة عمرا، وهي في أيامنا هذه مملكة الملك مسعود بن محمود بن محمد بن قرا أرسلان بن أرتق بن أكسب.
آم: بلد نسب إليه نوع من الثياب. وآم قرية من الجزيرة في شعر عدي.
آمديزة: يلتقي في الميم ساكنان ثم دال مهملة مكسورة وياء ساكنة وزاي. من قرى بخارى ويقال بغير مد ذكرت في موضعها.
آمل: بضم الميم واللام اسم أكبر مدينة بطبرستان في السهل لأن طبرستان سهل وجبل وهي في الإقليم الرابع وطولها سبع وسبعون درجة وثلث وعرضها سبع وثلاثون درجة ونصف وربع، وبين امل وسارية ثمانية عشر فرسخا وبين امل والرويان اثنا عشر فرسخا وبين آمل وسالوس وهي من جهة الجيلان عشرون فرسخا وقد ذكرنا خبر فتحها لطبرستان فأغنى، وبآمل تعمل السجادات الطبرية والبسط الحسان وكان بها أول إسلام أهلما مسلحة فى ألفي رجل وقدخرج منها كثيرمن العلماء لكنهم قل ما ينسبون إلى غيرطبرستان فيقال لهم الطبري.منهم أبوجعفر محمد بن جرير الطبري صاحب التفسير والتاريخ المشهور أصله ومولده من امل ولذلك قال أبو بكر محمد بن العباس الخوارزمي وأصله من آمل أيضا وكان يزعم أن أبا جعفر الطبري خاله:
بآمل مولدي وبنو جرير ** فأخوالي ويحكي المرء خالة
فها أنا رافضي عن تراث ** وغيري رافضي عن كلالة
وكذب لم يكن أبو جعفر رحمه الله رافضيا إنما حسدته الحنابلة فرموه بذلك فاغتنمها الخوارزمي وكار سبابا رافضيا مجاهرا بذلك متبجحا به ومات ابن جريم في سنة 310، وإليها ينسب أحمد بن هارون الاملي روى عن سويد بن سعيد الحدثاني ومحمد بن بشار، بندار الحكم بن نافع وغيرهم، وأبو إسحاق إبراهيم بن بشار الآملي حدث بجرجان عن يحيى بن عبدك وغيره روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ وأحمد بن محمد بن المستأجر، وزرعة بن أحمد بن محمد بن هشام أبو عاصم الآملي حدث بجرجان عن أبي سعيد العدوي حدث عنه أبو أحمد بن عدي وغير هؤلاء، ومن المتأخرين إسماعيل بن أبي القاسم بن أحمد السني الديلمي أجاز لأبي سعد السمعاني ومات سنة تسع وعشرين وقيل: سنة سبع وعشرين وخمسمائة وكانت الخطبة تقام في هذه المدينة وفي جميع نواحي طبرستان وتحمل أموالهم إلى خوارزم شاه علاء الدين محمد بن تكش إلى أن هرب من التتار هربه الذي أفضى به إلى الموت سنة 617 وخلف ولده جلال الدين ثم لا أعلم إلى من صار ملكها. وامل أيضا مدينة مشهورة في غربي. جيحون على طريق القاصد إلى بخارى من مرو ويقابلها في شرقي جيحون فربر التي ينسب إليها الفرربري راوية كتاب البخاري وبينها وبين شاطىء جيحون نحو ميل وهي معدودة في الاقليم الرابع وطولها خمس وثمانون درجة ونصف وربع وعرضها سبع وثلاثون درجة وثلثان ويقال لهذه امل زم وآمل جيحون وامل الشط وآمل المفازة لأن بينها وبين مرر رمال صعبة المسلك، مفازة أشبه بالمهملك.وتسمى أيضا آموا وأموية وربما ظن قوم أن هذه الأسامي لعدة مسميات وليس الأمر كذلك وبين زم التي يضيف بعض الناس آمل إليها وبينها أربع مراحل وبين امل هذه وخوارزم نحو اثنتي عشرة مرحلة وبينها وبين مرو الشاهجان ستة وثلاثون فرسخأ وبينها وبين بخارى سبعة عشر فرسخا وبخارى في شرقي جيحون، وقد أخرجت امل هذه جماعة من أهل العلم وافرة وفزق المحدثون بينها وبين آمل طبرستان فمن هذه امل عبد الله بن حماد بن أيوب بن موسى أبو عبد الرحمن الآملي حدث عن عبد الغفار بن داود الحراني وأبي جماهر محمد بن عثمان الدمشقي ويحيى بن معين وغيرهم روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري عن يحيى بن معين حديثا وعن سليمان بن عبد الرحمن حديثا اخر وروى عنه أيضا الهيثم بن كليب الشاشي ومحمد بن المنذر بن سعيد الهروي وغيرهم ومات في ربيع الاخر سنة 269، وعبد الله بن علي أبو محمد الاملي ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثهم في سوق يحيى سنة 338 عن محمد بن منصور الشاشي عن سليمان الشاذكوني، وخلف محمد بن الخيام الاملي وأحمد بن عبدة الآملي سمع عبد الله بن عثمان بن جبلة المعروف بعبدان المروزي وغيره روى عنه الفضل بن محمد بن علي وأبو داود سليمان بن الأشعث وجماعة، وموسى بن الحسن الاملي سمع أبا رجاء قتيبة بن سعيد البغلاني وعبد الله بن محمود السعدي و غيرهما روى عنه أبو محمد عمر بن إسحاق الأسدي البخاري والفضل بن سهل بن أحمد الآملي روى عن سعيد بن النضر بن شبرمة، وأبو سعيد محمد بن أحمد بن علوية الاملي، وأحمد بن محمد بن إسحاق بن هارون الاملي، واسحاق بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن إسحاق أبو يعقوب الاملي ذكر ابن الثلآج أنه قدم بغداد حاجا وحدثهم عن محمد بن إبراهيم بن سعيد البوشنجي، وأبو سعيد محمد بن أحمد بن علي الاموي روى عن أبي العباس الفضل بن أحمد الاملي روى عنه غنجار وغيرهم، وقد خربها التتر فيما بلغني فليس بها اليوم أحد ولا لها ملك.
امو: بضم الميم وسكون الواو. وهي آمل الشط المذكورة قبل هذه الترجمة هكذا يقولها العجم على الاختصار والعجمة.
آني: بالنون المكسورة. قلعة حصينة ومدينة بأرض إرمينية بين خلاط وكنجة.
آيل: ياء مكسورة ولام، جبل من ناحية النقرة في طريق مكة.
باب الهمزة والباء وما يليهما
أبا: بفتح الهمزة وتشديد الباء والقصر.عن محمد بن إسحاق عن معبد بن كعب بن مالك قال لما أتى النبي ﷺ بني قريظة نزل على بئر من ابارهم في ناحية من أموالهم يقال لها بئر أبا. قال الحازمي كذا وجدته مضبوطا محررا بخط أبي الحسن بن الفرات قال وسمعت بعض المحصلين يقول إنما هو انا بضم الهمزة والنون الخفيفة. ونهر أبا بين الكوفة وقصر ابن هبيرة ينسب إلى أبا بن الصامغان من ملوك النبط. ونهر أبا أيضا نهر كبير بالبطيحة.
أباتر: بالتاء فوقها نقطتان مكسورة وراء كأنه جمع أبتر وربما ضيم أوله فيكون مرتجلا. أودية وهضبات بنجد في ديار غنى لها ذكر في الشعر.قال الراعي:
أللم يأت حيا بالجريب محلنا ** وحيا باعلا غمرة فالأباتر
وقال ابن مقبل:
جزى الله كعبا بالأباتر ** وحيا بهبود جزى الله أسعدا
ابار: بالضم و التخفيف وآخره راء. موضع باليمن وقيل أرض من وراء بلاد بني سعد وهو لغة في وبار وقد ذكر هناك مبسوطا وله ذكر في الحديث.
ذكر الأبارق في بلاد العرب الابارق: جمع أبرق والأبرق والبرقاء والبرقة يتقارب معناها. وهي حجارة ورمل مختلطة وقيل كل شيئين من لونين خلطا فقد برقا وقد أجدت شرح هذا في إبراق فتأمله هناك أبارق بينه: قرب الرويئة وقد ذكر في بينة مستوفى قال كثير:
أشاقك برق اخر الليل خافق ** جرى من سناه بينة فالأبارق
والأبارق غير مضاف علم لموضع بكرمان عن محمد بن بحر الرهني الكرماني.
وهضب الأبارق: موضع آخر. قال عمرو بن معدي كرب الزبيدي
أأغزو رجال بني مازن ** بهضب الأبارق أم أقعد وأبارق
بسيان: بضم الباء الموحدة وسكون السين المهملة وياء وألف ونون.وقد ذكر في بسيان. قال الشاعر وهو جباربن مالك بن حماد الشمخي ثم الفزاري.
ويل أم قوم صبحناهم مسؤمة ** بين الأبارق من بسيان فالأكم
الأقربين فلم تنفع قرابتهم ** والموجعين فلم يشكوا من الألم
وأبارق الثمدين: تثنية الثمد وهو الماء القليل.وقد ذكر الثمد في موضعه. قال القتال الكلابي:
سرى بديار تغلب بين حوضى ** وبين أبارق الثمدين ساري
سماكي تلالأ في ذراه ** هزيم الرعد ريان القرار وأبارق حقيل: بفتح الحاء المهملة والقاف مكسورة وياء ساكنة ولام.قد ذكر في موضعه. قال عمرو بن لجإ:
ألم تربع على الطلل المحيل ** بغربي الأبارق من حقيل وأبارق طلخام: بكسر الطء المهملة وسكون اللام والخاء معجمة وروى بالمهلمة. وقد ذكر في موضعه. قال ابن مقبل:
بيضق الأنوق برعم دون مسكنها ** وبالأبارق من طلخام مركوم وأبارق قنا: بفتح القاف والنون مقصور. وقد ذكر في موضحه. قال الأشجعي:
أحن إلى تلك الأبارق من قنا ** كأن امرأ لم يجل عن داره قبلي وأبارق أللكاك: بكسر اللام وتخفيف الكاف وكاف أخرى قال:
إذا جاوزت بطن اللكاك تجاوبت ** به ودعاها روضه وأبارقه وأبارق النسر: بفتح النون وسكون السين المهملة والراء قال أبو العتريف:
وأهوى دماث النسر أدخل بينها ** بحيث التقت سلآنه وأبارقه الأباصر: يجوز أن يكون جمع أبصر نحو أحوص وأحاوص وهو من جموع الأسماء لا من جموع الصفات ولكن لما سمى به موضع تمحضت الاسمية وإن كان قد جاء أيضا في الصفات إلا أنه لا بد أن يكون مؤنثه فعلى نحو أصاغر جمع أصغر مؤنثه صغرى وقد جاء هذا البناء جمعا للجمع نحوكلب وأكلب وأكالب وهو اسم موضع.
أباض: بضم الهمزة وتخفيف الباء الموحدة وألف وضاد معجمة اسم قرية بالعرض عرض اليمامة لها نخل لم يرنخل أطول منها.وعندها كانت وقعة خالد بن الوليد رضي الله عنه مع مسيلمة الكذاب. قال شبيب يريد بن النعمان بن بشير يفتخر بمقامات أبيه.
أتنسون يوم النعف نعف بزاخة ** يوم أباض إذ عتا كل مجرم
ويوم حنين في مواطن قبله ** أفأنالكم فيهن أفضل مغنم
وقال رجل من بني حنيفة في يوم أباض:
فلله عينا من رأى مثل معشر ** أحاطت بهم آجالهم والبوائق
فلم أر مثل الجيش جيش محمد ** ولا مثلنا يوم احتوتنا الحدائق
أكر أو احمى من فريقين جعوا ** وضاقت عليهم في أباض البوارق وقال الراجز:
يوم أباض إذ نسن اليزنا ** والمشرفيات تقد البدنا وقال آخر:
كأن نخلا من أباض عوجا ** أعناقها إن حمت الخروجا وأنشد محمد بن زياد الأعرابي:
ألا يا جارنا بأباض إنا ** وجدنا الريح خيرا منك جارا
تغذينا إذا هبت علينا ** وتملا وجه ناظركم غبارا اباغ: بضم أوله واخره غين معجمة إن كان عربيا فهو مقلوب من بغى يبغي بغيا وباغ فلان على فلان إذا بغى وفلان ما يباغ عليه ويقال إنه لكريم ولا يباغ. وأنشدو:
إما تكرم إن أصبت كريمة ** فلقد أراك ولا تباغ لئيما فهذا من تباغ أنت وأباغ أنا فعل لم يسم فاعله. وقرأت بخط أبي الحسن بن الفرات وسمى حجرآكل المرار لأن امرأته هندا سباها الحارث بن جبلة الغساني وكان أغار علي كندة فلما انتهى بها إلى عين أباغ هكذا قال أبو عبيدة اباغ بضم الهمزة. وقال الأصمعي أباغ بالفتح. وقال عبد الرحمن بن حسان:
هن أسلاب يوم عين أباغ ** من رجال سقوا بسم ذعاف وقالت ابنة فروة بن مسعود ترثي أباها وكان قد قتل بعين أباغ:
بعين اباغ قاسمنا المنايا ** فكان قسيمها خير القسيم
وقالوا سيدا منكم قتلنا ** كذاك الرمح يكلف بالكريم هكذا الرواية في البيت الأول بالفتح وفي الثاني بالضم أخذ من خط ابن الفرات. قال أبو الفتح التميمي الشاب كانت منازل إياد بن نزار بعين أباغ وأباغ رجل من العمالقة نزد ذلك الماء فنسب إليه. قال وعين أباغ ليست بعين ماء وإنما هو.واد وراء الأنبار على طريق الفرات إلى الشام. وقيل في قول أبي نواسى:
فما نجدت بالماء حتى رأيتها ** مع الشمس في عيي أباغ تغور حكي إنه قال جهدت على أن تقع في الشعر عين اباغ فامتنعت علي فقلت عيني أباخ ليستوي الشعر وقوله تغور أي تغرب فيها الشمس لأنها لما كانت تلقاء غروب الشمس جعلها تغور فيها. وكان عندها في الجاهلية يوم لهم بين ملوك غسان وملوك الشام وملوك لخم ملوك الحيرة قتل فيها المنذر بن المنذر بن امرىء ال قيس اللخمي. فقال الشاعر:
بعين اباغ قاسمنا المنايا ** فكان قسيمها خير القسيم وقد أسقط النابغة الذبياني الهمزة من أوله. فقال يمدح آل غسان:
يوما حليمة كانا من قديمهم ** وعين باغ فكان الأمر ما ائتمرا
ياقوم إن ابن هند غير تارككم ** فلا تكونوا الأدنى وقعة جزرا الأبالخ: بفتح أوله واللام مكسورة والخاء معجمة جمع بليخ على غير قياس والبليخ. نهر بالرقة يسقي قرى ومزارع وبساتين الرقة قال الأخطل:
وتعرضت لك بالأبالخ بعدما ** قطعت لأبرم خلة وإصارا وقد جمع بما حوله على بلخ ولا نعرف فعيلا على فعل غيره كما قال: أقفرت البلخ من غيلان فالرحب وأما البليخ فجمعه على أبلخة نحو جريب وأجربة ثم جمعه على أبالخ نحو أسورة وأساور.
آبام: بضم أوله وتخفيف ثانية أبام وابيم.هما شعبان بنخلة اليمامية لهذيل بينهما جبل مسيرة ساعة من نهار.قاد السعدي:
وإن بذاك الجزع بين أبيم ** وبين أبام شعبة من فؤاديا
أبان: بفتح أوله وتخفيف ثانيه وألف ونون. أبان الأبيض وأبان الأسود.فأبان الأبيض شرقي الحاجر فيه نخل وماء يقال له أكرة وهو العلم لبني فزارة وعبس وأبان الأسود جبل لبني فزارة خاصة وبينه وبين الأبيض ميلان وقال أبو بكر بن موسى أبان جبل بين فيد والنبهانية أبيض وأبان جبل أسود وهما أبانان وكلاهما محدد الرأس كالسنان وهما لبني دارم بن تميم بن مز وقد قال امرؤ القيس:
كأن أبانا في أفانين وبله ** كبير أناس في بجاد مزمل
وحدث أبو العباس محمد بن يزيد المبرد قال كان بعض الأعراب يقطع الطريق فأخذه والي اليمامة في عمله فحبسه فحن إلى وطنه. فقال:
أقول لبوابي والسجن مغلق ** وقد لاح برق ما الذي تريان
فقالا نرى برقا يلوح وما الذي ** يشوقك عن برق يلوح يماني
فقلت افتحا لى الباب أنظر ساعة ** لعلي أرى البرق الذي تريان
فقالا أمرنا بالوثاق ومالنا ** بمعصية السلطان فيك يدان
فلا تحسبا سجن اليمامة دائما ** كما لم يدم عيش لنا بأبان وأبان أيضا مدينة صغيرة بكرمان من ناحية الروذان. وأبان: تثنية لفظ أبان المذكور قبله وقد روى بعضهم أن هذه التثننيه هي لأبان الأبيض وأبان الأسود المذكورين قبل. قال الاصمعي وادي الرمة يمر بين أبانين وهما جبلان يقال لأحدهما أبان الأبيض وهو لبني فزارة ثم لبني جريد منهم وأبان الأسود لبني أسد ثم لبني والبة ثم للحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد وبينهما ثلاثة أميال.وقال آخرون أبانان تثنية أبان ومتالع غلب أحدهما كما قالوا العمران والقمران في أي بكر وعمر وفي الشمس والقمر. وهما بنواحي البحرين واستدلوا على ذلك. بقول لبيد:
درس المنا بمتالع فأبان ** فتقادمت فالجبس فالسوبان أراد درس المنازل فحذف بعض الاسم ضرورة وهو من أقبح الضرورات. وقال أبو سعيد السكري في قول بشر بن أبي خازم.
ألا بان الخليط ولم يزاروا ** وقلبك في الظعائن مستعار
أسائل صاحبي ولقد أراني ** بصيرأ بالظعائن حيث ساروا
تؤئم بها الحداة مياه نخل ** وفيها عن أبانين ازورار
أبان جبل معروف وقيل أبانين لأنه يليه جبل نحو. يقال له شرورى فغلبوا أبانا عليه فقالوا أبانان كما قالو العمران لأبي بكر وعمر وله نظائر ثم للنحويين ههنا كلام أنا ذاكر منه ما بلغني. قالوا تقول هذان ابان حسنين تنصب النعت على الحال لأنه نكرة وصفت معرفة لأن الأماكن لا تزول فصار كالشيء الواحد وخالف الحيوان إذا قلت هذان زيدان حسنان ترفع النعت ههنا لأنه نكرة وصفت بها نكرة وقالوا في هذا وشبهه مما جاء مجموعا إن أبانين وما أشبهها لم توضع أولا مفردة ثم ثنتت بل وضعت من المبتدأ مثناة مجموعة في صيغة مرتجلة فأبانان علم لجبلين وليس كل واحد منهما أبانا على انفراده بل أحدهما أبان والاخر متالع. قال أبو سعيد وقد يجوز أن تقع التسمية بلفظ التثنية والجمع فتكون معرفة بغير لام وذلك لا يكون إلا في الأماكن التي لا يفارق بعضها بعضا نحو أبانين وعرفات لانما فرقوا بين أبانين وبين زيدين من قبل أنهم لم يجعلوا التثنية والجمع علما لرجل ولا لرجال بأعيانهم وجعلوا الاسم الواحد علما بعينه فإذا قالوا رأيت أبانين فإنما يعنون هذين الجبلين بأعيانهم المشار إليهما لأنهم جعلوا أبانين إسما لهما لا يشاركهما في هذه التسمية غيرهما ولا يزولان وليس هذا في هذا الأناسي لأن كل واحد من الأناسي يدخل فيما دخل فيه صاحبه ويزولان والأماكن لا تزول فيصير كل واحد من الجبلين داخلا في مثل ما دخل فيه صاحبه.الحال والثبات والجذب والخضب ولا يشار إلى أحد منهما بتعريف دون الاخر فصارا كالواحد الذي لا يزايله شيء والانسانان يزولان ويتفرقان ويشار إلى أحدهما دون الاخر ولا يقال أبان الغربن وأبان الشرقي وقال أبو الحسن سعيد بن مسعدة الأخفش قد يجوز أن يتكلم بأبان مفردا في الشعر وأنشد بيت لبيد المذكور قبيل. قال أبو سعيد وهذا يجوز في اثنين يصطحبان ولا يفارق أحدهما صاحبه في الشعر وغيره وقاد أبو ذؤيب:
فالعين بعدهم كان حداقها ** سملت بشوك فهي عور تدمع
ويقال لبس زيد خفه ونعله والمراد النعلين والخفين وقالوا والنسبة إلى أبانين أبانيء كما قال الشاعر:
ألا أيها البكر الأباني إنني ** وإياك في كلب لمغتربان
تحن وأبكي إن ذا لبلية ** وإنا على البلوى لمصطحبان
وكان مهلهل بن ربيعة أخو كليب بعد حرب البسوسى تنقل في القباكل حتى جاور قوما من مذحج يقال لهم بنو جنب وهم ستة رجال منبه والحارث والعلي وسيحان وشمران وهفان يقال لهؤلاء الستة جنب لأنهم جانبوا أخاهم صداء فنزل فيهم مهلهل فخطبوا إليه متة أخته فامتنع فأكرهوه حتى زوجهم فقال:
أنكحها فقدها الأراقم في ** جنب وكان الحباء من أدم
لوبأبانين جاء يخطبها ** ضرج ما أنف خاطب بدم
هان على تغلب الذي لقيت ** أخت بني المالكين من جشم
ليسوا بأكفائنا الكرام ول ** يغنون من عيلة ولا عدم الابايض: بعد الألف ياء مكسورة وضاد معجمة كأنه جمع أبيض اسم لهضبات تواجههن ثنية هرش.
أب: بالفتح والشديد كذا قال أبو سعيد والأب الزرع في قوله تعالى: و فاكهة وابا عبس: ا3. وهي بليدة باليمن. ينسب إليها أبو محمد عبد الله بن الحسن بن الفياض الهاشمي وقال ابن سلفة إب بكسر الهمزة قال سمعت أبا محمد عبد العزيز بن موسى بن محسن القلعي يقول سععت عمر بن عبد الخالق الابي يقول بناتي كلهن حضن لتسع سنين. قال وإب مكسور الهمزة.من قرى ذي جبلة باليمن وكذا يقوله أهل اليمن بالكسر ولا يعرفون الفتح.
أبتر: بالفتح ثم السكون وتاء فوقها نقطتان وراء موضع بالشام.
أبتره: بزيادة الهاء كأنه جمع الذي قبله وتاؤه مكسورة.وهوماء لبني قشير.
ابثيت: بالكسر نم السكون وكسر الثاء المثلثة وياء ساكنة وتاء مثناة بوزن عفريت اسم جبل.
انجيج: جيمان بينهما ياء.من قرى مصر بالسمنودية.أبخار: بالفتح ثم السكون والخاء معجمة وألف وزاي. اسم ناحية من جبل القبق المتصل بباب الأبواب وهي جبال صعبة المسلك وعرة لا مجال للخيل فيها تجاور بلاد اللان يسكنها أمة من النصارى يقال لهم الكرج وفيها تجمعوا ونزلوا إلى نواحي تفليس فصرفوا المسلمين عنها وملكوها في سنة 515 ولم يزالوا متملكين عليها وأبخار معاقلهم حتى قصدهم خوارزم شاه جلال الدين في سنة 621 فأوقع بهم واسنقذ تفليس من أيديهم وهربت ملكتهم إلى أبخار وكان لم يبق من بيت الملك غيرها.
أبدة: بالضم ثم الفتح والتشديد. اسم مدينة بالأندلس من كورة جيان تعرف بأبدة العرب. اختطها عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك وتممها ابنه محمد بن عبد الرحمن قال السلفي أنشدني أبو محمد عبد الحميد بن محمد بن عبد الحميد بن بطير الأموي قدم علينا الاسكندرية حاجا قال أنشدني أبو العباس أحمد بن البني الأبدي بجزيرة ميورقة وذكر شعرا لنفسه.
أبذع: بالفتح ثم السكون وفتح الذال المعجمة وغين معجمة أيضا.موضع في حسبان أبي بكر بن دريد.
أبراد: جمع برد.قال أبو زياد ومن الجبال التي في ديار أبي بكر بن كلاب أجبل يقال لهن أبراد وهن بين الظبية والحوأب.
أبراص: بوزن الذي قبله وصاده مهملة موضع بين هرشي والغمر.
الأبراقات: بالفتح ثم السكون وراء وألف وقات وتاء مثناة. ماءة لبني جعفر بن كلاب.
أبراق: بالفتح ثم السكون. قال الأصمعي الأبرق والبرقاء حجارة ورمل مختلطة وكذلك البرقة. وقال غيره جمع البرقة برق وجمع الأبرق أبارق وجمع البرقاء برقاوات وتجمع البرقة في الكثرة على براق وفي القلة على أبراق. وقال ابن الأعرابي الأبرق جبل مخلوط برمل وهي البرقة وكل شيء خلط من لونين فقد برق. وقال ابن شميل البرقة أرض ذات حجارة وتراب الغالب عليها البياض وفيها حجارة حمر وسود والتراب أبيض أعفر وهو يبرق بلون حجارتها وترابها وإنما برقها اختلاف ألوانها وتنبت أسنادها وظهرها البقل والشجر نباتا كثيرا يكون إلى جنبها الروض أحيانا وقد أضيف كل واحد من هذه اللغات والجموع إلى أمكنة أذكرها في مواضعها حسبما يقتضيه الترتيب ملتزما ترتيب المضاف إليه أيضا على الحروف ومعاني هذه الألفاظ على اختلاف أوزانها واحد وإنما تجيء مختلفة لإقامة وزن الشعر. فأما أبراق فهو اسم جبل لبني نصر من هوازن بنجد وقال السيد علي بضم العين وفتح اللام أعني لفظة علي وهو علوي حسني من بني وهاس أبراق جبل في شرقي رحرحان وإياه عنى سلامة بن رزق الهلالي فقال:
فإن تك عليا يوم أبراق عارض ** بكتنا وعزتها العذارى الكواعب
الإبر: بضمتين من مياه بني نمير ويعرف بأبر بني الحجاج.
أبرشتويم: بالفتح ثم السكون وفتح الراء وسكون الشين المعجمة وفتح التاء فوقها نقطتان وكسر الواو وياء ساكنة وميم.هو جبل بالبذ من أرض موقان من نواحي أذربيجان كان يأوي إليه بابك الخرمي فقال أبو تمام يمدح أبا سعيد محمد بن يوسف الثغري.
وفي أبرشتويم وهضبتيها ** طلعت على الخلافة بالسعود وذكره أبوتمام أيضا في موضع آخر من شعره يمدحه. فقالا:
ويوم يظل العز يحفظ وسطه ** بسمر العوالي والنفوس تضيع
شققت إلى جباره حومة الوغا ** وقنعته بالسيف وهو مقنع
لدى سندبايا لا تهاب وأرشق ** وموقان و السمر اللدان تزعزع
وأبرشتويم والكذاج وملتقى ** سنابكها والخيل تردى وتمزع أبر شهر: بالفتح ثم السكون وفتح الراء والشين المعجمة معا وسكون الهاء والراء ورواه السكري بسين مهمك وهو تعريب والأصل الاعجام لان شهر بالفارسية هو البلد وأبر الغيم وما أراهم أراثوا الأخصبة. قالى السكري في خبر مالك بن الريب ولى معاوية سعيد بن عثمان بن عفان خراصان فأخذ على فلج وفليج فمر بأبي جردية الاثيم ومالك بن الريب وكانا لصين يقطعان الطريق فاستصحبهما فصحبه مالك بن الريب المازني ماشاء الله فلم ينل منه مما وعده شيئا وأتبع ذلك بجفوة فترك سعيدا وقفل راجعا فلما كان بأبر شهر وهي نيسابور مرض فقيل له أي شيء تشتهي فقال أشتهي أن أنام بين الغضا وأسمع حنينه أو أرى صهيلا وأخذ يرثي نفسه. وقاد قصيدة جيدة ذكرتها في خراسان وقال البحتري يرثي طاهر بن عبد الله بن طاهر بن الحسين.
ولله قبر في خراسان أدركت ** نواحيه أقطار العلى والمآثر
مقيم بأدنى أبر شهر وطوله ** على قصرآفاق البلاد الظواهر وقد أسقط بعضهم الهمزة من أوله. فقال:
كفى حزنا أنا جميعا ببلدة ** ويجمعنا في أرض بر شهفر مشهد في أبيات ذكرت في بر شهر من هذا الكتاب: الابرشية: موضع منسوب إلى الأبرش بالشين المعجمة. قال الأحيمر السعدي:
ونبئت أن الحيئ سعدا تخاذلوا ** حماهم وهم لو يعصبون كثير
أطاعوا لفتيان الصباح لئامهم ** فذوقوا هوان الحرب حيث تدور
نظرت بقصر الأبرشية نظرة ** وطرفي وراء الناظرين بصير
فرد على العين أن أنظر القرى ** قرى الجوف نخل معرض وبخور
وتيهاء يزوز القطا عن فلاتها ** اذا عسبلت فوق المتان. ابرقا زياد: تثنية أبرق. وزياد اسم رجل جاء في رجز العجاج:
عرفت بين أبرقي زياد ** مغانيا كالوشي في الأبراد
الأبرقان: هو تثنية الأبرق كما ذكرنا لاذا جاؤا بالأبرقين في شعرهم هكذا مثنى فكثر ما يريدون به أبرقي حجر اليمامة وهو منزل على طريق مكة من البصرة بعد رميلة اللوى للقاصد مكة ومنها إلى فلجة. وقال بعض الأعراب يذكرهما:
أقول وفوق البحر نخشى سفينة ** تميل على الأعطاف كل مميل
ألا أيها الركب الذين دليلهم ** سهيل اليماني دون كل دليل
ألموا بأهل الأبرفبن فسلموا ** فذاك لأهل الأبرقين قليل
بأهلي أفدي الأبرقين وجيرة ** سأهجرهم لا عن قلى فأطيل
ألا هل إلى سرح ألفت ظلاله ** وتكليم ليلى ما حييت سبيل
وقال الزمخشري. الأبرقان ما: لبني جعفر. وقال أعرابي من طيء:
فسقيا لأيام مضين من الصبا ** وعيش لنا بالأبرقين قصير
وتكذيب ليلى الكاشحين وسيرنا ** لنجد مطايانا بغير مسير
واذ نلبس الحول اليماني اذ لنا ** حمام يرى المكروه كل غيور
فلما علا الشيب الثباب وبشرت ** ذوي الحلم أعلا لمتي بقتير
وخفت انقلاب الدهر أن يصدع العصا ** وأن تغدر الأيام كل غدور
وقال الصبا دعني أدعك صريمة ** عذير الصبا من صاحب وعذيري
رجعت إلى الأولى وفكرت في التي ** إليها أو الأخرى يصير مصيري
وليس أمرؤ لاقى بلاء بيائس ** من الله أن ينتابه بجدير
أبرق أعشاش: قد ذكر في أعشاش بما أغنى عن الإعادة ههنا.
أبرق البادي: قد تقدم تفسير الأبرق في أبراق فأغنى. والبادي بالباء الموحدة يجوز أن يكون معناه الظاهر وأن يكون معناه من البادي ضد الحاضر. قال المرار:
قفا واسألا عن منزل الحيئ دمنة ** وبالأبرق البادي ألما على رسم أبرق ذي جدد: بالجيم بوزن جرذ. قال كثير:
إذا حل أهلي بالأبرقي ** سن أبرق ذي جدد أو دآثا أبرق ذي الجموع: بالجيم. موضع قرب الكلاب قال عمرو بن لجإ.
بأبرق ذي الجموع غداة تيم ** تقودك بالخشاشة والجديل أبرق الحرن: بفتح الحاء المهملة وسكون الزاي والنون. قال:
هل تونسان بأبرق الحزن ** فالأنعمين بواكر الظعن أبرق الحنان: بفتح الحاء المهملة وتشديد النون وآخره نون أخرى. هو ماء لبني فزارة. قالو سمي بذلك لأنه يسمع فيه الحنين فيقال إن الجن فيه تحن إلى من قفل عنها. قال كثير:
لمن الديار بأبرق الحنان ** فالبرق فالهضبات من أدمان
أقوت منازلها وغير رسمها ** بعد الأنيس تعاقب الأزمان
فوقفت فيها صاحبي وما بها ** يا عز من نعم ولا إنسان أبرق الخرجاء: قال زر بن منظور بن سحيم الأسدي:
حئ الديار عفاها القطر والمور ** حيث ارتقى أبرق الخرجاء فالدور أبرق داث: بوزن دعاث آخره ثاء مثلثة. موضع في بلادهم. قال:
إذا حل أهلي بالأبرقي ن أبرق ذي جدد أو داثا وقال ابن أحمر فغيره:
بحيث هراق في نعمان حيث ** دوافع في براق الأد أثينا
الدأث في اللغة الثقل. قال رؤبة. من أصر أداث لها دآئث. بوزن دعاعث.
إبرق ذات مأسل: قال الشمردل بن شريك اليربوعي وكان صاحب شراب.
شربت ونادمت الملوك فلم أجد ** على الكأس ندمانا لها مثل ديكل
أقل مكاسا في جزور وإن غلت ** وأسرع إنضاجا وإنزال مرجل
ترى البازل الكوماء فوق خوانه ** مفصلة أعضاؤها لم تفصل
سقيناه بعد الري حتى كأنما ** ترى حين أمسى أبرقي ذات مأسل
عشية أنسينا قبيصة نعله ** فراح الفتى البكري غير منعل
أبرق الربذة: بالتحريك والذال معجمة. موضع كانت به وقعة بين أهل الردة وأبي بكر الصديق رضي الله عنه ذكر في كتاب الفتوح كان من منازل بني ذبيان فغلبهم عليه أبو بكر رضي الله عنه لما ارتدوا وجعله حمى لخيول المسلمين وهذا الموضع عنى زياد بن حنظلة. بقوله:
ويوم بالأبارق قد شهدنا ** على ذبيان يلتهب التهابا
أتيناهم بداهية نآد ** مع الصديق إذ ترك العتابا أبرق الروحان: بفتح الراء وسكون الواو والحاء مهملة وألف ونون. وقد ذكر في موضعه. وقال جرير فيه:
لمن الديار بأبرق الروحان ** إذ لا نبيع زماننا بزمان أبرق ضيحان: الضاد معجمة مفتوحة وياء ساكنة وحاء مهملة واخره نون. قال جرير:
وبأبرقي ضيحان لاقوا خزية ** تلك المذلة والرقاب الخضع أبرق العزاف: بفتح العين المهملة وتشديد الزاي وألف وفاء. هو ما لبني أسد بن خزيمة بن مدركة مشهور ذكر في أخبارهم وهو في طريق القاصد إلى المدينة من البصرة يجاء من حومانة اللدراج إليه ومنه إلى بطن نخل ثم الطرف ثم المدينة. قالوا وإنما سمي العزاف لأنهم يسمعون فيه عزيف الجن. قال حسان بن ثابت:
طوى أبرق العزاف يرعد متنه ** حنين المتالي فوق ظهر المشايع قال ابن كيسان أنشدنا أبو العباس محمد بن يزيد المبرد لرجل يهجو بني سعيد بن قتيبة الباهلي:
أبني سعيد إنكم من معشر ** لا يعرفون كرامة الأضياف
قوم لباهلة بن أعصر إن هم ** غضبوا حسبتهم لعبد منات
قرنوا الغداء إلى العشاء وقربوا ** زادا لعمر أبيك ليس بكاف
وكأنني لما حططت إليهم ** رحلي نزلت بأبرق العزاف
بينا كذاك أتاهم كبراؤهم ** يلحون في التبذير والإسراف أبرق عمران: بفتح العين المهملة. قال دوس بن أم غسان اليربوعي:
تبينت من بين العراق وواسط ** وأبرق عمران الحدوج التواليا أبرق العيشوم: بفتح العين المهملة وياء ساكنة وشين معجمة وواو ساكنة وميم. قال السري بن معتب من بني عمرو بن كلاب:.
وددت بأبرق العيشوم أني ** وإياها جميعا في رداء
أباشره رقد نديت رباه ** فألصق صحة منه بدائي الأبرق الفرد: بالفاء وسكون الراء. قال عمرو بن أبي:
ومقلتا نعجة حوراء أسكنها ** بالأبرق الفرد طاوي الكشح قد خذلا وقال آخر:
خليلي مرا بي على الأبرق الفرد ** عهودا لليلى حبذا ذاك من عهد الأبرق: غير مضاف. منزل من منازل بني عمرو بن ربيعة أبرق الكبريت: موضع كان به يوم من أيام العرب. قال بعضهم:
على أبرق الكبريت قيس بن عاصم ** أسرت وأطراف القنا قصدا حمر أبرق مازن: والمازن بيض النمل. قال الأرقط:
وإني ونجما يوم أبرق مازن ** على كثرة الأيدي لمؤتسيان أبرق المدى: جمع مدية وهي السكين. قال الفقعسي: بذات فرقين فأبراق المدى أبرق المردوم: بفتح الميم وسكون الراء. وقد قال الجعدي فيه:
عفا أبرق المردوم منها وقد يرى ** به محضر من أهلها ومصيف أبرق النعار: بفتح النون وتشديد العين المهلمة. وهو ماء لطيء وغسان قرب طريق الحاج. قال بعضهم:
حي الديار فقد تقادم عهدها ** بين الهبير وأبرق النعار أبرق الوضاح: بفتح الواو وتشديد الضاد المعجمة. قال الذهلي:
لمن الديار بأبرق الوضاح ** أقوين من نخل العيون ملاح أبرق الهيج: بفتح الهاء وياء ساكنة وجيم. قال ظهير بن عامر الأسدي:
عفا أبرق الهيج الذي شحنت به ** نواصف من أعلى عماية تدفع الابرقة: بفتح الهمزة وسكون الباء وفتح الرا والقاف. هكذا هو مكتوب في كتاب الزمخشري. وقال هو ماء من مياه.نملى قرب المدينة.
أبرقو: بفتح أوله وثانيه وسكون الراء وضم القاف والواو ساكنة وهاء محضة. هكذا ضبطه أبوسعد ويكتبها بعضهم أبزقويه وأهل فارس يسمونها وركوه ومعناها فوق الجبل. وهو بلد مشهور بأرض فارس من كورة اصطخر قرب يزد. قال أبو سعد أبرقوه بليدة بنواحي أصبهان على عشرين فرسخا منها فإن لم يكن سهوا منه فهي غير الفارسية. ونسب إليها أبو الحسن هبة الله بن الحسن بن محمد الأبرقوهي الفقيه حدث عن أبي القاسم عبد الرحمن بن أبي عبيدة بن مندة بالكثير روى عنه الحافظ أبو موسى محمد بن عمر المديني الأصبهاني مات في حدود سنة 518. وقال الأصطخري أبرقوه آخر حدود فارس بينها وبين يزد ثلاثة فراسخ أوأربعة قال وهي مدينة حصينة كثيرة الزحمة تكون بمقدار الثلث من اصطخر وهي مشتبكة البناء والغالب على بنائها الازاج وهي قرعاء ليس حولها شجر ولا بساتين إلا ما بعد عنها وهي مع ذلك خصبة رخيصة الأسعار قال وبها تل عظيم من الرماد يزعم أهلها أنها نار إبراهيم التي جعلت عليه بردا وسلاما. وقرأت في كتاب الابستاق وهو كتاب ملة المجوس أن سعدى بنت تبع زوجة كيكاووس عشقت ابنه كيخسرو وراودته عن نفسه فامتنع عليها فأخبرت أباه أنه راودها عن نفسها كذبا عليه فأجج كيخسرو لنفسه نارا عظيمة بأبرقوه وقال إن كنت بريئا فإن النار لا تعمل في شيئا لان كنت خنت كما زعمت فإن النار تكلني ثم أؤلج نفسه في تلك النار وخرج منها سالما ولم تؤثر فيه شينا فانتفى عنه ما اتهم به. قال ورماد تلك النار بأبرقوه شبه تل عظيم ويسمى ذلك التل اليوم جبل إبراهيم ولم يشاهد إبراهيم عليه السلام أرض فارس ولا دخلها وإما كان ذلك بكوثاربا من أرض بابل. وقرأت في موضع آخر أن إبراهيم عليه السلام ورد إلى أبرقوه ونهى أهلها عن استعمال البقر في الزرع فهم لا يزرعون عليها مع كثرتها في بلادهم. وحدثني أبو بكر محمد المعروف بالحزبي الشيرازي وكان يقول إنه ولد أخت ظهير الفارسي قال اختلفت إلى أبرقوه ثلاث مرات فما رأيت المطر قد وقع في داخل سور المدينة ويزعمون أن ذلك بدعاء إبراهيم عليه السلام. وإلى أبرقوه هذه ينسب الوزير أبو القاسم علي بن أحمد الأبرقوهي وزير بهاء الدولة بن عضد الدولة بن بويه وذكر الأضطخري مسافة ما بين يزد إلى نيسابور فقال تسير من ازادخره إلى بستاندان مرحلة وهي قرية فيها نحو ثلاثمائة رجل وماء جار من قناة ولهم زروع وبساتين وكروم ومن بستاذران إلى أبرقوه مرحلة خفيفة وأبرقوه قرية عامرة وفيها نحو سبعمائة رجل وفيها ماء جار وزروع وضرع وهي خصبة جدا ومن أبرقوه إلى زادويه ثم إلى زيكن ثم إلى استلست ثم إلى ترشيش ثم إلى نيسابور فهذه أبرقوه أخرى غير الأولى فاعرفه.
إبرنم: بكسر الهمزة وسكون الباء الموحدة وفتح الراء وميم من أبنية كتاب سيبويه مثل إبين. قال أبو نصر أحمد بن حاتم الجرمي إبرم. اسم بلد. وقال أبمو بكر محمد بن الحسن الزبيدي الإشبيلي النحوي إبرم نبت وقرأت في تاريخ الفه أبو غالب بن المهذب المعري أن سيف الدولة بن حمدان لما عبر الفرات في سنة 333 ليملك الشام تسامع به الولاة فتلقوه من الفرات وكان فيهم أبوالفتح عثمان بن سعيد والي حلب من قبل الاخشيد فلقيه من الفرات فأكرمه سيف الدولة وأركبه معه وسايره فجعل سيف الدولة كلما مر بقرية سأله عنها فيجيبه حتى مر بقرية فقال ما اسم هذه القرية فقال إبرم فسكت سيف الدولة وظن أنه أراد أنه أبرمه وأضجره بكثرة السؤال فلم يسأله سيف الدولة بعد ذلك عن شيء حتى مر بعدة قرى فقال له أبو الفتح يا سيدى وحق رأسك إن اسم تلك القرية إبرم فاسأل من شئت عنها فضحك سيف الدولة وأعجبه فطنته.
أبرقا: قرية كبيرة جليلة من ناحية الرومقان من أعمال الكوفة. في كتاب الوزراء أنها كانت تقوم على الرشيد بألف ألف ومائتي ألف درهم.
الأبروق: بفتح الهمزة وسكون الباء وضم الراء وبعد الواو قاف. اسم موضع في بلاد الروم يزار من الافاق والمسلمون والنصارى متفقون على إنتيابه. قال أبو بكر الهروي: بلغني أمره فقصدته. فوجدته في لحف جبل يدخل إليه من باب برج ويمشي الداخل تحت الأرض إلى أن ينتهي إلى موضع واسع وهو جبل مخسوف تبين منه السماء من فوقه وفي وسطه بحيرة وفي دائرها بيوت للفلاحين من الروم ومزدرعهم ظاهر الموضع وهناك كنيسة لطيفة ومسجد فإن كان الزائر مسلما أتو به إلى المسجد وإن كان نصرانيا أتو به إلى الكنيسة ثم يدخل إلى بهو فيه جماعة مقتولون ومنهم أثار طعنات الأسنة وضربات السيوف ومنهم من فقدت بعض أعضائه وعليهم ثياب القطن لم تتغير وهناك في موضع اخر أربعة قيام مسندة ظهورهم إلى حانط المغارة ومعهم صبي قدف وضع يده على رأس واحد منهم طوال من الرجال وهو أسمر اللون وعليه قباء من القطن وكفه مفتوحة كأنه يصافح أحدا ورأس الصبي على زنده وإلى جانبه رجل على وجهه ضربة قد قطعت شفته العليا وظهرت أسنانه وهم بعمائم وهناك أيضا بالقرب امرأة وعلى صدرها طفل وقد طرحت ثديها في فيه وهناك خمس أنفس قيام ظهورهم إلى حائط الموضع وهناك أيضا في موضع عال سرير عليه اثنا عشر رجلا فيهم صبي مخضوب اليد والرجل بالحناء والروم يزعمون أنهم منهم والمسلمون يقولون أنهم من الغزاة في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه ماتوا هناك صبرا ويزعمون أن أظافيرهم تطول وأن رؤوسهم تحلق وليس لذلك صحة إلا أنهم قد يبست جلودهم على عظامهم ولم يتغيروا.
أبرين: بفتح الهمزة وسكون الباء وكسر الرار وياء ساكنة واخره نون وهو لغة في يبرين، قال أبو منصور: هو اسم قرية كثيرة النخل والعيون العذبة بحذاء الأحساء من بني سعد بالبحرين وهو وأحد على بناء الجمع حكمه كحكمه في الرفع بالواو وفي النصب والجر بالياء وربما أعربوا نونه وجعلوه بالياء على كل حال. وقال الخارزنجي: رمل أبرين ويبرين بلد قيل هي في بلاد العماليق، وقال أبو الفتح أما يبرين فلا ينبغي أن يتوهم أنه اسم منقول من قولك هن يبرين لفلان أي يعارضنة من قوله، يبري لها من أيمن وأشمل. ويدل على أنه ليس منقولأ منه قولهم فيه يبرون وليس شيء من الفعل يكون هكذا. فإن قلت ما أنكرت أن يكون يبرين ويبرون فعلا فيه لغتان الياء والواو مثل نقوت المخ ونقيته وسروت الثوب وسريته وكنوت الرجل وكنيته ونفيت الشيىء ونفوته فيكرن يبرين على هذا كيكنين وييرون كيكنون ومثاله يفعلن كقولك هن يدعون ويغزون وفي التنزيل الا أن يعفون البقرة: 237 فالجواب أنه لو كان الواو والياء فيه لامين على ما ذكرته من اختلات اللغتين لجاز أن يجيء عنهم يبرون بالواو وضمة النون كما أنه لو سميت بقولك النساء يغزون على قول من قال أكلوني البرافيث يجعل النون علامة جمع لقلت هذا يغزون كقولك يقتلن اسم رجل على الوصف الذي ذكرنا هذا يقتلن وفي امتناع العرب أن تقول يبرون مع قولهم يبرين دلالة على أنه ليس كما ظنه السائل من كون الواو في يبرون والياء في يبرين لامين مختلفين بل هما زائدتان قبل النوق بمنزلة واو فلسطون وياء فلسطين وأيضا فقد قالوا يبرين وأبرين وأبدلوا الياء همزة فدل أنها ههنا أصل ألا ترى أنها لو كانت في أول فعل لكانت حرت مضارعة ولم نر حرف مضارعة أبدل مكانه حرف مضارعة فدل هذا كله على أن الياء في أول يبرين ويبرون فاء لامحالة فأما قولهم باهلة بن أعصر ثم أبدلوا من الهمزة الياء فقالوا يعصر فغير داخل فيما نحن فيه وذلك أن أعصر ليس فعلا إنما هو جمع عصر وإنما فيه بذلك لقوله:
أبني إن أباك غير لونه ** كر الليالي واختلاف الأعصر فهذا وجه الاحتجاج على قائل إن ذهب إلى ذلك في يبرين وليس ينبغي أن يحتج عليه بأن يقال لا يكونان لغتين يبرين ويبرون كيكنين ويكنون لأنه لا يقال بروت له في معنى بريت أي تعرضت فمعنى بريت من بريت القلم وبروته وبروت القلم عن أبي الصقر فإن هو قال هذا فجوابه ما قذمناه.
- إبرينق: بفتح الهمزة وسكون الباء وكسر الراء وياء ساكنة ونون مفتوحة وقاف ويقال أبرينة والقاف تعريب. من قرى مروي والنسبة إليها أبرينقي. ينسب إليها جماعة. منهم أبو الحسن علي بن محمد الدهان الابرينقي كان فقيها صالحا روى عن أير القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الفوراني الفقيه و غيره من شيوخ مرو روى عنه أبو الحسن علي بن محمد الشهرستاني بمكة وكان من أهل الورع والعلم مات سنة 523.
أبزار: بفتح الهمزة وسكون الباء وزاي وألف وراء. قرية بينها وبين نيسابور فرسخان. نسبوا إليها قومأ من أهل العلم. منهم حامد بن موس الأبزاري سمع إسحاق بن راهويه و غيره، وإبراهيم بن أحمد بن محمد بن رجاء الأبزاري الوراق طلب الحديث على كثير فسمع بنيسابور ونسا ورحل إلى العراق فسمع بها عبد الله بن محمد بن عبد العزيز وكتب بالجزيرة عن أبي عروبة الحراني وبالشام عن مكحول البيروتي وعامر بن خزيم المري وأبي الحسن بن جوصا وسمع بخراسان الحسن بن سفيان ومسعود بن قطن وجعفر بن أحمد الحافظ وببغداد أبا القاسم البغوي ومحمد بن محمد الباغندي وغيرهم وروى عنه الحاكم أبو عبد الله وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو عبد الله بن مندة وأبو منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي وجمع الحديث الكثير وعمر حتى احتاجوا إليه ومات في خامس رجب سنة 364 عن ست أو سبع وتسعين سنة.
أبزقباذ: بفتح أوله وثانيه وسكون الزاي وضم القاف والباء موحدة وألف وذال معجمة. كذا وجدته بخط غير واحد من أهل العلم بالزاي، وقباذ بن فيروز ملك من ملوك الفرس وهو والد أنوشروان العادل ولهذا الموضع ذكر في الفتوح يجيء مع ذكر المذار فكأنه يجاور ميسان ودستميسان، وقال هلال بن المحسن: أبزقباذ كذا هو بخطه بالزاي. من طساسيج المذار بين البصرة وواسط، وقال ابن الفقيه وغيره: أبزقباذ هي كورة أزجان بين الأهواز و فارس بكمالها وقد ذكرت مع أرجان، وفي كتاب الفرس أن قباذ بنى أبزقباذ وهي أرجان وأسكنها سبي همذان، وقال أبو زكرياء الساجي: في تاريخ البصرة سار عتبة بن غزوان بعد فتح الأبلة إلى دستميسان ففتحها ومضى من فوره ذلك إلى أبزقباذ ففتحها هكذا وجدته بخط أبي الحسن بن الفرات بالزاي وإذا صحت الروايات فهذه غير أرجان و الله الموفق.
آبسس: بالفتح ثم السكون وضم السين المهملة وسين أخرى. اسم المدينة خراب قرب أبلستين من نواحي الروم يقال منها أصحاب الكهف والرقيم. وقيل: هي مدينة دقيانوس وفيها آثار عجيبة مع خرابها.
أبسكون: بفتح أوله وثانيه وسكون السين المهملة وكاف وواو ونون. مدينة على ساحل بحر طبرستان بينها وبين جرجان أربعة وعشرون فرسخا وهي فرضة للسفن والمراكب وقد رويت بألف بحد الهمزة وقد ذكرت فيما سلف.
أبسوج: بالفتح ثم السكون وآخره جيم. اسم قرية بالصعيد على غربي النيل. قال أبو علي التنوخي: حدثني من أثق به وهو أبو عبد الله الحسين بن عنمان الخرقي الحنبلي قال: توجهت إلى الصعيد في سنة 359 فرأيت في باب ضيعة لأبي بكر علي بن صالح الروذباري تعرف بأبسوج شارعه على النيل بين القيس والبهنسا صورة فارة في حجر والناس يجيئون بطين من طين النيل فيطبعون فيه تلك الصورة ويحملونه إلى بيوتهم فسألت عن ذلك فقيل لي ظهر عن قريب من سنيات هذا الطلسم وذلك أنه كان مركب فيه شعير تحت هذه البيعة فقصده صبئ من المركب ليلعب فأخذ من هذا الطين وطبع الفارة ونزل بالطين المطبوع المركب فلما حصل فيه تبادر فار المركب يظهرون ويرمون أنفسهم في الماء فعجب الناس من ذلك وجربوه في البيوت فكان أي طابع حصل. في داره لم تبق فيها فارة إلا خرجت فتفتل أو تفلتت إلى موضع لا صورة فيه فكثر الناس أخذ الصورة في الطين وتركها في منازلهم حتى لم تبق فارة في الطرق والشوارع وشاع ذلك وذاع في البلدان.
أتشاق: بالنون والشين معجمة. قرية من قرى مصر يقال لها محلة أنشاق من ناحية الدقهلية. وبالصعيد من ناحية البهنسا أبشاق بالباء الموحدة.
أبشائ: بالفتح ثم السكون وشين معجمة وألف وياء ساكنتان. من قرى الصعيد الأدنى بمصر.
أبشويه: قرية من قرى مصر أيضا من الغربية.
أبشيش: بشينين معجمتين بينهما ياء ساكنة. من قرى مصر من ناحية السمنودية.
أبشيه: وتعرت بأبشية الرمان. من قرى الفيوم بمصر. أبضع وضبيع: ما ان لبني أيي بكر، قالت امرأة تزوجها رجل فحنت إلى وطنها:
ألا ليت لي من وطب أمي شربة ** تشاب بماء من ضبيع وأبضع أبضة: بالضم ثم السكون والضاد معجمة. ماءة لبني العنبر. قال أبو القاسم الخوارزمي: أبضة ماء لطيء ثم لبني ملقط منهم عليه نخل وهو على عشرة أميال من طريق المدينة. قال مساور بن هند يصف هذا المكان:
سائل هل وفيت فإنني ** أعددت مكرمتي ليوم سباب
وأخذت جار بني سلامة عنوة ** فدفعت ربقته إلى عتاب
وجلبته من أهل أبضة طائعا ** حتى تحكم فيه أهل إراب إبط: بالكسر ثم السكون. قرية من قرى اليمامة ناحية الوشم لبني امرىء القيس بن زيد مناة تميم بن مز.
الإبطح: بالفتح ثم السكون وفتح الطاء والحاء وكل مسيل فيه دقاق الحصا فهو أبطح، وقال ابن دريد: الأبطح والبطحاء الرمل المنبسط على، الأرض، وقال أبو زيد: الأبطح أثر المسيل ضيقا كان أو واسعا. والأبطح يضاف إلى مكة الى منى لأن المسافة بينه وبينهما واحدة وربما كان إلى منى أقرب وهو المحصب وهو خيف بني كنانة وقد قيل أنه ذو طوى وليس به، وذكر بعضهم أنه إنما سمي أبطح لأن آدم عليه السلام بطح فيه، وقال حميد بن ثور الهلالي:
أقول لعبد الله بيني وبينه ** لك الخير خبرني فأنت صديق
تراني إن عللت نفسي بسرحة ** من السرح موجودا علي طريق
أبى الله إلا أن سرحة مالك ** على كل صرحات العضاه تروق
سقى السرحة المحلال والأبطح الذي ** به الشري غيث مدجن وبروق
فقد ذهبت طولا فما فوق طولها ** من النخل الآ عشة وسحوق
فيا طيب رياها ويابرد مائها ** إذا حان من حامي النهار ودوق
حمى ظلها شكس الخليقة خائف ** عليها عرام الطائفين شفيق
فلا الظل من بزد الضحى تستطيعه ** ولا الفيء من برد العشي تذوق وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد أؤعد من يشبب من الشعراء عقوبة فأخذ حميد يشبب بالسرحة تورية وإنما يريد امرأة.
أبغر: بالفتح ثم السكون والغين المعجمة مفتوحة وراء. من قرى سمرقند وقيل: هي ناحية بسمرقند ذات قرى متصلة. منها أبو يزيد خالد بن كردة الأبغري السمرقندي، وأبو عبد الله محمد بن محمد بن عمران الأبغري كاتب الإنشاء في أيام دولة السامانية وكان من البلغاء.
الأبكر: بضم الكاف الأبكر والبكرات. قارات في البادية.
الأبك: بتشديد الكاف. هو موضع يقول الراجز فيه:
جربه من حمر الأبك ** لا ضرع فيها ولا مذكي - الجرنة - العانة من الحمير.
أبكن: بالنون وفتح الكاف. موضع بالبصرة له ذكر في الأخبار.
الأبكنين: بلفظ التثنية بفتح أوله وثانيه وتشديد الكاف. هما جبلان يشرفان على رحبة الهدار. باليمامة.
الأبلاء: بالفتح ثم السكون والمد. هو اسم بئر أبلستين: بالفتح ثم الضم ولام مضمومة أيضا والسين المهملة ساكنة وتاء فوقها نقطتان مفتوحة وياء ساكنة ونون. هي مدينة مشهورة ببلاد الروم وهي الان بيد المسلمين وسلطانها ولد قليج أرسلان السلجوقي قريبة من أبسس مدينة أصحاب الكهف.
الأبلق: بوزن الأحمر. حصن السموأل بن عادياء اليهودي وهو المعروف بالأبلق الفرد مشرف على تيماء بين الحجاز والشام على رابية من تراب فيه اثار أبنية من لبن لا تدل على ما يحكى عنها من العظمة والحصانة وهو خراب وإنما قيل له الأبلق لأنه كان في بنانه بياض وحمرة وكان أول من بناه عادياء أبو السموأل اليهودي ولذلك، قال السموأل:
بنى لي عاديا حصنا حصينا ** وماء كلما شئت استقيت
رفيعا تزلق العقبان عنه ** إذا ما نابتي ضيم أبيت
وأوصى عاديا قدما بأن لا ** تهدم يا سمؤال ما بنيت
وفيت بأدرع الكندي إني ** إذا ما خان أقوام وفيت
وكان يقال أوفى من السموأل وذلك أن امرأ القيس بن حجر الكندي مر بالأبلق وهو يريد قيصر يستنجده على قتلة أبيه وكان معه أدراع مائة فأودعها السموال ومضى فبلغ خبرها ملكا من ملوك غسان وقيل هو الحارث بن ظالم ويقال الحارث بن ظالم ويقال الحارث بن أبي شمر الغساني فسار نحو الأبلق ليأخذ الأدرع فتحصن منه السموأل وطلب الملك منه تلك الأدرع فامتنع من تسليمها فقبض على ابن له وكان قد خرج للتصيد وجاء به إلى تحت الحصن وقال: إن لم تعطني الأدرع واإلا قتلت ابنك ففكر السموأل وقال: ما كنت لأخفر ذمتي فاصنع ماشئت فذبحه والسموأل ينظر إليه، وقيل أن الذي طالبه بالأدرع الحارث بن ظالم وأنه لما امتنع من تسليم الأدرع إليه ضرب ابنه بسيفه ذي الحيات فقطعه نصفين، وقيل إن ذلك الذي أراد جرير بقوله للفرزدق:
بسيف أبي رغوان سيف مجاشع ** ضربت ولم تضرب بسيف ابن ظالم ولم يدفع إليه السموأل الأدرع وانصرف ذلك الملك عند اليأس فضربت العرب به المثل لوفائه هذا قول يحيى بن سعيد الأموي عن محمد بن السائب الكلبي. قال الأعشى يذم رجلا من كلب:
بنو الشهر الحرام فلست منهم ** ولست من الكرام بني العبيد
ولا من رهط حسان بن قرط ** ولا من رهط حارثة بن زيد قال وهؤلاء كلهم من كلب فقال الكلبي: لا أبالك أنا والله أشرف من هؤلاء كلهم فسبه الناس كلهم بهجاء الأعشى إياه ثم أكار الكليي المهجو على قوم قد بات فيهم الأعشى فأسر منهم نفرا فيهم الأعشى وهو لا يعرفه ورحل الكلبي حتى نزل بشريح بن السموال بن عادياء اليهودي صاحب تيماء وهو بحصنه الأبلق فمر شريح بالأعشى فناداه الأعشى:
شريح لاتتركي بعد ماعلقت ** حبالك اليوم بعد القد أظفارى
قد جلت مابين بانقيا إلى عدن ** وطال في العجم تسياري وتكراري
فكان أكرمهم جذا وأوثقهم ** عهدا أبوك بعرف غير إنكار
كن كالسموأل إذ طاف الهمام به ** في جحفل كهزيع الليل جرار
بالأبلق الفرد من تيماء منزله ** حصن حصين وجاز غير غدار
إذ سامه خطتي خسف فقال له ** قل ما تشاء فإني سامع حار
فقال ثكل و غدر أنت بينهما ** فاختر وما فيهما حظ لمختار
فشك غيربعيد ثم قال له ** أقتل أسيرك إني مانع جاري
فاختار أدراعه كيلا يسب بها ** ولم يكن وعده فيها بختار قال: فجاء شريح إلى الكلبي فقال: هبت لي هذا الأسير المضرور. فقال: هو لك فأطلقه وقال له: أقم عندي حتى أكرمك وأحبوك فقال الأعشى: من تمام صنيعتك إلى أن تعطيني ناقة ناجية وتخليني الساعة فأعطاه ناقة فركبها ومضى من ساعته وبلغ الكلبي أن الذي وهب لشريح هو الأعشى فارسل إلى شريح أن ابعث إلي الأسير الذي وهبت لك، حتى أحبوه وأعطيه فقال قد مضى فأرسل الكلبي في أثره فلم يلحقه، وقال الأعشى وهو زعم أن سليمان بن داود هو الذي بنى الأبلق الفرد بعد أن ذكر الملوك الذين أفناهم الدهر، فقال:
ولا عاديا لم يمنع الموت ماله ** وورد بتيماء اليهودي أبلق
بناه سليمان بن داود حقبة ** له أزج عال وطي موثق
يوازي كبيدات السماء ودونه ** بلاط ودارات وكلس وخندق
له درمك في رأسه ومشارب ** ومسك وريحان وراح تصفق
وحور كأمثال الدماء ومناصف ** وقدر وطباخ وصاع وديسق
فذاك لم يعجز من الموت ربه ** ولكن أتاه الموت لا يتأبق وقال السموأل يصف نفسه وحصنه:
لنا جبل يحتله من نجيره ** منيع يرد الطرف وهو كليل
رسا أصله تحت الثرى وسما به ** إلى النجم فرع لا ينال طويل
هو الأبلق الفرد الذي سار ذكره ** يعز على من رامه ويطول
الأبلة: بضم أوله وثانيه وتشديد اللام وفتحها. قال أبو علي: الأبلة: اسم لبلد الهمزة فيه فاء وفعلة وقد جاء اسما وصفة نحو حضمة وغلبة وقالوا: قمد فلو قال قائل إنه أفعله والهمزة فيه زائدة مثل أبلمة وأسنمة لكان قولا، وذهب أبو بكر في ذلك إلى الوجه الأول كأنه لما رأى أفعلة أكثر من فعلة كان عنده أولى من الحكم بزيادة الهمزة لقلة أفعلة ولمن ذهب إلى الوجه الاخر أن يحتج بكثرة زيادة الهمزة أولا وقالوا للفدرة من النمر الأبلة. قال الشاعر وهو أبو المثلم الهذلي:
فيأكل مارض من زادنا ** ويأبى الأبلة لم ترضض فهذا أيضا فعلة من قولهم طير أبابيل فسره أبو عبيدة جماعات في تفرقة فكما أن أبابيل مفاعيل وليست بأفاعيل كذلك الأبلة فعلة وليست بأفعلة، وحكي عن الاصمعي في قولهم: الأبلة التي يراد بها اسم البلد كانت به امرأة خمارة تعرف بهوب في زمن البط فطلبها قوم من النبط فقيل لهم هوب لأكا بتشديد اللام أي ليست هوب ههنا فجاءت الفرس فغلظت فقالت هو بلت فعربتها العرب فقالت الأبلة، وقال أبو القاسم الزجاجي الأبلة الفدرة من التمر وليست الجلة كما قال أبو بكر الأنباري: إن الأبلة عندهم الجلة من التمر، وأنشد ابن الأنباري: ويأبى الابلة لم ترض وقريء بخط بديع الزمان بن عبد الله الأديب الهمذاني في كتاب قرأه على أبي الحسين أحمد بن فارس اللغوىوخطه عليه سمعت محمد بن الحسين بن العميد يقول: سمعت محمد بن مضا يقول: سمعت الحسن بن علي بن قتيبة الرازي يقول: سمعت أبا بكر القاري يقول: الأبلة بفتح أوله وثانيه والأبلة بضم أوله وثانيه هو المجيع وأنشد البيت المذكور قبل- والمجيع- التمر باللبن، والأبلة بلدة على شاطىء دجلة البصرة العظمى في زاوية الخليج الذي يدخل إلى مدينة البصرة وهي أقدم من البصرة لأن البصرة مصرت في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكانت الأبلة حيتئذ مدينة فيها مسالح من قبل كسرى وقائد وقد ذكرنا فتحها في سبذان، وكان خالد بن صفوان يقول ما رأيت أرضا مثل الأبلة مسافة ولا أغذى نطفة ولا أوطأ مطية ولا أربح لتاجر ولا أخفى لعائذ، وقال الاصمعي: جنان الدنيا ثلاث غوطة دمثمق ونهر بلخ ونهر الأبلة، وحشوش الدنيا خمسة الأبلة وسيراف وعمان وأردبيل وهيت ؤأما نهر الأبلة الضارب إلى البصرة فحفره زياد، وحكي أن بكر بن النطاح الحنفي مدح أبا دلف العجلي بقصيدة فأثابه عليها عشرة الاف درهم فاشترى بها ضيعة بالأبلة ثم جاء بعد مديدة وأنشده أبيات:
بك ابتعت في نهر الأبلة ضيعة ** عليها تصيز بالرخام مشيد
إلى جنبها أخت لها يعرضونها ** وعندك مال للهبات عتيد فقال أبو دلف وكم ثمن هذه الضيعة الأخرى فقال عشرة آلاف درهم فأمر أن يدفع ذلك إليه فلما قبضها قال له اسمع مني يا بكر إن إلى جنب كل ضيعة أخرى إلى الصين وءالى ما لا نهاية له فإياك أن تجيئني غدا وتقول إلى جنب هذه الضيعة ضيعة أخرى فإن هذا شيىء لا ينقضي، وقد نسب إلى الأبلة جماعة من رواة العلم. منهم شيبان بن فروخ الأبلي، وحفص بن عمر بن إسماعيلى الأبلي روى عن الثوري ومسعر بن كدام ومالك بن أنسى وابن أبي ذثب، وابنه إسماعيل بن حفص أبو بكر الأبلي، وأبو هاشم كثير بن سليم الأبلي من أهلها وهو الذي يقال له كثير بن عبد الله يضع الحديث على أنس ويرويه عنه لا تحل رواية حديثه، و غير هؤلاء.
أبلى: بالضم ثم السكون والقصر بوزن حبلى. قال عرام: تمضي من المدينة مصعدا إلى مكة فتميل إلى واد يقال له عريفطان معن ليس له ماء ولا مرعى وحذاه. جباذ يقال لها أبلى فيها مياه منها بئر معونة وذو صاعدة وذو جماجم أو حماحم والوسباء وهذه لبني سليم، وهي قنان متصلة بعضها إلى بعض. قال فيها الشاعر:
ألا ليت شعري هل تغير بعدنا ** أروم فارام فشابة فالحضر
وهل تركت أبلى سواد جبالها ** رهل زال بعدي عن قنينته الحجر وعن الزهري بعث رسول الله ﷺ قبل أرض بني سليم وهو يومنذ ببئر معونة بجرف أبلى، وأبلى بين الأرحضية وقران كذا ضبطه أبو نعيم.
أبلي: بالضم ثم السكون وكسر اللام وتشديد الياء. جبل معروف عند أجاء وسلمي جبلي طيء وهناك نجل سعته كثر من ثلاثة فراسخ- والنجل- بالجيم الماء النز ويستنقع فيه ماء السماء أيضا وواد يصب في الفرات. قال الأخطل:
ينصت في بطن أبلي ويبحثه ** في كل منبطح منه أخاديد
فثم يربع أبليا وقد حميت ** منها الدكادك واكم القراديد يصف حمارا ينصب في العدو- ويبحثه- أي يبحث عن الوادي بحافره، وقال الراعي:
تداعين من شتى ثلاث وأربع ** وواحدة حتى كملن ثمانيا
دعى لبها عمر وكأن قد وردنه ** برحلة أبلي وان كان نائيا إبليل: بالكسر ثم السكون ولام مكسورة وياء ساكنة ولام أخرى. قرية من قرى مصر بأسفل الأرض يضاف إليها كورة فيقال كورة صان وإبليل.
إبنا طمر: تثنية ابن وطمر بكسر الطاء والميم وتشديد الراء. هما جبلان ببطن نخلة. وابنا طمار ثنيتان.
ابنا عوار: بضم العين. ققتان في قول الراعي:ظظظظظ
ماذا تذكر من هند إذا احتجبت ** بابن عوار وأدنى دارها بلع أبتبنم: بفتح أوله وثانيه وسكون النون وفتح الباء الموحدة وميم بوزن أفنعل من أبنية كتاب سيبويه وروى يبنم بالياء، وذكر في موضعه وأنشد سيبويه لطفيل الغنوي يقول:
شاقتك أظعان بحفر أبنبم ** نعم بكرا منل الفسيل المكمم ابن ماما: لا أعرفه في غير كتاب العمراني، وقال: مدينة صغيرة ولم يزد.
إبن مدى: مدى الشيىء غايته ومنتهاه. اسم واد في قول الشاعر:
فابن مدى روضاته تأنس أبتد: بفتح أوله وثانيه وسكون النون. صقع معروف من نواحي جند يسابور من نواحي الأهواز عن نصر.
أبنود: بالفتح ثم السكون وضم النون وسكون الواو ودال مهملة. قرية من قرى الصعيد دون قفط ذات بساتين ونخل ومعاصر للسكر.
انجنى: بالضم ثم السكون وفتح النون والقصر بوزن حبلى. موضع بالشام من جهة البلقاء جاءذكره في قول النبي ﷺ لأسامة بن زيد حيث أمره بالمسير إلى الشام وشن الغارة على أبنى وفي كتاب نصر أبنى قرية بمؤتة.
الابواء: بالفتح ثم السكون وواو وألف ممدودة. قال قوم سمي بذلك لما فيه من الوباء ولو كان كذلك لقيل الأوباء إلا أن يكون مقلوبا، وقال ثابت بن أيي ثابت اللغوي سميت الأبواء لتبؤىء السيول بها وهذا أحسن، وقال غيره الأبواء فعلاء من الأبوة أوأفعال كأنه جمع بؤ وهو الجلد الذي يحثى ترأمه الناقة فتدر عليه إذا مات ولدها أو جمع بوى وهو السواء إلا أن تسمية الأشياء بالمفرد ليكون مساويا لما سوى به أولى ألا ترى أنا نحتال لعرفات وأذرعات مع أن كثر أسماء البلدان مؤنثة ففعلاء أشبه به مع أنك لوجعلته جمعا لاحتجت إلى تقدير واحده، وسئل كثير الشاعر لم سميت الأبواء أبواء فقال: لأنهم تبووا بها منزلا والأبواء. قرية من أعمال الفرع من المدينة بينها وبين الجحفة مما يلي المدينة ثلائة وعشرون ميلا، وقيل: الأبواء جبل على يمين آراة ويمين الطريق للمصعد إلى مكة من المدينة وهناك بلد ينسب إلى هذا الجبل،وقد جاء ذكره في حديث الصعب بن جثامة وغيره..قال السكري الأبواء جبل شامخ مرتفع ليس عليه شيء من النبات غير الخزم والبشام وهو لخزاعة وضمرة.قال ابن قيس الرقتات:
فمنى فالجمار من عبد ثسمس ** مقفرات فبلدخ فحراء
فالخيام التي بعسفان أ قوت ** من سليمى فالقاع فالأبواء
وبالأبواء قبر امنة بنت وهب أم النبي ﷺ السبب في دفنها هناك أن عبد الله والد رسول الله ﷺ كان قد خرج إلى المدينة يمتار تمرا فمات بالمدينه فكانت زوجته آمنة بنت وهب بن عبد مناف زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب تخرج في كل عام إلى المدينة تزور قبره فلما أتىعلى رسول الله ﷺ ست سنين خرجت زائرة لقبره ومعهاعبد المطلب وأم أيمن حاضنة رسول الله ﷺ فلما صارت بالأبواه منصرفة إلى مكة ماتت بها ويقال:إن أبا طالب زار أخواله بني النجار بالمدينة وحمل معه آمنة أم رسول الله ﷺ فلما رجع منصرفا إلى مكة مات آمنة بالأبواء.
أبوى: مقصورا. اسم للقريتين اللتين على طريق البصرة إلى مكة المنسوبتين إلى طسم وجديس. قال المثقب العبدي:
ألا من مبلغ عدوان عني ** وما يغني التوعد من بعيد
فإنك لو رأيت رجال أبوى ** غداة تسربلوا حلق الحديد
إذا لظننت جنة ذي عرين ** وآساد الغريفة في صعيد أبوى: بالتحريك مقصور. اسم موضع أو جبل بالشام قال النابغة الذبياني يرثي أخاه:
لا يهنىء الناس ما يرعون من كلاء ** ومايسوقون من أهل ومن مال
بعد ابن عاتكة الناوي على أبوى ** أضحى ببلده لا عم ولا خال
سهل الخليقة مشاة بأقدحه ** إلي ذوات الذرى حمال أثقال
حسب الخليلين نأي الأرض بينهما ** هذا عليها وهذا تحتها بالي الأبوا ز: بالزاي. من جبال أبي بكر بن كلاب من أطراف نملى.
الأبوا ص: بالصاد المهملة. موضع في شعر أمية بن أبي عائذ الهذلي:
لمن الديار بغليا فالأحراص ** فالسودتين فمجمع الأبواص قال السكري ويروى الأنواص بالنون وروى الأصمعي القصيدة صادية مهملة: أبوان: بالفتح ثم السكون وألف ونون. قرية بالصعيد الأدنى من أرض مصر في غربي النيل ويعرف بأبوان عطية. وأبوا ن أيضا مدينة كانت قرب دمياط من أرض مصر أيضا كان أهلها نصارى ويعمل فيها الشراب الفائق فينسب إليها فيقال له بوني على غير لفظه ويضاف إليها عمل فيقال لجميعه الأبوانية. وأبوان أيضا من قرى كورة البهنسا بالصعيد أيضا.
أبو خالد: هو كنية البحر الذي أغرق الله فيه فرعون وجنوده وهو بحر القلزم الذي يسلك من مصر إلى مكة وغيرها، وهو من بحر الهند وجاء في التفسير أن موسىعليهالسلام هو الذي كناه أبا خالد لما ضربه بعصاه فانفلق بإذن الله ذكر ذلك أبو سهل الهروي.
أبوقبيس: بلفظ التصغير كأنه تصغير قبس النار، وهو اسم الجبل المشرف على مكة وجهه إلى قعيقعان ومكة بينهما أبو قبيس من شرقيها وقعيقعان من غربيها. قيل: سمي باسم رجل من مذحج كان يكنى أبا قبيس لأنه أول من بنى فيه قبة. قال أبو المنذر هشام أبو قبيس الجبل الذي بمكة كناه ادم عليهالسلام بذلك حين اقتبسى منه هذه النار التي بأيدي الناس إلى اليوم من مرختين نزلتا من السماء على أبي قبيسى فاحتكتا فأورتا نارا فاقتبس منهما آدم فلذلك المرخ إذا حك أحدهما بالآخر خرجت منه النار، وكان في الجاهلية يسمى الأمين لأن الركن كان مستودعا فيه أيام الطوفان وهو أحد الأخشبين. قال السيد علي بضم العين وفتح اللام هما الأخشب الشرقي والأخشب الغربي هو المعروف بجبل الخط بضم الخاء المعجمة والخط من وادي إبراهيم، وذكر عبد الملك بن هشام أنه سمي بأبي قبيس بن شامخ وهو رجل من جرهم كان قد وشى بين عمرو بن مضاض وبين ابنة عمه مية فنذرت أن لا تكلمه وكان شديد الكلف بها فحلف لأقتلن أبا قبيسى فهرب منه في الجبل المعروف به وانقطع خبره فأما مات وإما تردى منه فسمي الجبل أبا قبيس لذلك في خبر طويل ذكره ابن هشام صاحب السيرة في غير كتاب السيرة، وقد ضربت العرب المثل بقدم أبي قبيس، فقال عمرو بن حسان أحد بني الحارث بن همام وذكر الملوك الماضية:
ألا يا أ م قيس لا تلومي ** وأبقي إنما ذا الناس هام
أجدك هل رأيت أبا قبيس ** أطال حياته النعم الركام
وكسرى إذ تقشمه بنوه ** بأسياف كما اقتسم اللحا م
تمخضت المنون له بيوم ** أنى ولكل حاملة تمام وقال أبو الحسين بن فارس سئل أبو حنيفة عن رجل ضرب رجلا بحجر فقتله هل يقاد به فقال: ولوضربه بأبا قبيس قال: فزعم ناس أن أبا حنيفة رضي الله عنه لحن قال ابن فارس: وليس هذا بلحن عندنا لأن هذا الاسم تجريه العرب مرة بالإعراب فيقولون جاءني أبو فلان ومررت بأبي فلان ورأيت أبا فلان ومرة يخرجونه مخرج قفا وعصا ويرونه اسما مقصورا فيقولون جاءني أبا فلان ورأيت أبا فلان ومررت بأبا فلان ويقولون: هذه يدا ورأيت يدا ومررت بيدا على هذا المذهب، وأنشدني أبي رحمه الله يقول:
يا رب سار بات ما توسدا ** إلا ذراع العنس أو كف اليدا قال: وأنشدني علي بن إبراهيم القطان قال: أنشدنا أحمد بن يحيى ثعلب أنشدنا الزبير بن أبي بكر قال: أنشد بعض الأعراب يقول:
ألا بأبا ليلى على النأي والعدى ** وما كان منها من نوال وإ ن قلا هذا آخر كلامه، ويمكن أن يقال إن هذه اللغة محمولة على الأصل لأن أبو أصله أبو كما أن عصا وقفا أصله عصو وقفو فلما تحركت الواو وانفتح - ما قبلها قلبوها ألفا بعد إسكانها إضعافا لها، وأنشدوا على هذه اللغة:
إن أباها وأبا أباها ** قد بلغا في المجد غايتاها وقالت امرأة ولها ولدان:
وقد زعموا أني جزعت عليهما ** وهل جزع إن قلت وا بأباهما
هما أخوا في الحرب من لا أخاله ** إذا خاف يوما نبوة فدعاهما فهذا احتجاج لأبي حنيفة إ كان قصد هذه اللغة الشاذة الغريبة المجهولة والله أعلم. وأبو قبيس أيضا حصن مقابل شيزر معروف.
أبو محمد بلفظ اسم نبينامحمد ﷺ. جبل في بحر القلزم يسكنه قوم ممن حرم التوفيق ليس لهم طعام إلا من حب الخروع وما يصيدونه من السمك وليس عندهم زرع ولا ضرع.
أبو منجوج: بفتح الميم وسكون النون وجيمين بينهما واوساكنة. قرية في كورة البحيرة قرب الإسكندرية.
أبو هرميس: بكسر الهاء وسكون الراء وكسر الميم وياء ساكنة وسين مهملة. قال ابن عبد الحكم: لما مات بيصر بن حام دفن في موضع أبي هرميس. قالوا: فهي أول مقبرة قبر فيها بأرض مصر.
أبويط: بالفتح ثم السكون وفتح الواو وياء ساكنة وطاء مهملة. قرية قرب بردنيس في شرقي النيل من أعمال الصعيد الأدنى من كورة الأسيوطية وأكثرما يقال بغير همزة، وإليها ينسب البويطي الفقيه نذكره في باب الباء إن شاء الله تعالى، وأبويط أيضا قرية قرب بوصير قوريدس، وقيل إليها ينسب البويطي والله أعلم.
أبهر: بالفتح ثم السكون وفتح الهاء وراء يجوز أن يكون أصله في اللغة من الأبهر وهو عجس القوس أو من البهر وهو الغلبة. قال عمر بن أبي ربيعة:
ثم قالوا تحتبها قلت بهرا ** عدد القطر والحصى والتراب ويقال: ابتهر فلان بفلانة أي اشتهر. قال الشاعر:
تهيم حين تختلف العوالي ** وما بي إن مدحتهم ابتهار وبهرة الوادي وسطه، فأبهر اسم جبل بالحجاز.قال القتال الكلابي:
فإنا بنوأمين أختين حلتا ** بيوتهما في نجوة فوق أبهرا وأبهر أيضأ مدينة مشهورة بين قزوين وزنجان وهمذان من نواحي الجبل والعجم يسمونها أوهر وقال بعض العجم معنى أبهر مركب من اب وهوالماء وهر وهي الرحا كأنه ماء الرحا، وقال ابن أحمر:
أبا سالم كنت وليت ما ترى ** فأسجع وإ ن لاقيت سكنى بأبهرا
فلما غسى ليلي وأيقنت أنها ** هي الأربىجاءت بأم حبوكرا
نهضت إلى القصواء وهي معدة ** لأمثالهاعندي إذا كنت أوجرا وقال النجاثي الحارثي واسمه قيس بن عمر، مالك بن معاوية بن خديج بن حماس:
ألج فؤادي اليوم فيما تذكرا ** وشطت نوى من حل جوا ومحضرا
من الحي إذ كانوا هناك وإذ ترى ** لك العين فيهم مسترادا ومنظرا
وما القلب إلا ذكره حارثية ** خوارية يحيى لها أهل أبهرا وقال عبدالله بن حجاج بن محصن بن جندب الجحاشي الدبياني:
من مبلغ قيسا وخندف أنني ** أدركت مظلمتي من ابن شهاب
هلآ خشيت وأنت عا د ظالم ** بقصورأبهرثورتي وعقابي
إذ تستحل وكل ذاك محرم ** جلدي وتنزع ظالما أثوابي
باءت عرار بكحل فيما بيننا ** والحق يعرفه ذووالألباب
وأما فتحها فإنه لما ولي المغيرة بن شعبة الكوفة وجرير بن عبدالله البجلي همذان والبراء بن عازب الري في سنة أربع وعشرين في أيام عثمان بن عفان رضي الله عنه وضم إليه جيشا فغزا أبهر فسارالبراء ومعه حنظلة بن زيد الخيل حتى نزل على أبهر فأقام على حصنها وهو حصن منيع وكان قد بناه سابور ذو اكتاف ويقال أنه بنى حصن أبهر على عيون سدها بجلود البقر والصوف واتخذ عليها دكة ثم بنى الحصن عليها ولما نزل البراء عليها قاتله أهل الحصن أياما ثم طلبوا الأمان فأمنهم على ما أمن حذيفة بن اليمان أهل نهاوند ثم سارالبراء إلى قزوين ففتحها، وبين أبهر وزنجان خمسة عشر فرسخا وبينها وبين قزوين اثنا عشر فرسخا، وينسب إليها كثير من العلماء والفقهاء المالكية وكانوا على رأي مالك بن أنس، منهم أبو بكر محمدبن عبدالله بن محمدبن صالح بن عمربن حفص بن عمربن مصعب بن الزبيربن سعدبن كعب بن عباد بن النزال بن مرة بن عبيد بن الحارث وهومقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم الأبهري التميمي المالكي الفقيه حدث عن أبي عروبة الحراني ومحمد بن عمر الباغندي ومحمد بن الحسين الأشناني وعبد الله بن زيدان الكوفي وأبي بكر بن أبي داود وخلق سواهم وله تصانيف في مذهب مالك وكان مقدم أصحابه في وقته ومن أهل الورع والزهد والعبادة دعي إلى القضاء ببغداد فامتنع منه روى عنه إبراهيم بن مخلد وابنه إسحاق بن إبراهيم وأبو بكر البرقاني وأبو القاسم التنوخي وأبو محمد الجوهري وغيرهم وكان مولده في سنة 289 ومات في شؤال سنة 375، وأبو بكر محمد بن الطاهر ويقال عبد الله بن طاهر وعبد الله أشهر أحد مشايخ الصوفية كان في أيام الشبلي يتكلم في علوم الظاهر وعلوم الطريقة والحقيقة وكان له قبول تاتم كتب الحديث الكثير ورواه. وسعيد بن جابر صحب الجنيد وكان في أيام الشبلي أيضا قال أبو عبد الرحمن السلمي هو من أقران محمد بن عيسى ومحمد بن عيسى الأبهري كان مقيما بقزوين على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يكنى أبا عبد الله ويعرف بالصفار صحب أبا عبد الله الزراد وذكره السلمي، وعبد الواحد بن الحسن بن محمد بن خلف المقري الأبهري أبو نصر روى عن الدارقطني قال يحيى بن مندة قدم أصبهان سنة 443 كتب عنه جماعة من أهل بلدنا، وأبو علي الحسين بن عبد الرزاق بن الحسين الأبهري القاضي سمع أبا الفرج عبد الحميد بن الحسن بن محمد حدث عنه شيوخنا، وغير هؤلاء كثير. وأبهر أيضا بلدة من نواحي أصبهان. ينسب إليها اخرون، منهم إبراهيم بن الحجاج الأبهري سمع أبا داود و غيره، وإبراهيم بن عثمان بن عمير الأبهري روى عن أبي سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي، والحسن بن محمد بن أسيد الأبهري سمع عمرو بن علي ومحمدبن سليمان لوينا ومحمدبن خالدبن خدا شي وغيرهم روى عنه أبو الشيخ الحافظ ومات سنة 293، قاله ابن مردويه، وسهل بن محمد بن العباس الأبهري، ومحمد بن الحسين بن إبراهيم بن زياد بن العجلان الأبهري أبو جعفر تلقب بأبي الشيخ مات ببغداد، ومحمد بن أحمد بن عمرو أبو عبد الله الأبهري الأصبهاني، ومحمد بن أحمد بن المنذر الصيدلاني الأبهري، وأبو سهل المرزبان بن محمد بن المرزبان روى عنه أحمد بن محمد بن علي الأبهري، ومحمدبن عثمان بن أحمدبن الخطيب أبوسهل الأبهري سمع إبراهيم بن أسباط بن السكن وروى عنه الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه وغيره وكان ثقة، وأبوجعفر أحمد بن جعفر بن أحمد الأبهري المؤدب، وإبراهيم بن يحيى الحزوري الأبهري مولى السائب بن الأقرع والد محمد بن إبراهيم روى عن أبي داود وبكر بن بكار روى عنه ابنه محمد بن إبراهيم، وأبو زيد أحمد بن محمد بن علي بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن عمرو الأبهري المديني حدث عن أبي بكر محمد بن إبراهيم المقري وأبي سهل المرزبان بن محمد بن المرزبان الأبهري روى عنه محمد بن إسحاق بن مندة وغيره، وأبو بكر الحسن بن محمد بن أحمد بن محمد بن يونس الأبهري الأديب سمع من أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني روى عنه يحيى بن مندة، وأبو العباس أحمد بن محمد بن جعفر المؤدب الأبهري حدت عن محمدبن الحسن بن المهلب والفضل بن الخطيب وروى عنه أحمد بن جعفر الفقيه اليزدي، وأبو علي الحسن بن محمد بن عبد الله بن عبد السلام الأبهري روى عن أبي بكربن جشنش عن يحيى بن صاعد وقيل اسمه الحسين والأصح الحسن روى عنه أحمد بن شمردان توفي في رجب سنة 423، وأبو مسلم عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن المرزباني الأبهري روى عن جده، وعلي بن عبد الله بن أحمد بن جابر أبو الحسن الأبهري شيخ قديم حدث عن محمد بن محمد بن يونس سمع منه أحمد بن الفضل المقري، وأبو العباس عبيد الله بن أحمد بن حامد الأبهري المؤدب حدث عن محمدبن محمدبن يونس أيضا روى عنه أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي وأبو نصر إبراهيم بن محمد الكسائي ومحمد بن أحمد بن محمد الأمدي، وأبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن موسى بن زنجويه الأبهري الأديب روى عن عبد الله بن محمد بن جعفر أبي الشيخ الحافظ روى عنه محمد بن أحمد بن خالد الخباز ومحمد بن إبراهيم العطار، وأبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن بن فادار الأبهري حدث عن أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة الحافظ قليل الرواية كتب عنه واصل بن حمزة في سنة 431. قال يحيى بن عبد الوهاب العبدي وأبو علي أحمد بن محمد بن عبد الله بن أسيد الثقفي الأبهري الأصبهاني الكتبي يروى عن أبي متوبة والداركي وابن مخلد روى عنه أبو الحسين عبد الوهاب بن سيف القزاز، وأحمد بن الحسن بن فادار أبو شكر الأبهري الأصبهاني حدث عن أحمد بن محمد بن المرزبان الأبهري وغيره وحديثه عند الأصبهانيين مات في شعبان سنة 455، وأبو بكرمحمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن ماجة الأبهري الأصبهاني روى عن أبي جعفر أحمد بن محمد بن المرزبان جزء لوين عن أبي جعفر محمد بن إبراهيم بن الحكم عن أبي جعفر لوين وهو آخر من ختم به حديث لوين بأصبهان مات في صفر سنة 482، وقيل في ذي القعدة سنة إحدى وثمانين اخر من روى عنه محمود بن عبد الكريم بن علي فروجة، وأبو طاهر أحمدبن أحمد بن أبي بكر الأبهري المقري روى عنه أبو بكراللفتواني بن صاعد وقيل اسمه الحسين والأصح الحسن روى عنه أحمد بن شمردان توفي في رجب سنة 423، وأبو مسلم عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن المرزباني الأبهري روى عن جده، وعلي بن عبد الله بن أحمد بن جابر أبو الحسن الأبهري شيخ قديم حدث عن محمد بن محمد بن يونس سمع منه أحمد بن الفضل المقري، وأبو العباس عبيد الله بن أحمد بن حامد الأبهري المؤدب حدث عن محمدبن محمدبن يونس أيضا روى عنه أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي وأبو نصر إبراهيم بن محمد الكسائي ومحمد بن أحمد بن محمد الأمدي، وأبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن موسى بن زنجويه الأبهري الأديب روى عن عبد الله بن محمد بن جعفر أبي الشيخ الحافظ روى عنه محمد بن أحمد بن خالد الخباز ومحمد بن إبراهيم العطار، وأبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن بن فادار الأبهري حدث عن أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة الحافظ قليل الرواية كتب عنه واصل بن حمزة في سنة 431. قال يحيى بن عبد الوهاب العبدي وأبو علي أحمد بن محمد بن عبد الله بن أسيد الثقفي الأبهري الأصبهاني الكتبي يروى عن أبي متوبة والداركي وابن مخلد روى عنه أبو الحسين عبد الوهاب بن سيف القزاز، وأحمد بن الحسن بن فادار أبو شكر الأبهري الأصبهاني حدث عن أحمد بن محمد بن المرزبان الأبهري وغيره وحديثه عند الأصبهانيين مات في شعبان سنة 455، وأبو بكرمحمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن ماجة الأبهري الأصبهاني روى عن أبي جعفر أحمد بن محمد بن المرزبان جزء لوين عن أبي جعفر محمد بن إبراهيم بن الحكم عن أبي جعفر لوين وهو آخر من ختم به حديث لوين بأصبهان مات في صفر سنة 482، وقيل في ذي القعدة سنة إحدى وثمانين اخر من روى عنه محمود بن عبد الكريم بن علي فروجة، وأبو طاهر أحمدبن أحمد بن أبي بكر الأبهري المقري روى عنه أبو بكراللفتواني أبة: بضم أوله وتشديد ثانيه والهاء، اسم مدينة بإفريقية بينها وبين القيروان ثلاثة أيام وهي من ناحية الأربس موسى موصوفة بكثرة الفواكه وإنبات الزعفران، ينسب إليها أبوالقاسم عبد الرحمن بن عبد المعطي بن أحمد الأنصاري الأبي روى عن أبي حفص عمر بن إسماعيل البرقي كتب عنه أبو جعفر أحمد بن يحيى الجارودي بمصر، وأبو العباس أحمد بن محمد الأبي أديب شاعرسافر إلى اليمن ولقي الوزيرالعبدي ورجع إلى مصر فأقام بها إلى أن مات في سنة 598.
أبيار: بفتح أوله وسكون ثانيه بلفظ جمع البئرمخفف الهمزة، اسم قرية بجزيرة بني نصر بين مصر والاسكندرية. ينسب إليها أبو الحسن علي بن إسماعيل بن أسدالربعي الأبياري حدث عن محمد بن في بن يحيى الدقاق، حدث عنه أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي بالاجازة توفي سنة 518، وأبو الحسن علي بن إسماعيل بن علي بن حسن بن عطية التلكاني ثم الأبياري فقيه المالكية بالاسكندرية سمع من أبي طاهر بن عوف وأبي القاسم مخلوف بن علي ومولده تقريبا سنة 557.
إبيان: بكسر أوله وتشديد ثانيه وفتحه وياء وألف ونون. هي قرية قرب قبريونس بن متىعليهالسلام أ بيدة: بفتح أوله وكسر ثانيه وياء ساكنه ودال مهملة، منزل من منازل أزد السراة، وقال ابن موسى أبيدة من ديار اليمانيين بين تهامة واليمن.
أبير: بضم أوله وكسر ثانيه وياء ساكنة وراء بلفظ التصغير كأنه من الأبر وهو إصلاح النخل. عين بني أبيرمن نواحي هجردون الأحساء يشرف عليها والغ وا د بالبحرين. وأبير أيضا موضع في بلاد غطفان وقيل ماء لبني القين بني جنرعن نصر.
الأبيض: وهو ضد الأسود، قال الأصمعي: الجبل المشرف على حق أبي لهب وحق إبراهيم بن محمد بن طلحة وكان يسمى في الجاهلية المستنذر. وقيل الأبيض: جبل العرج، والأبيض أيضا قصرالأكاسرة بالمدائن كان من عجائب الدنيا لم يزل قائما إلىأيام المكتفي في حدود سنة 290 فإنه نقض وبني بشرافاته أساس التاج الذي بدار الخلافة وبأساسه شرافاته كما ذكرنا في التاج فعجب الناس من هذا الانقلاب، وإياه أراد البحتري بقوله:
ولقد رابني بنو آبن عمي ** بعدلين من جانبية وأنس
وإذا ما جفيت كنت حريا ** أن أرى غير مصبح حيث أمسي
حضرت رحلي الهموم فوجه ** ت إلى أبيض المدائن عنسي
أ تسلىعن الحظوظ واسي ** لمحل من ال ساسان درس
ذكرتنيهم الخطوب التوالي ** ولقد تذكر الخطوب وتنسي
وهم خافضون في ظل عال ** مشرف يحسر العيون ويخسي
مغلق بابه على جبل القب ** ق إلى دارتي خلاط ومكس
حلل لم تكن كأطلال سعدى ** في قفار من البسابس ملس أبيط: بالفتح ثم الكسر. هوماء من مياه بطن الرمة أبيم: بضم أوله وفتح ثانيه وياء مشددة قيل أبيم وأبام، شعبان بنخلة اليمامة لهذيل بينهما جبل مسيرة ساعة من نهار. قال السعدي:
وإن بذاك الجزع بين أبيم ** وبين أبام شعبة من فواديا أبين: يفتح أوله ويكسر بوزن أحمر ويقال يبين، وذكره سيبويه في الأمثلة بكسر الهمزة ولا يعرف أهل اليمن غير الفتح، وحكى أبو حاتم قال سألنا أبا عبيدة كيف تقول عدن أبين أوإبين فقال أبين أوإبين جميعا. وهو مخلاف باليمن منه عدن يقال إنه سمي بأبين بن زهيربن أيمن بن الهميسع بن حميربن سبأ، وقال الطبري عدن وأبين ابنا عدنان بن أدد، وأنشد الفراء:
مامن أناس بين مصر وعالج ** وأبين الأ قد تركنا لهم وترا
ونحن قتلنا الأزدأزد شنوءة ** فما شربوا بعدا على لذة خمرا وقال عمارة بن الحسن اليمني الشاعر أبين موضع في جبل عدن. منه الأديب أبوبكر أحمد بن محمد العيدي القائل منسوب إلى قبيلة يقال لها عيد ويقال عيدي بن ندعي بن مهرة بن عيدان وهي التي تنسب إليها الإبل العيدية، وأشار بعضهم يقول:
ليت ساري المزن من وادي منى ** بان عن عيني فيسقي أبينا
واستهلت بالرقيطا أدمع ** منه تستضحك تلك الدمنا
فكسا البطحاء وشيا أخضرا ** وأعارالجو نوا أدكنا
أيمن الرمل وما علقت من ** أيمن الرملة إلا الأيمنا
وطن اللهو الذي جرالصبى ** فيه أذيال الهوى مستوطنا
تلك أرض لم أزل صبا بها ** هائما في حبها مرتهنا
هي ألوت ما يحنيني الهوى ** برباها لا اللوى والمنحنا وإلى أبين ينسب الفقيه نعيم عشري اليمن و إنما سمي عشري اليمن لأنه كان يعرف عشرة فنون من العلم وصنف كتابا في الفقه في ثلائة مجلدات.
أبيورد: بفتح أوله وكسر ثانيه وياء ساكنة وفتح الواو وسكون الراء ودال مهملة. ذكرت الفرس في أخبارها أن الملك كبكاووس أقطع بأورد بن جودرزأرضا بخراسان فبنى بها مدينة وسماها باسمه فهي. أبيورد مدينة بخراسان بين سرخس ونسا وبيئة رديئة الماء يكثر فيها خروج العرق، وإليها ينسب الأديب أبو المظفر محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد الأموي المعاوي الشاعر وأصله من كوفن قرية من قرى أبيورد كان إماما في كل فن من العلوم عارفا بالنحو واللغة والنسب والأخبار ويده باسطة في البلاغة والإنشاء وله تصانيف في جميع ذلك وشعره سائر مشهور مات بأصبهان في العشرين من شهر ربيع الأول سنة 507، وقال أبو الفتح البستي:
إذا ما سقى الله البلاد وأهلها ** فخص بسقياها بلاد أبيورد
فقد أخرجت شهما خطيرا بأسعد ** مبرا على الأقران كالأسد الورد
فتى قد سرت في سر أخلاقه العلى ** كما قد سرت في الورد رائحة الورد وفتحت أبيورد على يد عبد الله بن عامر بن كريز سنة 31، وقيل فتحت قبل ذلك على يد الأحنف بن قيس التميمي.
أبيوهة: بالفتح ثم السكون وياء مضمومة وواو ساكنة وهاءين. قرية من قرى مصر بالأشمونين بالصعيد يقال لها أتنوهة بالتاء تذكر.
باب الهمزة والتاء وما يليهما
أتريب: بالفتح ثم السكون وكسر الراء وياء ساكنة وباء. اسم كورة في شرقي مصر مسماة بأتريب بن مصر بن بيصربن حام بن نوح عليه السلام وقد ذكرت قصته في مصر وقصبة هذه الكورة عين شمس وعين شمس خراب لم يبق منها إلا اثار قديمة تذكر إن شاء الله تعالى.
إتريش: بالكسر ثم السكون وكسر الراء وياء ساكنة وشين معجمة. هو حصن بالأندلس من أعمال ريه. منها كانت فتنة ابن حفصونة وإليها كان يلجأ عند الخوف اتشند: بالضم ثم السكون وفتح الشين وسكون النون ودال مهملة. قرية من قرى نسف بما وراء النهر. منها أبو المظفر محمد بن أحمد بن حامد الكاتب الأتشندي النسفي سمع الحديث.
إتفيح: بالكسر ثم السكون وكسر الفاء وياء ساكنة وحاء مهملة. بلد بالصعيد ذكر في إطفيح.
أتكو: بفتح الهمزة وسكون التاء وضم الكاف وواو. بليدة قديمة من نواحي مصر قرب رشيد.
الأتلاء: بالفتح ثم السكون. قرية من قرى ذمار باليمن.
إتل: بكسر أوله وثانيه ولام بوزن إبل. اسم نهر عظيم شبيه بدجلة في بلاد الخزر ويمر ببلاد الروس وبلغار، وقيل إتل قصبة بلاد الخزر والنهر مسمى بها، قرأت في كتاب أحمد بن فضلان بن العباس بن راشد بن حماد رسول المقتدر الى بلاد الصقالبة وهو أهل بلغار بلغني أن فيها رجلا عظيم الخلق جدا فلما سرت إلى الملك سألته عنه فقال نعم قد كان في بلادنا ومات ولم يكن من أهل البلاد ولا من الناس أيضا وكان من خبره أن قوما من التجار خرجوا إلى نهر إتل وهو نهر بيننا وبينه يوم واحد كانوا يخرجون إليه وكان هذا النهر قد مد وطغى ماؤه فلم أشعر إلأ وقد وافاني جماعة فقالوا أيها الملك قد طفا على الماء رجل إن كان من أمة تقرب منا فلا مقام لنا في هذه الديار وليس لنا غير التحويل، فركبت معهم حتى سرت إلى النهر ووقفت عليه وإذا برجل طوله اثنا عشرذراعا بذراعي واذا رأسه كأكبرما يكون من القدور وأنفه أ كبر من شبر وعيناه عظيمتان وأصابعه كل واحدة شبر فراعني أمره وداخلني ما داخل القوم من الفزع فأقبلنا نكلمه وهو لا يتكلم ولا يزيد على النظر إلينا فحملته إلى مكاني وكتبت إلى أهل ويسو وهم منا على ثلاثة أشهر أسألهم عنه فعرفوني أن هذا رجل من يأجوج ومأجوج وهم منا على ثلاثة أشهر يحول بيننا وبينهم البحر وأنهم قوم كالبهائم الهاملة عراة حفاة ينكح بعضهم بعضا يخرج الله تعالى لهم في كل يوم سمكة من البحرفيجيء الواحد بمدية فيحتز منها بقدر كفايته وكفاية عياله فإن أخذ فوق ذلك اشتكى بطنه هو وعياله وربما مات وماتوا بأسرهم فإذا أخذوا منها حاجتهم انقلبت وعادت إلى البحر وهم على ذلك وبيننا وبينهم البحر وجبال محيطة فإذا أراد الله إخراجهم انقطع السمك عنهم ونضب البحر وانفتح السد الذي بيننا وبينهم ثم قال الملك وأقام الرجل عندي مدة ثم علقت به علة في نحره فمات بها وخرجت فرأيت عظامه فكانت هائلة جدا. قال المؤلف رحمه الله تعالى هذا وأمثاله هو الذي قدمت البراءة منه ولم أضمن صحته وقصة ابن فضلان وإنفاد المقتدر له إلى بلغار مدونة معروفة مشهورة بأيدي الناس رأيت منها عدة نسخ وعلى ذلك فإن نهر إتل لاشك في عظمه وطوله فإنه يأتي من أقصى الجنوب فيمرعلى البلغار والروس والخزر وينصب في بحيرة جرجان وفيه يسافر التجار إلى ويسو ويجلبون الوبر الكثير كالقندر والسمور والسنجاب وقيل أن مخرجه من أرض خرخيز فيما بين الكيماكية والغرية وهو الحد بينهما ثم يذهب مغربا إلى بلغار ثم يعود إلى برطاس وبلاد الخزر حتى يصب في البحر الخزرى وقيل إنه ينشعب من نهر إتل نيف وسبعون نهرا وييقى عمود النهر يجري إلى الخزر حتى يقع في البحر، ويقال: إن مياهه إذا اجتمعت في موضع واحد في أعلاه أنه يزيد على نهر جيحون وبلغ من كثرة هذه المياه وغزارتها وحدة جريها أنها إذا انتهت إلى البحر جرت في البحر داخلة مسيرة يومين وهي تغلب على ماء البحرحتى يجمد في الشتاء لعذوبته ويفرق بين لونه ولون ماء البحر.
الإتم: بكسر أوله وثانيه. اسم واد.
الأتم: بالفتح ثم السكون. جبل حرة بني سليم، وقيل قاع لغطفان نم اختضت به بنو سليم وبين المسلح وهو من منازل حافي الكوفة وبين الأتم تسعة أميال، وقال ابن السكيت الإتم اسم جامع لقريات ثلاث حاذة ونقيا والقيا وقيل أربع هذه والمحدث. قال الشاعر:
فأؤردهن بطن الأتم شعثا ** يصن المشي كالحدإ التؤام أتنوهة: من قرى مصر من ناحية المنوفية من الغربية وتعرف بمسجد الخضر أيضا، وبمصر أيضا أبيوهة ذكرت قبل.
أتيدة: بضم أوله وفتح ثانيه بلفظ التصغير. موضع في بلاد قضاعة ببادية الشام. قال الشاعر:
نجاء كد رمن حميرأتيدة ** بفائله والصفحتين ندوب الكدر: الحمار الغليظ، ووجدته في شعر عدي بن زيد بخط ابن خلجان بالثاء المثلثة وهو قوله:
أصعدن في وادي أتيدة بعد ما ** عسف الخميلة واخزأل صواها الأتيم: بالضم ثم الفتح وياء مكسورة مشددة وميم. هو ماء في غربي سلمى أحد الجبلين اللذين لطيء.
باب الهمزة والثاء المثلثه وما يليهما
الأثارب: كأنه جمع أثرب من الثرب وهو الشحم الذي قد غشى الكرش يقال أثرب الكبش إذا زاد شحمه فهو أثرب لما سمي به جمع محض الأسماء كما قال:
فيا عبد عمرو لو نهيت الأحاوصا وهي قلعة معروفة بين حلب وإنطاكية بينها وبين حلب نحو ثلاثة فراسخ. ينسب إليها أبو المعالي محمد بن هياج بن مبادر بن علي الأثاربي الأنصاري، وهذه القلعة الان خراب وتحت جبلها قرية تسمى باسمها فيقال لها الأثارب، وفيها يقول محمد بن نصر بن صغير القيسراني:
عزجا با لأثارب ** كي أقضي مآربي
واسرقا نوم مقلتي ** من جفون الكواعب
وأعجبا من ضلالتي ** بين عين وحاجب وحمدان بن عبد الرحيم الأثاربي الطبيب متأدب وله شعر وأدب وصنف تاريخا كان في أيام طغندكين صاحب دمشق بعد الخمسمائة وقد ذكرته في معراثا بأتم من هذا.
أثافت: بالفتح والفاء مكسورة والتاء فوقها نقطتان. اسم قرية باليمن ذات كروم كثيرة، قال الهمداني وتسمى أنافة بالهاء والتاء أكثر. قال: وخبرني الرئيس الكباري أمن أهل أثافت قال كانت تسمى في الجاهلية درنا إياها أراد الأعشى، بقوله:
أقول للشرب في درنا وقد ثملوا ** شيموا وكيف يشيم الشارب الثمل وكان الأعشى كثيرا ما يتجر فيها وكان له بها معصر للخمر يعصر فيه ماجزل له أهل ثافة من أعنابهم. قال الاصمعي وقفت باليمن على قرية فقلت لامرأة بم تسمى هذه القرية فقالت: أما سمعت قول الشاعر الأعشى:
أحب أثافة ذات الكرو ** م عند عصارة أعنابها وأهل اليمن يسمونها ثافت بغير همزة وبين أثافت وصنعاء. يومان.
الإثالث: بلفظ الجمع. جبال في ديار ثمود بالحجر قرب وادي القرى. فيها نزل قوله تعالى: وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين الشعراء: 149، وهي جبال يراها الناظر من بعد فيظنها قطعة واحدة فإذا توسطها وجدها متفرقة يطوف بكل واحد منها الطائف.
أثال: بضم أوله وتخفيف ثانيه وألف ولام علم مرتجل أو من قولهم تأثلت بئرا إذا احتفرتها. قال أبو ذؤيب:
وقد أرسلوا فراطهم فتأثلوا ** قليبا سفاها للإماء القواع وهو جبل لبني عبس بن بغيض بينه وبين الماء الذي ينزل عليه الناس إذا خرجوا من البصرة إلى المدينة ثلاثة أميال وهو منزل لأهل البصرة إلى المدينة بعد قو وقبل الناجية، وقيل أثال حصن ببلاد عبس بالقرب من بلاد أسد، وأثال أيضا موضع على طريق الحاج بين الغمير وبستان ابن عامر. قال كثير:
أرمى الفجاج إذا الفجاج تشابهت ** أعلامها بمهامه أغفال
بركائب من بين كل ثنية ** سرح اليدين وبازل شملال
إذ هن في غلس الظلام قوارب ** أعداد عين من عيون أثال وأثال من أرض اليمامة لبني حنيفة، و أثال أيضا ماء قريب من غمازة وغمازة بالغين المعجمة والزاي وهي عين ماء لقوم من بني تميم ولبني عائذة بن مالك. وأثال مالك أيضا قرية بالقاعة قاعة بني سعد ملك لهم، وفي كتاب الجامع للغوري، أثال اسم ماء لبني سليم وقيل لبني عبس وقيل هو جبل، وقال غيره أثال اسم واد يصب في وادي الستارة وهو المعروف بقديد يسيل في وادي خيمتي أم مبد، وجميع هذه المواضع مذكورة في الأخبار والأشعار. قال متمم بن نويرة:
ولقد قطعت الوصل يوم خلاجه ** وأخر الصريمة في الأمور المزمع
بمجدة عنس كأن سرا تها ** فدن تطيف به النبيط مرفع
قاظت أثا ل إلىالملا وتربعت ** بالحرن عازبة تسن وتودع
حتى إذا لقحت وعولي فوقها ** قرد يهم به الغرا ب الموقع
قربتها للرحل لما اعتادني ** سفرأهم به وأمر مجمع
أثامد: بالضم هو. واد بين قديد وعسفان.
أثاية: بفتح الهمزة وبعد الألف ياء مفتوحة. قال ثابت بن أبي ثابت اللغوي: هو من أثيت به إذا وشيت يقال أثابه يأثو ويأثى أيضا إثاوة أثاية ولذلك رواه بعضهم بكسر الهمزة ورواه بعضهم أاثاثة بثاء أخرى وأثانة بالنون وهو خطأ، والصحيح الأول وتفتح همزته وتكسر، وهو موضع في طريق الجحفة بينه وبين المدينة خمسة وعشرون فرسخا.
الأثبجة: بالفتح ثم السكون وكسر الباء الموحدة وجيم بصيغة جمع القلة كأنه جمع ثبج والثبج من كل شيء ما بين كاهله وظهره. قال الشماخ.
على أثباجهن من الصقيع ويقال: ثبج كل شيىء وسطه. قال أبوعبيد ثبج الرمل معظمه، والأثبجة صحراء لها جبال الأثبجة لبني جعفر بن كلاب.
الأثبرة: بفتح أوله بصيغة جمع القلة أيضا جمع ثبير مثل جريب وأجربة لأن بمكة عدة جبال يقال لكل واحد منها ثبير كذا وقد ذكرت في مواضعها، وأصل الثبرة الأرض السهلة وثبره عن كذا يثبره ثبرا حبسه يقال ماثبرك عن حاجتك ومنه ثبير قاله ابن حبيب. قال الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب:
هيهات منك قعيقعان وبلدح ** فجنوب أثبرة فبطن عساب
فالهاوتان فكبكب فجتارب ** فالبوص فالأفراع من أشقاب إثبيث: بالكسر ثم السكون وكسر الباء الموحدة وياء ساكنة وتاء فوقها نقطتان. هوماءلبني المحل بن جعفر بأود عن السكري في شرح قول جرير:
أتعرف أم أنكزت أطلال دمنة ** بإثبيت فالجونين با ل جديدها
ليالي هند حاجة لا تريحنا ** ببخل ولاجود فينفع جودها
لعمري لقد أشفقت من شر نظرة ** تقود الهوى من رامة ويقودها
ولو صرمت حبلي أمامة تبتغي ** زيادة حب لم أجد ما أزيدها وقال نصر إثييت. ماء لبني يربوع بن حنظلة ثم لبني المحل منهم، وقال الراعي:
نثرنا عليهم يوم إثبيت بعدما ** شفينا غليلا بالرماح العواتر أثرب: بالفتح ثم السكون وكسر الراء وباء موحدة لغة في يثرب، مدينة رسول الله ﷺ وسنستقصي خبرها في موضعها إن شاء الله تعالى.
أثلاث: بفتح أوله وكسره وسكون ثانيه وآخره ثاء أخرى مثلثة كأنه جمع ثلت وأثلاث بالفتح. هو الموضع المذكور في المثل في بعض الروايات لكن بالأثلاث لحم لا يظلل قاله بيهس الملقب بنعامة وهو من فزارة وكان سابع سبعة إخوة فأغارعليهم ناس من أشجع فقتلوا منهم ستة وبقي بيهس وكان يتحمق فأرادوا قتله ثم قالوا وما تريدون من قتل هذا يحسب عليكم برجل فتركوه فصحبهم ليتوصل إلى أهله فنحروا جزورا في يوم شديد الحر فقالوا ظللوا لحمكم لئلا يفسد فقال بيهس لكن بالأثلاث لحم لا يظلل فذهبت مثلا في قصة طويلة وكثر الرواة يقولون بالأثلاث جمع أثلة وهو صنف من الطرفاء كبيريظلل بفيئه مائة نفس.
الأثل: بفتح الهمزة وسكون الثاء ولام ذا ت الأثل. في بلاد تيم الله بن ثعلبة كانت لهم بها وقعة مع بني أسد، ولعل الشاعر إياها عنى بقوله:
فإن ترجع الأيام بيني وبينكم ** بذي الإثل صيفا مئل سيفي ومربعي
أشد بأعناق النوى بعد هذه ** مرائرإ ن جاذبتها لم تقطع وقال حضرمي بن عامر:
سلي إماسألت الحي تيما ** غداة الأثل عن شدي وكري
وقد علموا غداة الأثل أني ** شديد في عجاج النقع ضري الأثلة: بلفظ واحد الأثل، موضع قرب المدينة في قول قيس بن الخطيم:
والله ذي المسجد الحرام وما ** جلل من يمنة لها خنف
إني لأهواك غير ذي كذب ** قد شف مني الأحثشاء والشغف
بل ليت أهلي وأهل أثلة في ** دار قريب بحيث نختلف كذا قيل في تفسيره والظاهر أنه اسم امرأة، والأثلة أيضا قرية بالجانب الغربي من بغداد على فرسخ واحد.
أثليدم: بالفتح ثم السكون وكسر اللام وياء ساكنة ودال مهملة مكسورة وميم. قرية من ناحية الأشمونين بمصر.
إثمد: بالكسر ثم السكون وكسر الميم وهو الذي يكتحل به. موضع في قول الشاعر حيث قال:
تطاول ليلك بالإثمد ** ونام الخلي ولم ترقد وقال عامر بن الطفيل:
ولتسألن أسماء وهي حفية ** نصحاءها أطرد ت أم لم أطرد
قالوا لها طردنا خيله ** قلح الكلاب وكنت غير مطرد
ولئن تعذرت البلاد بأهلها ** فمجازها تيماء أو بالإثمد
فلأنغينكم قنا وعوارضا ** ولأقبلن الخيل لابة ضرغد
أثنان: بالضم ونونين. موضع بالشام. قال جميل بن معمر:
وعاودت من خل قديم صبابتي ** وأخفيت من وجدي الذي ليس خافيا
ورد الهوى اثنان حتى استفزني ** من الحب معطوف الهوى من بلاديا أثوا: مقصور. موضع مذكور في شعر بني عبد القيس عن نصر.
الأثوار: كأنه جمع ثؤر. اسم رمل إلى سند الأبارق التي أسفل الويدات، وقاد الحازمي هو رمل في بلاد عبد الله بن غطفان.
أ ثور: بالفتح ثم الضم وسكون الواو وراء كانت الموصل قبل تسميتها بهذا الاسم تسمى أثور، وقيل أقور بالقاف، وقيل هو اسم كورة الجزيرة بأسرها وبقرب السلامية، وهي بليدة في شرقي الموصل بينهما نحو فرسخ مدينة خراب يباب يقال لها أقور وكأن الكورة كانت مسماة بها والله أعلم.
،أثول: بالضمتين وسكون الواو ولام. موضع في أرض خوزستان له ذكر في الفتوح. قال سلمى بن القين وكان في جيش أبي موسى الأشعري لما فتح خوزستان
أ كلف أن أ زير بني تميم ** جموع الفرس سيرا شوتريا
ولم أهلك ولم ينكل تميم ** غدا ة الحرب إذ رجع الوليا
قتلناهم بأسفل ذي أثول ** بخيف النهر قتلا عبقريا
وقاد حرملة بن مريطة العدوي في مثل ذلك:
شللنا الهرمزان بذي أثول ** إلى الأعراج أعراج الزوان
أشبههم وقد ولوا جميعا ** نظيما فض عن عقد الجمان
فلم أر مثلنا فضلات موت ** أجد على جديدات الزمان الأثيب: مويهة في رمل الضاحي قرب رمان في طرف سلمى أحد الجبلين.
الأثيداء: بلفظ التصغير يجوز أن يكون تصغير الثأد بنقل الهمزة إلى أوله وهو الثدا والثدي، وهو مكان بعكاظ.
أثيدة: بلفظ التصغير أيضا. موضع في بلاد قضاعة بالشام ويروى بالتاء المثناة من فوقها وقد ذكر قبل. قال عدي بن الرقاع العاملي:
أصعدن في وادي أثيدة بعدما ** عسف الخميلة واحزأل صواها أثير. كأنه تصغير أثر. صحراء أثير بالكوفة. ينسب إلى أثير بن عمرو السكوني الطبيب الكوفي يعرف بابن عمريا. قال عبد الله بن مالك جمع الأطباء لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه لما ضربه ابن ملجم لعنه الله تعالى وكان أبصرهم بالطب أ ثير فأخذ أثير رئة شاة حارة فتتبع عزقا فيها فاستخرجه وأدخله في جراحة علي ثم نفخ العرق واستخرجه فإذا عليه بياض الدماغ وإذا الضربة قد وصلت إلى أم رأسه فقال يا أمير المؤمنين اعهد عهدك فإنك ميت، وفي صحراء أثيرحرق علي الطائفة الغلاة فيه.
الأثيرة: بفتح أوله وكسر ثانيه وياء ساكنة وراء يجوز أن يكون من قولهم دابة أثيرة أي عظيمة الأثر وأن يكون تأنيث الأثير فعيل بمعنى مفعول أي مأثورة تؤثر على غيرها أي يستخص بها ويستبد ومنه الأثيرة، وهى ماءة بأعلى الثلبوت.
أثيفيات: بالضم ثم الفتح وياء ساكنة والفاء مكسورة تصغير أثفيات جمع أثفية في القلة وجمعها الكثير الأثافي وهي الحجارة التي توضع عليها القدر للطبخ. موضع في قول الراعي:
دعون قلوبنا بأثيفيات ** وألحقنا قلائص يعتلينا
وهو و الله أعلم الموضع المذكور بعد هذا ولكنه جمعه بما حوله وله نظائر كثيرة.
أاثيفية: بضم أوله وفتح ثانيه وياء ساكنة وفاء مكسورة وياء خفيفة تصغير أثفية القدر. قرية لبني كليب بن يربوع بالوشمم من أرض اليمامة وأ كثرها لولد جريربن الخطفي الشاعر، وقال محمد بن إدريس بن أبي حفصة أثيفية قرية وأ كيمات وإنما شبهت بأثافي القدر لأنها ثلاث أكيمات وبها كان جرير وبها له مال وبها منزل عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير، فقال عمارة في بني نمير:
إن تحضروا ذات الأثافي فإنكم ** بها أحد الأيام عظم المصائب وقال نصر أثيفية حصن من منازل تميم، وقال راعي الإبل:
دعون قلوبنا بأثيفيات ** وألحقنا قلائص يعتلينا اخر كلامه، وقد دلنا على أن أثيفية وأثيفات وذات الأثافي كله واحد، وذو أثيفية موضع في عقيق المدينة.
أثيل: كأنه تصغير أثال وقد تقدم. قال ابن السكيت في قول كثير:
أربع فحي معالم الأطلال ** بالجزع من حرض فهن بوالي
فشراج ريمة قد تقادم عهدها ** بالسفح بين أثيل فبعال قال:- شراج ريمة - واد لبني شيبة وأثيل. منها مشترك و أكثره لبني ضمرة. قال وذو أثيل. واد كثير النخل بين بدر والصفراء لبني جعفر بن أبي طالب.
الأثيل: تصغير الأثل وقد مر تفسيره. موضع قرب المدينة وهناك عين ماء لآل جعفر بن أبي طالب بين بدر ووادي الصفراء ويقال له ذو أثيل. وقد حكينا عن ابن السكيت أنه بتشديد الياء، وكان النبي ﷺ قتل عنده النضر بن الحارث بن كلدة عند منصرفه من بدر فقالت قتيلة بنت النضر ترثى أباها وتمدح رسول الله صلىالله عليه وسلم:
يا راكبا إن الأثيل مظنة ** من صبح خامسة وأنت موفق
بلغ به ميتا فإن تحية ** ما إن تزال بها الركائب تخفق
مني إليه وعبرة مسفوحة ** جادت لمائحها وأخرى تخنق
فليسمعن النضر إن ناديته ** إن كان يسمع ميت أو ينطق
ظلت سيوف بني أبيه تنوشه ** لله أرحام هناك تشقق
أمحمد ولأنت ضنء نجيبة ** في قومها والفحل فحل معرق
لو كنت قابل فدية فلنأتين ** بأعز ما يغلو لديك وينفق
ما كان ضرك لو مننت وربما ** من الفتى وهو المغيظ المحنق
والنضر أقرب من أصبت وسيلة ** وأحقهم إن كان عتق يعتق
فلما سمع النبي صلىالله عليه وسلم شعرها رق لها وقال لو سمعت شعرها قبل قتله لوهبته لها، والأثيل أيضأ موضع في ذلك الصقع أ كثره لبني ضمرة من كنانة.
الأثيل: بالفتح ثم الكسر بوزن الأصيل يقال مجد مؤثل وأثيل. موضع في بلاد هذيل بتهامة. قال أبو جندب الهذلى:
بغيتهم ما بين حداء والحشا ** وأوردتهم ماء الأثيل فعاصما باب الهمزة والجيم وما يليهما
أجأ: بوزن فعل بالتحريك مهموز مقصور والنسب إليه أجائي لا لوزن أجعي وهو علم مرتجل لاسم رجل سمي الجبل به كما نذكره ويجوز أن يكون منقولا ومعناه الفرار كما حكاه ابن الأعرابي يقال أجأ الرجل إذا فر، وقال الزمخشري: أجأ وسلمى. جبلان عن يسار سميراء وقد رأيتهما شاهقان ولم يقل عن يسار القاصد إلى مكة أو المنصرف عنها، وقال أبو عبيد السكوني: أجأ أحد جبلي طيىء وهو غربي فيد وبينهما مسيرة ليلتين وفيه قرى كثيرة. قال ومنازل طيىء في الجبلين عشر ليال من دون فيد إلى أقصى أجأ إلى القريات من ناحية الشام وبين المدينة والجبلين على غير الجادة ثلاث مراحل وبين الجبلين وتيماء جبال ذكرت في مواضعها من هذا الكتاب منها دبر وغريان وغسل وبين كل جبلين يوم وبين الجبلين وفدك ليلة وبينهما وبين خيبر خمس ليال. وذكر العلماء بأخبار العرب أن أجأ سمي باسم رجل وسمي سلمى باسم امرأة وكان من خبرهما أن رجلا من العماليق يقال له أجأ بن عبد الحي عشق امرأة من قومه يقال لها سلمى وكانت لها حاضنة يقال لها العوجاء وكانا يجتمعان في منزلها حتى نذر بهما إخوة سلمى وهم الغميم والمضل وفدك وفائد والحدثا ن وزوجها فخافت سلمى وهربت هي وأجأ والعوجاء وتبعهم زوجها وإخوتها فلحقوا سلمى على الجبل المسمى سلمى فقتلوها هناك فسمي الجبل باسمها ولحقوا العوجاء على هضبة بين الجبلين فقتلوها هناك فسمي المكان بها ولحقوا أجأ بالجبل المسمى بأجأ فقتلوه فيه فسمي به وأنفوا أن يرجعوا إلى قومهم فسار كل واحد إلى مكان فأقام به فسمي ذلك المكان باسمه. قال عبيد الله الفقير إليه وهذا أحد ما استدللنا به على بطلان ما ذكره النحويون من أن أجأ مؤنثة غير مصروفة لأنه جبل مذكر سمي باسم رجل وهو مذكر وكأن غاية ما التزموا به قول امرىء القيس:
أبت أجأ أن تسلم العام جارها ** فمن شاء فلينهض لهامن مقاتل
وهذا لا حجة لهم فيه لأن الجبل بنفسه لا يسلم أحدا إنما يمنع من فيه من الرجال فالمراد أبت قبائل أجأ أو سكان أجأ وما اشبهه فحذ ف المضا ف وأقام المضاف إليه مقامه يدل على ذلك عجز البيت وهو قوله. فمن شاء فلينهض لها من مقاتل. والجبل نفسه لا يقاتل والمقاتلة مفاعلة ولا تكون من واحد ووقف على هذا من كلامنا نحوي من أصدقائنا وأراد الاحتجاج والانتصار لقولهم فكان غاية ما قاله أن المقاتلة في التذ كير والتأنيث مع الظاهر وأنت تراه قال أبت أجأ فالتأنيث لهذا الظاهر ولا يجوز أن يكون للقبائل المحذوفة بزعمك فقلت له هذا خلاف لكلام العرب ألا ترى إلى قول حسان بن ثابت:
يسقون من ورد البريص عليهم ** بردى يصفق بالرحيق السلسل لم يرو أحد قط يصفق إلابالياء اخر الحروف لأنه يريد يصفق ماء بردى فرده إلى المحذوف وهو الماء ولم يردة إلى الظاهر وهو بردى ولو كان الأمر على ما ذكرت لقال نصفق لأن بردى مؤنث لم يجىء على وزنه مذكر قط وقد جاء الرد على المحذوف تارة وعلى الظاهر أخرى في قول الله عز وجل: أوكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون، 1لأعراف: 4، ألأ تراه قال فجاءها فرد على الظاهر وهو القرية ثم قال أو هم قائلون فرد على أهل القرية وهو محذوف وهذا ظاهر لا إشكال فيه وبعد فليس هنا ما يتأول به التأنيث إلا أن يقال إنه أراد البقعة فيصير من التحكم لأن تأويله بالمذكر ضروري لأنه جبل والجبل مذكر وأنه سمي باسم رجل بإجماع كما ذكرنا وكما نذكره بعد في رواية أخرى وهو مكان وموضع ومنزل وموطن ومحل ومسكن ولو سألت كل عربي عن أجأ لم يقل إلا أنه جبل ولم يقل بقعة ولا مستند إذا للقائل بتأنيثه ألبتة ومع هذا فإنني إلى هذه الغاية لم أقف للعرب على شعر جاء فيه ذكر أجأ غير مصروف مع كثرة استعمالهم لترك صرف ما ينصرف في الشعر حتى أن أكثر النحويين قد رجحوا أقوال الكوفيين في هذه المسألة وأنا أورد في ذلك من أشعارهم ما بلغني منها البيت الذي احتجوا به وقد مر وهو قول امرىء القيس أبت أجأ، ومنها قول عارق الطائي:
ومن مبلغ عمروبن هند رسالة ** إذا استحقبتها العيس تنضى من البعد
أبو عدني والرمل بيني وبينه ** تأمل رويدا ما أمامة من هند
ومن أجأ حولي رعان كأنها ** قنابل خيل من كميت ومن ورد وقال العيزار بن الأخفش الطائي وكان خارجيا.
ألاحي رسم الدار أصبح باليا ** وحي وإ ن شاب القذال الغوانيا
تحملن من سلمى فوجهن بالضحى ** إلى إجإ تفطعن بيدا مهاويا وقال زيد بن مهلهل الطائي:
جلبنا الخيل من أجأ وسلمى ** تخب نزائعا خبب الركاب
جلبنا كل طرف أعوجي ** وسلهبة كخافية الغراب
نسوف للحزام بمرفقيها ** شنون الصلب صماءالكعاب وقال لبيد يصف كتيبة النعمان:
أوت للشباح واهتدت بصليلها ** كتائب خضر ليس فيهن ناكل
كأركان سلمى إذ بدت أو كأنها ** ذرى أجإ إذ لاح فيه مواسل فقال فيه ولم يقل فيها ومواسل قنة في أجإ، وأنشد قاسم بن ثابت لبعض الأعراب:
إلى نضد من عبدشمس كأنهم ** هضاب أجا أركانه لم تقصف
قلامسة ساسوا الأمور فأحكموا ** سياستها حتى أقرت لمردف وهذا كما ترأه مذكر مصروف لا تأويل فيه لتأنينه فإنه لو أنث لقال أركانها فإن قيل هذا لا حجة فيه لأن الوزن يقوم بالتأنيث قيل قول امرىء القيس أيضا لا يجوزلكم الاحتجاج به لأن الوزن يقوم بالتذ كير فيقول أبى أجأ لكنا صدقناكم فاحتججنا ولا تأويل فيها، وقول الحيص بيص:
أجأ وسلمى أم بلاد الزاب ** وأبو المظفر أم غضنفر غاب ثم إني وقفت بعد ما سطرته آنفا على جامع شعر امرىء القيس وقد نص الأ صمعي على ما قلته وهو أن أجأ موضع وهو أحد جبلي طيىء والآخرسلمى وإنما أراد أهل أجأ كقول الله عز وجل:: واسأل القرية يوسف: 82، يريد أهل القرية هذا لفظه بعينه ثم وقفت على نسخة أخرى من جامع شعره قيل فيه:
أ رى أجأ لن يسلم العام جاره ئم قال تفسير الرواية الأولى والمعنى أصحاب الجبل لم يسلموا جارهم، وقال أبو العرماس حدثني أبو محمد أن أجأ سمي برجل كان يقال له أجأ وسميت سلمى بامرأة كان يقال لها سلمى وكانا يلتقيان عند العوجاء وهو جبل بين أجأ وسلمى فسميت هذه الجبال بأسمائهم ألا تراه قال سمي أجأ برجل وسميت سلمى بامرأة فأنث المؤنت وذكر المذكر وهذا إن شاء الله كاف في قطع حجاج من خالف وأراد الانتصار بالتقليد، وقد جاء أجا مقصورا غير مهموز في الشعر وقد تقدم له شاهد في البيتين اللذين على الفاء قال العجاج:
والأمر ما رامقته ملهوجا ** يضويك مالم تخي منه منضجا
فإن تصر ليلى بسلمى أو أجا ** أو باللوى أو ذي حسا أو يأججا وأم سبب نزول طيىء الجبلين واختصاصهم بسكناهما دون غيرهم من العرب فقد اختلف الرراة فيه. قال ابن الكلي وجماعة سواه: لما تفرق بنو سبأ أيام سيل العرم سار جابر وحرملة ابنا أ دد بن زيد بن الهميسع قلت لا أعرف جابرا وحرملة وفوق كل ذي علم عليم وتبعهما ابن أخيهما طيىء واسمه جلهمة قلت وهذا أيضأ لا أعرفه لأن طيئا عند ابن الكلبي هو جلهمة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان والحكاية عنه وكان أبو عبيدة قال زيد بن الهميسع فساروا نحو تهامة وكانوا فيما بينها وبين اليمن ثم وقع بين طيىء وعمومته ملاحاة ففارقهم وسار نحو الحجاز بأهله وماله يتتبع مواقع القطر فسمي طيئا لطيه المنازل وقيل إنه سمي طيئا لغير ذلك وأوغل طيىء بأرض الحجاز وكان له بعير يشرد في كل سنة عن إ بله ويغيب ثلاتة أشهر ثم يعود إليه وقد عبل وسمن واثار الخضرة بادية في شدقيه فقال لابنه عمرو تفقد يا يني هذا البعير فإذا شرد فاتبع أثره حتى تنظر إلى أين يتتهي فلما كانت أيام الربيع وشرد البعير تبعه على ناقة له فلم يزل يقفر أثره حتى صار إلى جبل طيىء فأقام هنالك ونظر عمرو إلى بلاد واسعة كثيرة المياه والشجر والنخيل والريف فرجع إلى أبيه وأخبره بذلك فسار طيىء بإبله وولده حتى نزل الجبلين فراهما أرضا لها شأن ورأى فيها شيخا عظيما جسيما مديد القامة على خلق العاديين ومعه امرأة على خلقه يقال لها سلمى وهي امرأته وقد اقتسما الجبلين بينهما نصفين فأجأ في أحد النصفين وسلمى في الآخر فسألهما طيىء عن أمرهما فقال الشيخ نحن من بقايا صحار غنينا بهذين الجبلين عصرا بعد عصر أفنانا كر الليل والنهار فقال له طيىء هل لك في مشاركتي إياك في هذا المكان فأكون لك مؤانسا وخلا فقال الشيخ إن لي في ذلك رأيا فأقم فإن المكان واسع والشجر يانع والماء ظاهر والكلأ غامر فأقام معه طيىء بإبله وولده بالجبلين فلم يلبث الشيخ والعجوز إلا قليلا حتى هلكا وخلص المكان لطيىء فولده به إلى هذه الغاية قالوا وسألت العجوز طيئا ممن هوفقال طيىء:
إنا من القوم اليمانيينا ** إن كنت عن ذلك تسألينا
وقد ضربنا في البلاد حينا ** ثمت أقبلنا مهاجرينا
إذا سامنا الضيم بنو أبينا ** وقد وقعنا اليوم فيما شينا
ريفا وماء واسعا معينا ويقال إن لغة طيىء هي لغة هذا الشيخ الصحاري والعجوز امرأته، وقال أبو المنذر: هشام بن محمد في كتاب افتراق العرب لما خرجت طيىء من أرضهم من الشجر ونزلوا بالجبلين أجإ وسلمى ولم يكن بهما أحد وإذا التمر قد غطى كرانيف النخل فزعموا أن الجن كانت تلقح لهم النخل في ذلك الزمان وكان في ذلك التمر خنافس فأقبلوا يأكلون التمر والخنافس فجعل بعضهم يقول ويلكم الميت أطيب من الحي وقال أبو محمد الأعرابي أ كتبنا أبو الندى قال بينما طيىء ذات يوم جالس مع ولده بالجبلين إذ أقبل رجل من بقايا جديس ممتد القامة عاري الجبلة كاد يسد الأفق طولا ويفرعهم باعا وإذا هو الأسود بن غفار بن الصبور الجديسي وكان قد نجا من حسان تبع اليمامة ولحق بالجبلين فقال لطيىء من أدخلكم بلادي و إرثي عن آبائي أخرجوا عنها وإلافعلت وفعلت فقال طيىء البلاد بلادنا وملكنا وفي أيدينا وإنما ادعيتها حيث وجدتها خلاء فقال الأسود اضربوا بيننا وبينكم وقتا نقتتل فيه فأينا غلب استحق البلد فاتعدا الوقت فقال طيىء لجندب بن خارجة بن سعدبن فطرة بن طيىء وأمه جديلة بنت سبيع بن عمرو بن حمير وبها يعرنون وهم جديلة طييء وكان طييء لها مؤثرا فقال لجندب قاتل عن مكرمتك فقالت أمه و الله لتتركن بنيك وتعرضن ابني للقتل فقال طييء ويحك إنما خصصته بذلك فأبت فقال طيىء لعمروبن الغوث بن طييء فعليك يا عمرو الرجل فقاتله فقال عمرو لا أفعل وأنشأ يقول وهو أول من قال الشعر في طيىء بعد طيىء:
ياطيىء أخبرني ولست بكاذب ** وأخوك صادقك الذي لا يكذب
أ من القضية أن إذا استغنيتم ** وأمنتم فأنا البعيد الأجنب
و إذا الشدائد بالشدائد مرة ** أشجتكم فأنا الحبيب الأقرب
عجب لتلك قضية و إقامتي ** فيكم على تلك القضية أعجب
ألكم معا طيب البلاد ورعيها ** ولي الثماد ورعيهن المجد ب
وإذا تكون كريهة أدعى لها ** وإذا يحا س الحيس يدعى جند ب
هذا لعمر كم الصغار بعينه ** لا أم لي إن كان ذاك ولا أ ب فقال طيىء يا بني إنها أ كرم دار في العرب فقال عمرو لن أفعل إلا على شرط أن لا يكون لبني جديلة في الجبلين نصيب فقال له طييء لك شرطك فأقبل الأسود بن غفار الجديسي للميعاد ومعه قوس من حديد ونشاب من حديد فقال يا عمرو إن شئت صارعتك وإن شئت ناضلتك و إلاسايفك. فقال عمرو الصراع أحب إلي فاكسر قوصك لأسرها أيضا ونصطرع وكانت لعمروبن الغوث بن طيىء قوس موصولة بزرافين إذا شاء خلعها فأهوى بها عها فانفتحت عن الزرافين واعترض الأسود بقوسه ونشابه فكسرهما فلما رأى عمرو ذلك أخذ قوسه فركبها وأوترها وناداه يا أسود استعن بقوسك فالرمي أحب إلي فقال الأسود خدعتني فقال عمرو الحرب خدعة فصارت مثلا فرماه عمرو ففلق قلبه وخلص الجبلان لطييء فنزلهما بنو الغوث ونزلت جديلة السهل منهما لذلك. قال عبيد الله الفقير إليه في هذا الخبر نظرمن وجوه. منها أن جندبا هو الرابع من ولد طييء فكيف يكون رجلا يصلح لمثل هذا الأمر ثم الشعر الذي أنشده وزعم أنه لعمرو بن الغوث وقد رواه أبو اليقظان وأحمد بن يحيى ثعلب و غيرهما من الرواة الثقاة لهانىء بن أحمد الكناني شاعرجاهلئ، ثم كيف تكون القوس حديدا وهي لا تنفذ السهم إلا برجوعها والحديد إذا اعوج لا يرجع ألبتة ثم كيف يصح العقل أن قوسا بزرافين هذا بعيد في العقل إلى غير ذلك من النظر، وقد روى بعض أهل السير من خبر الأسود بن غفار ما هو أقرب إلى القبول من هذا وهو الأسود لما أفلت من حسان تتبع كما نذكره إن شاء تعالى في خبر اليمامة أفضى به الهرب حتى لحق بالجبلين قبل أن ينزلهماطييء وكانت طييءوكانت طييءتنزل الجوف من أرض اليمن وهي اليوم محلة همدان ومراد وكان سيدهم يومئذ أسامة بن لؤي بن الغوث بن طييء وكان الوادي مسبعة وهم قليل عددهم فجعل يتتابهم بعير في زمن الخريف يضرب في إبلهم ولا يدرون أين يذهب إلا أنهم لا يرونه إلى قابل وكانت الأزد قد خرجت من اليمن أيام سيل العرم فاستوحشت لذلك وقالت قد ظعن إخواننا وساروا إلى الأرياف فلما هموا بالظعن قالوا لأسامة إن هذا البعير الذي يأتينا إنما يأتينا من بلد ريف وخصب وإنا لنرى في بعره النوى فلو أنا نتعهده عند انصرافه فشخصنا معه لعلنا نصيب مكانا خيرا من مكاننا فلما كان الخريف جاء البعير فضرب إبلهم فلما انصرف تبعه أسامة بن لؤى بن الغوث وحبة بن الحارث بن فطرة بن طيىء فجعلا يسيران بسير الجمل وينزلان بنزوله حتى أدخلهما باب أجإ فوقفا من الخصب والخير على ما أعجبهما فرجعا إلى قومهما فأخبراهم به فارتحلت طيء بجملتها إلى الجبلين وجعل أسامة بن لؤي يقول:
اجعل ظريبا كحبيب ينسى ** لكل قوم مصبح وممسى وظريب اسم الموضع الذي كانوا ينزلون فيه قبل الجبلين قال فهجمت طيء على النخل بالشعاب على مواش كثيرة وإذا هم برجل في شعب من تلك الشعاب وهو الأسود بن غفار فنهاهم ما رأوا من عظم خلقه وتخوفوه فنزلوا ناحية من الأرض فسبروها فلم يروا بها أحدا غيره فقال أسامة بن لؤي لابن له يقال له الغوث يا بني إن قومك قد عرفوا فضلك في الجلد والبأس والرمي فاكفنا أمر هذا الرجل فإن كفيتنا أمره فقد سدت قومك اخر الدهر وكنت الذي أنزلتنا هذا البلد فانطلق الغوث حتى أتى الرجل فسأله فعجب الأسود من صغر خلق الغوث فقال له من أين أقبلتم فقال له من اليمن وأخبره خبر البعير ومجيئهم معه وأنهم رهبوا ما رأوا من عظم خلقه وصغرهم عنه فأخبرهم باسمه ونسبه ثم شغله الغوث ورماه بسهم فقتله وأقامت طييء بالجبلين وهم بهما إلى الآن، وأما أسامة بن لؤي وابنه الغوث هذا فدرجا ولا عقب لهما.
الأجاءة: أجاءة بدربن عقال فيها بيوت من متن الجبل ومنازل في أعلاه عن نصر والله سبجانه وتعالى أعلم.
أجارد: بفتح أوله كأنه جمع أجرد. قال أبو محمد الأعرابي. أجارد بفتح أوله لا بضمه في بلاد تميم. قال اللعين المنقري:
دعاني ابن أرض يبتغي الزا د بعد ما ** ترامي حلاماتبه وأجارد
ومن ذات أصفاء سهوب كأنها ** مزاحف هزلى بينها متباعد وذكر أبيتا وقصة ذكرت في حلامات.
أجارد: بالضم أفاعل من جردت الشيىء فأنا أجارد ومثله ضربت بين القوم فأنا أضارب. اسم موضع في بلاد عبد القيس عن أبي محمد الأسود، وفي كتاب نصر أجارد وا د ينحد ر من السراة على قرية مطار لبني نصر. وأجارد أيضا واد من أودية كلب وهي أودية كثيرة تنشل من الملحاء وهي رابية منقادة مستطيلة ما شرق منها هو الأوداة وما غزب فهو البياض.
أجان: بضم الهمزة وتخفيف الجيم واخره نون. بليدة بأذربيجان ببنها وبين تبريز عشرة فراسخ في طريق الري رأيتها وعليها صور وبهاسوق إلا أن الخراب غالب عليها.
الأجاول: بالفتح بلفظ الجمع جالا البئر جانباها والجمع أجوال والأجاول جمع الجمع. وهو موضع قرب ودا ن فيه روضة ذ كرت في الرياض، وقال ابن السكيت الأجاول أبارق بجانب الرمل عن يمين كلفى من شماليها. قال كثير:
عفا ميت كلفى بعدنا فالأجاول الأجا بين: بالفتح وبعد الألف يا آن تحت كل واحدة منهما نقطتان بلفظ التثنية. اسم موضع كان لهم فيه يوم من أيامهم.
الأجباب: جمع جب وهو البير. قيل واد وقيل مياه بحمى ضريه معروفة تلي مهب الشمال من حمى ضرية، وقال الأصمعي: الأجباب من مياه بني ضبينة وربما قيل له الجب، وفيه يقول الشاعر:
أبني كلاب كيف ينفى جعفر ** وبنو ضبينة حاضرو الأجباب أجبال صبح: أجبال جمع جبل وصبح بضم الصاد المهملة ضد المساء موضع بأرض الجناب لبني حصن بن حذيفة وهرم بن قطبة وصبح رجل من عاد كان ينزلها على وجه الدهر. قال الشاعر:
ألا هل إلى أجبال صبح بذي الغضا ** غضا الاثل من قبل الممات معاد
بلاد بها كنا وكنا نحبها ** إذ الأهل أهل والبلاد بلاد أجدا بية: بالفتح ثم السكون ودال مهملة وبعد الألف باء موحدة وياء خفيفة وهاة يجوز أن يكون إن كان عربيا جمع جدب جمع قلة ثم نزلوه منزلة المفرد لكونه علما فنسبوا إليه ثم خففوا ياء النسبة لكثرة الاستعمال والأظهر أنه عجمي. وهو بلد بين برقة وطرابلس المغرب بينه وبين زويلة نحو شهر سيرا على ما قاله ابن حوقل، وقال أبو عبيد البكري أجدابية مدينة كبيرة في صحراء أرضها صفا وآبارها منقورة فى الصفا طيبة الماء بها عين ماء عذب وبها بساتين لطاف ونخل يسير وليس بها من الأشجار إلا الأراك وبها جامع حسن البناء بناه أبوالقاسم المسمى بالقائم بن عبيد الله المسمى بالمهدي له صومعة مثمنة بديعة العمل وحمامات وفنادق كثيرة وأسواق حا فلة مقصودة وأهلها ذوو يسار وأ كثرهم أنباط وبها نبذ من صرحاء لواتة ولها مرسى على البحر يعرف بالمادور له ثلاثة قصور بينه وبينها ثمانية عشر ميلا وليس بإجدابية لدورهم سقوف خشب إنما هي أقباء طوب لكثرة رياحها ودوام هبوبها وهي رخية الأسعار كئيرة التمر يأتيها من مدينة أؤجلة أصناف التمور، وقال غيره أجدابية مد ينة كثيرة النخل والتمور وبين غربيها وجنوبيها مدينة أؤجلة وهي من أعمالها وهي كثر بلاد المغرب نخلا وأجودها تمرا. وأجدا بية في الإقليم الرا بع وعرضها سبع وثلاثون درجة وهي من فتوح عمرو بن العاص فتحها مع برقة صلحا على خمسة آلاف د ينار وأسلم كثير من بربرها. ينسب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن أحمد بن عبد الله الطرابلسي يعرف بأبن الأجدابي كان أديبا فاضلا له تصانيف حسنة منها كفاية المتحفظ وهو مختصر في اللغة مشهور مستعمل جيد وكتاب الأنواء وغير ذلك.
أجداد:. بلفظ جمع الجد أبي الأب وهو في الأصل جمع جد بضم الجيم وهو البير. وهو اسم موضع بنجد في بلاد غطفان فيه روضة. قال النابغة:
أرسما جديد ا من سعاد تجنب ** عفت روضة الأجداد منها فيثقب وقال أبو زياد الأجداد مياه بالسماوة لكلب، وأنشد يقول:
نحن جلبنا الخيل من مرادها ** من جانبي لبنى إلى أنضادها
يفري لها الأخماس من مزادها ** فصبحت كلبا على أجدادها
طحمة ورد ليس من أورادها أجد ث: بالفتح ثم السكون وضم الدال المهملة والثا مثلثة جمع جدث جمع قلة وهو القبر. قال الشكري أحدث وأجدث بالحاء والجيم. موضعان. قا ل المنخل:
عرفت بأجد ث فنعاف عرق ** علامات كتحبير النماط الأجدلان: بالدال المهلمة. أبرقان من ديار عوف بن كعب بن سعد من أطراق الستار. وهو واد لامرى القيس بن زيد مناة بن تميم حيث التقى هو وبيضاء الخط.
أجذال: بالفتح ثم السكون والذال معجمة وألف ولام كأنه جمع جذل النخلة وهو البريد الخامس من المدينة لمن يريد بدرا.
أجراد: بالدال المهملة جمع جرد وهي الأرض التي لا نبات بها. وهو موضع بعينه. قال الراجز:
لا ري للعيس بذي الأجراد أجراذ: مثل الذي قبله إلا أن ذاله معجمة، موضع بنجد قال الراجز:
أتعرف الدار بذي أجراذ ** دارا لسعدى وابنتي معاذ
لم تبق منهم رهم الرذاذ ** غير أثافي مرجل جواذ وأم أجراذ بثر قديمة في مكة وقيل هي بالدا ل المهملة.
أجراف: كأنه جمع جرف وهو جانب الوادي المنتصب موضع. قال الفضل بن العباس اللهبي:
يا دار أقوت بالجزع ذي الأخياف ** بين حزم الجزيز والأجراف أجرب: بالفتح ثم السكون يقال رجل جربوأجرب وليس من باب أفعل من كذا أي إن هذا الموضع أشد جربا من غيره لأنه من العيوب ولكنه مثل أحمر، وهم اسم موضع يذكر مع الأشعر من منازل جهينة بناحية المدينة، وأجرب موضع آخر بنجد. قال أوس بر قتادة بن عمرو بن الأحوص.
أفدي ابن فاختة المقيم بأجرب ** بعد الظعان وكثرة الترحال
خفيت منيته ولو ظهرت له ** لوجد ت صاحب جرأة وقتال الأجرد: بوزن الذي قبله وهو الموضع الذي لا نبات فيه. اسم جبل من جبال القبلية عن أيي القاسم محمود عن السيد علي العلوي له ذكر في حد يث الهجرة عن محمد بن إسحاق، وقال نصر الأشعر والأجرد جبلا جهينة بين المدينة والشام.
أجر: بالتحريك. قال أبو عبيد يخرج القاصد من القيروان إلى بونة فيأخذ من القيروان إلى جلولاء ومنها إلى أ جر. وهي قرية لها حصن وقنطرة وهي موضع وعركثير الحجارة صعب المسلك لا يكاد يخلو من الأسد دائم الريح العاصفة ولذلك يقال إذا جئت أ جر فعجل فإن فيه حجرا يبري وأسد ا يبري وريحا تذري، وحول أجر قبائل من العرب والبربر.
الأجرعين: بلفظ التثنية. علم لموضع باليمامة عن محمد بن إدريس بن أبي حفصة هكذا حكاه مبتدئا به. أجزل: بالزاي واللام. قال قيس بن الضراع العجلي:
سقى جدثا بالأجزل الفرد فالنقا ** رهام الغوادي مزنة فاستهلت أجشد: بالفتح ثم السكون وضم الشين المعجمة ودال مهملة وهو علم مرتجل لم تجيء فيما علمت هذه الثلاثة الأحرف مجتمعة في كلمة واحدة على وجوهها الستة في شيء من كلام العرب. وهو اسم جبل في بلاد قيس عيلان وهو في كتاب نصر أجشر بالراء والله أعلم با لصواب.
أجش: بالتحريك وتشديد الشين المعجمة وهو في اللغة الغليظ الصوت. قال أبو ذؤيب الهذلي:
وتميمة من قانص متلبب ** في كفه جش أجش وأقطع - الحبش- القوس الخفيفة يصف صائد ا. وأجش اسم أطم من آطام المدينة والأطم والأجم القصربهان لبني أ نيف البلويين عند البير التي يقال لها لاوة.
الأجفر: بضم الفاء جمع جفر وهو البير الواسحة لم تطو. موضع بين فيد والخزيمية بينه وبين فيد ستة وثلاثون فرسخا نحو مكة، وقال الزمخشري الأجفر: ماء لبني يربوع انتزعته منهم بنو جذيمة.
إجلة: بالكسر ثم السكون من قرى اليمامة عن الحفصي. أ جلى: بفتح أوله وثانيه وثالثه بوزن جمزى محرك وآخره سال وهذا البناء يختص بالمؤنث اسمأ وصفة فالا اسم نحو أ جلى ودقرى وبردى والصفة بشكى ومرطى وجمزى، وهو اسم جبل في شرقي ذات الأصاد أرض من الشربة، وقال ابن السكيت أ جلى هضبات ثلاث على مبدأة النعم من الثعل بشاطىء الجريب الذي يلقى الثعل وهو مرعى لهم معروف. قال:
حلت سليمى جانب الجريب ** بأجلى محلة الغريب
محل لادان ولا قريب وقال الأ صمعي أ جلى بلاد طيبة مريئة تنبت الحلي والصليان وأنشد. حلت سليمى. وقال السكري في شرح قول القتال الكلابي.
عفت أ جلى من أهلها فقليبها ** إلى الدوم فالرنقاء قفرا كثيبها أجلى هضبة بأعلا نجد. وقال محمد بن زياد الأعرابي سئلت بنت الخس أي البلاد أفضل مرعى وأسمن. فقالت خياشيم الحزن وأجواء الصمان قيل لها ثم ماذا فقالت أراها أجلى أني شئت أي متى شئت بعد هذا. قال ويقال إن أجلى موضع في طريق البصرة إلى مكة.
أجم: بالتحريك. موضع بالشام قرب الفراد يس من نواحي حلب. قال المتنبي:
الراجع الخيل محفاة مقودة ** من كل مثل وبا ر شكلها إرم
كتل بطريق ألمغرور ساكنها ** بأن دا رك قنسرين والأجم أجم: بضم أوله وثانيه، وهو واحد آجام المدينة وهو بمعنى الأطم وآجام المدينة واطامها حصونها وقصورها وهي كثيرة لها ذكر في الأخبار، وقال ابن السكيت أجم حصن بناه أهل المدينة من حجارة وقال كل بيت مربع مسطح فهو أ جم. قال امرؤ القيس:
وتيماءلم يترك بهاجذع نخلة ** ولا أ جما إلا مشيدأ بجندل أجمة برس: بالفتح والتحريك وبرس بضم الباء الموحدة وسكون الراء والسين مهملة. ناحية بأرض بابل. قال البلاذري في كتاب الفتوح يقال أن علي رضي الله عنه ألزم أهل أجمة برس أربعة ألاف درهم وكتب لهم بذلك كتابا في قطعة أ دم. وأجمة برس بحضرة الصرح صرح نمروذ بن كنعان بأرض بابل وفي هذه الأجمة هؤة بعيد ه القعر يقال إن منها عمل آجر الصرح ويقال إنها خسفت والله أعلم.
أجناد الشام: جمع جند. وهي خمسة جند فلسطين وجند الأردن وجند دمشق وجند حمص وجند قنسرين. قال أحمدبن يحيى بن جابر اختلفوا في الأجناد فقيل سمى المسلمون فلسطين جند الأنه جمع كورا والتجند التجمع وجندت جند ا أي جمعت جمعا وكذلك بقية الأجناد وقيل سميت كل ناحية بجند كانوا يقبضون أعطياتهم فيه، وذكروا أن الجزيرة كانت مع قنسرين جند ا واحدأ فأفردها عبد الملك بن مروان وجعلها جند ا برأسه ولم تزل قنسرين وكورها مضمومة إلى حمص حتى كان ليزيد بن معاوية فجعل قنسرين و إنطاكية ومنبج جند ا برأسه فلما استخلف الرشيد أفرد قنسرين بكورها فجعلها جند ا وأفرد العواصم كما نذكره في العواصم إن شاء الله، وقال الفرزدق:
فقلت ما هو إلا الشام تركبه ** كأنما الموت في أجناده البغر - والبغر- داء يصيب الإبل تشرب الماء فلا تروى.
أجنادين: بالفتح ثم السكون ونون وألف وتفتح الدا ل فتكسر معها النون فيصير بلفظ التثنية وتكسر الدال وتفتح النون بلفظ الجمع وأكثر أصحاب الحد يث يقولون إنه بلفظ التثنية ومن المحصلين من يقوله بلفظ الجمع. وهو موضع معروف بالشام من نواحي فلسطين، وفي كتاب أبي حذيفة إسحاق بن بشر بخط أبي عامر العبدري أن أجناد ين من الرملة من كورة بيت جبرين كانت به وقعة بين المسلمين والروم مشهورة، وقالت العلماء بأخبار الفتوح شهد يوم أجنادين مائة ألف من الروم سرب هرقل أكثرهم وتجمع الباقي من النواحي وهرقل يومئذ بحمص فقاتلوا المسلمين قتالأ شديد ا ثم إن الله تعالى هزمهم وفرقهم وقتل المسلمون منهم خلقا، واستشهد من المسلمين طائفة منهم عبد الله بن الزبيربن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف وعكرمة بن أبي جهل والحارث بن هشام وأبلى خالد بن الوليد يومئذ بلاء مشهورا وانتهى خبر الوقعة إلى هرقل فنخب قلبه وملىء رعبا فهرب من حمص إلى إنطاكية وكانت لاثتتي عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة قبل وفاة أبي بكررضي الله عنه بنحو شهر. فقال زياد بن حنظلة:
ونحن تركنا أرطبون مطردا ** إلى المسجد الأقصى وفيه حسور
عشية أجنادين لما تتابعوا ** وقامت عليهم بالعراء نسور
عطفنا له تحت العجاج بطعنة ** لها نشج نائي الشهيق غزير
فطمنا به الروم العريضة بعده ** عن الشام أدنى ما هناك شطير
تولت جموع الروم تتبع إثره ** تكاد من الذعر الشديد تطير
وغود ر صرعى في المكر كثيرة ** وعاد إليه الفل وهو حسير وقال كثير بن عبد الرحمن:
إلى خير أحياء البرية كلها ** لذي رحم أو خلة متأسن
له عهد ود لم يكدر بريبة ** وقوال معروف حديث ومزمن
وليس امرو من لم ينل ذاك كأمرىء ** بدا نصحه فاستوجب الرفد محسن
فإن لم تكن بالشام داري مقيمة ** فإن بأجنادين كني ومسكني
منازل صد ق لم تغير رسومها ** وأخرى بميا فارقين فموزن أجنقان: بالفتح ثم السكون وكسر النون وقاف وألف ونون ويروى بمد أوله وقد ذكر قبل. وهي من قرى سرخس ويقال له أجنكان بلسانهم أيضا.
أجول: يجوز أن يكون أفعل من جال يجول وأن يكون منقولا من الفرس الأجولى وهو السريع والأصل أن الأجول واحد الأجاول. وهي هضبات متجاورات بحذاء هضبة من سلمى وأجإ فيها ماء وقيل أجول واد أو جبل في ديار غطفان عن نصر.
أجوية: كأنه جمع جواء وقد ذكر الجواء في موضعه من هذا الكتاب. هو ماء لبني نمير بنا حية اليمامة.
أجياد: بفتح أوله وسكون ثانية كأنه جمع جيد وهو العنق وأجياد أيضا جمع جواد من الخيل يقال للذكر والأنثى وجياد وأجاويد حكاه أبو نصر إسماعيل بن حماد وقد قيل في اسم هذا. الموضع جياد أيضا وقد ذكر في موضعه، وقال الأعشى ميمون بن قيس:
فما أنت من أهل الحجون ولا الصفا ** ولا لك حق الشرب من ماء زمزم
ولا جعل الرحمن بيتك في العلا ** بأجياد غربي الصفا والمحرم
وقال عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة:
هيهات من أمة الوهاب منزلنا ** لما نزلنا بسيف البحر من عدن
وجاورت أهل أجياد فليس لنا ** منها سوى الشوق أو حظ من الحزن وذكره في الشعر كثير.، واختلف في سبب تسميته بهذا الاسم فقيل سمي بذلك لأن تتبعا لما قدم مكة ربط خيله فيه فسمي بذلك وهما أجيادان أجياد الكبير وأجياد الصغير. وقال أبوالقاسم الخوارزمي أجياد موضع بمكة يلي الصفا. وقال أبو سعيد السيرافي في كتاب جزيرة العرب من تأليفه هو موضع خروج دابة الارض وقرأت فيما أملاه أبو الحسين أحمد بن فارس على بديع بن عبد الله الهمذاني بإ سناد له أن الخيل العتاق كانت محرمة كسائر الوحش لا يطمع في ركوبها طامع ولا يخطر ارتباطها للناس على بال ولم تكن ترى إلا في أرض العرب وكانت مكرمة ادخرها الله لنبيه وابن خليله إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام وكان اسم اسماعيل أول من ذللت له الخيل العتاق وأول من ركبها وارتبطها فذكر أهل العلم أن الله عز وجل أوحى إلى اسماعيل عليه السلام إني ادخرت لك كنزأ لم أعطه أحدا قبلك فاخرج فنا د بالكنز فأتى أجيادا فألهمه الله تعالى الدعاء بالخيل فلم يبق في بلاد الله فرسى إلا أتاه فارتبطها بأجياد فبذلك سمي المكان أجيادا ويؤيد هذا ما قاله الأصمعي في تفسير قول بشر بن أبي خازم:
حلفت برب الداميات نحورها ** وما ضم أجيا د المصلى ومذهب
لئن شبنت الحرب العوان التي أرى ** وقد طال أبعاد بها وترهب
لنحتملن بالليل منكم ظعينة ** إلى غير موثوق من العز تهرب قال أبو عبيدة المصلى المسجد والمذهب بيت الله الحرام وأجياد. قال الأصمعي هو الموضع الذي كانت به الخيل التي سخرها الله لإسماعيل عليه السلام وقال ابن إسحاق لما وقعت الحرب بين الحارث بن مضاض الجرزهمي وبين السميدع بن حوثر بالثاء المثلثة خرج ابن مضاض من قعيقعان فتقعقع سلاحه فسمي قعيقعان وخرج السميدع ومعه الخيل والرجال من أجياد فيقال إنه ما سمي أجياد أجياد ا إلا بخروج الخيل الجياد منه مع السميدع، وقال السهيلي وأما أجياد فلم يسم بأجياد الخيل كما ذكر ابن إسحاق لأن جياد الخيل لا يقال فيها أجياد وإنما أجياد جمع جيد، وذكر أصحاب الأخبار أن مضاضا ضرب في ذلك الموضع أجياد مائة رجل من العمالقة فسمي ذلك الموضع بأجياد لذلك قال وكذا ذكر ابن إسحاق في غير كتاب السيرة. قلت أنا وقد قدمنا أن الجوهري حكى أن العرب تجمع الجواد من الخيل على أجياد ولا شك أن ذلك لم يبلغ السهيلي فأنكره ومما يؤيد أن هذا الموضع مسمى بالخيل أنه يقال فيه أجواد وجياد ثم اتفاق الرواة أنها سميت بجياد الخيل لا تدفعه الرواية المحمولة من جهة السهيلي، وحد ث أبو المنذر قال كثرت إياد بتهامة وبنو معد بها حلول ولم يتفرقوا عنها فبغوا على بني نزار وكانت منازلهم بأجياد من مكة وذلك قول الأعش:
وبيداء تحسب ارامها ** رجال إيا د بأجيادها الأجيادان: تثنية الذي قبله وهما أجياد الكبير وأجياد الصغير وهما محلتان بمكة وربما قيل لهما أجيادين اسم ا واحدا بالياء في جميع أحواله.
الاجيراف: كأنه تصغير أجراف. واد لطييء فيه تين ونخل عن نصر.
أجيرة: كأنه تصغير أجرة. روي عن أعش همدان أنه قال: خرج مالك بن حريم الهمداني في الجاهلية ومعه نفز من قومه يريدون عكاظ فاصطادوا ظبيا في طريقهم وكان قد أصابهم عطش كثير فانتهوا إلى مكان يقال له أجيرة فجعلوا يفصدون دم الظبي ويشربونه من العطش حتى أنفد دمه فذبحوه ثم تفرقوا في طلب الحطب ونام مالك في الخباء فأثار أصحابه شجاعا فانساب حتى دخل خباء مالك فأقبلوا فقالوا يا مالك عندك الشجاع فاقتله فاستيقظ مالك وقال أقسمت عليكم إلا كففتم عنه فكفوا فانساب الشجاع فذهب. فأنشأ مالك يقول:
وأوصاني الحريم بعز جاري ** وأمنعه وليس به امتناع
وأدفع ضيمه وأذود عنه ** وأمنعه إذا امتنع المناع
فدى لكم أبي عنه تنحوا ** لأمر ما استجار بي الشجاع
ولا تتحملوا دم مستجير ** تضمنه أجيرة فالتلاع
فإن لما ترون خفي أمر ** له من دون أمركم قناع ثم ارتحلوا وقد أجهدهم العطش فإذا هاتف يهتف بهم يقول:
يا أيها القوم لا ماء أمامكم ** حتى تسوموا المطايا يومها التعبا
ثم اعدلوا شامة فالماء عن كثب ** عين رواء وماء يذهب اللغا
حتى إذا ما أ صحبتم منه ريكم ** فاسقوا المطايا ومنه فاملؤا القربا قال فعدلوا شامة فأذاهم بحين خرارة فشربوا وسقوا إبلهم وحملوا منه في قربهم ثم أتوا عكاظ فضوا أ ربهم ورجعوا فانتهوا إلى موضع العين فلم يروا شيئا وإاذا بهاتف يقول:
يا ما ل عني جزاك الله صالحة ** هذا وداع لكم مني وتسليم
لا تزهدق في اصطناع العرف عن أحد ** إن الذي يحرم المعروف محروم
أنا الشجاع الذي أنجيت من رهق ** شكرت ذلك إن الشكر مقسوم
من يفعل الخير لا يعدم مغبته ** ما عاش والكفر بعد العرف مذموم الأجيفر: هو جمع أجفر لأن جمع القلة يشبه الواحد فيصغر على بنائه فيقال في أكلب أكيليب وفي أجربة أجيربة وفي أحمال أحيماال، وهو موضع في أرض السبعان من بلاد قيس، والأصمعي يقول هو لبني أسد وأنشد لمرة بن عياش ابن عم معاوية بن خليل النصري ينوح بني جذيمة بن مالك بن نصر بن قعين يقول:
ولقد أرى الثلبوت يألف بيته ** حتى كأنهم أولو سلطان
ولهم بلاد طال ما عرفت لهم ** صحن الملا ومدافع السبعان
ومن الحوادث لا أبا لأبيكم ** أن الأجيفر ماؤه شطران فإن كان الأجيفركله لهم فصار نصفه لبني سواءة ه من بني أسد.
باب الهمزة والحاء وما يليهما
أحارب: كأنه جمع أحرب اسم نحو أجد ل وأجا أ وجمع الجمع نحوأكلب وأكالب. موضع في شعر الجعدي.
وكيف أرجي قرب من لا أزوره ** وقد بعدت عني صرار أحارب الأحاسب: بفتح أوله وكسر السين المهملة واخره باء موحدة وهو جمع أحسب وهو من البعران الذي فية بياض وحمرة، والأحسب من الناس الذي في شعر رأسه شقرة. قال امرؤ القيس بن عابس الكندي:
فيا هند لا تنكحي بوهة ** عليه عقيقته أحسبا يقول كأنه لم تحلق عقيقته في صغره حتى شاخ. فإن قيل انما يجمع أفعل على أفاعل في الصفات إذا كان مؤنثه فعلى مثل صغير وأصغر وصغرى وأصاغر وهذا فمؤنثه حسباء فيجب أن يجمع على فعل أو فعلان فالجواب أن أفعل يجمع على أفاعل إذا كان اسما على كل حال وههنا فكأنهم سموا مواضع كل واحد منها أحسب فزالت الصفة بنقلهم إياه إلى العلمية فتنزل منزلة الاسم المحض فجمعوه على أحاسب كما فعلوا بأحامر وبأحاسن في اسم موضع يأتي عقيب هذا إن شاء الله تعالى وكما جمعوا الأحوص وهو الضيق العين عند العلمية على أحاوص وهو في الأصل صفة. قال الشاعر:
أتاني وعبد الحوص من آل جعفر ** فيا عبد عمرو لو نهيت الأحاوصا فقال الحوص نظرأ إلى الوصفية والأحاوص نظرا إلى الإسمية، والأحاسب هي مسايل أودية تنصب من السراة في أرض تهامة.
الأحاسن: كأنه جمع أحسن والكلام فيه كالكلام في أحامسب المذكور قبله. وهي جبال قرب الأحسن بين ضرية واليمامة، وقال أبو زياد الأحاسن من جبال بني عمرو بن كلاب. قال السري بن حاتم:
كأن لم يكن من أهل علياء باللوى ** حلول ولم يصبح سوام مبرح
لوى برقة الخرجاء ثم تيامنت ** بهم نية عنا تشب فتنرح
تبصرتهم حتى إذا حال دونهم ** يحاميم من سود الأحاسن جنح
يسوق بهم رأد الضحى متبذل ** بعيد المدى عاري الذ راعين شحشح
سبتك بصقول تروق غروبه ** وأسحم زانته ترائب وضحح
من الخفرات البيض لا يسد فيدها ** دني ولا ذاك الهجين المطرح
أحاليل: يظهر أنه جمع الجمع لأن الحلة هم القوم النزول وفيهم كثرة وجمعهم حلال وجمع حلال أحاليل على غير قياس لأن قيامه أحلال وقد يوصف بحلال المفرد فيقال حي حلال. وهو موضع في شرقي ذات الإصاد ومنه كان مرسل داحس والغبراء.
أحامر البغنيبغة: بضم الهمزة كأن من حامر يحامر فأنا أحامر من المفاعلة ينظر أيهما أشد حمرة والبغيبغة بضم الباء الموحدة والغينان معجمتان مفتوحتان يذكر في موضعه إن شاء الله تعالى. وأحامراسم جبل أحمر من جبال حمى ضرية، وأنشد ابن الأعرابي للراعى:
كهداهد كسر الر ماة جناحه ** يدعو بقارعة الطريق هد يلا فقال ليس قول الناس أن الهداهد ههنا الهدهد دبشيء إنما الهداهد الحمام الكثير الهداهد كما قالوا قراقر لكثير القراقر وجلاجل لكثير الجلاجل يقال حاد جلاجل إذا كان حسن الصوت فأحامر على هذا الكثير الحمرة. قال جميل:
دعوت أباعمرو فصد ق نظرتي ** وما إن يراهن البصير لحين
وأعرض ركن من أحامر دونهم ** كأن ذراه لقعت بسدين احامر قرى: قال الأ صمعي: ومبدأ الحمتين من ديار أبي بكربن كلاب عن يسارهما جبل أحمر. يسمى أحامر قرى وقرى ماء نزلته الناس قديما وكان لبني سعد من بني أبي بكر بن كلاب أحامرة: بريادة الهاء. رد هة بحمي ضرية معروفة. والردهة نقرة في صخرة يستنقع فيها الماء.
أحامرة: جمع أحمر كما ذكرنا في أحاسب وألحقت به هاء التأنيث بعد التسمية. ماءة لبني نصر بن معاوية وقيل أحامرة بلدة لبني شأس. وبالبصرة مسجد تسميه العامة. مسجد الأحامرة وهو غلط إنما هو مسجد الحامرة وقد ذكر في موضعه.
أحباب: جمع حبيب. وهو بلد في جنب السوارقية من نواحي المدينة ثم من ديار بني سليم له ذكر في الشعر.
أحثا ل: بعد الحاء الساكنة ثاء مثلثة وألف ولام. قال أبو أحمد العسكري. يوم ذي أحثال تميم وبكر بن وائل وهو الذي أسر فيه الحوفزان بن ضريك قاتل الملوك وسالبها أنفسها أسره حنظلة بن بشر بن عمرو بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم وقيل فيه:
ونحن حفزنا الحوفزا ن مكبل ** يساق ما صاق الأجير الركائبا الأحث: بالثاء المثلثة. من بلاد هذ يل ولهم فيه يوم مشهور. قال أبو قلابة الهذلى:
يا دار أعرفها وحشآ منازلها ** بين القوائم من رهط فألبان
فدمنة برحيات الأحث إلى ** ضوجي دفاق كسحق الملبس الفاني وقال أبو قلأبة أيضا:
يئست من الحذية أم عمرو ** غداة إذ انتحوني بالجناب
فيأسك من صديقك ثم يأسا ** ضحى يوم الأحث من الأياب أحجار الثمام: أحجار جمع حجر والثمام نبت بالثاء المثلثة. وهي صخيرات الثمام نزل بها رسول الله ﷺ في طريقه إلى بدر قرب الفرش وملل. قال محمد بن بشيريرثي سليمان بن الحصين
ألا أيها الباكي أخاه و إنما ** تفرق يوم الفذفد الأخوان
أخي يوم أحجار الثمام بكيته ** ولو حم يومي قبله لبكاني
تداعت به أيامه فاختر منه ** وأبقين لي شجوا بكل مكان
فليت الذي ينعي سليمان غدوة ** دعا عند قبري مثلها فنعاني أحجار الزيت: موضع بالمدينة قريب من الزؤراء، وهو موضع صلاة الاستسقاء، وقال العمراني أحجار الزيت موضع بالمدينة داخلها.
الأحدب: بفتح الدال والباء الموحدة. جبل نن ديار بني فزارة، وقيل هو أحد الأثبرة والذي يقتضيه ذكره في أشعار بني فزارة أنه في ديارهم ولعلهما جبلان يسمى كل واحد منهما بأحدب.
أحد ث: مثلى الذي قبله في الوزن الإ أن الثاء مثلثة. بلد قريب من نجد.
أحد: بضم أوله وثانيه معا. اسم الجبل الذي كانت عنده غزوة أحد وهو مرتجل لهذا الجبل، وهو جبل أحمر ليس بذي شناخيب وبينه وبين المدينة قرابة ميل في شماليها وعنده كانت الوقعة الفظيعة التي قتل فيها حمزة عم النبي ﷺ وسبعون من المسلمين وكسرت رباعية النبي ﷺ وشج وجهه الشريف وكلمت شفته
وكان يوم بلاء وتمحيص وذلك لسنتين وتسعة أشهر وسبعة أيام من مهاجرة النبي ﷺ وهو في سنة ثلاث، وقال عبيد الله بن قيس الرقيات:
يا سيد الظاعنين من أحد ** حييت من منزل ومن سند
ما إن بمثواك غير راكدة ** سفع وهاب كالفرخ ملتبد وفي الحديث أن النيي ﷺ قال أحد جبل يحبنا ونحبه وهو على باب من أبواب الجنة وعير جبل يبغضنا ونبغضه وهو على باب من أبواب النار، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال خير الجبال أحد والأشعر وورقان، وورد محمد بن عبد الملك الفقعسي إلى بغداد فحن إلى وطنه وذكر أد ا وغيره من نواحي المد ينة. فقال:
نفى النوم عني فالفؤاد كئيب ** نوائب هم ما تزل تنوب
وأحرا ض أمراض ببغداد جمعت ** علي وأنهار لهن قسيب
وظلت دموع العين تمري غروبها ** من الماء دارات لهن شعوب
وماجزع من خشية الموت أخضلت ** دموعي ولكن الغريب غريب
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ** بسلع ولم تغلق علي دروب
وهل أحد باد لنا وكأنه ** حصان أمام المقربات جنيب
يخب السراب الضحل بيني وبينه ** فيبدو لعيني تارة ويغيب
فإن شفائي نظرة إن نظرتها ** إلى أحد والحرتان قريب
وإني لأرعى النجم حتى كأنني ** على كل نجم في السماء رقيب
وأشتا ق للبرق اليماني إن بدا ** وأزد ا د شوقا أن تهب جنوب وقال ابن أبي عاصية السلمي وهو عند معن بن زائد ة باليمن يتشوق المدينة:
أهل ناظر من خلف غمدا ن مبصر ** ذ رى أحد رفت المدى المتراخيا
فلو أن داء اليأس بي وأعانني ** طيب بأرواح العقيق شفانيا وكان الياس بن مضر قد أصابه السل وكانت العرب تسمي السل داء اليأس أحد: بالتحريك يجوز أن يكون بمعنى أحد الذي هوأ ول العدد وأن يكون بمعنى أحد الذي هو بمعنى كتيع وأرم وعريب فتقول ما بالدار أحد كما تقول ما بالدار كتيع ولا بالدار عريب. قيل هو موضع بنجد، وقيل الأحد بتشديد الدال جبل له ذكر في شعرهم.
أحراد: جمع حريد وهو المنفرد عن محلة القوم، وقيل أحراد جمع حرد وهي القطعة من السنام وكان هذا الموضع إن كان سمي بذلك فإنه ينبت الشحم ويسمن الإبل والحرد القطا الواردة للماء فيكون سمي بذلك لأن القطا ترده فيكون به أحراد جمع حرد بالضم. وهي بئر بمكة قديمة. روى الزبير بن بكار عن أبي عبيدة في ذكر آبار مكة قال احتفرت كل قبيلة من قريش في رباعهم بئرا فاحتفرت بنو عبد العزى شفية وبنو عبد الدار أم أحراد وبنو جمح السنبلة وبنو تميم بن مرة الجقر وبنو زهرة الغمر. قالت أميمة بنت عميلة امرأة العوام بن خويلد.
نحن حفرنا البحر أم أحراد ** ليست كبذر النزور الجماد
فأجابتها ضرتها صفية:
نحن حفرنا بذ ر
نسقي الحجيج الأكبر
وأم أحراد شر
أخر اص: بصاد مهملة ورواه بعضهم بالضاد المعجمة في قول أمية بن أبي عاثذ الهذلي:
لمن الديار بعلى فالأحراص ** فالسودتين فمجمع الأبواص قال السكري. يروى الأخراص بالخاء المعجمة والأحراص بالحاء المهملة والقصيدة صادية مهملة.
أحراض: هذا بالضاد المعجمة كذا وجدته بخط أبي عبد الله محمد بن المعلى الأزدي البصري في شرحه لقول تميم بن أبي مقبل.
عفى من سليمى ذو كلاف فمنكف ** مبادي الجميع القيظ والمتصيف
وأقفر منها بعد ما قد تحله ** مدافع أحراض وما كان يخلف قال صاحب العين يقال رجل حرض لاخير فيه وجمعه أحراض، وقال الزجاج يقال رجل حرض أي ذو حرض ولذلك لا يثنى ولا يجمع كقولهم رجل دنف أي ذو دنف ويجوز أن يكون أحراض جمع حرض وهو الأشنان.
أحرض: بالفتح ثم السكون وضم الراء والضاد معجمة، واشتقاقه مثل الذي قبله، وهو موضع في جبال هذيل سمي بذلك لأن من شرب من مائه حرض أي فسدت معدته.
أحزاب: بفتح أوله وسكون ثانيه وزاي وألف وباء موحدة. مسجد الأحزاب من المساجد المعروفة بالمدينة التي بنيت في عهد رسول الله، ﷺ والأصل في الأحزاب كل قوم تثاكلت قلوبهم وأعمالهم فهم أحزاب لان لم يلق بعضهم بعضا بمنزلة عاد وثمود أولئك الأحزاب والاية الكريمة: كل حزب بما لديهم فرحون المؤمنون: 53 أ ي كل طائفة هواهم واحد وحزب فلان أحزابا أي جمعهم. قال رؤبة
لقد وجدت مصعبا مستصعبا ** حين رمى الأحزا ب والمحزبا
وحدث الزبير بن بكار قال لما ولي الحسن بن زيد المدينة مع عبد الله بن مسلم بن جندب الهذلى أن يؤم بالناس في مسجد الأحزاب فقال له أصلح الله الأمير لم منعتني مقامي ومقام آباني وأجدادي قبلي قال ما منعك منه إلا يوم الأربعاء. يريد قوله:
يا للرجال ليوم الأربعاء أما ** ينفك يحد ث لي بعد النهى طربا
إذ لا يزال غزال فيه يقتنني ** يأتي إلى مسجد الأحزاب منتقبا
يخبر الناس أن الأجر همته ** وما أتى طالبا أجرا ومحتسبا
لو كان يطلب أجرا ما أتى ظهرا ** مضمخابفتيت المسك مختضبا
لكنه ساقه أن قيل ذا رجب ** يا ليت عدة حولي كله رجبا
فإن فيه لمن يبغي فوا ضله ** فضلا وللطالب المرتاد مطلبا
كم حرة درة قد كنت آلفها ** تسد من دونها الأبواب والحجبا
قد ساغ فيه لها مشي النهار كما ** ساغ الشراب لعطشان إذا شربا
أخرجن فيه ولا ترهبن ذا كذب ** قد أبطل الله فيه قول من كذبا الحساء: بالفتح والمد جمع حسي بكسر الحاء وسكون السين. وهو الماء الذي تنشفه الأرض من الرمل فإذا صا ر إلى صلابة أمسكته فتحفر العرب عنه الرمل فتستخرجه. قال أبو منصور سمعت غير واحد من تميم يقول إحتسينا حسيا أي أنبطنا ماء حسي والحسي الرمل المتراكم أسفله جبل صلد فإذا مطر الرمل نشف ماءالمطر فإذا اتتهى إلى الجبل الذي تحته أمسك الماء ومنع الرمل وحر الشمس أن ينشف الماء فإذا اشتد الحر نبث وجه الرمل عن الماء فنبع باردا عذبا يتبرض تبرضا. وقد رأيت في البادية أحساء كثيرة على هذه الصفة منها أحساء بني سعد بحذاء هجر والأحساء ماء لجديلة طييء بأجإ و أحساء خرشاف وقد ذكر خرشاف في موضعه. وإحساء القطيف، وبحذاء الحاجر في طريق مكة أحساء في وا د متطا من ذي رمل إذا رويت في الشتاء من السيول لم ينقطع ماء أحسائها في القيظ. وقال الغطريف لرجل كان لصا ثم أصاب سلطانا:
جرى لك بالأحساص بعد بؤوسها ** غداة القشيرتين بالملك تغلب
عليك بفرب النامى مادمت واليا ** كما كنت في دهر الملصة تضرب الأوخساء مدينة بالبحرين معروفة مشهورة كان أول من عمرها وحصنها وجعلها قصبة هجر أبوطاهر الجسن بن أيي سعيد الجناني القرمطي وهي إلى الان مدينة مشهورة عامرة. وأحساء بني وهب على خمسة أميال مع المرتمى بين القرعاء وواقصة على طريق الحاج فيه بركة وتسع ابار كبار وصغار. والأحساء ماء لغني. قال الحسين بن مطير الأسدي.
أين جيراننا على الأحساء ** أين جيراننا على الأطواء
فارقونا والأرض ملبسة نو ** ر الأقاحي تجاد بالأنواء
كل يوم بأ قحوان ونور ** تضحك الأرض من بكاء السماء
أحسن: بوزن أفعل من الحسن ضد القبح. اسم قرية بين اليمامة وحمى ضرية يقال لها معدن الاحسن لبني أيي بكر بن كلاب بها حصن ومعدن ذهب وهي طريق أيمن اليمامة وهناك جبال تسمى الاحاسن. قال النوفلي يكتنف ضرية جبلان يقال لأحدهما وسط وللآخر الأحسن وبه معدن فضة.
الأحسية: بالفتح ثم السكون وكسر السين المهملة وياء خفيفة وهاء بوزن أفعلة وهو من صيغ جمع القلة كأنه جمع حساء نحو حمار وأحمرة وسوار وأسورة وحساة جمع حسي نحو ذ ئب وذئاب وزق وزقاق وقد تقدم تفسيره في الأحساء، وقال ثعلب الحساء الماء القليل. وهو موضع باليمن له ذكر في حديث الردة أن الأسود العنسي طرد عمال النبي ﷺ وكان فروة بن مسيك على مراد فنزل بالأحسية فانضم إليه من أقام على إسلامه.
الأحصبان: تثنية الأحصب من الأرض الحصبا ء وهي الحصا الصغار، ومنه المحصب موضع الجمار بمنى. قال أبو سعد: هو اسم موضع باليمن. ينسب إليه أبو الفتح أحمد بن عبد الرحمن بن الحسين الأحصبي الوراق نزل الأحصبين..
الأحص: بالفتح وتشديد الصاد المهملة. يقال رجل أحص بين الحصص أي قليل شعر الرأس وقد حصت البيضة رأسي إذا أذهبت شعره وطائر أحص الجناح ورجل أحص اللحية ورحم حصاء كله بمعنى القطع، وقال أبو زيد رجل أحص إذا كان نكدا مشؤما فكأن هذا الموضع لقلة خيره وعدم نباته سمي بذلك. وبنجد موضعان يقال لهما الأحص وشبيث، وبالشام من نواحي حلب موضعان يقال لهما الأحص وشبيث. فأما الذي بنجد فكانت منازل ربيعة ثم منازل ابني وائل بكر وتغلب، وقال أبو المنذر هشام بن محمد في كتابه في افتراق العرب ودخلت قبانل ربيعة ظواهر بلاد نجد والحجاز وأطراف تهامه وما والاها من البلاد وانقطعوا إليها وانتشروا فيها فكانوا بالذنائب وواردات والأحص وشبيث وبطن الجريب والتغلمين وما بينها وما حولها من المنازل. وروت العلماء الأئمة كأبي عبيدة وغيره أن كليبا واسمه وائل بن ربيعة بن الحارث بن مرة بن زهيربن جشم بن بكربن حبيب بن عمروبن غنم بن تغلب بن وائل قال يوما لامرأته وهي جليلة بنت مرة أخت جساس بن مرة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وأئل وأم جساس هبلة بنت منقذ بن سلمان بن كعب بن عمرو بن سعد بن زيد مناة بن تميم وكانت أختها البسوس نازلة على ابن أختها جساس بن مرة قال لها هل تعرفين في العرب من هو أعز مني قالت نعم أخواي جساس وهشام. وقيل قالت نعم أخي جساص وندمانه عمرو المردلف بن أبي ربيعة والحارث بن ذهل بن شيبان فأخذ قوسه وخرج فمر بفصيل لناقة البسوس فعقره وضرب ضرع ناقتها حتى اختلط لبنها ودمها وكانا قد قاربا حماه فأغمضوا له على ذلك واستغاثت البسوس ونادت بويلها فقال جساس كفى فسأعقر غدا جملا هو أعظم من عقر ناقة فبلغ ذلك كليبا فقال دون علتان خرط القتاد فذهبت مثلا وعليان فحل إبل كليب نم أصابتهم سماء فمروا بنهر يقال له شبيث فأراد جساس نزوله فامتنع كليب قصدا للمخالفة ثم مروا على الأحص فأراد جساس وقومه النزول عليه فامتنع كليب قصدا للمخالفة نم مروا ببطن الجريب فجرى أمره على ذلك حتى نزلوا الذنائب وقد كلوا وأعيوا وعطشوا فأغضب ذلك جسا سا فجاء وعمرو المزدلف معه فقال له يا وائل أطردت أهلنا من المياه حتى كدت تقتلهم فقال كليب مامنعناهم من ماء إلا ونحن له شاغلون فقال له هذا كفعلك بناقة خالتي فقال له أو ذكرتهأ أما إني لو وجدتها في غير إبل مرة يعني أبا جساس لاستحللت تلك الإبل فعطف عليه جساس فرسه وطعنه بالرمح فأنفذه فيه فلما أحس بالموت قال يا عمرو اسقني ماء يقول ذلك لعمرو المزدلف فقال له تجاوزت بالماء الأحص وبطن شبيث ثم كانت حرب بني وائل وهي حرب البسوس أربعين سنة وهي حروب يضرب بشدتها المثل. قالوا والذنائب عن يسار ولجة للمصعد إلى مكة وبه قبر كليب، وقد حكى هذه القصة بعينها النابغة الجعدي يخاطب عقال بن خويلد وقد أجار بني وائل بن معن وكانوا قتلوا رجلا من بني جعدة فحذرهم مثل حرب البسوس وحرب داحس والغبراء. فقال في ذلك:
فأبلغ عقالا أن غاية داحس ** بكفيك فاستأخر لها أو تقدم
تجير علينا وائلا بدمائنا ** كأنك عما ناب أشياعنا عم
كليب لعمري كان أ كثر ناصرا ** وأيسر جرما منك ضرج بالدم
رمى ضرع ناب فاستمر بطعنة ** كحاشية البرد اليماني المسهم
وقال لجساس أغثني بشربة ** تفضل بها طولا علي وأنعم
فقال تجاوزت الأحص وماءه ** بطن شبيث وهو ذو مترسم
فهذا كما تراه ليس في الشعر والخبر ما يدل على أنها بالشام، وأما الأحص وشبيث بنواحي حلب وفد تحقق أمرهما فلا ريب فيهما، وأما الأحص. فكورة كبيرة مشهورة ذات قرى ومزارع بين القبلة وبين الشمال من مدينة حلب قصبتها خناصرة مدينة كان ينزلها عمر بن عبد العزيز وهي صغيرة وقد خربت الآن إلا اليسير منها، وأما شبيث فجبل في هذه الكورة أسود في رأسه فضاء فيه أربع قرى وقد خربت جميعها ومن هذا الجبل يقطع أهل حلب وجميع نواحيها حجارة رحتهم وهي سود خشنة، وإياها عنى عدي بن الرقاع بقوله:
وإذا الربيع تتابعت أنواؤه ** فسقى خناصرة الأحص وزادها فأضاف خناصرة إلى هذا الموضع، وإياها عنى جرير أيضا بقوله:
عادت همومي بالأحص وسادي ** هيهات من بلد الأحص بلادي
لي خمس عشرة من جمادى ليلة ** ما استطيع على الفراش رقادي
ونعود سيدنا وسيد غيرنا ** ليت التشكي كان بالعواد وأنشد الأصمعي في كتاب جزيرة العرب لرجل من طيىء يقال له الخليل بن قردة وكان له ابن واسمه زافر وكان قد مات بالشام في مدينة دمشق فقال:
ولا آب ركب من دمشق وأهله ** ولا حمص إذ لم يأت في الركب زافر
ولا من شبيث والأحص ومنتهى ال ** مطايا بقنسرين أو بخناصر وإياه عنى ابن أيي حصينة المعري بقوله:
في برق الأحص في لمعانة ** فتذكرت من وراء رعانه
فسقى الغيث حيث ينقطع الأو ** عس من رنده ومنبت بانه
أو ترى النور مثل ما نشر البر ** د حوالي هضابه وقنانة
تجلب الريح منه أذكى من المس ** ك إذا مرت الصبا بمكانه وهذا كما تراه ليس فيه ما يدل على أنه إلا بالشام فإن كان قد اتفق ترادف هذين الاسمين بمكانين بالشام ومكانين بنجد من غير قصد فهو عجب وإن كان جرى الأمر فيهما كما جرى لأهل نجران ودومة في بعض الروايات حيث أخرج عمر أهلهما منهما فقدموا العراق وبنوا بها لهم أبنية وسموها باسم ما أخرجوا منه فجاثز أن تكون ربيعة فارقت منازلها وقدمت الشام فأقاموا به وسموا هذه بتلك و الله أعلم. وينسب إلى أحص حلب شاعر يعرف بالناشي الأحصي كان في أيام سيف الدولة أبي الحسن علي بن حمدان له خبر ظريف أنا مورده ههنا وإن لم أكن على ثقة منه وهو أن هذا الشاعر الأحص دخل على سيف الدولة فأنشده قصيدة له فيه فاعتذر سيف الدولة بضيق اليد يومئذ وقال له أعذر فما يتأخرعنا حمل المال إلينا فإذا بلغك ذلك فائتنا لنضاعف جائزتك ونحسن إليك فخرج من عند. فوجد على باب سيف الدولة كلابا تذبح لها السخال وتطعم لحومها فعاد إلى سيف الدولة فأنشده هذه الأبيات:
رأيت بباب داركم كلابا ** تغذيها وتطعمها السخالا
فما في الأرض أدبرمن أديب ** يكون الكلب أحسن منه حالا ثم اتفق أن حمل إلى سيف الدولة أموال من بعض الجهات على بغال فضاع منها بغل بما عليه وهو عشرة آلاف دينار وجاء هذا البغل حتى وقف على باب الناشي الشاعر بالأحص فسمع حسه فظنه لصا فخرج إلي بالسلاح فوجده بغلا موقرا بالمال فأخذ ما عليه من المال وأطلقه ثم دخل حلب ودخل على سيف الدولة وأنشده قصيدة له يقول فيها:
ومن ظن أن الرزق يأتي بحيلة ** فقد كذبته نفسه وهو آثم
يفوت الغنى من لاينام عن السرى ** وآخر يأتي رزقه وهو نائم فقال له سيف الدولة بحياتي وصل إليك المال الذي كان على البغل فقال نعم فقال خذه بجائزتك مباركا لك فيه فقيل لسيف الدولة كيف عرفت ذلك قال عرفته من قوله:
واخر يأتي رزقه وهو نائم بعد قوله:
يكون الكلب أحسن منه حالا الأحفار: جمع حفر والحفر في الأصل اسم المكان الذي حفر نحو الخندق والبئر إذا وسعت فوق قدرها سميت حفيرا وحفيرة الأحفار. علم لموضع من بادية العرب قال حاجب بن ذبيان المازني:
هل رام نهي حمامتين مكانه ** أم هل تغير بعدنا الأحفار
يا ليت شعري غير منية باطل ** والدهر فيه عواطف أطوا ر
هل ترسمن بي المطية بعد ما ** يحدى القطين وترفع الأخدا ر الأحقاف: جمع حقف من الرمل والعرب تسمي الرمل المعوج حقافا وأحقافأ واحقوقف الهلال والرمل إذا اعوج فهذا هو الظاهر في لغتهم وقد تعسف غير ه، والأضاف المذكور في الكتاب العزيزواد يين عمان وأرض مهرة عن ابن عباس. قال ابن إسحاق: الأحقاف رمل فيما بين عمان إلى حضرموت، وقال قتادة: الأحقاف رمال مشرفة على البحر بالشحر من أرض اليمن وهذه ثلاثة أقوال غير مختلفة في المعنى، وقال الضحاك الأحقاف جبل بالشام، وفي كتاب العين الأحقاف جبل محيط بالدنيا من زبرجدة خضراء تلهب يوم القيامة فيحشر الناس عليه من كل أفق وهذا وصف جبل قاف، والصحيح ما رويناه عن ابن عباس وابن إسحاق وقتادة أنها رمال بأرض اليمن كانت عاد تنزلهاويشهد بصحة ذلكءما رواه أبو المنذر هشام بن محمد عن أبي يحيى السجستاني عن مرة بن عمر الأبلي عن الأصبغ بن نباتة قال إنا لجلوس عند علي بن أبي طالب ذات يوم في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه إذا أقبل رجل من حضرموت لم أر قط رجلأ أنكر منه فاستشرفه الناس وراعهم منظره وأقبل مسرعا جاد آ حتى وقف علينا وسلم وجثا وكلم أدنى القوم منه مجلسا وقال من عميدكم فأشاروا إلى علي رضي الله عنه وقالوا هذا ابن عم رسول الله ﷺ وعالم الناس والمأخوذ عنه فقام وقال:
اسمع كلامي هداك الله من هاد ** وافرج بعلمك عن ذي غلة صاد
جاب التنائف من واد ي سكاك إلى ** ذات الأماحل في بطحاء أجياد
تلفه الدمنة البوغاء معتمدا ** إلى السداد وتعليم بإرشاد
سمعت بالدين دين الحق جاء به ** محمد وهو قرم الحاضر الباد
فجئت متتقلا من دين باغية ** ومن عبادة أوثان وأنداد
ومن ذبائح أعياد مضللة ** نسيكها غائب ذو لوثة عاد
فادلل على القصد وآجل الريب عن خلدي ** بشرعة ذات أيضاح وارشاد
والمم بفضل هداك الله عن شعثي ** وأهدني إنك المشهور في النادي
إن الهداية للإسلام نائبة ** عن العمى والتقى من خير أزواد
وليس يفرج ريب الكفر عن خلد ** أفظه الجهل إلاحية الواد قال فأعجب عليا رضي الله عنه والجلساء شعره وقال له علي لله درك من رجل ما أرصن شعرك ممن أنت قال من حضرموت فسر به علي وشرح له الأسلام فأسلم على يديه ثم أتى به إلى أبي بكررضي الله عنه فأسمعه الشعر فأعجبه ئم إن عليا رضي الله عنه سأله ذات يوم ونحن مجتمعون للحديث أعالم أنت بحضرموت قال إذا جهلتها لم أعرف غيرها قال له علي رضي الله عنه أتعرف الأحقاف قال الرجل كأنك تسأل عن قبر هود عليه السلام قال علي رضي الله عنه لله درك ما أخطأت قال نعم خرجت أنا في عتفوان شبيبتي في أغيلمة من الحبي ونحن نريد أن نأتي قبره لبعد صيته كان فينا وكثرة من يذكره منا فسرنا في بلاد الأحقاف أياما ومعنا رجل قد عرف الموضع فانتهينا إلى كثيب أحمر فيه كهوف كثيرة فمضى بنا الرجل إلى كهف منها فدخلناه فأمعنا فيه طويلا فانتهينا إلى حجرين قد أطبق أحدهما دون الاخر وفيه خلل يدخل منه الرجل النحيف متجانفا فدخلته فرأيت رجلا على سرير شديد الأدمة طويل الوجه كث اللحية وقد يبس على سريره فإذا مسست شيئا من بدنه أ صحبته صليبا لم يتغيز ورأيت عند رأسه كتابا بالعربية أنا هود النبي الذي أسفت على عاد بكفرها وما كان لأمر الله من مرد فقال لنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه كذ لك سمعته من أبي القاسم رسول الله ﷺ أحلى: بالفتح بوزن فعلى، وهو حصن باليمن.
إخليلى: بالكسر ثم السكون وكسر اللام وياء ساكنة ولام أخرى مقصور ممال. اسم شعب لبني أسد فيه نخل لهم، وأنشد عرام بن الأصبغ يقول:
ظللفنا بإحليلى بيوم تلقنا ** إلى نخلات قد ضوين سموم
إحليلاء: مثل الذي قبله إلا أنه بالمد. جبل وهو غير الذي قبله. قاله أبو القاسم الزمخشري. وأنشد غيره لرجل من عكل:
إذا ما سقى الله البلاد فلا سقى ** شناخيب إحليلاء من سبل القطر قالوا- والشناخيب- جمع شنخوب وشنخاب وهو القطعة من الجبل العالية.
إحليل: مثل الذي قبله لكنه ليس في اخره ألف مقصورة ولا ممدودة. اسم واد في بلاد كنانة ثم لبني نفاثة منهم. قال كآنف الفهمي:
فلو تسألي عنا لنبئت أننا ** بإحليل لا نزوى ولا نتخشع
وأن قد كسونا بطن ضيم عجاجة ** تصعد فيه مرة وتفرع وقال نصر إحليل واد تهامي قرب مكة وقد قال بعض الشعراء: ظللنا بإحليلاء. للضرورة كذا رواه ممدودا وجعلهما واحدا.
أحمداباذ: معناه عمارة أحمد كما قدمنا، قرية من قرى ريوند من نواحي نيسابور قرب بيهق وهي آخر حدود ريوند. وأحمداباذ أيضا قرية من قرى قزوين على ثلاثة فراسخ منها بناها أبوعبد الله أحمد بن هبة الله الكموني القزويني.
الأحمدي: اسم قصر كان بسامراء. عمره أبو العباس أحمد المعتمد على الله بن المتوكل على الله فسمي به. وقال بعض أهل الأدب اجتزت بسامراء فرأيت على جدار من جدران القصر المعروف بالأحمدي مكتوبا
في الأحمدي لمن يأتيه معتبر ** لم يبق من حسنه عين ولا أثر
غارت كواكبه وانهد جانبه ** ومات صاحبه واستفظع الخبر والأحمدي أيضا اسم موضع بظاهر مدينة سنجار.
الأحمر: بلفظ الأحمر من الألوان. اسم جبل مشرف على قعيقعان بمكة كان يسمى في الجاهلية الأعرف، والأحمر أيضأ حصن بظاهر بحر الشام وكان يعرف بعثليث. والأحمر ناحية بالأندلس ثم من عمل سرقسطة يقال له الوادي الأحمر.
الأحوا ز: بالزاي. من نواحي بغداد من جهة النهروان.
الأحواض: اخره ضاد معجمة جمع حوض أمكنه تسكنها بنوعبد شمس بن سعد بن زيدمناة بن تميم.
الأحوران: تثنية الأحور وهو سواد العين. موضع في قول زيدالخيل.
أرى ناقتي قد اجتوت كل منهل ** من الجوف ترعاه الركاب ومصدر
فإن كرهت أرضا فإني اجتويتها ** وإ ن علي الذنب إن لم أغير
وتقطع رمل الأحورين براكب ** صبورعلى طول السرى والتهجر الأحور: واحد الذي قبله. مخلاف باليمن.
أحوسص: بوزن أفعل بالسين المهملة. موضع في بلاد مزينة فيه نحل كثير. وفي كتاب نصر أخوص معجم الخاء. موضع بالمدينة به زرع. قال معن بن أوس:
رأت نخلها من بطن أحوس حفها ** حجاب يماشيها ومن دونها لصب
يشن عليها الماء جوؤن مذزب ** ومحتجر يدعو إذا ظهر الغرب
تكلفني أدما لدى ابن مغفل ** حواها له الجد المدافع والكسب وقال أيضا:
وقالوا رجال فاستمعت لقيلهم ** أبينوا لمن ماال بأحوس ضائع
ومنيت في تلك الأماني إنني ** لها غارس حتى أمل وزارع الأحياء: جمع حي من أحياء العرب أو هي ضد الميت. قال ابن إسحاق غزا عبيدة بن الحارث بن المطلب الأحياء وهو ماء أسفل من ثنية المرة، والأحياء أيضأ قرى على نيل مصرمن جهة الصعيد يقال لها أحياء بني الخزرج وهو الحي الكبير والحي الصغير وبينهما وبين الفسطاط نحوعشرة فراسخ.
الأحيدب: تصغير الأحدب. اسم جبل مشرف على الحدث بالثغور الرومية ذكره أبو فراس بن حمدان فقال في ذلك هذه الأبيات:
ويوم على ظهر الأحيدب مظلم ** جلاه ببيض الهند بيض أزاهر
أتت أمم الكفار فيه يؤمها ** إلى الحين ممدود المطالب كافر
فحسبي بها يوم الأحيدب وقعة ** على مثلها في العز تثني الخناصر وقال أبو الطيب المتنبي:
نثرتهم يوم الأحيدب نثرة ** كما نثرت فوق العروس الدراهم الأحيسى: بفتح أوله وكسر ثانية وياء ساكنة وسين ومهملة والقصر. ثنية الأحيسى. موضع قرب العارض باليمامة. قال:
وبالجزع من وادي الأحيسى عصابة ** سخيمية الأنساب شتى المواسم ومنها طلع خالد بن الوليد على مسيلمة الكذاب.
باب الهمزة والخاء وما يليهما
أخا: بالضم وتشديد الخاء والقصر كلمة نبطية. ناحية من نواحي البصرة في شرقي دجلة ذات أنهار وقرى.
الأخاديد: جمع أخدود وهو الشق المستطيل في الأرض. اسم المنزل الثالث من واسط للمصعد إلى مكة وهي ركايا في طرف البر وفيها قباب وماؤها عذب ثم منها إلى لينة وهو المنزل الرابع وبين الأخاديد والغضاض يوم الأخابث: كأنه جمع أخبث آخره ثاء مثلثة. كانت بنو عك بن عدنان قد ارتدت بعد وفاة النبي ﷺ بالأعلاب من أرضهم بين الطانف والساحل فخرج إليهم بأمر أبي بكر الصديق رضي الله عنه الطاهر بن أبي هالة فواقعهم بالأعلاب فقتلهم شر قتلة وكتب أبو بكر رضي الله عنه إلى الطاهر بن أبي هالة قبل أن يأتيه بالفتح بلغني كتابك تخبرني فيه مسيرك واستنفارك مسروقا وقومه إلى الأخابث بالأعلاب فقد أصبت فعاجلوا هذا الضرب ولا ترفهوا عنهم وأقيموا بالأعلاب حتى تأمن طريق الأخابث ويأتيكم أمري، فسميت تلك الجموع من عك ومن تأشب إليهم الأخابث الى اليوم وسميت تلك الطريق إلى اليوم طريق الأخابث، وقال الطاهر بن أبي هالة.
فوالله لولا الله لا شيء غيره ** لما فض بالإجراع جمع العثاعث
فلم تر عيني مثل جمع رأيته ** بجنب مجاز في جموع الأخابث
قتلناهم ما بين قنة خامر ** إلى القيعة البيضاء ذات النبائث
وفينا بأموال الأخابث عنوة ** جهارا ولم نحفل بتك الهثاهث الأخارج: يجوز أن يكون في الأصل جمع خراج وهو الإتاوة ويقال خراج وأخراخ وأخاريج وأخارج. هو جبل لبني كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، وقال موهوب بن رشيد القريظي يرثي رجلا:
مقيم ما أقام ذ رى سواج ** وما بقي الأخارج والبتيل الأخاشب: بالشين المعجمة والباء الموحدة والأخشب من الجبال الخشن الغليظ، ويقال هو الذي لا يرتقي فيه وأرض خشباء وهي التي كانت حجارتها منثورة متدانية. قال أبو النجم:
إذا علون الأخشب المنطوحا يريد كأنه نطح والخشب الغليظ الخشن من كل شيء ورجل خشب عاري العظم. والأخاشب جبال بالصمان ليس بقربها جبال ولا اكام، والأخاشب جبال مكة وجبال منى، والأخاشب جبال سود قريبة من أجإ بينهما رملة ليست بالطويلة عن نصر.
الأخباب: بلفظ جمع الخمب أو الخبب. موضع قرب مكة، وقيل بلد بجنب السوارقية من ديار بني سليم في شعر عمربن أبي ربيعة كذا نقلته من خط ابن نباتة الشاعر الذي نقله من خط اليزيدي. قال:
ومن أجل ذات الخال يوم لقيتها ** بمندفع الأخباب أخضلني دمعي
وأخرى لدى البيت العتيق نظرتها ** إليها تمشت في عظامي وفي سمعي أخثال: بالثاء المثلثة كأنه جمع خثلة البطن وهي ما بين السرة والعانة. وقال عرام: الخثلة بالتحريك مستقر الطعام تكون للانسان كالكرش للشاة، وقال الزمخشري: هو واد لبني أسد يقال له ذو أخثال يزرع فيه على طريق السافرة الى البصرة ومن أقبل منها إلى الثعلبية وذكر في شعر عنترة الحبسي، وضبطه أبو أحمد العسكري بالحاء المهملة وقد ذكرته قبل.
الأخراب: جمع خرب بالضم وهو منقطع الرمل. قال ابن حبيب: الأخراب. أفيرن حمر بين السجا والثعل وحولهما وهي لبني الأضبط وبني قوالة فما يلي الثعل لبني قوالة بن أبي ربيعة وما يلي السجا لبني الأضبط بن كلاب وهما من أ كرم مياه نجد وأجمعه لبني كلاب وسجا بعيدة القعر عذبة الماء والثعل كثرهما ماء وهو شروب وأجلى هضاب ثلاث على مبدأة من الثعل. قال طهمان بن عمرو الكلابي:
ولن تجد الأخراب أيمن من سجا ** إلى الثعل إلآ ألأم الناس عامره وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال للراشد بن عبد ربه السلمي لا تسكن الأخراب فقال ضيعتي لا بد لي منها فقال لكأني أنظر إليك تقي أمثال الذآنين حتى تموت فكان كذلك، وقيل الأخراب في هذا الموضع اسم للثغور. وأخراب عزور موضع في شعر جميل حيث قال:
حلفت برب الراقصات إلى منى ** وما سلك الأخراب أخراب عزور
أخرب: بفتح الراء ويروى بضمها فيكون أيضا جمعا للخرب المذكور قبل، وهو موضع في أرض بني عامر بن صعصعة وفيه كانت وقعة بني نهد وبني عامر. قال امرؤ القيس:
خرجنا نريغ الوحش بين ثعالة ** وبين رحيات إلى فج أخرب
إذا ما ركبنا قال ولدان أهلنا ** تعالوا إلى أن يأتنا الصيد نحطب الأخرجان: تثنية الأخرج من الخرج وهو لونان أبيض وأسود يقال كبش أخرج وظليم أخرج، وهما جبلان في بلاد بني عامر. قال حميد بن ثور.
عفي الربع بين الأخرجين وأوزعت ** به حرجف تدنى الحصا وتسوق وقال أبو بكر ومما يذكر في بلاد أبي بكر مما فيه جبال ومياه المردمة وهي بلاد واسعة وفيها جبلان يسميان الأخرجين. قال فيهما ابن شبل:
لقد أحميت بين جبال حوضي ** وبين الأخرجين حمى عريضا
لحي الجعفري فما جزاني ** ولكن ظل يأتل أومريضا الآثل- الخانس- وقال حميد بن ثور:
على طللي جمل وقفت ابن عامر ** وقد كنت تعلا والمزار قريب
بعلياء من روض الغضار كأنما ** لها الريم من طول الخلاء نسيب
أربت رياح الأخرجين عليهما ** ومستجلب من غيرهن غريب الأخرج: جبل لبني شرقي وكانوا لصوصا شياطين.
الأخرجة: جمع قلة للخرج المذكور قبله. وهو ماء على متن الطريق الأول عن يسار سميراء.
الأخرجية: الياء مشددة للنسبة. موضع بالشام قال جرير:
يقول بوادي الأخرجية صاحبي ** متى يرعوى قلب النوى المتقاذف أخرم: بوزن أحمر. والخرم في اللغة أنف الجبل والمخارم جمع مخرم وهو منقطع أنف الجبل وهي أفواه الفجاج وعين ذات مخارم أي ذات مخارج، و في عدة مواضع. منها جبل في ديار بني سليم ممايلي بلاد ربيعة بن عامربن صعصعة. قال نصر: وأخرم جبل قبل توز بأربعة أميال من أرض نجد، والأخرم أيضا جبل في طرف الدهناء وقد جاء في شعركثير بضم الراء قال:
موازية هضب المصبح وأتقت ** جبال الحمى والأخشبين بأخرم وقد ثتاه المسيب بن علس فقال:
ترعى رياض الأخرمين له ** فيها موارد ماؤها غدق الأخروت: بالضم ثم السكون وضم الراء والواو ساكنة والتاء فوقها نقطتان. مخلاف باليمن ولعله أن يكون علما مرتجلا أو يكون من الخرت وهو الثقب.
الأخروج: بوزن الذي قبله وحروفه إلا أن اخره جيم.مخلاف باليمن أيضا: أخزم: بالزاي بوزن أحمر. والأخزم في كلام العرب الحية الذكر. وأخزم اسم جبل بقرب المدينة بين ناحية ملل والروحاء له ذكر في أخبار العرب. قال إبراهيم بن هزمة:
ألاما لرسم الدار لا يتكلم ** وقد عاج أصحابي عليه فسلموا
بأخزم أو بالمنحنى من سويقة ** ألا ربما أهدى لك الشوق أخزم
وغيرها العصران حتى كأنها ** على قدم الأيام برد مسهم وأخزم أيضا جبل نجدي في حق الضباب عن نصر.
أخسيسك: بالفتح ثم السكون وكسر السين المهملة وياء ساكنة وسين أخرى مفتوحة وكاف. بلد بما وراء النهر مقابل زم بين ترمذ وفربر وزم في غربي جيحون وأخسيسك في شرقيه وعملهما واحد والمنبر بزم.
أخسيكث: بالفتح ثم السكون وكسر السين المهملة وياء ساكنة وكاف وثاء مثلثة وبعضهم يقوله بالتاء المثناة وهو الأولى لأن المثلثة ليست من حروف العجم. اسم مدينه بما وراء النهر وهي قصبة ناحية فرغانة وهي على شاطىء نهر الشاش على أرض مستوية بينها وبين الجبال نحو من فرسخ على شمالي النهر ولها قهندز أي حصن ولها ربض ومقدارها في الكبر نحو ثلاثة فراسخ وبناؤها طين وعلى ربضها أيضا سور وللمدينة الداخلة أربعة أبواب وفي المدينة والربض مياه جارية وحياض كثيرة وكل باب من أبواب ربضها يفضي إلى بساتين ملتفة وأنهار جارية لا تنقطع مقدار فرسخ وهي من أنزه بلاد ما وراء النهر وهي في الاقليم الرابع طولها أربع وتسعون درجة وعرضها سبع وثلانون درجة ونصف، وقد خرج منها جماعة من أهل العلم والأدب. منهم أبو الوفاء محمد بن محمد بن القاسم الأخسيكثي كان إماما في اللغة والتاريخ توفي بعد سنة 520، وأخوه أبو رشاد أحمد بن محمد بن القاسم كان أديبأ فاضلا شاعرا وكان مقامهما بمرو وبها ماتا، ومن شعر أحمد يصف بلده قوله:
من سوى تربة أرضي ** خلق الله اللئاما
إن أخسيكث أم ** لم تلد إلا الكراما وأيضا نوح بن نصر بن محمد بن أحمد بن عمرو بن الفضل بن العباس بن الحارث الفرغاني الأخسيكثي أبو عصمة قال شيرويه قدم همذان سنة 415 روى عن بكربن فارس الناطفي وأحمدبن محمدبن أحمد الهروي وغيرهما حدثنا عنه أبو بكر الصندوقي وذكره الحافظ أبو القاسم وقال في حديثه نكارة وهو مكثر وسمع بالعراق والشام وخراسان.
الأخشبان: تثنية الأخشسب وقد تقدم اشتقاقه في الأخاشب، والأخشبان جبلان يضافان تارة إلى مكة وتارة إلى منى وهما واحد أحدهما أبو قبير والآخر قعيقعان، ويقال بل هما أبو قبيس والجبل الأحمر المشرف هنالك ويسميان الجبجبان أيضا، وقال ابن وهب الأخشبان الجبلان اللذان تحت العقبة بمنى، وقال السيد علي العلوي الأخشب الشرقي أبو قبيس والأخشب الغربي هو المعروف بجبل الخط والخط من وادى إبراهيم، وقال الأ صمعي الأخشبان أبو قبيس وهو الجبل المشرف على الصفا وهو ما بين حرف أجياد الصغير المشرف على الصفا إلى السويداء التي تلي الخندمة وكان يسمى في الجاهلية الأمين لأن الركن كان مستودعا فيه عام الطوفان فلما بنى إسماعيل عليه السلام البيت نودي أن الركن في مكان كذا وكذا والأخشب الآخر الجبل الذي يقال له الأحمر كان يسمى في الجاهلية الأعرف وهو الجبل المشرف وجهه على قعيقعان. قال مزاحم العقيلي:
خليلي هل من حيلة تعلمانها ** يقرب من ليلى إلينا احتيالها
فإن بأعلى الأخشبين أراكة ** عدتني عنها الحرب دان ظلالها
وفي فرعها لو يستطاب جنابها ** جنى يجتنيه المجتني لوينالها
ممنعة في بعض أفنانها العلا ** يروح علينا كل وقت خيالها والذي يظهر من هذا الشعر أن الأخشبين فيه غير التى بمكة إنه يدل على إنها من منازل العرب التي يحكونها بأهاليهم وليس الأخشبان كذلك ويدل أيضا على أنه موضع واحد لأن الأراكة لا تكون في موضعين وقد تقدم أن الأخشبين جبلان كل واحد منهما غير الاخر، وأما الشعر الذي قيل فيهما بلا شك فقول الشريف الرضي أبي الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعفربن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
أحبك ما أقام منى وجمع ** وما أرسى بمكة أخشباها
وما نحروا بخيف منى وكبوا ** على الأذقان مشعرة ذراها
نظرتك نظرة بالخيف كانت ** جلاء العين أو كانت قذاها
ولم يك غير موقفنا وطارت ** بكل قبيلة منا نواها وقد تفرد هذه التثنية فيقال لكل واحد منهما الأخشب. قال ساعدة بن جوية:
إي وأهديهم وكل هدية ** مما تثج لها ترائب تثعب
ومقامهن إذا حبسن بمأزم ** ضيق ألف وصدقهن الأخشب يقسم بالحجاج والبدن التي تنحر بالمأزمين وتجمع على الأخاشب. قال:
فبلدح أمسى موحشا فالأخاشب
أخشنبة: بالفتح ثم السكون وفتح الشين المعجمة ونون ساكنة وباء موحدة. بلد بالأندلس مشهور عظيم كثير الخيرات بينه وبين شلب ستة أيام وبينه وبين لب ثلاثة أيام.
أخشن وخشين: جبلان فى بادية العرب أحدهما أصغر من الآخر.
الإخشين: بالكسر ثم السكون وكسر الشين وياء ساكنة ونون. بلد بفارس.
الأخصاص: جمع خص. اسم لقريتين بالفيوم من أرض مصر.
الأخضر: بضاد معجمة بلفظ الأخضر من الألوان. منزل قرب تبوك بينه وبين وادي القرى كان قد نزل رسول الله ﷺ في مسيره إلى تبوك وهناك مسجد ة مصلى النبي ﷺ وأخضر تربة اسم واد تجتمع فيه السيول التي تنحط من السراة، وقيل نهي طوله مسيرة ثلاث وعرضه مسيرة يوم، ويقال الأخضرين والأخضر. موضع بالجزيرة للنمر بن قاسط ومواضع كثيرة عربية وعجمية تسمى الأخضر.
أخطب: بلفظ خطب الخطيب يخطب وزيد أخطب من عمرو، وقيل أخطب: اسم جبل بنجد لبني سهل بن أنس بن ربيعة بن كعب. قال ناهض بن ثومة:
لمن طلل بين الكثيب وأخطب ** حمته السواحي والهدام الرشائش
وجر السواقي فارتمى فوقه الحصى ** فدف النقى منه مقيم وطائش
ومن الليالي فهو من طول ما عفا ** كبرد اليماني وشه الحبر نامش - وشه- أراد وشاه أي حبره. وقال نصر لطييء الأخطب لخطوط فيه سود وحمر.
أخطبة: بالهاء. من مياه ألي بكر بن كلاب عن أبي زياد أخلاء: بالفتح ثم السكون والمد. صقع بالبصرة. أصقاع فراتها عامرآهل.
الأخلفة: بالفتح ثم السكون وكسر اللام والفاء الخلف خلف الناقة والخلف القوم المخلفون يجوز أن يكون جمع قلة لأحدهما، وهو أحد محال بولان بن عمروبن الغوث بن طيىء بأجإ.
إخميم? بالكسر ثم السكون وكسر الميم وياء ساكنة وميم أخرى. بلد بالصعيد في الإقليم الثاني طوله أربع وخمسون درجة وعرضه أربع وعشرون درجة وخمسون دقيقة. وهو بلد قديم على شاطىء النيل بالصعيد وفي غربيه جبل صغير من أصغى اليه بأذنه سمع خرير الماء ولغطا شبيها بكلام الآدميين لا يدرى ما هو. وبإخميم عجائب كثيرة قديمة منها البرابي وغيرها والبراي أبنية عجيبة فيها تماثيل وصور واختلف في بانيها والأكثر الأشهر أنها بنيت في أيام الملكة دلوكة صاحبة حائط العجوز، وقد ذكرت ما بلغني من خبرها وكيفية بنانها والسبب فيه في البرابي من هذا الكتاب وهو بناء مسقف بسقف واحد وهو عظيم السعة مفرطها وفيه طاقات ومداخل وفي جدرانه صور كثيرة منها صور الآدميين وحيوان مختلف منه ما يعرف ومنه ما لا يعرف وفي تلك الصور صورة رجل لم ير أعظم منه ولا أبهى ولأ أنبل وفيها كتابات كثيرة لا يعلم أحد المراد بها ولأ يدري ما هي و الله أعلم بها. وينسب إليها ذو النون بن إبراهيم الإخميمي المصري الزاهد طاف البلاد في السياحة وحدث عن مالك بن أنس والليث بن سعد وفضيل بن عياض وعبد الله بن لهيعة وسفيان بن عيينة وغيرهم روى عنه الجنيد بن محمد وغيره وكان من موالي قريش يكنى أبا الفيض قال وكان أبوه إبراهيم نوبيا. وقال الدارقطني ذو النون بن إبراهيم روى عن مالك أحاديث في أسانيدها نظر وكان واعظا وقيل إن اسمه ثوبان وذوالنون لقب له ومات بالجيزة من مصر وحمل في مركب حتى عدي به خوفا عليه من زحمة الناس على الجسر ودفن في مقابر المعافر وذلك في ذي القعدة سنة 246 وله أخ اسمه ذو الكفل، وإخميم أيضا موضع بأرض العرب. قال أبو عبد الله محمد بن المعلى بن عبد الله الأزدي في شرحه لشعر تميم بن مقبل وذكر أسماء جاءت على وزن إفعيل فقال وإخميم موضع غوري نزله قوم من عنزة فهم به إلى اليوم. قال شاعرمنهم:
لمن طلل عاف بصحراء إخميم ** عفا غير أوتاد وجون يحاميم إخنا: بالكسر ثم السكون والنون مقصور وبعض يقول إخنو ووجدته في غير نسخة من كتاب فتوح مصر بالجيم وأحفيت في السؤال عنه بمصر فلم أجد من يعرفه إلا بالخاء، وقال القضاعي وهو يعدد كور الحوف الغربي وكورتا إخنا ورشيد والبحيرة وجميع ذلك قرب الاسكندرية وأخبار الفتوح تدل على أنها مدينة قديمة ذات عمل، منفرد وملك مستبد وكان صاحبها يقال له في أيام الفتوح طلما وكان عنده كتاب من عمرو بن العاصي بالصلح على بلده ومصرجميعها فيما رواه بعضهم. وروى الآخرون عن هشام بن أبي رقية اللخمي أن صاحب إخنا قدم على عمرو بن العاص فقال له أخبرنا بما على أحدنا من الجزية فنصير لها فقال عمرو وهو مشير إلى ركن كنيسة لو أعطيتني من الأرض إلى السقف ما أخبرتك بما عليك إنما أنتم خزانة لنا إن كثر علينا كثرنا عليكم وإن خفف عنا خففنا عنكم وهذا يدل على أن مصر فتحت عنوة لا بصلح معين على شيء معلوم قال فغضب صاحب إخنا وخرج إلى الروم فقدم بهم فهزمهم الله وأسر صاحب إخنا فأتي به عمرو بن العاص فقال له الناس اقتله فقال لا بل أطلقه لينطلق فيجيئنا بجيش آخر.
أخناث: بالفتح وآخره ثاء مثلثة جمع خنث وهو التثني. موضع في شعر بعض الأزد حيث قال:
شط من حل باللوى الأبراثا ** عن نوى من تربع الأخناثا الأخنونية: بالضم ثم السكون وضم النون وواو ساكنة ونون أخرى مكسورة وياء مشددة. موضع من أعمال بغداد قيل هي حربى.
الأخيان: بالضم ثم الفتح وياء مشددة كأنه تصغير تثنية أخ. وهو اسم جبلين في حق ذي العرجاء على الشبيكة وهو ماء في بطن واد فيه ركايا كثيرة.
أخي: واحد الذي قبله تصغير أخ، ويوم أخي من أيام العرب أغار فيه أبو بشر العذري على بني مرة.
باب الهمزة والدال وما يليهما
أدامى: بالفتح والقصر. قال أبو القاسم السعدي: أدامى موضع بالحجاز فيه قبر الزهري العالم الفقيه ولاأعرفه أنا، وفي كتاب نصر الأدامي من أعراض المدينة كان للزهري هناك نخل غرسه بعد أن أسن. والأدامي أيضا من ديار قضاعة بالشام وقيل بضم الهمزة.
أدام: بالضم كأنه من قولهم أدام زيد يديم فأنا أدام، وقال محمود بن عمر أدام. وادي تهامة أعلاه لهذيل وأسفله لكنانة، وقال السيد علي العلوي: أدام بكسر أوله، وقال فيه: ماءه يقال لها بئر أدام على طريق، اليمن لبني شعبة من كنانة.
أدام: بالفتح. قال الأ صعي: أدام بلد وقيل واد، وقال أبو حازم: هو من أشهر أودية مكة. قاد صخر الغي الهذلي:
لعمرك والمنايا غالبات ** وما تغني التميمات الحماما
لقد أجرى لمصرعه تليد ** وساقته المنية من أداما
إلى جدث بجنب الجوراس ** به ما حل ثم به أقاما الأداهم: جمع أدهم كما قالوا الأحاوص في جمع أحوص وقد تقدم تعليله: اسم موضع في قول عمرو بن خرجة الفزا ري:
ذكرت ابنة السعدي ذكرى ودونها ** رحا جابر واحتل أهلي الأداهما الأداة: بالفتح بلفظ واحدة الأدوات. اسم جبل.
الأدبر: بالباء الموحدة. موضع في عارض اليمامة يقال له ثقب الأدبر.
أدبي: بفتح أوله وثانيه وكسر الباء الموحدة وياء مشدة. جبل قرب العوارض. قال الشماخ:
كأنها وقد بدا عوارض ** وأدبي في السراب غامض
والليل بين قنوين رابض ** بحيرة الوادي قطا نواهض وقال نصر أدبي جبل في ديار طييء حذاء عوارض وهو جبل أسود في أعلى ديار طييء وناحية دار فزارة.
أدرفركال: بفتح أوله وثانيه وراء ساكنة وفاء مكسورة وراء أخرى ساكنة وكاف وألف ولام. اسم ناحية بالمغرب من أرض البربرعلى البحر المحيط من أعمال أغمات دونها السوس الأقصى وفي غربيها رباط ماسة على نحو البحر وبحذائها من الجنوب لمطة ودونها من الشرق تامدلت ثم شرقي السوس على سمتها أيضا شرقا سجلماسة.
أذرنكة: بالضم ثم السكون وراء مضمومة ونون ساكنة وكاف وهاء. من قرى الصعيد فوق أسيوط زرعها الكتان حسب.
إدريت: بالكسر ثم السكون وراء مكسورة وياء وتاء مثناة. علم لموضع عن العمراني.
إدريجة: بالكسر ثم السكون وكسر الراء وياء ساكنة وجيم وهاء. من قرى البهنسا من صعيد مصر.
أدفاء: جمع دفء. اسم موضع.
أدفو: بضم الهمزة وسكون الدال وضم الفاء وسكون الواو. اسم قرية بصعيد مصر الأعلى بين أسوان وقوص وهي كثيرة النخل بها تمر لا يقدر أحدعلىأ كله حتى يدق في الهاون كالسكر ويذر على العصائد قاله ابن زولاق. منها أبو بكر محمد بن علي الأدفوي الأديب المقري صاحب النخاس له كتاب في تفسير القران المجيد في خمس مجلدات كبار وله غير ذلك من كتب الأدب وقد استوفيت خبره في كتاب مع الأدباء وأدفوا إيضا قرية بمصر من كورة البحيرة ويقال أتفوا بالتاء المثناة فيهما.
أدفة: بالفتح ثم السكون وفتح الفاء والهاء. من قرى إخميم بالصعيد من مصر.
ادقية: بالضم ثم السكون وكسر القاف وياء مشددة جبل لبني قشير.
أدماء: بالضم والمد. موضع بين خيبر وديار طييء غدير مطرق.
أدماث: بالفتح ثم السكون وميم وألف وثاء مثلثة جمع دمث وهو مكان الرمل اللين وجمعه دماث وأدماث والدماثة سهولة الخلق منه. وهو موضع.
أدمام: بالضم ثم الفتح وميم وألف وميم أخرى. اسم بلد بالمغرب وأنا منه في شك.
أدمان: بالضم ثم السكون وميم وألف ونون. قال يعقوب: أدمان شعبة تدفع عن يمين بدر ثلاثة أميال قال كثير:
لمن الديار بأبرق الحنان ** فالبرق فالهضبات من أدمان أدم: بفتح أوله وثانيه بلفظ الأدم من الجلود وهوجمع أديم وأديم كل شيء ظاهر جلده مثل أفيق وأفق و يجمع على أدمة مثل رغيف وأرغفة أدم. موضع قريب من ذي قار وإليه انتهى من تبع فل الأعاجم يوم ذي قار وهناك قتل الهامرز. وأدم أيضا ناحية قرب هجر من أرض البحرين. وأدم أيضا من نواحي عمان الشمالية تليها شمليل وهي ناحية أخرى من عمان قرية من البحر. وأدم أيضا بقرب العمق قال نصر وأظنه جبلا، وأدم أيضا أول منزل من واسط للحاج القاصد إلى مكة وهو من العيون إن لم يكن الأول. وأدم من قرى اليمن ثم من أعمال صنعاء.
ادم: بضم أوله وثانيه، والأدم من الظباء البيض تعلوهن جدد فيهن غبرة. من قرى الطائف.
أدمى: بضم أوله وفتح ثانيه. قال ابن خالويه: ليس في كلام العرب فعلى بضم أوله وفتح ثانيه مقصور غير ثلاثة ألفاظ شعبى اسم موضع وأدمى اسم موضع وأربى اسم للداهية ثم أنشد. يسبقن بالأدمى فراخ تنوفة.
وفعلى هذا وزن مختص بالمؤنث، وقال بعضهم. أدمى اسم جبل بفارس، وفي الصحاح أدمى على فعلى بضم الفاء وفتح العين اسم موضع، وقال محمود بن عمر أدمي أرض ذات حجارة في بلاد قشير، وقال القتال الكلابي:
وأرسل مروان الأمير رسوله ** لآتيه إني إذا لمضلل
وفي ساحة العنقاء أو في عماية ** أو الأدمي من رهبة الموت موئل وقال أبو سعيد السكرى في قول جرير:
يا حبذا الخرج بين الدام والأدمي ** فالرمث من برقة الروحان فالغرف الدام والأدمي من بلاد بني سعد، وبيت القتال يدل على أنه جبل، وقال أبو خراش الهذلي:
ترى طالبي الحاجات يغشون بابه ** سراعا كما تهوي إلى أدمي النحل قال في تفسيره أدمي جبل بالطائف، وقال محمد بن إدريس الأدمي جبل فيه قرية باليمامة قريبة من الدام وكلاهما بأرض اليمامة.
الأدنيان: بالفتح ثم السكون وفتح النون وياء وألف ونون كأنه تثنية الأدنى أي الأقرب من دنا يدنو. اسم واد في بلادهم.
الأد واء: كأنه جمع داء. موضع، وقال نصر الأدواء بضم الهمزة وفتح الدال موضع في ديار تميم بنجد.
الأد هم: رعن ينقاد من أجإ مشرقا والنعف رعن بطرفه عن الحا زمي.
أديات: بالضم ثم الفتح وياء مشددة كأنه جمع أدية مصغر. موضع بين ديار فزارة وديار كلب. قال الراعي النميري:
إذا بتم بين الأيات ليلة ** وأخنستم من عالج كل أذرعا أديم: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وميم، وأديم كل شيء ظاهره. موضع في بلاد هذيل. قال أبو جندب منهم:
وأحياء لدى سعد بن بكر ** بأملاح فظاهرة الأديم أديم: بلفظ التصغير. أرض تجاور تثليث تلي السراة بين تهامة واليمن كانت من ديار جهينة وجرم قديما. وأديم أيضا عند وادي القرى من ديار عذرة كانت لهم بها وقعة مع بني مرة عن نصر.
أديمة: بالضم ثم الفتح وياء ساكنة وميم كأنه تصغير أدمة. اسم جبل عن أبي القاسم محمود بن عمر، وقال غيره أديمة جبل بين قلهى وتقتد بالحجاز.
باب الهمزة والذال وما يليهما
أذاخر: بالفتح والخاء المعجمة مكسورة كأنه جمع الجمع. يقال ذخر وأذخر وأذاخر نحو أرهط وأراهط. قال ابن إسحاق لما وصل رسول الله ﷺ مكة عام الفتح دخل من أذاخر حتى نزل بأعلى مكة وضربت هناك قبته.
أذافر: بالفاء. جبل لطيء لا نخل فيه ولا زرع.
أذاسا: بالفتح والسين المهملة. اسم لمدينة الرها التي بالجزيرة. قال يحيى بن جرير الطبيب التكريتي النصراني في السنة السادسة من موت الإسكندر بنى سلوقوس الملك في السنة السادسة عشرة من ملكه مدينة اللاذقية وسلوقية وأفامية وباروا وهي حلب وأذاسا وهي الرها وكمل بناء إنطاكية.
أذبل: بالفتح ثم السكون وضم الباء الموحدة ولام لغة فى يذبل. جبل في طريق اليمامة من أرض نجد معدود في نواحي اليمامة فيما قيل.
أذربيجان: بالفتح ثم السكون وفتح الراء وكسر الباء الموحدة وياء ساكنة وجيم. هكذا جاءفي شعر الشماخ
تذكزتها وهنا وقد حال دونها ** قرى أذربيجان المسالح والحال
رقد فتح قوم الذال وسكنوا الراء ومد آخرون الهمزة مع ذلك، وروي عن المهلب ولا أعرف المهلب هذا آذربيجان بمد الهمزة وسكون الذال فيلتقي ساكنان وكسر الراء ثم ياء ساكنة وباء موحدة مفتوحة وجيم وألف ونون. قال أبو عون إسحاق بن علي في زيجه أذربيجان في الاقليم الخامس طولها ثلاث وسبعون درجة وعرضها أربعون درجة. قال النحويون: النسبة إليه أذري بالتحريك وقيل أذرى بسكون الذال لأنه عندهم مركب من أذر وبيجان فالشبة إلى الشطر الأول وقيل أذربي كل قد جاء وهو اسم اجتمعت فيه خمس موانع من الصرف العجمة والتعريف والتأنيث والتركيب وإلحاق الألف والنون ومع ذلك فإنه إذا زالت عنه إحدى هذه الموانع وهو التعريف صرف لأن هذه الأسباب لا تكون موانع من الصرف إلا مع العلمية فإذا زالت العلمية بطل حكم البواقي ولولا ذلك لكان مثل قائمة ومانعة ومطيعة وغير منصرف لأن فيه التأنيت والوصف ولكان مثل الفرند واللجام غير منصرف لاجتماع العجمة والوصف فيه وكذلك الكتمان لأن فيه الألف والنون والوصف فاعرف ذلك. قال بن المقفع: أذربيجان مسماة بأذرباذ بن إيران بن الأسود بن سام بن نوح عليه السلام وقيل أذرباذ بن بيوراسف وقيل: بل أذر اسم النار بالفهلوية وبايكان معناه الحافظ والخازن فكان معناه بيت النار أو خازن النار وهذا أشبه بالحق وأحرى به لأن بيوت النار في هذه الناحية كانت كثيرة جدا، وحد أذربيجان من برزذعة مشرقا إلى أرزنجان مغربا ويتصل حدها من جهة الشمال ببلاد الديلم والجيل والطرم وهو إقليم واسع ومن مشهور مدائنها تبريز وهي اليوم قصبتها وأكبر مدنها وكانت قصبتها قديما المراغة ومن مدنها خوي وسلماس وأرمية وأردبيل ومرند وغير ذلك، وهو صقع جليل ومملكة عظيمة الغالب عليها الجبال وفيه قلاع كثيرة وخيرات واسعة وفواكه جمة ما رأيت ناحية أكثر بساتين منها ولا أغزر مياها وعيونا لا يحتاج السائر بنواحيها إلى حمل إناء للماء لأن المياه جارية تحت أقداه أين توجه وهو ماء بارد عذب صحيح وأهلها صباح الوجوه حمرها رقاق البشرة ولهم لغة يقال لها الأذرية لا يفهمها غيرهم وفي أهلها لين وحسن معاملة إلا أن البخل يغلب على طباعهم وهي بلاد فتنة وحروب ما خلت قط منها فلذلك أكثر مدنها خراب وقراها يباب، وفي أيامنا هذه هي مملكة جلال الدين منكبرني بن علاء الدين محمد بن تكش خرارزم شاه وقد فتحت أولا في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان عمر قد أنفذ المغيرة بن شعبة الثقفي واليا على الكوفة ومعه كتاب إلى حذيفة بن اليمان بولاية أذربيجان فورد الكتاب على حذيفة وهو بنهاوند فسارمنها إلى أذربيجان في جيش كثيف حتى أتى أردبيل وهي يومئذ مدينة أذربيجان وكان مرزبانها قد جمع المقاتلة من أهل باجروان وميمذ والبذ وسراو وشيز والميانج وغيرها فقاتلوا المسلمين قتالا شديدا أياما ثم إن المرزبان صالح حذيفة على جميع أذربيجان على ثمانمائة ألف درهم وزنا على أن لا يقتل منهم أحدا ولا يسبيه ولا يهدم بيت نار ولا يعرض لأكراد البلاشجان وسبلان ومياه روذان ولا يمنع أهل الشيز خاصة من الزفن في أعيادهم لاظهار ما كانوا يظهرو ثم إنه غزا موقان وجيلان فأوقع بهم وصالحهم على إتاوة، ثم إن عمررضي الله عنه عزل حذيفة وولى عتبة بن فرقد على أذربيجان فأتاها من الموصل ويقال بل أتاها من شهرزورعلى الشك الذي يغرف بمعاوية الأذري فلما دخل أردبيل وجد أهلها على العهد وقد انتقضت عليه نواح فغزاها وظفروغنم فكان معه ابنه عمروبن عتبة بن فرقد الزاهد، وعن الواقدي غزا المغيرة بن شعبة أذربيجان من الكوفة سنة اثنتين وعشرين ففتحها عنوة ووضع عليها الخراج، وروى أبو المنذر هشام بن محمد عن أبي مخنف أن المغيرة بن شعبة غزا أذربيجان في سنة عشرين ففتحها ثم إنهم كفروا فغزاهم الأشعث بن قيس الكندي ففتح حصن جابروان وصالحهم على صلح المغيرة ومض صلح الأشعث إلى اليوم، وقال المدايني لما هزم المشركون بنهاوند رجع الناس إلى أمصارهم وبقي أهل الكوفة مع حذيفة فغزا بهم أذربيجان فصالحهم على ثمانمائة ألف درهم ولما استعمل عثمان بن عفان رضي الله عنه الوليد بن عقبة على الكوفة عزل عتبة بن فرقد عن أذربيجان فنقضوا فغزاهم الوليد بن عقبة سنة خمس وعشرين وعلى مقدمته عبد الله بن شبيل الأحمسي فأغارعلى أهل موقان والتبريز والطيلسان فغنم وسبا ثم صالح أهل أذربيجان على صلح حذيفة. الأحمسي فأغارعلى أهل موقان والتبريز والطيلسان فغنم وسبا ثم صالح أهل أذربيجان على صلح حذيفة.
أذرح: بالفتح ثم السكون وضم الراء والحاء المهملة، وهو جمع ذريح وذريحة جمعها الذرائح وأذرح إن كان منه فهو على قياس لأن أ فعلا جمع فعل غالبا وهي هضاب تنبسط على الأرض حمر وإن جعل جمع الذرح وهو شجر تتخذ منه الرحال نحو زمن وأزمن فأصل أفعل أن يجمع على أفعال فيكون أيضاعلى غيرقياس فأما أزمن فمحمول على دهر وأدهر لأن معناهما واحد. وهو اسم بلد في أطراف الشام من أعمال السراة ثم من نواحي البلقاء وعمان مجاورة لأرض الحجاز. قال ابن الوضاح هي من فلسطين وهو غلط منه وإنما - هي في قبلي فلسطين من ناحية الشراة، وفي كتاب مسلم بن الحجاج بين أذرح والجرباء ثلاثة أيام. وحدثني الأمير شرف الدين يعقوب بن الحسن الهذياني قبيل من الأكراد ينزلون في نواحي الوصل قال: رأيت أذرح والجرباء غير مرة وبينهما ميل واحد وأقل لأن الواقف في هذا ينظر هذه واستدعى رجلا من أهل تلك الناحية ونحن بدمشق واستشهده على صحة ذلك فشهد به ثم لقيت أنا غير واحد من أهل تلك الناحية وسألتهم عن ذلك فكل قال مثل قوله وقد وهم فيه قوم فرووه بالجيم، وبأذرح إلى الجرباء كان أمر الحكمبن بين عمرو بن العاص وأبي موس الأشعري وقيل بدومة الجندل، والصحيح أذرح والحرباء، ويشهد بذلك قول ذي الرمة يمدح بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري.
أبوك تلافى الدين والناس بعد ما ** تساؤا وبيت الدين منقطع الكسر
فشد إصار الدين أيام أذرح ** ورد حروبا قد لقحن إلى عقر وكان الأصعي يلعن كعب بن جعيل لقوله في عمرو بن العاص.
كأن أبا موسى عشية أذرح ** يطيف بلقمان الحكيم يواربة
فلما تلاقوا في تراث محمد ** سمت بابن هند في قريش مضاربة
يعني بلقمان الحكيم عمرو بن العاص، وقال الأسود بن الهيثم:
ولما تداركت الوفود بأذرح ** وفي أشعري لا يحل له غدر
أدى أمانته ووفى نذره ** عنه وأصبح غادرا عمرو
يا عمرو إن تدع القضية تعترف ** ذل الحياة وينزع النصر
ترك القران فما تأول آية ** وارتاب إذ جعلت له مصر
وفتحت أذرح والجرباء في حياة رسول الله ﷺ سنة تسع صولح أهل أذرح على مائة دينار جزية.
أذرعات: بالفتح ثم السكون وكسر الراء وعين مهملة وألف وتاء. كأنه جمع أذرعة جمع ذراع جمع قلة. وهو بلد في أطراف الشام يجاور أرض البلقاء وعمان ينسب إليه الخمر، وقال الحافظ أبو القاسم: أذرعات مدينة بالبلقاء، وقال النحويون: بالتثنية والجمع تزول الخصوصية عن الاعلام فتنكر وتجري مجرى النكرة من أسماء الأجناس فإذا أردت تعريفة عرفته بما تعرف به الأجناس وأما نحو أبانين وأذرعات وعرفات فتسميته ابتداء تثنية وجمع كما لو سميت رجلا بخليلان أو مساجد وإنما عرزف مثل ذلك بغير حرف تعريف وجعلت أعلاما لأنها لا تفترق فنزلت منزلة شيء واحد فلم يقع إلباس واللغة الفصيحة في عرفات الصرف ومغ الصرف لغة تقول هذه عرفات وأذرعات ورأيت عرفات وأذرعات ومررت بعرفات وأفرعات لأن فيه سببا واحدا وهذه التاء التي فيه للجمع لأ للتأنيث لأنه اسم لمواضع مجتمعة فجعلت تلك المواضع اسما واحدا وكان اسم كل موضع منها عرفة وأذرعة، وقيل بل الاسم جمع والمسمى مفرد فلذلك لم يتنكر، وقيل إن التاء فيه لم تتمحض للتأنيت ولا للجمع فأشبهت التاء في بنات وثبات وأما من منعها الصرف فإنه يقول إن التنوين فيها للمقابلة التي تقابل النون التي في جمع المذكر السالم فعلى هذا غير منصرفة، وقد ذكرتها العرب في أشعارها لأنها لم تزل من بلادها في الإعلام وقبله. قال بعض الأعراب:
ألا أيها البرق الذي بات يرتقي ** ويجلو دجى الظلماء ذكرتني نجدا
وهيجتني من أذرعات وما أرى ** بنجد على ذي حاجة طربا بعدا
ألم تر أن الليل يقصر طوله ** بنجد وتزداد الرياح به بردا
وقال امرؤ القيس:
ومثلك بيضاء العوارض طفلة ** لعوب تنسيني إذا قمت سربالي
تنورتها من أذرعات وأهلها ** بيثرب أذنى دارها نظر عال
وينسب إلى أذرعات أذرعي، وخرج منها طائفة من أهل العلم. منهم إسحاق بن إبراهيم الأذرعي بن هشام بن يعقوب بن إبراهيم بن عمرو بن هاشم بن أحمد ويقال ابن إبراهيم بن زامل أبو يعقوب النهدي أحد الثقات من عباد الله الصالحين رحل وحدث عن محمد بن الخضر بن علي الرافعي ويحيى بن أيوب بن ناوي العلاف وأبي يزيد يوسف بن يزيد القراطيسي وأحمد بن حماد بن عيينة وأبي زرعة وأبي عبد الرحمن النسائي وخلق كثير غير هؤلاء وحدث عنه أبو علي محمد بن هرون بن شعيب وتمام بن محمد الرازي وأبو الحسين بن جميع وعبد الوهاب الكلابي وأبو عبد الله بن مندة وأبو الحسين الرازي وغيرهم وقال أبو الحسن الرازي كان الأذرعي من أجلة أهل دمشق وعبادها وعلمائها ومات يوم عيد الأضحى سنة 344 عن نيف وتسعين سنة، ومحمد بن الزعيزعة الأذرعي وغيرهما، ومحمد بن عثمان بن خراش أبو بكر الأذرعي حدث عن محمد بن عقبة العسقلاني ويعلى بن الوليد الطبراني وأبي عبيد محمد بن حسان البصري ومحمد بن عبد الله بن موسى القراطيسي والعباس بن الوليدبن يوسف بن يونس الجرجاني ومسلمة بن عبد الحميد روى عنه أ بو يعقوب الأذرعي وأبو الخير أحمدبن محمدبن أيي الخير وأبوبكر محمدبن إبراهيم بن أسد القنوي وأبو الحسن علي بن جعفر بن محمد الرازي وغيرهم، وعبد الوهاب بن عبد الله بن عمر بن أيوب بن المعمر بن قعنب بن يزيد بن كثير بن مرة بن مالك أبو نصر المري الإمام الحافظ الشروطي يعرف بابن الأذرعي وبابن الجبان روى عن أبي القاسم الحسن بن علي البجلي وأبي علي بن أبي الزمام والمظفر بن حاجب بن أركين وأبي الحسن الدارقطني وخلق كثير لا يحصون روى عنه أبو الحسن بن السمسار وأبوعلي الأهوازي وعبد العزيز الكتاني وجماعة كثيرة وكان ثقة وقال عبد العزيز الكتاني مات شيخنا وأستاذنا عبد الوهاب المري في شؤال سنة 425 وصنف كتبا كثيرة وكان يحفظ شيئا من علم الحديث.
أذرع أكباد: بضم الراء كأنه جمع ذراع. موضع في قول تميم بن مقبل.
أفست بأذرع أكباد فحم لها ** ركب بلينة أو ركمب بساوينا
أذرع: غير مضاف. موضع نجدي في قوله، وأوقدت نارا للرعاء بأذرع.
أذرمة: بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الراء والميم. قال أحمد بن يحيى بن جابر أذرمة من ديار ربيعة. قرية قديمة أخذها الحسن بن عمر بن الخطاب التغليي مرصاحبها وبنى بها قصرا وحصنها. قال أحمد بن الطيب السرخسي الفيلسوف في كتاب له ذكر فيه رحلة المعتضد إلى الرملة لحرب خمارويه بن أحمد بن طولون وكان السرخسي في خدمته ذكر فيه جميع ما شاهده في طريقه في مضيه وعوده فقال ورحل يعني المعتضد من برقعيد إلى أذرمة وبين المنزلين خسمة فراسخ وفي أذرمة نهر يشقها وينفذ إلى آخرها وإلىصحرائها يأخذ من عين على رأس فرسخين منها وعليه في وسط المدينة قنطرة معقودة بالصخر والجص وعليه رحى ماء وعليها سوران واحد دون الآخر وفيها خرابات وسوق قدر مائتي حانوت ولها باب حديد ومن خارج السور خندق يحيط بالمديتة ويينها وبين السميعية قرية الهيثم بن المعمر فرسخ عرضا وبينها وبين مدينة سنجار في العرض عشرة فراسخ انتهى قول السرخسي، وأذرمة اليوم من أعمال الموصل من كورة تعرف ببين النهرين بين كورة البقعاء ونصيبين ولم تزل هذه الكورة من أعمال نصيبين وأذرمة اليوم قرية ليس فيها مما وصف شيء، وإليها ينسب أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد بن إسحاق الذرمي النصيبيني. قال ابن عساكر: أذرمة من قرى نصيبين وكان عبد الله المذكور من العباد الصالين انتقل إلى الثغر فأقام بأذرمة حتى مات وهو الذي ناظر أحمد بن أبي داود في خلق القران نقطعه في قصة فيها طول وكان سمع صفيان بن عيينة وغندر وهشيم بن بشير وإسماعيل بن علية وإسحاق بن يوسف الأزرق روى عنه أبو حاتم الرازي وأبو داود السجستاني وعبد الله بن أحمد بن حنبل ويحيى بن محمد بن صاعد وقدم بغداد وحدث بها، وقد غلط الحافظ أبو سعد السمعاني في ثلاثة مواضع أحدها أنه مد الألف وهي غير ممدودة وحرك الذال وهي ساكنة وقال: مي من قرى أذنة وهي كما ذكرنا قرية بين النهرين وإنما غره أن أبا عبد الرحمن كان يقال له الأذني أيضا لمقامه بأذنة.
أذرنت: مدينه بصقلية.
أذكان: بالفتح ثم السكون وكاف وألف ونون. ناحية من كرمان ثم من رستاق الروذان.
أذلق: بالفتح ثم السكون وفتح اللام وقاف. لسان ذلق وهذا أذلق من هذا أي أحد منه. قال الخارزنجي. الأذلق حفر وأخاديد.
أذن: بلفظ الأذن حاشة السمع أم أذن. قارة بالسماوة تقطع منها الرحى. قال أبو زياد: ومن جبال بني أبي بكر بن كلاب أذن وإياها أراد جهم بن سبل الكلابي بقوله فسكن:
فيا كبدأ طارت ثلاثين صدعة ** يا ويحما لاقت مليكة حاليا
فنضحك وسط القوم أن يسخروا بنا ** وأبكي إذا ما كنت في الأرض خاليا
فإني لأذن والستارين بعد ما ** عنيت لأذن والستارين قاليا
لباقي الهوى والشوق ما هبت الصبا ** وما لم يغير حادث الدهر حاليا
أذنة: بفتح أوله وثانيه ونون بوزن حسنة، وأذنة بكسر الذال بوزن خشنة. قال السكوني: بحذاء توز جبل يقال له الغمر شرقي توز ثم يمضي الماضي فيقع في جبل شرقيه أيضأ يقال له أذنة ثم يقطع إلى جبل يقال له حبشي، وقال نصر. آذنة خيال مغ أخيلة حمى فيد بينه وبين فيد نحو عشرين ميلا وقد جمع في الشعر فقيل اذنات. وأذنة أيضا بلد من الثغور قرب المصيصة مشهور. خرج منه جماعة من أهل العلم وسكنه اخرون. قال بطليموس: طول أذنة ثمان وستون درجة وخمس عشرة دقيقة وهي في الإقليم الرابع تحت إحدى وعشرين درجة من السرطان وخسى وأربعين دقيقة يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل عاقبتها مثلها من الميزان. قال أحمد بن يحيى ثن جابر: بنيت أذنة سنة إحدى أو اثنتين وأربعين ومائة وجنود خراسان معسكرون عليها بأمر صالح بن عك بن عبد الله بن عباس ثم بنى الرشيد القصر الذي عند أذنة قريب من جسرها على سيحان في حياة أبيه المهدي سنة 165 فلما كانت سنة 193 بنى أبو سليم فرج الخادم أذنة وأحكم بناءها وحصنها وندب إليها رجا لا من أهل خراسان وذلك بأمر محمد الأمين بن الرشيد، وقال ابن الفقيه عمرت أذنة في سنة 190 على يدي أبي سليم خادم تركي للرشيد ولاه الثغور وهو الذي عمر طرسوس وعين زربة، وقال أحمد بن الطيب: رحلنا من المصيصة راجعين إلى بغداد إلى أذنة في مرج وقرى متدانية جدا وعمارات كثيرة وبين المنزلين أربعة فراسخ ولأذنة نهر يقال له سيحان وعليه قنطرة من حجارة عجيبة بين المدينة وبين حصن مما يلي المصيصة وهو شبيه بالربض والقنطرة معقودة عليه على طاق واحد قال: ولأذنة ثمانية أبواب وسور وخندق، وينسب إليها جماعة من أهل العلم. منهم أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن داود الكتاني الأذني وغير.، وعدي بن أحمد بن عبد الباقي بن يحيى بن يزيد بن إبراهيم بن عبد الله أبو عمير الاذني حدث عن عمه أبي القاسم يحيى بن عبد الباقي الأذني وأبي عطية عبدالرحيم بن محمدبن عبدالله بن محمد الفزاري روى عنه أبو بكر أحمد بن عبد الكريم بن يعقوب الحلبي وأبو الطيب عبد المنعم بن عبد الله بن غلبون المغربي وأبو حفص عمر بن علي بن الحسن الإنطاكية مات في سنة 337، والقاضي علي بن الحسين بن بندار بن عبيد الله بن جبر أبو الحسن الأذني قاضي أذنة سمع بدمشق أبا بكر عبد الرحمن بن محمد بن العباس بن الدرفس وغيره وبغيرها أبا عروبة الحزاني وعلي بن عبد الرحيم الغضائري ومكحولا البيروتي وسمع بحران وطرسوس ومصر وغيرها روى عنه عبد الغني بن سعيد وغيره وقال الجبائي مات سنة 385.
أذون: بالفتح ثم الضم وسكون الواو وآخره نون. قرية من نواحي كورة قصران الخارج من نواحي الري. ينسب إليها أبو العباس أحمد بن الحشن بن بابا الزيدي سمع منه أبو سعد.
أذينه: بضم أوله وفتح ثانيه كأنه تصغير الأذن. اسم واد من أودية القبلية عن أبي القاسم عن على العلوي وعلي هذا بضم العين وفتح اللام.
باب الهمزة والراء وما يليهما
إراب: بالكسر واخره باء موحدة. من مياه البادية، ويوم إ راب من أيامهم غزا فيه هذيل بن هبيرة الأكبر التغلبي بن رياح بن يربوع والحي خلوف فسبى نساءهم وساق نعمهم. قال مساور بن هند:
وجلبته من أهل أبضة طائعا ** حتى تحكم فيه أهل إراب وقال منقذ بن عرفطة يرثي أخاه أهبان وقتلته بنو عجل يوم إراب:
بنفسي من تركت ولم يوسد ** بقف إراب وانحدروا سراعا
وخادعت المنية عنك سرا ** فلا جزغ تلان ولا رواعا وقال الفضل بن العباس اللهي:
أتبكي إن رأيت لام وهب ** مغاني لا تحاورك الجوابا
أثافي لا يرمن وأهل خيم ** سواجد قد خوين على إرابا وبخط اليزيدي في شرحه إراب ماء لبني رياح بن يربوع بالحزن.
أرابن: بالضم وبعد الألف باء موحدة مكسورة ثم نون. اسم منزل على نقا مبرك ينحدر من جبل جهينة على مضيق الصفراء قرب المدينة. قال كثير:
لما وقفت بها القلوص تبادرت ** حبب الدموع كأنهن عزالي
وذكرت عزة إذ تصاقب دارها ** برحيب فأرابن فنخال
الأرأسة: بالفتح ثم السكون وهمز الألف والسين مهملة. من مياه أبي بكر بن كلاب.
إرار: بكسر أوله. اسم واد في كتاب نصر.
أرار: اخره راء أيضا. من نواحي حلب عن الحازمي، ولست منه على ثقة.
إراش: بالكسر والشين معجمة. موضع في قول عدي بن الرقاع:
فلا هن بالبهمى وإياه إذ شتى ** جنوب إراش فاللها له فالعجب أراط: بالضم. من مياه بني نمير عن أبي زياد، وأنشد بعضهم:
أنى لك اليوم بذي أراط ** وهن أمثال الثري الأمراط
تنجو ولو من خلل الأمشاط ** يلحن أمثال من ذي لائب شرواط وفي كتاب نصر. ذو أراط واد في ديار بني جعفر بن كلاب في حمى ضرية، ويقال بفتح الهمزة، وذو أراط ودا لبني أسد عند لغاط، وذو أراط أيضا واد ينبت الثمام والعلجان بالوضح وضح الشطون بين قطيات وبين الحفيرة حفيرة خالد. وذو أراط أيضا واد في بلاد بني أسد، وأراط باليمامة.
أراطة: مثل الذي قبله وزيادة الهاء اسم ماء لبني عميلة شرقي سميراء، وقال نصر الأراطة من مياه غني بينها وبين أضاح ليلة.
أراطى: بألف مقصورة، ويقال: أراط أيضا، وهو ماء على ستة أميال من الهاشمية شرقي الخزيمية من طريق الحاج وينشد بيت عمرو بن كلثوم التغلبي على الروا يتين:
ونحن الحابسون بذي أراط ** تسف الجلة الخور الدرينا ويوم أراطى من أيام العرب، وقال ظالم بن البراء الفقيمي:
ونحن غداة يوم ذوات بهدى ** لدى الويدات إذ غشيت تميم
ضربنا الخيل بالأبطال حتى ** تولت وهى شاملها الكلوم
فأشبعنا ضباع ذوي أراطى ** من القتلى وألجثت الغنوم
قتلنا يوم ذلكم ببشر ** فكان كفاء مقتلكم حكيم أراظ: بالفتح والظاء معجمة. في كتاب نصر قال: موضع ينبغي أن يكون حجازيا. قلت: وأنا به مرتاب أظنه غلطا.
أراق: بالضم والقاف. موضع في قول ابن أحمر:
كأن على الجمال أوان حفت ** هجائن من نعاج أراق عينا وقال زيد الخيل الطائي
ولما أن بدت لصفا أراق ** تجمع من طوائفهم فلول
كأنهم بجنب الحوض أصلا ** نعام قالص عنه الظلول أراك: بالفتح واخره كاف، وهو وادي الأراك قرب مكة يتصل بغيقة قال نصر أراك فرع من دون ثافل قرب مكة، وقال الأ صمعي أراك جبل لهذيل، وذو أراك في. الأشعار، وقد قالت امرأة من غطفان:
إذا حنت الشقراء هاجت لي الهوى ** وذكرني أهل الأراك حنينها
شكوت إليها نأي قومي وبعدهم ** وتشكو إلي أن أصيب جنينها وقيل هو موضع من نمرة في موضع من عرفة يقال لذلك الموضع نمرة وقد ذكر في موضعه، وقيل هو من مواقف عرفة بعضه من جهة الشام وبعضه من جهة اليمن، والأراك في الأصل شجر معروف وهو أيضا شجرمجتمع يستظل به.
الأراكة: واحدة الذي قبله ذو الأراكة. نخل بموضع من اليمامة لبني عجل. قال عمارة بن عقيل:
وغداة بطن بلاد كان بيوتكم ** ببلاد أ نجد منجدون وغاروا
وبذي الأراكة منكم قد غادروا ** جيفا كأن رؤسها الفخار وقال رجل يهجو بني عجل وكان قد نزل بهم فأساؤا قراة
لا ينزلن بذي الأراكة راكمب ** حتى يقدم قبله بطعام
ظلت بمخترق الرياح ركابنا ** لا مفطرون بها ولا صوام
ياعجل قد زعمت حنيفة أنكم ** عتم القرى وقليلة الادام أراال: بالفتح واخره لام. قال الأصمعي ولهذيل. جبل يقال له أرال، وأنشد غيره لكثير:
ألا ليت شعري هل تغير بعدنا ** أرال فصر ما قادم فتناضب إرام الكناس: بالكسر. رمل في بلاد عبد الله بن كلاب.
أرا نب: جمع أرنب من الدواب الوحشية ذات الأرانب. موضع في قول عدي بن الرقاع العاملي:
فذر ذا ولكن هل ترى ضوء بارق ** وميضا ترى منه على بعده لمعا
تصعد في ذات الأرانب موهنا ** إذا هزرعدا خلت في ودقه شفعا أران: بالفتح وتشديد الراء وألف ونون، إسم أعجمي
لولاية واسعة وبلاد كثيرة منها جنزة وهي التي تسميها العامة كنجة وبرذعة وشمكور وبيلقان وبين أذربيجان وأزان نهر يقال له الرس كلما جاوره من ناحية المغرب والشمال فهو من أران وما كان من جهة المشرق فهو من أذربيجان. قال نصر أزان من أصقاع إرمينية يذكر مع سيسجان وهو أيضا اسم لحران البلد المشهور من ديار مضر بالضاد المعجمة كان يعمل بها الخز قديما، ومنسب إلى هذه الناحية الفقيه عبد الخالق بن أبي المعالي بن محمد الأراني الشافعي قدم الموصل وتفقه على أيي حامد بن يونس وكان كثيرا ما ينشد قول أبى المعالي الجويني الإمام:
بلاد الله واسعة فضاها ** ورزق الله في الدنيا فسيح
فقل للقاعدين على هوان ** إذا ضاقت بكم أرض فسيحوا وأران أيضا قلعة مشهورة من نواحي قزوين.
أرباع: جمع ربع. وهو اسم موضع.
أربد: بالفتح ثم السكون والباء الموحدة. قرية بالأردن قرب طبرية عن يمين طريق المغرب بها قبر أم موسى ابن عمران عليه السلام وقبور أربعة من أولاد يعقوب عليه السلام وهم دان وأيساجار وزبولون وكاد فيما زعموا.
الأربس: بالضم ثم السكون والباء الموحدة مضمومة وسين مهملة. مدينة وكورة بإفريقية وكورتها واسعة وأكثر غلتها الزعفران وبها معدن حديد وبينها وبين القيروان ثلاثة أيام من جهة المغرب. قال أبو عبيد: البكري الأبكري مدينة مسورة لها ربض كبير ويعرف ببلد العنبر وإليها سارإبراهيم بن الأغلب حين خرج من القيروان في سنة 296 وزحف إليها أبو عبد الله. الشيعي ونازلها وبها جمهورأجناد إفريقية مع إبراهيم بن الأغلب ففرعنها في جماعة من القؤاد والجند إلى طرابلس ودخلها الشيعي عنوة ولجأ أهلها ومن بقي فيها من فل الجند إلى جامعها فركب بعض الناس بعضا فقتلهم الشيعي أجمعين حتى كانت الدماء تسيح من أبواب الجامع كسيلان الماء بوابل الغيث وكان في المسجد ألوف وكان ذلك من أول العصر إلى اخر الليل وإلى هذا الوقت كانت ولاية بني الأغلب لإفريقية ثم انقرضت، وينسب إليها أبو طاهر الأربسي الاشاعر من أهل مصر، وهو القائل لابن فياض سليمان وقانا الله شره.
لحية ليست تساوي ** في نفاق الشعر بعره ويعلى إبراهيم الأربسي شاعر مجود ذكره ابن رشيق في الأنموذج وذكر أن وفاته كانت بمصر في سنة 418 وقد أربي على الستين.
الأربعاء: بالفتح ثم السكون وفتح الباء الموحدة والعين المهملة والألف ممدودة. كذا ضبطه أبو بكر محمد بن الحسن الزبيدي فيما استدركه على سيبويه في الأبنية، وقال هو أفعلاء بفتح العين ولم يأت غيره على هذا الوزن، وأنشد لسحيم بن وثيل الرياحي:
ألم ترنا بالأربعاء وخيلنا ** غداة دعانا قعنمب والكياهم وقد قيل فيه أيضأ الأربعاء بضم أوله وسكون الثاني وضم الباء الموحدة. قلت والمعروف سوق الأربعاء، بلدة من نواحي خوزستان على نهر ذات جانبين وبها سوق والجانب العراقي أعمر وفيه الجامع.
أربق: بالفتح ثم السكون وباء مفتوحة موحدة وقد تضم وقاف ويقال بالكاف مكان القاف وقد ذكر بعده من نواحي رامهرمز من نواحي خوزستان. ينسب إليها أبو طاهرعلي بن أحمد بن الفضل الرامهرمزي الأربقي، وقرأت في كتاب المفاوضة لأبي الحسن محمد بن علي بن نصر الكاتب حدثني القاضي أبو الحسن أحمد بن الحسن الأربقي بأربق وكان رجلا فاضلا قاضي البلد وخطيبه وإمامه في شهر رمضان ومن أفضل على منزلة قال تقلد بلدنا بعض العجم الجفاة والتف به جماعة ممن حسدني وكره تقدمي فصرفني عن القضاء ورام صرفي عن الخطابة والإمامة فثار الناس ولم تساعده المسلمون، فكتبت إليه بهذه الأبيات:
قل للذين تألبوا وتحزبوا ** قد طبت نفسا عن ولاية أربق
هبني صددت عن القضاء تعديا ** أأصد عن حذقي به وتحققي
وعن الفصاحة والنزاهة والنهى ** خلقا خصصت به وفضل المنطق
أربك: بالفتح ثم السكون وباء موحدة تضم وتفتح وآخره كاف وهو الذي قبله بعينه يقال بالكاف والقاف من نواحي الأهواز. بلد وناحية ذات قرى ومزارع وعنده قنطرة مشهورة لها ذكر في كتب السير وأخبار الخوارج وغيرهم. فتحها المسلمون عام سبعة عشر في خلافة أمير المؤمنين عمربن الخطاب رضي الله عنه قبل نهاوند وكان أمير جيش المسلمين النعمان بن مقرن المزني. وقد قال في ذلك:
عوت فارس واليوم حام أواره ** بمحتفل بين الدكاك وأربك
فلا غزو إلا حين ولوا وأدركت ** جموعهم خيل الرئيس بن أرمك
وأفلتهن الهرمزان موائلا ** به ندب من ظاهر اللون أعتك إربل: بالكسر ثم السكون وباء موحدة مكسورة ولام بوزن إثمد ولا يجوز فتح الهمزة لأنه ليس في أوزانهم مثل إفعل إلأ ماحكى سيبويه من قولهم إصبع وهي لغة قليلة غير مستعملة فإن كان إربل عربيا فقد قال الأصمعي الربل ضرب من الشجر إذا برد الزمان عليه وأد بر الصيف تفطر بورق أخضر من غير مطر يقال تربلت الأرض لا يزال بها ربل فيجوز أن تكون إربل مشمقة من ذلك، وقد قال الفراء الريبال النبات الكثير الملتف الطويل فيجوز أن تكون هذه الأرض اتفق فيها في بعض الأعوام من الخصب وسعة التنبت ما دعاهم إلى تسميتها بذلك ثم استمر كما فعلوا بأسماء الشهور فإنهم سموا كل شهر بما اتفق به في فصله من حر أو برد فسقط جمادى في شدة البرد وجمود المياه والربيعان في أيام الصيف وصفر حيث صفرت الأرض من الخيرات وكان تسميتها لذلك في أزمنة متباعدة ولم. يكن في عام واحد متوال ولو كان في عام واحد كان من المحال أن يجيء جمادى وهم يريدون به جمود الماء وشدة البرد بعد الربيع ثم تغيرت الأزمنة ولزمها ذلك الاسم. وإربل قلعة حصينة ومدينة كبيرة في فضاء من الأرض واسع بسيط ولقلعتها خندق عميق وهى من طرف ين المدينة وسور المدينة ينقطع في نصفها وهي على تل عال من التراب عظيم واسع الرأس وفي هذه القلعة أسواق ومنازل للرعية وجامع للصلاة وهي شبيهة بقلعة حلب إلا أنها أكبر وأوسع رفعة، وطول إربل تسع وستون درجة ونصف وعرضها خمس وثلاثون درجة ونصف وثلث وهي بين الزابين تعد من أعمال الموصل وبينهما مسيرة يومين، وفي ربض هذه القعلة في عصرنا هذا مدينة كبيرة عريضة طويلة قام بعمارتها وبناء سورها وعمارة أسواقها وقيسارياتها الأمير مظفر الدين كوكبري بن زين الدين كوجك علي فأقام بها وقامت بمقامه بها لها سوق وصار له هيبة وقاوم الملوك ونابذهم بشهامته وكثرة تجربته حتى هابوه فانحفظ بذلك أطرافه وقصدها الغرباء وقطنها كثير منهم حتى صارت مصرا كبيرا من الأمصار وطباع هذا الأمير مختلفة متضادة فإنه كثير الظلم عسوف بالرعية راغب في أخذ الأموال من غير وجهها وهو مع ذلك مفضل على الفقراء كثير الصدقات على الغرباء يسير الأموال الجمة الوافرة يستفك بها الأسارى من أيدي الكفار وفي ذلك. يقول الشاعر:
كساعية للخير من كسب فرجها ** لها الويل لا تزني ولا تتصدق ومع سعة هذه المدينة فبنيانها وطباعها بالقرى أشبه منها بالمدن وأكثر أهلها أكراد قد استعربوا وجميع رساتيقها وفلاحيها وما ينضاف إليها أكراد وينضم إلى ولايتها عدة قلاع وبينها وبين بغداد. مسيرة سبعة أياء للقوافل وليس حولها بستان ولا فيها نهر جار على وجه الأرض وأكثر زروعها على القنى المستنبطة تحت الأرض وشربهم من ابارهم العذبة الطيبة المريئة التي لا فرق بين مائها وماء دجلة في العذوبة والخفة وفواكهها تجلب من جبال تجاورها ودخلتها فلم أر فيط من ينسب إلى فضل. غير أبي البركات المبارك بن أحمد بن المبارك بن موهوب بن غنيمة بن غالب يعرف بالمستوفى فإنه متحقق بالأدب محب لأهله مفضل عليهم وله دين واتصال بالسلطان وخلة شبيهة بالوزارة وقد سمع الحديث الكثير ممن تدل عليهم إربل وألف كتبأ وقد أنشدني من شعره وكتب لي بخطه عدة قطع، منها:
تذكرنيك الريح مرت عليلة ** على الروض مطلولا وقد وضح الفجر
وما بعدت دار ولا شط منزل ** إذا نحن أدنتنا الأماني والذكر
وقد كان اشتهر شعر أنوشروان البغدادي المعروف بشيطان العراق الضرير فيها سالكا طريق الهزل راكبا سنن الفكاهة موردا ألفاظ البغداديين والأكراد ثم إقلاعه عن ذلك والرجوع عنه ومدحه لإربل وتكذيبه نفسه وأنا أورد مختار كلمتيه ها هنا قصدا لترويح الأرواح والأحماض بنوع ظريف من المزاح، وهي هذه:
تبا لشيطاني وما سولا ** لأنه أنزلني إربلا
نزلتها في يوم نحس فما ** شككت أني نازل كربلا
وقلت ما أخطا الذي مثلا ** بإربل إذ قال بيت الخلا
هذا وفي البازار قوم إذا ** عاينتهم عاينت أهل البلا
من كل كردي حمار ومن ** كل عراقي نفاه الغلا
أما العراقيون ألفاظهم ** جب لي جفاني جف جال الجلا
جمالك أي جعجع جبة تجي ** تجب جماله قبل أن ترجلا
هتا مخاعيطي الكشحلي مشى ** كف المكفنى اللنك أي أبو العلا
جعة بجعصة أنتفه مدة ** يكفو به أشفقه بالملا
عكلى ترى هواي قسيمة أغفقه ** قل له البويذ بخين كيف أنقلا
هذى القطيعة هجعة الخط من ** عندي تدفع كم تحط الكلا
والكرد لا تسمع إلا جيا ** أو نجيا أو نتوى زنكلا
كلا وبوبو علكوا خشتري ** خيلوا وميلوا موسكا منكلا
مموا ومقوا ممكى ثم إن ** قالوا بو يركى تجي قلت لا
وفتية تزعق في سوقهم ** سردا جليدا صوتهم قد علا
وعصبة تزعق والله تنفر ** وشو ترايم هم سخام الطلا
ربغ خلا من كل خير بلى ** من كل عيب وسقوط ملا
فلعنة الله على شاعر ** يقصد ربعا ليس فيه كلا
أخطأت والمخطىء في مذهبي ** يضفع في قمته بالدلا
إذ لم يكن قصدي إلى سيد ** جماله قد جمل الموصلا
ثم قال يعتذر من هجائه لإربل ويمدح الرئيس مجد الدين داود بن محمد كتبت منها ما يليق بهذا الكتاب وألقيت السخف والمزخ
قد تاب شيطاني وقد قال لي ** لا عدت أهجوا بعدها إربلا
كيف وقد عاينت في صدرها ** صدرا رئيسا سيدا مقبلا
مولاي مجد الدين يا ماجدا ** شرفه الله وقد خولا
عبدك نوشروان في شعره ** ما زال للطيبة مستعملا
لولاك ما زارت ربا إربل ** أشعاره قط ولا عول
ولوتلقاك بها لم يقل ** تبا لشيطاني وما سولا
هذا وفي بيتي ست إذا ** أبصرها غيري انثنى أحولا
تقول فصل كازروفي وإن ** طاكي والأ ناطح الأيلا
فقلت ما في الموصل اليوم لي ** معيشة قالت دع الموصلا
واقصد الى إربل واربع بها ** ولا تقل ربعا قليل الكلا
وقل أنا أخطأت في ذمها ** وحط في رأسك خلفع الذلا
وقل أبي القرد وخالي وأنا ** كلب وإن الكلب قد خولا
وعمتي قادت على خالتي ** وأمي القحبة رأس البلا
وأختي القنفاء شبارة ** ملا حها قد ركب الكوثلا
فربعنا ملآن من فسقنا ** وقط من ناكتنا ما خلا
وكل من واجهنا وجهه ** سحم فيه بالسخام الطلا
يا إربليين اسمعوا كلمة ** قد قال شيطاني واسترسلا
فالآن عنكم قد هجا نفسه ** بكل قول يخرس المقولا
هيج ذاك الهجوعن ربعكم ** كل أخيرينقض الأولا وقد نسب إليها جماعة من أهل العلم والحديث.
منهم أبو أحمد القاسم بن المظقر الشهرزوري الشيباني الإربلي وغيره. وإربل أيضا اسم لمدينة صيداء التي بالساحل من أرض الشام عن نصر وتلقنه عنه الحازمي و الله أعلم.
أربنجن: بالفتح ثم السكون وكسر الباء الموحدة وسكون النون وفتح الجيم واخره نون. بليدة من نواحي الصغد ثم من أعمال سمرقند وربما أسقطوا الهمزة فقالوا ربنجن. منها أبوبكر أحمد بن محمد بن موسى بن رجاء الأربنجي كان فقيها حنفيا مات سنة 369 وغيره.
أربونة: بفتح أوله ويضم ثم السكون وضم الباء الموحدة وسكون الواو ونون وهاء. بلد في طرف الثغر من أرض. الأندلس وهي الآن بيد الافرنج بينها وبين قرطبة على ما ذكره ابن الفقيه ألف ميل والله أعلم.
أربة: بالتحريك والباء الموحدة. اسم مدينة بالمغرب من أعمال الزاب وهي أ كبر مدينة بالزاب يقال إن حولها ثلائمائة وستون قرية.
أربيخ: بالفتح ثم السكون وكسر الباء الموحدة وياء ساكنة وخاءمعجمة. بلدفي غربي حلب.
أرتاح: بالفتح ثم السكون وتاء فوقها نقطتان وألف وحاء مهملة. اسم حصن منيع كان من العو اصم من أعمال حلب. قال أبو علي يجوز أن يكون أرتاح افتعل من الراحة وهمزته مقطوعة ويجوز أن يكون أرتاح أفعال كأنبار، وينسب إليه الحسين بن عبد الله الأرتاحي روى عن عبد الله بن حبيق، وأبو علي الحسن بن علي بن الحسن بن نواس الكناني المقري المعدل أصله من أرتاح مدينة من أعمال حلب وتولى الإشراف على وقوف جامع دمشق حدث عن الفضل بن جعفر ويوسف بن القاسم الميانجي وأبي العباس أحمد بن محمد البرذعي روى عنه أبو علي الأهوازي وهو من أقرانه وغيره مات سنة 439، وفي تاريخ دمشق في بن عبد الواحد بن الحسن بن علي بن الحسن بن شواس أبو الحسن بن أبي الفضل بن أبي علي المعدل أصلهم من أرتاح سمع أبا العباس بن قبيس وأبا القامم بن أبي العلاء والفقيه أبا الفتح نصر بن إبراهيم وكان أمينا على المواريث ووقف الأشراف وكان ذا مروءة قال سمعت منه وكان ثقة ولم يكن الحديث من صناعته توفي في ثالث عشرربيع الاخر سنة 523وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن حامد بن مفرج بن كياث الأرتاحي من أرتاح الشام وكان يقول نحن من أرتاح البصر لأن يعقوب عليه السلام بها رد عليه بصره روى بالإجازة عن أبي الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء وهو آخر من حدث بها في الدنيا مات سنة 601.
أرتامة: بالتاء فوقها نقطتان. من مياه غني بن أعصر عن أبي زياد.
أرتل: بضم التاء فوقها نقطتان ولام. حصن أو قرية باليمن من حازة بني شهاب.
أرتيان: بالفتح ثم السكون وتاء فوقها نقطتان مكسورة وياء وألف ونون. قرية من نواحي أستوا من أعمال يسابور. منها أبو عبد الله الحسن بن إسماعيل بن علي الأرتياني النيسابوري مات بعد العشر والثلاثمائة.
الأرتيق: بالضم، والذي سمعته من أفواه أهل حلب الأرتيق بالفتح. كورة من أعمال حلب من جهة القبلة.
أرثخشميثن: بالفتح ثم السكون وثاء مثلثة مفتوحة وخاء معجمة مضمومة وشين ساكنة معجمة وميم مكسورة وثاء مثلثة مفتوحة ونون وربما أسقطت الهمزة من أوله، مدينة كبيرة ذات أسواق عامرة ونغمة وافرة ولأهلها ظاهرة وهي في قدر نصيبين إلا أنها أعمر وآهل منها، وهي من أعمال خوارزم من أعاليها بينها وبين الجرجانية مدينة خوارزم ثلاثة أيام قدمت إليها في شوال سنة 616 قبل ورود التتر إلى خوارزم بأكثر من عام وخلفتها على ما وصفت ولا أدري ما كان من أمرها بعد ذلك وكنت قد وصلتها من ناحية مرو بعد أن لقيت من ألم البرد وجمود نهر جيحون على السفينة التي كنت بها وقد أيقنت أنا ومن في صحبتي بالعطب إلى أن فرج الله علينا بالصعود إلى البر فكان من البرد والثلوج في البر ما لا يبلغ القول إلى وصف حقيقته وعدم الظهرالذي يركب فوصلت إلى هذه المدينة بعد شدائد فكتبت على حائط خان سكنته إلى أن تيسر المضي إلى الجرجانية واختصرت بعض الاسم ليستقيم الوزن:
ذممنا رخشميثن إذ حلل ** بساحتها لشدة ما لقينا
أتيناها ونحن ذوو يسار ** فعدنا للشقاوة مفلسينا
فكم بردا لقيت بلا سلام ** وكم ذلا وخسرانا مبينأ
رأيت النار ترعد فيه بردا ** وشمس الأفق تحنر أن تبينا
وثلجا تقطر العينان منه ** ووحلا يعجز الفيل المتينا
وكالأنعام أهلا في كلام ** وفي سمت وأفعالا ودينأ
إذا خاطبتهم قالوا بغسا ** وكم من غصة قد جرعونا
فأخرجنا أيا رباه منها ** فإن عدنا فإنا ظالمونا
وليس الشأن في هذا ولكن ** عجيبا أن نجونا سالمينا
ولست بايس والله أرجو ** بعيد العسرمن يسريلينا قال هذه الأبيات وسطرها على ركاكتها وغثاثتها لأ ن الخاطر لصداه لم يسمح بغيرها من نسبته صحيحة الطرفين سقيمة العينين أحد صحيحيها ذلقي يمنع الإمالة والاخر شفهي محتمل الاستحالة وقد لاقى العبر في وعثاء السفر يخفي نفسه عفافا ولينال الناس كفا فا وكتب في شؤال سنة 616. قلت وأما ذمي لذلك البلد وأهله إنما كان نقثة مصدور اقتضاها ذلك الحادث المذكور وإلا فالبلد وأهله بالمدح أولى وبالتقريظ أحق وأحرى.
أرثد: بالفتح ثم السكون وثاء مثلثة ودال مهملة والرثد المتاع المنضود بعضه على بعض والرثدة بالكسر الجماعة من الناس يقيمون ولا يظعنون أرثد القوم أي أقاموا واحتفر القوم حتى أرثدوا أي بلغوا الثرى، وأرثد اسم واد بين مكة والمدينة في واد الأبواء، وفي قصة لمعاوية رواها جابر في يوم بدر قال فأين مقيلك قال بالهضبات من أرثد. قال الشاعر:
محل أولى الخيمات من بطن أرثدا وقال كثير:
لان شفائي نظرة إن نظرتها ** إلى ثافل يوما وخلفي شنائك
وأن تبرز الخيمات من بطن أرثد ** لنا وجبال المرختين الدكادك وقال بعضهم في الخيمات:
ألم تسأل الخيمات من بطن أرثد ** إلى النخل من ودأن ما فعلت نعم
تشوقني بالعرج منها منازل ** وبالخبت من أعلا منازلها رسم
فإن يك حرب بين قومي وقومها ** فإنى لها في كل ثائرة سلم
أسائل عنها كل ركب لقيته ** وما لي بها من بعد مكتبنا علم الأرجام: بالفتح ثم السكون وجيم وألف وميم. جبل قال جبيهاء الأشجعي:
إن المدينة لا مدينة فالزمي ** أرض الستار وقنة الأرجام أرجان: بفتح أوله وتشديد الراء وجيم وألف ونون. وعامة العجم يسمونها أرغان وقد خقف المتنبي الراء فقال:
أرجان أيتها الجياد فإنه ** عزمي الذي ياع الوشيج مكشرا وقال أبو علي أرجان وزنه فعلان ولا تجعله أفعلان لأنك إن جعلت الهمزة زائدة جعلت الفاء والغين من موضع واحد وهذا لا ينبغي أن يحمل على شيء لقلته ألا ترى أنه لا يجيء منه إلا حروف قليلة فإن قلت إن فعلان بناء ناثرلم يجىء في شيء من كلامهم وأفعلان قد جاء نحو أنبجان وأرونان قيل هذا البناء وإن لم يجيء في الأبنية العربية فقد جاء في العجمي بكم اسما ففعلان مثله إذا لم يقيد بالألف والنون ولا ينكر أن يجيء العجمي على ما لا تكون عليه أمثلة العربي ألا ترى أنه قد جاء فيه نحو سراويل في أبنية الآحاد وأبريسم وآجز ولم يجىء على ذلك شيء من أبنية كلام العرب فكذلك أرجان ويدلك على أنه لا يستقيم أن يحمل على أفعلان أن سيبويه جعل إمعة فعلة ولم يجعله إفعلة بناء لم يجىء في الصفات وإن كان قدجاء في الأسماء نحو إشفى وإنفخة وإبين وكذلك قال أبو عثمان في إما قولك إما زيد فمنطلق إنك لو سميت بها لجعلتها فعلا ولم تجعلها إفعل لما ذكرنا وكذلك يكون على قياس قول سيبويه وأبي عثمان الإجاص والإجانة والإجار فعالا ولا يكون أفعالا والهمزة فيها فاء الفعل وحكى أبوعثمان في همزة إجابة الفتح والكسر، وأنشدني محمد بن السري:
أراد الله أن يخزي بجيرا ** فسلطني عليه بأرجان
وقال الاصطخري: أرجان مدينة كبيرة كثيرة الخير بها نخيل كثير وزيتون وفواكه الجروم والفرود وهي برية بحرية سهلة جبلية ماؤها يسيح بينها وبين البحر مرحلة وبينها وبين شيراز ستون فرسخا وبينها وبين سوق الأهواز ستون فرسخا، وكان أول من أنشأها فيما حكته الفرس قباذ بن فيروز والد أنوشروان العادل لما استرجع الملك من أخيه جاماسب وغزا الروم افتتح من ديار بكر مدينتين ميافارقين وامد وكانتا في أيدي الروم وأمر فبنى فيما بين حد فارس والأهواز مدينة وسماها أبزقباذ وهي التي تدعى أرجان وأسكن فيها سبي هاتين المدينتين وكورها كورة وضنم إليها رساتيق من رامهرمز وكورة سابور وكورة أردشير خره وكورة أصبهان هكذا قيل وإن أرجان لها ذكر في الفتوح ولا أدري أهي غيرها أم إحدى الروايتين غلط وقيل كانت كورة أرجان بعضها إلى أصبهان وبعضها إلى اصطخر وبعضها إلى رامهرمز فصيرت في الاسلام كورة واحدة من كور فارس، وحدث أحمد بن محمد بن الفقيه قال حدثني محمد بن أحمد الأصبهاني قال بأرجان كهف في جبل ينبع منه ماء شبيه بالعرق من حجارة فيكون منه هذا الموميا الأبيض الجيد وعلى هذا الكهف باب من حديد وحفظة ويغلق ويختم بخاتم السلطان إلى يوم من السنة يفتح فيه ويجتمع القاضي وشيوخ البلد حتى يفتح بحضرتهم ويدخل إليه رجل ثقة عريان فيجمع ما قد اجتمع من الموميا ويجعله في قارورة فيصير ذلك مقدار مائة مثقال أو دونها ثم يخرج ويختم الباب بعد قفله إلى قابلو ويوجه بما اجتمع منه إلى السلطان وخاصيته لكل صدع أو كسر في العظم يسقى الانسان الذي انكسر شيىء من عظامه مثل العدسة فينزل أول ما يشربه إلى الكسر فيجبره ويصلحه لوقته، وقد ذكر البشاري والإصطخري أن هذا الكهف بكورة دار أبجرد وأنا أذكره إن شاء الله هناك، ومن أرجان إلى النوبتدجان نحو شيراز ستة وعشرون فرسخا وبينهما شعب بوان الموصوف بكثرة الأشجار والنزهة وسذكره في موضعه إن شاء الله تعالى، وينسب إلى أرجان جماعة كثيرة من أهل العلم. منهم أبو سهل أحمد بن سهل الأرجاني حدث عن أبي محمد زهير بن محمد البغدادي حدث عنه أبو محمد عبد الله بن محمد الإصطخري، وأبوعبد الله محمد بن حسن الأرجاني حدث عن أبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحي حدث عنه محمد بن عبد الله بن باكويه الشيرازي، وأبو سعد أحمد بن محمد بن أبي نصر الضرير الأرجاني الجلكي الأصبهاني سمع من فاطمة الجوزدانية ومات في شهر ربيع الأول سنة 606، والقاضي أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسين الأرجاني الشاعر المشهور كان قاضي تستر ولد في حدود سنة 460 ومات سنة 544، وغيرهم.
أرجذونة: بالضم ثم السكون وضم الجيم والذال المعجمة وسكون الواو وفتح النون وهاء. مدينة بالأندلس. قال ابن حوقل رية كورة عظيمة بالأندلس مدينتها أرجذونة، منها كان عمرو بن حفصويه الخارج على بني أمية.
أرجكوك: بالفتح ثم السكون وفتح الجيم وكاف وواو ساكنة. مدينة قرب ساحل إفريقية لها مرسى في جزيرة ذات مياه وهي مسكونة وأزجكوك على واد يعرف بتافنا بينها وبين البحر ميلان.
إرجنوس: بالكسر ثم السكون وفتح الجيم وتشديد النون وفتحها وسكون الواو وسين مهملة. قرية بالصعيد من كورة البهنسا.
أرجونة: بالفتح ثم السكون وجيم مضمومة وواو ساكنة ونون. بلد من ناحية جيان بالأندلس. منها شعيب بن صهيل بن شعيب الأرجوني يكنى أبا محمد عني بالحديث والرأي ورحل إلى المشرق فلقي جماعة من أئمة العلماء وكان من أهل الفهم بالفقه والرأي.
أرجيش: بالفتح ثم سكون وكسر الجيم وياء ساكنة وشين معجمة. مدينة قديمة من نواحي إرمينية الكبرى قرب خلاط وأكثر أهلها أرمن نصارى. طولها ست وستون درجة وثلث وربع وعرضها أربعون درجة وثلث وربع، ينسب إليها الفقيه الصالح أبو الحسن علي بن محمد بن منصور بن داود الرزجيشي مولده من خانقاه أبى إسحاق من أعمال أرجيش تفقه للشافعي وأقام بحلب معيدا بمدرسة الزجاجين قانعا باليسير من الرزق فإذا زادوه عليه شيئا لم يقبله ويقول في الواصل إلي كفاية وكان مقداره اثني عشر درهمأ لقيته وأقمت معه في المدرسة فوجدته كثير العبادة ملازما للصمت وقد ذكرته لما أعجبني من حسن طريقته.
الأرحاء: جمع رحى التى يطحن بها. اسم قرية قرب واسط العراق، ينسب إليها أبو السعادات علي بن أبي الكرم بن علي الأرحائي الضرير سمع صحيح البخاري ببغداد من أبي الوقت عبد الأول وروى ومات في سلخ جمادى الآخرة سنة 609 وسماعه صحيح.
أرحب: بالفتح ثم السكون وحاء مهملة مفتوحة و موحدة وزن أفعل من قولهم بلد رحب أي واسع وأرض رحبة وهذا أرحب من هذا أي أوسع وأرحب. مخلا ف باليمن سمي بقبيلة كبيرة من همدان، واسم أرحب مرة بن دعام بن مالك بن معاوية بن صعب بن دومان بن بكيل بن جشم بن خيوان بن نوف بن همد وإليه تتسب الإبل الأرحبية، وقيل أرحب بلد على ساحل البحر بينه وبين ظفار نحو عشرة فراسخ.
الأرحضية: بالضاد المعجمة وياء مشددة. موضع قرب إبلي وبئر معونة بين مكة والمدينة.
الأرخ: بفتح أوله وثانيه والخاء معجمة. قرية في أجإ أحد جبلي طييء لبني رهم.
أرخس: بضم أوله وثانيه وسكون الخاء المعجمة وسين مهملة. قرية من ناحية شاوذار من نواحي سمرقندعند الجبال بينها وبين سمرقند أربعة فراسخ، ينسب إليها العباس بن عبد الله الأرخسي ويقال الرخسي.
أرخمان: بالفتح ثم السكون وضم الخاء المعجمة وميم وألف ونون. بليدة من نواحي فارس من كورة اصطخر.
أرد: بالضم ثم السكون ودال مهملة. كورة بفارس قصبتها تيمارستان.
أرد: بالفتح ثم السكون ودال مهملة. من قرى فوشنج.
أردبيل: بالفتح ثم السكون وفتح الدال وكسر الباء وياء ساكنة ولام. من أشهر مدن أذربيجان، وكانت في الاسلام قصبة الناحية. طولها ثمانون درجة وعرضها ست وثلاثون درجة وثلات وثلاثون دقيقة طالعها السماك بيت حياتها أول درجة من الحمل تحت اثنتي عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل عاقبتها مثلها من الميزان وهي في الإقليم الرابع، وقال أبوعون في زيجه طولها ثلاث وسبعون درجة ونصف وعرضها ثمان وثلاثون درجة وهي مدينة كبيرة جدا رأيتها في سنة سبع عشرة وستمائة فوجدتها في فضاء من الأرض فسيح يتسرب في ظاهرها وباطنها عدة أنهار كثيرة المياه ومع ذلك فليس فيها شجرة واحدة من شجر جميع الفواكه لا في ظاهرها ولا في باطنها ولا في جميع الفضاء الذي هي فيه وإذا زرع أو غرس فيها شيء من ذلك لا يقلح هذا مع صحة هوائها وعذوبة مائها وجودة أرضها وهو من أعجب ما رأيته فإنه خفي السبب وإنما تجلب إليها الفواكه من وراء الجبل من كل ناحية مسيرة يوم وأكثر وأقل وبينها وبين بحر الخزر مسيرة يومين بينهما غنضة أشبة إذا دهمهم أمر التجؤا إليها فتمنعهم وتعصمهم ممن يريد أذاهم فهي معقلهم ومنها يقطعون الخشب الذي يصنعون منه قصاع الخلنج والضواني وفي المدينة صناع كثيرة برسم إصلاحه وعمله وليس المجلوب منه من هذا البلد بالجيد فإنه لا توجد منه قط قطعة خالية من عيب مصلحة وقد حضرت عند صناعه والتمست منهم قطعة خالية من العيب فعرفوني إن ذلك معدوم إنما الفاضل من هذا المجلوب من الري فإني حضرت عند صناعه أيضا فوجدت السليم كثيرا ثم نزل عليها التتر وأبادوهم بعد انفصالي عنها وجرت بينهم وبين أهلها حروب ومانعوا عن أنفسهم أحسن ممانعة حتى صرفوهم عنهم مرتين ثم عادوا إليهم في الثالثة فضعفوا عنهم فغلبوا أهلها عليها وفتحوها عنوة وأوقعوا بالمسلمين وقتلوهم ولم يتركوا منهم أحدا وقعت عينهم عليه ولم ينج منهم إلان أخفى نفسه وخربوها خرابا فاحشا ثم انصرفوا عنها وهي على صورة قبيحة من الخراب وقلة الأهل والان عادت إلى حالتها الأولى أوأحسن منها وهي في يد التتر. قيل: إن أول من أنشأها فيروز الملك وسماها باذان فيروز. وقال أبو سعد لعلها منسوبة إلى أردبيل بن أرميني بن لنطي بن يونان ورطلها كبير وزنه ألف درهم وأربعون درهما وبينها ويين سراو يومان وبينها وبين تبريز سبعة أيام وبينها وبين خلخال يومان ينسب إليها خلق كثير من أهل العلم في كل فن.
أزدستان: بالفتح ثم السكون وكسر الدال المهملة وسكون السين المهملة وتاء مثناة من فوقها وألف ونون. قال الأصطخري. أردستان مدينة بين قاشان وأصبهان بينها وبين أصبهان ثمانية عشر فرسخا وهي على فرسخين من أزوارة وهي على طرف مفازة كركسكوه وبناؤها آزاج ولها دور وبساتين نزهات كبار وهي مدينة عليهاسو ولها حصن في كل محلة وفي وسط حصن منها بيت نار يقال أن أنوشروان ولد بها وبها أبنية من بناء أنو شروان بن قباذ وأهلها كلهم أصحاب الرأي ولهم رساتيق كثيرة كبار وترفع منها الثياب الحسنة تحمل إلى الآفاق، وينسب إليها طائفة كثيرة من أهل العلم في كل فن. منهم القاضي أبو طاهر زيد بن عبد الوهاب بن محمد الأردستانى الأديب الشاعر قدم نيسابور، وسمع من أصحاب الأ صم روى عنه عبد الغافر الفارسي وذكره في صلة تاريخ نيسابور، وأبو جعفر محمد بن إبراهيم بن داود بن سليمان الردستاني الأديب حدث عن محمد بن عبيد النهرديرى وغيره وكتب عنه أحمد بن محمد الجزاد بأصبهان ومات في ذي القعدة سنة 415، وأبو محمد عبد الله بن يوسف بن أحمد بن بابويه الأردستاني نزيل نيسابور توفي سنة 409.
أردشاط: في كتاب الفتوح وسار حبيب بن مسلمة من أرجيش فأتى أردشاط، وهي قرية القرمز فأجاز نهر الأكراد ونزل مرج دبيل.
أرد شير خره: بالفتح ثم السكون وفتح الدال المهملة وكسر الشين المعجمة وياء ساكنة وراء وخاء معجمة مضمومة وراء مفتوحة مشددة وهاء، وهو اسم مركب معناه بهاء أردشير وأردشير ملك من ملوك الفرس، وهي من أجل كور فارس ومنها مدينة شيراز وجور وخبر وميمنتد والصيمكان والبرجان والخوار وسيراف وكام فيروز وكازرون وغير ذلك من أعيان مدن فارس. قال البشاري. أردشير خره كورة قديمة رسمها نمرود بن كنعان ثم عمرها بعده سيراف بن فارس وأكثرها ممتد على البحر شديدة الحر كثيرة الثمار قصبتها سيراف ومن مدنها جور وميمند ونائل والصيمكان وخبر وخوزستان والغندجان وكران وثسيران وزبرباذ ونجيرم، وقال الإصطخري أردشير خرة تلي كورة اصطخر في العظم ومدينتها جور وتدخل في هذه الكورة كورة فناخزة، وبأردشير خره مدن هي أكبر من جور مثل شيراز وسيراف وإنما كانت جور مدينة أردشير خره لأن جور مدينة بناها أردشير وكانت دار مملكته وشيراز وإن كانت قصبة فارس وبها الدواوين ودار الامارة فإنها مدينة محدثة بنيت في الإسلام.
أردمشت: بضم الدال المهملة والميم وسكون الشين المجمة وتاء فوقها نقطتان. اسم قلعة حصينة قرب جزيرة ابن عمر في شرقي دجلة الموص على جبل الجودي وهي الآن لصاحب الموصل وتحتها دير الزعفران وهو قلعة أيضا، وكان أهل أردمشت قد عصوا على المعتضد بالله وتحصنوا بها حتى قصدها بنفسه ونزل عليها فسلمها أهلها إليه فخربها وعاد رجعا، وهي التي تعرف الان بكواشي وليس لها كبير رستاق إنما لها ثلاث ضياع فيقال إن المعتضد لما افتتحها بعد أن أعيت أصحابه وشاهد قلة دخلها أمر بخرابها، وأنشد فيها:
أن أبا الوبر لصعب المقتنص ** وهو إذا حصل ريح في قفص ثم أعاد بناءها بعد أن خربها المعتضد ناصر الدولة أبو تغلب أحمد بن حمدان وهي في عصرنا عامرة في مملكة صاحب الموصل وهو بدر الدين لؤلؤ مملوك نورالدين مسعود بن عزالدين بن قطب الدين بن زنكي الأدن: بالضم ثم السكون وضم الدال المهملة وتشديد النون. قال أبو علي: وحكم الهمزة إذا لحقت بنات الثلاثة من العربي أن تكون زائدة حتى تقوم دلالة تخرجها عن ذلك وكذلك الهمزة في أسكفة والأسرب والأردن اسم البلد وإن كن معربات. قال أبودهلب أحد بني ربيعة بن قريع بن كعب بن سعدبن زيد مناة بن تميم.
حنت قلوصى أمس بالأردن ** حنى فماظلمت أن تحنى
حنت يأعلا صوتها المرن ** في خرعب أجيش مستجن
فيه كتهزيم نواحي الشن قال أبو علي: وإن شئت جعلت الردن مثل الإبلم وجعلت التثقيل فيه من باب سنسب حتى إنك تجري الوصل مجرى الوقف ويقوي هذا أنه يكثر مجيئه في القافية غير مشدد نحو قول عدي بن الرقاع العاملي:
لولا الإله وأهل الأردن اقتسمت ** نار الجماعة يوم المرج نيرانا
قالوا والأردن في لغة العرب النعاس. قال أباق الزبيري:
وقد علتني نعسة الأردن ** وموهب مبر بها مصن
هكذا يقول اللغويون أن الأردن النعاس ويستشهدون بهذا الرجز والظاهر أن الأردن الشدة والغلبة فإنه لا معنى لقوله:
وقد علتني نعسة الأردن قال ابن السكيت ولم يسمع منه فعل قال ومنه سمي الأردن اسم كورة وأهل السير يقولون أن الأرد ن فلسطين بناء سام بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام وهي أحد أجناد الشام الخمسة وهي كورة واسعة الغور وطبرية وصور وعكا وما بين ذلك قال أحمد الطيب السرخسي الفيلسوف: هما أزدنان أردن الكبير وأردن الصغير فأما الكبير فهو نهر يصب إلى بحيرة طبرية بينه وبين طبرية لمن عبر البحيرة في زورق إثنا عشر ميلا تجتمع فيه المياه من جبال وعيون فتجري هذا النهر فتسقي أكثر ضياع جند الأردن مما يلي ساحل الشام وطريق صور ثم تنصب تلك المياه إلى المياه التي عند طبرية وطبرية على طرف جبل يشرف على كل البحيرة فهذا النهر أعني الأردن الكبير بينه وبين طبرية البحيرة، وأما الأردن الصغير فهو نهر يأخذ من بحيرة طبرية ويمر نحو الجنوب في وسط الغور فيسقي ضياع الغور وأكثر مستغلتهم السكر ومنها يحمل إلى سائر بلاد الشرق وعليه قرى كثيرة منها بيسان وقراوا وأريحا والعوجاء وغيرذلك، وعلى هذا النهر قرب طبرية قنطرة عظيمة ذات طاقات كثيرة تزيد على العشر ويجتمع هذا النهر ونهر اليرموك فيصيران نهرا واحدا فيسقي ضياع الغور وضياع البثنية ثم يمر حتى يصب في البحيرة المنتنة في طرف الغور الغربي. وللأردن عدة كور منها كورة طبرية وكورة بيسان وكورة بيت رأس وكورة جدر وكورة صفورية وكورة صور وكورة عكا وغير ذلك مما ذكر في مواضعه وللأردن ذكر كثير في كتب الفتوح ونذكر ههنا مالا بد منه. قالوا افتتح شرحبيل بن حسنة الأردن عنوة ما خلا طبرية فإن أهها صالحوه على أنصاف منازلهم وكنائسهم وكان فتحه طبرية بعد أن حاصر أهلها أياما فأمنهم على أنفسهم وأموالهم وكنانسهم إلآ ما جلوا عنه وخلوه واستثنى لمسجد المسلمين موضعا ثم إنهم نقضوا في خلافة عمر رضي الله عنه أيضا واجتمع إليهم قوم من سواد الروم وغيرهم فسير إليهم أبو عبيدة عمرو بن العاص في أربعة آلاف ففتحها على مثل صلح شرحبيل وكذلك جميع مدن الأردن وحصونها على هذا الصلح فتحا يسيرا لغير قتال ففتح بيسان وأفيق وجرش وبيت رأس وقدس والجولان وعكا وصور وصفورية وغلب على سواد الأردن وجميع أرضها إلا أنه لما انتهى إلى سواحل الروم كثرت الروم فكتب إلى أبي عبيدة يستمده فوجه إليه أبو عبيدة يزيد بن أي سفيان وعلى مقدمته معاوية أخوه ففتح يزيد وعمرو سواحل الروم فكتب أبو عبيدة إلى عمر رضي الله عنه بفتحها لهما وكان لمعاوبة في ذلك بلاء حسن وأثر جميل ولم تزل الصناعة من الأردن بعكا إلى أن نقلها هشام بن عبد الملك إلى صور وبقيت على ذلك إلى صدر مديد من أيام بني العباس حتى اختلف باختلاف المتغلبين على الثغور الشامية، وقال المتنبي يمدح بدر بن عمار وكان قد ولى ثغور الأردن والساحل من قبل أبى بكر محمد بن رائق:
تهنىءبصورأم نهنئهابكا ** وقل الذي صور وأنت له لكا
وما صغر الأردن والساحل الذي ** حبيت به إلا إلى جنب قدركا
تحاسدت البلدان حتى لو أنها ** نفوس لسار الشرق والغرب نحوكا
وأصبح مصر لا تكون أميره ** ولو أنه ذو مقلة وفم بكا وحدث اليزيدي قال خرجنا مع المأمون في خرجته إلى بلاد الروم فرأيت جارية عربية في هودج فلما رأتني قالت يا يزيدي أنشدني شعرا قلته حتى أصنع فيه لحنا، فأنشدت:
ماذا بقلبي من دوام الخفق ** إذا رأيت لمعان البرق
من قبل الأردن أو دمشق ** لأن من أهوى بذاك الأفق
ذاك الذي يملك مني رقي ** ولست أبغي ما حييت عتقي
قال فتنفست تنفسا ظننت أن ضلوعها قد تقصفت منه فقلت هذا و الله تنفس عاشق فقالت اسكت ويلك أنا أعشق و الله لقد نظرت نظرة مريبة فادعاها من أهل المجلس عشرون رئيسا ظريفا، وقد نسبت العرب إلى الأردن. حسان بن مالك بن بحدل بن أنيف بن دلجة بن قنافة بن عدي بن زهير بن حارثة بن جناب بن هبل الكلبي لأنه كان واليا عليها وعلى فلسطين وبه مهد لمروان بن الحكم أمره وهزم الزبيرية وقتل الضحاك بن قيس الفهري في يوم مرج راهط وكانت ابتته ميسون بنت حسان أم يزيد بن معاوية وإياه عنى عدي بن الرقاع بقوله:
لولا الإله وأهل الأردن اقتسمت ** نار الجماعة يوم المرج نيرانا
وإياه عنى كثير بقوله:
إذا قيل خيل الله يوما ألا أركبي ** رضيت بكف الأردني أنسحالها
ونسب إلى الأردن جماعة من العلماء وافرة. منهم الوليد بن مسلمة الأردني حدث عن يزيد بن حسان ومسلمة بن عدي حدث عنه العباس بن الفضل الدمشقي ومحمد بن هرون الرازي. وعبد الله بن نعيم الأردني يروي عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب روى عنه يحيى بن عبد العزيز الأردني، وأبو سلمة الحكم بن عبد الله بن خطاف الأردني، والعباس بن محمد الأردني المرادي روى عن مالك بن أنس وخليد بن دعلج ذكره ابن أبي حاتم في كتابه، وعبادة بن نسيء الأردني، ومحمد بن سعيد المصلوب الأردني مشهور وله عدة ألقاب يدلس بها، وعلي بن إسحاق الأردني حدث عن محمد بن يزيد المستملى حدث أبوعبد الله بن مندة في ترجمة خشيب من معرفة الصحابة عن محمد بن يعقوب المقري عنه، ونعيم بن سلامة السبائي وقيل الشيباني وقيل الغساني وقيل الحميرى مولاهم الأردني سمع ابن عمر وسأله وروى عن رجل من الصحابة من بني سليم وكان على خاتم سليمان بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز وروى عنه أبوعبيد صاحب سليمان بن عبدالملك ورجاء بن حيوة والاوزاعي وعطاء الخراساني ومحمد بن يحيى بن حبان، وعتبة بن حكيم أبو العباس الهمداني الأردني ثم الطبراني سمع مكحولا وسليمان بن موسى وعطاء الخراساني وعباس بن نسي وقتادة بن دعامة وعبد الرحمن بن أبي ليلى وابنه عيسى بن عبد الرحمن وابن جريج وغيرهم روى عنه يحيى بن حمزة الدمشقي ومسلمة بن علي ومحمد بن شعيب بن شابور وإسماعيل بن عباس وبقية بن الوليد وعبد الله بن المبارك وعبد الله بن لهيعة وغيرهم وقال ابن معين هو ثقة وكذلك أبو زرعة الدمشقي ومات بصور سنة 147.
أردوال: بالفتح ثم السكون وضم الدال المهملة وواو وألف ولام. بليدة صغيرة بين واسط والجبل وبلاد خوزستان وفيها مزارع كثيرة وخيرات وقد يقال أردوان با لنون.
أردهن: بالفتح ثم السكون وفتح الدال المهملة وهاء ونون، قلعة حصينة من أعمال الري ثم من ناحية دنباوند بين دنباوند وطبرستان بينها وبين الري مسيرة ثلاثة أيام.
أرز: بالفتح ثم السكون وزاي. بليدة من أول جبال طبرستان من ناحية الديلم وبها قلعة حصينة. قال أبوسعد منصوربن الحسين الآبي في تاريخه الأرز قلعة بطبرستان لا يوصف في الأرض حصن يشبهها أو يقاربها حصانة وامتناعا وانفساحأ واتساعا وبها بساتين وأرحية دائرة وماء يريد على الحاجة ينصب الفضل منه الى أودية.
أرزكان: بالفتح ثم السكون وفتح الزاي وكاف وألف ونون من قرى فارس على ساحل البحر فيما أحسب. ينسب إليها أبوعبدالرحمن عبدالله بن جعفربن أبي جعفر الأرركاني سمع يعقوب بن سفيان وشاذان والزياداباذي وكان من الثقات الزهاد مات سنة 314.
أرزنان: بالفتح ثم السكون وضم الزاي ونون وألف ونون أخرى. من قرى أصبهان قال أبو سعد هكذا سمعت شيخنا أبا سعد أحمد بن محمد الحافظ بأصبهان والمنتسب إليها أبو القاسم الحسن بن أحمد بن محمد الأرزناني المعلم الأعمى مات سنة 453، وأبو جعفر محمد بن عبد الرحمن بن زياد الأصبهاني الأرزناني الحافظ الثبت توفي سنة 317، وجده سمع بالشام ورأس عين سليمان بن المعافى وبصور أبا ميمون محمد بن أبي نصر وبمصر يحيى بن عثمان بن صالح وبكر بن صالح الدمياطي وبأصبهان أحمد بن مهران بن خالد وبالري الحسن بن علي بن زياد السري وبخرزستان عبد الوارث بن إبراهيم وبمكة علي بن عبد العزيز وبالعراق هشام بن علي وغيره وبدامغان أبا بكر محمد بن إبراهيم بن أحمد بن ناصح وبطرسوس أبا الدرداء عبد الله بن محمد بن الأشعث وروى عنه أبوالشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر وأبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران المقري وجماعة كثيرة وكان موصوفا بالعلم والثقة و الإتقان والزهد والورع رحمه الله تعالى.
أرزنجان: بالفتح ثم السكون وفتح الزاي وسكون النون وجيم وألف ونون وأهلها يقولون أرزنكان بالكاف، وهي بلدة طيبة مشهورة نزهة كثيرة الخيرات والأهل من بلاد إرمينية بين بلاد الروم وخلاط قريبة من أرزن الروم وغالب أهلها أرمن وفيها مسلمون وهم أعيان أهلها وشرب الخمر والفسق بها ظاهر شائع ولا أعرف أحدا نسب إليها.
أرزتقاباذ: بالفتح ثم السكون وفتح الراء وسكون النون وقاف وبين الألفين باء موحدة وذال معجمة في آخره، من قرى مرو الشاهجان.
أرزن: بالفتح ثم السكون وفتح الزاي ونون. قال أبو علي وأما أرزن وأدرم فلا تكون الهمزة فيها إلا زائدة في قياس العربية ويجوز في إعرابهما ضربان أحدهما أن يجرد الفعل من الفاعل فيعرب ولا يصرف والآخر أن يبقى فيهما ضمير الفاعل فيحكى، وهي مدينة مشهورة قرب خلاط ولها قلعة حصينة وكانت من أعمر نواحي إرمينية وأما الآن فبلغني أن الخراب ظاهر فيها وقد نسب إليها قوم من أهل العلم. منهم أبو غسان عياش بن إبراهيم الأرزني حدث عن الهيثم بن عدي وغيره ويحيى بن محمد الأرزني الأديب صاحب الخط المليح والضبط الصحيح والشعر الفصيح وله مقدمة في النحو وهو الذي ذكره ابن الحجاج في شعره فقال:
مثبتة في دفتري ** بخط يحيى الأرزني
وقد فتحت على يد عياض بن غنم بعد فراغه من الجزيرة سنة عشرين صلحا على مثل الرها وطولها ست وثلاثون درجة وعرضها أربع وثلاثون درجة وربع، وأرزن الروم بلدة أخرى من بلاد إرمينية أيضا أهلها أرمن وهي الآن أكبر وأعظم من الأولى ولها سلطان مستقل بها مقيم فيها وولاية ونواح واسعة كثيرة الخيرات وإحسان صاحبها إلى رعيته بالعدل فيهم ظاهر إلأ أن الفسق وشرب الخمور وارتكاب المحظور فيها شلائغ لا ينكره منكر ولا يستوحش منه مبصر، وأرزن أيضا موضع بأرض فارس قرب شيراز ينبت فيما ذكر لي هذه العصي التي تعمل نصبأ للدبابيس والمقارع وهو نزه أ شب بالشجر خرج إليه عضد الدولة للتنزه والصيد وفي صحبته أبو الطيب المتنبي، فقال عند ذلك يصفه:
سقيا لدشت الرزن الطوال ** بين المروج الفيح والأغيال
فأدخل عليه الألف واللام ولا يجوز دخولها على اللواتي قبل، وقد عد قوم الأرزن الأولى من أطراف ديار بكر مما يلي الروم وقوم يعدونها من نواحي الجزيرة. قال أبو فراس الحارث بن حمدان يمدح سيف الدولة:
ونازل منه الديلمي بأرزن ** لجوج إذا ناوى مطول مغاور
والصحيح أنها من إرمينية، وقال ابن الفقيه بين نصيبين وأرزن ذات اليمين للمغرب سبعة وثلانون فرسخا.
أرزونا: من قرى دمشق. خرج منها أحمد بن يحيى بن أحمد بن زيد بن الحكم الحجوري الأرزوني حكى عن أهل بيته حكاية حكى عنه ابنه أبوبكر محمد. قاله الحافظ أبو القاسم.
أرسابند: بالفتح ثم السكون وسين مهملة وألف وباء موحدة مفتوحة ونون ساكنة ودال مهملة. قرية بينها وبين مرو فرسخان. خرج منها طائفة من أئمة العلماء، منهم محمد بن عمران الأرسابندي، وأبو الفضل محمد بن الفضل الأرسابندي، والقاضي محمد بن الحسين الأرسابندي الحنفي قاضي مرو وكان من أجلاء الرجال ملكا في صورة عالم.
أرسن: بالفتح ثم الضم والسين المهملة مشددة. موضع في قول مطير بن الأشيم:
تطاول ليلي بالأرس فلم أنم ** كأني أصوم العين نوما محزما
تذكر ذكرى لابن عم رزئته ** كأني أراني بعده عشت أجذما
فإن تك بالدهنا صرمت إقامة ** فبالله ما كنا مللناك علقما أرسناس: بالفتح ثم السكون وفتح السين المهملة ونون وألف وسين أخرى. اسم نهر في بلاد الروم يوصف ببرودة مائه عبره سيف الدولة ليغزو. فقال المتنبي يمدح سيف الدولة ويصف خيله:
حتى عبرن بأرسناس سوابحا ** ينشرن فيه عمائم الفرسان
يقمضن في مثل المدى من بارد ** ينر الفحول وهن كالخصيان
والماء بين عجاجتين مخلصن ** تتفزقان به وتلتقيان أرسوف: بالفتح ثم السكون وضم السين المهملة وسكون الواو وفاء. مدينة على ساحل بحر الشام بين قيسارية ويافا. كان بها خلق من المرابطين. منهم أبو يحيى زكرياء بن نافع الأرسوفي وغيره. وهي في الاقليم الثالث طولها ست وخمسون درجة وخمسون دقيقة وعرضها اثتتان وثلاثون درجة ونصف وربع ولم تزل بأيدي المسلمين إلى أن فتحها كندفري صاحب القدس في سنة 494 وهي في أيديهم إلى الآن.
أرشذونة: بالضم ثم السكون وضم الشين المعجمة والذال المعجمة وواو ساكنة ونون وهاء، مدن بالأندلس معدودة في أعمال ريه قبلي قرطبة بينها وبين قرطبة عشرون فرسخا.
أرشق: بالفتح ثم السكون وفتح الشين المعجمة وقاف جبل بأرض موقان من نواحي أذربيجان عند البذ مدينة بابك الخرمي. قال أبو تمام يمدح أبا سعيد محمد بن يوسف الثغري:
فتى هز القنا فحوى سناء ** بها لا بالأحاظي والجدود
إذا سفك الحياء الروع يوما ** وقى دم وجهه بدم الوريد
قضى من سندبايا كل نحب ** وأرشق والسيوف من الشهود
وأرسلها إلى موقان رهوا ** تنير النقع أكدر بالكديد أرض عاتكة: خارج باب الجابية من دمشق منسوبة إلى عاتكة بنت يزيد بن معاوية ين أبي سفيان بن حرب أم البنين وهي زوجة عبد الملك بن مروان وأم يزيد بن عبد الملك وكان لعاتكة بهذه الأرض قصر وبها مات عبد الملك بن مروان، قال ابن حبيب: كانت عاتكة بنت يزيد بن معاوية تضع خمارها بين يدي اثني عشر خليفة كلهم لها محرم أبوها يزيد بن معاوية وأخوها معاوية بن يزيد وجدها معاوية بن أبي سفيان وزوجها عبد الملك بن مروان وأبو زوجها مروان بن الحكم وابنها يزيد بن عبد الملك وبنو زوجها الوليد وسليمان وهشام وابن ابنها الوليد بن يزيد وابن ابن زوجها يزيد بن الوليد بن عبد الملك وإبراهيم بن الوليد المخلوع وهو ابن ابن زوجها أيضا وعاشت إلى أن أدركت مقتل ابن ابنها الوليد بن يزيد.
أرض نوح: الأرض معروفة ونوح اسم النبي نوح عليه السلام من قرى البحرين.
أرضيط: بالفتح ثم السكون والضاد معجمة مكسورة وياء ساكنة وطاء كذا وجدته بخط الأندلسيين وأنا من الضاد في ريب لأنها ليست في لغة غير العرب. وهي من قرى مالقة. ولد بها أبو الحسن سليمان بن محمد بن الطراوة الشبائي النحوي المالقي الأرضيطي شيخ الأندلسيين في زمانه.
أرطاة: واحدة الأرطى، وهو شجر من شجر الرمل وهو فعلى تقول أديم مأروط إذا.دبغ به وألفه للإلحاق لا للتأنيث لأن الواحدة أرطاة وقيل هو أفعل لقولهم أديم مرطي فإن جعلت ألفه أصلية نونته في المعرفة والنكرة جميعا لان جعلتها للإلحاق نونته في النكرة دون المعرفة وهو ماء للضباب يصدر في دارة الخنزرين.
قال أبو زيد تخرج من الحمى حمى ضريه متسيرثلاثة ليال مسمقبلا مهب الجنوب من خارج الحمى ثم ترد مياه الضباب فمن مياههم الأرطاة.
أرطة الليث: حصن من أعمال رية بالأندلس.
أرعب: بالفتح ثم السكون وعين مهملة والباء موحدة. موضع في قول الشاعر:
أتعرف أطلالا بميسرة اللوى ** إلى أرعب قد حالفتك بها الضبا
فأهلا وسهلا بالتي حل حبها ** فؤادي وحلت دار شحط من النوى
أرعتز: بالفتح ثم السكون وفتح العين المهملة ونون ساكنة وزاي. أظنه موضعا بديار بكر. ينسب إليه أحمد بن أحمد بن أحمد أبو العباس أحد طلاب الحديث سمع ببغداد مع أبي الحسن علي بن أحمد العلوي الزيدي صاحب وقف الكتب بدار دينار ببغداد من جماعة وافرة وخرج من بغداد وغاب خبره.
أرغيان: بالفتح ثم السكون وكسر الغين المعجمة وياء وألف ونون. كورة من نواحي نيسابور. قيل إنها تشتمل على إحدى وسبعين قرية قصبتها الروانير. ينسب إليها جماعة من أهل العلم والأدب. منهم الحاكم أبو الفتح سهل بن أحمد بن علي الأرغياني توفي في مستهل المحرم سنة 499 وغيره.
أرفاد: بالفتح ثم السكون وفاء وألف ودال مهملة كأنه جمع رفد. قرية كبيرة من نواحي حلب ثم من نواحي عزاز ينسب إليها قوم منهم في عصرنا أبوالحسن علي بن الحسن الأرفادي أحد فقهاء الشيعة في زعمه مقيم بمصر.
الأرفع: بالفتح ثم السكون وفتح الفاء والغين معجمة موضع عن ابن دريد.
الأرفود: بالفتح ثم السكون وضم الفاء وسكون الواو ودال مهملة. من قرى كرمينية من أعمال سمرقند على طريق بخارى. ينسب إليها أبو أحمد محمد بن محفوظ الأرفودي توفي قرابة سنة 380.
أرقانيا: هو اسم لبحر الخزر وله أسماء غير ذلك ذكرت في بحر الخزر. وأرسطاطاليس يسميه أرقانيا كذا قا ل أبو الريحان.
أرقنين: بالفتح ثم السكون وفتح القاف وكسر النون وياء ساكنة ونون. بلد بالروم غزاه سيف الدولة بن حمدان وذكره أبو فراس، فقال:
إلى أن وردنا أزقمنين نسوقها ** وقد نكلت أعقابنا والمخاصر ورواه بعضهم بالفاء والأول أكثر.
أركان: جمع ركن. ماء بأجإ أحد جبلي طيىء لبني سنبس.
أرك: بالفتح ثم السكون وكاف.اسم لأننية عظيمة بزرنج مدينة سجستان بين باب كركويه وباب ييشك وكانت خزانة بناها عمرو بن الليث ثم صارت دار الإمارة والقلعة وهي الان تسمى بهذا الاسم.
أرك: بضم أوله وثانيه وكاف. جبل، وقيل أرك اسم مدينة سلمى أحد جبلي طيىء، وقيل جبل لغطفان ويوم ذي أرك من أيام العرب. وهو واد من أودية العلاة بأرض اليمامة.
أرك: بفتحتين وضم ابن دريد همزته. مدينة صغيرة في طرف برية حلب قرب تدمر وهي ذات نخل وزيتون، وهي من فتوح خالد بن الوليد في اجتيازه من العراق إلى الشام. وأرك أيضا طريق في قفا حضن جبل بين نجد والحجاز.
أركو: بالفتح ثم السكون وكاف وواو بلفظ مضارع ركوت الشيء أركوه إذا صلحته. قرية بإفريقية بينها وبين قصر الافريقي مرحلة.
أركون: بالفتح ثم السكون وضم الكاف وواو ساكنة ونون. حصن منيع بالأندلس من أعمال شنتمرية بيد المسلمين إلى الآن فيما بلغني.
أرل: بضمتين ولام. قال أبو عبيدة: أرل. جبل بأرض غطفان بينها وبين عذرة، وأنشد للنابغة الذبياني.
وهبت الريح من تلقاء ذي أرل ** تزجى مع الصبح من صرادهاصرما. وقال نصر: أرل من بلاد فزارة بين الغوطة وجبل صبح على مهمب الشمال من حرة ليلى. قال: وذو أرل مصنع في ديار طيىء يجمع ماء المطر وعنده الشريفات والغرفات هي أيضا مصانع، وقال غيره: والراء بعدها لام لم تجتمعا في كلمة واحدة إلا في أربع كلمات وهي أرل وورل وغرلة وأرض جزلة فيها حجارة وغلظ ورواه بعضهم أرل بفتحتين.
أرماث: كأنه جمع رفث اسم نبت بالبادية آخره ثاء مثلثة. كان أول يوم من أيام القادسية يسمونه يوم أرماث وذلك في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وإمارة سعد. بن أبي وقاص ولا أدري أهو موضع أم أرادوا النبت المذكور. قال عمرو بن شاس الأسدي:
تذكرت إخوان الصفاء تيمموا ** فرارس سعد واستبد بهم جهلا
ودارت رحى الملحاء فيها عليهم ** فعادوا خيالا لم يطيقوا لها ثقلا
عشية أرماث ونحن نذودهم ** ذياد الهوافي عن مشاربها عكلا وقال عاصم بن عمرو التميمي:
حمينا يوم آرماث حمانا ** وبعض القوم أولى بالجمال أرمام: اسم جبل في ديار باهلة بن أعصر وقيل أرمام واد يصب في الثلبوت من ديار بني أسد وقيل أرمام واد بين الحاجر وفيد، ويوم أرمام من أيام العرب. قال الراعي:
تبصر خليلي هل ترى من ظعائن ** تجاوزن ملحوبا فقلن متالعا
جواعل أرمام شمالأ وصارة ** يمينأ فقطعن الوهاد الدوافعا وفي كتاب متعة الأديب أرمام موضع وراء فيد بين الحاجر وفيد وهو واد، وقال نصر أزمام بالزاي المعجمة واد بين فيد والمدينة على طريق الجادة بينه وبين فيد دون أربعين ميلا.
أرمائيل: ذكر في أرمئيل لأنه لغة فيه.
أرم خاست: بضم أوله وفتح ثانيه ورواه بعضهم بسكون ثانيه وخاست بالخاء المعجمة وسين مهملة ساكنة يلتقي معها ساكنان والتاء فوقها نقطتان. أرم خاست الأعلى وأرم خاست الأسفل كررتان بطبرستان، وقال أبو سعد. أبو الفتح خسرو بن حمزة بن وندرين بن أبي جعفرالأرمي القزويني سكن أرم بلدة عند سارية مازندران له معرفة بالأدب.
إرم: بالكسر ثم الفتح والإرم في أصل اللغة حجارة تنصب في المفازة علما والجمع آرام وأرم مثل ضلع وأضلاع، وضلوع وهو اسم علم لجبل من جبال حسمى من ديار جذام يين أيلة وتيه بني إسرائيل وهو جبل عال عظيم العلو يزعم أهل البادية أن فيه كروما وصنوبرا، وكان النبي عليه السلام قد كتب لبني جعال بن ربيعة بن زيد الجذاميين أن لهم إرم لا يحلها أحد عليهم لغلبهم ولا يحاقهم فمن حاقهم فلاحق له وحقهم حق إرم ذات العماد: وهي إرم عاد يضاف ولا يضاف أعني في قوله عز وجل: ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد الفجر: 6، 7، فمن أضات لم يصرف إرم لأنه يجعله اسم أمهم أو اسم بلدة ومن لم يضف جعل إرم اسمه ولم يصرفه لأنه جعل عادا اسم أبيهم وإرم اسم القبيلة وجعله بدلا منه، وقال بعضهم إرم لا ينصرف للتعريف والتأنيث لأنه اسم قبيلة فعلى هذا يكون التقدير إرم صاحب ذات العماد لأن ذات العماد مدينة وقيل ذات العماد وصف كما تقول المدينة ذات الملك، وقيل إرم مدينة فعلى هذا يكون القدير بعاد صاحب إرم ويقرأ بعاد أرم ذات العماد الجرعلى الإضافة فهذا إعرابها ثم اختلف فيها من جعلها مدينة. فمنهم من قال: هي أرض كانت واندرست فهي لا تعرف، ومنهم من قال هي الإسكندرية وأكثرهم يقولون هي دمشق، وكذلك قال شبب بن يزيد بن النعمان بن بشر:
لولا التي علقتني من علائقها ** لم تمس لي إرم داراولاوطنا قالوا أراد دمشق، وإياها أراد البحتري بقوله:
إليك رحلنا العيس من أرض بابل ** يجور بها سمت الدبور ويهتدي
فكم جزعت من وفدة بعد وفدة ** وكم قطعت من فدفد بعد فدفد
طلبنك من أم العراق نوازعا ** بناوقصورالشام منك بمرصد
إلى إرم ذات العمادوإنها ** لموضع قصدي موجفاوتعمدي
وحكى الزمخشري أن إرم بلد منه الإسكندرية، وروى اخرون أن إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد باليمن بين حضرموت وصنعاء من بناء شداد بن عاد ورووا أن شداد بن عاد كان جئارا ولما سمع بالجنة وما أعد الله فيها لأوليائه من قصور الذهب والفضة والمساكن التي تجري من تحتها الأنهار والغرف التي من فوقها غرف قال لكبرائه أني متخذ في الأرض مدينة على صفة الجنة فوكل بذلك مائة رجل من وكلائه وقهارمته تحت يد كل رجل منهم ألف من الأعوان وأمرهم أن يطلبوا فضاء فلاة من أرض اليمن ويختاروا أطيها تربة ومكنهم من الأموال ومثل لهم كيف يعملون وكتب إلى عماله الثلاثة غانم بن عفوان والضحاك بن علوان والوليد بن الريان يأمرهم أن يكتبوا الى عمالهم في افاق بلدانهم أن يجمعوا جميع ما في أرضهم من الذهب والفضة والدر والياقوت والمسك والعنبر والزعفران فيوجهوا به إليه ثم وجه إلى جميع المعادن فاستخرج ما فيها من الذهب والفضة ثم وجه عماله الثلاثة إلى الغواصين الى البحار فاستخرجوا الجواهر فجمعوا منها أمثال الجبال وحمل جميع ذلك إلى شداد ثم وجهوا الحفارين إلى معادن الياقوت والزبرجد وسائر الجواهر فاستخرجوا منها أمرا عظيما فأمر بالذهب فضرب أمثال اللبن ثم بنى بذلك تلك المدينة وأمر بالدر والياقوت والجزع والزبرجد والعقيق ففضض به حيطانها وجعل لها غرفا من فوقها غرف معمد جميع ذلك بأساطين الزبرجد والجزع والياقوت ثم أجرى تحت المدينة واديا ساقه إليها من تحت الأرض أربعين فرسخا كهيئة القناة العظيمة ثم أمر فأجرى من ذلك الوادي سواق في تلك السكك والشوارع والأزقة تجري بالماء الصافي وأمر بحافتي ذلك النهر وجميع السواقي فطليت بالذهب الأحمر وجعل حصاه أنواع الجواهر الأحمر والأصفر والأخضر فنصب على حافتي النهر والسواقي أشجارا من الذهب مثمرة وجعل ثمرها من تلك اليواقيت والجواهر وجعل طول المدينة اثني عشر فرسخا وعرضها مثل ذلك وصير سورها عاليا مشرفا وبنى فيها ثلانمائة ألف قصر مفضضا بواطنها وظواهرهابأصناف الجواهر ثم بنى لنفسه في وسط المدينة على شاطىء ذلك النهر قصرا منيفا عاليا يشرف على تلك القصور كلها وجعل بابها يشرع إلى الوادي بمكان رحيب واسع ونصب عليه مصراعين من ذهب مفضضين بأنواع اليواقيت وأمر باتخاذ بنادق من مسك وزعفران فألقيت في تلك الشوارع والطرقات وجعل ارتفاع تلك البيوت في جميع المدينة ثلاثمائة ذراع في الهواء وجعل السور مرتفعا ثلاثمائة ذراع مفضضا خارجه وداخله بأنواع اليواقيت وظرائف الجواهر ثم بنى خارج صور المدينة كما يدور ثلانمائة ألف منظرة بلبن الذهب والفضة عالية مرتفعة في السماء محدقة بسور المدينة لينزلها جنوده ومكث في بنائها خمسمائة عام وإن الله تعالى أحب أن يتخذ الحجة عليه وعلى جنوده بالرسالة والدعاء إلى التوبة والإنابة فانتجب لرسالته إليه هودا عليه السلام وكان من صميم قومه وأشرافهم، وهو في رواية بعض أهل الأثر هود بن خالد بن الخلودبن العاص بن عمليق بن عاد بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام وقال أبو المنذر هو هود بن الخلود بن عاد بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام وقيل غير ذلك ولسنا بصدده، ثم إن هودا عليه السلام أتاه فدعاه إلى الله تعالى وأمره بالإيمان والإقرار بربوبية الله عز وجل ووحدانيته فتمادى في الكفر والطغيان وذلك حين تم لملكه سبعمائة سنة فأننره هود بالعذاب وحذره وخوفه زوال ملكه فلم يرتدع عما كان عليه ولم يجب هودا إلى ما دعاه إليه ووافاه الموكلون ببناء المدينة وأخبروه بالفراغ منها فعزم على الخروج إليها في جنوده فخرج في ثلاثمائة ألف من حرسه وشاكريته ومواليه وسار نحوها وخلف على ملكه بحضرموت وسائر أرض العرب ابنه مرثد بن شداد وكان مرثد فيما يقال مؤمنا بهود عليه السلام فلما قرب شداد من المدينة وانتهى إلى مرحلة منها جاءت صيحة من السماء فمات هو وأصحابه أجمعون حتى لم يبق منهم مخبر ومات جميع من كان بالمدينة من الفعلة والصناع والوكلاء والقهارمة وبقيت خلاء لا أتيس بها وساخت المدينة في الأرض فلم يدخلها بعد ذلك أحد إلا رجل واحد في أيام معاوية يقال له عبد الله بن قلابة فإنه ذكر في قصة طويلة. تلخيصها أنه خرج من صنعاء في بغاء إبل له ضلت فأفضى به السير إلى مدينة صفتها كما ذكرنا وأخذ منها شينا من بنادق المسك والكافور وشيئا من الياقوت وقصد إلى معاوية بالشام وأخبره بذلك وأراه الجواهر والبنادق وكان قد اصفز وغيرته الأزمنة فأرسل معاوية إلى كعب الأحبار وسأله عن ذلك فقال هذه إرم ذات العماد التي ذكرها الله عز وجل في كتابه بناها شداد بن عاد وقيل: شداد بن عمليق بن عويج بن عامر بن إرم وقيل في نسبه غير ذلك ولا سبيل إلى دخولها ولا يدخلها إلا رجل واحد صفته كذا ووصف صفة عبد الله بن قلابة فقال معاوية: يا عبد الله أما أنت فقد أحستت في نصحنا ولكن ما لا سبيل إليه لا حيلة فيه وأمر له بجائزة فانصرف، ويقال: أنهم وقعوا على حفيرة شداد بحضرموت فإذا بيت في الجبل منقور مائة ذراع في أربعين ذراعا وفي صدره سريران عظيمان من ذهب على أحدهما رجل عظيم الجسم وعند رأسه لوح مكتوب فيه.غاء إبل له ضلت فأفضى به السير إلى مدينة صفتها كما ذكرنا وأخذ منها شينا من بنادق المسك والكافور وشيئا من الياقوت وقصد إلى معاوية بالشام وأخبره بذلك وأراه الجواهر والبنادق وكان قد اصفز وغيرته الأزمنة فأرسل معاوية إلى كعب الأحبار وسأله عن ذلك فقال هذه إرم ذات العماد التي ذكرها الله عز وجل في كتابه بناها شداد بن عاد وقيل: شداد بن عمليق بن عويج بن عامر بن إرم وقيل في نسبه غير ذلك ولا سبيل إلى دخولها ولا يدخلها إلا رجل واحد صفته كذا ووصف صفة عبد الله بن قلابة فقال معاوية: يا عبد الله أما أنت فقد أحستت في نصحنا ولكن ما لا سبيل إليه لا حيلة فيه وأمر له بجائزة فانصرف، ويقال: أنهم وقعوا على حفيرة شداد بحضرموت فإذا بيت في الجبل منقور مائة ذراع في أربعين ذراعا وفي صدره سريران عظيمان من ذهب على أحدهما رجل عظيم الجسم وعند رأسه لوح مكتوب فيه.
اعتبر يا أيها المغ ** رو ر بالعمر المديد
أنا شداد بن عاد ** صاحب الحصن المشيد
وأخو القوة والبأ ** ساء والملك الحشيد
دان أهل الأرض طرا ** لي من خوف وعيدي
فأتى هود وكنا ** في ضلال قبل هود
فدعانا لو أجبنا ** 5إلى الأمر الرشيد
فعصيناه ونادا ** نا مالكم هل من محيد
فأتتنا صيحة ته ** سوي من الأفق البعيد
قلت هذه القصة مما قدمنا البراءة من صحتها وظننا أنها من أخبار القصاص المنمقة وأوضاعها المزوقة.
إرم الكلبة: بلفظ الأنثى من الكلاب. وإرم مثل الذي قبله موضع قريب من النباج بين البصرة والحجاز والكلبة اسم امرأة ماتت ودفنت هناك فنسب إليها الإرم وهو العلم، ويوم إرم الكلبة من أيام العرب قتل فيه بجير بن عبد الله بن سلمة بن قشير القشيري قتله قعنب الرياحي في هذا المكان. قال أبو عبيدة هذا اليوم يعرف بأمكنة قرب بعضها من بعض فإذا لم يستقم الشعر بذكر موضع ذكروا موضعا آخر قريبامنه يقوم به الشعر أرم:بالضم ثم الفتح جرذ وزفر ويروى بسكون ثانيه بلدة قرب سارية من ناحية طبرستان أهلها شيعة قال الإصطخري: وحبال قاذوسيان من بلاد الديلم وهي مملكة رئيسهم يسكن قرية تسمى أرم وليس بجبال قاذوسيان مبنر بينها وبين سارية مرحلة. ينسب إليهاأبوالفتح خسرو بن وندرين بن أبي جعفربن أبي حسين بن المحسن بن قيس بن مسعود بن معن بن الحارث بن ذفل بن شيبان الشيباني المؤدب القزويني ذكره أبو سعد في التحبير وقال سكن أرم وكان له معرفة بالأدب وقد ذكرناه في أرم خاست وأظن الموضعين واحدأ والله أعلم، ورأيت في بعض النسخ عن أبي سعد آرم بزنة أفعل بضم العين في معجم البلدان وقال: آرم بليدة من سارية مازندران وآرم برات من قرى سواحل بحر آبسكون.
أرم: بالضم ثم السكون، صقع بأذربيجان. اجتمع فيه خلق من الأرمن وغيرهم لقتال سعيد بن العاص لما غزااها فبعث إليهم سعيد جريربن عبد الله البجلي قهزمهم وصلب زعيمهم.
أرم: يالتحريك وتشديد الميم قيل: موضع عن نصر.
أرملو ل: بلامين بينهما واو. مدينة في طرف إفريقية من جهة المغرب قرب طبنة.
أرمنأز: بالفتح ثم السكون وفتح الميم والنون وألف وزاي. بليدة قديمة من نواحي حلب بينهما نحو خمسة فراسخ يعمل بها قدور وشربات جيدة حمرطيبة وقال أبو سعد أرمنار من قروى بلدة صور وصور من بلاد ساحل الشام، ومن هذه القرية أبو الحسن علي بن عبد السلام الأرمنازي كان من الفضلاء المشهورين والشعراء وابنه أبوالفرج غيث بن علي كان ممن سمع الحديث وأنس به وجمع فيه وسمع من أبي الحسن الأرمنازي أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ قال أبو سعد وروى لنا عن ابنه غيث صاحبنا أبو الحسن علي بن الحسن الدمشقي الحافظ. قال عبيد الله المستجير به لا شك في أنه من أرمناز التي من نواحي حلب فإن لم يكن أبو سعد رحمه الله اغتر بسماع محمد بن طاهر من أبي الحسن بصور ولم ينعم النظر والإفأرمناز قرية أخرى بصور والله أعلم على أن الحافظ أبا القاسم ذكر في ترجمة علي بن عبد السلام بن محمد بن جعفر الأرمنازي أبي الحسن فقال والد غيث الصوري الكاتب أصله من أرمناز قرية من ناحية إنطاكية بالشام وله شعر مطبوع. قال قرأت بخط غيث الصوري سألت والدي عن مولده فقال في جمادى الأولى سنة 396 وتوفي في ثامن شهر ربيع الآخر سنة 478 وقال الحافظ أبو القاسم غيث بن علي بن عبد السلام بن محمد بن جعفر أبو الفرج بن أبي الحسن المعروف بابن الأرمنازي الكاتب خطيب صور قدم دمشق قديما في طلب الحديث فسمع به أبا الحسن أحمد وأبا أحمد عبيد الله ابني أبي الحديد وأبا نصر بن طلاب وأبا عبد الله بن الرضا وأبا العباس بن قبيس وأبا إسحاق إبراهيم بن عقيل الكبري وأبا الحسين الأكفاني ونجا بن أحمد العطار وأبا عبد الله بن أبي الحديد وأبا القاسم بن أيي العلاء وسمع بصور أبا بكر الخطيب وأبا الحسن علي بن عبيد الله الهاشمي ونصر بن إبراهيم المقدسي وسهل بن بشر الإسفرا يني وبتنيس رمضان بن علي وسمع بمصر والإسكندرية وغيرهما من البلاد وسمع الكثير وكتب الكثير بخطه الحسن وجمع تاريخا لصور إلا أنه لم يتمه وكان ثقة ثبتأ ررى عنه شيخه أبو بكر الخطيب بيتن من شعره، وقدم علينا بآخره فأقام عندنا إلى أن مات سمعت منه ومن جملة شعره:
عجبت قد حان توديعنا ** وحادي الركائب في إثرها
ونار توقد في أضلعي ** ودمع تصعد من قعرها
فلا النار تطفئها أدمعي ** ولا الدمع ينشف من حرها وكان مولده في تاسع عشر شعبان سنة 443 وتوفي يوم الأحد الثالث والعشرين من صفر سنة 509ودفن بالباب الصغير.
أرمنت: بالفتح والسكون وفتح الميم وسكون النون وتاء فوقها نقطتان. كورة بصعيد مصر بينها ويين قوص في سمت الجنوب مرحلتان ومنهاإلى مدينة أسوان مرحلتان.
أرمتيل: بالفتح ثم السكون وفتح الميم وهمزة مكسورة وياء خالصة ساكنة ولام. مدينة كبيرة بين مكران والذيبل من أرض السند بينها وبين البحر نصف فرسخ في الإقليم الثاني طولها اثنتان وتسعون درجة وخمس عشرة دقيقة وعرضها من جهة الجنوب خمس وعشرون د رجة وست وأربعون دقيقة.
إرميم: بالكسر ثم السكون وياة ساكنة بين الميمين الأولى مكسورة. مو ضع.
أرمية: بالضم ثم السكون وياء مفتوحة خفيفة وهاء. قال الفارسي: أما قولهم في اسم بلدة أرمية فيجوز في قياس العربية تخفيف الياء وتشديدها فمن خففها كانت الهمزة على قوله أصلا وكان حكم الياء أن تكون واوا للإتحاق بيبرين ونحوه إلا أن الكلمة لما لم تجيء على التأنيث كعنصوة أبدلت ياء كما أبدلت في جمع عرقوة إذا قالوا: عرق وقال:
حتى تفضي عرقي الذلي
ويجوز في الشعر أن تكون الياء للنسبة وتخفف كما قال ابن الخواري العالي الذكر ومن شدد الياء احتملت الهمزة وجهين أحدهما أن تكون زائدة إذا جعلتها أفعولة من رميت والآخر أن تكون فعلية إذا جعلتها من إرم وأروم فتكون الهمزة فاء وأما قولهم في اسم الرجل إرميا فلا يكون في قياس العربية إفعلا ولا يتجه فيه ما يتجه في أريية من كون الياء منقلبة عن الواو ألا ترى أن ما جاء وفيه الألف من المؤنث لا يكون إلأ مبنيا عليها وليست مثل الياء التي تبنى مرة على التأنيث ومرة على التذ كير وأرمية اسم مدينة عظيمة قديمة بأذربيجان بينها وبين البحيرة نحو ثلاثة أميال أو أربعة وهي فيما يزعمون مدينة زرادشت نبي المجوس. رأيتها في سنة 617 وهي مدينة حسنة كثيرة الخيرات واسعة الفواكه والبساتين صحيحة الهواء كثيرة الماء إلا أنها غير مرعية في جهة السلطان لضعفه وهو أزبك بن البهلوان بن إلدكز وبينها وبين تبريز ثلاثة أيام وبينها وبين إربل سبعة أيام، وأما بحيرة أرمية فتذكر إن شاء الله في بحيرة أرمية والنسبة إلى أرمية أرموي وأرمي، وينسب إليها جماعة. منهم أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن محمد بن الشويخ الأرموي نزل مصر وتوفي بها سنة 460، وأبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي البغدادي سمع أبا الحسين محمد بن علي بن المهتدي القاضي وأحمد بن محمد بن أحمد بن النفور البزاز وأبا الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون وأبا القاسم علي بن أحمد بن محمدبن اليسر وأبابكر أحمدبن علي بن ثابت الخطيب الحافظ وأبا القاسم يوسف بن محمد المهرواني وغيرهم وكان قد تفقه على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي وولي القضاء بمدينة العاقول ومات في رجب سنة 547ومولده في سنة 459 وكان شافعي المذهب، ومظفر بن يوسف الأرموي المؤدب حدث عن أبي القاسم الحصين وأمثاله، وابنه يوسف كان كاتبأ فاضلا من حذاق كتاب الديوان وولي إشراف الديوان ببغداد للناصر لدين الله.
إرمينية: بكسر أوله ويفتح وسكون ثانيه وكسر الميم وياء ساكنة وكسر النون وياء خفيفة مفتوحة. اسم لصقع عظيم واسع في جهة الشمال والنسبة إليها أرمني على غير قياس بفتح الهمزة وكسر الميم وينشد بعضهم:
ولو شهدت أم القديد طعاننا ** بمرعش خيل الأرمني أرنت
وحكى إسماعيل بن حماد فتحهما معا. قال أبو علي أرمينية إذا أجرينا عليها حكم العريي كان القياس في همزتها أن تكون زائدة وحكمها أن تكسر لتكون مثل إنجفيل وإخريط وإطريح ونحو ذلك ثم ألحقت ياء النسبة ثم ألحق بعدها تاء التأنيث وكان القياس في النسبة إليها أرميني الأ أنها لما وافق بعد الراء منها مابعد الحاء في حنيفة حذفت الياء كما حذفت من حنيفة في النسب وأجريت ياء النسبة مجرى تاء التأنيث في حنيفة كما أجرينا مجراها في رومي وروم وسندي وسند أو يكون مثل بدوي ونحو مما غير فى النسب، قال أهل السير سميت أرمينية بأرمينا بن لنطا بن أومر بن يافث بن نوح عليه السلام وكان أول من نزلها وسكنها. وقيل هما أرمينيتان الكبرى والصغرى، وحدهما من برذعة إلى باب الأبواب من الجهة الأخرى إ لى بلاد الروم وجبل القبق وصاحب السرير وقيل إرمينية الكبرى خلاط ونواحيها وإرمينية الصغرى تفليس ونواحيها وقيل هي ثلاث أرمينيات وقيل أربع، فالأولى بيلقان وقبلة وشروان وما انضم إليها عد منها، والثانية جردان وصغدبيل وباب فيروز قباذ واللكز والثالثة البسفزجان ودبيل وسراج طير وبغروند والنشوى، والرابعة وبها قبر صفوان بن المعاطل صاحب رسول الله ﷺ وهو قرب حصن زياد عليه شجرة نابتة لا يعرف أحد من الناس ما ير ولها حمل يشبه اللوز يؤكل بقشره وهو طيب جدا فمن الرابعة شمشاط وقاليقلا وأرجيش وبأجنيس وكانت كور أران والسيسجان ودبيل والنشوى وسراج طير وبغروند وخلاط وبأجنيس في مملكة الروم فافتتحها الروم وضموها إلى ملك شروان التي فيها صخرة موسى عليه السلام التي بقرب عين الحيوان، ووجدت في كتاب الملحمة المنسوب إلى بطليموس طول أرمينية العظمى ثمان وسبعون درجة وعرضها ثمان وثلاثون درجة وعشرون دقيقة داخلة في الاقليم الخامس طالعها تسع عشرة درجة من السرطان يقابلها خمس عشرة درجة من الجدي ووسط سمائها خمس عشرة درجة من الحمل بيت حياتها خمس عشرة درجة من الميزان، قال ومدينة أرمينية الصغرى طولها خمس وسبعون درجة وخمسون دقيقة وعرضها خمس وأربعون درجة طالعها عشرون درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها مثلها من الميزان ولها شركة في العواء وفي الدب الأكبر ولها شركة في كوكب هوذ وهو كوكب الحكماء وما يولد مولود قط وكان طالعه كوكب هوذ الأ وكان حكيما وبه ولد بطليموس وبقراط وأوقليدس وهذه المدينة مقابلة لمدينة الحكماء يدور عليها من كل بنات نعش أربعة أجزاء وهي صحيحة الهواء وكل من سكنهاطال عمره بإذن الله تعالى هذا كله من كتاب الملحمة، وفي كتب الفرس أن جرزان وأران كانت في أيدي الخزر وسائر أرمينية في أيدي الروم يتولاها صاحبها أرقيناس وسمته العرب أرميناق فكانت الخزر تخرج فتغير فربما بلغت الدينور فوجه قباذ بن فيروز الملك قائدا عظماء قواده في اثني عشر ألفا فوطىء بلاد أران فففتح ما بين النهر الذي يعرف بالرس إلى شروان ثم إن قباذ لحق به فبنى بأران مدينة البيققان ومدينة برذعة وهي مدينة الثغر كله ومدينة قتلة ونفى الخزر ثم بنى سد اللبن في ما بين شروان واللان وبنى على سد اللبن ثلائمائة وستين مدينة خربت بعد بناء باب الأبواب ملك بعد قباذ ابنه أنوشروان فبنى مدينة الشابران ومدينة مسقط ثم بنى باب الأبواب وإنما سميت أبوابا لأنها بنيت على طرق في الجبل وأسكن مابني من هذه المواضع قوما سماهم السياسجين وبنى بأرض أران أبواب شكي والقميران وأبواب الدودانية وهم أمة يزعمون أنهم من بني دودان بن أسد بن خزيمة مدركة بن إلياس بن مضربن معد بن عدنان وبنى الدودانية وهي اثنا عشر بابا على كل باب منها قصر من حجارة وبنى بأرض جرزان مدينة يقال لها صغدبيل وأنزلها قوما من الصعد وأبناء فارس وجعلها مسلحة وبنى مما يلي الروم في بلاد جرزان قصرا يقال له باب فيروز قباذ وقصرا يقال له باب لازقة وقصرا يقال له باب بارقة وهو على بحر طرابزندة وبنى باب اللان وباب سمسخي وبنى قلعة الجزدمان وقلعة سمشلدى وفتح جميع ما كان بأيدي الروم من أرمينية وغير مدينة دبيل ومدينة النشوى وهي نقجوان وهي مدينة كورة البسفرجان وبنى حصن ويص وقلاعا بأرض السيسجان منها قلعة الكلاب والشاهبوش وأسكن هذه القلاع والحصون ذوي البأس والنجدة ولم تزل أرمينية بأيدي الروم حتى جاء الإسلام، وقد ذكرت في فتوخ أرب في مواضعه من كل بلد، وذكر ابن واضح الأصبهاني أنه كتب لعدة من ملوكها وأطال المقام بأرمينية ولم ير بلدا أوسع منه ولا أكثر عمارة وذكر أن عدة ممالكها مائة وثمان عشرة مملكة منهاصاحب السرير ومملكته من اللان وباب الأبواب وليس إليها إلا مسلكان مسلك إلى بلاد الخزر ومسلك إلى أرمينية وهي ثمانية عشر ألف قرية وأران أول مملكته بأرمينية فيها أربعة الاف قرية وأكثرها لصاحب السرير وسائر الممالك فيما بين ذلك تزيد على أربعة الآف وتنقص عن مملكة صاحب السرير ومنها شروان وملكها يقال له شروان شاه. وسئل بعض علماء الفرس عن الأحرار الذين بأرمينية لم سموا بذلك فقال هم الذين كانوا نبلاء بأرض أرمينية قبل أن تملكها الفرس ثم إن الفرس أعتقوهم لما ملكوا وأقروهم على ولايتهم وهم بخلاف الأحرار من الفرس الذين كانوا باليمن وبفارس فإنهم لم ينلكوا قط قبل الاسلام فسموا أحرارا لشرفهم. وقد نسب بهذه التسبة قوم من أهل العلم. منهم أبو عبد الله عيسى بن مالك بن شمر الأرمني سافر إلى مصر والمغرب.
أرمى: بالضم ثم الفتح والقصر. موضع قالوا وليس في كلامهم على فعلى الأ أرمى وشعبى موضعان وأربى اسم للداهية.
أرمي: بالضم ثم السكون وكسر الميم. هي أرمية التي قدمنا ذكرها وهذا لفظ الأعاجم.
إرمي: بالكسر ثم الفتح وكسر الميم وياء مشددة. إرمي الكلبة وهو إرم الكلبة الذي قدمنا ذكره وهو رمل قرب النباج وهناك قتل قغنب الرياحي بجنربن عبد الله القشيري هكذا حكاه أبو بكر بن موسى يقال ما بهذه الأرض أرمي أي علم يهتدى به.
أرنبوية: بفتح أوله وثانيه وسكون النون وضم الباء الموحدة وسكون الواو وياء مفتوحة وهاء مضمومة في حال الرفع وليس كنفطوله وسيبويه. من قرى الري. مات بها أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي النحوي المقري، ومحمد بن الحسن الشباني الفقيه صاحب أبي حنيفة في يوم واحد سنة 189 ودفن بهذه القرية وكافا قد خرجا مع الرشيد فصلى عليهما وقال اليوم دفنت علم العربية والفقه ويقال لهذه القرية رنبوية يسقوط الهمزة أيضأ وقد ذكرت.
الأرند: بضمتين وسكون النون ودال مهملة. اسم لنهر إنطاكية وهو نهر الرستن المعروف بالعاصي يقال له في أوله الميماس، فإذا مر بحماه قيل له العاصي فإذا انتهى الى إنطاكية قيل له الأرند وله أسماء أخرفي مواضع أخر، وقال أبو علي الهمزة في أرند اسم هذا النهر ينبغي أن تكون فاء والنون زائدة لا يجوز أن يكون على غير هذا لأنه لم يجىء في شيء وقدحكى سيبويه عرند فهو مثله قال:
والقوس فيها وتر عرند إرن: بالكسر ثم الفتح والنون. موضع في ديار بني سليم بين الأتم والسوارقية على جادة الطريق بين منازل بني سليم وبين المدينة، قال العمراني هو إرن بكسرتين على وزن إبل.
أرن: بفتحتين. أرن وشرز بلدان بطبرستان.
أرنم: بالنون مضمومة. واد حجازي عن نصر. قال: وقيل فيه: أزيم بالياء تحتها نقطتان.
أرنيش: بالضم ثم السكون وكسر النون وياء ساكنة وشين معجمة، ناحية من أعمال طليطلة بالأندلس.
أربيط: بوزن الذي قبله إلا أن اخره طاء مهملة. مدينة في شرقي الأندلس من أعمال تطيلة مطلة على أرض العدو بينها وبين تطيلة عشرة فراسخ وبينها وبين سرقسطة سبعة وعشرون فرسخا. قال ابن حوقل هي بعيدة عن بلاد الإسلام.
أرواد: بالفتح ثم السكون وواو وألف ودال مهملة. اسم جزيرة في البحر قرب قسطنطينية غزاها المسلمون وفتحوها في سنة 54مع جنادة بن أبي أمية في أيام معاوية بن أبى سفيان وأسكنها معاوية وكان ممن فتحها مجاهد بن جبر المقرى وتبيع ابن امرأة كعب الأحبار، وبها أقرأ مجاهد تبيعاالقرآن ويقال بل أقرأه برودس.
أروان: بالفتح ثم السكون وواو وألف ونون. اسم بئر بالمدينة وقد جاء فيها ذروان وذو أروان كل ذلك قد جاء في الحديث.
أروخ: بالخاء المعجمة. قلعة من نواحي الزوزان لصاحب الموصل.
أروك: بالفتح ثم الضم وسكون الوار وكاف ذو أروك. واد في بلادهم.
أرول: بوزن أحمر آخره لام. أرض لبني مرة من غطفان عن نصر.
أروم: بالفتح ثم الضم وسكون الواو وميم بلفظ جمع أرومة أو مضارع رام يروم فأنا أروم. وهو جبل لبني سليم قال مضرس بن رنعي الأسدي:
قفا تعرفا بين الدحائل والبتر ** منازل كالخيلان أو كتب السطر
عفتها السمي المدجنات وزعزعت ** بهن رياح الصيف شهرا إلى شهر
فلما علا ذات الأروم ظعائن ** حسان الحمول من عريش ومن خدر ورواه بعضهم بضم الهمزة. في قول جميل:
لو ذقت ما أبقى أخاك برامة ** لعلمت أنك لا تلوم مليما
وغداة ذي بقبر أسر صبابة ** وغدا ة جا وزن الركاب أروما أروتد: بالفتح ثم السكون وفتح الواو وسكون النون ودال مهملة. اسم جبل نزه خضر نضر مطل على مدينة همذان وأهل همذان كثيرا ما يذكرونه في أحاديثهم وأسجاعهم وأشعارهم ويعدونه من أجل مفاخر بلدهم وكثيرا ما يتشوقونه في الغربة وعلى سائر البلاد يفضلونه، وفيه يقول عين القضاة عبد الله بن محمد الميانجي في رسالة كتبها إلى أهل همذان وهو محبوس:
ألا ليت شعري هلى ترى العين مرة ** نرى قلتي أروتد من همذان
بلاد بها نيطت علي تمائمي ** وأرضعت من عفانها بلبان العفان بقية اللبن في الضرع، وقال شاعر من أهل همذان:
تذكزت من أروند طيب نسيمه ** فقلت لقلبي بالفراق سليم
سقى الله أروندا وروض شعابه ** ومن حله من ظاعن ومقيم
وإيامنا إذ نحن في الدار جيرة ** وإذ دهرنا بالوصل غير ذميم
قالوا: ويقال إن أكثر المياه في الجبال من أسفلها إلأ أروند فإن ماءه من أعلاه ومنابعه في دزوته. قال بعض شعرائهم يفضله على بغداد ويتشوقه:
وقالت نساء الحي أين ابن أختنا ** ألا خبرونا عنه حييتم وفدا
رعاه ضمان الله هل في بلادكم ** أخو كريم يرعى لذي حسب عهدا
فإن الذي خلقتموه بأرضكم ** فتى ملأ الأحشاء هجرانه وجدا
أبغدادكم تنسيه أروتد مربعا ** ألا خاب يشري ببغداد أر وندا
فدنهن نفسي لو سمعن بما أرى ** رمى كل جيد من تهده عقدا
وحدث بعض أهل همذان قال قدمت على أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق فقال لي من أين أنت فقلت من الجبال قال من أي مدينة قلت من همذان قال أتعرف جبلها الذي يقال له راوند فقلت جعلني الله فداك إنما يقال له أروند فقال نعم أما إن فيه عينا من عيون الجنه قال فأهل البلد يرون أنها الجمة التي على قلة الجبل وذلك أن ماءها يخرج في وقت من أوقات السنة معلوم ومنبعه من شق في صخرة وهو ماءعذب شديد البرودة ولو شرب الشارب منه في اليوم والليلة مائة رطل وأكثر ما وجد له ثقلا بل ينتفع به، وفي روايأ لو ضرب منه مائة رطل ما روي فإذا تجاوزت أياما المعدودة التي يخرج فيها ذهب إلى وقته من العام المقبل لا يزيد يوما ولا ينقص يوما في خروجه وانقطاعه وهو شفاء للمرضى يأتونه من كل وجه ويقال إنه يكثر إذا كثر الناس عليه ويقل إذا قلوا عنه، وقال محمد بن بشار الهمذاني يصف أروند:
سقيا لظلك يا أروند من جبل ** وإن رميناك بالهجران والملل
هل يعلم الناس ما كلفتني حججا ** من حب مائك إذ يشفي من العلل
لا زلت تكسى من الأنواء أزدرية ** من ناضر أنق أو ناعم خضل
حتى تزور العذارى كل شارقة ** أفياء سفحك يستصبين ذا الغزل
وأنت في حلل والجو في حلل ** والبيض في حلل والرؤض فى حلل
وقال محمد بن بشار أيضا يصف أروند:
تزينت الدنيا وطاب جنانها ** وناح على أغصانها ورشانها
وأمرعت القيعان واخضر نبنتها ** وقام على الوزن السواء زمانها
وجاءت جنود من قرى الهتد لم تكن ** لتأتي إلأ حين يأتي أوانها
مسؤدة دعج العيون كأنما ** لغات بنات الهند تحكي لسانها
لعمرك ما في الأرض شيء نلذه ** من العيش إلا فوقها همذا نها
إذا استقبل الصيف الربيع واعشبت ** شماريخ من أروند شم قنانها
وهاج عليهم بالعراق وأرضه ** هواجر يشوي أهلها لهبانها
سقتك ذرى أروند من سنح ذائب ** من الثلج أنهارا عذابأ رعانها
ترى الماء مسننا على ظهرصخره ** ينابيع يزهي حسنها واستنانها
كأن بها شوبا من الجنة التي ** تفيض على سكانها حيوانها
فيا ساقي الكأس اسقياني مدامة ** على روضة يشفي المحب جنانها
مكللة بالنور تحكي مضاحكا ** شقائقها في غاية الحسن بانها
كأن عروس الحي بين خلالها ** قلائد ياقوت زهاها اقترانها
تهاويل من حمر وصفر كأنها ** ثنايا العذارى ضاحكا أقحوانها
وأشعار أهل همذان في أروند ووصفهم متزهاتها كثير وفيما ذكرناه كفاية.
أرون: بالفتح ثم الضم وسكون الواو ونون، ناحية بالأندلس من أعمال باجة ولكتانها فضل على سائر كتان الأندلس.
أروى: بالفتح ثم السكون وفتح الواو والقصر، وهو في الأصل جمع أروية وهو الأنثى من الوعل وهو أفعولة الأ أنهم قلبوا الواو الثانية ياء وأدغموها في التي بعدها وكسروا الأولى لتسلم الياء وثلاث أراوي فإذا كسرت فهي الأروى على أفعل بغير قياس وبه سمنيت المرأة، وهذا الماء أيضا وهو بقرب العقيق عند الحاجر يسمى مثلثة أروى وهو ماء لفزارة، وفيه يقول شاعرهم:
وإن بأروى معدنا لو حفرته ** لأصبحت غنيانا كثير الدراهم وأروى أيضا قربة من من قرى مرو على فرسخين. يشب إليها أبو العباس أحمد بن محمد بن عميرة بن عمرو بن يحيى بن سليم الأرواوي.
أرياب: بفتح أوله وبعضهم يكسره ثم السكون وياء وألف وباء موحدة. قرية باليمن من مخلاف قيظان من أعمال ذي جبلة. قال الأعشى:
وبالقصر من أرياب لو بت ليلة ** لجاءك مثلوج من الماءجامد
الأريتاق: تصغير أرتاق جمع رنق وهو ضد الفتق، واد فيه أحساب وطلح في طريق الجبلين من فيد.
أريحا: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة والحاء مهملة والقصر وقد رواه بعضهم بالخاء المعجمة لغة عبرانية، وهي مدينة الجبارين في الغور من أرض الأردن بالشام بينها وبين بيت المقدس يوم للفارس في جبال صبعة المسلك سميت فيما قيل بأريحا بن مالك بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام وقد حرك جرير الياء منه ومده، فقال:
فماذا راب عبد بني نمير ** فعفي أن أزيدهم ارتيابا
أعد لها مكاوي منضجات ** ويشفي حر شعلتي الجرابا
شياطين البلاد يخفن داري ** وحية أريحاء لي استجابا
أريح: بالفتح ثم السكون وياء مفتوحة وحاء مهملة على أفعل بوزن أفيح. بلد بالشام وهو لغة في أريحا المذكور قبله. قال الهذلي:
فلينت عنه سيوف أريح إذ ** باء بكفي ولم كد أجد أي فليت عن هذا السيف سيوف أريح فلم أكد أجد حتى باء بكفي أي رجع.
أريض: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وضاد معجمة. موضع في قول امرىء القيس:
أصاب قطاتين فسال لواهما ** فوادي البدقي فانتحى للأريض أريك: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وكاف. الأريكة في كلامهم واحدة الأرائك وهي السرير المنجد ويجوز أن يكون مذكره أريك كما يقال قتيل وقتيلة بني فلان ولا يقال امرأة قتيلة وإنما هي قتيل مثل المذكر، وأريك اسم جبل بالبادية يكثرون ذكره في كلامهم. قال النابغة:
عفى ذو حسى من فزتنا فالفوارع ** فشطا أريك فالتلاع الدوافع وقال أبو عبيدة في شرحه أريك واد وذو حسى في بلاد بني مرة، وقال في موضع آخر أريك إلى جنب النقرة وهما أريكان أسود وأحمر وهما جبلان، وقال غيره أريك جبل قريب من معدن النقرة شق منه لمحارب وشق لبني الصادر من بني سليم وهو أحد الخيالاف المحتفة بالنقرة، ورواه بعضهم بضم أوله وفتح ثانيه بلفظ التصغيرعن ابن الأعرابي، وقال بعض بني مرة يصف ناقة:
إذا أقبلت قلت مشحونة ** أطاع لها الريح قلعا جفولا
فمرت بذي خشب غدوة ** وجازت فونق أريك أصيلا
تخبط بالليل حزانه ** كخبط القوي العزيز الذليلا ويدل على أن أريكا جبل. قول جابربن حنى التغلبي:
تصفد في بطحاء عرق كأنها ** ترقى إلى أعلا أريك بسلم وقال عمرو بن خويخلد أخو بني عمرو بن كلاب:
فكنا بني أم جميعا ييوتنا ** ولم يك متا الواحد المتفرد
نفيل إذا قيل اظعنوا قد أتيتم ** أقاموا وقالوا الصبر أبقى وأحمد
كأن أريكا والفوارع بيننا ** لثامنة من أؤل الشهر موعد أريكتان: تثنية الذي قبله في لغة من جعله مصغرا وزيادة تاء التأنيث، جبلان يقال لكل واحد منهما أريكة إلى جنب جبال سود لأبي بكر بن كلاب ولهما بيار.
أريكة: مصغر. أحد الجبلين اللذين ذكرا قبل. وقال الأصمعي أريكة ماء لبني كعب بن عبد الله بن أبي بقرب عفلان وهو جبل ذكر في موضعه، وقال أبو زياد ومما يذكر من مياه بني أبي بكر بن كلاب أريكة وهي بغربي الحمى حمى ضرية وهي أول ما ينزل س مصدق المدينة.
أريلية: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة ولام مكسورة و أخرى مفتوحة خفيفة وهاء. حصن بين سرتة وطليطلة من أعمال الأندلس بينها وبين كل واحدة منهما عشرة فراسخ استولى عليها الإفرنج في سنة 533.
أريم: بوزن أفعل نحو أحمد. موضع قرب المدينة قال ابن هرمة:
بادت كما باد منزل خلق ** من بين أريم فذي الحلفه أرينبات: بالضم ثم الفتح وياء ساكنة ونون مكسورة ونون موحدة وألف وتاء فوقها نقطتان. موضع في قول عنترة:
وقفت وصحبتي بأرينبات ** على أقتاد عوج كالسمام
فقلت تبينوا ظعنا أراها ** تحل شواحطا جنح الظلام
وقد كذبتك نفسك فاكذبنها ** لما منتك تغريرا قطام الأرين: بالضم ثم الكسر وياء ساكنة ونون خيف الأرين في حديث أبي سفيان أنه قال أقطعني خنف الأرين أملأه عجوة والأرين نبات يشبه الخطمي ويجوزأن يكون جمع الإران وهي الجنازة والنشاط أيضا.
أرينة: بالضم ثم الفتح وياء ساكنة ونون وهاء من نواحي المدينة. قال كثير:
وذكرت عزة إذا تصا قب دارها ** برحيب فأرينة فنخال ويروى أرا بن وقد ذكر قبل.
أربنبة: بالضم ثم الفتح وياء ساكنة ونون مكسورة وباء موحدة مفتوحة وهاء، اسم ماء لغني بن أعصربن سعد بن قيس وبالقرب منها الأودية.
أريوجان: لم يتحقق لي ضبطه. قال مسعر، مدينة جيدة في كورة ماسبذان عن يمين حلوان للقاصد إلى همذان في صحراء بين جبال كثيرة الأشجار والحمات والكباريت والزاجات والبوارق والأملاح وماؤها يخرج إلى البند نيجين فيسقي النخل بها وبين هذه المدينة وبين الرذ التي بها قبر المهدي أمير المؤمنين فراسخ قليلة وهي قريبة من السيروان.
أريول: بالفتح ثم السكون وياء مضمومة وواو ساكنة ولام. مدينة بشرقي الأندلس من ناحية تدمير. ينسب إليها أبو بكر عتيق بن أحمد بن عبد الرحمن الأردي الأندلسي الأر يولي قدم الإسكندرية ولقيه بها أبو طاهر أحمد بن سلفة الحافظ ثم مضى إلى مكة فجاور بها سنين يؤذن للمالكية ثم رجع إلى المغرب وكان اخر العهدبه.
باب الهمزة والزاي وما يليهما
أزاد مرداباذ: أزاد مرد إسم رجل ومعناه الرجل الحر وأباذ عمارة فكان معناه عمارة أزادمرد، وهو اسم قلعة حصينة من نواحي همذان.
أزادوار: الذال معجمة يلتقي عندها ساكنان وواو وألف وراء. اسم بليدة رأيتها وهي قصبة كورة جوين من أعمال نيسابور وأول هذه الكورة لمن يجيئها من ناحية الري وعهدي به عامر أهل ذو سوق ومساجد وبظاهره خان كبيرعمره بعض التجار من أهل السبيل، وينسب إليه جماعة من أهل العلم. منهم أبو عبد الله محمد بن حفص بن محمد بن يزيد الشعراني النيسابوري الأزاذواري شيخ ثقة سمع بخراسان إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ومحمد بن رافع وبالعراق نصر بن علي الجهضمي وأبا كريب وبالحجازعبد الله بن محمد الزهري وعبد الجبار بن العلاء وأقرانهم في هذه البلاد روى عنه يحيى بن منصور القاضي وأبو علي الحافظ والمشايخ وتوفي ببلده سنة 313، وأبو العباس محمود بن محمد بن محمود الأزاذواري روى عن محمد بن حفص بن محمد بن قراد البغدادي عن مالك كتب عنه أبو سعد الماليني بأزاذوار وروى عنه بأمياله بمصر كذا هو بخط أبي طاهر السلفي سواء، وأبو حامد أحمد بن محمد بن العباس الأزاذواري روى عن محمد بن المسيب الأرغياني روى عنه أبو سعد الماليني وكان قد كتب عنه بازاذوار.
الأزارق: جمع أزرق والقول فيه كالقول في الأخاوص وقد تقدم في الأحاسب، وهو ماء بالبادية. قال عدي بن الرقاع.
حتى وردن من الأزراق منهلا ** وله على اثارهن سحيل
فاستفنه ورؤوسهن مطارة ** تدنو فتغشى الماء ثم تحول الأزاغب: بالغين المعجمة. موضع في قول الأخطل:
أتاني وأهلي با لأزاغب أنه ** تتابع من آل الصريخ ثمالي أزاال: بالفتح وروي بالكسر أيضا عن نصر وآخره لام. اسم مدينة صنعاء وأزال هو والد صنعاء بن أزال بن يقطن بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ وكان أول من بناها ئم سميت باسم ابنه لأنه ملكها بعده فغلب اسمه عليها و الله أعلم.
إزبد: بالكسر ثم السكون وكسر الباء والدال مهملة. قرية من قرى دمشق بينها وبين أذرعات ثلاثة عشر ميلا، فيها توفي يزيد بن عبد الملك بن مروان الخليفة بعد عمر بن عبد العزيز في شعبان وقيل في رمضان سنة 105 واختلفوا في سبب مقامه هناك، فقال أهل الشام كان متوجها إلى بيت المقدس فمرض هناك، وقال آخرون بل خرج للنزهة وانقصف كما ذكر في خبر وفاته الفظيع الشنيع فحمل على أعناق الرجال إلى دمشق فدفن في مقبرة الباب الصغير أو باب الجابية و قيل: بل دفن حيث مات.
أزجاه: بالفتح ثم السكون وجيم وألف وهاء محضة. قرية من قرى خابران ثم من نواحي سرخى، ينسب إليها من المتأخرين أبو بكر أصرم بن محمد بن أصرم الأزجاهي المقري كان صالحا ورعا سمع الحديث من أبي طاهر أحمد بن محمد بن علي المالكي وإبي نصر أحمد بن محمد بن سعيد القرشي ومولده في حدود سنة 470، وأبو الفتح محمد بن أحمد بن محمد بن معاوية الأزجاهي الخطيب إمام جامع أزجاه كان فقيها صالحا عفيفا مكثرا من الحديث تفقه بمرو على أبي الفتح الموفق بن عبد الكريم الهروي سمع، بأزجاه أبا حامد وأبا الفضل عبد الكريم بن يونس بن منصور الأزجاهي وبمرو أبا الفرج عبد الرحمن بن أحمد الرازي السرخسي كتب عنه أبو سعد بازجاه وتوفي بها في صفر سنة 543ذكره أبو سعد في شيوخه وقال مات في رجب سنة سبع وأربعين بقرية أزجاه، وأبو الفضل عبد الكريم بن يونس بن محمد بن منصور الأزجاهي الفقيه الشافعي توفي سنة 486.
الأزج: بالتحريك والجيم باب الأزج. محلة كبيرة ذات أسواق كثيرة ومحال كبار في شرقي بغداد فيها عدة محال كل واحدة منها تثبه أن تكون مدينة. ينسب إليها الأزجي والمنسوب إليها من أهل العلم وغيرهم كثير جدا.
الأزرق: بلفظ الأزرق من الألوان، وادي الأزرق بالحجاز والأزرق ماء في طريق حاج الشام دون تيماء.
أزرميدخت: بالفتح ثم السكون وفتح الراء وكسر الميم وياء ساكنة وضم الدال وسكون الخاء المعجمة والتاء فوقها نقطتان. إسم ملكة من أواخر ملوك الفرس وهي ابنة أبرويز وليت الملك بعد أختها بوران أربعة أشهر ثم سمت فماتت ولا يبعد أن يكون هذا البلد مسمى بها وهو بليد قرب قرميسين وسمعت من يقول بتقديم الراء على الزاي وكأنه أظهر.
أزقتان: بالفتح ثم السكون وضم القاف والباء الموحدة وألف ونون. موضع في قول الأخطل:
أزب الحاجبين بعوف سوء ** من النقر الذين بأزقبان أراد أزقباذ فلم يستقم له البيت فأبدل الذال نونا لأن القصيدة نونية يقال فلان بعوف سوء بحال السوء.
أزم: بفتحتين. ناحية من نواحي سيراف ذات مياه عذبة وهواء طيب. نسب إليها بحر بن يحيى بن بحر الأزمي الفارسي حدث عن عبد الكريم بن روح المحدث البصري و غيره، والحسن بن علي بن عبد الصمد بن يونس بن مهران أبو سعيد البصري يعرف بالأزمي حدث ببغداد عن صهيب وبحر بن الحكم وغيرهما وتوفي بواسط في رجب سنة 308 وأزم أيضا منزل بين سوق الأهواز ورامهزمز منه محمد بن علي إسماعيل المعروف بالمبرمان النحوي وفيها يقول:
من كان يأثر عن آباءه شرفا ** فأصلنا أزم أصطمة الخوز أزمورة: ثلاث ضمات متواليات وتشديد الميم والواو ساكنة وراء مهملة. بلد بالمغرب في جبال البربر.
أزناو: بالفتح ثم السكون ونون وألف وواو معربة ويقال أزناوه بالهاء. قلعة من ناحية الأجم من نواحي همذان منها أبو الفضل عبد الكريم بن أحمد الأزناوي المعروف بالبئاري فقيه شافعي.
أزنري: بالفتح ثم السكون وفتح النون وكسر الراء. من قرى نهاوند. قال أبو طاهر بن سلفة محمد بن إبراهيم الأزنري النهاوندي رأيناه بأزنرى من قرى نهاوند علقنا عنه حكايات.
أزنم: بالفتح ثم السكون وضم النون وميم كأنه جمع الزنمة وهو شي يقطع من الأذن فيترك معلقا وإنما يفعل ذلك بكرائم الإبل يقال بعير زنم وأزنم ومزنم وجمعه في القلة أزنم وزنمات. وهو موضع في قول كثير بن عبد الرحمن:
تأملت من آياتها بعد أهلها ** بأطراف أعظام فأذناب أزنم
محاني آناء كأن دروسها ** دروس الجوابي بعد حول مجرم ويروى بالراء مكان الزاي والأول أكثر.
أزن: بالفتح ثم السكون ونون. قلعة في جبال همذان.
أزنيك: بالفتح ثم السكون وكسر النون وياء ساكنة وكاف. مدينة على ساحل بحر القسطنطينية والمماطر الأزنيكية هي الغاية في الجودة.
أزوارة: بالضم ثم السكون وواو وألف وراء وهاء. بليدة بنواحي أصبهان على طرف البرية. ينسب إليها أبو نصر أحمد بن علي الأزواري سمع بقراءته على سعيد الصيرفي في سنة 531 وكان شيخا جليل القدر ولي الرياسة ببلده مدة ومارس الأمور وكان أكثر مقامه بأصبهان كتب عنه أبو سعد.
الأزوران: بالفتح ثم السكون وفتح الواو وراء وألف ونون. تثنية الأزور وهو المائل. روضة الأزورين ذكرت في الرياض. قال مزاحم العقيلي:
فليت ليالينا فاللوى ** رجعن وأياما قصارا بمأسل
فإن تؤثري بالود مولاك لا أقل ** أسأت وإن تستبدلي أتبدل
عذارى لم يأكلن بطيخ قرية ** ولم يتجنبن العرار بثهلل
لهن على الريان في كل صيفة ** فما ضم ميث الأزورين فصلصل
خيام إذا خب السفا نصبت له ** دعائم تغلى بالثمام المظلل الأزهر: موضع على أميال من الطائف فيه. قال العرجي.
يا دار عاتكة التي بالأزهر ** أو فوقه بقفا الكثيب الأعفر
لم ألق أهلك بعد عام لقيتهم ** يا ليت أن لقاءهم لم يقدر والأزهر أيضا موضع باليمامة فيه نخل وزروع ومياه.
أزة: بالفتح والتشديد. من بلاد فارس.
أزيلى: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة ولام وياء ساكنة أيضا. مدينة بالمغرب في بلاد البربر بعد طنجة في زاوية الخليج الماد إلى الشام عليها سور متعلقة على رأس جرف خارج في البحر وهي لطيفة وشربهم من آبار عذبة. قال ابن حوقل: الطريق من برقة إلى أزيلى على ساحل بحر الخليج إلى فم البحر المحيط ثم تعطف على البحر المحيط يسارا.
أزيهر: بالضم ثم الفتح وياء ساكنة وكسر الهاء وراء. موضع باليمامة لبني وعلة الجرميين من جرم بن زبان من الحاف بن قضاعة فيه نخل كثير.
باب الهمزة والسين وما يليهما
الأساسان: قريتان صغيرتان بين الدثينة وبين مغرب الشمس من بلاد سليم.
إساف: بكسر الهمزة وآخره فاء. إساف ونائلة صنمان كانا بمكة. قال ابن إسحاق: هما مسخان وهما إساف بن عمرو ونائلة بنت ذئب وقيل إساف بن عمرو ونائلة بنت سهيل وإنهما زنيا في الكعبة فمسخا حجرين فنصبا عند الكعبة وقيل نصب أحدهما على الصفا والأخرى عند المروة ليعتبر بهما فقدم الأمر فأمر عمرو بن لحي الخزاعي بعبادتهما ثم حولهما قصي فجعل أحدهما بلصق البيت وجعل الأخرى بزمزم وكان ينحر عندهما وكانت الجاهلية تتمسح بهما. قال أبو المنذر: هشام بن محمد حدثني أبي عن أبي صالح عن أبن عباس أن إسافا ونائلة رجل من جرهم يقال له إساف بن يعلى ونائلة بنت زيد من جرهم وكان يتعشقها بأرض اليمن فأقبلا حجاجا فدخلا الكعبة فوجدا غفلة من الناس وخلوة في البيت ففجر بها في البيت فمسخا فأصبحوا فوجدوهما مسخين فأخرجوهما فوضعوهما موضعهما فعبدتهما خزاعة وقريش ومن حج البيت بعد من العرب. قال هشام: ولما مسخ إساف ونائلة حجرين وضعا عند الكعبة ليتعظ بهما الناس فلما طال مكثهما وعبدت الأصنام عبدا معها وكان أحدهما بلصق الكعبة فكانوا ينحرون ويذبحون عندهما فلهما يقول أبو طالب وهو يحلف بهما حين تحالفت قريش على بني هاشم.
أحضرت عند البيت رهطي ومعشري ** وأمسكت من أنوابه بالوصائل
وحيث ينيخ الأشعرون ركابهم ** بمفضى السيول من إساف ونائل الوصائل البرود، وقاد بشر بن أبي خازم الأسدي في إساف:
عليه الطير ما يدنون منه ** مقامات العوارك من إساف فكانا على ذلك إلى أن كسرهما رسول الله ﷺ يوم الفتح فيما كسر من الأصنام، وجاء في بعض أحاديث مسلم بن الحجاج أنهما كانا بشط البحر وكانت الأنصار في الجاهلية تهل لهما وهو وهم والصحيح أن التي كانت بشط البحر مناة الطاغية.
أسالم: بالضم بلفظ مضارع سالم يسالم فأنا أسالم. من جبال السراة نزله بنو قسر بن عبقر بن أنمار بن نزار والأعم الأشهر أنه قسر واسمه مالك بن عبقر بن أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يغرب بن قحطان.
أسالة: بالضم والتخفيف، اسم ماءة بالبادية.
أسانير: بالفتح وبعد الألف نون مكسورة وياء ساكنة وراء. اسم جبل ذكره ابن القطاع في كتابه في الأبنية.
أساود: بالفتح جمع أسود كما قلنا في الأحاسب. اسم ماء على يسار الطريق للقاصد إلى مكة من الكوفة. قال الشماخ:
تزاور عن ماء الأساود إن رنت ** به راميا يغتام رفع الخواصر أساهم: بالضم وكسر الهاء. موضع بين مكة والمدينة قال الفضل بن العباس اللهبي:
نظرت وهرشى بيننا وبصاقها ** فركن كساب فالصوى من أساهم
إلى ضوء نار دون سلع يشبها ** ضعيف الوقود فاتر غير سائم بصاقها بكسر الباء عن اليزيدي وقال: هي حرة.
أساهيب: أجبال في ديار طيىء بها مرعى.
أسبار: بالفتح ثم السكون وباء موحدة وألف وراء. قرية على باب حي مدينة أصبهان، ويقال لها أسبارديس. منها أبو طاهر سهل بن عبد الله بن الفرخان الأسباري الزاهد كان مجاب الدعوة توفي سنة 296.
أسبانبر: بالفتح ثم السكون والباء الموحدة وألف ونون مفتوحة وباء موحدة ساكنة وراء. هو اسم أجل مدائن كسرى وأعظمها وهي التي فيها إيوان كسرى الباقى بعضه إلى الان.
أسبانيكث: بالضم ثم السكون وباء موحدة وألف ونون مفتوحة أو مكسورة وياء ساكنة وفتح الكاف وثاء مثلثة. مدينة بما وراء النهر من مدن أسبيجاب بينهما مرحلة كبيرة. ينسب إليها أبو نصر أحمد بن زاهر بن حاتم بن رستم الأديب الإسبانيكثي كان فاضلا مات بعد الستين وثلثمائة وغيره.
أسبذ: بالفتح ثم السكون ثم فتح الباء الموحدة وذال معجمة في كتاب الفتوح. أسبذ قرية بالبحرين وصاحبها المنذر بن ساوي وقد اختلف في الأسبذيين من بني تميم لم سموا بذلك. قال هشام بن محمد بن السائب: هم ولد عبد الله زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم. قال وقيل لهم الأسبذيون لأنهم كانوا يعبدون فرسا. قلت: أنا الفرس بالفارسية اسمه أسب زادوا فيه ذالا تعريبا وقيل كانوا يسكنون مدينة يقال لها أسبذ بعمان فنسبوا إليها، وقال الهيثم بن عدي إنما قيل لهم الأسبذيون أي الجماع وهم من بني عبد الله بن دارم منهم المنذر بن ساوى صاحب هجر الذي كاتبه رسول الله ﷺ وقد جاء في شعر طرفة ماكشف المراد وهو يعتب على قومه:
فأقسمت عند النصب إني لهالك ** بملتفة ليست بغيظ ولا خفض
خذوا حذركم أهل المشقر والصفا ** عبيد اسبذ والقرض يجري في القرض
ستصبحك الغلباء تغلب غارة ** هنالك لا ينجيك عرض من العرض
وتلبس قوما بالشقر والصفا ** شآبيب موت تستهل ولا تغضي
تميل على العبدي في جو داره ** وعوف بن سعد تخترمه من المحض
هما أورداني الموت عمدا وجردا ** على الغدر خيلا ماتمل من الركض قال أبو عمر والشيباني في فسر ذلك: أسبذ: اسم ملك كان من الفرس ملكه كسرى على البحرين فاستعبدهم وأذلهم وإنما اسمه بالفارسية أسبيدويه يريد الأبيض الوجه فعربه فنسب العرب أهل البحرين إلى هذا الملك على جهة الذم فليس يختص بقوم دون قوم والغالب على أهل البحرين عبد القيس وهم أصحاب المشقر والصفا حصنين هنالك، وقال مالك بن نويرة يرد على محرز بن المكعبر الضبي وكان قال شعرا ينتصر فيه لقيس بن عاصم على مالك نويرة:
أرى كل بكر ثم غير أبيكم ** وخالفتموا حجنا من اللؤم حيدرا
أبى أن يريم الدهر وسط بيوتكم ** كما لا يريم الأسبذي المشقرا
حميت ابن ذي الأيرين قيس بن عاصم ** مطرا فمن يحمي أباك المكعبرا أسبرة: ناحية بأقصى بلاد الشاش بما وراء النهر وهي بلاد يخرج منها النفط والفيروزج والحديد والصفر والذهب والآنك وفيها جبل أسود حجارته تحترق كما يحترق الفحم يباع منه حمل بدرهم وحملان فإذا احترق اشتد بياض رماده فيستعمل في تبييض الثياب ولا يعرف في بلدان الأرض مثل هذا قاله الإصطخري.
إسبسكث: بالكسر ثم السكون وفتح الباء الموحدة وسكون السين أيضا وفتح الكاف والثاء مثلثة. قرية على فرسخين من سمرقند. منها أبو حامد أحمد بن بكر الأسبسكثي.
أسبهبذ: بالفتح ثم السكون وفتح الباء الموحدة وسكون الهاء وضم الباء أيضا وذال معجمة، وهو اسم يخص به ملوك طبرستان وأكثر ما يقولونه بالصاد وهو ككسرى لملوك الفرس وقيصر لملوك الروم وقد سموا به كورة بطبرستان ولعلها سميت ببعض ملوكهم.
إسبيذرستاق: بكسر أوله وسكون ثانيه وكسر الباء الموحدة وياء ساكنة وذال معجمة معناه الرستاق الأبيض. ناحية من أعمال قوهستان من ناحية فهلو فيها قرى ورساتيق وفهلو يراد به نواحي أصبهان في زعم حمزة.
إسبيذروذ: معناه النهر الأبيض. وهو اسم لنهر مشهور من نواحي أذربيجان مخرجه من عند بارسيس ويصب في بحر جرجان. قال الإصطخري: إسبيذروذ بين أردبيل وزنجان وهو نهر يصغر عن جريان السفن فيه وأصله من بلاد الديلم وجريانه تحت القلعة المعروفة بقلعة سلار وهي سميران. قال عبيد الله المستجير بكرمه وقد رأيته في مواضع.
أسبيذهان: شطره مثل الذي قبله ثم هاء وألف ونون. موضع قرب نهاوند.
أسبيرن: بالفتح ثم السكون وكسر الباء الموحدة وياء ساكنة وراء مفتوحة ونون. مدينة مشهورة من نواحي إرزن الروم بأرمينية.
إسبيل: بالكسر ثم السكون وكسر الباء الموحدة وياء ولام. حصن بأقصى اليمن وقيل حصن وراء النجير. قال الشاعر يصف حمارا وحشيا.
بإسبيل كان بها برهة ** من الدهر ما نبحته الكلاب وهذا صفة جبل لا حصن، وقال ابن الدمينة. إسبيل جبل في مخلاف ذمار وهو منقسم بنصفين نصفه إلى مخلاف رداع ونصف إلى بلد عنس وبين إسبيل وذمار أكمة سوداء بها جمة تسمى حمام سليمان والناس يستشفون به من الأوصاب والجرب وغير ذلك. حدث مسلم بن جندب الهذلي قال: إني لمع محمد بن عبد الله النميري، ثم الثقفي بنعمان وغلام يشتد خلفه يشتمه أقبح شتم فقلت له من هذا فقال الحجاج بن يوصف دعه فإني ذكرت أخته في شعري فأحفظه ذلك فلما بلغ الحجاج ما بلغ هرب منه إلى اليمن ولم يجسر على المقام بها فعبر البحر وقال:
أتتني عن الحجاج والبحر دوننا ** عقارب تسري والعيون هواجع
فضقت به ذرعا وأجهشت خيفة ** ولم آمن الحجاج والأمر فاظع
وحل به الخطب الذي جاءني به ** سميع فليست تستقر الأضالع
فبت أدير الرأي والأمر ليلتي ** وقد أخضلت خدي الدموع الدوافع
فلم أر خيرا لي من الصبر إنه ** أعف وخير إذ عرتني الفجائع
وما أمنت نفسي الذي خفت شره ** ولاطاب لي مما خشيت المضاجع
إلى أن بدا لي حصن إسبيل طالعا ** وإسبيل حصن لم تنله الأصابع
فلي عن ثقيف إن هممت بنجوة ** مهامه تعمى بينهن الهجارع
وفي الأرض ذات العرض عنك ابن يوسف ** إذا شئت منا لا أبالك واسع
فإن نلتني حجاج فاشتف جاهدا ** فإن الذي لايحفظ الله ضائع وكان عاقبة أمره أن عبد الملك بن مروان أجاره من الحجاج في قصة فيها طول ذكرتها في كتاب معجم الشعراء بتمامها.
إستا: بالكسر ثم السكون والتاء مثناة من فوقها والنسبة إليها بزيادة النون كذا ذكره أبو سعد. من قرى سمرقند. ينسب إليها أبو شعيب صالح بن العباس بن حمزة الخزاعي الإستاني.
أستاذ بران: بالضم ثم السكون والتاء فوقها نقطتان والذال معجمة ساكنة والباء موحدة مفتوحة وراء وألف ونون. من قرى أصبهان منها أبو الفضل محمد بن إبراهيم بن الفضل الأستاذ براني روى عنه أبو بكر بن مردويه.
أستاذخرذ: بضم الخاء المعجمة وفتح الراء وذال معجمة وباقية كالذي قبله. من قرى الري.
إستارقين: أظنه من قرى همذان. قال شيرويه: أحمد بن العباس بن فارس أبو جعفر الإستارقيني روى عن إبراهيم بن سعيد الجوهري ومحمد بن هاشم البعلبكي وذكر جماعة من أهل الشام ومصر وروى عنه القاسم بن أبي صالح والفضل بن الفضل الكندي وغيرهما وكان صدوقا.
إستان البهقباذ الأسفل: إحدى كور السواد من الجانب الغربي ومن مشهور قراه وطساسيجه السيلحون ونستر.
أستاق البهقباذ الأعلى: بالسواد أيضا بالجانب الغربي ومن طساسيجه الفلوجة العليا والفلوجة السفلى وعين التمر.
إستان البهقباذ الأوسط: بالسواد أيضا بالجانب الغربي ومن طساسيجه سورا وسنذكر هذه الإستانات في البهقباذ بأتم من هذا إن شاء الله تعالى.
إستان سو: قال حمزة بن الحسن هو اسم للناحية المسماة بالجبل على ما حكاه لي أبو السرى سهل بن الحكم قال: وهي بضع عشرة كورة.
الإستان العال: كورة في غربي بغداد من السواد تشتمل على أربعة طساسيج وهي الأنبار وبادوريا وقطربل ومسكن. قال العسكري مثل الرستاق.
إستانة: ناحية بخراسان أظنها من نواحي بلخ، وإلى أحد هذه الإستانات ينسب أبو السعادات هبة الله بن عبد الصمد بن عبد المحسن الإستاني حدث عن علي بن أحمد البسري ولقي الشيخ أبا إسحاق الشيرازي قال الحافظ أبو طاهر السلفي أنشدني أبو السعادات الإستاني قال أنشدني الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي لنفسه:
مررت ببغداد فأنكرت أهلها ** وسكانها تحت التراب رميم
كأن لم تكن بغداد في الأرض بلدة ** ولم يك فيها ساكن ومقيم وأبو محمد مكي بن هبة الله بن عبد الصمد الأستاني ذكره أبو سعد حدث عن إسماعيل بن محمد بن ملة الأصبهاني وأبو الحسن علي بن أسعد بن رمضان الإستاني المقري الخياط حدث عن أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سليمان وتوفي في شهر ربيع الأول سنة 602.
إستجة: بالكسر ثم السكون وكسر التاء فوقها نقطتان وجيم وهاء. اسم لكورة بالأندلس متصلة بأعمال رية بين القبلة والمغرب من قرطبة وهي كورة قديمة واسعة الرساتيق والأراضي على نهر سنجل وهو نهر غرناطة بينها وبين قرطبة عشرة فراسخ وأعمالها متصلة بأعمال قرطبة، ينسب إليها محمد بن ليث الإستجي محدث ذكره أبو سعيد بن يونس في تاريخه مات سنة 328.
أستراباذ: بالفتح ثم السكون وفتح التاء المثناة من فوق وراء وألف وباء موحدة وألف وذال معجمة. بلدة كبيرة مشهورة أخرجت خلقا من أهل العلم في كل فن وهي من أعمال طبرستان بين سارية وجرجان في الإقليم الخامس طولها تسع وسبعون درجة وخمسون دقيقة وعرضها ثمان وثلاثون درجة ونصف وربع، وممن ينسب إليها القاضي أبو نصر سعد بن محمد بن إسماعيل المطرفي الأستراباذي قاضي أستراباذ وكان صالحا حسن السيرة ومات بآمل طبرستان في حدود سنة 550، وأبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الأستراباذي أحد الأئمة له كتاب في الجرح والتعديل وهو أقدم من أبي أحمد بن عدي الجرجاني صاحب كتاب الجرح والتعديل أيضا وشيخه وتوفي سنة 320 عن ثلاث وثمانين سنة، والحسين بن الحسن بن محمد بن الحسين بن رامين الأسترباذي أبو محمد القاضي سمع بدمشق أبا بكر الميانجي وبجرجان أبا بكر الإسماعيلي وأبا أحمد بن عدي ونعيم بن أبي نعيم الأسترباذي وبخراسان محمد بن الحسين بن إسماعيل السراج وخلف بن محمد الخيام وأبا عمرو ابن نجيد وغيرهم بعدة بلاد وروى عنه أبو بكر الخطيب وقال كان صدوقا صالحا سافر الكثير ولقي الشيوخ الصوفية وأقام ببغداد إلى أن مات بها سنة 412. وأستراباذ كورة بالسواد يقال لها كرخ ميسان. وأستراباذ كورة بنسا من نواحي خراسان عن بن البناء.
أسترسن: بالفتح ثم السكون وفتح التاء المثناة وسكون الراء وفتح السين الأخرى ونون. بلدة بين كاشغر وختن من بلاد الترك. ينسب إليها أبو نصر أحمد بن محمد بن علي الأسترسني البازكندي قدم بغداد في سنة 498 فيما ذكر القاضي أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الدمشقي قال: وحدث بها عن أحمد بن عيسى بن عبيد الله الدلفي وذكر أنه سمع منه بإستراباذ سمع منه جماعة منهم أبو الرضا أحمد بن مسعود الناقد.
أستغداديزة: بالضم ثم السكون وضم التاء المثناة وسكون الغين المعجمة ودالان مهملان بينهما ألف وياء ساكنة وزاي وهاء قرية على أربعة براسخ من نخشب بما وراء النهر، ينسب إليها جماعة، منهم أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن عاصم بن رمضان الاستغداديزي المعروف بالنخشبي أحد العلماء الحفاظ توفي بنخشب في سنة 459 وقيل سنة 457.
أستناباذ: بالضم ثم السكون وضم التاء المثناة ونون وألف وباء موحدة وألف وذال معجمة. قلعة بين الري وبينها عشرة فراسخ من ناحية طبرستان وهي أستوناوند وسيأتي ذكرها بأتم من هذا.
أستوا: بالضم ثم السكون وضم التاء المثناة وواو وألف. كورة من نواحي نيسابور معناه بلسانهم المضحاة والمشرقة. تشتمل على ثلاث وتسعين قرية وقصبتها خبوشان قاله أبو القاسم البيهقي، وقال أبو سعد: أستوا ناحية في نواحي نيسابور تشتمل على نواح كثيرة وقرى جمة وتقرن بخوجان فيقال أستوا وخوجان وهي من عيون نواحي نيسابور وحدودها متصلة بحدود نسا. خرج منها خلق من العلماء والمحدثين. منهم أبو جعفر محمد بن بسطام بن الحسن الأستوائي ولي قضاء نيسابور ودام له القضاء بها في أولاده وتوفي بها سنة 432، وعمر بن عقبة الأستوائي النيسابوري من أصحاب عبد الله بن المبارك وقد روى عن أصحاب ابن المبارك مثل وهبت بن زمعة وسلمة بن سليمان حدث عنه محمد بن عبد الوقاب الفراء ومحمد بن أشرس السلمي قاله الحاكم أبو عبد الله في تاريخ نيسابور.
أستوريس: بالضم. حصن من أعمال وادي الحجارة بالأندلس أحدثه محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام الأموي صاحب الأندلس عمره في نحر العدو.
أستوناوند: بالضم ثم السكون والتاء المثناة والواو ساكنة ونون وألف وواو مفتوحة ونون أخرى ساكنة ودال مهملة ومنهم من يقول استناباذ وقد تقدم، وهو اسم قلعة مشهورة بدنباوند من أعمال الري ويقال جرهد أيضا وهي من القلاع القديمة والحصون الوثيقة. قيل إنها عمرت منذ ثلاثة آلاف سنة ونيف وكانت في أيام الفرس معقلا للمصمغان ملك تلك الناحية يعتمد بكليته عليه ومعنى المصمغان مس مغان والمس الكبير ومغان المجوس فمعناه كبير المجوس وحاصره خالد ابن برمك حتى غلب على ملكه وقلع دولته وأخذ بنتين له وقدم بهما بغداد فشراهما المهدي وأولدهما فإحداهما أم المنصور بن المهدي واسمها البحرية وأولد الأخرى ولدا اخر، ثم خربت هذه القلعة مدة وأعيدت عمارتها مرة بعد أخرى إلى أن كان آخر خرابها على يد أبي علي الصغاني صاحب جيش خراسان في نحو سنة 350 ثم عمرها على بن كتامة الديلمي وجمع فيه خزائنه وذخائره ثم انتقلت إلى فخر الدولة بن ركن الدولة بن بويه الديلمي بما فيها من الذخائر ثم تملكها الباطنية مدة فأنفذ السلطان محمد ابن جلال الدولة ملك شاه السلجوقي في سنة 506 الأمير سنقر كنجك فحاصرها وأطال حتى افتتحها وخربها ولا علم بها بعد ذلك.
استينيا: بالكسر ثم السكون وكسر التاء وياء ساكنة ونون مكسورة وياء وألف. قرية بالكوفة. قال المدائني كان الناس يقدمون على عثمان بن عفان رضي الله عنه فيسألونه أن يعوضهم مكان ما خلفوا من أرضهم بالحجاز وتهامة ويقطعهم عوضه بالكوفة والبصرة فأقطع خباب بن الأرت إستينيا قرية بالكوفة.
إستينيا: بالفتح ثم السكون وكسر التاء وياء وألف. من أشهر مدن الغور بضم الغين المعجمة وهي جبال بين هراة وغزنة تذكر في موضعها أفادنيها بعض أهل هذه المدينة.
أسمحان: يروى بفتح الهمزة والحاء المهملة بلفظ تثنية الأسحم وهو الأسود ويروى بكسرهما. وهو اسم جبل.
أسداباذ: بفتح أوله وثانيه وبعد الألف باء موحدة وآخره ذال معجمة. بلدة عمرها أسد بن ذي السرو الحميري في إجتيازه مع تبع والعجم يسكنون السين عجمة وهي مدينة بينها وبين همذان مرحلة واحدة نحو العراق وبينها وبين مطابخ كسرى ثلاثة فراسخ وإلى قصر اللصوص أربعة فراسخ، وقد نسب إليها جماعة كثيرة من أهل العلم والحديث. منهم أبو عبد الله الزبير بن عبد الواحد بن محمد بن زكرياء بن صالح بن إبراهيم الأسداباذي الحافظ سمع أبا يعلى الموصلي وغيره وتوفي سنة 347. وأسداباذ أيضا قرية من أعمال بيهق ثم من نواحي نيسابور أنشأها أسد بن عبد الله القسري في سنة 120 حيث كان على خراسان من قبل أخيه خالد في أيام هشام بن عبد الملك.
أسر: بضمتين بلد بالحزن أرض بني يربوع بن حنظلة ويقال فيه يسر أيضا عن نصر.
أسروشنه: بالفتح ثم السكون وضم الراء وسكون الواو وفتح الشين المعجمة ونون كذا ذكره أبو سعد بالسين المهملة بعد الهمزة والأشهر الأعرف أن بعد الهمزة شين معجمة وسنذكره هناك بأتم مما ذكرناه هنا. وهي مدينة بما وراء النهر.
أسطان: بالضم ثم السكون وآخره نون. قلعة مشهورة من نواحي خلاط بأرمينية.
أسطوان: بالضم ثم السكون وضم الطاء المهملة وآخره نون. قلعة في الثغور الرومية من ناحية الشام غزاها سيف الدولة بن حمدان، فقال شاعره الصفري:
ولا تسأل عن أسطوان فقد سطا ** عليها بأنياب له ومخالب وأخاف أن تكون التي قبلها و الله أعلم.
أسطو خوذوس: زعم الأطباء أنه اسم جزيرة في البحر من عدة جزائر وينبت فيها هذا العقار فسمي العقار باسمها.
أسفاقس: بالفتح ثم السكون والفاء وألف وقاف مضمومة وسين مهملة. اسم مدينة من نواحي إفريقية إذا خرجت من قابس تريد الغرب جئتها، ومنها إلى المهدية والغالب على كفتها الزيتون وهي منيعة ذات سور عن حجر بينها وبين المهدية مرحلتان.
أسفانبر: بالفتح ثم السكون وفاء وألف ونون مكسورة وباء موحدة ساكنة وراء وهي. أسبانبر المتقدم ذكرها، وهي إحدى السبع التي سميت بها مدائن كسرى بالعراق المدائن وأصلها أسفانبر فعربت على أسبانبر.
أسفجين: بعد السين الساكنة فاء وجيم. وهي قرية بهمذان من رستاق ونجر بها منارة ذات الحوافر كتب خبرها في باب الحاء.
إسفذن: بالكسر ثم السكون وفتح الفاء وسكون الذال المعجمة ونون. من قرى الري. ينسب إليها أبو العباس أحمد بن علي بن إسماعيل بن علي بن أبي بكر الأسفذني الرازي توفي ببغداد سنة 291 حدث عن إبراهيم بن موسى الفراء وروى عنه الطبراني وذكره ابن ماكولا في الأسعدي فوهم فيه.
أسفرايين: بالفتح ثم السكون وفتح الفاء وراء وألف وياء مكسورة وياء أخرى ساكنة ونون، بليدة حصينة من نواحي نيسابور على منتصف الطريق من جرجان واسمها القديم مهرجان سماها بذلك بعض الملوك لخضرتها ونضارتها ومهرجان قرية من أعمالها، وقال أبو القاسم البيهقي: أصلها من اسبرايين بالباء الموحدة وأسبر بالفارسية هو الترس وأبين هو العادة فكأنهم عرفوا قديما بحمل التراس فسميت مدينتهم بذلك، وقيل بناها اسفنديار فسميت به ثم غير لتطاول الأيام وتشتمل ناحيتها على أربعمائة وإحدى وخمسين قرية و الله أعلم، وقال أبو الحسن علي بن نصر الفندورجي يتشوق اسفرايين وأهلها.
سقى الله في أرض اسفرايين عصبتي ** فما تنتهي العلياء إلا إليهم
وجربت كل الناس بعد فراقهم ** فما ازددت إلا فرط ضن عليهم
وينسب إليها خلق كثير من أعيان الأئمة. منهم يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الأسفراييني أحد حفاظ الدنيا سمع بالموصل من علي بن حرب الطائي وسافر في طلب الحديث إلى البلاد الشاسعة توفي سنة 316، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الأسفراييني المشهوره توفي بنيسابور يوم عاشوراء سنة 418، وأبو عوانة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الأسفراييني الحافظ صاحب المسند المصحح المخرج على كتاب مسلم أحد الحفاظ الجوالين والمحدثين المكثرين طاف الشام ومصر والبصرة والكوفة والحجاز وواسطا والجزيرة واليمن وأصبهان وفارس والري سمع بمصر يونس بن عبد الأعلى وأبا إبراهيم المزني والربيع بن سليمان ومحمدا وسعدا ابني عبد الحكيم وبالشام يزيد بن محمد بن عبد الصمد وغيره وبالعراق الحسن الزعفراني وعمر بن شبه وبخراسان محمد بن يحيى الذهلي ومسلم بن الحجاج وأحمد بن سعيد الدارمي. روى عنه خلق كثير منهم سليمان الطبراني وأبو أحمد بن عدي وحج خمس مرات وكان من أهل الاجتهاد والطلب والحفظ ومات سنة 316، ومحمد بن علي بن الحسن أبو علي الأسفراييني الواعظ يعرف بابن السقاء قال أبو عبد الله الحافظ أبو علي الأسفراييني من حفاظ الحديث والجوالين في طلبه والمعروفين بكثرة الحديث والتصنيف للشيوخ والأبواب وصحبة الصالحين من أئمة الصوفية في أقطار الأرض سمع بخراسان والعراق والجزيرة والشام وبمصر وبواسط والكوفة والبصرة وكتب بالري وقزوين وبرجرجان وطبرستان توفي بأسفرايين في ذي القعدة سنة 372، وأبو حامد أحمد بن محمد بن أحمد الفقيه الإمام الإسفراييني أقام ببغداد ودرس الفقه وانتهت إليه الرئاسة في مذهب الشافعي قيل كان يحضر درسه سبعمائة فقيه وكانوا يقولون لو رآه الشافعي رضي الله عنه لفرح به. قال: ولدت سنة 344 وقدمت بغداد سنة 364 ودرس الفقه من سنة 370 إلى أن مات سنة 406. إسفرنج: بالكسر ثم السكون وفتح الفاء والراء وسكون النون وجيم. من قرى سغد سمرقند منها أبو فيد محمد بن محمد بن إسماعيل الإسفرنجي.
أسفزار: بفتح الهمزة وسكون السين والفاء تضم وتكسر وزاي وألف وراء. مدينة من نواحي سجستان من جهة هراة، ينسب إليها أبو القاسم منصور بن أحمد بن الفضل بن نصر بن عصام الأسفزاري المنهاجي سمع عامة مشايخ وقته روى عن أبي عمرو بن عبد الواحد بن محمد المليحي كتاب دلائل النبوة لأبي بكر القفال الشاشي وكان وحيد عصره في حفظ شعائر الإسلام وأهله متبعا للآثار واعظا حسن الكلام حلو المنطق بعيد الإشارة في كلام الصوفية خادما لهم سخيا متواضعا كريم الطبع خفيف الروح من أعيان أهل العلم مؤمنا بأهل الخرقة قائما بحوائج المظلومين والمساكين يدخل على السلاطين والجبابرة يذكرهم الله ويحثهم على طاعته ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر لا يخاف من سطواتهم ولا يبالي بهم فيقبلون منه أمره قتل في همذان في السنة شهيدا على باب خانقاه أبي بكر المقري وقت الأسفار في الرابع عشر من شوال سنة 502.
إسفسن: بالكسر ثم السكون وفتح الفاء وسين أخرى. من قرى مرو قرب فاز يقال لها اسبس والقن. منها خالد بن رقاد بن إبراهيم الدهلي الإسفسي.
أسف: بفتحتين وفاء، قرية من نواحي النهروان من أعمال بغداد بقرب إسكاف. ينسب إليها مسعود بن جامع أبو الحسن البصري الأسفي حدث ببغداد عن الحسين بن طلحة النعالي سمع منه أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب النحوي في سنة 540.
إسفنج: بالكسر ثم السكون وفتح الفاء وسكون النون وجيم. قرية من كورة أرغيان من نواحي نيسابور يقال لها سبنج. منها عامر بن شعيب الإسفنجي.
أسفونا: بالفتح ثم السكون وضم الفاء وسكون الواو ونون وألف. اسم حصن كان قرب معرة النعمان بالشام افتتحه محمود بن نصر بن صالح بن مرداس الكلابي فقال أبو يعلى عبد الباقي بن أبي حصن يمدحه ويذكره:
عداتك منك في وجل وخوف ** يريدون المعاقل أن تصونا
فظلوا حول أسفونا كقوم ** أتى فيهم فظلوا آسفينا
وذكر أبو غالب بن مهذب المعري في تاريخه أن محمود بن نصر رهن ولده نصرا عند صاحب إنطاكية على أربعة عشر ألف دينار وخراب حصن أسفونا إذا ملك حلب وأخذها من عمه عطية. فلما ملك حلب خرب حصن أسفونا وأخرج لذلك عزيز الدولة ثابتا وشبل بن جامع وجمعا الناس من معرة النعمان وكفر طاب وأعمالهما حتى خرباه.
أسفيجاب: بالفتح ثم السكون وكسر الفاء وياء ساكنة وجيم وألف وباء موحدة. اسم بلدة كبيرة من أعيان بلاد ما وراء النهر في حدود تركستان ولها ولاية واسعة وقرى كالمدن كثيرة. وهي من الإقليم الخامس طولها ثمان وتسعون درجة وسدس وعرضها تسع وثلاثون درجة وخمسون دقيقة وكانت من أعمر بلاد الله وأنزهها وأوسعها خصبا وشجرا ومياها جارية ورياضا مزهرة ولم يكن بخراسان ولا بما وراء النهر بلد لا خراج عليه إلا أسفيجاب لأنها كانت ثغرا عظيما فكانت تعفى من الخراج لذلك ليصرف أهلها خراجها في ثمن السلاح والمعونة على المقام بتلك الأرض وكذلك كان ما يصاقبها من المدن نحو طراز وصبران وسانيكث وفاراب حتى أتت على تلك النواحي حوادث الدهر وصروف الزمان أولا من خوارزم شاه محمد بن تكش بن ألب أرسلان بن آق سنقر بن محمد بن أنوشتكين فإنه لما ملك ما وراء النهر وأباد ملك الخائنة وكانوا جماعة قد حفظ كل واحد منهم طرفه فلما لم يبق منهم أحدا عجز عن حفظ تلك البلاد لسعة مملكتها فخرب بيده أكثر تلك الثغور وأنهبها عساكره فجلا أهلها عنها وفارقوها بأجياد ملتفتة وأعناق إليها مائلة منعطفة فبقيت تلك الجنان خاوية على عروشها تبكي العيون وتشجي القلوب منهدمة القصور متعطلة المنازل والدور وضل هادي تلك الأنهار وجرت متحيرة في كل أوب على غير اختيار ثم تبع ذلك حوادث في سنة 616 التي لم يجر منذ قامت السموات والأرض مثلها وهو ورود التتر خذلهم الله من أرض الصين فأهلكوا من بقي هنالك متماسكا فيمن أهلكوا من غيرهم فلم يبق من تلك الجنان المندرة والقصور المشرفة غير حيطان مهدومة وآثار من أمم معدومة وقد كان أهل تلك البلاد أهل دين متين وصلاح مبين ونسك وعبادة والإسلام فيهم غض المجنى حلو المعنى يحفظون حدوده ويلتزمون شروطه لم تظهر فيهم بدعة استحقوا بها العذاب والجلاء ولكن يفعل الله بعباده ما يشاء ويحكم ما يريد:
رمت بهم الأيام عن قوص غدرها ** كأن لم يكونوا زينة الدهر مره
وما زال جور الدهر يغشى ديارهم ** يكر عليهم كرة ثم كره
فأجلاهم عنها جميعا فأصبحت ** منازلهم للناظر اليوم عبره وقد خرج من أسفيجاب طائفة من أهل العلم في كل فن. منهم أبو الحسن علي بن منصور بن عبد الله بن أحمد المؤدب المقري الأسفيجابي مات بعد الثمانين وثلاثمائة ولم يكن ثقة تكلموا فيه.
أسفيذار: بالفتح ثم السكون وكسر الفاء وياء ساكنة وذال معجمة وألف وراء. اسم ولاية على طرف بحر الديلم تشتمل على قرى واسعة وأعمال وصاحبها عاص لا يعطي لأحد طاعة لأنها جبال وعرة ومسالك ضيقة.
أسفيذاسنج: رستاق من نواحي هراة له ذكر في أخبار الدولة.
أسفيذبان: بالفتح ثم السكون وكسر الفاء وياء ساكنة وذال معجمة مفتوحة وباء موحدة وألف ونون. من قرى أصبهان. ينسب إليها عبد الله بن الوليد الأسفيذباني، وأسفيذبان من قرى نيسابور.
أسفيذجان: ناحية بالجبال من أرض ماه. قتل بها زياد بن خراش العجلي الخارجي هو وأتباعه.
أسفيذدشت: شطره كالذي قبله ثم ذال مفتوحة مهملة وشين معجمة ساكنة وتاء مثناة معناه الصحراء البيضاء. قرية من نواحي أصبهان. منها أبو حامد أحمد بن محمد بن موسى بن الصناج الخزاعي الأسفيذدشتي الأصبهاني مات سنة 297.
أسفيذ: مثل شطر الذي قبله معناه، الأبيض. مدينة في جبال كرمان عامرة.
أسفيذروذبار: معناه ناحية النهر الأبيض. قال شيرويه بن شهردار وذكر نظام الملك أبا علي بن إسحاق فقال سمعت عليه في بلد أسفيذروذبار في أيام الصبا بقراءة أبي الفضل القومساني لأجلنا عليه وأظنه. موضعا بهمذان محلة أو قرية من قراها.
أسفيذن: مثل شطر الذي قبله وزيادة النون. من قرى الري ويقال أسفذن بإسقاط الياء. ينسب إليها علي بن أبي بكر الرازي الأسفيذني حدث عن حماد بن يحيى عن قتادة عن أنس بن مالك عن النبي ﷺ من حوسب عذب رواه عنه الحسن بن علي بن الحارث الهمذاني.
أسفيرة: بالفتح ثم السكون وكسر الفاء وياء ساكنة وراء وهاء. من قرى حلب.
إسفينقان: بالكسر ثم السكون وكسر الفاء وياء ساكنة ونون مفتوحة وقاف وألف ونون. بليدة من نواحي نيسابور. منها أبو الفتوح مسعود بن أحمد الإسفينقاني يروي عن محمد بن عبد الله بن زيدة الضبي الأصبهاني.
أسفي: بفتحتين وكسر الفاء، بلدة على شاطىء البحر المحيط بأقصى المغرب.
أسقب: بالضم ثم السكون وضم القاف والباء موحدة خفيفة. بلدة من عمل برقة. ينسب إليها أبو الحسن يحيى بن عبد الله بن علي اللخمي الراشدي الأسقبي كتب عنه السلفي حكايات وأخبارا عن أبي الفضل عبد الله بن الحسين بن بشر بن الجوهري الواعظ وغيره وقال مات في رمضان سنة 535، وله ثمانون سنة.
أسقف: بالفتح ثم السكون وضم القاف وفاء. موضع بالبادية كان به يوم من أيامهم. قال عنترة:
فإن يك عز في قضاعة ثابث ** فإن لنا برحرحان وأسقف
أي لنا في هذين الموضعين مجد. وقال ابن مقبل:
إذا رأى الوراد ظل بأسقف ** يوما كيوم عروبة المتطاول
أسقفة: بالضم وباقيه مثل الذي قبله وزيادة الهاء، رستاق نزه بشجر نضر بالأندلس وقصبته غافق.
إسكارن: بالكسر ثم السكون ثم الكاف وألف وراء مفتوحة ونون ويقال سكارن بإسقاط الهمزة، قرية بقرب دبوسية من نواحي الصغد من قرى كشانية. منها بكر بن حنظلة بن أنومرد الإسكارني الصغدي وابنه محمد بن بكر توفي بعد السبعين وثلاثمائة.
إسكاف: بالكسر ثم السكون وكاف وألف وفاء، إسكاف بني الجنيد كانوا رؤساء هذه الناحية وكان فيهم كرم ونباهة فعرف الموضع بهم وهو إسكاف العليا من نواحي النهروان بين بغداد وواسط من الجانب الشرقي وهناك إسكاف السفلي بالنهروان أيضا خرج منها طائفة كثيرة من أعيان العلماء والكتاب والعمال والمحدثين لم يتميزوا لنا وهاتان الناحيتان الآن خراب بخراب النهروان منذ أيام الملوك السلجوقية كان قد انسد نهر النهروان واشتغل الملوك عن إصلاحه وحفره باختلافهم وتطرقها عساكرهم فخربت الكورة بأجمعها، وممن ينسب إليه أبو بكر محمد بن محمد بن أحمد بن مالك الإسكافي روى عنه الدارقطني وأبو بكر بن مردويه ومات بإسكاف سنة 352 وكان ثقة، وأبو الفضل رزق بن موسى الإسكافي حدث عن يحيى بن سعيد القطان وأنس بن عياض الليثي وسفيان بن عيينة وشبابة بن سوار وسلمة بن عطية روى عنه عبد الله بن محمد بن ناجية ومحمد بن سلمان الباغندي ويحيى بن صاعد والقاضي المحاملي وكان ثقة ومنهم محمد بن عبد الله أبو جعفر الإسكافي عداده من أهل بغداد أحد المتكلمين من المعتزلة له تصانيف فكان يناظر الحسين بن علي الكرابيسي ويتكلم معه مات في سنة 204 ومحمد بن يحيى بن هرون أبو جعفر الإسكافي حدث عن إسحاق بن شاهين الواسطي وعبدة بن عبد الله الصفار روى عنه الدارقطني والمعافا بن زكرياء الجريري وذكر الدارقطني أنه سمع منه بإسكاف، ومحمد بن، عبد المؤمن، الاسكافي، الخطيب القاضي بها حدث عن الحسن بن محمد بن عبيد العسكري ومحمد بن المظفر وأبي بكر الأبهري وكان ثقة متفقها في مذهب مالك روى عنه الخطيب و غيره. وإسماعيل بن المؤمل بن الحسين بن إسماعيل الإسكافي أبو غالف سمع منه أبو المعالي عريزي بن عبد الملك الجيلي المعروف بشيذلة شيئا من شعره. وأبو الحسن أحمد بن عمر بن أحمد الإسكافي سمع منه أبو حسن محمد بن أحمد بن محمد النحاس العطار وغيره وغير هؤلاء مذكورون في تاريخ بغداد.
أسكبون: بالفتح ثم السكون وكسر الكاف وباء موحدة وواو ساكنة ونون. إحدى قلاع فارس المنيعة من رستاق نائين. المرتقى إليها صعب جدا ليست مما يمكن فتحها عنوة وبها عين من الماء حارة.
أسكر: بالفتح ثم السكون وفتح الكاف وراء. قرية مشهورة نحو صعيد مصر بينها وبين الفسطاط يومان من كورة الأطفيحية. كان عبد العزيز بن مروان يكثر الخروج إليها والمقام بها للنزهة وبها مات، وقد أسقط نصيب الهمزة من أوله فقال يرثي عبد العزيز.
أصبت يوم الصعيد من سكر ** مصيبة ليس لي بها قبل
وقد زعم بعضهم أن موسى بن عمران عليه السلام ولد بأسكر وله بها مشهد يزار إلى هذه الغاية، وبمصر قرية أخرى يقال لها أشكر بالشين المعجمة تذكر.
إسكلكند: بالكسر ثم السكون وكسر الكاف الأولى وسكون اللام وفتح الكاف الثانية وسكون النون ودال مهملة. مدينة صغير بطخارستان بلخ كثيرة الخير ولها رساتيق وبها منبر وتسقط همزتها وستذكر في السين إن شاء الله.
إسكندرونة: بعد الدال راء وواو ساكنة ونون قال أحمد بن الطيب: هي مدينة في شرقي أنطاكية على ساحل بحر الشام بينها وبين بغراس أربعة فراسخ وبينها وبين أنطاكية ثمانية فراسخ، ووجدت في بعض تواريخ الشام أن إسكندرونة بين عكا وصور.
الإسكندرية: قال أهل السير: إن الاسكندر بن فيلفوس الرومي قتل كثيرا من الملوك وقهرهم ووطىء البلدان إلى أقصى الصين وبنى السد وفعل الأفاعيل ومات وعمره اثنتان وثلاثون سنة وسبعة أشهر ولم يسترح في شيء منها. قال مؤلف الكتاب وهذا إن صح فهو عجيب مفارق للعادات والذي أظنه والله أعلم أن مدة ملكه أو حدة سعده هذا المقدار ولم تحسب العلماء غير ذلك من عمره فإن تطواف الأرض بسير الجنود مع ثقل حركتها لاحتياجها في كل منزل إلى تحصيل الأقوات والعلوفة ومصابرة من يمتنع عليه من أصحاب الحصون يفتقر إلى زمان غير زمان السير ومن المحال أن تكون له همة يقاوم بها الملوك العظماء وعمره دون عشرين سنة وإلى أن يتسق ملكه ويجتمع له الجند وتثبت له هيبة في النفوس وتحصل له رياسة وتجربة وعقل يقبل الحكمة التي تحكى عنه يفتقر إلى مدة أخرى مديدة ففي أي زمان كان سيره في البلاد وملكه لها ثم إحداه ما أحدث من المدن في كل قطر منها واستخلافه الخلفاء عليها على أنه قد جرى في أيامنا هذه وعصرنا الذي نحن فيه في سنة سبع عشرة وثمان عشرة وستمائة من التتر الواردين من أرض الصين ما لو استمر لملكوا الدنيا كلها في أعوام يسيرة فإنهم ساروا من أوائل أرض الصين إلى أن خرجوا من باب الأبواب وقد ملكوا وخربوا من البلاد الإسلامية ما يقارب نصفها لأنهم ملكوا ما وراء النهر وخراسان وخوارزم وبلاد سجستان ونواحي غزنة وقطعة من السند وقومس وأرض الجبل بأسره غير أصبهان وطبرستان وأذربيجان وأران وبعض أرمينية وخرجوا من الدربند كل ذلك في أقل من عامين وقتلوا أهل كل مدينة ملكوها ثم خذلهم الله وردهم من حيث جاؤوا ثم إنهم بعد خروجهم من الدربند ملكوا بلاد الخزر واللان وروس وسقسين وقتلوا القبجاق في بواديهم حتى انتهوا إلى بنغار في نحو عام آخر فكان هذا عضد قصة الإسكندر على أن الإسكندر كان إذا ملك البلاد عمرها واستخلف عليها وهذا يفتقر إلى زمان غير زمان الخراب فقط. قال أهل السير بنى الإسكندر ثلاث عشرة مدينة وسماها كلها باسمه ثم تغيرت أساميها بعده وصار لكل واحدة منها اسم جديد فمنها الاسكندرية التي بناها في باورنقوس. ومنها الاسكندرية التي بناها تدعى المحصنة، ومنها الاسكندرية التى بناها ببلاد الهند، ومنها الاسكندرية التي في جاليقوس، ومنها الاسكندرية التي في بلاد السقوياسيس، ومنها الاسكندرية التي على شاطىء النهر الأعظم، ومنها الاسكندرية التي بأرض بابل، ومنها الإسكندرية التي هي ببلاد الصغد وهي سمرقند، ومنها الإسكندرية التي تدعى مرغبلوس وهي مرو. ومنها الاسكندرية التي في مجاري الأنهار بالهند، ومنها الاسكندرية التي سميت كوش وهي بلخ. ومنها الأسكندرية العظمى التي ببلاد مصر فهذه ثلاث عشرة إسكندرية نقلتها من كتاب ابن الفقيه كما كانت فيه مصورة، وقرأت في كتاب الحافظ أبي سعد أنشدني أبو محمد عبد الله بن الحسن بن محمد الإيادي من لفظ. بالاسكندرية قرية بين حلب وحماة. قال الأديب الأبيوردي:
فيا ويح نفسي لا أرى الدهر منزلا ** لعلوة إلا ظلت العين تذرف
ولو دام هذا الوجد لم يبق عبرة ** ولو أنني من لجة البحر أغرف
والاسكندرية أيضا قرية على دجلة بإزاء الجامدة بينها وبين واسط خمسة عشر فرسخا. ينسب إليها أحمد بن المختار بن مبشر بن محمد بن أحمد بن على بن المظفر أبو بكر الاسكندراني من ولد الهادي بالله أمير المؤمنين تفقه على مذهب الشافعي رضي الله عنه وكان أديبا فاضلا خيرا قدم بغداد في سنة 510 متظلما من عامل ظلمه فسمع منه أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ وغيره أبياتا من شعره قاله صاحب الفيصل، ومنها الإسكندرية قرية بين مكة والمدينة ذكرها الحاظ أبو عبد الله بن النخار في معجمه وأفادنيها من لفظه. وجميع ما ذكرناه من المدن ليس فيها ما يعرف الآن بهذا الاسم إلا الاسكندرية العظمى: التي بمصر، قال المنجمون طول الاسكندرية تسع وستون درجة ونصف عرضها ست وثلاثون درجة وثلث وفي زيج أبي عون طول الإسكندرية إحدى وخمسون درجة وعرضها إحدى وثلاثون درجة وهي في الإقليم الثالث وذكر آخر أن الاسكندرية في الإقليم الثاني وقال طولها إحدى وخمسون درجة وعشرون دقيقة وعرضها إحدى وثلاثون درجة، واختلفوا في أول من أنشأ الإسكندرية التي بمصر اختلافا كثيرا نأتي منه بمختصر لئلا نمل بالإكثار. ذهب قوم إلى أنها إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد وقد روي عن النبي ﷺ أنه قال خير مسالحكم الإسكندرية ويقال إن الإسكندر والفرما أخوان بنى كل واحد منهما مدينة بأرض مصر وسماها باسمه ولما فرغ الاسكندر من مدينته قال قد بنيت مدينة إلى الله فقيرة وعن الناس غنية فبقيت بهجتها ونضارتها إلى اليوم وقال الفرما لما فرغ من مدينته قد بنيت مدينة عن الله غنية وإلى الناس فقيرة فذهب نورها فلا يمر يوم إلا وشيء: منها ينهدم وأرسل الله عليها الرمال فدمرتها إلى أن دثرت وذهب أثرها، وعن الأزهر بن معبد قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: أين تسكن من مصر قلت أسكن الفسطاط فقال أف أم نتن أين أنت عن الطيبة قلت: أيتهن هي? قال: الإسكندرية، وقيل إن الاسكندر لما هم ببناء الإسكندرية دخل هيكلا عظيما كان لليونانيين فذبح فيه ذبائح كثيرة وسأل ربه أن يبين له أمر هذه المدنية هل يتم بناؤها أم هل يكون أمرها إلى خراب فرأى في منامه كأن رجلا قد ظهر له من الهيكل وهو يقول له إنك تبني مدينة يذهب صيتها في أقطار العالم ويسكنها من الناس ما لا يحص عددهم وتختلط الرياح الطيبة بهوائها ويثبت حكم أهلها وتصرف عنها السموم والحر وتطوى عنها قوة الحر والبرد والزمهرير ويكتم عنها الشرور حتى لا يصيبها من الشياطين خبل وإن جلبت عليها ملوك الأرض بجنودهم وحاصروها لم يدخل عليها ضرر، فبناها وسماها الاسكندرية ثم رحل عنها بعدما استتم بناءها فجال الأرض شرقا وغربا ومات بشهرزور وقيل ببابل وحمل إلى الاسكندرية فدفن فيها، وذكر آخرون أن الذي بناها هو الاسكندر الأول ذو القرنين الرومي واسمه أسك بن سلوكوس وليس هو الاسكندر بن فيلفوس وإن الاسكندر الأول هو الذي جال الأرض وبلغ الظلمات وهو صاحب موسى والخضر عليهما السلام وهو الذي بنى السد وهو الذي لما بلغ إلى موضع لا ينفذه أحد صور فرسا من نحاس وعليه فارس من نحاس ممسك يسرى يديه على عنان الفرس وقد مد يده اليمنى وفيها مكتوب ليس ورائي مذهب وزعموا أن بينه وبين الاسكندر الأخير صاحب دار المستولي على أرض فارس وصاحب أرسطاطاليس الحكيم الذي زعموا أنه عاش اثنتين وثلاثين سنة دهر طويل وإن الأول كان مؤمنا كما قص الله عنه في كتابه وعمر عمرا طويلا وملك الأرض، وأما الأخير فكان يرى رأي الفلاسفة ويذهب إلى قدم العالم كما هو رأي أستاذه أرسطاطاليس وقتل دارا ولم يتعد ملكه الروم وفارس، وذكر محمد بن إسحاق أن يعمر بن شداد بن عاد بن عوض بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام هو الذي أنشأ الاسكندرية وهي كنيسة حنس وزير فيها: أنا يعمر بن شداد أنشأت هذه المدينة وبنيت قناطرها ومعابرها قبل أن أضع حجرا على حجر وأجريت ماءها لأرفق بعمالها حتى لا يشق عليهم نقل الماء وصنعت معابر لممر أهل السبيل وصيرتها إلى البحر وفرقتها عند القبة يمينا وشمالا وكان يعمل فيها تسعون ألفا لا يرون لهم ربا إلا يعمر بن شداد وكان تاريخ الكتاب ألفا ومائتي سنة،
وقال ابن عفير إن أول من بنى الاسكندرية جبير المؤتفكي وكان قد سخر بها سبعين ألف بناء وسبعين ألف مخندق وسبعين ألف مقنطر فعمرها في مائتي سنة وكتب على العمودين اللذين عند البقرات بالإسكندرية وهما أساطين نحاس يعرفان بالمسلتين أنا جبير المؤتفكي عمرت هذه المدينة في شدتي وقوتي حين لا شيبة ولا هرم أضناني وكنزت أموالها في مراجل جبيرية وأطبقته بطبق من نحاس وجعلته داخل البحر وهذان العمودان بالإسكندرية عند مسجد الرحمة، وروى أيضا أنه كان مكتوبا عليهما بالحميرية أنا شداد بن عاد الذي نصب العماد وجند الأجناد وسد بساعده الواد بنيت هذه الأعمدة في شدتي وقوتي إذ لا موت ولا شيب وكنزت كنزا على البحر في خمسين ذراعا لا تصل إليه إلا أمة هي آخر الأمم وهي أمة محمد ﷺ، ويقال إنما دعا جبيرا المؤتفكي إلى بنائها أنه وجد بالقرب منها في مغارة على شاطىء البحر تابوتا من نحاس ففتحه فوجد فيه تابوتا من فضة ففتحه فإذا فيه درج من حجر ألماس ففتحه فإذا فيه مكحلة من ياقوتة حمراء مرودها عرق زبرجد أخضر فدعا بعض غلمانه فكحل إحدى عينيه بشيء مما كان في تلك المكحلة فعرف مواضع الكنوز ونظر إلى معادن الذهب ومغاص الدر فاستعان بذلك على بناء الاسكندرية وجعل فيها أساطين الذهب والفضة وأنواع الجواهر حتى إذا ارتفع بناؤها مقدار ذراع أصبح وقد ساخ في الأرض فأعاده أيضا فأصبح وقد ساخ فمكث على ذلك مائة سنة كلما ارتفع البناء ذراعا أصبح سائخا في الأرض فضاق ذرعا بذلك وكان من أهل تلك الأرض راع يرعى على شاطىء البحر وكان يفقد في كل ليلة شاة من غنمه إلى أن أضر به ذلك فارتصد ليلة فبينما كان يرصد فإذا بجارية قد خرجت من البحر كأجمل ما يكون من النساء فأخذت شاة من غنمه فباشر إليها وأمسكها قبل أن تعود إلى البحر وقبض على شعرها فامتنعت عليه ساعة ثم قهرها وسار بها إلى منزله فأقامت عنده مدة لا تأكل إلا اليسير ثم واقعها فأنست به وبأهله وأحبتهم ثم حملت وولدت فازداد أنسها وأنسهم بها فشكوا إليها يوما ما يقاسونه من تهدم بنائهم وسيوخه كلما علوه وأنهم إذا خرجوا بالليل اختطفوا فعملت لهم الطلسمات وصورت لهم الصور فاستقر البناء وتم أمر المدينة وأقام بها جبير المؤتفكي خمسمائة سنة ملكا لا ينازعه أحد وهو الذي نصب العمودين اللذين بها ويسميان المسلتين وكان أنفذ في قطعهما وحملهما إلى جبل بريم الأحمر سبعمائة عامل فقطعوهما وحملوهما ونصبهما في مكانهما غلام يقال له قطن بن جاود المؤتفكي وكان أشد من رؤي في الخلق فلما نصبهما على السرطانين النحاس جعل بإزائها بقرات نحاس كتب عليها خبره وخبر المدينة وكيف بناها ومبلغ النفقة عليها والمدة. ثم غزاه رومان بن تمنع الثمودي فهزمه وقتل أصحابه قتلا ذريعا وأقام عمودا بالقرب منهما وكتب عليه أنا رومان الثمودي صنفت أصناف هذه المدينة وأسنان مدينة هرقل الملك بالدوام على الشهور والأعوام ما اختلق ابنا سمير وبقيت حصاة في ثبير وأنا غيرت كتاب جبير الشديد ونشرته بمناشير الحديد وستجدون قصتي ونعتي في طرف العمود، فولد رومان بزيعا فملك الاسكندرية بعده خمسين سنة لم يحدث فيها شيئا ملك بعده ابنه رحيب وهو الذي بنى الساطرون، بالاسكندرية وزبر على حجر منه: أنا رحيب بن بزيع الثمودي بنيت هذه البنية في قوتي وشدتي وعمرتها في أربعين سنة على رأس ست وتسعين سنة من ملكي وولد رحيب مرة وولد مرة موهبا ملك بعد أبيه مائتي سنة وغزا أنيس بن معدى كرب العادي موهبا بالإسكندرية وملكها بعده ثم ملكها بعده يعمر بن شداد بن جناد بن صياد بن شمران بن مياد بن شمز بن برغش فغزاه ذفافة بن معاوية بن بكر العمليقي فقتل يعمر وملك الإسكندرية وهو أول من سمي فرعون بمصر وهو الذي وهب هاجر أم إسماعيل عليه السلام إلى إبراهيم عليه السلام وهذه أخبار نقلناها كما وجدناها في كتب العلماء وهي بعيدة المسافة من العقل لا يؤمن بها إلا من غلب عليه الجهل و الله أعلم، ولأهل مصر بعد إفراط في وصف الاسكندرية وقد أثبتتها علماؤهم ودونوها في الكتب فيها وهم، ومنها ما ذكره الحسن بن إبراهيم المصري قال كانت الإسكندرية لشدة بياضها لا يكاد يبين دخول الليل فيها إلا بعد وقت فكان الناس يمشون فيها وفي أيديهم خرق سود خوفا على أبصارهم وعليهم مثل لبس الرهبان السواد وكان الخياط يدخل الخيط في الإبرة بالليل وأقامت الاسكندرية سبعين سنة ما يسرج فيها ولا يعرف مدينة على عرضها وطولها وهي شطرنجية ثمانية شوارع في ثمانية، قلت أما صفة بياضها فهو إلى الان موجود فإن ظاهر حيطانهم شاهدناها مبيضة جميعها إلى اليسير النادر لقوم من الصعاليك وهي مع ذلك مظلمة نحو جميع البلدان وقد شاهدنا كثيرا من البلاد التي تنزل بها الثلوج في المنازل والصحارى ومساعدة النجوم بإشراقها عليها إذا أظلم الليل أظلمت كما تظلم جميع البلاد لا فرق بينهما فكيف يجوز لعاقل أن يصدق هذا ويقول به. قال: وكان على الإسكندرية سبعة حصون وسبعة خنادق. قال وكتب عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه إني فتحت مدينة فيها اثنا عشر ألف بقال يبيعون البقل الأخضر وأصبت فيها أربعين ألف يهودي عليهم الجزية. وروي عن عبد العزيز بن مروان بن الحكم لما ولي مصر وبلغه ما كانت الإسكندرية عليه استدعى مشايخها وقال أحب أن أعيد بناء الإسكندرية على ما كانت عليه فأعينوني على ذلك وأنا أمدكم بالأموال والرجال. قالوا: انظر أيها الأمير حتى ننظر في ذلك وخرجوا من عنده وأجمعوا على أن حفروا ناووسا قديما وأخرجوا منه رأس آدمي وحملوه على عجلة إلى المدينة فأمر بالرأس فكسر وأخذ ضرس من أضراسه فوجد وزنه عشرين رطلا على ما به من النخر والقدم فقالوا إن جئتنا بمثل هؤلاء الرجال حتى نعيد عمارتها على ما كانت فسكت، ويقال إن المعاريج التي بالإسكندرية مثل الدرج كانت مجالس العلماء يجلسون عليها على طبقاتهم فكان أوضعهم علما الذي يعمل الكيمياء من الذهب والفضة فإن مجلسه كان على الدرجة السفلى، وأما خبر المنارة فقد رووا لها أخبارا هائلة وآذعوا لها دعاوى عن الصدق عادلة وعن الحق مائلة فقالوا إن ذا القرنين لما أراد بناء منارة الإسكندرية أخذ وزنا معروفا من حجارة ووزنا اخر ووزنا من حديد ووزنا من نحاس ووزنا من رصاص ووزنا من قصدير ووزنا من حجارة الصوان ووزنا من ذهب ووزنا من فضة وكذلك من جميع الأحجار والمعادن ونقع جميع ذلك في البحر حولا ثم أخرجه فوجده قد تغير كله وحال عن حاله ونقصت أوزانه إلا الزجاج فإنه لم يتغير ولم ينقص فأمر أن يجعل أساس المنارة من الزجاج وعمل على رأس المنارة مرآة ينظر فيها الناظر فيرى المراكب إذا خرجت عن أفرنجة أو من القسطنطينية أو من سائر البلاد لغزو الإسكندرية فأضر ذلك بالروم فلم يقدروا على غزوها، وكانت فيها جمة تنفع من البرص ومن جميع الأدواء وكان على الروم ملك يقال له سليمان فظهر البرص في جسمه فعزم الروم على خلعه والاستبدال منه فقال انظروني أمض إلى جمة الاسكندرية وأعود فإن برئت وإلا شأنكم وما قد عزمتم عليه. قال وكان فعله هذا من إظهار البرص بجسمه حيلة ومكرا وإنما أراد قلع المرآة من المنارة ليبطل فعلها، فسار إليه في ألف مركب وكان من شرط هذه الجمة أن لا يمنع منها أحد يريد الاستشفاء بها فلما سار إليها فتحوا له أبوابها الشارعة إلى البحر فدخلها وكانت الجمة في وسط المدينة بإزاء المعاريج التي تجلس العلماء عليها فاستحم في مائها أياما ثم ذكر أنه قد عوفي من دائه وذهب ما كان به من بلوائه ولما أشرف على هذه الجمة وما تشفي من الأدواء وكان قد تمكن من البلد بكثرة رجاله فقال هذه أضر من المراة ثم أمر بها فغورت وأمر أن تقلع المراة ففعل وأنفذ مركبا إلى القسطنطينية وآخر إلى أفرنجة وأمر من أشرف على المنارة ونظر إلى المركبين إذا دخلا القسطنطينية وأفرنجة وخرجا منها فأعلم أنهما لما بعدا عن الإسكندرية يسيرا غابا عنه فعاد إلى بلاده وقد أمن غائلة المرآة، وقيل إن أول من عمر المنارة امرأة يقال لها دلوكة بنت زبا وسيأتي ذكرها في هذا الكتاب في حائط العجوز وغيره، وقيل بل عمرتها ملكة من ملوك الروم يقال لها قلبطرة وهي في زعم بعضهم التي ساقت الخليج إلى الإسكندرية حتى جاءت به إلى مدينتها وكان الماء لا يصل إلا إلى قرية يقال لها كسا، والأخبار والأحاديث عن مصر وعن الإسكندرية ومنارتها من باب حدث عن البحر ولا حرج وكثرها باطل وتهاويل لا يقبلها إلا جاهل، ولقد دخلت الإسكندرية وطوفتها فلم أر فيها ما يعجب منه إلا عمودا واحدا يعرف الان بعمود السواري تجاه باب من أبوابها يعرف بباب الشجرة فإنه عظيم جدا هائل كأنه المنارة العظيمة وهو قطعة واحدة مدور منتصب على حجر عظيم كالبيت المربع قطعة واحدة أيضا وعلى رأس العمود حجر اخر مثل الذي في أسفله فهذا يعجز أهل زماننا عن معالجة مثله في قطعه من مقطعه وجنبه من موضعه ثم نصبه على ذلك الحجر ورفع الآخر إلى أعلاه ولو اجتمع عليه أهل الإسكندرية بأجمعهم فهو يدل على شدة حامليه وحكمة ناصبيه وعظمة همة الآمر به، وحدثني الوزير الكبير الصاحب العالم جمال الدين القاضي الأكرم أبو الحسن علي بن يوسف بن إبراهيم الشيباني القفطي أدام الله أيامه ثم وقفت على مثل ما حكاه سواء في بعض الكتب وهو كتاب ابن الفقيه وغيره أنه شاهد في جبل بأرض أسوان عمودا قد نقر وهندم. في موضعه من الجبل طوله ودوره ولونه مثل هذا العمود المذكور كأن المنية عاجلت الملك الذي أمر بعمله فبقي على حاله. قال أحمد بن محمد الهمذاني وكانوا ينحتون السواري من جبال أسوان وبينها وبين الاسكندرية مسيرة شهر البريد ويحملونها على خشب الأطواف في النيل وهو خشب يركب بعضه على بعض وتحمل الأعمدة وغيرها عليه، وأما منارة الإسكندرية فقد قدمنا إكثارهم في وصفها ومبالغتهم في عظمها وتهويلهم في أمرها وكل ذلك كذب لا يستحي حاكيه ولا يراقب الله راويه ولقد شاهدتها في جماعة من العلماء وكل عاد منا متعجبا من تخرص الرواة وذلك إنما هي بنية مربعة شبيهة بالحصن والصومعة مثل سائر الأبنية ولقد رأيت ركنا من أركانها وقد تهدم فدعمه الملك الصالح رزيك أو غيره من وزراء المصريين واستجده فكان أحكم وأتقن وأحسن من الذي كان قبل وهو ظاهر فيه كالشامة لأن حجارة هذا المستجد أحكم وأعظم من القديم وأحسن وضعا ورصفا، وأما صفتها التي شاهدتها فإنها حصن عال على سن جبل مشرف في البحر في طرف جزيرة بارزة في ميناء الإسكندرية بيني وبين البر نحو شوط فرس وليس إليها طريق إلا في ماء البحر الملح وبلغني أنه يخاض من أحد جهاته الماء إليها والمنارة مربعة البناء ولها درجة واسعة يمكن الفارس أن يصعدها بفرسه، وقد سقفت الدرج بحجارة طوال مركبة على الحائطين المكتنفي الدرجة فيرتقى إلى طبقة عالية يشرف منها على البحر بشرافات محيطة بموضع آخر كأنه حصن آخر مربع يرتقي فيه بدرج أخرى إلى موضع اخر يشرف منه على السطح الأول بشرافات أخرى وفي هذا الموضع قبة كأنها قبة الديدبان وهذا شكلها،ويل لا يقبلها إلا جاهل، ولقد دخلت الإسكندرية وطوفتها فلم أر فيها ما يعجب منه إلا عمودا واحدا يعرف الان بعمود السواري تجاه باب من أبوابها يعرف بباب الشجرة فإنه عظيم جدا هائل كأنه المنارة العظيمة وهو قطعة واحدة مدور منتصب على حجر عظيم كالبيت المربع قطعة واحدة أيضا وعلى رأس العمود حجر اخر مثل الذي في أسفله فهذا يعجز أهل زماننا عن معالجة مثله في قطعه من مقطعه وجنبه من موضعه ثم نصبه على ذلك الحجر ورفع الآخر إلى أعلاه ولو اجتمع عليه أهل الإسكندرية بأجمعهم فهو يدل على شدة حامليه وحكمة ناصبيه وعظمة همة الآمر به، وحدثني الوزير الكبير الصاحب العالم جمال الدين القاضي الأكرم أبو الحسن علي بن يوسف بن إبراهيم الشيباني القفطي أدام الله أيامه ثم وقفت على مثل ما حكاه سواء في بعض الكتب وهو كتاب ابن الفقيه وغيره أنه شاهد في جبل بأرض أسوان عمودا قد نقر وهندم. في موضعه من الجبل طوله ودوره ولونه مثل هذا العمود المذكور كأن المنية عاجلت الملك الذي أمر بعمله فبقي على حاله. قال أحمد بن محمد الهمذاني وكانوا ينحتون السواري من جبال أسوان وبينها وبين الاسكندرية مسيرة شهر البريد ويحملونها على خشب الأطواف في النيل وهو خشب يركب بعضه على بعض وتحمل الأعمدة وغيرها عليه، وأما منارة الإسكندرية فقد قدمنا إكثارهم في وصفها ومبالغتهم في عظمها وتهويلهم في أمرها وكل ذلك كذب لا يستحي حاكيه ولا يراقب الله راويه ولقد شاهدتها في جماعة من العلماء وكل عاد منا متعجبا من تخرص الرواة وذلك إنما هي بنية مربعة شبيهة بالحصن والصومعة مثل سائر الأبنية ولقد رأيت ركنا من أركانها وقد تهدم فدعمه الملك الصالح رزيك أو غيره من وزراء المصريين واستجده فكان أحكم وأتقن وأحسن من الذي كان قبل وهو ظاهر فيه كالشامة لأن حجارة هذا المستجد أحكم وأعظم من القديم وأحسن وضعا ورصفا، وأما صفتها التي شاهدتها فإنها حصن عال على سن جبل مشرف في البحر في طرف جزيرة بارزة في ميناء الإسكندرية بيني وبين البر نحو شوط فرس وليس إليها طريق إلا في ماء البحر الملح وبلغني أنه يخاض من أحد جهاته الماء إليها والمنارة مربعة البناء ولها درجة واسعة يمكن الفارس أن يصعدها بفرسه، وقد سقفت الدرج بحجارة طوال مركبة على الحائطين المكتنفي الدرجة فيرتقى إلى طبقة عالية يشرف منها على البحر بشرافات محيطة بموضع آخر كأنه حصن آخر مربع يرتقي فيه بدرج أخرى إلى موضع اخر يشرف منه على السطح الأول بشرافات أخرى وفي هذا الموضع قبة كأنها قبة الديدبان وهذا شكلها،
وليس فيها كما يقال غرف كثيرة ومساكن واسعة يضل فيه الجاهل بها بل الدرجة مستديرة بشيء كالبئر فارغ زعموا أنه مهلك وأنه إذا ألقي فيه الشيء لا يعرف قراره ولم أختبره و الله أعلم به ولقد تطلبت الموضع الذي زعموا أن المرآة كانت فيه فما وجدته ولا أثره والذين يزعمون أنها كانت فيه هو حائط بينه وبين الأرض نحو مائة ذراع أو أكثر وكيف ينظر في مراة بينها وبين الناظر فيها مائة ذراع أو كثر ومن أعلى المنارة فلا سبيل للناظر في هذا الموضع فهذا الذي شاهدته وضبطته وكل ما يحكى غير هذا فهو كذب لا أصل له، وذكر ابن زولاق أن طول منارة الإسكندرية مائتا ذراع وثلاثون ذراعا وأنها كانت في وسط البلد وإنما الماء طفح على ما حولها فأخربه وبقيت هي لكون مكانها كان مشرفا على غيره، وفتحت الإسكندرية سنة عشرين من الهجرة في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه على يد عمرو بن العاص بعد قتال وممانعة فلما قتل عمر وولي عثمان رضي الله عنه ولى مصر جميعها عبد الله بن سعد بن أبي سرح أخاه من الرضاح فطمع أهل الإسكندرية ونقضوا فقيل لعثمان ليس لها إلا عمرو بن العاص فإن هيبته في قلوب أهل مصر قوية فأنفذه عثمان ففتحها ثانية عنوة وسلمها إلى عبد الله بن سعد بن أبي سرح وخرج من مصر فما رجع إليها إلا في أيام معاوية. حدثني القاضي المفضل أبو الحجاج يوصف بن أبي طاهر إسماعيل بن أبي الحجاج المقدسي عارض الجيش لصلاح الدين يوسف بن أيوب قال حدثني الفقيه أبو العباس أحمد بن محمد الأبي وأبة من بلاد إفريقية. قال أذكر ليلة وأنا أمشي مع الأديب أبي بكر أحمد بن محمد العيدي على ساحل بحر عدن وقد تشاغلت عن الحديث معه فسألني عن أي شيء أنت مفكر فعرفته أنني قد عملت في تلك الساعة شعرا، وهو هذا:
وأنظر البدر مرتاحا لرؤيته ** لعل طرف الذي أهواه ينظره فقال مرتجلا:
يا راقد الليل بالإسكندرية لي ** من يسهر الليل وجدا بي وأسهره
ألاحظ النجم تذكارا لرؤيته ** وإن مرى دمع أجفاني تذكره
وأنظر البدر مرتاحا لرؤيته ** لعل عين الذي أهواه تنظره
قلت ولو استقصينا في أخبار الاسكندرية جميع ما بلغنا لجاء في غير مجلد وهذا كاف بحمد الله.
اسكونيا.
أسكيفغن.
أسلام: بالفتح كأنه جمع سلم، وهو من شجر الغضا الواحدة سلمة. اسم واد بالعلاة من أرض اليمامة.
أسلمان: بالفتح وآخره نون، وهو نهر بالبصرة لأسلم بن زرعة أقطعه إياه معاوية، وهذا اصطلاح قديم لأهل البصرة إذا نسبوا النهر والقرية إلى رجل زادوا في آخر اسمه ألفا ونونا كقولهم عبادان نسبة إلى عباد بن الحصين وزيادان نسبة إلى زياد حتى قالوا عبد اللان نسبة إلى عبد الله وكأنها من نسب الفرس لأن أكثر أهل تلك القرى فرس إلى هذه الغاية.
أسمند: بالفتح ثم السكون وفتح الميم وسكون النون ودال مهملة. من قرى سمرقند ويقال لها سمند بإسقاط الهمزة. ينسب إليها أبو الفتح محمد بن عبد الحميد بن الحسن الأسمندي.
إسميثن: بالكسر ثم السكون وفتح الميم وياء ساكنة وثاء مثلثة مفتوحة ونون. من قرى الكشانية قريبة من سمرقند بما وراء النهر، والشهور بالنسبة إليها أبو بكر محمد بن النضر الأسميثني يروي عن أبي عيسى الترمذي توفي قبل سنة 320.
إسنا: بالكسر ثم السكون ونون وألف مقصورة. مدينة بأقصى الصعيد وليس وراءها إلا أدفوا وأسوان ثم بلاد النوبة وهي على شاطىء النيل من الجانب الغربي في الإقليم الثاني. طولها من الغرب أربع وخمسون درجة وأربع عشرة دقيقة وعرضها أربع وعشرون درجة وأربعون دقيقة وهي مدينة عامرة طيبة كثيرة النخل والبساتين والتجارة، وقد نسب إليها قوم. قال القاضي: ولي الدولة أبو البركات محمد بن حمزة بن أحمد التنوخي لم أر أفصح من القاضي أبي الحسن علي بن النضر الإسنائي قاضي الصعيد ولا آدب منه ولا أكثر احتمالا وكان يحفظ كتاب الله وقرأ القراآت وسمع الصحاح كلها ويحفظ كتاب سيبويه وقرأ علوم الأوائل وكتاب أوقليدس وله شعر وترسل توفي بمصر سنة 505 وكان فلسفيا يتظاهر ذلك عنه ويتظاهر بمذهب الإسماعيلية.
أسناف: بالفتح وآخره فاء. حصن باليمن من مخلاف سنحان.
أسنان: بالضم ثم السكون ونونان بينهما ألف. من قرى هراة.
أسنمة: بالفتح ثم السكون وضم النون وفتح الميم وهاء، ويروى بضم الهمزة وهو مما استدركه أبو إسحاق الزجاج على ثعلب في كتاب الفصيح فقال وقلت أسنمة بفتح الهمزة والأصمعي يقوله بضم الهمزة والنون فقال ثعلب هكذا رواه لنا ابن الأعرابي فقال له أنت تدري أن الأصمعي أضبط لمثل هذا، وقال ابن قتيبة أسنمة جبل بقرب طخفة بضم الألف. قلت وقد حكى بعض اللغوين أسنمة وهو من غريب، الأبنية لأن سيبويه. قال: ليس في الأسماء والصفات أفعل بفتح الهمزة إلا أن يكسر عليه الواحد للجمع نحو أكلب وأعبد وذكر ابن قتيبة أنه جبل وذكر صاحب كتاب العين أنه رملة ويصدقه قول زهير:
وعرسوا ساعة في كثب أسنمة ** ومنهم بالقسوميات معترك
وقال غيرهما أسنمة أكمة معروفة بقرب طخفة وقيل قريب عن فلج يضاف إليها ما حولها فيقال أسنمات. ورواه بعضهم أسنمة بلفظ جمع سنام. قال: وهي أكمات، وأنشد لابن مقبل:
من رمل عرنان أومن رمل أسنمة وقال التوزي رمل أسنمة جبال من الرمل كأنها أسنمة الإبل وقيل أسنمة رملة على سبعة أيام من البصرة، وقال عمارة أسنمة نقا محدد طويل كأنه سنام وهي أسفل الدهناء على طريق فلج وأنت مصعد إلى مكة وعنده ماء يقال له العشر وكان أبو عمرو بن العلاء يقول أسنمة بضم الهمزة روى ذلك عنه الأصمعي، وقال ربيعة بن مقروم:
لمن الديار كأنها لم تحلل ** بجنوب أسنمة فقف العنصل
درست معالمها فباقي رسمها ** خلق كعنوان الكتاب المحول
دار لسعدى إذ سعاد كأنها ** رشأ غضيض الطرف رخص المفصل
وقرأت بخط أبي الطيب أحمد بن أحمد المعروف بابن أخي الشافعي الذي نقله من خط أبي سعيد السكري أسنمة بفتح أوله وضم النون، وقال هو موضع في بلاد بني تميم. قال: ذلك في تفسير. قول جرير:
قال العواذل هل تنهاك تجربة ** أما ترى الشيب والإخوان قد دلفوا
أما تلم على ربع بأسنمة ** إلا لعينيك جار غربه يكف
ما كان مذ رحلوا من أرض أسنمة ** إلا الذميل لها ورد ولا علف
أسن: بضمتين. اسم واد باليمن وقيل واد في بلاد بني العجلان. قال ابن مقبل:
زارتك دهماء وهنا بعد ما هجعت ** عنها العيون بأعلى القاع من أسن
وقال نصر أسن واد باليمن وقيل من أرض بني عامر المتصلة باليمن، وقال ابن مقبل أيضا:
قلت سليمى غداة القاع من أسن ** لاخير في العيش بعد الشيب والكبر
لولا الحياء ولولا الدين عبتكما ** ببعض ما فيكما إذ عبتما عوري
أسوارية: بفتح أوله وبضم وسكون ثانيه وواو وألف وراء. مكسورة وياء مشددة وهاء. من قرى أصبهان. ينسب إليها أبو المظفر سهل بن محمد بن أحمد الأشراري حدث عن أبي عبد الله محمد بن إسحاق وأبي بكر الطلحي وأبي إسحاق بن إبراهيم النيلي وغيرهم، وعنها أبو بكر شهريار بن محمد بن أحمد بن شهريار، أبو بكر الأسواري سافر إلى مكة والبصرة وحدث عن أبي يعقوب يوسف بن يعقوب النجيري وأبي قلابة محمد بن أحمد بن حمدان إمام الجامع بالبصرة وسمع بمكة أبا علي الحسن بن داود بن سليمان بن خلف المصري سمع منه عبد العزيز وعبد الواحد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن قاذويه وعبد الرحمن بن محمد بن إسحاق ومحمد بن علي الجوزداني، وعبد الواحد بن أحمد بن محمد بن يحيى الأسواري أبو القاسم الأصبهاني حدث عن أبي الشيخ الحافظ روى عنه قتيبة بن سعيد المعداني قاله يحيى بن مندة. وعمر بن عبد العزيز بن محمد بن علي الأسواري أبو بكر من أهل أصبهان حدث عن أبى القاسم عبيد الله بن عبد الله وأبي زفر الذهلي بن عبد الله الجيراني الضبي سمع منه محمد بن علي الجوزداني وغيره وأبو بكر محمد بن الحسين الأسواري الأصبهاني حدث عن أحمد بن عبيد الله بن أبي القاسم النهرديري روى عنه يحيى بن مندة إجازة في تاريخه، وأبو بكر محمد بن علي الأسواري حدث عن أبيه عن علي بن أحمد بن عبد الرحمن الغزال الأصبهاني بالبصرة كتب عنه أبو نصر محمد بن عمر البقال، وأبو الحسين علي بن أبو بكر محمد بن بابويه الأسواري الأصبهاني أحد الأغنياء ذو ورع ودين روى عن أبي عمران موسى بن بيان روى عنه أبو أحمد الكرجي قاله يحيى، وأبو الحسن علي بن محمد بن الهيثم الأسواري الزاهد الصوفي مات في سنة 437 كان كثير الحديث سمع أبا بكر أحمد بن عبيد الله النهرديري وغيره روى عنه عبد الرحمن بن محمد وإسحاق بن عبد الوهاب بن مندة، وأحمد بن علي الأسواري روى عنه الحافظ أبو موسى الأصبهاني، فهؤلاء منسوبون إلى قرية بأصبهان كما ذكرنا وقد نسب بهذا اللفظ إلى الأسوار واحد الأساورة من الفرس كانوا نزلوا في بني تميم بالبصرة واختطوا بها خطة وانتموا إليهم وقد غلط فيهم أحد المتأخرين وجعلهم في بني تميم وسنذكرهم في نهر الأساورة من هذا الكتاب على الصواب ونحكي أمرهم على الوجه الصحيح إن شاء الله تعالى.
الأسواط: بلفظ جمع السوط دارة الأسواط بظهر الأبرق بالمضجع تناوحه جمة، وهي برقة بيضاء لبني قيس بن جزء بن كعب بن أبي بكر بن كلاب، والأسواط في الأصل مناقع الماء والدارة كل أرض اتسعت فأحاطت بها الجبال.
الأسواف: يجوز أن يكون جمع السوف وهو الشم أو جمع السوف وهو الصبر أو يجعل سوف الحرف الذي يدخل على الأفعال المضارعة اسما ثم جمعه كل ذلك سائغ، وهو اسم حرم المدينة وقيل موضع بعينه بناحية البقيع وهو موضع صدقة زيد بن ثابت الأنصاري وهو من حرم المدينة حكى ابن أبي ذئب عن شرحبيل بن سعد قال كنت مع زيد بن ثابت بالأسواف فأخذوا طيرا فدخل زيد فدفعوه في يدي وفروا قال فأخذ الطير فأرسله ثم ضرب في قفائي وقال لا أم لك ألم تعلم أن رسول الله ﷺ حرم ما بين لابتيها أسوان: بالضم ثم بالسكون وواو وألف ونون ووجدته بخط أبي سعيد السكري سوان بغير الهمزة، وهي مدينة كبيرة وكورة في آخر صعيد مصر وأول بلاد النوبة على النيل في شرقيه وهي في الإقليم الثاني طولها سبع وخمسون درجة وعرضها اثنتان وعشرون درجة وثلاثون دقيقة وفي جبالها مقطع العمد التي بالإسكندرية قال أبو بكر الهروي: وبأسوان الجنادل ورأيت بها آثار مقاطع العمد في جبال أسوان وهي حجارة مانعة ورأيت عمودا قريبا من قرية يقال لها بلاق أو براق يسمونها الصقالة وهو ماتع مجزع بحمرة ورأسه قد غطاه الرمل فذرعت ما ظهر منه فكان خمسة وعشرين ذراعا وهو مربع كل وجه منه سبعة أذرع وفي النيل هناك موضع ضيق ذكر أنهم أرادوا أن يعملوا جسرا على ذلك الموضع، وذكر آخرون أنه أخو عمود السواري الذي بالإسكندرية، وقال الحسن بن إبراهيم المصري بأسوان من التمور المختلفة وأنواع الأرطاب وذكر بعض العلماء أنه كشف أرطاب أسوان فما وجد شيئا بالعراق إلا وبأسوان مثله وبأسوان ما ليس بالعراق. قال وأخبروني أبو رجاء الأسواني: وهو أحمد بن محمد الفقيه صاحب قصيدة البكرة أنه يعرف بأسوان رطبا أشد خضرة من السلق، وأمر الرشيد أن تحمل إليه أنواع التمور من أسوان من كل صنف تمرة واحدة فجمعت له ويبة وليس بالعراق هذا ولا بالحجاز ولا يعرف في الدنيا بسر يصير تمرا ولا يرطب إلا بأسوان ولا يتمر من بلح قبل أن يصير بسرا إلا بأسوان. قال وسألت بعض أهل أسوان عن ذلك فقال لي كلما تراه من تمر أسوان لينا فهو مما تمر بعد أن يصير رطبا وما رأيته أحمر مغير اللون فهو مما يتمر بعد أن صار يسرا وما وجدته أبيض فهو مما يتمر بعد أن صار بلحا، وقد ذكرها البحتري في مدحه خمارويه بن طولون:
هل لقيني الى رباع أبي الجي ** ش حظار التغوير أو غرره
وبين أسوان والعرا ** ق زها رعية ما يغبها نظره
وقد نسب إلى أسوان قوم من العلماء. منهم أبو عبد الله محمد بن عبد الوهاب بن أبي حاتم الأسواني حدث عن محمد بن المتوكل بن أبي السري روى عنه أبو عوانة الإسفراييني وأبو يعقوب إسحاق بن إدريس الأسواني من أهل البصرة كان يسرق الحديث، والقاضي أبو الحسن أحمد بن علي بن إبراهيم بن الزبير الغساني الأسواني الملقب بالرشيد صاحب الشعر والتصانيف ولي ثغر الإسكندرية وقتل ظلما في سنة 563 كذا نسبه السلفي وكتب عنه. وأخوه المهذب أبو محمد الحسن بن علي كان أشعر من أخيه وهو مصنف كتاب النسب مات سنة 561، وأبو الحسن فقير بن موسى بن فقير الأسواني حدث بمصر عن محمد بن سليمان بن أبي فاطمة وحدث عن أبي حنيفة قحزم بن عبد الله بن قحزم الأسواني عن الشافعي بحكاية حدث عنه أبو بكر حمد بن إبراهيم بن المقري الأصبهاني في معجم شيوخه.
الأسود: قال عوام بن الأصبغ بحذاء بطن نخل. جبل يقال له الأسود نصفه نجدي ونصفه حجازي وهو جبل شامخ لا نبت فيه غير الكلا نحو الصليان والغضور.
أسود: الحمى بكسر الحاء المهملة والقصر. جبل في قول أبي عميرة الجزمي:
ألا ما لعين لا ترى أسود الحمى ** ولا جبل الأوشال إلا استهلت
غنينا زمانا باللوي ثم أصبحت ** براق اللوى من أهلها قد خلت
وقلت لسلام بن وهب وقدر رأى ** دموعي جرت من مقلتي فدرت
وشدى ببردى حشوة ضبئت بها ** يد الشوق في الأحشاء حتى احزألت
ألا قاتل الله اللوى من محلة ** وقاتل دنيانا بها كيف ولت أسود الدم: اسم جبل قيل فيه:
تبصر خليلي هل ترى من ظعائن ** رحلن بنصف الليل من أسود الدم أسود العشاريات: بضم العين المهملة وشين معجمة وألف وراء وياء مشددة وألف وتاء مثناة. جبل في بلاد بكر بن وائل كانت به واقعة عن وقائع حرب البسوس وكانت الدائرة فيه على بكر وقتل سعد بن مالك بن ضبيعة وجماعة من وجوههم.
أسود العين: بلفظ العين الباصرة. جبل بنجد يشرف على طريق البصرة إلى مكة. أنشد القالي عن ابن دريد أبي عثمان:
إذا ما فقدتم أسود العين كنتم ** كراما وأنتم ما أقام ألائم والجبل لا يغيب. يقول فأنتم لئآم أبدا: أسود النسا: عرق يستبطن الفخذ. جبل لبني أبي بكر بن كلاب مشرف على العكلية.
الأسورة: بفتح الراو. من مياه الضباب بينه وبين الحمى من جهة الجنوب ثلاث ليال بواد يقال له ذو الجدائر ذكر في موضعه.
أسيس: بالضم ثم الفتح وياء ساكنة وسين أخرى تصغير أس. موضع في بلاد بني عامر بن صعصعة. قال امرؤ القيس:
فلو أني هلكت بأرض قومي ** لقلت الموت حق لا خلودا
ولكني هلكت بأرض قوم ** بعيدا من بلادهم بعيدا
بأرض الروم لا نسب قريب ** ولا شاف فيسدو أو يعودا
أعالج ملك قيصر كل يوم ** وأجدر بالمنية أن تعودا
ولو صادفتهن على أسيس ** وخافة إذ وردن بهما ورودا وقال ابن السكيت في تفسير قول عدي بن الرقاع:
قد حباني الوليد يوم أسيس ** بعشار فيها غنى وبهاء أسيس ماء في شرقي دمشق.
أسيس: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وسين أخرى. حصن باليمن.
أسيلة: بلفظ التصغير. ماء بالقرب من اليمامة عن ابن أبي حفصة لبني مالك بن امرىء القيس. وأسيلة أيضا ماءة ونخل لبني العنبر باليمامة عن الحفصي أيضا، وقال نصر الأسيلة: ماء به نخل وزرع في قاع يقال له الجثجاثة يزرعونه وهو لكعب بن العنبر بن عمرو بن تميم.
أسيوت: بالفتح ثم السكون وياء مضمومة وواو ساكنة وتاء مثناة. جبل قرب حضرموت مطل على مدينة مرباط ينبت الدادي الذي يصلح به النبيذ وفيه يكون شجر اللبان ومنه يحمل إلى جميع الدنيا ولا يكون في غيره قط بينه وبين عمان على ما قيل ثلاثمائة فرسخ.
أسيوط: بوزن الذي قبله. مدينة في غربي النيل من نواحي صعيد مصر وهي مدينة جليلة كبيرة. حدثني بعض النصارى من أهلها أن فيها خمسا وسبعين كنيسة وهم بها كثير، وقال الحسن بن إبراهيم المصري: أسيوط من عمل مصر وبها مناسج الأرمني والدبيقي المثلث وسائر أنواع السكر لا يخلو منه بلد إسلامي ولا جاهلي وبها السفرجل يزيد في كثرته على كل بلد وبها يعمل الأفيون يعتصر من ورق الخشخاش الأسود والخس ويحمل إلى سائر الدنيا قال وصورت الدنيا للرشيد فلم يستحسن إلا كورة أسيوط وبها ثلاثون ألف فدان في استواء من الأرض لو وقعت فيها قطرة ماء لانتشرت في جميعها لا يظمأ فيها شبر وكانت إحدى منتزهات أبي الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون، وينسب إليها جماعة. منهم أبو علي الحسن بن علي بن الخضري بن عبد الله الأسيوطي توفي سنة 372 وغيره.
باب الهمزة والشين وما يليهما
الأشاءة: بالفتح وبعد الألف همزة مفتوحة وتاء التأنيث. موضع أظنه باليمامة أو ببطن الرئة. قال زياد بن منقذ العدوي:
يا ليت شعري عن جنبي مكشحة ** وحيث تبنى من الحناءة الأطم
عن الأشاءة هل زالت محارمها ** أم هل تغير من آرامها إرم
قالوا: الحناءة - الجمص - والأشاءة - في الأصل صغار النخل، وقال إسماعيل بن حماد: الأشاءة همزته منقلبة عن الياء لأن تصغيره أشي وقد رد ابن جني هذا وأعظمه وقال ليس في الكلام كلمة فاؤها وعينها همزتان ولا عينها ولامها أيضا همزتان بل قد جاءت أسماء محصورة فوقعت الهمزة فيها فاء ولاما وهي أأة وأجأ وأخبرني أبو علي أن محمد بن حبيب حكى في اسم علم أتاءه، وذهب سيبويه في قولهم ألاءة وأشاءة إلى أنهما فعالة مما لامه همزة فأما أباءة فذكر أبو بكر محمد بن السري فيما حدثني به أبو علي عنه أنها من ذوات الياء من أبيت فأصلها عنده أباية ثم عمل فيها ما عمل في عباية وصلاية وعطاية حتى صرن عباءة وصلاءة وعطاءة في قول من همز ومن لم يهمز أخرجهن على أصولهن وهو القياس اللغوي وإنما حمل أبا بكر على هذا الاعتقاد في أباءة أنها من الياء وأصلها أباية المعنى الذي وجده في أباءة من أبيت وذلك أن الأباءة هي الأجمة وهي القصبة والجمع بينها وبين أبيت أن الأجمة ممتنعة مما ينبت فيها من القصب وغيره من السلوك والتصرف وخالفت بذلك حكم البراح والبراز وهو النقا من الأرض فكأنها ابت وامتنعت على سالكها فمن ههنا حملهاعندي على أبيت. فأما ما ذهب إليه سيبويه أن لاءة وأشاءة مما لامه همزة فالقول فيه عندي أنه عدل بهما عن أن يكونا من الياء كعباءة وصلاءة وعطاءة لأنه وجدهم يقولون عباءة وعباية وصلاءة وصلاية وعطاءة وعطاية فيهن على أنها بدل الياء التي ظهرت فيهن لاما ولما لم يسمعهم يقولون أشاية ولا ألاية ورفضوا فيهما الياء ألبتة دله ذلك على أن الهمزة فيها لام أصلية غير منقلبة عن واو ولا ياء ولو كانت الهمزة فيهما بدلا لكانوا خلقاء أن يظهروا ما هو بدل منه ليستدلوا به عليهما كما فعلوا ذلك في عباءة وأختيها وليس في ألاءة وأشاءة من الاشتقاق من الياء ما في أباءة من كونها في معنى أبية فلهذا جاز لأبي بكر أن يزعم أن همزتها من الياء وإن لم ينطقوا فيها بالياء.
أشابة: موضع بنجد قريب من الرمل.
الأشافي: بلفظ جمع الأشفى الذي يخرز به. واد في بلاد بنى شيبان. قال الأعشى:
أمن جبل الأمرار صرت خيامكم ** على نبإ إن الأشافي سائل هذا مثل ضربه الأعشى لأن أهل جبل الأمرار لا يرحلون إلى الأشافي ينتجعونه لبعده إلا أن يجدبوا كل الجدب ويبلغهم أنه مطر وسال.
أشاقر: كأنه جمع أشقر نحو أحوص وأحاوص. جبال بين مكة والمدينة وقد روي بضم أوله، وأنشد أبو الحسين المهلبي لجران العود:
عقاب عقنباة ترى من حذارها ** ثعالب أهوى أو أشاقر تضح الأشامان: بلفظ التثنية. موضع في قول ذي الرمة:
أعن ترسمت من خرقاء منزلة ** ماء الصبابات من عينيك مسجوم
كأنها بعد أحوال مضين لها ** بالأشامين يمان فيه تسهيم أشاهم: بالضم ويقال أشاهن بالنون. موضع في شعر ابن أحمر.
أشبورة: بالضم ثم السكون وضم الباء الموحدة وواو ساكنة وراء وهاء. ناحية بالأندلس من أعمال طليطلة ويقولون: أشبورة من أعمال إستجة ولا أدري أهما موضعان يقال لكل واحد منهما أشبورة أم هو واحد.
أشبونة: بوزن الذي قبله إلا أن عوض الراء نون، وهي مدينة بالأندلس أيضا يقال لها لشبونة وهي متصلة بشنترين قريبة من البحر المحيط يوجد على ساحلها العنبر الفائق. قال ابن حوقل: هي على مصب نهر شنترين إلى البحر قال ومن فم النهر وهو المعدن إلى أشبونة إلى شنترة يومان. وينسب إليها جماعة. منهم أبو إسحاق إبراهيم بن هارون بن خلف بن عبد الكريم بن سعيد المصمودي من البربر ويعرف بالزاهد الأشبوني سمع محمد بن عبد الملك بن أيمن وقاسم بن أصبغ وغيرهما وكان ضابطا لما كتب ثقة توفي سنة 360.
إشبيلية: بالكسر ثم السكون وكسر الباء الموحدة وياء ساكنة ولام وياء خفيفة. مدينة كبيرة عظيمة وليس بالأندلس اليوم أعظم منها تسمى حمص أيضا وبها قاعدة ملك الأندلس وسريره وبها كان بنو عباد ولمقامهم بها خربت قرطبة وعملها متصل بعمل لبلة وهي غربي قرطبة بينهما ثلاثون فرسخا وكانت قديما فيما يزعم بعضهم قاعدة ملك الروم وبها كان كرسيهم الأعظم وأما الان فهو بطليطلة، وإشبيلية قريبة من البحر يطل عليها جبل الشرف وهو جبل كثير الشجر والزيتون وسائر الفواكه ومما فاقت به على غيرها من نواحي الأندلس زراعة القطن فإنه يحمل منها إلى جميع بلاد الأندلس والمغرب وهي على شاطىء نهر عظيم قريب في العظم من دجلة أو النيل تسير فيه المراكب المثقلة يقال له وادي الكبير وفي كورتها مدن وأقاليم تذكر في مواضعها. ينسب إليها خلق كثير من أهل العلم. منهم عبد الله بن عمر بن الخطاب الإشبيلي وهو قاضيها مات سنة 276.
أشتابديزه: بالضم ثم السكون وتاء مثناة وألف وباء موحدة مفتوحة ودال مكسورة وياء ساكنة وزاي وهاء. محلة كبيرة بسمرقند متصلة بباب دستان. ينسب إليها جماعة ويزيدون إذا نسبوا إليها كافا في اخرها فيقولون إشتابديزكي. منها أبو الفضل محمد بن صالح بن محمد بن الهيثم الكرابيسى الاشتابديزكي السمرقندي كان مكثرا من الحديث روى عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي توفي سنة 322.
أشتاخوست: بالفتح ثم السكون وتاء مثناة وألف والخاء معجمة مفتوحة والواو والسين يلتقي فيها ساكنان خفيفان وتاء مثناة أخرى. قرية بينها وبين مرو ثلاثة فراساخ. منها أبو عبد الله الأشتاخوستي كان زاهدا صالحا.
أشترج: بالضم ثم السكون وتاء مثناة مضمومة وراء ساكنة وجيم. قرية في أعالي مرو يقال لها أشترج بالا معناه أشترج الأعلى وهذا يري أن هناك أشترج الأسفل. ينسب إلى أشترج بالا أبو القاسم شاه بن النزال بن شاه السعدي الاشترجي مات في شهر رمضان سنة 301.
أشتر: بالفتح ثم السكون وفتح التاء المثناة وراء. ناحية بين نهاوند وهمذان. قال ابن الفقيه: وعلى جبال نهاوند طلسمان وهما صورة ثور وسمكة من ثلج لا يذوبان شتاء ولا صيفا وهما ظاهران مشهوران ويقال إنهما للماء حتى لا يقل بنهاوند ومن ذلك الجبل ينقسم نصفين يعني ماء عين فيه نصف يأخذ في الغرب حتى يسقي رستاقا يعرف برستاق الأشتر وأهله يسمونه ليشتر وبين الأشتر ونهاوند عشرة فراسخ ومنها إلى سابور خوست اثنا عشر فرسخا. ينسب إليها جماعة. منهم أبو محمد مهران بن محمد الأشتري البصري ولم يتحقق لي هل هو من هذا الموضع أم بعض أجداده كان يقال له الأشتر.
الأشتوم: بالضم ثم السكون وتاء مثناة مضمومة والواو ساكنة وميم. موضع قرب تنيس. قال يحيى بن الفضل:
حمار أتى دمياط والروم وثب ** بتنيس منه رأي عين وأقرب
يقيمون بالأشتوم يبغون مثلما ** أصابوه من دمياط والحرب ترتب وقال الحسن بن محمد المهلبي في كتابه العزيزي ومن تنيس إلى حصن الأشتوم وفيه مصب ماء البحيرة إلى بحر الروم ستة فراسخ ومن هذا الحصن إلى مدينة الفرما في البر ثمانية أميال وفي البحيرة ثلاثة فراسخ ثم قال عند ذكر دمياط ومن شمالي دمياط يصب النيل إلى البحر الملح في موضع يقال له الأشتوم عرض النيل هناك نحو مائة ذراع وعليه من حافتيه سلسلة حديد وهذا غير الأول.
أشتون: مثل الذي قبله إلا أن عوض الميم نون. حصن بالأندلس من أعمال كورة جيان، وفي ديوان المتنبي يذكر وخرج أبو العشائر يتصيد بالأشتون أظنه قرب أنطاكية والله أعلم.
إشتيخن: بالكسر ثم السكون وكسر التاء المثناة وياء ساكنة وخاء معجمة مفتوحة ونون. من قرى صغد سمرقند بينها وبين سمرقند سبعة فراسخ. قال الأصطخري: وأما إشتيخن فهي مدينة مفردة في العمل عن سمرقند ولها رساتيق وقرى وهي على غاية النزهة وكثرة البساتين والقرى والخصب والأشجار والثمار والزروع ولها مدينة وقهندز وربض وأنهار مفردة وضياع ومن بعض قراها عجيف بن عنبسة وبها قراه إلى أن استصفاها المعتصم ثم أقطعها المعتمد على الله محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر. وينسب إليها جماعة وافرة من أهل العلم. منهم أبو بكر محمد بن أحمد بن مت الأشتيخني كان من أئمة أصحاب الشافعي حدث بصحيح البخاري عن الفربري توفي في سنة 381 وقيل سنة 88 وغيره.
أشداخ: بالفتح ثم السكون وآخره خاء معجمة والشدخ كسر الشيء الأجوف تقول شدخت رأسه فانشدخ، وهو موضع في عقيق المدينة. قال أبو وجزة السعدي:
تأبد القاع من ذي العش فالبيد ** فتغلمان فأشداخ فعبود أشرف: بالفتح. موضع بالحجاز في ديار بني نصر بن معاوية.
ذو أشرق: بالقاف مضاف إليه ذو فيقال ذو أشرق. بلدة باليمن قرب ذي جبلة. منها أحمد بن محمد الأشرقي الشاعر يمدح الملك المعز إسماعيل بن سيف الإسلام طغتدكين بن أيوب بقصيدة أولها
بني العباس هاتوا ناظرونا أراد قبحه الله وأخزاه أن يفضله عليهم وكان ذلك في أوائل إدعاء إسماعيل الخلافة والنسب في بني أمية وصنع على لسان إسماعيل ونحله إياه:
قسما بالمسومات العتاق ** وبسمر القنا وبيض الرقاق
وبجيش أجش يحسب بحرا ** موجه السلبغات يوم التلاقي
لتدوسن مصر خيلي ورجلي ** ودمشق العظمى وأرض العراق ومن ذي جبلة كان أيضا الفقيه القاضي مسعود بن علي بن مسعود الأشرقي وكان قد ولي القضاء باليمن بعد عزل صفي الدين أحمد بن علي بن أبي بكر العرشاني مات بذي أشرق في أيام أتابك سنقر سلوك سيف الإسلام في حدود سنة 590 وصنف كتابا سماه كتاب الأمثال في شرح أمثال اللمع لأبي إسحاق الشيرازي وصير إليه رجل يقال له سليمان بن حمزة من أصحاب عبد الله حمزة الخارجي من بلاد بني حبيش عشر مسائل في أسود الدين فأجاب عنها بكتاب سماه الشهاب وصنف كتابا في شروط القضاء ومات ولم يتمه وسير إليه الريف عبد الله بن حمزة الخارجي مسائل في صحة إمامة نفسه فصنف كتابا أبطل فيه جميع ما أورده من الشبه.
أشروسنه: بالضم ثم السكون وضم الراء وواو ساكنة وسين مهملة مفتوحة ونون وهاء أورده أبو سعد رحمه الله بالسين المهملة وهذا الذي أوردته ها هنا هو الذي سمعته من ألفاظ أهل تلك البلاد، وهي بلدة كبيرة بما وراء النهر من بلاد الهياطلة بين سيحون وسمرقند وبينها وبين سمرقند ستة وعشرون فرسخا معدودة في الإقليم الرابع طولها إحدى وتسعون درجة وسدس وعرضها ست وثلاثون درجة وثلثان. قال الإصطخري أشروسنة اسم الاقليم كما أن الصغد اسم الإقليم وليس بها مكان ولا مدينة بهذا الاسم والغالب عليها الجبال والذي يطوف بها من أقاليم ما وراء النهر من شرقيها فرغانة ومن غربيها حدود سمرقند وشماليها الشاش وبعض فرغانة وجنوبيها بعض حدود كش والصغانيان وشومان وولا شجرد وراشت ومدينتها الكبرى يقال لها بلسان ومن مدنها بنجيكت وساباط وزامين وديزك وخزقانه ومدينتها التي يسكنها الولاة بنجيكت. ينسب إلى أشروسنة أمم من أهل العلم. منهم أبو طلحة حكيم بن نصر بن خالج بن جندبك وقيل جندلك الأشروسني.
إش: بالكسر وتشديد الشين. من قرى خوارزم.
أش: بالفتح والشين مخففة وربما مدت همزته. مدينة الأشات بالأندلس من كورة البيرة وتعرف بوادي أش والغالب على شجرها الشاهبلوط وتنحدر إليها أنهار من جبال الثلج بينها وبين غرناطة أربعون ميلا وهي بين غرناطة وبجانة وفيها يكون الإبريسم الكثير. قال ابن حوقل بين ماردة ومدلين يومان ومنها إلى تزجيلة يومان ومنها إلى قصر أش يومان ومن قصر أش إلى مكناسة يومان. قلت ولا أدري قصر أش هو وادي أش أو غيره.
أشطاط: بالفتح والطاآن مهملان يجوز أن يكون جمع شط وهو البعد أو جمع. الشطط وهو الجور ومجاوزة القدر وغدير الأشطاط. قريب من عسفان. قال عبيد الله بن قيس الرقيات.
لم تكلم بالجلهتين الرسوم ** حادث عهد أهلها أم قديم
سرف منزل لسلمة فالظه ** ران منا منازل فالقصيم
فغدير الأشطاط منها محل ** فبعسفان منزل معلوم
صدروا ليلة أنقضى الحج فيهم ** حرة زانها أغر وسيم
يحمي أهلها النفوس عليها ** فعلى نحرها الرقى والتميم الأشعر: بالفتح ثم السكون وفتح العين المهملة وراء. الأشعر والأقرع جبلان معروفان بالحجاز. قال أبو هريرة خير الجبال أحد والأشعر وورقان وهي بين مكة والمدينة، وقال ابن السكيت الأشعر: جبل جهينة ينحدر على ينبع من أعلاه، وقال نصر: الأشعر والأبيض جبلان يشرفان على صبوحة وحنين والأشعر والأجرد جبلا جهينة بين المدينة والشام.
الأشفار: بالفاء كأنه جع شفر وهو الحد. بلد بالنجد من أرض مهرة قرب حضرموت بأقص اليمن له ذكر في أخبار الردة.
أشفند: بالفتح ثم السكون وفتح الفاء وسكون النون ودال مهملة. كورة كبيرة من نواحي نيسابور قصبتها فرهاذجرد أول حدودها مرج الفضاء إلى حد زوزن والبوزجان وهي ثلاث وثمانون قرية لها ذكر في خبر عبد الله بن عامر بن كريز أنه نزلها في عسكره فأدركهم الشتاء فعادوا إلى نيسابور.
أشفورقان: من قرى مرو الروذ والطالقان فيما أحسب. منها عثمان بن أحمد بن أبي الفضل أبو عمر الأشفورقاني الحضري كان إماما فاضلا حسن السيرة جميل الأمر وكان إمام جامع أشفورقان سمع أبا جعفر محمد بن عبد الرحمن بن أبي القصر الخطيب السنجري وأبا جعفر محمد بن الحسين السمنجاني الفقيه وأبا جعفر محمد بن محمد بن الحسن الرابي. قال أبو سعد: قرأت عليه بأشفورقان عند منصرفي من بلخ وكانت ولادته تقديرا سنة 471 ووفاته في سنة 549 الإشفيان: تثنية الإشفي الذي يخرز به. ظربان يكتنفان ماء يقال له الظبي لبني سليم.
أشقاب: بالفتح ثم السكون وقاف وألف وباء موحدة. موضع في قول اللهبي:
فالهاوتان فكبكب فجتاوب ** فالبوص فالأفراع من أشقاب أشقالية: بالفتح واللام مكسورة وياء خفيفة. إقليم من نواحي بطليوس من نواحي الأندلس.
أشقر: أشقر وشقراء. من قرى اليمامة لبني عدي بن الرباب.
الأشق: القاف مشددة. موضع في قول الأخطل يصف سحابا.
باتت يمانية الرياح تقوده ** حتى استقاد لها بغير حبال
في مظلم غدق الرباب كأنما ** يسقي الأشق وعالجا بدوالي أشقوبل: بالضم ثم السكون وضم القاف والواو ساكنة وباء موحدة مضمومة ولام. مدينة في ساحل جزيرة صقلية.
أشقة: القاف مفتوحة. مدينة مشهورة بالأندلس متصلة الأعمال بأعمال بربطانية في شرقي الأندلس ثم في شرقي سرقسطة وشرقي قرطبة وهي مدينة قديمة أزلية متقنة العمارة هي اليوم بيد الإفرنج ولها حصون ومعاقل تذكر في مواضعها إن شاء الله تعالى.
أشكابس: بالفتح وفتح الكاف وبعد الألف باء موحدة مضمومة وسين مهملة. حصن بالأندلس من أعمال شنتمرية.
إشكرب: بالكسر وراء ساكنة وباء موحدة. مدينة في شرقي الأندلس. ينسب إليها أبو العباس يوسف بن محمد بن فازو الإشكربي ولد بإشكرب ونشأ بجيان فانتسب إليها وسافر إلى خراسان وأقام ببلخ إلى أن مات بها في سنة 548.
أشكر: بالفتح وضم الكاف. قرية من قرى مصر بالشرقية وبمصر أيضا أسكر ذكرته.
إشكنوار: بالكسر وفتح الكاف وسكون النون وواو وألف وراء، بلد بفارس.
أشكوران: بالفتح وضم الكاف وواو ساكنة وراء وألف ونون. من قرى أصبهان. قال أبو طاهر محمد أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن إبراهيم بن إبروية الأشكوراني قدم علينا أصبهان وقرأت عليه وسألته عن مولده فقال سنة 417 وتوفي سنة 493. قال وأشكوران من ضياع أصبهان وقال أخبرني جدي أبو أمي أبو نصر منصور بن محمد بن بهرام.
أشكونية: بكسر النون وياء مفتوحة. من نواحي الروم بالثغر غزاها سيف الدولة بن حمدان. فقال شاعره أبو العباس: الصفري وشدد الياء ضرورة.
وحلت بأشكونية كل نكبة ** ولم يك وفد الموت عنها بناكب
جعلت رباها للخوامع مرتعا ** ومن قبل كانت مرتعا للكواعب إشكيذبان: بكسر أوله والكاف وياء ساكنة وفتح الذال المعجمة وباء موحدة وألف ونون. قرية بين هراة وبوشنج. ينسب إليها الإمام أبو العباس الإشكيذباني، وأبو الفتح محمد بن عبد الله بن الحسين الإشكيذباني سمع بهمذان من أبي الفضل أحمد بن سعد بن حتان ومن أبي الوقت عبد الأول السجزي ومات بمكة في حدود سنة 590.
أشكيشان: بالفتح وكسر الكاف وياء ساكنة وشين أخرى معجمة وألف ونون. من قرى أصبهان. منها أبو محمد محمود بن محمد بن الحسن بن حامد الإشكيشاني حدث عن أبي بكر بن رندة وغيره.
أشلاء اللحام: أشلاء جمع شلو وهي الأعضاء من اللحم وبنو فلان أشلاء في بني فلان أي بقايا فيهم واللحام بكسر اللام والحاء المهملة. اسم موضع.
الأشل: جبل في ثغور خراسان غزاه الحكم بن عمرو الغفاري.
إشليم: بالكسر ثم السكون وكسر اللام وياء ساكنة وميم. كورة أو قرية بحوف مصر الغربي.
أشمذان: بفتح أوله والميم والذال معجمة مفتوحة وألف ونون مكسورة بلفظ التثنية. يقال شمذت الناقة بذنبها إذا رفعته ويقال للنخل شمذ لأنهن يرفعن أذنابهن، وقيل في قول رزاح بن ربيعة العذري أخي قصي لأمه:
جمعنا من السر من أشمذين ** ومن كل حي جمعنا قبيلا وقيل. أشمذان ها هنا جبلان وقيل قبيلتان، وقال نصر: أشمذان تثنية أشمذا جبلان بين المدينة وخيبر تنزلهما جهينة وأشجع.
إشمنت: بكسر الميم وسكون النون وتاء مثناة. قرية بالصعيد الأدنى غربي النيل وقيل إنها إشنمت النون قبل الميم.
أشموم: بضم الميم وسكون الواو. اسم لبلدتين بمصر يقال لإحداهما أشموم طناح وهي قرب دمياط وهي مدينة الدفهلية والأخرى أشموم الجريسات بالمنوفية - طناح - بفتح الطاء والنون- والجريسات - بضم الجيم وفتح الراء وياء ساكنة وسين مهملة وألف وتاء مثناة. أشمون: بالنون وأهل مصر يقولون الأشمونين. وهي مدينة قديمة أزلية عامرة آهلة إلى هذه الغاية وهي قصبة كورة من كور الصعيد الأدنى غربي النيل ذات بساتين ونخل كثير سميت باسم عامرها وهو أشمن بن مصر بن بيصر بن حام بن نوح قالوا قسم مصر بن بيصر نواحي مصر بين ولده فجعل لابنه أشمن من أشمون فما دونها إلى منف في الشرق والغرب وسكن أشمن أشمون فسميت به. ينسب إليه جماعة. منهم أبو إسماعيل ضمام بن إسماعيل بن مالك المعافري الاشموني مات بالإسكندرية سنة 185، وهجيع بن قيس الحارثي يروي عن حوثرة بن مسهر وعن حذيفة بن اليمان روى عنه عبد العزيز بن صالح وسعيد بن راشد وعبد الرحمن بن رزين وخلاد بن سليمان. قال أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس الحافظ وكان يعني هجنعا يسكن الأشمون من صعيد مصر وأحسبه من ناقلة الكوفة وذكره أبو سعد السمعاني كما ذكره ابن يونس سواء إلا أنه وهم في موضعين أحدهما أنه قال قيس بن الحارث وإنما هو الحارثي وقال هو من أهل أشموس قال آخره سين مهملة هذا لفظه قرية من صعيد مصر وإنما هو أشمونين.
أشمونيث: بكسر النون وياء ساكنة وثاء مثلثة. عين في ظاهر حلب قي قبلتها تسقي بستانا يقال له الجوهري وإن فضل منها شيء صب في قويق. ذكره منصور بن مسلم بن أبي الخرجين يتشوق حلب:
أيا سائق الأظعان من أرض جوشن ** سلمت ونلت الخصب حيث ترود
أبن لي عنها تشف ما بي من الجوى ** فلم يشف ما بي عالج وزرود
هل العوجان الغمر صاف لوارد ** وهل خضمته بالخلوق مدود
وهل عين أشمونيث تجري كمقلتي ** عليها وهل ظل الجنان مديد
إذا مرضت ودت بأن ترابها ** لها دون أكحال الأساة برود
ومن جرب الدنيا على سوء فعلها ** يعيب ذميم العيش وهو حميد
إذا لم تجد، ما تبتغيه فخض بها ** غمار السرى أم الطلاب ولود أشميون: الميم مكسورة وياء مضمومة وواو ساكنة ونون. من قرى بخارى وقيل محلة. ينسب إليها أبو عبد الله حاتم بن قديد الأشميوني من شيوخ محمد بن إسماعيل البخاري.
أشناذجرد: نون وألف وذال معجمة ساكنة وجيم مكسورة وراء ودال مهملة قرية، نسب إليها السلفي أبا العباس أحمد بن الحسن بن محمد بن علي الأشناذجردي، وقال أنشدني بنهاوند:
فؤادي منك منصدع جريح ** ونفسي لا تموت فتستريح
وفي الأحشاء نار ليس تطفى ** كأن وقودها قصب وريح أشنانبرت: الألف والنون الثانية ساكنتان وباء موحدة مكسورة وراء ساكنة وتاء مثناة. من قرى بغداد. منها أبو طاهر إسحاق بن هبة الله بن الحسن الأشنانبرتي الضرير حدث عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الغنوي الرقي بالخطب النباتية وعن غيره وسكن دمشق إلى حين وفاته. روى عنه أبو المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصري التغلبي الدمشقي في معجمه وكان حيا في سنة 592.
الأشنان: بالضم وهو الذي تغسل به الثياب قنطرة الأشنان. محلة كانت ببغداد. ينسب إليها محمد بن يحيى الاشناني روى عن يحيى بن معين حدت عنه سعيد بن أحمد بن عثمان الأنماطي و غيره وهو الذي في عداد المجهولين.
أشند: بفتحتين ثم السكون ودال مهملة. قرية من قرى بلخ.
أشنه: بالضم ثم السكون وضم النون وهاء محضة. بلدة شاهدتها في طرف أذربيجان من جهة إربل بينها وبين أرمية يومان وبينها وبين إربل خمسة أيام وهي بين إربل وأرمية ذات بساتين وفيها كمثرى يفضل على غيره يحمل إلى جميع ما يجاورها من النواحي إلا أن الخراب فيها ظاهر وكان ورودي إليها مجتازا من تبريز سنة 617. نسب المحدثون إليها جماعة من الرواة على ثلاثة أمثلة أشناني كذا نسبوا أبا جعفر محمد بن عمر بن حفص الأشناني الذي روى عنه أبو عبد الله الغنجاري وهو منها قاله محمد بن طاهر المقدسي قال رأيتهم ينسبون إلى هذه القرية الاشنهي ولكن هكذا نسبه أبو سعد الماليني في بعض تخاريجه. قال وربما قالوا بالهمزة بعد الألف قالوا الأشناني على غير قياس. وإليها ينسب الفقيه عبد العزيز بن علي الأشنهي الشافعي تفقه على أبي إسحاق إبراهيم بن علي الفيروزابادي وسمع الحديث من أبي جعفر بن مسلمة وصنف مختصرا في الفرائض جوده.
إشنين: بالكسر والنون أيضا وياء ساكنة ونون أخرى والعامة يقول إشني. قرية بالصعيد إلى جنب طنبذى على غربي النيل وتسمى هذه وطنبذى العروسين لحسنهما وخصبهما وهما من كورة البهنسا.
أشوقة: بالضم ثم الضم وسكون الواو وقاف وهاء. بلدة بالأندلس. ينسب إليها أحمد بن محمد بن مرحب أبو بكر الأشوقي فقيه مفت وله سماع من أبي عبد الله بن دليم وأحمد بن سعد ومات سنة 370 قاله أبو الوليد بن الفرضي.
أشوفة: بالنون مكان القاف. حصن بالأندلس من نواحي إستجه وعن السلفي أشونة حصن من نظر قرطبة. منه الأديب غانم بن الوليد المخزومي الأشوني وهو الذي يقول فيما ذكر السلفي:
ومن عجب أني أحن إليهم ** وأسأل عنهم من لقيت وهم معي
وتطلبهم عيني وهم في سوادها ** ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي
أشيح: بالفتح ثم السكون وياء مفتوحة وحاء مهملة. اسم حصن منيع عال جدا في جبال اليمن. قال عمارة اليمني حدثني المقرىء سلمان بن ياسين وهو من أصحاب أبي حنيفة قال بت في حصن أشيح ليالي كثيرة وأنا عند الفخر أرى الشمس تطلع من المشرق وليس لها من النور شيء وإذا نظرت إلى تهامة رأيت عليها من الليل ضبابا وطخاء يمنع الماشي من أن يعرف صاحبه من قريب وكنت أظن ذلك من السحاب والبخار وإذا هو عقابيل الليل فأقسمت أن لا أصلي الصبح إلا على مذهب الشافعي لأن أصحاب أبي حنيفة يؤخرون صلاة الصبح إلى أن تكاد الشمس أن تطلع على وهاد تهامة وما ذاك إلا لأن الشرق مكشوف لأشيح من الجبال لعلو ذروته. وقال أبو عبد الله الحسن بن قاسم الزبيدي يمدح الراعي سبأ بن أحمد الصلحي وكان منزله بهذا الحصن:
إن ضامك الدهر فاستعصم بأشيح أو ** إن نابك الدهر فاستمطر بنان سبا
ما جاءه طالب يبغي مواهبه ** إلا وأزمع منه فقره هربا
بني المظفر ما امتدت سماء علا ** إلا وألقيتم في أفقها شهبا أشير: بكسر ثانيه وياء ساكنة وراء. مدينة في جبال البربر بالمغرب في طرف إفريقية الغربي مقابل بجاية في البر، كان أول من عمرها زيري بن مناد الصنهاجي وكان سيد هذه القبيلة في أيامه وهو جد المعز بن باديس وملوك إفريقية بعد خروج الملقب بالمعز منها وكان زيري هذا في بدء أمره يسكن الجبال ولما نشأ ظهرت منه شجاعة أوجبت له أن اجتمع إليه طائفة من عشيرته فأغار بهم على من حوله من زناتة والبربر ورزق الظفر بهم مرة بعد مرة فعظم جمعه وطالبته نفسه بالإمارة وضاق عليه وعلى أصحابه مكانهم فخرج يرتاد له موضعا ينزله فرأى أشير وهو موضع خال وليس به أحد مع كثرة عيونه وسعة فضائه وحسن منظره فجاء بالبنائين من المدن التي حوله وهي المسيلة وطبنة وغيرهما وشرع في إنشاء مدينة أشير وذلك في سنة 324 فتمت على أحسن حال وعمل على جبلها حصنا مانعا ليس إلى المتحصن به طريق إلا من جهة واحدة تحميه عشرة رجال وحمى زيري أهل تلك الناحية وزرع الناس فيها وقصدها أهل تلك النواحي طلبا للأمن والسلامة فصارت مدينة مشهورة وتملكها بعده بنو حماد وهم بنو عم باديس واستولوا على جميع ما يجاورها من النواحي وصاروا ملوكا لا يطون أحدا طاعة وقاوموا بني عمهم ملوك إفريقية ال باديس، ومن أشير هذه الشيخ الفاضل أبو محمد عبد الله بن محمد الأشيري إمام أهل الحديث والفقه والأدب بحلب خاصة وبالشام عامة استدعاه الوزير عون الدين أبو المظفر يحيى بن محمد بن هبيرة وزير المقتفي والمستنجد وطلبه من الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي فسيره إليه وقرأ كتاب ابن هبيرة الذي صنفه وسماه الإيضاح في شرح معاني الصحاح بحضوره وجرت له مع الوزير منافرة في شيء اختلفا فيه أغضب كل واحد منهما صاحبه وردف ذلك اعتذار من الوزير وبره برا وافرا ثم سار من بغداد إلى مكة، ثم عاد إلى الشام فمات في بقاع بعلبك في سنة 561.
أشيقر: بالضم ثم الفتح وياء ساكنة وكسر القاف وراء. واد بالحجاز. قال الحفصي الأشيقر جبل باليمامة وقرية لبني عكل. قال مضرس بن ربعي.
تحمل من وادي أشيقر حاضرة ** وألوى بريعان الخيام أعاصره
ولم يبق بالوادي لأسماء منزل ** وحوراء إلا مزمن العهد دائره
ولم ينقص الوسمي حتى تنكرت ** معالمه واعتم بالنبت حاجره
فلا تهلكن النفس لؤما وحسرة ** على الشيء سداه لغيرك قادره الأشيمان: بالفتح ثم السكون تثنية أشيم. موضعان وقيل حبلان بالحاء المهملة من رمل الدهناء وقد ذكرهما ذو الرمة في غير موضع من شعره ورواه بعضهم الأشامان وقد تقدم قول ذي الرمة:
كأنها بعد أحوال مضين لها ** بالأشيمين يمان فيه تسهيم وقال السكري الأشيمان في بلاد بني سعد بالبحرين دون هجر.
الأشيم: واحد الذي قبله وياؤه مفتوحة وهو في الأصل الشيء الذي به شامة، وهو موضع غير الذي قبله والله أعلم.
أشي: بالضم ثم الفتح والياء مشددة. قال أبو عبيد السكوني من أراد اليمامة من النباج سار إلى القريتين ثم خرج منها إلى أشي وهو لعدي الرباب وقيل هو للأحمال من بلعدوية، وقال غيره: أشي موضع بالوشم والوشم واد باليمامة فيه نخل وهو تصغير الأشاء وهو صغار النخل الواحدة أشاءة، وقال زياد بن منقذ التميمي أخو المرار يذكره:
لا حبذا أنت ياصنعاء من بلد ** ولا شعوب هوى مني ولا نقم
وحبذا حين تمسي الريح باردة ** وادي أشي وفتيان به هضم
الواسعون إذا ما جر غيرهم ** على العشيرة والكافون ما جرموا
والمطعمون إذا هبت شآمية ** وباكر الحي في صرادها صرم
لم ألق بعدهم حيا فأخبرهم ** إلا يزيدهم حبا إلي هم وهي قصيدة شاعر في اختبار أبي تمام أنا أذكره بمشيئة الله وتوفيقه في صنعاء، وقال عبدة بن الطبيب هذه الأبيات:
إن كنت تجهل مسعاتي فقد علمت ** بنو الحويرث مسعاتي وتكراري
والحي يوم أشي إذ ألم بهم ** يوم من الدهر إن الدهر مرار
لولا يجوده الحي الذين بها ** أمسى المزالف لا تذكو بها نار - والمزالف - ما دنا من النار. قال نصر بن حماد
الأشاءة همزته منقلبة عن ياء لأن تصغيره أمشع بلفظ اسم هذا الموضع وقد خالفه سيبويه في ذلك وحكينا كلام أبي الفتح بن جني في ذلك في أشاءة ونتبعه بحكاية كلامه في أشي ههنا. قال قال لي شيخنا أبو علي قد ذهب قوم إلى أن أشياء من لفظ أشي هذا فهي على هذا فعلاء لا أفعال ولا أفعلاء ولا لفعاء ولامه مجهولة وهي تحتمل الحرفين الهمزة والياء كأنها أغلب على اللام ولا يجوز على هذا أن يكون أشي من لفظ وشئت بهمزة لامه لانضمامها كأجوه وأقنة لقولهم أشياء بالهمز ولو كان منه لوجب وشياء لانفتاح الهمزة ولا تقيس على أحد وأناة لقلته وينبغي لأشي أن يكون مصروفا فإن ظاهر أمره أن يكون فعيلا وفعيل أبدا مصروف عربيا كان أو عجميا، وقد روي أشي هذا غير معروف ولا أدفع أن يكون هذا جائزا فيه وهو أن يكون تحقير أفعل من لفظ شويت حقر وهو صفة فيكون أصله أشوى كأحوى حقر فحذفت لامه كحذف لام أخوى، وأما قياس قول عيسى فينبغي أن يصرف وإن كان تحقير أفعل صفة ولو كان من لفظ شويت لجاز فيه أيضا أشيو كما جاز من أحا أحيو غير أن ما فيه من علمية يسجله فيحظر عليه ما يجوز فيه في حال إشاعته وتنكيره وقد يجوز عندي في أشي هذا أن يكون من لفظ أشاءة فاؤه ولامه همزتان وعينه شين فيكون بناؤه من أشء وإذا كان كذلك احتمل أن يكون مكبره فعلا كأنه أشاء أحد أمثلة الأسماء الثلاثية العشرة غير أنه حقر فصار تقديره أشيء كأشيع ثم خففت همزته بأن أبدلت ياء وأدغمت فيها ياء التحقير فصار أشي كقولكم في تحقيركم مع تخفيف الهمزة كمي وقد يجوز أن يكون أشي من قوله وادي أشي تحقير أشيا أفعل من لفظ شأؤت أو شأيت حقر فصار أشيء كأعيم ثم خففت همزته فأبدلت ياء وأدغمت ياء التحقير فيها كقولك فيم تخفيف تحقير رأس أروس فاجتمعت معك ثلاث ياآت ياء التحقير والتي بعدها بدلا من الهمزة ولام الفعل فصارت إلى أشي ومن حذف من آخر تحقير أحوى فقال أحي مصروفا أو غير مصروف من هذه الياآت الثلاث في أشي شيئا وذلك أنه ليس معه في الحقيقة ثلاث ياآت ألا تعلم أن الياء الوسطى إنما هي همزة مخففة والهمزة المخففة عندهم في حكم المحققة فكما لا يلزم الحذف مع تخفيف الهمزة في أشي من قولك هذا أشي ورأيت أشيا كذلك لا يحذف في أشي أو لا تعلم أنك إن حقرت بريء اسم رجل في قياس قول يونس في رد المحذوف ثم خففت الهمزة لزمك أن تقول هذا بري فتجمع بين ثلاث ياآت ولا تحذف منهن شيئا من حيث كانت الوسطى منهن همزة مخففة وقياس قول العرب في تخفيف رؤيا ريا وقول الخليل في تخفيف فعل في أويت أوى وقول أبي عثمان في تخفيف الهمزتين معا من مثال إفعوعلت من وأيت إواويت أن تحذف حرفا من آخر أشي هذا فتقول أشيء مصروفا أو غير مصروف على خلاف القوم فيه فجرى عليه غير اللازم مجرى اللازم، وقد يجوز في أشئ أيضا أن يكون تحقير أشأ وهو فعلى كأرطى من لفظ أشاة حقر كأريط فصار أشيا ثم أبدلت همزته للتخفيف ياء فصار أشيا واصرفه في هذا ألبته كما تصرف أريط معرفة ونكرة ولا تحذف هنا ياء كما لم تحذفها فيما قبل لأن الطريقين واحدة لكن من أجاز الحذف على إجراء غير اللازم مجرى اللازم أجاز الحذف هنا أيضا. قال وفيه ما هو أكثر من هذا ولو كانت مسئلة مفردة لوجب بسطها وفي هذا ههنا كفاية إن شاء الله تعالى.
باب الهمزة والصاد وما يليهما
الإصاد: بالكسر. اسم الماء الذي لطم عليه داحس فرس قيس بن زهير العبسي وكان قد أجراه مع الغبراء فرس لحذيفة بن بدر الفزاري كان قد أوقف له قوما في الطريق فلما جاء داحس مسابقا لطم وجهه حتى سبق فكان في ذلك حرب داحس والغبراء أربعين عاما وآخر ذلك قتلوا أولاد بدر الفزاري قتلهم أولاد مالك بن زهير وعشيرتهم. قال بدر بن مالك بن زهير يرثي أباه وكان قد اغتاله أولاد بدر في الليل وقتلوه في جملة هذه الفتنة التي وقعت بينهم. فقال:
ولله عينا من رأى مثل مالك ** عقيرة قوم أن جرى فرسان
فإن الرباط النكد من آل داحس ** أبين فما يفلجن يوم رهان
جلبن بإذن الله مقتل مالك ** وطرحن قيسا من وراء عمان
لطمن على ذات الإصاد وجمعكم ** يرون الأذى من ذلة وهوان
سيمنع عنك السبق إن كنت سابقا ** وتقتل إن زلت بك القدمان
فليتهما لم يشربا قط شربة ** وليتهما لم يرسلا لرهان
أحل به أمس جنيدب نذره ** فأي قتيل كان في غطفان
إذا سجعت بالرقمتين حمامه ** أو الرس تبكي فارس الكتفان
- الكتفان - اسم فرسه، وقال قيس بن زهير:
ألم يبلغك والأنباء تنمي ** بما لاقت لبون بني زياد
كما لاقيت من حمل بن بدر ** وإخوته على ذات الإصاد
وقال أبو عبيد. ذات الإصاد ردهة في ديار عبس وسط هضب القليب وهضب القليب علم أحمر فيه شعاب كثيرة في أرض الشربة، وقال الأصمعي: هضب القليب بنجد جبال صغار والقليب في وسط هذا الموضع يقال له ذات الإصاد وهو اسم من أسمائها - والردهة - نقيرة في حجر يجتمع فيها الماء، وذكر ابن الفقيه في أودية العلاة من أرض اليمامة ذو الإصاد ولا أدري أهو المذكور آنفا أم غيره.
الأصاغي: بالغين المعجمة. موضع في شعر ساعدة بن جؤية الهذلي. قال:
ولو أنه إذ كان ما حم واقعا ** بجانب من يخفى ومن يتودد
لهن بما بين الأصاغي ومنصح ** تعاو كما عج الحجيج الملبد الأصافر: جمع أصفر محمول على أحوص وأحاوص وقد تقدم، وهي ثنايا سلكها النبي ﷺ في طريقه إلى بدر، وقيل الأصافر: جبال مجموعة تسمى بهذا الاسم ويجوز أن تكون سميت بذلك لصفرها أي خلوها، وقد ذكرها كثير في شعره. فقال:
عفا رابع من أهله فالظواهر ** فأكناف هرشى قد عفت فالأصافر
معان يهيجن الحليم إلى الصبا ** وهن قديمات العهود دواثر
لليلى وجارات لليلى كأنها ** نعاج الملا تحدى بهن الأباعر إصبع: بلفظ الإصبع من اليد بكسر الهمزة وسكون الصاد وفتح الباء، وفي إصبع اليد ثلاث لغات جيدة مستعملة وهن إصبع ونظائره قليلة جاء من إبرم نبت وإبين اسم رجل نسبت إليه عدن إبين وإشفى وهو المخصف وإنفحة وإصبع نحو إثمد وأصبع نحو أبلم، وحكى النحويون لغة رابعة ردية وهي أصبع بفتح الهمزة ثم السكون ثم الكسر وليس في كلام العرب على كل الوزن غيره. إصبع خفان بناء عظيم قرب الكوفة من أبنية الفرس وأظنهم بنوه منظرة هناك على عادتهم في مثله، وإصبع أيضا جبل بنجد. وذات الإصبع رضيمة لبني أبي بكر بن كلاب عن الأصمعي، وقيل هي في ديار غطفان- والرضام - صخور كبار يرضم بعضها على بعض.
أصبغ: بالفتح وآخره غين معجمة. اسم واد من ناحية البحرين.
أصبهانات: جمع أصبهانة. وهي مدينة بأرض فارس.
إصبهانك: بكسر أوله ويفتح وهو تصغير أصبهان بلغة الفرس وهم إذا أرادوا التصغير في شيء زادوا في آخره كافا. وهي بليدة في طريق أصبهان.
أصبهان: منهم من يفتح الهمزة وهم الأكثر وكسره آخرون منهم السمعاني وأبو عبيد البكري الأندلسي وهي مدينة عظيمة مشهورة من أعلام المدن وأعيانها ويسرفون في وصف عظمها حتى يتجاوزوا حد الاقتصاد إلى غاية الإسراف وأصبهان اسم للإقليم بأسره وكانت مدينتها أولا جيا ثم صارت اليهودية وهي من نواحي الجبل في آخر الإقليم الرابع طول ست وثمانون درجة وعرضها ست وثلاثون درجة تحت اثنتي عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها مثلها من الميزان. طول أصبهان أربع وسبعون درجة وثلثان وعرضها أربع وثلاثون درجة ونصف، ولهم في تسميتها بهذا الاسم خلاف. قال أصحاب السير: سميت بأصبهان بن فلوج بن لنطي بن يونان بن يافث، وقال ابن الكلبي سميت بأصبهان بن فلوج بن سام بن نوح عليه السلام. قال ابن دريد أصبهان اسم مركب لأن الاصب البلد بلسان الفرس وهان اسم الفارس فكأنه يقال بلاد الفرسان. قال عبيد الله المستجير بعفوه المعروف أن الأصب بلغة الفرس هو الفرس وهان كأنه دليل الجمع فمعناه الفرسان والأصبهاني الفارس، وقال حمزة بن الحسن أصبهان اسم مشتق من الجندية وذلك أن لفظ أصبهان إذا رد إلى اسمه بالفارسية كان أصباهان وهي جمع أسباه وأسباه اسم للجند والكلب وكذلك سك اسم للجند والكلب وإنما لزمهما هذان الإسمان واشتركا فيهما لأن أفعالهما لفقت لأسمائهما وذلك أن أفعالهما الحراسة فالكلب يسمى في لغة سك وفي لغة أسباه وتخفف فيقال أسبه فعلى هذا جمعوا هذين الاسمين وسموا بهما بلدين كان معدن الجند الأساورة فقالوا لأصبهان أسباهان ولسجستان سكان وسكستان. قال وذكر ابن حمزة: في اشتقاق أصبهان حديثا يلهج به عوائم الناس وهوامهم قال أصله أسباه آن أي هم جند الله قال وما أشبه قوله هذا إلا باشتقاق عبد الأعلى القاص حين قيل له لم سمي العصفور قال لأنه عصى وفر قيل له فالطفشيل قال لأنه طفا وشال. قالوا ولم يكن يحمل لواء ملوك الفرس من ال ساسان إلا أهل أصبهان. قلت: ولذلك سبب ربما خفي عن كثير من أهل هذا الشأن وهو أن الضحاك المسمى بالازدهاق ويعرف ببيوراسب وذي الحيتين لما كثر جوره على أهل مملكته من توظيفه عليهم في كل يوم رجلين يذبحان وتطعم أدمغتهما للحيتين اللتين كانتا نبتتا في كتفيه فيما تزعم الفرس فانتهت النوبة إلى رجل حداد عن أهل أصبهان يقال له كابي فلما علم أنه لا بد من ذبح نفسه أخذ الجلدة التي يجعلها على ركبتيه ويقي النار بها عن نفسه وثيابه وقت شغله ثم إنه رفعها على عصا وجعلها مثل البيرق ودعا الناس إلى قتل الضحاك وإخراج فريدون جد بني ساسان من مكمنه وإظهاره أمره فأجابه الناس إلى ما دعاهم إليه من قتل الضحاك حتى قتله وأزال ملكه وملك فريدون وذلك في قصة طويلة ذات تهاويل وخرافات فتبركوا بذلك اللواء إذ انتصروا به وجعلوا حمل اللواء إلى أهل أصبهان من يومئذ لهذا السبب. قال مسعر بن مهلهل وأصبهان صحيحة الهواء نفيسة الجو خالية من جميع الهوام لا تبلى الموتى في تربتها ولا تتغير فيها رائحة اللحم ولو بقيت القدر بعد أن تطبخ شهرا وربما حفر الإنسان بها حفيرة فيهجم على قبر له ألوف سنين والميت فيه على حاله لم يتغير وتربتها أصح تراب الأرض ويبقى التفاح فيها غضا سبع سنين ولا تسوس بها الحنطة كما تسوس في غيرها. قلت أنا وسألت جماعة من عقلاء أهل أصبهان عما يحكى من بقاء جثه الميت بها في مدفنها فذكروا لي أن ذلك بموضع منها مخصوص وهو في مدفن المصلى لا في جميع أرضها. قال الهيثم بن عدي: لم يكن لفارس أقوى من كورتين واحدة سهلية والأخرى جبلية أما السهلية فكسكر وأما الجبلية فأصبهان وكان خراج كورة اثني عشر ألف ألف مثقال ذهب وكانت مساحة أصبهان ثمانين فرسخا في مثلها وهي ستة عشر رستاقا كل رستاق ثلاثمائة وستون قرية قديمة سوى المحدثة وهي جي وماربانان والنجان والبراآن وبزخوار ورويدشت وأردستان وكروان وبرزاباذان ورازان وفريدين وقهستان وقامندار وجرم قاشان والتيمرة الكبرى والتيمرة الصغرى ومكاهن الداخلة وزاد حمزة رستاق جابلق ورستاق التيمرة ورستاق أردستان ورستاق أنارباذ ورستاق ورانقان، ونهر أصبهان المعروف بزندروذ غاية في الطيب والصحة والعذوبة، وقد ذكر في موضعه وقد وصفته الشعراء. فقال بعضهم:ه وقد وصفته الشعراء. فقال بعضهم:
لست آسى من أصبهان على شي ** ء سوى ماءها الرحيق الزلال
ونسيم الصبا ومنخرق الريح وجو صاف على كل حال
ولها الزعفران والعسل الما ** ذي والصافنات تحت الجلال وكذلك قال الحجاج لبعض من ولاه أصبهان قد وليتك بلدة حجرها الكحل وذبابها النحل وحشيشها الزعفران، وقال آخر:
لست آسى من أصبهان على شي ** ء أنا أبكي عليه عند رحيلي
غير ماء يكون بالمسجد الجا ** مع صاف مروق مبذول وأرض أصبهان حرة صلبة فلذلك تحتاج إلى الطعم فليس بها شيء أنفق من الحشوش فإن قيمتها عندهم وافرة، وحدثني بعض التجار قال رأيت بأصبهان رجلا من الثناء يطعم قوما ويشرط عليهم أن يتبرزوا في خربة له. قال ولقد اجتزت به مرة وهو يخاصم رجلا ويقول له كيف تستجيز أن تأكل طعامي وتفعل كذا عند غيري ولا يكنى وقد ذكر ذلك شاعر. فقال:
بأصبهان نفر ** خشسوا وخاسوا نفرا
إذا رأى كريمهم ** غرة ضيف نفرا
فليس للناظر في ** أرجائها إن نظرا
من نزهة تحيي القلو ** ب غير أوقار الخرا ووجد في غرفة بعض الخانات التي بطريق أصبهان مكتوب هذه الأبيات:
قبح السالكون في طلب الرز ** ق على أيذج إلى أصبهان
ليت من زارها فعاد إليها ** قد رماه الإله بالخذلان
ودخل رجل على الحسن البصري فقال له من أين أنت فقال له من أهل أصبهان فقال: الهرب من بين يهودي ومجوسي واكل ربا، وأنشد بعضهم لمنصور بن باذان الأصبهاني:
فما أنا من مدينة أهل جي ** ولا من قرية القوم اليهود
وما أنا عن رجالهم براض ** ولا لنسائهم بالمستريد وقال آخر في ذلك:
لعن الله أصبهان بلدا ** ورماها بالسيل والطاعون
بعت في الصيف قبة الخيش فيها ** ورهنت الكانون في الكانون
وكانت مدينة أصبهان بالموضع المعروف بجي وهو الآن يعرف بشهرستان وبالمدينة فلما سار بخت نصر وأخذ بيت المقدس وسبى أهلها حمل معه يهودها وأنزلهم أصبهان فبنوا لهم في طرف مدينة جي محلة ونزلوها وسميت اليهودية ومضت على ذلك الأيام والأعوام فخربت جي وما بقي منها إلا القليل وعمرت اليهودية فمدينة أصبهان اليوم هي اليهودية هذا قول منصور بن باذان. ثم قال: إنك لو فتشت نسب أجل من فيهم من الثناء والتجار لم يكن بد من أن تجد أصل نسبه حائكا أويهوديا، وقال بعض من جال البلدان إنه لم ير مدينة أكثر زان وزانية من أهل أصبهان قالوا ومن كيموس هوائها وخاصيتها أنها تبخل فلا تر بها كريما. وحكى عن الصاحب أبي القاسم بن عباد أنه كان إذا أراد الدخول إلى أصبهان قال من له حاجة. فليسألنيها قبل دخولي إلى أصبهان فإنني إذا دخلت وجدت بها في نفسي شحا لا أجده في غيرها، وفي بعض الأخبار أن الدجال يخرج من أصبهان. قال: و خرج من أصبهان من العلماء والأئمة في كل فن ما يخرج من مدينة من المدن وعلى الخصوص علو الإسناد فإن أعمار أهلها تطول ولهم مع ذلك عناية وافرة بسماع الحديث وبها من الحفاظ خلق لا يحصر ولها عدة تواريخ وقد فشا فيها الخراب في هذا الوقت وقبله في نواحيها لكثرة الفتن والتعصب بين الشافعية والحنفية والحروب المتصلة بين الحربين فكلما ظهرا طائفة نهبت محلة الأخرى وأحرقتها وخربت لا يأخذهم في ذلك إل ولا ذمة ومع ذلك فقل أن تدوم بها دولة سلطان أو يقيم بها فيصلح فاسدها وكذلك الأمر في رساتيقها وقراها التي كل واحدة من كالمدينة، وأما فتحها فإن عمر بن الخطاب رضي عنه في سنة 19 للهجرة المباركة بعد فتح نهاوند بعث عبد الله بن عبد الله بن عتبان وعلى مقدمته عبد الله بن ورقاء الرياحي وعلى مجنبته عبد الله ورقاء الأسدي. قال سيف الدين: لا يعلمون يرون أحدهما عبد الله بن بديل بن ورقاه الخزاعي لذكر ورقاء فطنوا أنه نسب إلى جده وكان عبد الله بن بديل بن ورقاء قتل بصفين وهو ابن أربعة وعشرين سنة فهو أيم صبي، وسار عبد الله بن عتبان إلى جي والملك يومئذ بأصبهان القاذوسقان ونزل بالناس على جي فخرجوا إليه بعد ما شاء الله من زحف فلما التقوا قال القاذوسقان لعبد الله لا تقتل أصحابي ولا أصحابك ولكن ابرز لي فإن قتلتك رجع أصحابك وإن قتلتني سالمتك أصحابي فبرز له عبد الله فقال له إما أن تحمل علي وإما أن أحمل عليك فقال أنا أحمل عليك فأثبت لي فوقف له عبد الله وحمل عليه القاذوسقان فطعنه فأصاب قربوس السرج فكسره وقطع اللبب والحزام فأزال اللبب والسرج فوقف عبد الله قائما ثم استوى على فرسه عريانا فقال له أثبت فحاجزه وقال له ما أحب أن أقاتلك فإني رأيتك رجلا كاملا ولكني أرجع معك إلى عسكرك فأصالحك وأدفع المدينه إليك على أن من شاء أقام وأدى الجزية وأقام على ماله وعلى أن يجري من أخذتم أرضه مجراهم ومن أبى أن يدخل في ذلك ذهب حيث شاء ولكم أرضه قال ذلك لك، وقدم عليه أبو موسى الأشعري من ناحية الأهواز وكان عبد الله قد صالح القاذوسقان فخرج القوم من جي ودخلوا في الذمة إلا ثلاثين رجلا من أصبهان لحقوا بكرمان ودخل عبد الله وأبو موسى جيا وجي مدينة أصبهان، وكتب عبد الله بالفتح إلى عمر رضي الله عنه فرجع إليه الجواب يأمره أن يلحق بكرمان مددا للسهيل بن عدي لقتال أهلها فاستخلف على أصبهان السائب بن الأقرع ومضى، وكان نسخة كتاب صلح أصبهان بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من عبد الله للقاذوسقان وأهل أصبهان وحواليها إنكم آمنون ما أديتم الجزية وعليكم من الجزية على قدر طاقتكم كل سنة تؤدونها إلى من يلي بلدكم من كل حاكم ودلالة المسلم وإصلاح طريقه وقراه يومه وليلته وحملان الراجل إلى رحله لا تسلطوا على مسلم وللمسلمين نصحكم وأداء ما عليهم ولكن الأمان بما فعلتم فإن غيرتم شيئا أو غيره منكم مغير ولم تسلموه فلا أمان لكم ومن سب مسلما بلغ منه فإن ضربه قتلناه وكتب وشهد عبد الله بن قيس وعبد الله بن ورقاء وعصمة بن عبد الله، وقال عبد الله بن عتبان في ذلك.
ألم تسمع وقد أوذي ذميما ** بمنعرج السراة من اصبهان
عميد القوم إذ ساروا إلينا ** بشيخ غير مسترخي العنان وقال أيضا:
من مبلغ الأحياء عني فإنني ** نزلت على جي وفيها تفاقم
حصرناهم حتى انسروا ثمت انتزوا ** فصدهم عتا القنا والصوارم
وحادلها القاذوسقان بنفسه ** وقد دهدهت بين الصفوف الجماجم
فثاورته حتى إذا ما علوته ** تفادى وقد صارت إليه الحزائم
وعادت لقوحا أصبهان بأسرها ** يدر لنا منها القرى والدراهم
وإني على عمد قبلت جزاءهم ** غداة تفادوا والعجاج فواقم
ليزكوا لنا عند الحروب جهادنا ** إذا انتطحت في المأزمين الهماهم
هذا قول أهل الكوفة يرون أن فتح أصبهان كان لهم، وأما أهل البصرة وكثير من أهل السير فيرون أن أبا موسى الأشعري لما انصرف من وقعة نهاوند إلى الأهواز فاستقراها ثم أتى قم فأقام عليها أياما ثم افتتحها ووجه الأحنف بن قيس إلى قاشاق ففتحها عنوة ويقال بل كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري يأمره بتوجيه عبد الله بن بديل الرياحي إلى أصبهان في جيش فوجهه ففتح عبد الله بن بديل جيا صلحا على أن يؤدي أهلها الخراج والجزية وعلى أن يؤمنوا على أنفسهم وأموالهم خلا ما في أيديهم من السلاح ونزل الأحنف بن قيس على اليهودية فصالحه أهلها على مثل صلح أهل جي. قال البلاذري وكان فتح أصبهان ورساتيقها في بعض سنة 23 وبعض 24 في خلافة عمر رضي الله عنه، ومن نسب إلى أصبهان من العلماء لا يحصون إلا إنني أذكر من أعيان أئمتهم جماعة غلبت على نسبهم فلا يعرفون إلا بالأصبهاني. منهم الحافظ الامام أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران سبط محمد بن موسى البناء الحافظ المشهور صاحب التصانيف منها حلية الأولياء وغير ذلك مات يوم الاثنين لعشرين من محرم سنة 430 ودفن بمردبان ومولده في رجب سنة 330 قاله ابن مندة يحيى.
أصبهبذان: بسكون الهاء وضم الباء الثانية وذال معجمة وألف ونون، والأصبهبذان في أصل كلام الفرس لغة لكل من ملك طبرستان كما نعت ملك الفرس بكسرى وملك الترك بخاقان وملك الروم بقيصر، وهي مدينة في بلاد الديلم كان يسكنها ملك تلك الناحية وبينها وبين البحر ميلان.
الأصدار: كأنه جمع الصدر ضد الورد. مواضع بنعمان الأراك قرب مكة يجلب منها العسل والمراد بها صدور الوادي عن الأصمعي.
أصطاذنة: ناحية بالمغرب غزاها عابس بن سعد وجهه مسلمة بن مخلد أمير مصر من قبل معاوية إليها قبيل سنة 57 إصطخر: بالكسر وسكون الخاء المعجمة والنسبة إليها إصطخري وإصطخرزي بزيادة الزاي. بلدة بفارس من الإقليم الثالث طولها تسع وسبعون درجة وعرضها اثنتان وثلاثون درجة وهي من أعيان حصون فارس ومدنها وكورها. قيل كان أول من أنشأها اصطخر بن طهمورث ملك الفرس وطهمورث عند الفرس بمنزلة آدم. قال جرير بن الخطفي يذكر أن فارس والروم والعرب من ولد إسحاق بن إبراهيم الخليل عليه السلام
ويجمعنا والغر أبناء سارة ** أب لا نبالي بعده من تعذرا
وأبناء إسحاق الليوث إذا ارتدوا ** حمائل موت لابسين السنورا
إذا افتخروا عدوا الصبهبذ منهم ** وكسرى وعدوا الهرمزان وقيصرا
وكان كتاب فيهم ونبوة ** وكانوا باصطخر الملوك وتسترا
قال الإصطخري، وأما إصطخر فمدينة وسطة وسعتها مقدار ميل وهي من أقدم مدن فارس وأشهرها وبها كان مسكن ملك فارس حتى تحول اردشير إلى جور، وفي بعض الأخبار أن سليمان بن داود عليه السلام كان يسير من طبرية إليها من غدوة إلى عشية، وبها مسجد يعرف بمسجد سليمان عليه السلام وزعم قوم من عوام الفرس أن جم الملك الذي كان قبل الضحاك سليمان بن داود قال وكان في قديم الأيام على مدينة إصطخر سور فتهدم وبناؤه من الطين والحجارة والجص على قدر يسار الباني وقنطرة خراسان خارجة عن المدينة على بابها مما يلي خراسان ووراء القنطرة أبنية ومساكن ليست بقديمة ولازال باصطخر وباء، إلا أن خارج المدينة صحيح الهواء وبين اصطخر وشيراز اثنا عشر فرسخا قال ويرتفع من جبال اصطخر حديد وبقرية من كورة إصطخر تعرف بدار أبجرد معدن الزيبق ويقولون أن كور فارس خمس وقيل سبع أكبرها وأجلها كورة إصطخر وبها كانت قبل الإسلام خزائن الملوك، وكان إدريس بن عمران يقول أهل اصطخر أكرم الناس أحسابا ملوك وأبناء ملوك، ومن مشهور مدن كورتها البيضاء ومائين ونيريز وابرقويه ويزد وغير ذلك وطول ولايتها اثنا عشر فرسخا في مثلها والمنسوب إليها جماعة وافرة من أهل العلم. منهم أبو سعيد الحسن بن أحمد بن يزيد بن عيسى المفضل الإصطخري القاضي أحد الأئمة الشافعية وصاحب قول فيهم مولده سنة 244 ووفاته في جمادى الآخرة سنة 328، وأبو سعيد عبد الكريم بن ثابت الإصطخري ثم الجزري مولى بني أمية وهو ابن حصيف أصله من اصطخر سكن حران، وأحمد الحسين بن داناج أبو العباس الزاهد الإصطخري سكن مصر وسمع إبراهيم بن دحيم ومحمد بن صالح عصمة بدمشق وعبد الله بن محمد بن سلام المقدسي ومحمد بن عبيد الله بن فضيل الحمصي وعبدان أحمد الأهوازي وجعفر الفريابي وعبد الله بن أحمد حنبل والحسن بن سهل بن عبد العزيز المجوز بالبصرة و علي بن عبد العزيز البغوي بمكة وأبا علي الحسن أحمد بن المسلم الطبيب بصنعاء وغيرهم روى أبو بكر محمد بن أحمد بن علي بن إبراهيم بن جابر التنيسي وأبو محمد بن النحاس وغيرهما ومات بمصر لعشرين ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة 336.
أصطفانوس: بالفتح والفاء وألف ونون مضمومة وواو ساكنة وسين مهملة. محلة بالبصرة مسماة باسم كاتب نصراني قديم كان في أيام زياد أو ما قاربها.
اصطنبول: بسكون النون وضم الباء الموحدة وسكون الواو ولام. هو اسم لمدينة القسطنطينية وهناك يبسط القول فيها إن شاء الله تعالى.
أصفون: بضم الفاء وسكون الواو ونون. قرية بالصعيد الأعلى على شاطىء غربي النيل تحت إشني وهي على تل عال مشرف.
إصمت: بالكسر وكسر الميم وتاء مثناة. اسم علم لبرية بعينها. قال الراعي:
أشلى سلوقية باتت وبات بها ** من وحش إصمت في أصلابها أود وقال بعضهم العلم هو وحش إصمت الكلمتان معا، وقال أبو زيد يقال لقيته بوحش إصمت وببلدة اصمت أي بمكان قفر وإصمت منقول من فعل الأمر مجردا عن الضمير وقطعت همزته ليجري على غالب الأسماء وهكذا جميع ما يسمى به من فعل الأمر وكسر الهمزة من إصمت إما لغة لم تبلغنا وإما أن يكون غير في التسمية به عن أصمت بالضم الذي هو منقول في مضارع هذا الفعل وإما أن يكون مجردا مرتجلا وافق لفظ الأمر الذي بمعنى أسكت وربما كان تسمية هذه الصحراء بهذا الفعل للغلبة لكثرة ما يقول الرجل لصاحبه إذا سلكها اصمت لئلا تسمع فنهلك لشدة الخوف بها.
أصم: بفتحتين وتشديد الميم ضد السميع، أصم بالجلحاء وأصم السمرة في ديار بني عامر بن صعصعة ثم لبني كلاب منهم خاصة ويقال لهما الأصمان عن نصر.
الأصنام: جمع صنم. إقليم الأصنام بالأندلس من أعمال شدونة وفيه حصن يعرف بطبيل في أسفله عين غزيرة الماء عذبة اجتلب الأوائل منها الماء إلى جزيرة قادس في خرز الصخر المجوف أنثى وذكر وشقوا به الجبال فإذا صاروا إلى موضع المنخفضة والسباخ بنيت له فيه قناطر على جنايا كذلك حتى وصلوا إلى البحر ثم دخلوا به في البحر الملح ستة أميال في خرز من الحجارة كما ذكرنا حتى أخرج إلى جزيرة قادس وقيل إن أعلامها إلى اليوم باقية وقد ذكر السبب الداعي إلي هذا الفعل في ترجمة قادس.
الأصهبيات: بفتح الهاء وكسر الباء الموحدة وياء مشددة وألف وتاء كأنه جمع الأصهبية وهو الأشقر ماء وأنشد:
دعاهن من ثاج فأزمعن ورده ** أو الأصهبيات العيون السوافح
الأضيغ: ياء مفتوحة وغين معجمة. هو واد وقيل ماء.
أصيل: ياء ساكنة ولام. بلد بالأندلس. قال سعد الخير: ربما كان من أعمال طليطلة. ينسب إليه أبومحمد عبد الله بن إبراهيم الأصيلي محدث متقن فاضل معتبر تفقه بالأندلس فانتهت إليه الرياسة وصنف كتاب الآثار، والدلائل في الخلاف ثم مات بالأندلس في نحر سنة 395، وذكر أبو الوليد بن الفرضي في الغرباء الطارئين على الأندلس قال ومن الغرباء في هذا الباب عبد الله بن إبراهيم بن محمد الأصيلي من أصيلة يكنى أبا محمد سمعته يقول قدمت قرطبة سنة 342 فسمعت بها من أحمد بن مطرف وأحمد بن سعيد ومحمد بن معاوية القرشي وأبي بكر اللؤلؤي وإبراهيم ورحلت إلى وادي الحجارة إلى وهب بن مسرة فسمعت منه وأقمت عنده سبعة أشهر وكانت رحلتي إلى المشرق في محرم سنة 351 ودخلت بغداد وصاحب الدولة بها أحمد بن بويه الأقطع فسمعت بها من أبي بكر الشافعي وأبي علي بن الصواف وأبي بكر الأبهري وآخرين وتفقه هناك لمالك بن أنس ثم وصل إلى الأندلس في آخر أيام المستنصر فشوور وقرأ عليه الناس كتاب البخاري رواية أبى زيد المروزي وغير ذلك وكان حرج الصدر ضيق الخلق وكان عالما بالكلام والنظر منسوبا إلى معرفة الحديث وقد حفظت عنه أشياء ووقف عليها أصحابنا وعرفوها وتوفي لإحدى عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة سنة 392، ويحقق قول أبي الوليد أن الأصيلي من الغرباء لا من الأندلس كما زعم سعد الخير ما ذكره أبو عبيد البكري في كتابه في المسالك عند ذكره بلاد البربر بالعدوة بالبر الأعظم فقال ومدينة أصيلة أول مدينة العدوة مما يلي الغرب وهى في سهلة من الأرض حولها رواب لطاف والبحر بغربيها وجنوبيها وكان عليها سور ولها خمسة أبواب فإذا ارتج البحر بلغ الموج حائط الجامع وسوقها حافلة يوم الجمعة وماء آبار المدينة شروب وبخارجها آبار عذبة وهي الان خراب وهي بغربي طنجة بينهما مرحلة، وكان والد أبي محمد الأصيلي إبراهيم أديبا شاعرا له شعر في أهل فاس ذكر في ترجمة فاس.
الأصيهب: بلفظ تصغير الأصهب وهو الأشقر. ماء قرب المروت في ديار بني تميم ثم لبني حتان أقطعه النبي ﷺ حصين بن مشئت لما وفد إليه مسلما مع مياه آخر.
باب الهمزة والضاد وما يليهما
الأضاء: بالفتح والمد، واد.
أضاخ: بالضم وآخره خاء معجمة. من قرى اليمامة لبني نمير وذكره ابن الفقيه في أعمال المدينة، وقال الأصمعي ومن مياههم الرسيس ثم الإراطة وبينها وبين أضاخ ليلة وأضاخ سوق وبها بناء وجماعة ناس وهي معدن البرم، وقال أبو القاسم بن عمر أضاخ جبل وقيل وضاخ ولم يزد، ولوضاخ ذكر في قصة امرىء القيس قالوا أتى امرؤ القيس قتادة بن الشؤم اليشكري وأخويه الحارث وأبا شريح. فقال امرؤ القيس:
يا حار أجز ** أحار ترى بريقا هب وهنا فقال الحارث:
كنار مجوس تستعر استعارا فقال قتادة:
أرقت له ونام أبو شريح ** إذا ما قلت قد هدأ استطارا فقال أبو شريح:
كأن هزيزه بوراء غيث ** عشار وله لاقت عشارا فقال الحارث:
فلما أن علا شرجي أضاخ ** وهت أعجاز ريف فحارا فقال قتادة:
فلم يترك ببطن الشر ظبيا ** ولم يترك بقاعته حمارا فقال امرؤ القيس إني لأعجب من بيتكم هذا كيف لا يحترق من جودة شعركم فسموا بني النار يومئذ. وقد نسب الحافظ أبو القاسم إليها محمد بن زكريا أبا غانم النجدي ويقال اليمامي الأضاخي من قرية من قرى اليمامة سمع محمد بن كامل العناني بعمان البلقاء والمقدام بن داود الرعيني المصري روى عنه أبو العباس الحسن بن سعيد بن جعفر الفيروزآبادي المقري وأبو الفهد الحسين بن محمد بن الحسن وأبو بكر عتيق بن عبد الرحمن بن أحمد السلمي العباداني.
الأضارع: جمع أضرع اسم بركة من حفر الإعراب في غربي طريق الحاج ذكرها المتنبي. فقال:
ومسي الجميعي دئداءها ** وغادى الأضارع ثم الدنا أضاعي: بالضم والقصر، واد في بلاد عذرة.
إضان: بالكسر ورواه أبو عمرو أطان بالطاء المهملة وأنشد على اللغتين والروايتين. قول ابن مقبل:
تأنس خليلي هل ترى من ظعائن ** تحملن بالعلياء فوق إضان أضاءة بني غفار: بعد الألف همزة مفتوحة والإضاءة الماء، المستنقع من سيل أو غيره ويقال هو غدير صغير ويقال هو مسيل الماء إلى الغدير وغفار قبيلة من كنانة موضع قريب من مكة فوق سرف قرب التناضب له ذكر في حديث المغازي.
أضاءة لبن: بكسر اللام وسكون الباء الموحدة ونون. حد من حدود الحرم على طريق اليمن.
أضبع: بسكون ثانيه وضم الباء الموحدة والعين المهلة جمع ضبع جمع قلة. موضع على طريق حاج البصرة بين رامتين وإمرة عن نصر.
أضراس: كأنه جمع ضرس. موضع في قول بعض الأعراب:
أيا سدرتي أضراس لا زال رائحا ** روى عروقا منكما وذراكما
لقد هجتما شوقا علي وعبرة ** غداة بدا لي بالضحى علماكما
فموت فؤادي أن يحن إليكما ** ومحياة عيني أن ترى من يراكما أضرع: موضع في شعر الراعي:
فأبصرتهم حتى رأيت حمولهم ** بأنقاء يحموم ووركن أضرعا قال ثعلب: هي جبال أو قارات.
أضرعة: من قرى ذمار من نواحي اليمن.
إضم: بالكسر ثم الفتح وميم ذو إضم. ماء يطؤه الطريق بين مكة واليمامة عند السمينة، وقيل ذو إضم جوف هناك به ماء وأماكن يقال لها الحناظل وله ذكر في سرايا النبي ﷺ، وقال السيد علي: إضم واد بجبال تهامة وهو الوادي الذي فيه المدينة ويسمى من عند المدينة القناة ومن أعلا منها عند السد يسمى الشظاة ومن عند الشظاة إلى أسفل يسمى إضما إلى البحر، وقال سلامة بن جندل:
يا دار أسماء العلياء من إضم ** بين الدكادك من قو فمعصوب
كانت لها مرة دارا فغيرها ** مر الرياحي بسافي الترب مجلوب قال ابن السكيت إضم واد يشق الحجاز حتى يفرغ في البحر وأعلا إضم القناة التي تمر دون المدينة، وقيل إضم واد لأشجع وجهينة ويوم إضم من أيامهم وعن نصر. إضم أيضا جبل بين اليمامة وضرية، وقال غيره ذو إضم ماء بين مكة واليمامة عند السمينة يطؤه الحاج.
اضم: بالضم ثم السكون. موضع في قول عنترة العبسي:
عجلت بنو شيبان مدتهم ** والبقع أسناها بنو لأم
كنا إذا نفر المطي بنا ** وبدت لنا أحواض ذي أضم
نعدي فنطعن في أنوفهم ** نختار بين القتل والغنم
الأضوج: بفتح أوله والواو ثم جيم. موضع قرب أحد بالمدينة. قال كعب بن مالك الأنصاري يرثي حمزة بن عبد المطلب:
نشجت وهل لك من منشج ** وكنت متى تذكر تلجج
تذكر قوم أتاني لهم ** أحاديث في الزمن الأعوج
بما صبروا تحت ظل اللواء ** لواء الرسول بذي الأضوج
غداة أجابت بأسيافها ** جميعا بنو الأوس والخزرج
أضوح: بالحاء المهملة حصن من حصون ناحية زبيد باليمن وزبيد بفتح الزاي اسم البلد و الله أعلم بالصواب.
باب الهمزة والطاء المهملة وما يليهما
إطان: بالكسر واخره نون ويروى بالضاد المعجمة وقد تقدم قال ابن مقبل:
تبصر خليلي هل ترى من ظعائن ** تحملن بالعلياء فوق إطان
فقال أراها بين تبراك موهنا ** وطلحام إذ علم البلاد هداني وقد روي عن قول الأعشى:
كانت وصاة وحاجات لنا كفف ** لو أن صحبك إذ ناديتهم وقفوا
على هريرة إذ قامت تودعنا ** وقد أتى من إطاء دونها شرف بالراء ولا أدري أهو تصحيف أم هو موضع آخر: أطائف: بالضم وبعد الألف ياء وفاء. موضع في قول المرقش:
بودك ما قومي إذا ما هجوتهم ** إذا هب في المشتاة ريح أطائف
أطحل: بالفتح ثم السكون وفتح الحاء المهملة ولام، والطحلة لون بين الغبرة والبياض ورماد أطحل وشراب أطحل إذا لم يكن صافيا وهو جبل بمكة يضاف إليه ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة فيقال لهم ثور أطحل. قال البعيث:
وجئنا بأسلاب الملوك وأحرزت ** أسنتنا مجد الأسنة والأكل
وجئنا بعمرو بعد ما حل سربها ** محل الذليل خلف أطحل أوعكل وإلى ثور أطحل ينسب سفيان بن سعيد الثوري مات في البصرة سنة 161.
أطد: بفتحتين. أرض قرب الكوفة من جهة البر نزلها جيش المسلمين في أول أيام الفتوح. قال الزبرقان بن بدر.
سيروا رويدا فإنا لن نفوتكم ** وإن ما بيننا سهل لكم جدد
إن الغزال الذي ترجون غرته ** جمع يضيق به العتكان أو أطد قال ابن الأعرابي عتكان وأطد أودية لبني بهدلة أطرابزندة: بالفتح ثم السكون وراء وألف وباء موحدة مفتوحة وزاي مضمومة ونون ساكنة ودال مهملة وهاء. مدينة من أعيان مدن الروم على ضفة بحر القسطنطينية الشرقي وهو المعروف ببحر بنطس، وإلى هذه المدينة منتهى جبل القبق ثم يقطعه البحر وهي مشرفة على البحر وماؤه محيط بها كالخندق محفور حولها بأسرها وعليه قنطرة إذا دهمهم عدو قطعوها ولها رستاق واسع ومقابلها مدينة كراسنده على ساحل هذا البحر الغربي وأكثر أهلها رهبان وهي من أعمال القسطنطينية وولايتها كلها جبال وعرة.
أطرب: الباء موحدة أفعل من الطرب وهو الخفة والسرور موضع قرب حنين. قال سلمة بن دريد بن الصمة وهو يسوق ظعينة.
أنسيتني ما كنت غير مصابة ** ولقد عرفت غداة نعف الأطرب
إنى منعتك والركوب مجنب ** ومشيت خلفك غير مشي الأنكب
إذ فر كل مهذب ذي لمة ** عزامة وخليله لم يعقب أطرابلس: بضم الباء الموحدة واللام والسين مهملة مدينة مشهورة على ساحل بحر الشام بين اللاذقية وعكا، وزعم بعضهم أنها بغير همز فخالف أبو الطيب المتنبي فقال:
وقصرت كل مصر عن طرابلس
وقد بسط القول فيها وفي المغربي في باب الطاء وقد خرج من أطرابلس هذه خلق من أهل العلم منهم معاوية بن يحيى الأطرابلسي يكنى أبا مطيع روى عن سعيد بن أبي أيوب وعن أبي الزناد وسليمان بن سليم وخالد الحذاء روى عنه بقية بن الوليد وهشام بن عمار ومحمد بن يوسف الفريابي وعبد الله بن يوسف التنيسي قاله الحافظ أبو القاسم الدمشقي قال ومعاوية بن يحيى أبو روح الصدفي الدمشقي الأطرابلسي كان يلي بيت المال بالري للمهدي حدث عن مكحول والزهري وذكر جماعة روى عنه عقيل بن زياد وقال أبو بكر بن موسى عقيب ذكره أبا مطيع وفر الدمشقيين اخر يقال له معاوية بن يحيى الصدفي وكان على بيت المال بالري روى عن الزهري روى عنه عقيل بن زياد أحاديث مستقيمة كأنها من كتاب وروى عنه عيسى بن يونس وإسحاق بن سليمان أحاديث مناكير كأنها من حفظه ولم يكنه ابن موسى ولانسبه إلى أطرابلس وكناه ونسبه إليها الحافظ، وسعيد بن عجلان الأطرابلسي سمع محمد بن شعيب بن شابور روى عنه أحمد بن محمد بن حجاج بن رشدين وإسماعيل بن الحارث الأطرابلسي روى عن يحيى بن صالح الوحاظي روى عنه أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عيسى المقري، وعبد الله بن إسحاق الأطرابلسي سمع علي بن عبد العزيز البغوي وغيره روى عنه محمد بن إسحاق بن مندة وجماعة وخيثمة بن سليمان بن حيدرة بن سليمان بن داود بن خيثمة القرشي الأطرابلسي أحد حفاظ الشام والمكثرين منهم سمع الكثير ورحل في طلب الحديث فسمع بالشام واليمن وبغداد والكوفة وواسط وحديثه كثير مشهور في العراقيين والشاميين والأصبهانيين ومن أعلام مشايخه عبد الله بن أحمد بن حنبل والعباس بن الوليد بن مزيد البيروتي وأبو قلابة الرقاشي وإسحاق بن إبراهيم الدبري وغيرهم روى عنه خلق كثير منهم أبو الحسين بن جميع ومحمد بن يوسف البغدادي الأديب الأخباري وأبو حفص بن شاهين سئل عنه الخطيب فقال ثقة ووثقه ابن الأكفاني وعبد العزيز الكناني ثم وجدت في كتاب عبيد بن أحمد بن فطيس توفي خيثمة بن سليمان في ذي القعدة سنة 343 وذكر أنه سأله عن مولده فقال سنة 227 وقال غيره: مولده سنة 217 وسمع بعد الستين ومائتين وكان ثقة مؤمنا من العتاد مات وهو ابن مائة وست وعشرين سنة، وأخوه محمد بن سليمان الأطرابلسي روى عنه محمد بن يوسف بن بحر وغيره، وأبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن محمد بن إسحاق الأطرابلسي ابن أخت خيثمة بن سليمان سمع خاله، وحمزة بن عبد الله بن الحسين بن أبي بكر بن عبد الله بن أبي القاسم بن الشام الأطرابلسي الفقيه الأديب الشاهد قدم دمشق وحدث بها وبطرابلس عن أبي بكر يوسف بن القاسم الميانجي وأبي القاسم عبد الوهاب بن عبيد الله البغدادي وأبي عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه وغيرهم روى عنه علي بن أبي زوران وعلي بن إبراهيم الجنابيان والقاضي أبو عبد الله القضاعي وأبو علي الأهوازي وجماعة سواهم.
أطرابلس: أيضا مدينة في اخر أرض برقة وأول أرض إفريقية وصف أمرها أيضا في باب الطاء، ومن أطرابلس هذه في الغرب. أبو سليمان محمد بن معاوية الأطرابلسي سمع مالك بن أنس رضي الله عنه وغيره روى عنه حبيب بن محمد الآطرابلسي وحبيب بن محمد الأطرابلسي رجل صالح فهم سمع جماعة من أهل بلده روى عنه أبو مسلم العجلي ووثقه، وعبد الله بن ميمون الأطرابلسي روى عن سليمان بن داود القيرواني روى عنه أبو سهل عبد الصمد بن عبد الرحمن المروزي وكان سليمان قدم مرو وحدث بها وبها سمع منه أبو سهل، و موسى بن عبد الرحمن بن حبيب العطار الأطرابلسي أبو الأسود روى عن شجرة بن عيسى ومحمد بن سخنون وغيرهما، وعبد الله بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي الكوفي الأطرابلسي كان أبوه من أهل الكوفة نزل أطرابلس الغرب وولد عبد الله وأخوه يوسف بها فنسبا إليها وبها أولادهم وحديثهم كثير مشهور وبيتهم بيت المعرفة والدراية والإكثار من الحديث، وأبو الحسن علي بن أحمد بن زكرياء بن الخصيب المعروف بابن زكرون الأطرابلسي الهاضمي سمع أبا مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي روى عنه الوليد بن بكر الأندلسي وغيره، وإبراهيم بن محمد الغافقي الأطرابلسي قاضي أطرابلس توفي سنة 253 بالمغرب عن ابن يونس، وإبراهيم بن القاسم الأطرابلسي روى عن أبي جعفر القروي وغيره روى عنه أبو محمد بن حزم قاله الحميدي.
أطرابنش: بكسر الباء الموحدة والنون والشين معجمة. بلدة على ساحل جزيرة صقلية ومنها يقلع إلى إفريقية أطرار: بالضم وراءين مهملتين. اسم مدينة حصينة وولاية واسعة في أول حدود الترك بما وراء النهر على نهر سيحون قرب فاراب وبعضهم يقول أترار.
أطراف: بالفاء، واد في بلاد فهم بن عدوان.
أطرقا: بكسر الراء وقاف وألف بلفظ الأمر للاثنين من اطرق يطرق. قال الهذلي:
على أطرقا باليات الخيا ** م وإلا الثمام وإلا العصي وللنحويين كلام لهم فيه صناعة قال أبو الفتح ويروى على أطرقا فعلى فعل ماض وأطرقا جمع طريق فمن أنث الطريق جمعه على أطرق مثل عناق وأعنق ومن ذكر جمعه على أطرقاء كصديق وأصدقاء فيكون قد قصره ضرورة، وقال أبو عمرو أطرقا اسم لبلد بعينه من فعل الأمر وفيه ضمير علامته الألف كأن سالكه سمع نبأة فقال لصاحبيه أطرقا، وقال الأصمعي كان ثلاثة نفر بهذا المكان فسمعوا أصواتا فقال أحدهم لصاحبيه أطرقا فسمي بذلك وأنشد البيت، وقال عبد الله بن أمية بن المغيرة المخزومي يخاطب بني كعب بن عمرو بن خزاعة وكان يطالبهم بدم الوليد بن المغيرة أبي خالد بن الوليد لأنه مر برجل منهم يصلح سهاما فعثر بسهم منها فجرحه فانقض عليه فمات:
إني زعيم أن تسيروا وتهربوا ** وإن تتركوا الظهران تعوي ثعالبه
وإن تتركوا ماء بجزعة أطرقا ** وإن تسلكوا أي الأراك أطايبه
وإنا أناس لا تطل دماؤنا ** ولا يتعالى صاعدا من نحاربه وقالوا في تفسير هذا- الجزعة والجزع - بمعنى واحد وهو معظم الوادي، وقال ابن الأعرابي هو ما انثنى منه وأطرقا اسم علم لموضع بعينه سمى بفعل الأمر كما قدمنا وهذا يؤذن بأن أطرقا. موضع من نواحي مكة لأن الظهران هناك وهي منازل كعب من خزاعة فيكون أطرقا من منازلهم بتلك النواحي وهي من منازل هذيل أيضا وكذلك ذكروه في شعرهم و الله أعلم.
أطرون: بضم الراء وسكون الواو ونون بلد من نواحي فلسطين ثم من نواحي الرملة.
أطط: ويقال أطد بفتحتين. بين الكوفة والبصرة قرب الكوفة قال وهي خلف مدينة آزر أبي إبراهيم عليه السلام قال أبو المنذر وإنما سميت بذلك لأنها في هبطة من الأرض.
إطفيح: بالكسر في أوله والفاء وياء ساكنة وحاء مهملة. بلد بالصعيد الأدنى من أرض مصر على شاطىء النيل في شرقيه وفي قبلته مقام موسى بن عمران عليه السلام فيه موضع قدمه، وينسب إليه بعض العلماء.
أطسا: بالفتح. من قرى كورة الأشمون بالصعيد.
أطلاع: بالحاء المهملة ذات أطلاح. موضع من وراء ذات القرى إلى المدينة أغزاه رسول الله ﷺ كعب بن عمير الغفاري فأصيب بها هو وأصحابه.
أطلحاء: بضم اللام والمد. ماء لبني جعدة بوادي أطلحاء عن نصر.
أطم الأضبط: الأطم يقال بضمتين وبضمة ثم السكون والأطم والأجم بمعنى واحد والجمع اطام وآجام. وهي الحصون وأكثر ما يسمى بهذا الاسم حصون المدينة وقد يقال لغيرها أيضا قال أوس بن مغراء.
بث الجنود لهم في الأرض يقتلهم ** ما بين بصرى إلى آطام نجرانا وقال زيد الخيل الطائي:
أنيخت باطام المدينة أربعا ** وعشرا يغنى فوقها الليل طائر
فلما قضى أصحابنا كل حاجة ** وخط كتابا في المدينة ساطر
شددت عليها رحلها وشليلها ** من الدرس والشعراء والبطن ضامر وأما الأضبط. فهو الأضبط بن قريع بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم وكان أغار على أهل صنعاء فلما انتصف منهم وملكهم بنى بها أطما.نسب إليه قال:
وشفيت نفسي من ذوي يمن ** بالطعن في اللبات والضرب
قتلتهم وأبحت بلدتهم ** وأقمت حولا كاملا أسبي
أطواء: بالفتح ثم السكون كأنه جمع طوي وهو البئر المبنية. قرية بقرقرى من أرض اليمامة ذات نخل وزرع كثير. قال أبو زياد، ومن مياه عمرو بن كلاب الأطواء في جبل يقال له شراء.
أطواب: كأنه جمع طوب جمع قفة وهو الآجر. من قرى الفيوم لها ذكر في ولاية عبد الله بن سعد بن أبي سرح على مصر وذكر لي بمصر أنهما من عمل البهنسا من نواحي مصر وهما متجاورتان.
أطهار: من حائل وحائل بين رملتين بين جراد والأطهار أطيط: بالفتح ثم الكسر صفا الأطيط. موضع، في قول امرىء القيس:
لمن الديار عرفتها بسحام ** فعمايتين فهضب ذي أقدام
فصفا الأطيط فصاحتين فعاشم ** تمشي الغمام به مع الارام
دار لهند والرباب وفرتنا ** ولميس قبل حوادث الأيام باب الهمزة والظاء وما يليهما
أظايف: بالضم وبعد الألف ياء مكسورة وفاء ويروى بالفتح وقد تقدم في الهمزة والطاء المهملة ولا أدري أأحدهما تصحيف أو هما موضعان وبالظاء المعجمة ذكره نصر، وقال هو جبل فارد لطيىء طويل أخلق أحمر على مغرب الشمس من تنغة وكان تنغة منزل حاتم الطائي.
أظفار: بالفتح ثم السكون والفاء بلفظ جمع ظفر.موضع وهو أبيرقات حمر في ديار فزارة، في قول صخر بن الجعد:
يسائل الناس هل أحسستم جلبا ** محاربيا أتى من دون أظفار في أبيات وقصة ذكرت في بئر مطلب.
أظلم: أفعل من الظلم أو الظلام. قال ابن السكيت في تفسير. قول كثير:
سقى الكدر فاللعباء فالبرق فالحما ** فلوذ الحصى من تغلمين فأظلما أظلم. جبل في أرض بني سليم. وأظلم أيضا جبل في أرض الحبشة به معدن صفر. وأظلم بالشعيبة من بطن الرمة، وقال الأصمعي عند ذكره جبال مكة أظلم الجبل الأسود من ذات حبيس. قال الحصين بن حمام المرى:
فليت أبا بشر رأى كر خيلنا ** وخيلهم بين الستار وأظلما
نطاردهم نستنقذ الجرد بالقنا ** ويستنقذون السمهري المقوما
عشية لا تغني الرماح مكانها ** ولا النبل إلا المشرفي المصمما باب الهمزة والعين وما يليهما
أعابل: بفتح الهمزة وكسر الباء الموحدة ولام كأنه جمع أعبل نحو أصغر وأصاغر اسم موضع في قول شبيب بن يزيد بن النعمان بن بشر الأنصارى:
طربت وهاجتني الحمول الظواعن ** وفي الطعن تشويق لمن هو قاطن
وما شجن في الظاعنين عشية ** ولكن هوى لي في المقيمين شاجن
بمخترق الأرواح بين أعابل ** فصنع لهم بالرحلتين مساكن الأعارف: جبال باليمامة عن الحفصي.
أعامق: بضم الهمزة، اسم واد في قول الأخطل:
وقد كان منها منزل تستلذه ** أعامق بزقاواته وأجاوله أجاوله ساحاته، وقال عدي بن الرقاع:
كمطرد طحل يقلب عانة ** فيها لواقح كالقسي وجول
نفشت رياض أعامق حتى إذا ** لم يبق من شمل النهار ثميل
بسطت هواديها بها فتكمشت ** وله على كسائهن صليل الأعبدة: بضم الباء الموحدة، من مياه بني نمير عن زياد الكلابي.
الأعدان: في أخبار الخوارج. قال قطري بن الفجاءة المزني لأخيه الماحوز وكان من أصحاب المهلب وقد توافقا في صفيهما أرأيت إذا كنت أنا وأنت نتدافع على ثدي أمنا بالأعدان والأعدان ماء لبني مازن بن تميم وذكر قصة.
الأعراض: جمع عرض وقد ذكر العرض في موضعه والأعراض. قرى بين الحجاز واليمن والسراة، وقال الأزهري: قال الأصمعي: أخصب ذلك العرض وأخصبت أعراض المدينة وهي قراها التي في أوديتها وقال شمر أعراض المدينة هي بطون سوادها حيث الزرع والنخل، وقال أعرابي:
لعرض من الأعراض تمسى حمامه ** وتضحي على أفنانه العين تهتف
أحب إلى قلبي من الديك رنة ** وباب إذا مال للغلق يصرف وقال الفضل بن العباس اللهبي:
ونخلل من تهامة كل سهب ** نقي الترب أودية رحابا
أباطح من أباهر غير قطع ** وشائظ ما يفارقن الذبابا قال اليزيدي لا نعرف الذباب ها هنا.
من الأعراض لا صدع ذباب ** ولا كانت قوائمها شعابا الأعراف: هي في الأصل ما ارتفع من الرمل الواحد عرفة. قال أبو زياد في بلاد العرب بلدان كثيرة تسمي الأعراف منها أعراف لبنى وأعراف عمرة قال: طفيل بن عوف الغنوي:
جلبنا من الأعراف أعراف غمرة ** وأعراف لبني الخيل من كل مجلب
عرابا وحوا مشرفا حجباتها ** بنات حصان قد تخيبر منجب
بنات الأغرز والوجيه ولاحق ** وأعوج ينمي نسبة المتنسب وأعراف نخل هضبات حمر في أرض سهلة. قال الراجز:
يا من لثور لهق طواف ** أعين مشاء على الأعراف ويوم الأعراف من أيامهم وقد ذكر عدة مواضع يقال لها عرفة في موضعها ذكرت، والأعراف اسم للجبل المشرف على قعيقعان بمكة.
الأعزلان: بالزاي. اسم لواديين يقال لأحدهما الأعزل الريان لأن به ماء وللآخر الأعزل الظمآن لأنه لا ماء به قال أبو عبيدة الأعزلان واديان يقطعان أرض المروت في بلاد بني حنظلة بن مالك قال جرير:
هل رام جو سويقتين مكانه ** أم حل بعد محله البردان
هل تونسان ودير أروى دوننا ** بالأعزلين بواكر الأظعان الأعزل: ماء في ديار بني كلب في واد لهم ولا أبعد أن يكون الذي قبله وإنما ثناه في الشعر ضرورة كما قال جو سويقتين وإنما هو جو سويقة وله نظائر في شعرهم يثنون اسم الموضع ويجمعونه إذا اضطروا إليه قال جرير:
لمن الديار كأنها لم تحلل ** بين الكناس وبين طلح الأعزل الأعزلة: واد لبني العنبر بن عمرو بن تميم.
أعشار: بالشين المعجمة. موضع في عقيق المدينة قال الشاعر.
ظللت بأعشار لعينيك واشل ** على الصدر من ماء الشؤون يسيل أعشاش: موضع في بلاد بني تميم لبني يربوع بن حنظلة قال الفرذدق:
عرفت بأعشاش وما كدت تعرف ** وأنكرت من حدراء ما كنت تعرف
ولج بك الهجران حتى كأنما ** ترى الموت في البيت الذي كنت تألف وقال ابن نعجاء الضبي:
أيا أبرقي أعشاش لا زال مدجن ** يجود كما حتى يروي ثراكما
أراني ربي حين تحضر منيتي ** وفي عيشة الدنيا كما قد أراكما وقيل هو موضع بالبادية قريب من مكة مقابل لطميه.
أعظام: موضع في شعر كثير قال:
عرج بأطراف الديار وسلم ** وإن هي لم تسمع ولم تتكلم
فقد قدمت آياتها وتنكرت ** لما مر من ريح وأوطف مرهم
تأملت من اياتها بعد أهلها ** بأطراف أعظام فأذناب أزنم
محاني آناء كأن دروسها ** دروس الجوابي بعد حول مجرم أعفر: موضع في شعر امرىء القيس حيث قال:
تذكرت أهلي الصالحين وقد أتت ** على حمل منا الركاب وأعفرا الأعقة: جمع عقيق قال السكري في قول أبي خراش الهذلي:
دعا قومه لما استحل حرامه ** ومن دونهم أرض الأعقة والرمل الأعقة رمل وحرامه جواره وعهده، وقال ابن حبيب الأعقة جمع عقيق بمكة عن أبي عمرو، وقال الأصمعي الأعقة الأودية وفي بلاد العرب أربعة أعقة ذكرت في باب العقيق، وروى بعضهم في هذا الاسم الأحفة بالفاء وقيل هي مواضع من الرمل في بلاد بني تميم وهو جمع حفاف جمعه بما حوله والعفاف جبل أعكش: بضم الكاف والشين معجمة. موضع قرب الكوفة في قول المتنبي:
فيا لك ليل على أعكش ** أحم البلاد خفي الصوى
وردن الرهيمة في جوزه ** وباقيه أكثر مما مضى الأعلاب: أرض لعك بن عدنان بين مكة والساحل لها ذكر في حديث الردة.
أعلاق أنعم: من مخاليف اليمن.
الأعلم: بلفظ الأعلم المشقوق الشفة. اسم كورة كبيرة بين همذان وزنجان من نواحي الجبال والعجم يسمونها ألمر بفتح الهمزة واللام وسكون الميم والراء والكتاب يكتبونها كما ذكرت لك وقصبة هذه الكورة دركزين. ينسب إليها الوزير الدركزيني وزير السلطان محمود بن محمد بن ملكشاه يذكر في دركزين إن شاء الله تعالى وينسب إلى الأعلم عبد الغفار بن محمد بن عبد الواحد أبو سعد الأعلمي القومساني فقيه مقيم بالموصل روى شيئا عن الحديث.
الأعماق: جاء ذكره في فتح القسطنطينية. قال فينزل الروم بالأعماق وبدابق ولعله جاء بلفظ الجمع والمراد به العنق، وهي كورة قرب دابق بين حلب وأنطاكية.
أعناز: بالنون والزاي. بلد بين حمص والساحل.
أعناك: بالنون والكاف. بليدة من نواحي حوران من أعمال دمشق يعمل فيها بسط وأكسية جيدة تنسب إليها.
أعواء: موضع في قوله:
بساحة أعواء وناج موائل وقد قصره الاخر فقال:
بأعوى ويوم لقيناهم ** بأرعن ذي لجب مبهم أي يحمل إليهم من الفرسان ولا أدري أهما موضعان أحدهما مقصور والاخر ممدود أم أصله المدة فقصر ضرورة على رأي الجماعة أم أصله القصر فمد على رأي الكوفيين خاصة.
أعوص: بفتح الواو والصاد المهملة موضع قرب المدينة جاء ذكره في المغازي قال ابن إسحاق خرج الناس يوم أحد حتى بلغوا المنقى دون الأعوص وهي على أميال من المدينة يسيرة والأعوص واد في ديار باهلة لبني حصن منهم ويقال الأعوصين.
الأعوض: بالضاد المعجمة شعب لهذيل بتهامة.
أعيار: بعد العين الساكنة ياء وألف وراء هضبات في بلاد ضبة وأعيار أيضا جبل في بلاد غطفان وأحسبه بين المدينة وفيد، وفيه قال جرير:
رعت منبت الضمران من سبل المعا ** إلى صلب أعيار ترن مساحله وقال السكري في قول مليح الهذلي:
لها بين أعيار إلى البرك مربع ** ودار ومنها بالقفا متصيف. أعيار بلد والبرك بلد والقفا موضع.
الاعيان: بالنون موضع في قول عتيبة بن الحارث بن شهاب اليربوعي:
تروحنا من الأعيان عصرا ** فأعجلنا الإلاهة أن تؤوبا هكذا رواه أبو الحسن العمراني ورواه الأزهري:
تروحنا من اللعباء أعيب: بضم الهمزة وسكون العين وياء مفتوحة وباء موحدة. حكى بعضهم عن أبي الحسن بن زنجي النحوي البصري أنه قال ليس في كلامهم كلمة على فعيل إلا أعيب وهو: موضع باليمن وما أراه إلا وقد تصحف عليه أو اشتبه والمعروف على هذا الوزن عنيب وهو مشهور موضع في طريق اليمن قال أبو دهبل:
فما ذز قرن الشمس حتى تبينت ** بعليب نخلا مشرفا ومخيما أعيرض: بضم أوله وفتح ثانيه ما: بين جبلي طمىء وتيماء.
الأعيرف: جبل لطيء لهم فيه نخل يقال له الأفيق.
أعين: بالنون. قرية وقيل حصن باليمن والله الموفق للصواب.
باب الهمزة والغين وما يليهما
الأغدرة: جمع غدير الماء وهو ما غادره السيل في مستنقع من الأرض نحو جريب وأجربة ونصيب وأنصبة وهو من جموع القلة أغدرة السيدان موضع وراء كاظمة بين البصرة والبحرين يقارب البحر قال المخبل السعدي:
ذكر الرباب وذكرها سقم ** فصبا وليس لمن صبا حلم
وإذا ألم خيالها طرفت ** عيني فماؤ شؤونها سجم
وأرى لها دارا بأغدرة السي ** دان لم يدرس لها رسم
إلا رمادا هامدا دفعت ** عنه الرياح خوالد سحم
قال أبو خليفة الفضل بن الحباب حدثني المازني قال حدثني الأصمعي قال قرأت على أبي عمرو بن العلاء شعر المخبل السعدي فلما بلغت إلى قصيدته التي أولها:
ذكر الرباب وذكرها سقم فمر فيها ** وأرى لها دارا بأغدرة السيدان فقال أبو عمرو قد رابني هذا وكيف يكون هذا المخبل وأغدرة السيدان وراء كاظمة وهذه ديار بكر بن وائل ما أرى هذا الشعر إلا لطرفة قال الأصمعي فلم يزل ذلك في نفسي حتى رأيت أعرابيا فصيحا من بكر بن وائل ينشد من هذه القصيدة أبياتا منها هذه:
وتقول عاذلتي وليس لها ** بغد ولا ما بعده علم
إن الثراء هو الخلود وإن ** المرء يكرب يومه العدم
ولئن بنيت إلى المشقر في ** هضب تقصر دونه العصم
لتنقبن عني المنية ** إن الله ليس لحكمه حكم أغذون: بفتح الهمزة وسكون الغين وضم الذال المعجمة وسكون الواو ونون من قرى بخارى منها أبو عبد الرحمن حاشد بن عبد الله القصير بن عبد الله بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن أيمن الأغذوني توفي سنة 250، وكان يزعم أنه من ولد الأحنف بن قيس وقد ذكر المدائني أن الأحنف لم يكن له ولد غير بحر وأنه لا عقب له.
الأغران: تثنية الأغر، وهما جبلان من جبال رمل البادية قال الراجز:
وقد قطعنا الرمل غير حبلين ** حبلى زرود وكذا الأغرين الأغر: بطن الأغر بين الخزيميه والأجفر على طريق مكة من الكوفة وهو على ثلاثة أميال من الخزيمية وفيه حوض وقباب وحصن. وفي كتاب اللصوص الأغر أبرق أبيض بأطراف العلمين الدنيا التي تلي مطلع الشمس وبقبلته سبخة ملح قال الشاعر:
فيا رب بارك في الأغر وملحه ** وماء السباخ إذ علا القطران قال طهمان:
سقيا لمر تبع توارثه البلى ** بين الأغر وبين سود العاقر
لعبت بها عصف الرياح فلم تدع ** إلا رواسي مثل عش الطائر وقال نصر الأغر جبل في بلاد طيىء به ماء يسقي نخيلا يقال لها المنتهب في رأسه بياض.
أغزون: بالزاي من قرى بخارى منها أبو عبد الله عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن أيمن بن عبد الله بن مرة بن الأحنف بن قيس الأغزوني جد أبي عبد الرحمن حاشد المذكور قبل في أغذون بالذال المعجمة توفي في حدود سنة مائتين ذكرهما معا أبو سعد ولا شك أنه لم يتحقق صحة أحدهما فذكرهما معا أعني أغذون وأغزون و الله أعلم.
أغمات: ناحية في بلاد البربر من أرض المغرب قرب مراكش وهي مدينتان متقابلتان كثيرة الخير ومن ورائها إلى جهة البحر المحيط السوس الأقصى بأربع مراحل ومن سجلماسة ثمان مراحل في بحر المغرب وليس بالمغرب فيما زعموا بلد أجمع لأصناف من الخيرات ولا أكثر ناحية ولا أوفر حظا ولا خصبا منها تجمع بين فواكه الصرود والجروم وأهلها فرقتان يقال لأحدهما الموسوية من أصحاب ابن ورصند والغالب عليهم جفاء الطبع وعدم الرقة والفرقة الأخرى مالكية حشوية وبينهما القتال الدائم وكل فرقة تصلي في الجامع منفردة بعد صلاة الأخرى كذا ذكر ابن حوقل التاجر الموصلي في كتابه وكان شاهدهما قديما بعد الثلاثمائة من الهجرة ولا أدري الآن كيف هي فقد تداولتهم عدة دول منها دولة الملثمين وكان فيهم جد وصلابة في الدين، ثم عبد المؤمن وبنوه ولهم ناموس يلتزمونه. وسياسة يقيمونها لا يثبت معها مثل هذه الأخلاط والله أعلم، وبين مدينة أغمات ومراكش ثلاثة فراسخ هي في سفح جبل هناك وهي للمصامدة يدبغ بها جلود تفوق جودة على جميع جلود الدنيا وتحمل منها إلى سائر بلاد المغرب ويتنافسون فيها وينسب إليها أبو هارون موسى بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن سنان بن عطاء الأغماتي المغربي رحل إلى الشرق وأوغل حتى بلغ سمرقند وكان فاضلا وله شعر حسن منه:
لعمر الهوى إنى وإن شطت النوى ** لذو كبد حرى وذو مدمع سكب
فإن كنت في أقصى خراسان ثاويا ** فجسمي في شرق وقلبي في غرب
وقال أبو بكر محمد بن عيسى المعروف بابن اللبانة يذكر المعتمد بن عباد صاحب أشبيلية وكان لما أزيل أمره وانتزع منه ملكه حمل إلى أغمات فحبس بها
انفض يديك من الدنيا وساكنها ** فالأرض قد أقفرت والناس قد ماتوا
وقل لعالمها الأرضي قد كتمت ** سريرة العالم العلوي أغمات أغناق: بلدة من نواحي تركستان بما وراء النهر تعد من أعمال بناكت وربما قيل لها يغناق في أوله ياء.
أغواث: كان يقال لليوم الأول من أيام القادسية التي قاتل فيها المسلمون الفرس يوم أرماث ويقال لليوم الثاني أغواث ويقال لليوم الثالث يوم عماس وكان اليوم الرابع يوم القادسية وفيه كان الفتح على المسلمين ولاأدري أهذه الأسماء مواضع أم هي عن الرمث والغوث والعمس، وقال القعقاع بن عمرو يذكر يوم أغواث وكان أول يوم شهده بعد رجوعه من الشام:
لم تعرف الخيل العراب سواءنا ** عشية أغواث بجنب القوادس
عشية رحنا بالرماح كأنها ** على القوم ألوان الطيور الرسارس باب الهمزة والفاء وما يليهما
أفاحيص: جمع أفحوص. ناحية باليمامة عن محمد بن إدريس بن أبي حفصة.
الأفاعي: واد قرب القلزم من أرض مصر ذكره في حديث رواه هشام بن عمار. حدثنا البحتري بن عبيد قال هشام وذهبنا إليه إلى القلزم في موضع يقال له الأفاعي. حدثنا أبي قال: حدثنا أبو هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: سموا أسقاطكم فإنها فرطكم، قال ابن عساكر قوله إلى القلزم تصحيف عن عبد العزيز وإنما هو إلى القلمون قلت: أنا والصواب ما قاله عبد العزيز سألت عنه من راه وعرفه.
أفاعية: بضم الهمزة، واد يصب من منى، وذكر الحازمي أنه في طريق مكة عن يمين المصعد من الكوفة.
آفاق: بضم أوله وآخره قاف أفاق وأفيق، موضعان في بلاد بني يربوع قرب الخصي. كان فيه يوم من أيام العرب قتل فيه عمر بن الجزور فارس بكر قتله معدان بن قعنب التميمي قال فيه شاعر:
وعمي يابن حقة جاء قسرا ** إليكم عنوة بابن الجزور وقال عدي بن زيد العبادي يصف سحابا:
أرقت لمكفهرز بات فيه ** بوارق يرتقين رؤس شيب
تلوح المشرفية في ذراه ** ويجلوا صفح دهدار قشيب
كأن مآتما باتت عليه ** خضبن مآليا بدم صبيب
سقى بطن العقيق إلى أفاق ** ففاثور إلى لبب الكثيب
وقال لبيد:
ولدي النعمان مني موقف ** بين فاثور أفاق فالذحل الأفاقة: بضم الهمزة، موضع من أرض الحزن قرب الكوفة، وقال المفضل هو ماء: لبني يربوع وكان النعمان بن المنذر يبدو له في أيام الربيع، ويوم الأفاقة من أيامهم وأغار بسطام بن قيس بن مسعود الشيباني على بني يربوع بالأفاقة فأسروه وهزموا جيشه، فقال العوام أخو الحارث بن همام:
قبح الاله عصابة من وائل ** يوم الأفاقة أسلموا بسطاما
كانت لهم بعكاظ فعلة سيء ** جعلت على أفواههم أقداما وكانت الأفاقة من منازل آل المنذر فلذلك. قال لبيد:
ليبك على النعمان شرب وقينة ** ومختبطات كالسعالى أرامل
له الملك في ضاحي معد وأسلمت ** إليه العباد كلها ما يحاول ووصفه بأوصاف كثيرة ثم قال:
فإن أمرأ يرجو الفلاح وقد رأى ** سواما وحيا بالأفاقة جاهل
غداة غدوا منها وآزر سربهم ** مواكب تحدى بالغبيط وجامل
ويوم أجازت قلة الحرن منهم ** مواكب تعلو ذا حسا وقنابل وقال لبيد أيضا:
شهدت أنجية الأفاقة عاليا ** كعبى وأرداف الملوك شهود وقال غيره:
ألا قل لدار بالأفاقة أسلمي ** بحي على شحط وإن لم تكلمي
وقال آخر:
ونحن رهنا بالإفاقة عامرا ** بما كان بالدرداء رهنا وأبسلا
قلت وربما صحفه قوم فقالوا الأفاقة بفتح الهمزة وإظهار الهاء مثل جمع فقيه.
أفامية: مدينة حصينة من سواحل الشام وكورة من كور حمص. قال أبو العلاء أحمد بن عبد الله المعري:
ولولاك لم تسلم أفامية الردى ويسميها بعضهم فامية بغير همزة، وقرأت في كتاب ألفه يحيى بن جرير المتطبب فقال فيه بنى سلوقوس في السنة السادسة من موت الإسكندر اللاذقية وسلوقية وأفامية وباروا وهي حلب.
الأفاهيد: قال ابن السكيت: الأفاهيد قنينات بلق بقفار خرجان على موطىء طريق الربذة من النخل. قال كثير:
نظرت إليها وهي تحدى عشية ** فأتبعتهم طرفي حيث تيمما
تروع بكناف الأفاهيد غيرها ** نعاما وحقبا بالفدافد صيما
ظعائن يشفين السقيم من الجوى ** به ويخبلن الصحيح المسلما الأفداع: بالغين المعجمة. ماء عليه نخل في جبل قطن شرقي الحاجر.
الأفراحون: بالحاء المهملة. بليدة من نواحي مصر قرب سحا وكانت قديما تسمى الأمراحون بالميم.
الأفراع: موضع حول مكة في شعر الفضل اللهبي
فالهاوتان فكبكب فحتاوب ** فالبوص فالأفراع من أشقاب إفراغة: بكسر الهمزة والغين معجمة. مدينة بالأندلس من أعمال ماردة كثيرة الزيتون تملكها الأفرنج في سنة 543في أيام علي بن يوسف بن تاشفين الملثم وهي السنة التي مات فيها مهديهم وهو محمد بن تومرت.
الأفراق: بفتح الهمزة عند الأكثرين، وضبطه بعضهم بكسرها وقال الأفراق موضع من أعمال المدينة أفران: بفتح الهمزة وسكون الفاء وراء وألف ونون قرية من قرى نخشب. ينسب إليها أبو بكر محمد بن أحمد الأفراني الحامدي حدث عنه محمد بن أحمد بن أفريقون الأفراني النسفي من كتاب ابن نقطة أفرخش: بفتح الهمزة وسكون الفاء وفتح الراء وسكون الخاء المعجمة والشين معجمة. من قرى بخارى. منها أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن إسحاق إبراهيم الأفرخشي البخاري كان رئيس العلماء ومقدمهم ويعرف بالإسماعيلي توفي في شهر رمضان سنة 384.
أفر: بعد الهمزة المفتوحة فاء مضمومة وراء مشددة قال نصر: هو بلد في سواد العراق قريب من نهر جوبر.
أفرع: موضع قرب اليمامة لبني نمير. قال الراعي:
يسوقها ترعية ذو عباءة ** بما بين نقب فالحبيس فأقرعا أفرنجة: أمة عظيمة لها بلاد واسعة وممالك كثيرة وهم نصارى ينسبون إلى جد لهم واسمه أفرنجش وهم يقولون فرنك وهي مجاورة لرومية والروم وهم في شمالي الأندلس نحو الشرق إلى رومية ودار ملكهم نوكبرده وهي مدينة عظيمة ولهم نحو مائة وخمسين مدينة وقد كان قبل ظهور الإسلام أول بلادهم من جهة المسلمين جزيرة رودس قبالة الاسكندرية في وسط بحر الشام.
أفرندين: موضع بين الري ونيسابور.
إفريقية: بكسر الهمزة، وهو اسم لبلاد واسعة ومملكة كبيرة قبالة جزيرة صقلية وينتهي آخرها إلى قبالة جزيرة الأندلس والجزيرتان في شماليها فصقلية منحرفة إلى الشرق والأندلس منحرفة عنها إلى جهة المغرب، وسميت إفريقية بإفريقيس بن أبرهة بن الرائش، وقال أبو المنذر هشام بن محمد هو إفريقيس بن صيفي بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان وهو الذي اختطها وذكروا أنه لما غزا المغرب انتهى إلى موضع واسع رحيب كثير الماء فأمر أن تبنى هناك مدينة فبنيت وسماها إفريقية اشتق اسمها من أسمه ثم نقل إليها الناس ثم نسبت تلك الولاية بأسرها إلى هذه المدينة ثم انصرف إلى اليمن، فقال بعض أصحابه:
سرنا إلى المغرب في جحفل ** بكل قرم أريحي همام
نسري مع إفريقيس ذاك الذي ** ساد بعز الملك أولاد سام
نخوض بالفرسان في مأتقط ** يكثر فيه ضرب أيد وهام
فأضحت البربر في مقعص ** نحوسهم بالمشرفي الحسام
في موؤقف يبقى لنا ذكره ** ما غردت في الأيك ورق الحمام
وذكر أبو عبد الله القضاعي أن إفريقية سميت بفارق بن بيصر بن حام بن نوح عليه السلام وأن أخاه مصر لما حاز لنفسه مصر حاز فارق إفريقية وقد ذكرت ذلك متسقا في أخبار مصر قالوا: فلما اختط المسلمون القيروان خربت إفريقية وبقي اسمها على الصقع جميعه، وقال أبو الريحان البيروني: أن أهل مصر يسمون ما عن أيمانهم إذا استقبلوا الجنوب بلاد المغرب ولذلك سميت بلاد إفريقيه وما وراءها بلاد المغرب يعني أنها فرقت بين مصر والمغرب فسميت إفريقية لأنها مسماة باسم عامرها، وحد إفريقية من طرابلس الغرب من جهة برقة والاسكندرية إلى بجاية وقيل إلى مليانه فتكون مسافة طولها نحو شهرين ونصف، وقال أبو عبيد البكري الأندلسي حد إفريقية طولها من برقة شرقا إلى طنجة الخضراء غربا وعرضها من البحر إلى الرمال التي في أول بلاد السودان وهي جبال ورمال عظيمة متصلة من الشرق إلى الغرب وفي يصاد الفنك الجيد، وحدث رواة السير أن عمر بر الخطاب رضي الله عنه كتب إلى عمرو بن العاص لا تدخل إفريقية فإنها مفرقة لأهلها غير متجمعة ماؤها قاس ما شربه أحد من العالمين إلا قست قلوبهم فلما افتتحت في أيام عثمان رضي الله عنه وشربوا ماءها قست قلوبهم فرجعوا إلى خليفتهم عثمان فقتلوه، وأما فتحها فذكر أحمد بن يحيى بن جابر أن عثمان بن عفان رضي الله عنه ولى عبد الله بن سعد بن أبي سرح مصر وأمره بفتح إفريقية وأمده عثمان بجيش فيه معبد بن العباس بن عبد المطلب ومروان بن الحكم بن أبي العاص وأخوه الحارث بن الحكم وعبيد الله بن عمر وعبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن الزبير بن العوام والمسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب وعبد الرحمن بن زيد بن الخطاب وعبد الله وعاصم ابنا عمر بن الخطاب وبسر بن أبي أرطأة العامري وأبو ذؤيب الهذلي الشاعر وذلك في سنة 29 وقيل سنة 28 وقيل 27 ففتحها عنوة وقتل بطريقها وكان يملك ما بين أطرابلس إلى طنجة وغنموا واستاقوا من السبي والمواشي ما قدروا سلبه فصالحهم عظماء إفريقية على ثلاثمائة قنطار من الذهب على أن يكف عنهم ويخرج من بلادهم فقبل ذلك منهم وقيل إنه صالحهم على ألف ألف وخمسمائة ألف وشرين ألف دينار وهذا يدل على أن القنطار الواحد ثمانية آلاف وأربعمائة دينار، ورجع ابن أبي سرح إلى مصر ولم يول على إفريقية أحدا فلما قتل عثمان رضي الله عنه عزل علي رضي الله عنه ابن أبي سرح عن مصر وولى محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة مصر فلم يوتجه إليها أحدا فلما ولي معاوية بن أبي سفيان وولى معاوية بن حديج الشكوني مصر بعث في سنة 50 عقبة بن نافع بن عبد القيس بن لقيط الفهري فغزاها وملكها المسلمون فاستقروا بها واختط مدينة القيروان كما نذكره في القيروان إن شاء الله تعالى ولم تزل بعد ذلك في أيدي المسلمين فوليها بعد عقبة بن نافع زهير بن قيس البلوي في سنة 69 فقتله الروم في أيام عبد الملك فوليها حسان بن النعمان الغساني فعزل عنها ووليها موسى بن نصير في أيام الوليد بن عبد الملك ثم وليها محمد بن يزيد مولى قريش في أيام سليمان بن عبدالملك سنة 99 ثم وليها إسماعيل بن عبد الملك بن عبد الله بن أبي الهواجر مولى بني مخزوم من قبل عمر بن عبد العزيز ثم وليها يزيد بن أبي مسلم مولى الحجاج من قبل يزيد بن عبدالملك ثم عزله وولى بشر بن أبي صفوان في أول سنة 103 ثم وليها عبيدة بن عبد الرحمن السلمي ابن أخي أبي الأعور السلمي فقدمها في سنة 110 من قبل هشام بن عبد الملك ثم عزله هشام وولى مكانه عبد الله بن الحبحاب مولى بني سلول ثم عزله هشام في سنة 123 وولى كلثوم بن عياض القشيري فقتله البربر فولى هشام حنظلة بن صفوان الكلبي سنة 124 ثم قام عبد الرحمن بن حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري وأخرج حنظلة عن إفريقية عنوة ووليها وأثر بها آثارا حسنة وغزا صقلية وكان الأمر قد انتهى إلى مروان بن محمد فبعث إليه بعهده وأقره على أمره وزالت دولة بني أمية وعبد الرحمن أمير وكتب إلى السفاح بطاعته فلما ولي المنصور خلع طاعته ثم قتله أخوه إلياس بن حبيب غيلة في منزله وقام مقامه ثم قتل إلياس وولي حبيب بن عبد الرحمن فقتل ثم تغلب الخوارج حتى ولى المنصور محمد بن الأشعت الخزاعي فقدمها سنة 144 فجرت بينه وبين الخوارج حروب ففارقها ورجع إلى المنصور فولى المنصور الأغلب بن سالم بن عقال بن خفاجة بن عبد الله بن عباد بن محرث وقيل محارب بن سعد بن حرام بن سعد بن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم فقدمها في جمادى الآخرة سنة 148 وجرت له حروب قتل في اخرها في شعبان سنة 155 وبلغ المنصور فولى مكانه عمر بن حفص بن عثمان بن قبيصة بن أبي صفرة أخا المهلب المعروف بهزارمرد فقدمها في صفر سنة 151 وكانت بينه وبين البربر وقائع قاتل فيها حتى قتل في منتصف ذي الحجة سنة 54 فولاها المنصور يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب فصلحت البلاد بقدومه ولم يزل عليها حتى مات المنصور والمهدي والهادي ثم مات يزيد بن حاتم بالقيروان سنة 170 في أيام الرشيد واستخلف ابنه داود بن يزيد بن حاتم ثم ولى الرشيد روح بن حاتم أخا يزيد فقدمها وساسها أحسن سياسة حتى مات بالقيروان سنة 174 فولى الرشيد نصر بن حبيب المهلبي ثم عزله وولى الفضل بن روح بن حاتم فقدمها في المحرم سنة 177 فقتله الخوارج سنة 78 فكانت عدة من ولي من آل المهلب ستة نفر في ثمان وعشرين سنة ثم ولى الرشيد هرثمة بن أيمن فقدمها في سنة 179 ثم استعفى من ولايتها فأعفاه وولى محمد بن مقاتل العكي فلم يستقم بها أمره فإنه أخرج منها وولى إبراهيم بن الأغلب التميمي المقدم ذكره فأقام بها إلى أن مات في شوال سنة 196 وولي ابنه عبد الله بن إبراهيم ومات بها ثم ولى أخوه زيادة الله بن إبراهيم في سنة ا 20 في أول أيام المأمون ومات في رجب سنة 223 ثم ولي أخوه أبو عقال الأغلب بن إبراهيم ثم مات سنة 226 فولي ابنه محمد بن الأغلب إلى أن مات في محرم سنة 242 فولي ابنه أبو القاسم إبراهيم بن محمد حتى مات في ذي القعدة سنة 249 فولي ابنه زيادة الله بن إبراهيم إلى أن مات سنة 250 فولي ابن أخيه محمد بن أحمد إلى أن مات سنة 261 فولي أخوه إبراهيم بن أحمد وكان حسن السيرة شهما فأقام واليا ثمانيا وعشرين سنة ثم مات في ذي القعدة سنة 289 فولي ابنه عبد الله بن إبراهيم بن أحمد فقتله ثلاثة من عبيده الصقالبة فولي ابنه أبو نصر زيادة الله بن عبد الله بن إبراهيم فدخل أبو عبد الله الشيعي فهرب منه إلى مصر وهو آخرهم في سنة 296 فكانت مدة ولاية بني الأغلب على إفريقية مائة واثنتي عشرة سنة وولي منهم أحد عشر ملكا، ثم انتقلت الدولة إلى بني عبيد الله العلوية فوليها منهم المهدي والقائم والمنصور والمعز حتى ملك مصر وانتقل إليها في سنة 362 واستمرت الخطبة لهم بإفريقية إلى سنة 407 ثم وليها بعد خروج المعز عنها يوسف الملقب بلكين بن زيري بن مناد الصنهاجي باستخلاف المعز إلى أن مات في ذي الحجة سنة 373 ووليها ابنه المنصور إلى أن مات في شهر ربيع الأول سنة 386 ووليها ابنه باديس إلى أن مات في سلخ ذي القعدة سنة 406 ووليها ابنه المعز بن باديس وهو الذي أزال خطبة المصريين عن إفريقية وخطب للقائم بالله وجاءته الخلعة من بغداد وكاشف المستنصر الذي بمصر بخلع الطاعة وذلك في سنة 435 وقتل من كان بإفريقية من شيعتهم فسلط البازوري وزير المستنصر العرب على إفريقية حتى خربوها ومات المعز في سنة 453 وقد ملك سبعا وأربعين سنة ووليها ابنه تميم بن المعز إلى أن مات في رجب سنة 501 ووليها ابنه يحيى بن تميم حتى مات سنة 559 ووليها ابنه علي بن يحيى إلى أن مات في سنة 515 ووليها ابنه الحسن بن علي وفي أيامه أنفذ رجار صاحب صقلية من ملك المهدية فخرج الحسن منها ولحق بعبد المؤمن بن علي وملك الأفرنج بلاد إفريقية وذلك في سنة 543 وانتقضت دولتهم وقد ولى منهم تسعة ملوك في مائة سنة وإحدى وثمانين سنة وملك الأفرنج إفريقية اثنتي عشرة سنة حتى قدمها عبد المؤمن فاستنقذها منهم في يوم عاشوراء سنة 555 وولى عليها أبا عبد اللهعي فقدمها سنة 144 فجرت بينه وبين الخوارج حروب ففارقها ورجع إلى المنصور فولى المنصور الأغلب بن سالم بن عقال بن خفاجة بن عبد الله بن عباد بن محرث وقيل محارب بن سعد بن حرام بن سعد بن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم فقدمها في جمادى الآخرة سنة 148 وجرت له حروب قتل في اخرها في شعبان سنة 155 وبلغ المنصور فولى مكانه عمر بن حفص بن عثمان بن قبيصة بن أبي صفرة أخا المهلب المعروف بهزارمرد فقدمها في صفر سنة 151 وكانت بينه وبين البربر وقائع قاتل فيها حتى قتل في منتصف ذي الحجة سنة 54 فولاها المنصور يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب فصلحت البلاد بقدومه ولم يزل عليها حتى مات المنصور والمهدي والهادي ثم مات يزيد بن حاتم بالقيروان سنة 170 في أيام الرشيد واستخلف ابنه داود بن يزيد بن حاتم ثم ولى الرشيد روح بن حاتم أخا يزيد فقدمها وساسها أحسن سياسة حتى مات بالقيروان سنة 174 فولى الرشيد نصر بن حبيب المهلبي ثم عزله وولى الفضل بن روح بن حاتم فقدمها في المحرم سنة 177 فقتله الخوارج سنة 78 فكانت عدة من ولي من آل المهلب ستة نفر في ثمان وعشرين سنة ثم ولى الرشيد هرثمة بن أيمن فقدمها في سنة 179 ثم استعفى من ولايتها فأعفاه وولى محمد بن مقاتل العكي فلم يستقم بها أمره فإنه أخرج منها وولى إبراهيم بن الأغلب التميمي المقدم ذكره فأقام بها إلى أن مات في شوال سنة 196 وولي ابنه عبد الله بن إبراهيم ومات بها ثم ولى أخوه زيادة الله بن إبراهيم في سنة ا 20 في أول أيام المأمون ومات في رجب سنة 223 ثم ولي أخوه أبو عقال الأغلب بن إبراهيم ثم مات سنة 226 فولي ابنه محمد بن الأغلب إلى أن مات في محرم سنة 242 فولي ابنه أبو القاسم إبراهيم بن محمد حتى مات في ذي القعدة سنة 249 فولي ابنه زيادة الله بن إبراهيم إلى أن مات سنة 250 فولي ابن أخيه محمد بن أحمد إلى أن مات سنة 261 فولي أخوه إبراهيم بن أحمد وكان حسن السيرة شهما فأقام واليا ثمانيا وعشرين سنة ثم مات في ذي القعدة سنة 289 فولي ابنه عبد الله بن إبراهيم بن أحمد فقتله ثلاثة من عبيده الصقالبة فولي ابنه أبو نصر زيادة الله بن عبد الله بن إبراهيم فدخل أبو عبد الله الشيعي فهرب منه إلى مصر وهو آخرهم في سنة 296 فكانت مدة ولاية بني الأغلب على إفريقية مائة واثنتي عشرة سنة وولي منهم أحد عشر ملكا، ثم انتقلت الدولة إلى بني عبيد الله العلوية فوليها منهم المهدي والقائم والمنصور والمعز حتى ملك مصر وانتقل إليها في سنة 362 واستمرت الخطبة لهم بإفريقية إلى سنة 407 ثم وليها بعد خروج المعز عنها يوسف الملقب بلكين بن زيري بن مناد الصنهاجي باستخلاف المعز إلى أن مات في ذي الحجة سنة 373 ووليها ابنه المنصور إلى أن مات في شهر ربيع الأول سنة 386 ووليها ابنه باديس إلى أن مات في سلخ ذي القعدة سنة 406 ووليها ابنه المعز بن باديس وهو الذي أزال خطبة المصريين عن إفريقية وخطب للقائم بالله وجاءته الخلعة من بغداد وكاشف المستنصر الذي بمصر بخلع الطاعة وذلك في سنة 435 وقتل من كان بإفريقية من شيعتهم فسلط البازوري وزير المستنصر العرب على إفريقية حتى خربوها ومات المعز في سنة 453 وقد ملك سبعا وأربعين سنة ووليها ابنه تميم بن المعز إلى أن مات في رجب سنة 501 ووليها ابنه يحيى بن تميم حتى مات سنة 559 ووليها ابنه علي بن يحيى إلى أن مات في سنة 515 ووليها ابنه الحسن بن علي وفي أيامه أنفذ رجار صاحب صقلية من ملك المهدية فخرج الحسن منها ولحق بعبد المؤمن بن علي وملك الأفرنج بلاد إفريقية وذلك في سنة 543 وانتقضت دولتهم وقد ولى منهم تسعة ملوك في مائة سنة وإحدى وثمانين سنة وملك الأفرنج إفريقية اثنتي عشرة سنة حتى قدمها عبد المؤمن فاستنقذها منهم في يوم عاشوراء سنة 555 وولى عليها أبا عبد الله محمد بن فرج أحد أصحابه ورتب معه الحسن بن علي بن يحيى بن تميم وأقطعه قريتين ورجع إلى المغرب وهي الآن بيد الولاة من قبل ولده فهذا كاف من إفريقية وأمرها، وقد خرج منها من العلماء والأئمة والأدباء ما لا يحصى عددهم منهم أبو خالد عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي قاضيها وهو أول مولود ولد في الإسلام بإفريقية سمع أباه وأبا عبد الرحمن الحبكي وبكر بن سوادة روى عنه سفيان الثوري وعبد الله بن لهيعة وعبد الله بن وهب وغيرهم تكلموا فيه قدم على أبي جعفر المنصور ببغداد قال: كنت أطلب العلم مع أبي جعفر أمير المؤمنين قبل الخلافة فأدخلني يوما منزله فقدم إلي طعاما ومريقه من حبوب ليس فيها لحم ثم قدم إلي زبيبا ثم قال: يا جارية عندك حلواء قالت: لا، قال: ولا التمر قالت: ولا التمر، فاستلقى ثم قرأ هذه الآية: عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون الأعراف: 129، قال فلما ولي المنصور الخلافة أرسل إلي فقدمت عليه فدخلت والربيع قائم على رأسه فاستدناني وقال: يا عبد الرحمن بلغني أنك كنت تفد إلى بني أمية قلت: أجل قال: فكيف رأيت سلطاني من سلطانهم وكيف ما مررت به من أعمالنا حتى وصلت إلينا قال: فقلت: يا أمير المؤمنين رأيت أعمالا سيئة وظلما فاشيا ووالله يا أمير المؤمنين ما رأيت في سلطانهم شيئا من الجور والظلم إلا ورأيته في سلطانك وكنت ظننته لبعد البلاد منك فجعلت كلما دنوت كان الأمر أعظم أتذكر يا أمير المؤمنين يوم أدخلتني منزلك فقدمت إلي طعاما ومريقه من حبوب لم يكن فيها لحم ثم قدمت زبيبا ثم قلت: يا جارية عندك حلواء قالت: لا قلت: ولا التمر قالت: ولا التمر فاستقليت ثم تلوت: عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون فقد والله أهلك عدوك واستخلفك في الأرض ما تعمل قال: فنكس رأسه طويلا ثم رفع رأسه إلي وقال كيف لي بالرجال قلت: أليس عمر بن عبد العزيز كان يقول إن الوالي بمزلة السوق يجلب إليها ما ينفق فيها فإن كان برا أتوه ببرهم وإن كان فاجرا أتوه بفجورهم فأطرق طويلا فأومأ إلي الربيع أن أخرج فخرجت وما عدت إليه، وتوفي عبد الرحمن سنة 156، وينسب إليها أيضا سحنون بن سعيد الإفريقي من فقهاء أصحاب مالك جالس مالكا مدة وقدم بمذهبه إلى إفريقية فأظهره فيها وتوفي سنة 251 وقيل سنة 240.
أفسوس: بضم الهمزة وسكون الفاء والسينان مهملتان والواو ساكنة بلد بثغور طرسوس يقال إنه بلد أصحاب الكهف.
أفشنة: بفتح الهمزة وسكون الفاء والشين معجمة مفتوحة ونون وهاء من قرى بخارى.
أفشوان: بفتح الهمزة وسكون الفاء وفتح الشين وواو وألف ونون من قرى بخارى على أربعة فراسخ منها، والمشهور بالنسبة إليها أبو نصر أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن أسد بن كامل بن خالد الأفشواني.
الأقشولية: بفتح الهمزة وسكون الفاء وضم الشين وسكون الواو وكسر اللام وياء مشددة قرية في غربي واسط بينها وبين البلد نحو ثلاثة فراسخ. ينسب إليها حنشي بن محمد بن شعيب أبو الغنايم النحوي الضرير متأخر مات في ذي القعدة سنة. 565.
أفشيرقان: بكسر أوله وسكون ثانيه وكسر الشين وياء ساكنة وراء وقاف وألف ونون. قرية بينها وبين مرزو خمسة فراسخ. منها أبو الفضل العباس بن عبد الرحيم الإفشيرقاني الفقيه الشافعي كان عالما بالأنساب والكتابة.
الأفقوسية: اسم مدينة جزيرة قبرس وهو تعريب أفقديون بالرومية معناه خير موضع خبرني بذلك رجل عربي من أهل قبرس.
أفكان: قالوا: هو اسم مدينة كانت ليعلى بن محمد، ذات أرحية وحمامات وقصور.
الأفلاج: جمع فلج بالتحريك، وقد ذكر في موضعه من هذا الكتاب مبسوطا وهو باليمامة. قال امرؤ القيس:
بعيني ظعن الحي لما تحملوا ** على جانب الأفلاج من بطن تيمرا أفلاطنس: حصن عظيم عال مشرف جدا من أعمال جبل وهرا وهو من أعمال حلب الغربية.
أفلوغوييا: بفتح الهمزة وسكون الفاء وضم اللام وسكون الواو وغين معجمة وواو أخرى ساكنة ونون وياء وألف. مدينة كبيرة من بلاد الأرمن من نواحي أرمينية ولا يعرف أنها خرج منها فاضل قط ولهذه المدينة رستاق وقلاع حصينة منها قلعة يقال لها وريمان في وسط البحر عن سن جبل لا ترام وهناك نهر يغور في الأرض يقال له نهر نصيبين والجذام يسرع في أهلها لأن أكثر أكلهم الكرنب والغدد فيهم طبع وفيهم خدمة للضيف وقرى وحسن طاعة لرهبانهم حتى إنهم إذا حضرت أحدهم الوفاة أحضر القس ودفع إليه مالا واعترف له بذنب ذنب مما عمله فيستغفر له القس ويضمن له الصفح والعفو عن ذنوبه ويقال إن القس يبسط كساء فكلما ذكر له المريض ذنبا بسط القس كفيه فإذا فرغ من إقراره بالذنب ضم إحدى يديه إلى الأخرى كالقابض على الشيء ثم يطرحه في التراب فإذا فرغ من إقراره بذنوبه جمع القس أطراف كسائه وخرج أي أنني قد جمعت ذنوبك في هذا الكساء ويذهب فينفض الكساء في الصحراء وهذه سنة عجيبة غريبة.
إفليج: بكسر الهمزة والجيم. موضع أحسبه باليمن أفليلاء: بفتح الهمزة قال ابن بشكوال. قرية من قرى الشام ينسب إليها أبو القاسم إبراهيم بن محمد بن زكريا بن مفرج بن يحيى بن زياد بن عبد الله بن خالد بن سعد بن أبي وقاص الوزير الأديب الفاضل الأندلسي شرح ديوان أبي الطيب المتنبي. مات في ذي القعدة سنة 441 ومولده في شوال سنة 352 أفوى: مقصور مفتوح الأول ساكن الثاني. قرية من قرى كورة البهنسا من نواحي الصعيد بمصر.
الأفهار: كأنه جمع فهر من الحجارة موضع في قول طفيل بن علي الحنفي:
فمنعرج الأفهار قفر بسابس ** فبطن خوي ما بروضته شفر أفيح: بضم الهمزة وفتح الفاء بلفظ التصغير عن الأصمعي وغيره يقوله بفتح أوله وكسر ثانيه موضع بنجد قال عروة بن الورد:
أقول له يا مال أمك هابل ** متى حبست على أفيح تعقل
بديمومة ما إن يكاد يرى بها ** من الظمإ الكوم الجلال تبول
تنكر آيات البلاد لمالك ** وأيقن أن لا شيء فيها يعول وقال ابن مقبل:
وقد جعلن أفيحا عن شمايلها ** بانت مناكبه عنها ولم يبن أفيعية: بالضم ثم الفتح والعين مهملة. منهل لسليم من أعمال المدينة في الطريق النجدي إلى مكة من الكوفة أفيق: بلفظ التصغير. موضع في بلاد بني يربوع. يقال أفاق وأفيق قال أبو دواد الإيادي:
ولقد اغتدى يدافع ركني ** صنتع الخد أيد القصرات
وأرانا بالجزع جزع أفيق ** يتمشى كمشية الناقلات أفيق: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وقاف قرية من حوران في طريق الغور في أول العقبة المعروفة بعقبة أفيق والعامة تقول فيق تنزل في هذه العقبة إلى الغور وهو الأردن وهي عقبة طويلة نحو ميلين قال حسان بن ثابت:
لمن الديار أقفرت بمعان ** بين أعلى اليرموك فالصمان
فقفا جاسم فدار خليد ** فأفيق فجانبي ترفلان وفي كتاب الشام عن سعيد بن هاشم بن مرثد عن أبيه قال أخبرونا عن منخل المشجعي قال رأيت في المنام قائلا يقول لي إن أردت أن تدخل الجنة فقل كما يقول مؤذن أفيق قال فسرت إلى أفيق فلما أذن المؤذن قمت إليه فسألته عما يقول إذا أذن فقال أقول لا إله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لايموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير أشهد بها مع الشاهدين وأحملها عن المجاهدين وأعدها ليوم الدين وأشهد أن الرسول كما أرسل والكتاب كما أنزل وأن القضاء كما قدر وأن الساعة آتية لاريب فيها وأن الله يبعث من في القبور عليها أحيا وعليها أموت وعليها أبعث إن شاء الله تعالى.
أفي: بالضم ثم الفتح والياء مشددة موضع في شعر نصيب:
ونحن منعنا يوم أول نساءنا ** ويوم أفي والأسنة ترعف باب الهمزة والقاف وما يليهما
الأقاعص: جمع أقعص: موضع في شعر عدي بن الرقاع العاملي:
هل عند منزلة قد أقفرت خبر ** مجهولة غيرتها بعدك الغير
بين الأقاعص والسكران قد درست ** منها المعارف طرا ما بها أثر
أقتد: بضم التاء فوقها نقطتان موضع في بلاد فهم قال قيس بن العيزارة الهذلي:
لعمرك أنسى لوعتي يوم أقتد ** وهل تتركن نفس الأسير الروائع الأقحوانة: بالضم ثم السكون وضم الحاء المهملة وواو وألف ونون وهاء. موضع قرب مكة. قال الأصمعي هي ما بين بئر ميمون إلى بئر ابن هشام والأقحوانة أيضا موضع بين البصرة والنباج. قال الأزهري موضع معروف في بلاد بني تميم وقد نزلت به، وقال نصر الأقحوانة ماء ببلاد بني يربوع قال عميرة بن طارق اليربوعي:
وكلفت ما عندي من الهم ناقتي ** مخافة يوم أن ألام وأندما
فمرت بجنب الزور ثمت أصبحت ** وقد جاوزت للأقحوانة مخرما والأقحوانة موضع بالأردن من أرض دمشق على شاطىء بحيرة طبرية. حدت هشام بن الوليد عن أبيه قال خرج قوم من مكة نحو الشام وكنت فيهم فبينما نحن نسير في بلاد الأردن من أرض الشام اذ رفع لنا قصر فقال بعضنا لبعض لو ملنا إلى هذا القصر فأقمنا بفنائه حتى نستريح ففعلنا فبينما نحن كذلك إذ انفتح باب القصر وانفرج عن امرأة مثل الغزال العطشان فرمقها كل واحد منا بعين وامق وقلب عاشق فقالت من أي القبائل أنتم ومن أي البلاد قلنا نحن أضاميم من ههنا وهناك فقالت أفيكم من أهل مكة أحد قلنا نعم فأنشأت تقول:
من كان يسأل عنا أين منزلنا ** فالأقحوانة منا منزل قمن
وإن قصري هذا ما به وطني ** لكن بمكة أمسى الأهل والوطن
إذ نلبس العيش صفوا ما يكدره ** قول الوشاة وما ينبو به الزمن
من كان ذا شجن بالشام ينزله ** فبالأباطح أمسى الهم والحزن ثم شهقت شهقة وخرت مغشية عليها فخرجت عجوز من القصر فنضحت الماء على وجهها وجعلت تقول:
في كل يوم لك مثل هذا مرات ** تالله للموت خير لك من الحياة فقلنا: أيتها العجوز ما قصتها فقالت: كانت لرجل من أهل مكة فباعها فهي لا تزال تنزع إليه حنينا وشوقا. قال القاضي الشريف أبو طاهر الحلبي صاحب كتاب الحنين إلى الأوطان عند فراغه من هذا الخبر والأقحوانة ضيعة على شاطىء بحيرة طبرية وقمن أي دان قريت وعندي أن الجارية أرادت الأقحوانة التي بمكة وقمن بفتح الميم أي خليق تعني أن ذلك المنزل جدير أن كون فيه ولم أر في كتب اللغة القمن بمعنى القرب إنما قال الأزهري القمن بكسر الميم القريب والقمن السريع.
إقدام: بالكسر ثم السكون بلفظ مصدر أقدم إقداما ويروى بفتح أوله بلفظ جمع قدم وهو جبل في قول امرىء القيس:
لمن الديار عرفتها بسحام ** فعمايتين فهضب ذي اقدام الأقدحان: بلفظ التثنية موضع في قول ذي الرمة.
وآدم لباس إذا وضح الضحى ** لأفنان أرطى الأقدحين المهدل وبروى إذا وقد.
أقر: بفتح أوله وضم ثانيه وتشديد الراء موضع أو جبل بعرفة.
أقر: بضم الهمزة والقاف وراء اسم واد لبني مرة عن أبي عبيدة وأنشد للنابغة:
لقد نهيت بني ذبيان عن أقر ** وعن تربعهم في كل أصفار وفي كتاب العزيزي تأليف أبي الحسن المهلبي بين الأخاديد وبين أقر ثلاثون ميلا وهي بين البصرة والكوفة بالبادية وبينها وبين سلمان عشرون فرسخا، وقال ابن السكيت أقر جبل وذو أقر واد لبني مرة إلى جنب أقر وهو واد نجل أي واسع مملوء حمضا كان أتنعمان بن الحارث الأصغر الغساني قد حماه فاختماه الناس فتربعاه بنو دبيان فنهاهم النابغة عن ذلك وحذرهم غارة الملك أتنعمان فعيروه خوفه من أتنعمان وأبوا وتربعوه فبعث أتنعمان بن الحارث إليهم جيشا وعليه ابن الحلاج الكلبي فأغار عليهم بذي أقر فقتل وسبى ستين أسيرا وأهداهم إلى قيصر الروم فقال النابغة عند ذلك:
إني نهيت بني دبيان عن أقر ** وعن تربعهم من بعد أصفار
وقلت يا قوم إن الليث منقبض ** على براثنه لعدوة الضاري وقال نصر أقر ماء في ديار غطفان قريب من أرض الشربة وقيل جبل وقيل هو من عدانة وقيل جبال أعلاها لبني مرة بن كعب وأسفلها لفزارة وقال أبو نصر أقر جبل وأنشد لابن مقبل:
منا خناذيذ فرسان وألوية ** وكل سائمة من سارح عكر
وثروة من رجال لو رأيتهم ** لقلت إحدى حراج الجر من أقر أقر: بضم الهمزة وسكون القاف وراء اسم ماء في ديار غطفان قريب من أرض الشربة قاله أبو منصور وأنشد:
توزعنا فقير مياه أقر ** لكل بني أب منا فقير
فحصة بعضنا خمس وست ** وحصة بعضنا منهن بير قال المخبل بن شرحبيل بن جمل البكري في بني زهيرة وقد منعوا سعد بن مسعود المازني من التعدي في صدقات بكر كان يليها:
فدا لبني زهرة يوم أقر ** وقد خذلوا بها أهلي ومالي
فهم منعوا مظالم آل بكر ** وقد وردوا لها قبل السؤال
الأقرع: جبل بين مكة والمدينة وبالقرب منه جبل يقال له الأشعر، وقرأت بخط أبي عامر العبدري وأقبل أبو عبيدة حتى أتى وادي القرى ثم أخذ عليهم الأقرع والجنينة وتبوك وسروع ودخل الشام.
أقرن: بضم الراء، موضع في قول امرىء القيس:
لما سما من بين أقرن فال ** أجيال قلت له فداؤه أهلي أقريطش: بفتح الهمزة وتكسر والقاف ساكنة والراء مكسورة وياء ساكنة وطاء مكسورة وشين معجمة. اسم جزيرة في بحر المغرب يقابلها من بر إفريقية لوبيا وهي جزيرة كبيرة فيها مدن وقرى وينسب إليها جماعة من العلماء قال أحمد بن يحيى بن جابر غزا جنادة بن أبي أمية الأزدي بعد فتحه جزيرة أرواد في سنة 54 في أيام معاوية ثم غزا أقريطش فلما كان في أيام الوليد فتح بعضها ثم أغلق وغزاها حميد بن معيوف الهمداني في خلافة الرشيد ففتح بعضها ثم غزاها في خلافة المأمون أبو حفص عمر بن عيسى الأندلسي المعروف بالاقريطشي فافتتح منها حصنا واحدا ونزله ثم لم يزل يفتح شينا بعد شيء حتى لم يبق فيها من الروم أحدا وخرب حصونهم وذلك في سنة 210 في أيام المأمون، وقال غير البلاذري فتحت أقريطش في أول أيام المأمون وقيل فتحت بعد 250 على يد عمر بن شعيب المعروف بابن الغليظ وكان من أهل قرية بطروح من عمل فحص البلوط من الأندلس وتوارثها عقبه سنين كثيرة، وقال ابن يونس كان أول من افتتحها شعيب بن عمر بن عيسى وكان سمع يونس بن عبد الأعلى وغيره بمصر ثم ندب لفتحها فسار إليها حتى افتتحها وكانت من أعظم بلاد المسلمين نكاية على الروم إلى أن أناخ عليها تغفور بن الفقاس الدمستق في خلافة المطيع وتملك أرمانوس بن قسطنطين في آخر جمادى الأولى سنة 349 في اثنين وسبعين ألفا منهم خمسة آلاف فارس ولم يزل محاصرا لها حتى فتحها عنوة بالحرب والجوع في نصف المحرم سنة 350 فقتل ونهب وسبى وأخذ صاحبها عبد العزيز بن شعيب من ولد أبي حفص عمر بن عيسى الأندلسي وأمواله وبني عمه وحمل ذلك كله إلى القسطنطينية وقيل إنه حمل إلى القسطنطينية من أموالها وسبي أهلها نحو من ثلاثمائة مركب وهدموا حجارة المدينة وألقوها في المينا الذي دخلت مراكبهم فيه لئلا يدخل فيه بعدهم عدو وهي إلى الآن بيد الأفرنج، ونسب إليها بعض الرواة منهم محمد بن عيسى أبو بكر الأقريطشي حدث بدمشق عن محمد بن القاسم المالكي روى عنه عبد الله بن محمد النسائي المؤدب قاله أبو القاسم.
أقساس: قرية بالكوفة أو كورة يقال لها أقساس مالك منسوبة إلى مالك بن عبد هند بن نجم بالجيم بوزن زفر بن منعة بن بزجان بن الدوس بن الديل بن أمية بن حذاقة بن زهر بن إياد بن نزار والفسق في اللغة تتبع الشيء وطلبه وجمعه أقساس فيجوز أن يكون مالك تطلب هذا الموضع وتتبع عمارته فسمي بذلك، وينسب إلى هذا الموضع أبو محمد يحيى بن محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن محمد بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن أبي طالب الأقساسي توفي سنة نيف وسبعين وأربعمائة بالكوفة وجماعة من العلويين ينسبون كذلك إليها.
الأقصر: كأنه جمع قصر جمع قلة اسم مدينة على شاطىء شرقي النيل بالصعيد الأعلى فوق قوص وهي أزلية قديمة ذات قصور ولذلك سميت الأقصر ويضاف إليها كورة.
الأقطانتين: بلفظ التثنية ولم نسمعه مرفوعا. موضع كان فيه يوم من أيام العرب.
الأقعس: الأقعس المرتفع ومنه عزة قعساء. جبل في ديار ربيعة بن عقيل يقال له ذو الهضبات، وقال الحفصي: الأقعس نخل وأرض لبني الأحنف باليمامة.
الأقفاص: كذا يتلفظ به العوام وينسبون إليه الأقفاصي وصوابه أقفهص. اسم بلد بمصر بالصعيد من كورة البهنسا فيما أحسب.
أففهس: هو الذي قبله بعينه.
الأقلام: بلفظ جمع قلم الذي يكتب به. قال ابن حوقل في إفريقية جرماية وثاوران والحجا على نحر البحر ودونها في البر مشرقا الأقلام ثم البصرة ثم كرت، وقال ابن رشيق في الأنموذج محمد بن سلطان الأقلامي من جبل ببادية فاس يعرف بالأقلام وهو إلى مدينة سبتة أقرب وتأدب بالأندلس وهو شاعر مجود مضبوط الكلام.
أقلوش: بضم الهمزة وآخره شين معجمة، قال السلفي. موضع من عمل غرناطة بالأندلس. منه أحمد بن القاسم بن عيسى الأقلوشي أبو العباس المقري رحل إلى المشرق وحدث عن عبد الوهاب بن الحسن الكلابي الدمشقي روى عنه محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الخولاني ووصفه بالصلاح.
إقليبية: بكسر الهمزة وسكون القاف وكسر اللام وياء ساكنة وباء مكسورة وياء خفيفة، هو حصن منيع بإفريقية قرب قرطاجنة مطل على البحر قالوا: لما أرادوا بناءه نقبوا في الجبل وجعلوا يقلبون حجارته في البحر من أعلى الجبل فسمي إقليبية، وأثبته ابن القطاع بألف ممدودة فقال إقليبياء بلد بإفريقية.
إقليد: بكسر الهمزة وسكون القاف. اسم بلد بفارس من كورة اصطخر ولها ولاية ومزارع. ينسب إليها.
إقليش: بضم الهمزة وسكون القاف وكسر اللام وياء ساكنة وشين معجمة. مدينة بالأندلس من أعمال شنت برية وهي اليوم للإفرنج، وقال الحميدي إقليش بليدة من أعمال طليطلة. ينسب إليها أبو العباس أحمد بن القاسم المقري الأقليشي، وأبو العباس أحمد بن معروف بن عيسى بن وكيل النجيبي الأقليشي الأندلسي قال أحمد بن صلفة في معجم السفر كان من أهل المعرفة باللغات والأنحاء والعلوم الشرعية ومن جملة أسانيده أبو محمد بن السيد البطليوسي وأبو الحسن بن سبيطة الداني وأبو محمد القلني وله شعر وكان قد قدم علينا الاسكندرية سنة 546 وقرأ علي كثيرا وتوجه إلى الحجاز وبلغنا أنه توفي بمكة، وعبد الله بن يحيى النجيبي الأقليشي أبو محمد يعرف بابن الوحشي أخذ بطليطلة من المقامي المقري القراءة وسمع بها الحديث وله كتاب حسن في شرح الشهاب واختصر كتاب مشكل القرآن لابن فورك وغير ذلك وتولى أحكام بلده في آخر عمره وتوفي سنة 502.
إقليم: بلفظ واحد الأقاليم. موضع بمصر وإقليم القصب بالأندلس. نسب إليه بعضهم والإقليم ناحية بدمشق. منها ظبيان بن خلف بن نجيم ويقال لجيم بن عبد الوهاب المالكي الفقيه الإقليمي المتكلم من أهل الإقليم سكن دمشق وسمع عبد العزيز الكناني وأبا الحسن بن مكي سمع منه عمر بن أبي الحسن الدهستاني وغيث بن علي وأبو محمد بن السمرقندي وتوفي سنة 494.
إقليمية: مدينة كانت في بلاد الروم.
أقميناس: قرية كبيرة من أعمال حلب في حبل السماق أهلها إسماعيلية ولها ذكر.
إقنا: بكسر الهمزة وتسكين القاف ونون بلد بالصعيد بينها وبين قفط يوم واحد يضاف إليها كورة وأهلها يسمونها قنا بغير ألف.
أقناب دثر: بعد القاف نون وألف وباء موحدة ودال مفتوحة وثاء مثلثة ساكنة وراء:. حصن باليمن في جبل قلحاح.
أقور: بضم القاف وسكون الواو والراء اسم كورة بالجزيرة أو هي الجزيرة التي بين الموصل والفرات بأسرها.
الأقياع: بضم الهمزة وفتح القاف وياء مشددة. موضع بالمضجع عن الخارزنجي.
الأقير: بضم الهمزة وفتح القاف وياء ساكنة وراء ذات الأقير جبل بنعمان.
الأقيصر: تصغير أقصر. اسم صنم. قال أبو المنذر كان لقضاعة ولخم وجذام وعاملة وغطفان صنم في مشارف الشام يقال له الأقيصر وله يقول زهير بن أبي سلمى:
حلفت بأنصاب الأقيصر جاهدا ** وما سحقت فيه المقاديم والقمل وله يقول ربيع بن ضبيع الفزاري:
فإنني والذي نعم الأنام له ** حول الأقيصر تسبيح وتهليل وله. يقول الشتفري الأزدي حليف فهم:
وإن أمرا قد جار عمرا ورهطه ** علي وأثواب الأقيصر تعنف
قال هشام حدثني رجل يكنى أبا بشر يقال له عامر بن شبل من جرم قال كان لقضاعة ولخم وجذام وأهل الشام صنم يقال له الأقيصر وكانوا يحجون إليه ويحلقون رؤوسهم عنده فكان كلما حلق رجل منهم رأسه ألقى مع كل شعرة قرة من دقيق وهي قبضة قال وكانت هوازن تنتابهم في ذلك الإبان فإن أدركه قبل أن يلقى القرى على الشعر قال أعطنيه يعني الدقيق فإني من هوازن ضارع وإن فاته أخذ ذلك الشعر بما فيه من القمل والدقيق فخبزه وأكله. قال فاختصمت جرم وبنو جعدة في ماء لهم إلى النبي ﷺ يقال له العقيق فقضى به رسول الله لجرم. فقال معاوية بن عبد العزى بن ذراع الجرمي:
وإني أخو جرم كما قد علمتم ** إذا جمعت عند النبي المجامع
فإن أنتم لم تقنعوا بقضائه ** فإني بما قال النبي لقانع
ألم تر جرما أنجدت وأبوكم ** مع القمل في حفر الأقيصر ضارع
إذا قرة جاءت يقول أصب بها ** سوى القمل إني من هوازن ضارع
فما أنتم من هؤلاء الناس كلهم ** بلى ذنب أنتم وأنتم أكارع
فإنكما كالخنصرين أخستا ** وفاتتهما في طولهن الأصابع
الأقيلبة: بضم الهمزة وفتح القاف وياء ساكنة وكسر اللام وباء موحدة. مياه في طرف سلمى أحد جبلي طيء وهي من الجبلين على شوط فرس وهي لبني سنبس وقيل هي معدودة في مياه أجإ، وفي كتاب الفتوح ولما نزل سعد بالقادسية أنزل بكر بن وائل القلب وهي تدعى الأقيلبة فاحتفروا بها القلب بين العذيب وبين مطلع الشمس.
باب الهمزة والكاف وما يليهما
الأكاحل: جمع كحل موضع في بلاد مزينة قال معن بن أوس المزني:
أعاذل من يحتل فيفا وفيحة ** وثورا ومن يحمي أكاحل بعدنا الأكادر: بوزن الذي قبله، جبل وقال نصر الأكادر بلد من بلاد فزارة قال الشاعر:
ولو ملأت أعفاجها من رثية ** بنو هاجر مالت بهضب الأكادر إكام: بكسر الهمزة موضع بالشام في قول امرىء القيس يصف سحابا:
قعدت له وصحبتي بين حامر ** وبين إكام بعد ما متأمل الأكام: هكذا وجدته بخط بعض الفضلاء ولا أدري أأراد جبل اللكام أم غيره إلا أنه قال جبل ثغور المصيصة واللكام متصل به ولا شك في أنهما جبل واحد لأن الجبال في موضع قد تسمى باسم وتسمى في موضع آخر باسم آخر وإن كان الجميع جبلا واحدا. قال أحمد بن الطيب ويكون امتداد جبل الأكام نحو ثلاثين فرسخا وعرضه ثلاثة فراسخ وفيه حصون ورستاق واسع.
أكباد: قال الأزدي في قول ابن مقبل:
أمست بأذرع كباد فحم لها ** ركب بلينة أو ركب بساوينا قال: -أكباد - الأرض وأذرعها نواحيها: أكبرة: بالفتح وكسر الباء من أودية سلمى الجبل المعروف لطيىء به نخل وآبار مطوية يسكنها بنو حداد وهم حداد بن نصر بن سعد بن نبهان.
أكتال: بالتاء فوقها نقطتان. موضع في قول وعلة الجرمي:
كأن الخيل بالأكتال هجرا ** وبالخفين رجل من جراد
تكر عليهم وتعود فيهم ** فسادا بل أجل من الفساد
عليها كل أروع من نمير ** أغر كغرة الفرس الجواد
كهيج الريح إذا بعثت عقيما ** مدمرة على إرم وعاد أكدر: أفعل من الكدر. يوم أكدر من أيام العرب ولعله موضع.
أكرسيف: مدينة صغيرة بالمغرب. بينها وبين فاس خمسة أيام لها سوق في كل يوم خميس يجتمع له من حولها من القرى وكذلك بينها وبين تلمسان أيضا خمسة أيام.
أكسال: السين مهملة. قرية من قرى الأردن بينها وبين طبرية خمسة فراسخ من جهة الرملة ونهر أبي فطرس لها ذكر في بعض الأخبار كانت بها وقعة مشهورة بين أصحاب سيف الدولة بن حمدان وكافور الأخيدي فقتل أصحاب سيف الدولة كل مقتلة.
أكسنتلا: مدينة في جنوبي إفريقية. قال أبو الحسن المهلبي أكسنتلا مدينة عظيمة جليلة وهي مملكة لرجل من هوارة من البربر يقال له سهل بن الفهري مسلم وله سلطان عظيم على أمم من البربر في بلاد لاتحص كثرة وتطيعه أحسن طاعة. قال وسمعت غير محصل يذكر أنه إذا أراد الغزو ركب في ألف ألف راكب فرس ونجيب وجمل قال وباكسنتلا أسواق ومجامع وبظاهرها عمارة فيها جميع الفواكه من الكروم وشجر التين والأغلب على ذلك النخل وبها منبر ومسجد للجماعة وقوم يقرأون القرآن وزروعهم على المطر قال ومن أكسنتلا طريقان فطريق الشمال في حد المشرق وسمته إلى بلاد الكنز الآتيين من الشودان مسيرة خمسة أيام.
أكشوثاء: الشين معجمة والثاء مثلثة حصن أظنه بأرمينية قال أبو تمام يمدح أبا سعيد الثغري:
كل حصن من ذي القلاع وأكشو ** ثاء أطلعت فيه يوما عصيبا أكشونية: بفتح الهمزة وسكون الكاف وضم الشين المعجمة وسكون الواو وكسر النون وياء خفيفة. مدينة بالأندلس يتصل عملها بعمل إشبونة وهي غربي قرطبة وهي مدينة كثيرة الخيرات برية بحرية قد يلقى بحرها على ساحلها العنبر الفائق الذي لا يقصر عن الهندي.
أكلب: من جبال بني عامر كأنه جمع كلب، وقد أنشد الأصمعي:
صرمت ولم تصرم لبانة عن قلى ** ولكنما قاس الصحابة قائس
من البيض تضحي والخلوق يجيبها ** جديدا ولم يلبس بها النحس لابس
كأن خراطيم الحصير وأكلب ** فوارس نحت خيلها بفوارس قوله: ولكنما قاس الصحابة قائس، أي بقضاء وقدر كأن صحبها فلا قدرة على الزيادة والنقص والنحس والقدر واحد - ولابس - خالط - ونحت - أي قصدت شبه أطراف الجبال بفوارس قصد بعضها بعضا.
أكل: من قرى ماردين. ينسب اليها أبو بكر بن قاضي أكل شاعر عصري مدح الملك المنصور صاحب حماة بقصيدة أولها:
ما بال سلمى بخلت بالسلام ** ما ضرها لو حيت المستهام الإكليل: اسم موضع في قول عدي بن نوفل، وقيل إنه للنعمان بن بشير:
إذا ما أم عبدالل ** ه لم تحلل بواديه
ولم تشفي سقيما هي ** ج الحزن دواعيه
غزال راعه القنا ** ص تحميه صياصيه
عرفت الربع بالإكلي ** ل عفته سوافيه
بجو ناعم الحوذا ** ن ملتف رواببه
وما ذكرى حبيبا لي ** قليلا ما أواتيه أكمان: بالضم. من مياه نجد عن نصر.
أكمة: بالتحريك موضع يقال له أكمة المشرق بعد الحاجر بميلين كان عندها البريد السادس والثلاثون لحاج بغداد، وقال نصر أكمة من هضاب أجإ عند ذي الجليل ويقال الجليل وهو واد.
أكمة: بالضم ثم السكون. اسم قرية باليمامة بها منبر وسوق لجعدة وقشير تنزل أعلاها، وقال السكوني أكمة من قرى فلج باليمامة لبني جعدة كبيرة كثيرة النخل وفيها يقول الهزاني وقيل القحيف العقيلي:
سلوا الفلج العادي عنا وعنكم ** وأكمة إذا سألت مدافعها دما وقال مصعب بن الطفيل القشيري في زوجته العالية وكان قد طلقها:
أما تنسيك عالية الليالي ** وإن بعدت ولا ما تستفيد
إذا ما أهل أكمة ذدت عنهم ** قلوصي ذادهم ما لا أذود
قواف كالجهام مشردات ** تطالع أهل أكمة من بعيد وقال أيضا يخاطب صاحبا له جعديا ومنزله بأكمة وكان منزل العالية بأكمة أيضا:
كأني لجعدي إذا كان أهله ** بأكمة من دون الرفاق خليل
فإن التفاتي نحو أكمة كلما ** غدا الشرق في أعلامها لطويل الأكناف: لما ظهر طليحة المتنبي ونزل بسميراء أرسل إليه مهلهل بن زيد الخيل الطائي إن معي حدا لغوث فإن دهمهم أمر فنحن بالأكناف بجبال فيدوهي أكناف سلمى قال أبو عبيدة الأكناف جبلا طيء سلمى وأجإ والفرادج.
الأكواخ: ناحية من أعمال بانياس ثم من أعمال دمشق. ينسب إليها بعض الرواة قال الحافظ عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن الحسين بن محمد أبو أحمد الطبراني الزاهد ساكن أكواخ بانياس حدث عن أبي بكر محمد بن سليمان بن يوسف الزبعي وجمح بن القاسم وذكر جماعة وافرة روى عنه تمام بن محمد الرازي ووثقه وعبد الوهاب الميداني وهم من أقرانه وذكر جماعة أخرى ولم يذكر وفاته.
الأكوار: دار الأكواء ذكرت في الدارات.
الأكوام: قال الأصمعي قال العامري الأكوام جمع كوم وهي جبال لغطفان ثم لفزارة مشرفة على بطن الجريب وهي سبعة أكوام قال ولا تسمى الجبال كلها الأكوام قال الراجز:
ولو كان فيها الكوم أخرجنا الكوم ** بالعجلات والمشاء والفوم
حتى صفا الشرب لأوراد حوم وقال غيره يسار عوارة فيما بين المطلع الأكوام التي يقال لها أكوام العاقر وهن أجبال وأسماؤها كوم حباباء والعاقر والصمعل وكوم ذي ملحة. قال وسئلت امرأة من العرب أن تعد عشرة أجبال لا تتعتع فيها فقالت أبان وأبان والقطن والظهران وسبعة أكوام وطمية الأعلام وعليمتا رمان.
أكهى: جبل لمزنينة يقال له صخرة أكهى.
أكيم: بفتح أوله وكسر ثانيه. اسم جبل في شعر طرفة وتطلبته فيه فلم أجده.
أكيراح: بالضم ثم الفتح وياء ساكنة وراء وألف وحاء مهملة. وقد صحفه أبو منصور الأزهري فقال بالخاء المعجمة وهو غلط وهى في الأصل القباب الصغار قال الخالدي: الأكيراح رستاق نزه بأرض الكوفة، والأكيراح أيضا بيوت صغار تسكنها الرهبان الذين لا قلالي لهم يقال لواحدها كرح بالقرب منها ديران يقال لأحدهما دير مرعبدا وللآخر دير حنه، وهو موضع بظاهر الكوفة كثير البساتين والرياض فيه. يقول أبو نواس:
يا دير حنة من ذات الأكيراح ** من يصح عنك فإني لست بالصاحي
يعتاده كل محفو مفارقه ** من الدهان عليه سحق أمساح
في فتية لم يدع منهم تخوفهم ** وقوع ما حذروه غير أشباح
لا يدلفون إلى ماء بباطية ** إلا اغترافا من الغدران بالراح وقرأت بخط أبي سعيد الشكري حدثني أبو جعفر أحمد بن أبي الهيثم البجلي قال رأيت لأكيراح وهو على سبعة فراسخ من الحيرة مما يلي مغرب الشمس من الحيرة وفيه ديارات فيها عيون وآبار محفورة يدخلها الماء وقد وهم فيه الازهري فسماه الأكيراخ بالخاء المعجمة وفيه قال بكر بن خارجة:
دع البساتين من آس وتفاح ** واقصد إلى الشيح من ذات الأكيراح
إلى الدساكر فالدير المقابلها ** لدى الأكيراح أو دير ابن وضاح
منازل لم أزل حينا ألازمها ** لزوم عاد إلى اللذات رواح باب الهمزة واللام وما يليهما
ألاب: بالباء الموحدة بوزن شراب. شعبة واسعة في ديار مزينة قرب المدينة.
ألا ات: بوزن فعالتف وبلفظ علامات، ذكره في الشعر عن نصر.
ألات: بالتاء فوقها نقطتان ألات الحب عين بإضم من ناحية المدينة و ألات ذي العرجاء والعرجاء أكمة و ألاتها قطع من الأرض حولها. قال أبو ذؤيب:
فكأنها بالجزع بين نبايع ** وألات ذي العرجاء نهب مجمع ألاق: بالضم وآخره وقاف جبل بالتيه من أرض مصر من ناحية الهامة.
ألال: بفتح الهمزة واللام وألف ولام أخرى بوزن حمام اسم جبل بعرفات. قال ابن دريد جبل رمل بعرفات عليه يقوم الإمام وقيل جبل عن يمين الإمام وقيل ألال جبل عرفة نفسه. قال النابغة:
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة ** وهل يأثمن ذو أمة وهو طائع
بمصطحبات من لصاف وثبرة ** يزرن ألالا سيرهن التدافع وقد روى إلال بوزن بلال، قال الزبير بن بكار إلال هو البيت الحرام والأول أصح وأما اشتقاقه فقيل إنه سمي ألالا لأن الحجيج إذا رأوه ألوا أي اجتهد ليدركوا الموقف. وأنشد محمد بن الحثحاث الإنشيلي:
مهر أبي الحثحاث لا تسألي ** بارك فيك الله من ذي أل
وقيل الأل جمع الإلة وهي الحربة وتجمع على إلال مثل جفنة وجفان، وهذا الموضع أراده الرضي الموسوي بقوله:
فأقسم بالوقوف على إلال ** ومن شهد الجمار ومن رماها
وأركان العتيق ومن بناها ** وزمزم والمقام ومن سقاها
لأنت النفس خالصة وإن لم ** تكونيها فأنت إذا مناها ألال: بوزن أحمر ولفظ علعل. بلد بالجزيرة.
ألالة: بوزن علالة. موضع في قول الشاعر:
لو كنت بالطبسين أو بألالة قال نصر الألالة بوزن حثالة. موضع بالشام.
الألاهة: يحدث المفضل بن سلمة قال كان أفنون واسمه صريم بن معشر بن ذهل بن تيم بن عمرو بن تغلب سأل كاهنا عن موته فأخبره أنه يموت بمكان يقال الألاهة وكان أفنون قد صار في رهط إلى الشام فأتوها ثم انصرفوا فضلوا الطريق فاستقبلهم رجل فسألوه طريقهم فقال خذوا كذا وكذا فإذا عنت لكم الألالة وهي قارة بالسماوة وضح لكم الطريق فلما سمع أفنون ذكر الألالة تطير وقال لأصحابه إني ميت قالوا ما عليك بأس قال لست بارحا فنهش حماره ونهق فسقط فقال إني ميت قالوا: ما عليك بأس قال: ولم ركض الحمار فأرسلها مثلا ثم قال يرثي نفسه وهو يجود بها:
ألا لست في شيء فروحن معاويا ** ولا المشفقات يتقين الحوازيا
فلا خير فيما يكذب المرء نفسه ** وتقواله للشيء يا ليت ذاليا
لعمرك ما يدري امرؤ كيف يثقي ** إذا هو لم يجعل له الله واقيا
كفى حزنا أن يرحل الركب غذوة ** وأصبح في عفيا الألالة ثاويا
وقال عدي بن الرقاع العاملي:
كلما ردنا شطا عن هواها ** شطنت ذات ميعة حقباء
بغراب إلى الألاهة حتى ** تبعت أمهاتها الاطلاء ألبان: بالفتح ثم السكون كأنه جمع لبن مثل جمل وأجمال، في شعر أبي قلابة الهذلي:
يا دار أعرفها وحشا منازلها ** بين القوائم من رهط فألبان ورواه بعضهم أليان بالياء آخر الحروف قال السكري: القوائم- جبال منتصبة - وحش - ليس بها أحد ورهط موضع.
ألبان: بالتحريك بوزن رمضان اسم بلد على مرحلتين من غزنين بينها وبين كابل وأهله من فل الأزارقة الذين شردهم المهلب وهم إلى الان على مذهب أسلافهم إلا أنهم مذعنون للسلطان وفيهم تجار ومياسير وعلماء وأدباء يخالطون ملوك الهند والسند الذين يقربون منهم ولكل واحد من رؤسائهم اسم بالعربية واسم بالهندية، عن نصر.
إلبيرة: الألف فيه ألف قطع وليس بألف وصل فهو بوزن إخريطة وإن شئت بوزن كبريتة وبعضهم يقول بلبيرة وربما قالوا لبيرة. وهي كورة كبيرة من الأندلس ومدينة متصلة بأراضي كورة قبرة بين القبلة والشرق من قرطبة. بينها وبين قرطبة تسعون ميلا وأرضها كثيرة الأنهار والأشجار وفيها عدة مدن منها قسطيلية وغرناطة و غيرهما تذكر في مواضعها، وفي أرضها معادن ذهب وفضة وحديد ونحاس ومعدن حجر التوتيا في حصن منها يقال له شلوبينية. وفي جميع نواحيها يعمل الكتان والحرير الفائق، وينسب إليها كثير من أهل العلم في كل فن منهم أسد بن عبد الرحمن الإلبيري الأندلسي ولي قضاء البيرة روى عن الأوزاعي وكان حيا بعد سنة خمسمائة قال أبو الوليد: ومنها إبراهيم بن خالد أبو إسحاق من أهل البيرة سمع من يحيى بن يحيى وسعيد بن حسان ورحل فسمع من سحنون وهو أحد السبعة الذين سمعوا بالبيرة في وقت واحد من رواة سحنون وهم إبراهيم بن شعيب وأحمد بن سليمان بن أبي الربيع وسليمان بن نصر وإبراهيم بن خالد وإبراهيم بن خلاد وعمر بن موسى الكناني وسعيد بن النمر الغافقي، وتوفي إبراهيم بن خلاد سنة 270، وتوفي أحمد بن سليمان بالبيرة سنة 287، ومنها أيضا أحمد بن عمر بن منصور أبو جعفر إمام حافظ سمع محمد بن سحنون والربيع بن سليمان الجيزي وعبد الرحمن بن الحكم وغيرهم مات سنة 312، ومنها عبد الملك بن حبيب بن سليمان بن هارون بن جلهمة بن عباس بن مزداس السلمي يكنى أبا مروان وكان بالبيرة وسكن قرطبة ويقال إنه من موالي سليم روى عن صعصعة بن سلام والغار بن قيس وزياد بن عبد الرحمن ورحل وسمع من أبي الماجشون ومطرف بن عبد الله وإبراهيم بن المنذر الحزامي وأصبغ بن الفرج وسدر بن موسى وجماعة سواهم وانصرف إلى الأندلس وقد جمع علما عظيما وكان يشاور مع يحيى بن يحيى وسعيد بن حسان وله مؤلفات في الفقه والجوامع وكتاب فضائل الصحابة وكتاب غريب الحديث وكتاب تفسير الموطأ وكتاب حروب الاسلام وكتاب المسجدين وكتاب سيرة الامام في مجلدين وكتاب طبقات الفقهاء من الصحابة والتابعين وكتاب مصابيح الهدى و غير ذلك من الكتب المشهورة ولم يكن له مع ذلك علم بالحديث ومعرفة صحيحة من سقيمه وذكر أنه كان يتسهل في سماعه ويحمل على سبيل الإجازة كثر روايته. وقال ابن وضاح قال لي إبراهيم بن المنذر الحزامي أتاني صاحبكم الأندلسي عبد الملك بن حبيب بغرارة مملوءة كتبا وقال لي هذا علمك تجيزه لي فقلت نعم ما قرأ علي منه حرفا ولا قرأته عليه، قال وكان عبد الملك بن حبيب نحويا عروضيا شاعرا حافظا للأخبار والأنساب والأشعار طويل اللسان متصرفا في فنون العلم روى عنه مطرف بن قيس وتقي بن مخلد وابن وضاح ويوسف بن يحيى العامي وتوفي سنن 238 بعلة الحصا عن أربع وستين سنة.
التاية: ألفه قطعية مفتوحة واللام ساكنة والتاء فوقها نقطتان وألف وياء مفتوحة. اسم قرية من نظر دانية من إقليم الجبل بالأندلس. منها أبو زيد عبد الرحمن بن عامر المعافري الألتائي النحوي كان قرأ كتاب سيبويه على أبي عبد الله محمد بن حفصة النحوي الكفيف الداني وسمع الحديث عن أبي القاسم خلف بن فتحون الأريولي وغيره وكان أوحد في الآداب وله شعر جيد ومن تلامذته ابن أخيه أبو جعفر عبد الله بن عامر المعافري الألتائي وقرأ أبو جعفر هذا على أبي بكر اللباتي النحوي أيضا وعلى اخرين وهو حسن الشعر قرأ القرآن بالسبع على أبي عبد الله محمد بن الحسن بن سعيد الداني وهو مصلح للأقراء إلا أن الأدب والشعر غلباعليه.
ألتى: بضم الهمزة وسكون اللام وتاء فوقها نقطتان. قلعة حصينة ومدينة قرب تفليس بينها وبين أرزن الروم ثلاثة أيام.
ألجام: بوزن أفعال جمع لجمة الوادي وهو العلم من أعلام الأرض. وهو موضع من أحماء المدينة جمع حمى. قال الأخطل:
ومرت علي الألجام ألجام حامر ** يثرن قطا لولا سواهن هجرا وقال عرزوة بن أذينة:
جاء الربيع بشوطى رسم منزلة ** أحب من حبها شوطى وألجاما ألش: بفتح أوله وسكون ثانيه وشين معجمة اسم مدينة بالأندلس من أعمال تدمير لزبيبها فضل على سائر الزبيب وفيها نخيل جيدة لا تفلح في غيرها من بلاد الأندلس وفيها بسط فاخرة لا مثال لها في الدنيا حسنا.
ألطا: موضع في شعر البحتري:
إن شعري سار في كل بلد ** واشتهى رقته كل أحد
أهل فرغانة قد غنوا به ** وقرى السوس وألطا وسدد ألعس: اسم جبل في ديار بنى عامر بن صعصحة.
أللان: بالفتح وآخره نون بلاد واسعة وأمة كثيرة لهم بلاد، متاخمة للدربند في جبال القبق وليس هناك مدينة كبيرة مشهورة وفيهم مسلمون والغالب عليهم النصرانية وليس لهم ملك واحد يرجعون إليه بل على كل طائفة أمير وفيهم غلظ وقساوة وقلة رياضة حدثني ابن قاضي تفليس قال مرض أحد متقدميهم من الأعيان فسأل من عنده عما به فقالوا هذا مرض يسمى الطحال وهو أرياح غليظة تقوى على هذا العضو فتنفخه فقال وددت لو رأيته ثم تناول سكينا وشق في موضعه واستخرج طحاله بيده ورآه وأراد تخييط الموضع فمات لوقته وقال علي بن الحسن بل مملكة صاحب السرير مملكة اللان وملكها يقال له كركنداح وهو الأعم من أسماء ملوكهم كما أن فيلا نشاه في أسماء ملوك السرير ودار مملكة اللان يقال لها مغص وتفسير ذلك الديانة وله قصور ومنتزهات في غير هذه المدينة ينتقل في السكنى إليها، وقد كانت ملوك اللان بعد ظهور الإسلام في الدولة العباسية اعتقدوا دين النصراني وكانوا قبل ذلك جاهلية فلما كان بعد العشرين والثلاثمائة رجعوا عما كانوا عليه من النصرانية فطردو من كان عندهم من الأساقفة والقسوس وقد كان أنفذهم إليهم ملك الروم وبين مملكة اللان وجبل القبق قلعة وقنطرة على واد عظيم يقال لهذه القلعة قلعة باب اللان بناها ملك من ملوك الفرس القدماء يقال له سندباذ بن بشتاسف بن لهراسف ورتب فيها رجالا يمنعون اللان من الوصول إلى جبل القبق فلا طريق لهم إلا على هذه القنطرة من تحت هذه القلعة والقلعة على صخرة صماء لا سبيل إلى فتحها ولا يصل أحد إليها إلا بإذن من فيها ولهذه القلعة عين من الماء عذبة تظهر في وسطها من أعلى الصخرة وهي إحدى القلاع الموصوفة في العالم وقد ذكرتها الفرس في أشعارها، وقد كان مسلمة بن عبد الملك وصل إلى هذا الموضع وملك هذه القلعة وأسكنها قوما من العرب إلى هذه الغاية يحرسون هذا الموضع وكانت أرزاقهم تحمل إليهم من تفليس وبين هذه القلعة وتفليس مسيرة أيام ولو أن رجلا واحدا في هذه القلعة لمنع جميع ملوك الأرض أن يجتازوا بهذا الموضع لتعلقها بالجو وإشرافها على الطريق والقنطرة والوادي وكان صاحب اللان يركب في ثلاثين ألفا هكذا ذكر بعض المؤرخين، وأما أنا الفقير فسألت من طرق تلك البلاد فخبرني بما ذكرته أولا.
ألقي: بالفتح ثم السكون وكسر القاف، وياء قلعة حصينة من قلاع ناحية الزوزان لصاحب الموصل.
ألملم: بفتح أوله وثانيه ويقال يلملم والروايتان جيدتان صحيحتان مستعملتان. جبل من جبال تهامة على ليلتين من مكة وهو ميقات أهل اليمن والياء فيه بدل من الهمزة وليست مزيدة وقد كثر من ذكره من شعراء الحجاز وتهامة. فقال أبو دهبل يصف ناقة له:
خرجت بها من بطن مكة بعدما ** أصات المنادي للصلاة وأعتما
فما نام من راع ولا ارتد سامر ** من الحي حتى جاوزت بي ألنلما
ومرت ببطن الليث تهوي كأنم ** تبادر بالإصباح نهبا مقسما
وجازت على البزواء والليل كاسر ** جناحيه بالبزواء وردا وأدهما
فقلت لها قد بعت غير ذميمة ** وأصبح وادي البرك غيثا مديما ألوذ: بالذال المعجمة، موضع في شعر هذيل. قال أبو قلابة الهذلي:
رب هامة تبكي عليك كريمة ** بألوذ أو بمجامع الأضجان
وأخ يوازن ما جنيت بقوة ** وإذا غويت الغي لا يلحان ألوس: اسم رجل سميت به بلدة على الفرات قال أبو سعد، ألوس بلدة بساحل بحر الشام قرب طرسوس وهو سهو منه والصحيح أنها على الفرات قرب عانات والحديثة وقد ذكرت قصتها في عانات، وإليها ينسب المؤيد الألوسي الشاعر القائل:
ومهفهف يغني ويقني دائما ** في طورى الميعاد والإيعاد
وهبت له الآجام حين نشابها ** كرم السيول وهيبة الآساد
وله في رجل من أهل الموصل رافضي يعرت بابن زيد:
وأعور رافضي ** لله ثم لشعري
يدعونه بابن زيد ** وهو ابن زيد وعمرو
واتفق للمؤيد الشاعر هذا الألوسي قصة قل ما يقع مثلها وهو أن المقتفي لأمر الله اتهمه بممالاة السلطان ومكاتبته فأمر بحبسه فحبس وطال حبسه فتوسل له ابن المهتدي صاحب الخبر في إيصال قصة إلى المقتفي يسأله فيها الإفراج عنه فوقع المقتفي أيطلق المؤبد بالباء الموحدة فزاد ابن المهتدي نقطة في المؤبد وتلطف في كشط الألف من أيطلق وعرضها على الوزير فأمر بإطلاقه فمضى إلى منزله وكان في أول النهار فضاجع زوجته فاشتملت على حمل ثم بلغ الخليفة إطلاقه فأنكره وأمر برده إلى محبسه من يومه وبتأديب ابن المهتدي فلم يزل محبوسا إلى أن مات المقتفي فأفرج عنه فرجع إلى منزله وله ولد حسن قد ربى وتأدب واسمه محمد فقال عند ذلك المؤيد الشاعر:
لنا صديق يغرز الأصدقاء ولا ** تراه مذ كان في ود له صدقا
كأنه البحر طول الدهر تركبه ** وليس تأمن فيه الخوف والغرقا
ومات المؤيد سنة سبع وخسمين وخمسمائة، ومن شعر ابنه محمد:
أنا ابن من شرفت علما خلائقه ** فراح متزرا بالمجد متشحا
أم الحجى بجنين قط ما حملت ** من بعده وإناء الفضل ماطفحا
إن كنت نورا فنبت من صحابته ** أو كنت نارا فذاك الزند قد قدحا وينسب إليها من القدماء محمد بن حصن بن خالد بن صعيد بن قيس أبو عبد الله البغدادي الألوسي الطرسوسي يروي عن نصر بن علي الجهضمي ومحمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي وأبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم الصواف وأبى بكر بن أبى الدنيا والحسن بن محمد الزعفراني وغيرهم روى عنه أبو القاسم بن أبي العقب الدمشقي وأبو عبد الله بن مروان وأبو بكر بن المقري وأبو القاسم علي بن محمد بن داود بن أبي الفهم التنوخي القاضي وسليمان بن أحمد الطبراني وغيرهم. وهذا الذي غر أبا سعد حتى قال ألوس من ناحية طرسوس والله أعلم.
الومة: بوزن أكولة. بلد في ديار هذيل قال صخر الغي:
هم جلبوا الخيل من ألومة أو ** من بطن عمق كأنها البجد
البجد: جمع بجاد وهو كساء مخطط، وقيل: ألومة واد لبني حرام من كنانة قرب حلي وحلي حد الحجاز من ناحية اليمن.
ألوة: بفتح أوله بوزن خفوة بلدة في شعر ابن مقبل حيث قال:
يكادان بين الدونكين وألوة ** وذات القتاد السمر ينسلخان والألوة: في اللغة الحلفة.
ألهان: بوزن عطشان اسم قبيلة وهو ألهان بن مالك بن زيد بن أوسلة بن ربيعة بن الخيار بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان وألهان هو أخو همدان سمي باسمه مخلاف باليمن بينه وبين العرف ستة عشر فرسخا وبينه وبين جبلان أربعة عشر فرسخا، وألهان موضع قرب المدينة كان لبني قريظة.
ألهم: بوزن أحمد. بليدة على ساحل بحر طبرستان بينها وبين أمل مرحلة.
أليس: مصغر بوزن فليس والسين مهملة قال محمود وغيره أليس بوزن سكيت. الموضع الذي كانت فيه الوقعة بين المسلمين والفرس في أول أرض العراق من ناحية البادية وفي كتاب الفتوح أليس قرية من قرى الأنبار ذكرها في غزوة أليس الآخرة، وقال أبو محجن الثقفي وكان قد حضر هذا اليوم وأبلى بلاء حسنا وقال من قصيدة:
وما رمت حتى خرقوا برماحهم ** ثيابي وجادت بالدماء الأباجل
وحتى رأيت مهرتي مزوبرة ** من النبل يدمي نحرها والشواكل
وما رحت حتى كنت آخر رائح ** وضرج حولي الصالحون الأماثل
مررت على الأنصار وسط رحالهم ** فقلت ألاهل منكم اليوم قافل
وقربت رواحا وكورا وغرقة ** وغودر في أليس بكر ووائل أليش: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وشين معجمة. قال الخارزنجي بلد وأنا أخاف أن يكون الذي قبله لكنه صحفه.
أليفة: بالضم ثم الفتح وياء ساكنة وفاء بلفظ التصغير، من ديار اليمانيين عن نصر.
الأليل: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة ولام أخرى قال أبو أحمد العسكري يوم الأليل وقعة كانت بصلعاء النعام يذكر في صلعاء.
أليل: بالفتح ثم السكون وياء مفتوحة ولام أخرى ويقال يليل أوله ياء موضع بين وادي ينبع وبين العذيبة والعذيبة قرية بين الجار وينبع وثم كثيب يقال له كثيب يليل قال كثير يصف سحابا:
وطبق من نحو النجير كأنه ** بأليل لما خلف النخل ذامر أليون: بالفتح ثم السكون وياء مضمومة وواو ساكنة ونون، اسم قرية بمصر كانت بها وقعة في أيام الفتوح وإليها يضاف باب أليون المذكور في موضعه.
ألية: بالفتح ثم السكون وياء مفتوحة بلفظ ألية الشاة، ماءة من مياه بني سليم وفي كتاب جزيرة العرب للأصمعي بن ألية، قال:
ومن يتداع الجو بعد مناخنا ** وأرماحنا يوم ابن ألية تجهل
كأنهم ما بين ألية غدوة ** وناصفة الغراء هدي محلل وقال عرام في حزم بني عوال أبيار منها بئر ألية اسم ألية الشاة هذا لفظه، وقال نصر أما ألية أبرق من بلاد بني أسد قرب الأجفر يقال له ابن ألية، وقال وألية الشاة ناحية قرب الطرف وبين الطرف والمدينة نيف وأربعون ميلا وقيل واد بفسح الجابية والفسح واد بجانب عرنة وعرنة روضة بواد مما كان يحمى للخيل في الجاهلية والإسلام بأسفلها قلهي وهي ماء لبني جذيمة بن مالك.
ألية: بالضم ثم السكون وياء مفتوحة. اسم إقليم من نواحي إشبيلية وإقليم من نواحي إستجه كلاهما بالأندلس والإقليم ها هنا القرية الكبيرة الجامعة.
ألية: قال نصر: بفتح الهمزة وكسر اللام وتشديد الياء جاء في الشعر لا أعلم اسم موضع أم كسرت اللام وشددت الياء للضرورة.
باب الهمزة والميم وما يليهما
الأماحل: مضاف إليه ذات موضع أراه قرب مكة، قال بعض الحضر:
جانب التنائف من وادي السكاك إلى ** ذات الأماحل من بطحاء أجياد أم العرب: في الحديث أن النبي ﷺ قال: إذا افتتحتم مصر فالله الله في أهل الذمة أهل المدرة السوداء والسحم الجعاد فإن لهم نسبا وصهرا، قال مولى عفرة أخت بلال بن حمامة المؤذن نسبهم أن أم إسماعيل النبي عليه السلام منهم يعني هاجر وأما صهرهم فإن النبي ﷺ تسرر منهم مارية القبطية، وقال ابن لهيعة أم إسماعيل هاجر من أم العرب. قرية كانت أمام الفرما من أرض مصر ورواه بعضهم أم العريك وقيل هي من قرية يقال لها ياق عند أم دنين وأما مارية القبطية أم إبراهيم بن رسول الله ﷺ التي أهداها إليه المقوقس من حفن من كورة أنصنا.
أم أذن: قارة بالسماوة تؤخذ منها الرحى.
الأمالح: جمع أملح وهو كل شيء فيه سواد وبياض كالأبلق من الخيل والغنم وغير ذلك ومنه ضحى النبي ﷺ بكبشين أملحين. موضع.
أم أمهار: قال أبو منصور هو: اسم هضبة، وأنشد للراعي:
مررت على أم أنهار مشمرة ** تهوي بها طرق أوساطها زور أم أوعال: هضبة معروفة قرب برقة أنقد باليمامة وهي أكمة بعينها. قال ابن السكيت ويقال لكل هضبة فيها أوعال أم أوعال وأنشد:
ولا أبوح بسر كنت أكتمه ** ما كان لحمي معصوبا بأوصالي
حتى يبوح به عصماء عاقلة ** من عضم بدوة وحش أم أوعال وقال العجاج:
وأم أوعال بها أو أقربا ** ذات اليمين غير ما أن ينكبا وقيل أوعال جمع وعل وهو كبش الجبل.
الأمثال: بوزن جمع مثل، أرضون ذات جبال من البصرة على ليلتين سميت بذلك لأنه شبه بعضها بعضا.
أمج: بالجيم وفتح أوله وثانيه والأمج في اللغة العطش. بلد من أعراض المدينة. منها حميد الأمجي دخل على عمر بن عبد العزيز، وهو القائل:
شربت المدام فلم أقلع ** وعوتبت فيها فلم أسمع
حميد الذي أمج داره ** أخو الخمر ذو الشيبة الأصلع
علاه المشيب على حبها ** وكان كريما فلم ينزع وقال جعفر بن الزبير بن العوام، وقيل عبيد الله بن قيس الرقيات:
هل باذكار الحبيب من حرج ** أم هل لهم الفؤاد من فرج
ولست أنسى مسيرنا ظهرا ** حين حللنا بالسفح من أمج
حين يقول الرسول قد أذنت ** فأت على غير رقبة فلج
أقبلت أسعى إلى رحالهم ** لنفحة نحو ريحها الأرج
وقال أبو المنذر هشام بن محمد أمج وغران واديان يأخذان من حرة بني سليم ويفرغان في البحر قال الوليد بن العباس القرشي خرجت إلى مكة في طلب عبد آبق لي فسرت سيرا شديدا حتى وردت أمج في اليوم الثالث فنوة فتعبت فحططت رحلي واستلقيت على ظهري واندفعت أغني:
يا من على الأرض من غاد ومدلج ** أقري السلام على الأبيات من أمج
أقرى السلام على ظبي كلقت به ** فيها أغن غضيض الطرف من دعج
يامن يبلغه عني تحية لا ** ذاق الحمام وعاش الدهر في حرج قال: فلم أدر إلا وشيخ كبير يتوكأ على عصا وهو يهدج إلي فقال: يا فتى أنشدك الله إلا رددت إلي الشعر فقلت: بلحنه فقال: بلحنه ففعلت فجعل يتطرب فلما فرغت قال: أتدري من قائل هذا الشعر قلت: لا، قال أنا و الله قائله منذ ثمانين سنة وإذا الشيخ من أهل أمج.
أم جحدم: اسم موضع باليمن ينسب إليه الصبر الجحدمي وهو النهاية في الجودة عن أبي سهل الهروي، وقال ابن الحائك. أم جحدم في اخر حدود اليمن من جهة تهامة وهي قرية بين كنانة والأزد.
أم جعفر: حصن بالأندلس من أعمال ماردة.
أم حبوكرى: قال ابن السكيت: قال أبو صاعد: أم حبوكرى بأعلى حائل من بلاد قشير بها قفاف ووهاد وهي أرض مدرة بيضاء فكلما خرج الإنسان من وهدة سار إلي أخرى فلذلك يقال لمن وقع في الداهية والبلية وقع في أم حبوكرى، وحكى الفراء في نوادره وقعوا في أم حبوكرى هذا وأم حبوكر وأم حبوكران ويلقى منه أم فيقال: وقعوا في حبوكرى وأصله الرملة التي يضل فيها ثم صرفت إلى الدواهي.
أم حنين: بفتح الحاء المهملة وتشدين النون المفتوحة وياء ساكنة ونون أخرى بلدة باليمن قرب زبيد. ينسب إليها أبو محمد عبد الله بن محمد الأمحني وربما قيل المحنني شاعر عصري، أنشدني. أبو الربيع سليمان بن عبد الله الريحاني المكي بالقاهرة في سنة 624 قال أنشدني المحنني لنفسه.
يا ساهر الليل في هم وفي حزن ** حليف وجد ووسواس وبلبال
لا تيأسن فإن الهم منفرج ** والدهر ما بين إدبار وإقبال
أما سمعت ببيت قد جرى مثلا ** ولا يقاس بأشباه وأشكال
ما بين رقدة عين وانتباهتها ** يقلب الدهر من حال إلى حال
وكان سيف الإسلام طغتكين بن أيوب قد أنكر من ولده إسماعيل أمرا أوجب عنده أن طرده عن بلاد اليمن ووكل به من أوصله إلى حلي وهي آخر حد اليمن من جهة مكة فلقيه المحنني هذا هناك بقصيدة فلم يتسع ما في يده لإرفاده فكتب على ظهر رقعته البيتين المشهورين.
كفي سخي ولكن ليس لي مال ** فكيف يصنع من بالقرض يحتال
خذ هاك خطي إلى أيام ميسرتي ** دين علي فلي في الغيب آمال فلم يرحل عن موضعه حتى جاءه نعي والده فرجع إلى اليمن فملكها وأفضل على هذا الشاعر وقربه.
أم خرمان: بضم الخاء المعجمة وسكون الراء وميم وألف ونون والخرماني في اللغة الكذب ويروى بالزاي أيضا. اسم موضع، وحكى ابن السكيت في كتاب المثنى قال أبو مهدي أم خزمان ملتقى حاج البصرة وحاج الكوفة وهي بركة إلى جنبها أكمة حمراء على رأسها موقد، وأنشد:
يا أم خرمان ارفعي الوقودا ** تري رجالا وقلاصا فودا
وقد أطالت نارك الخمودا ** أنمت أم لا تجدين عودا وأنشد الهذلي يقول:
يا أم خرمان ارفعي ضوء اللهب ** إن السويق والدقيق قد ذهب وفي كتاب نصر أم خرمان. جبل على ثمانية أميال من العمرة التي يحرم منها أكثر حاج العراق وعليه علم ومنظرة وكان يوقد عليها لهداية المسافرين وعنده بركة أوطاس ومنه يعدل أهل البصرة عن طريق أهل الكوفة.
أم خنور: بفتح أوله وضم النون المشددة وسكون الواو، وراء اسم لكل واحدة من البصرة ومصر وهي في الأصل الداهية واسم الضبع وقيل الخنور بالكسر الدنيا وأم خنور لمصر، وفي نوادر الفراء العرب تقول وقعوا في أم خنور بالفتح وهي النعمة وأهل البصرة يقولون خنور بالكسر وفتح النون، والعرب تسمي مصر أم خنور.
إمدان: بكسر الهمزة والميم وتشديدها. اسم موضع من أبنية كتاب سيبويه وأما الإمدان بكسر الهمزة والميم وتشديد الدال فهو الماء النز على وجه الأرض. قال زيد الخيل:
فأصبحن قد أقهين عني كما أبت ** حياض الإمدان الظماء القوامح أم دنين: بضم الدال وفتح النون وياء ساكنة ونون موضع بمصر ذكره في أخبار الفتوح. قيل: هي قرية كانت بين القاهرة والنيل اختلطت بمنازل ربض القاهرة.
أمديزة: بالفتح ثم السكون وكسر الدال المهملة وياء ساكنة وزاي وهاء. من قرى بخارى. منها أبو بشر بشار بن عبد الله الأمديزي البخاري. يروي عن وكيع بن الجراح.
الأمراء: بلد من نواحي اليمن في مخلاف سنحان.
الأمراج: بفتح أوله وسكون ثانيه والراء والألف والجيم موضع في شعر الأسود بن يعفر.
بالجو فالأمراج حول مغامر ** فبضارج فقصيمة الطراد الأمرار: كأنه جمع مر اسم مياه بالبادية. وقيل: مياه لبني فزارة وقيل: عراعر وكنيب يدعيان الأمرار لمرارة مائهما. قال النابغة:
إن العريمة مانع أرماحنا ** ما كان من سحم بها وصفار
زيد بن بدر حاضر بعراعر ** وعلى كنيب مالك بن حمار
وعلى الرميثة من سكين حاضر ** وعلى الدثينة من بني سيار
فلأعرفنك عارضا لرماحنا ** في جف تغلب وادي الأمرار قال أبو موسى أمرار واد في ديار بني كعب بن ربيعة. ينسب إليه عجرد الشاعر الأمراري وهو أحد بنى كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. أنشد له أبو العباس ثعلب أرجوزة أولها:
عوجي علينا واربعي يا ابنة جل ** قد كان عاذلي من قبلك مل
وقال قيس بن زهير العبسي:
ما لي أرى إبلي تحن كأنها ** نوح تجاوب موهنا أعشارا
لن تهبطي أبدا جنوب مويسل ** وقنا قراقرتين فالأمرارا أمراش: السين معجمة موضع فيه روضة ذكرت في الرياض.
أم رحم: بضم الراء وسكون الحاء المهملة وميم من أسماء مكة.
أمر: بلفظ الفعل من أمر يأمر معرب ذو أمر موضع غزاه رسول الله. ﷺ قال الواقدي هو من ناحية الخيل وهو بنجد من ديار غطفان وكان رسول الله خرج في ربيع الأول من سنة ثلاث للهجرة لجمع بلغه أنه اجتمع من محارب وغيرهم فهرب القوم منهم إلى رؤوس الجبال وزعيمها دعثور بن الحارث المحاربي فعسكر المسلمون بذي أمر. قال عكاشة بن مسعدة السعدي:
فأصبحت ترعى مع الوحش النفر ** حيث تلاقى واسط وذو أمر
حيث تلاقت ذات كهف وغمر والأمر في الأصل الحجارة تجعل كالأعلام. قال ابن الأعرابي الأروم واحدها إرم وهي أرفع من الصوى والأمر أرفع من الأروم الواحدة أمرة قال أبو زبيد:
إن كان عثمان أمسى فوقه أمر ** كراتب العون فوق القبة الموفى وقال الفزاء يقال ما بها أمر أي علم ومنه بيني وبينك أمارة أي علامة. وأمر موضع بالشام قال الراعي فيه.
قب سماوية ظلت محلأة ** برجلة الدار فالروحاء فالأمر
كانت مذانبها خضرا فقد يبست ** وأخلفتها رياض الصيف بالغدر أمر: بفتح أوله وثانيه وتشديد الراء وهو أفعل من المرارة موضع في برية الشام من جهة الحجاز على طرف بسيطة من جهة الشمال وعنده قبر الأمير أبي البقر الطائي. قال سنان بن أبي حارثة:
وبضرغد وعلى السديرة حاضر ** وبذي أمر حريمهم لم يقسم وأنشد ابن الأعرابي يقول:
أرى أهل المدينة اتهموا بها ** ثم أكروها الرجال فأشأموا
فصبخن من أعلى أمر ركية ** جلينا وصلع القوم لم يتعمموا
أي من قبل طلوع الشمس لأن الأصلع حر الشمس أشد عليه من البرد.
أمر: بتشديد الميم بوزن شمر بلفظ أمر الإمام تأميرا موضع.
الأمرغ: بالغين المعجمة اسم موضع.
أمرة: بلفظ المرة الواحدة من الأمر موضع في شعر الشماخ وأبي تمام.
أمرة مفروق: وهو مفروق بن عمرو بن قيس بن الأصم. وكان قد خرج مع بسطام بن قيس إلى بني يربوع يوم العظالي فطعنته قعنب وأسيد طعنة فأثقلته حتى إذا كان بمرافض غبيط خرج مفروق من القلة ومات فبنوا عليه أمرة وهو علم فهي تسمى أمرة مفروق وهي في أرض بني يربوع.
إمرة: بكسر الهمزة وفتح الميم وتشديدها وراء وهاء وهو الرجل الضعيف الذي يأتمر لكل أحد. ويقال ما له إمر ولا إمرة وهو: اسم منزل في طريق مكة من البصرة بعد القريتين إلى جهة مكة وبعد رامة وهو منهل وفيه يقول الشاعر:
ألا هل إلى عيس بإئرة الحما ** وتكليم ليلى ما حييت سبيل وفي كتاب الزمخشري إمرة ماء لبني عميلة على متن الطريق. وقال أبو زياد ومن مياه غني بن أعصر. إمرة من مناهل حاج البصرة قال نصر: إمرة الحمى لغني وأسد وهي أدنى حمى ضرية أحماه عثمان لابل الصدقة وهو اليوم لعامر بن صعصعة.
أم سخل: بفتح السين والخاء معجمة ولام. جبل النير لبني غاضرة.
أم السليط: بفتح السين وكسر اللام وياء ساكنة وطاء. قرى عثر باليمن.
أم صبار: بفتح الصاد المهملة وباء موحدة مشددة وألف وراء اسم حرة بني سليم قال الصيرفي: الأرض التي فيها حصباء ليست بغليظة. ومنه قيل للحرة أم صبار وقال ابن السكيت: قال أبو صاعد الكلابي: أم صبار قنة في حرة بني سليم وقال الفزاري أم صبار حرة النار وحرة ليلى قال النابغة:
تدافع الناس عنها حين نركبها ** من المظالم تدعى أم صبار ويروى ندافع الناس. وقال الأصمعي: يريد ندفع الناس عنها لا يمكن أن يغزوها أحد أي يمنعهم عن غزوها لأنها غليظة لا تطؤها الخيل وقوله من المظالم أي هي حرة سوداء مظلمة كما تقول هو أسود من السودان. قال ابن السكيت: تدعى الحرة والهضمة أم صبار وأم صبار أيضا الداهية.
أمعط: موضع في قول الراعي. ورواه ثعلب بكسر الهمزة:
يخرجن بالليل من نقع له عرف ** بقاع أمعط بين السهل والبصر أم العيال: بكسر العين المهملة. قرية بين مكة والمدينة في لحف آرة وهو جبل بتهامة. وقال عزام بن الأصبغ السلمي: أم العيال قرية صدقة فاطمة الزهراء بنت رسول الله ﷺ أم العين: بلفظ العين الباصرة. حوض وماء دون سميراء للمصعد إلى مكة رشاؤها عشرون ذراعا وماؤها عذب أم غرس: بغين معجمة مكسورة، قال ابن السكيت قال الكلابي أم غرس بكسر الغين، ركية لعبد الله بن قرة المنافي ثم الهلالي لا تنزح ولا توارى عراقيها دائمة على ذلك أبدا واسعة الشحوة قريبة القعر، وأنشد
ركية ليست كأم غرس أم عزالة: هكذا وجدته مشدد الزاي بخط بعض الأندلسيين، وقال هو حصن من أعمال ماردة بالأندلس.
أمغيشيا: بفتح أوله ويضم وسكون ثانيه والغين معجمة مكسورة وياء ساكنة والشين معجمة وياء وألف، موضع كان بالعراق كانت فيه وقعة بين المسلمين وأميرهم خالد بن الوليد وبين الفرس فلما ملكها المسلمون أمر خالد بهدمها وكانت مصرا كالحيرة وكان فرات بادقلى ينتهي إليها وكانت أليس من مسالحها فأصاب المسلمون فيها ما لم يصيبوا مثله قبله، فقال أبو مقرن الأسود بن قطبة:
لقينا يوم أليس وأمغى ** ويوم المقر أساد النهار
فلم أر مثلها فضلات حرب ** أشد على الجحا جحة الكبار
قتلنا منهم سبعين ألفا ** بقية حربهم نخب الأسار
سوى من ليس يحصى من قتيل ** ومن قد غال جولان الغبار
أم القرى: من أسماء مكة، قال نفطويه سميت بذلك لأنها أصل الأرض منها دحيت وفسر قوله تعالى: وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا القصص: 59 هي على وجهين أحدهما أنه أراد أعظمها وأكثرها أهلا والاخر أنه أراد مكة، وقيل سميت مكة أم القرى لأنها أقدم القرى التي في جزيرة العرب وأعظمها خطرا، إما لاجتماع أهل تلك القرى فيها كل سنة أو انكفائهم إليها وتعويلهم على الاعتصام بها لما يرجونه من رحمة الله تعالى وقال الحيقطان:
غزاكم أبو يكسوم في أم داركم ** وأنتم كقبض الرمل أو هو أكثر يعني صاحب الفيل، وقال ابن دريد سميت مكة أم القرى لأنها توسطت الأرض و الله أعلم، وقال غيره لأن مجمع القرى إليها، وقيل بل لأنها وسط الدنيا فكأن القرى مجتمعة عليها، وقال الليث كل مدينة هي أم ما حولها من القرى، وقيل سميت أم القرى لأنها تقصد من كل أرض وقرية.
الأملاح: موضع جاء في شعر بعض الشعراء بالألف واللام كما قال:
عفا من آل ليلى الس ** ب فالأملاح فالغمر وقال البريق الهذلي:
وإن أمس شيخا بالرجيع وولده ** ويصبح قومي دون دارهم مصر
أسائل عنهم كلما جاء راكب ** مقيما بأملاح كما ربط اليعر وقد تكرر ذكره في شعر هذيل فلعله من بلادهم، وقال أبو ذؤيب:
صوح من أم عمرو بطن مر فأك ** ناف الرجيع فذو سدر فأملاح الأملال: آخره لام، قال ابن السكيت في قول كثير:
سقيا لعزة خلة سقيا لها ** إذ نحن بالهضبات من أملال قال أراد ملل، وهو منزل على طريق المدينة من مكة وقد ذكر في موضعه، وقد جاء به هكذا أيضا الفضل بن العباس بن عتبة اللهبي، فقال:
ما تصابى الكبير بعد اكتهال ** ووقوف الكبير في الأطلال
موحشات من الأنيس قفارا ** دارسات بالنعف من أملال قال اليزيدي أملال أرض.
الأملحان: بلفظ التثنية، قال أبو محمد بن الأعرابي الأسود الأفلحان، ما آن لبني ضبة بلغاط ولغاط لبني ضبة، قال بعضهم:
كأن سليطا في جواشنها الحصا ** إذا حل بين الأملحين وقيرها أملس: موضع في برية أنطابلس بإفريقية له ذكر في كتاب الفتوح.
أملط: من مخاليف اليمن.
الأملول: من مخاليف اليمن أيضا، وهو الأملول بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير.
أم موسل: بفتح الميم والسين مكسورة وسكون الواو ولام. هضبة عن محمود بن عمر.
أمن: بفتح الهمزة وسكون الميم، ماء. في بلاد غطفان وقد تقلب الهمزة ياء على عادتهم فيقال يمن وهو ماء لغطفان، قال:
إذا حفت بيمن أو جبار أمول: مخلاف باليمن في شعر سلمى بن المقعد الهذلي:
رجال بني زبيد غيبتهم ** جبال أمول لا سقيت أمول أمويه: بفتح الهمزة وتشديد الميم وسكون الواو وياء مفتوحة وهاء، وهي آمل الشط، وقد تقدم ذكرها بما فيه غنى، قال المنجمون هي في الإقليم الرابع طولها خمس وثمانون درجة ونصف وربع وعرضها سبع وثلاثون درجة وثلثان.
الأمهاد: جمع مهد. يوم الأمهاد من أيام العرب ويقال لها أمهاد عامر كأنه من مهدت الشيء إذا بسطته.
أمهار: بالراء ذات أمهار، موضع بالبادية والمهر ولد الفرس معروف والجمع أمهار.
الأميرية: منسوبة إلى الأمير، من قرى النيل من أرض بابل، ينسب إليها أبو النجم بدر بن جعفر الضرير الشاعر دخل واسطا في صباه وحفظ بها القران المجيد وتأدب ثم قدم بغداد فصار من شعراء الديوان وجعل له على ذلك رزق دار وأقام بها إلى أن مات في رمضان سنة 611، ومن شعره:
عذيري من جيل غدوا وصنيعهم ** بأهل النهى والفضل شر صنيع
ولؤم زمان لا يزال موكلا ** بوضع رفيع أو برفع وضيع
سأصرف صرف الدهر عني بأبلج ** متى آته لم آته بشفيع الأميشط: بلفظ التصغير، موضع في شعر عدي بن الرقاع:
فظل بصحراء الأميشط يومه ** خميصا يضاهي ضفن هادية الصهب
الأميلح: تصغير الأملح وقد تقدم، ماء لبني ربيعة الجوع، قال زيد بن منقذ أخو المرار من القصيدة الحماسية.
بل ليت شعري متى أغدو تعارضني ** جرداء سابحة أو سابح قدم
نحو الأميلح أو سمنان مبتكرا ** بفتية فيهم المرار والحكم المرار والحكم: أخواه.
الأميلحان: تثنية الذي قبله، من مياه بلعدوية ثم لبني طريف بن أرقم منهم باليمامة أو نواحيها عن محمد بن إدريس بن أبي حفصة.
أميل: بفتح أوله وكسر ثانيه وياء ولام. جبل من رمل طوله ثلاثة أيام وعرضه نحو ميل وليس يعلم فيها أحسب وجمعه أمل وثلاثة أملة، قال الراعي:
مهاريس لاقت بالوحيد سحابة ** إلي أمل الغراف ذات السلاسل وقال ذو الرمة:
وقد مالت الجوزاء حتى كأنها ** صوار تدلى من أميل مقابل وقال أبو أحمد العسكري يوم الأميل الميم مكسورة هو يوم الحسن الذي قتل فيه بسطام بن قيس. قال الشاعر:
وهم على صدف الأميل تداركوا ** نعما تشل إلى الرئيس وتعكل وقال بشير بن عمرو بن مرثد:
ولقد أرى حيا هنالك غيرهم ** ممن يحلون الأميل المعشبا الأمين: ضد الخائن المذكور في القرآن المجيد فقال جل وعلا: وهذا البلد الأمين التين: 3، هو مكة.
الأميوط: بلدة في كورة الغربية من أعمال مصر.
باب الهمزة والنون وما يليهما
أنا: بالضم والتشديد، عدة مواضع بالعراق عن نصر أنا: بالضم والتخفيف والقصر، واد قرب السواحل بين الصلا ومدين يطؤه حجاج مصر وفيه عين يقال لها عين أنى، قال كثير:
يجتزن أودية البضيع جوازعا ** أجواز عين أنا فنعف قبال وبئر أنا بالمدينة من ابار بني قريظة وهناك نزل النبي ﷺ لما فرغ من غزوة الخندق وقصد بني النضير عن نصر.
أناخة: بالخاء المعجمة، جبل لبني سعد بالدهناء.
أنار: بضم الهمزة وتخفيف النون وألف وراء بليدة كثيرة المياه والبساتين من نواحي أذربيجان بينها وبين أردبيل سبعة فراسخ في الجبل وأكثر فواكه أردبيل منها معدودة في ولاية بيشكين صاحب أهر ووراوي رأيتها أنا.
أناس: بضم أوله، بلدة بكرمان من نواحي الروذان وهي على رأس الحد بين فارس وكرمان.
أنبابة: بالضم وتكرير الباء الموحدة. من قرى الري من ناحية دنباوند بالقرب منها قرية تسمى بها.
الأنبار: بفتح أوله، مدينة قرب بلخ وهي قصبة ناحية جوزجان وبها كان مقام السلطان وهي على الجبل وهي أكبر من مرو الروذ وبالقرب منها ولها مياه وكروم وبساتين كثيرة وبناؤهم طين وبينها وبين شبورقان مرحلة في ناحية الجنوب، ينسب إليها قوم منهم أبو الحسن علي بن محمد الأنباري روى عن القاضي أبي نصر الحسين بن عبد الله الشيرازي نزيل سجستان روى عنه محمد بن أحمد بن أبي الحجاج الدهستاني الهروي أبو عبد الله، والأنبار أيضا مدينة على الفرات في غربي بغداد بينهما عشرة فراسخ وكانت الفرس تسميها فيروز سابور، طولها تسع وتسعون درجة ونصف وعرضها اثننان وثلاثون درجة وثلثان وكان أول من عمرها سابور بن هرمز ذو الأكتاف ثم جددها أبو العباس السفاح أول خلفاء بني العباس وبنى بها قصورا وأقام بها إلى أن مات، وقيل إنما سمي الأنبار لأن بخت نصر لما حارب العرب الذين لا خلاق لهم حبس الأسراء فيه، وقال أبو القاسم الأنبار حد بابل سميت به لأنه كان يجمع بها أنابر الحنطة والشعير والقت والتبن وكانت الأكاسرة ترزق أصحابها منها وكان يقال لها الأهراء فلما دخلتها العرب عربتها فقالت الأنبار، وقال الأزهري الأنبار أهراء الطعام واحدها نبر ويجمع على أنابير جمع الجمع وسمي الهري نبرا لأن الطعام إذا صب في موضعه انتبر أي ارتفع ومنه سمي المنبر لارتفاعه، قال ابن السكيت النبر دويبة أصغر من القراد يلسع فيحبط موضع لسعها أي يرم والجمع أنبار، قال الراجز يذكر إبلا سمنت وحملت الشحوم:
كأنها من بدن وأبقار ** دبت عليها ذربات الأنبار وأنشد ابن الأعرابي لرجل من بني دبير:
لو قد ثويت رهينة لمؤدىء ** زلج الجوانب راكد الأحجار
لم تبك حولك نيبها وتفارقت ** صلقاتها لمنابت الأشجار
هلا منحت بنيك إذ أعطيتهم ** من جلة أمنتك أو أبكار زلج الجوانب: أن مزل يعني القبر- صلقاتها - أي أنيابها التي تصلق بها- أمنتك - أي أمنت أن تنحرها أو تهبها أو تعمل بها ما يؤذيها، وفتحت الأنبار في أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه سنة 12 للهجرة على يد خالد بن الوليد ولما نازلهم سألوه الصلح فصالحهم على أربعمائة ألف درهم وألف عباءة قطرانية في كل سنة ويقال بل صالحهم على ثمانين ألفا و الله أعلم وقد ذكرت في الحيرة شيئا من خبرها، وينسب إليها خلق كثير من أهل العلم والكتابة وغيرهم، منهم من المتأخرين القاضي أحمد بن نصر بن الحسين الأنباري الأصل أبو العباس الموصلي يعرف بالديبلي فقيه شافعي قدم بغداد واستنابه قاضي القضاة أبو الفضائل القاسم بن يحيى الشهرزوري في القضاء والحكم بحريم دار الخلافة وكان من الصالحين ورعا دينا خيرا له أخبار حسان في ورعه ودينه وامتناعه من إمضاء الحكم فيما لا يجوز ورد أوامر من لا يمكن ردها يستجرأ عليه وكان لا تأخذه في الحق لومة لائم وله عندي يد كريمة جزاه الله عنها ورحمه الله رحمة واسعة وذاك أنه تلطف في الصالي إلى حق كان حيل بيني وبينه من غير معرفة سابقة ولا شفاعة من أحد بل نظر إلى الحق من وراء سجف رقيق فوعظ الغريم وتلطف به حتى أقر بالحق ولم يزل على نيابة صاحبه إلى أن عزل وانعزل بعزله ورجع إلى، الموصل وتوفي بها سنة 598 رحمة الله عليه، والأنبار أيضا سكة الأنبار بمرو في أعلا البلد، ينسب إليها أبو بكر محمد بن الحسن بن عبدويه الأنباري، قال أبو سعد وقد وهم فيه أبو كامل البصيري وهو المذكور بعد هذا فنسبه إلى أنبار بغداد وليس بصحيح.
أنبامة: قلعة قرب الري.
إنب: بكسرتين وتشديد النون والباء الموحدة حصن من أعمال عزاز من نواحي حلب له ذكر.
أنبردوان: بالفتح ثم السكون وفتح الباء الموحدة وسكون الراء وضم الدال المهملة وواو وألف ونون، من قرى بخارى، ينسب إليها أبو كامل أحمد بن محمد بن علي ابن محمد بن بصير البصيري الانبردواني الفقيه الحنفي سمع أبا بكر محمد بن إدريس الجرجاني وغيره وجمع وصنف وكان كثير الوهم والخطأ ومات سنة 449.
إنبط: بالكسر ثم السكون وكسر الباء الموحدة وطاء: مهملة بوزن إثمد ورواه الخالع أنبط بوزن أحمد، موضع في ديار كلب بن وبرة، قال ابن فسوة:
من يك أرعاه الحمى أخواته ** فمالي من أخت عوان ولا بكر
وما ضرها إن لم تكن رعت الحمى ** ولم تطلب الخير الممنع من بشر
فإن تمنعوا منها حماكم فإنه ** مباح لها ما بين إنبط فالكدر وقال ابن هرمة:
لمن الديار بحائل فالإنبط ** آياتها كوثائق المستشرط وإنبط أيضا من قرى همدان، بها قبر الزاهد أبي علي أحمد بن محمد القومساني صاحب كرامات يزار فيها من الافاق مات في سنة 387.
إنبطة: مثل الذي قبله وزيادة الهاء، موضع كثير الوحش، قال طرفة يصف ناقة:
ذعلبة في رجلها روح ** مدبرة وفي اليدين عسر
كأنها من وحش إنبطة ** خنساء يحنو خلفها جذر أنبل: بالفتح ثم السكون وباء موحدة مفتوحة ولام، إقليم أنبل بالأندلس من نواحي بطليوس.
أنبلونة: بالفتح ثم السكون والباء موحدة مفتوحة والواو ساكنة والنون مفتوحة وهاء، مدينة قديمة على البحر المغربي بنواحي إفريقية قريبة من تونس وهي من عمل شطفورة.
أنبير: بكسر الباء الموحدة وياء ساكنة وراء، مدينة بالجوزجان بين مرو الروذ وبلخ من خراسان، بها قتل يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولعلها الأنبار المقدم ذكرها و الله أعلم.
إنتان: بعد النون الساكنة تاء: فوقها نقطتان وألف ونون. شعب الإنتان موضع قرب الطائف كانت به وقعة بين هوازن وثقيف كثر فيهم القتلى حتى أنتنوا فسمي لأجل ذلك شعب الأنتان.
أنتقيرة: بفتح التاء فوقها نقطتان والقاف وياء ساكنة وراء، حصن بين مالقة وغرناطة، قال أبو طاهر منها أبو بكر يحيى بن محمد بن يحيى الأنصاري الحكيم الأنتقيري من أصحاب غانم روى عنه إبراهيم بن عبد القادر بن شنيع إنشادات قال كنا مع العجوز الشاعرة المعروفة بابنة ابن السكان المالقية فمر علينا غراب طائر فسألناها أن تصفه، فقالت على البديهة:
مر غراب بنا ** يمسح وجه الربى
قلت له مرحبا ** يا لون شعر الصبى أنجافرين: بالجيم والفاء مفتوحة الراء مكسورة وياء ونون وكذا ذكر أبو سعد ثم قال أنجفارين وقال في كل واحدة، هي من قرى بخارا ونسب إلى كل واحدة منهما أبا حفص عمر بن جرير بن داود بن خيدم وزاد في أنجفارين ابن شبيل بن جنارشير الأديب البخاري مات في سنة 326 ونقول هما إن شاء الله تعالى واحد.
أنج: بالضم والسكون وجيم. ناحية من أعمال زوزان بين الموصل وأرمينية.
أنجل: بالجيم بوزن أفعل، موضع قريب من معدن النقرة قريب من ماوان وأريك ويروى بكسر الهمزة وياء عن نصر كله.
أنحاص: بالحاء المهملة، موضع في شعر أمية بن أبي عائذ الهذلي حيث، قال:
لمن الديار بعليا فالأحراص ** فالسودتين فمجمع الأبواص
فضهاء أظلم فالنطوف فصائف ** فالتمر فالبرقات فالأنحاص
أنحاص مسرعة التي جازت إلى ** هضب الصفا المتزحلف الدلاص أنحل: بالحاء المهملة بوزن أضرب، بلد من ديار بكر يذكر مع سعرت بلد آخر هناك.
أنخل: بضم الخاء المعجمة ذات أنخل واد ينحدر على ذات- عرق أعلاه من نجد وأسفله من تهامة.
أندان: من قرى أصبهان، ينسب إليها أبو القاسم جابر بن محمد بن أبي بكر الأنداني كان يسكن محلة لبنان سمع أبا علي الحسن بن أحمد الحداد وأبا شاكر أحمد بن علي الحبال و غيرهما وكتب عنه أبو سعد.
أنداق: بفتح أوله وسكون ثانيه ودال مهملة وألف وقاف، قرية على ثلاثة فراسخ من سمرقند، ينسب إليها أبو علي الحسن بن علي بن سباع بن نصر البكري السمرقندي الأنداقي يعرف بابن أبي الحسن، وأنداق أيضا، قرية بينها وبين مرو فرسخان.
أندامش: بكسر الميم والشين المعجمة، مدينة بين جبال اللور وجنديسابور، قال الاصطخري من سابور خوست إلى اللور ثلاثون فرسخا، قرية فيها ولا مدينة ومن اللور إلى مدينة أندامش فرسخان ومن قنطرة أندامش إلى جنديسابور فرسخان.
أندجن: بكسر الدال وجيم ونون قلعة كبيرة مشهورة، من ناحية جبال قزوين من أعمال الطرم.
أندخوذ: بالفتح ثم السكون وفتح الدال المهملة وضم الخاء المعجمة وسكون الواو وذال معجمة بلدة بين بلخ ومرو على طرف البر، وينسبون إليها أنخذى ونخذى، وقد نسب إليها هكذا أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن علي اللؤلؤي النخذي كان من أهل العلم والفضل تفقه ببخارى وسمع من أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله البرقي ببخارى والسيد أبي بكر محمد بن علي بن حيدرة الجعفري وأبي حفص عمر بن منصور بن جنب البزاز وأبي محمد عبد الملك بن عبد الرحمن بن الحسين الأسبيري والشريف أبي الحسن علي بن محمد التميمي أجاز لأبي سعد ومات بأندخوذ بحد سنة 533 بيسير.
أنددي: الدالان مهملتان والأخيرة مكسورة من قرى نسف بما وراء النهر ينسب إليها محمد بن الفضل بن عمار بن شاكر بن عاصم الأنددي.
أندراب: الدال مهملة مفتوحة وراء وألف وباء: موحدة. بلدة بين غزنين وبلخ وبها تذاب الفضة المستخرجة من معدن بنجهير ومنها تدخل القوافل إلى كابل ويقال لها أندرابة أيضا، وهي مدينة حسنة نسب إليها جماعة من أهل العلم منهم أبو ذر أحمد بن عبد الله بن مالك الترمذي الأندرابي من أهل ترمذ ولي القضاء بأندراب فنسب إليها يروي عن محمد بن المثنى وابن بشار.
أندرابه: بزيادة الهاء. قرية بينها وبين مرو فرسخان كان للسلطان سنجر بن ملك شاه بها آثار وقصور باقية الجدران إلى الان وقد رأيتها خرابا وكذلك القرية خراب أيضا. ينسب إليها جماعة منهم أحمد الكرابيسي الأندرابي سمع أبا كريب وغيره.
أندراش: في آخره شين معجمة وباقية نحو الذي قبله بلدة بالأندلس من كورة البيرة ينسب إليها الكتان الفائق.
اندزهل: موضع قال أبو تمام.
أندرين: بالفتح ثم السكون وفتح الدال وكسر الراء وياء ساكنة ونون هو بهذه الصيغة بجملتها اسم قرية في جنوبي حلب بينهما مسيرة يوم للراكب في طرف البرية ليس بعدها عمارة وهي الآن خراب ليس بها إلا بقية الجدران وإياها عنى عمرو بن كلثوم. بقوله:
ألا هبي بصحنك فاصبحينا ** ولا تبقي خمور الأندرينا وهذا مما لا شك فيه، وقد سألت عنه أهل المعرفة من أهل حلب فكل وافق عليه وقد تكلف جماعة اللغويين لما لم يعرفوا حقيقة اسم هذه القرية وألجأتهم الحيرة إلى أن شرحوا هذه اللفظة من هذا البيت بضروب من الشرح. قال صاحب الصحاح الأندر قرية بالشام إذا نسبت إليها تقول هؤلاء أندريون وذكر البيت ثم قال لما نسب الخمر إلى القرية اجتمعت يا آن فخففها للضرورة كما قال الاخر:
وما علمي بسحر البابلينا وقال صاحب كتاب العين الأندري ويجمع الأندرين يقال هم الفتيان يجتمعون من مواضع شتى وأنشد البيت، وقال الأزهري الأندر: قرية بالشام فيها كروم وجمعها الأندرين فكأنه على هذا المعنى أراد خمور الأندرين فخفف ياء النسبة كما قال الأشعرين وهذا أحسن منهم رحمهم الله تعالى صحيح القياس ما لم يعرف حقيقة اسم هذا الموضوع فأما إذا عرف فلا افتقار إلى هذا التكلف. بقي أن يقال لو أن الأمر على ما ذكرت وكان الأندرين علما لموضع بعينه بهذه الصيغة لوجب أن لا تدخلها الألف واللام كما لم تدخل على مثل نصيبين وقنسرين وفلسطين ودارين وما أشبهها. قيل: إن الأندر بلغة أهل الشام هو البيدر فكأن هذا الموضع كان ذا بيادر والبيادر هي قباب الأطعمة فنظروا إلى تأنيثها ووجب أن تكون فيها تاء تدل على تأنيثها فتكون كل واحدة منها بيدرة أو قبة فلما جمع عوض من التأنيث الياء والنون كما فعلوا بأرضين ونصيبين وفلسطين وقنسرين ومثله قيل في عليين جمع علي من العلو نظر فيه فدل على الرفعة والنبوة وعوض في الجمع الواو والنون ثم ألزموه ما جمعوه به كما ألزموا قنسرين ودارين وفعلوا ذلك به والألف واللام فيه فلزمته كما لزمت الماطرون قال يزيد بن معاوية:
ولها بالماطرون إذا ** أكل النمل الذي جمعا وكما لزمت السيلحين. قال الأشعث بن عبد الحجر:
وما عقرت بالسيلحين مطيتي ** وبالقصر إلا خشية أن أعيرا وله نظائر جمة. وأما نصبه في موضع الجر فهو تقوية لما قلناه لأنهم أجروه مجرى من يقول هذه قنسرين ورأيت قنسرين ومررت بقنسرين والألف للإطلاق.
أندس: بضم الدال المهملة والسين مهملة أيضا مدينة على غربي خليج القسطنطينية بين جبلين بينها وبين القسطنطينية ميل في مستو من الأرض، وبأندس مسجد بناه مسلمة بن عبد الملك في بعض غزواته.
أندغن: بفتح الدال المهملة والغين المعجمة ونون قرى مرو على خمسة فراسخ منها بأعلى البلد ينسب إليها عباد بن أسيد الأندغني جالس ابن المبارك وكان من الزهاد.
أندق: بالقاف وفتح الدال. قرية بينها وبين مدينة بخارى عشرة فراسخ ينسب إليها أبو المظفر عبد الكريم بن حنيفة بن العباس الأندقي كان فقيها فاضلا مات في شعبان سنة 481.
أندكان: بضم الدال المهملة، وهي من قرى فرغانة ينسب إليها أبو حفص عمر بن محمد بن طاهر الأندكاني الصوفي كان شيخا مقريا عفيفا صالحا عالم بالروايات قرأ القرآن وخرج إلى قاشان وخدم الفقهاء بالخانقاه بها وسمع ببخارى أبا الفضل بكر بن محمد بن علي الزرنجري وبمرو أبا الرجاء المؤمل بن مسرور الشاشي وأبا الحسن علي بن محمد بن علي الهراس الواعظ سمع منه أبو سعد وقال ولد بأندكان تقديرا في سنة 480 ونشأ بفرغانة ودخل مرو سنة 4. ومات بقرية قاشان في جمادى الأولى سنة 545 وأندكان أيضا من قرى سرخس بها قبر أحمد الحمادي الزاهد.
الأندلس: يقال بضم الدال وفتحها وضم الدال ليس إلا وهي كلمة عجمية لم تستعملها العرب في القديم وإنما عرفتها العرب في الإسلام وقد جرى على الألسن أن تلزم الألف واللام وقد استعمل حذفهما في شعر ينسب إلى بعض العرب فقال عند ذلك:
سألت القوم عن أنس فقالوا ** بأندلس وأندلس بعيد
وأندلس بناء مستنكر فتحت الدال أو ضمت وإذا حملت على قياس التصريف وأجريت مجرى غيرها. من العربي فوزنها فعلل أو فعلل وهما بناآان مستنكران ليس في كلامهم مثل سفرجل ولامثل سفرجل فإن ادعى مدع أنها فنعلل فليس في أبنيتهم أيضا ويخرج عن حكم التصريف لأن الهمزة إذا كانت بعدها ثلاثة أحرف من الأصل لم تكن إلا زائدة وعند سيبويه أنها إذا كان بعدها أربعة أحرف فهي من الأصل كهمزة اصطبل واصطخر ولو كانت عربية لجاز أن يدعى لها أنها أنفعل، وإن لم يكن له نظير في كلامهم فيكون من الدلس والتدليس وإن الهمزة والنون زائدتان كما زيدتا في إنقحل وهو الشيخ المسن ذكره سيبويه وزعم أن الهمزة والنون فيه زائدتان وأنه لا يعرف ما في أوله زائدتان مما ليس جاريا على الفعل غيره قال ابن حوقل التاجر الموصلي وكان قد طوف البلاد وكتب ما شاهده أما الأندلس فجزيرة كبيرة فيها عامر وغامر طولها نحو الشهر في نيف وعشرين مرحلة تغلب عليها المياه الجارية والشجر والثمر والرخص والسعة في الأحوال وعرض فم الخليج الخارج من البحر المحيط قدر اثني عشر ميلا بحيث يرى أهل الجانبين بعضهم بعضا ويتبينون زروعهم وبيادرهم قال: وأرض الأندلس من على البحر تواجه من أرض المغرب تونس وإلى طبرقة إلى جزائر بني مزغناي ثم إلى أنكور ثم إلى سبتة ثم إلى أزيلي ثم إلى البحر المحيط وتتصل الأندلس في البر الأصفر من جهة جليقة وهو جهة الشمال ويحيط بها الخليج المذكور من بعض مغربها وجنوبها والبحر المحيط من بعض شمالها وشرقها من حد الجلالقة على كورة شنترين ثم إلى أشبونة ثم إلى جبل الغور ثم إلى مالديه من المدن إلى جزيرة جبل طارق المحاذي لسبتة ثم إلى مالقة ثم إلى المرية فرضة بجاية ثم إلى بلاد مرسية ثم إلى طرطوشة ثم تتصل ببلاد الكفر مما يلي البحر الشرقي في ناحية أفرنجة ومما يلي المغرب ببلاد علجسكس وهم جيل من الإنكبرد ثم إلى بلاد بسكونس ورومية الكبرى في وسطها ثم ببلاد الجلالقة حتى تنتهي إلى البحر المحيط، ووصفها بعد الأندلسيين بأتم من هذا وأحسن وأنا أذكر كلامه على وجهه قال هي جزيرة ذات ثلاثة أركان مثل شكل المثلث قد أحاط بها البحران المحيط والمتوسط وهو خليج خارج من البحر المحيط قرب سلا من بر البربر فالركن الأول هو في هذا الموضع الذي فيه صنم قادس وعنده مخرج البحر المتوسط الذي يمتد إلى الشام وذلك من قبلي الأندلس والركن الثاني شرقي الأندلس بين مدينة أربونة ومدينة برديل وهي اليوم بأيدي الإفرنج بإزاء جزيرتي ميورقة ومنورقة المجاورة من البحرين المحيط والمتوسط ومدينة أربونة تقابل البحر المتوسط ومدينة برديل تقابل البحر المحيط والركن الثالث هو ما بين الجنوب والغربي من حيز جليقية حيث الجبل الموفى على البحر وفيه الصنم العالي المشبه بصنم قادس وهو البلد الطالع على برباطينة فالضلع الأول منها أوله حيث مخرج البحر المتوسط الشامي من البحر المحيط وهو أول الزقاق في موضع يعرف بجزيرة طريف من بر الأندلس يقابل قصر مصمودة بإزاء سلا في الغرب الأقصى من البر المتصل بإفريقية وديار مصر وعرض الزقاق ههنا اثنا عشر ميلا ثم تمر في القبلة إلى الجزيرة الخضراء من بر الأندلس المقابلة لمدينة سبتة وعرض الزقاق ههنا ثمانية عشر ميلا وطوله في هذه المسافة التي ما بين جزيرة طريف وقصر مصمودة إلى المسافة التي ما بين الجزيرة الخضراء وسبتة نحو العشرين ميلا ومن ههنا يتسع البحر الشامي إلى جهة المشرق ثم يمر من الجزيرة الخضراء إلى مدينة مالقة إلى حصن المنكب إلى مدينة المرية إلى قرطاجنة الخلفاء حتى تنتهي إلى جبل قاعون الموفي على مدينة دانية ثم ينعطف من دانية إلى شرقي الأندلس إلى حصن قليرة إلى بلنسية ويمتد كذلك شرقا إلى طركونة إلى برشلونة إلى أربونة إلى البحر الرومي وهو الشامي وهو المتوسط، والضلع الثاني مبدؤه كما تقدم من جزيرة طريف آخذا إلى الغرب في الحوز المتسع الداخل في البحر المحيط فيمر من جزيرة طريف إلى طرف الأغر إلى جزيرة قادس وههنا أحد أركانها ثم يمر من قادس إلى بر المائدة حيث يقع نهر إشبيلية في البحر ثم إلى جزيرة شلطيش إلى وادي يانه الى طبيرة ثم إلى شنترية إلى شلب وهنا عطف إلى أشبونة وشنترين وترجع إلى طرف العرف مقابل
شلب وقد يقطع البحر من شلب إلى طرف العرف مسيرة خمسين ميلا وتكون أشبونة وشنترة وشنترين على اليمين في حوز وطزت العرف وهو جبل منيف داخل في البحر نحو أربعين ميلا وعليه كنيسة الغراب المشهورة ثم يدور من طرف العرف مع البحر المحيط فيمر على حوز الريحانة وحوز المدرة وسائر تلك البلاد مائلا إلى الجوف وفي هذا الحيز هو الركن الثاني، والضلع الثالث ينعطف في هذه الجهات من الجنوب إلى الشرق فيمر على بلاد جليقية وغيرها حتى ينتهي إلى مدينة برديل على البحر المحيط المقابل لأربونة على البحر المتوسط وهنا هو الركن الثالث وبين أربونة وبرديل الجبل الذي فيه هيكل الزهرة الحاجز بين الأندلس وبين بلاد أفرنجة العظمى ومسافته من البحر نحو يومين للقاصد ولولا هذا الجبل لالتقى البحران ولكانت الأندلس جزيرة منقطعة عن البر فاعرف ذلك فإن بعض من لاعلم له يعتقد أن ألأندلس يحيط بها البحر في جميع أقطارها لكونها تسمى جزيرة وليس الأمر كذلك وإنما سميت جزيرة بالغلبة كما سميت جزيرة العرب وجزيرة أقور وغير ذلك وتكون مسيرة دورها أكثر من ثلاثة أشهر ليس فيها ما يتصل بالبر إلا مقدار يومين كما ذكرنا وفي هذا الجبل المدخل المعروف بالأبواب الذي يدخل منه من بلاد الأفرنج إلى الأندلس وكان لا يرام ولا يمكن أحدا أن يدخل منه لصعوبة مسلكه. فذكر بطليموس أن قلوبطرة وهي امرأة كانت آخر ملوك اليونان أول من فتح هذه الطريق وسهلها بالحديد والخل. قلت: ولولا خوف الإضجار والإملال لبسطت القول في هذه الجزيرة فوصفتها كثير وفضائلها جمة وفي أهلها أئمة وعلماء وزهاد ولهم خصائص كثيرة ومحاسن لا تحصى وإتقان لجميع مايصنعونه مع غلبة سوء الخلق على أهلها وصعوبة الانقياد وفيها مدن كثيرة وقرى كبار يجيء ذكرها في أماكنها من هذا الكتاب حسب ما يقتضيه الترتيب إن شاء الله تعالى وبه العون والعصمة.شلب وقد يقطع البحر من شلب إلى طرف العرف مسيرة خمسين ميلا وتكون أشبونة وشنترة وشنترين على اليمين في حوز وطزت العرف وهو جبل منيف داخل في البحر نحو أربعين ميلا وعليه كنيسة الغراب المشهورة ثم يدور من طرف العرف مع البحر المحيط فيمر على حوز الريحانة وحوز المدرة وسائر تلك البلاد مائلا إلى الجوف وفي هذا الحيز هو الركن الثاني، والضلع الثالث ينعطف في هذه الجهات من الجنوب إلى الشرق فيمر على بلاد جليقية وغيرها حتى ينتهي إلى مدينة برديل على البحر المحيط المقابل لأربونة على البحر المتوسط وهنا هو الركن الثالث وبين أربونة وبرديل الجبل الذي فيه هيكل الزهرة الحاجز بين الأندلس وبين بلاد أفرنجة العظمى ومسافته من البحر نحو يومين للقاصد ولولا هذا الجبل لالتقى البحران ولكانت الأندلس جزيرة منقطعة عن البر فاعرف ذلك فإن بعض من لاعلم له يعتقد أن ألأندلس يحيط بها البحر في جميع أقطارها لكونها تسمى جزيرة وليس الأمر كذلك وإنما سميت جزيرة بالغلبة كما سميت جزيرة العرب وجزيرة أقور وغير ذلك وتكون مسيرة دورها أكثر من ثلاثة أشهر ليس فيها ما يتصل بالبر إلا مقدار يومين كما ذكرنا وفي هذا الجبل المدخل المعروف بالأبواب الذي يدخل منه من بلاد الأفرنج إلى الأندلس وكان لا يرام ولا يمكن أحدا أن يدخل منه لصعوبة مسلكه. فذكر بطليموس أن قلوبطرة وهي امرأة كانت آخر ملوك اليونان أول من فتح هذه الطريق وسهلها بالحديد والخل. قلت: ولولا خوف الإضجار والإملال لبسطت القول في هذه الجزيرة فوصفتها كثير وفضائلها جمة وفي أهلها أئمة وعلماء وزهاد ولهم خصائص كثيرة ومحاسن لا تحصى وإتقان لجميع مايصنعونه مع غلبة سوء الخلق على أهلها وصعوبة الانقياد وفيها مدن كثيرة وقرى كبار يجيء ذكرها في أماكنها من هذا الكتاب حسب ما يقتضيه الترتيب إن شاء الله تعالى وبه العون والعصمة.
والأندلس: أيضا محلة كبيرة كانت بالفسطاط في خطة المعافر، وقال محمد بن أسعد الجواني في كتاب النقط من تصنيفه ومسجد الأندلس هو مصلى المعافر على الجنائز وهو ما بين النقعة والرباط وكان دكة وعليه محاريب وقد ذكره القضاعي في كتابه قال وبنته جهة مكنون علم الآمرية أم بنيه ثم بنته ست القصور مسجدا في سنة 526 على يد المعروف بابن أبي تراب الصواف وكيلها والرباط إلى جانب الأندلس في غربيه بنته مكنون أيضا سنة 526 رباطا للعجائز المنقطعات الصالحات والأرامل العابدات وأجرت لهن رزقا وفي سنة 594 بنى الحاجب لؤلؤ العادلي رحمه الله تعالى في رحبة الأندلس بستانا وحوضا ومقعدا وجمع بين مصلى الأندلس والرباط بحائط بينهما جعل موضعه دار بقر للساقية التي تستقي الماء الذي يجري إلى البستان أندوان: قرية من قرى أصبهان في ناحية قهاب قرب البلد كبيرة أندوشر: بالضم ثم السكون والشين معجمة. حصن بالأندلس بقرب قرطبة. منه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سليمان اليحصبي الأندوشري كتب عنه السلفي شيئا من شعره بالإسكندرية وقال كان من أهل الأدب والنحو أقام بمكة شرفها الله مدة مديدة وقدم علينا الإسكندرية سنة 548 ومدحني وسافر في ركب إلى الشام متوجها إلى العراق وذكر لي أنه قرأ النحو بجيان على أبي الركب النحوي المشهور بالأندلس وعلى غيره وكان ظاهر الصلاح.
أندة: بالضم ثم السكون مدينة من أعمال بلنسية با لأندلس كثيرة المياه والرساتيق والشجر وعلى الخصوص التين فإنه يكثر بها، وقد نسب إليها كثير من أهل العلم. منهم أبو عمر يوسف أبو عبد الله خيرون القضاعي الأندي سمع من أبي عمر يوسف بن عبد البر وحدث عنه الموطأ ودخل بغداد سنة 104 وسمع من أبي القاسم بن بيان وأبي الغنائم بن النرسي ومن أبي محمد القاسم بن علي الحريري مقاماته في شوال من هذه السنة وعاد إلى المغرب فهو أول من دخلها بالمقامات قاله ابن الدبيثي، وينسب إليها أيضا أبو الحجاج يوسف بن علي بن محمد بن عبد الله بن علي بن محمد القضاعي الأندي مات في سنة 542 قال أبو الحسن بن المفضل المقدسي، وأبو الوليد يوسف بن عبد العزيز بن إبراهيم الأندي المعروف بابن الدباغ حدث عن أبي عمران بن أبي تليد وغيره وله كتاب لطيف في مشتبه الأسماء ومشتبه النسبة سمع منه الحافظ أبو عبد الله محمد الاشبيري.
أنساباذ: بفتح أوله وثانيه قرية من رستاق الأعلم من أعمال همذان بينها وبين زنجان وهي قرب دركزين ويقال إن الوزير الدركزيني من أهلها ونذكره في دركزين إن شاء الله تعالى.
إنسان: بلفظ الإنسان ضد البهيمة قال أبو زياد من بلاد جعفر بن كلاب، وقال: في موضع للضباب في جبال طخفة بالحمى حمى ضرية إنسان وهو ماء بالحمي إلى جنب جبل يسمى الريان، وإنسان الذي يقول فيه الراجز:
خلية أبوابها كالطيقان ** أحمى بها الملك جنوب الريان
فكبشات فجنوبي إنسان أنسب:آخره باء بوزن أحمر من حصون بني زبيد باليمن.
الأنسر: بضم السين بلفظ جمع النسر من الطير ماء لطيىء دون الرمل قرب الجبلين، وعن نصر الأنسر رضمات صغار في وضح حمى ضرية وهو في الأشعار بالنسار، وقال ابن السكيت الأنسر براق أبيض بين مزعا والجثجاثة من الحمى وليس بين القولين خلاف والرضمات جمع رضمة وهي صخور يرضم بعضها على بعض.
أنشاج: اخره جيم. كأنه من نواحي المدينة في شعر أبي وجزة السعدي:
يا دار أسماء قد أقوت بأتشاج ** كالوشم أوكإمام الكتاب الهاجي أتشاق: بالشين المعجمة محلة أنشاق. من قرى مصر بالدقهلية، وبمصر أيضا في كورة البهنسا أبشاق بالباء الموحدة.
أنشام: بفتح أوله واد في بلاد مراد. قال فروة بن مسيك المرادي:
إنا ركبنا على أبيات إخوتنا ** بكل جيش شديد الرز رزام
حتى أذقنا على ما كان من وجع ** أعلى وأنعم شرا يوم أنشام وقال أبو النواح المرادي يرد على فروة بن مسيك المردي:
نحن صبحنا غطيفا في ديارهم ** بالمشرفي صبوحا يوم أنشام
ولت غطيف وفي أكنافها شعل ** زايلن بين رقاب القوم والهام
أنشميثن: بالفتح ثم السكون وفتح الشين المعجمة والميم وياء ساكنة وثاء مثلثة مفتوحة ونون من قرى نسف بما وراء النهر ينسب إليها أبو الحسن حميد بن نعيم الفقيه الانشميثني سمع الحديث وكان رجلا صالحا أنصاب: ماء لبني يربوع بن حنظلة.
أنصنا: بالفتح ثم السكون وكسر الصاد المهملة والنون مقصور مدينة أزلية من نواحي الصعيد على شرقي النيل قال ابن الفقيه وفي مصر في بعض رساتيقها وهو الذي يقال له أنصنا قرية مسخ كلهم منهم رجل يجامع امرأته حجرا وامرأة تعج وغير ذلك وفيها برابي وآثار كثيرة نذكرها في البرابي قال المنجمون: مدينة أنصنا طولها إحدى وستون درجة في الإقليم الثالث وطالعها تسع عشرة درجة من الجدي تحت ثلاث درجات من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت حياتها ثلاث درج من الحمل بيت عاقبتها ثلاث درج من الميزان، وقال أبو حنيفة الدينوري ولا ينبت اللبخ إلا بأنصنا وهو عود تنشر منه الألواح للسفن وربما أرعف ناشرها ويباع اللوح منها بخمسين دينارا ونحوها وإذا شد منها لوح بلوح وطرح في الماء سنة إلتأما وصارا لوحا واحدا هذا آخر كلامه. وقد رأيت أنا اللبخ بمصر وهو شجر له ثمر يشبه البلح في لونه وشكله ويقرب طعمه من طعمه وهو كثير ينت في جميع نواحي مصر، وينسب إلى أنصنا قوم من أهل العلم منهم أبو طاهر الحسين بن أحمد بن حيون الأنصناوي مولى خولان، وأبو عبد الله الحسين بن أحمد بن سليمان بن هاشم الأنصناوي المعروف بالطبري روى عن أبي علي هارون بن عبد العزيز الأنباري المعروف با لأوارجي روى عنه أبو عبد الله محمد بن الحسين بن عمر الناقد بمصر.
أنطابلس: بعد الألف باء موحدة مضمومة ولام مضمومة أيضا وسين مهملة، ومعناه بالرومية خمس مدن وهي مدينة بين الاسكندرية وبرقة، وقيل هي مدينة ناحية برقة وقد ذكر أمرها في برقة.
أنطاق: ناحية قرب تكريت لها ذكر في الفتوح سنة 16. قال ربعي بن الأفكل:
وإنا سوف نمنع من يجازي ** بحد البيض تلتهب التهاب.
كما دنا بها الإنطاق حتى ** تولى الجمع يرتجىء الإيابا أنطاكية: بالفتح ثم السكون والياء مخففة وليس في قول زهير:
علون بأنطاكية فوق عمقة ** وراد الحواشي لونها لون عندم وقول امرىء القيس:
علون بأنطاكية فوق عقمة ** كجرمة نخل أو كجنة يثرب
دليل على تشديد الياء لأنها للنسبة وكانت العرب إذا أعجبها شيء نسبته إلى أنطاكية قال الهيثم بن عدي أول من بنى أنطاكية أنطيخس وهو الملك الثالث بعد الإسكندر وذكر يحيى بن جرير المتطبب التكريتي أن أول من بنى أنطاكية أنطيغنوس في السنة السادسة من موت الإسكندر ولم يتمها فأتمها بعده سلوقوس وهو الذي بنى اللاذقية وحلب والرها وإفامية، وقال في موضع آخر من كتابه بنى الملك أنطيغنوس على نهر أورنطس مدينة وسماها أنطوخيا وهي التي كمل سلوقوس بناءها وزخرفها وسماها على اسم ولده أنطيوخوس وهي أنطاكية، وقال بطليموس مدينة أنطاكية طولها تسع وستون درجة وعرضها خمس وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة تحت اثنتي عشرة درجة من السرطان وثلاثين دقيقة يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها مثلها من الميزان لها درجتان ونصف من الحوت تحكم فيه كف الخضيب وهي في الإقليم الرابع، وقيل: إن أول من بناها وسكنها أنطاكية بنت الروم بن اليقن بن سام بن نوح عليه السلام أخت أنطالية باللام ولم تزل أنطاكية قصبة العواصم من الثغور الشامية وهي من أعيان البلاد وأمهاتها موصوفة بالنزاهة والحسن وطيب الهواء وعذوبة الماء وكثرة الفواكه وسعة الخير، وقال ابن بطلان في رسالة كتبها إلى بغداد إلى أبي الحسين هلال بن المحسن الصابي في سنة نيف وأربعين وأربعمائة قال فيها وخرجنا من حلب طالبين أنطاكية وبينهما يوم وليلة فوجدنا المسافة التي بين حلب وأنطاكية عامرة لا خراب فيها أصلا ولكنها أرض تزرع الحنطة والشعير تحت شجر الزيتون قراها متصلة ورياضها مزهرة ومياهها منفجرة يقطعها المسافر في بال رخي وأمن وسكون وأنطاكية بلد عظيم ذو سور وفسيل ولسوره ثلاثمائة وستون برجا يطوف عليها بالنوبة أربعة الاف حارس ينفذون من القسطنطينية من حضرة الملك يضمنون حراسة البلد سنة ويستبدل بهم في السنة الثانية وشكل البلد كنصف دائرة قطرها يتصل بجبل والسور يصعد مع الجبل إلى تلته فتتم دائرة وفي رأس الجبل داخل السور قلعة تبين لبعدها من البلد صغيرة وهذا الجبل يستر عنها الشمس فلا تطلع عليها إلا في الساعة الثانية وللسور المحيط بها دون الجبل خمسة أبواب وفي وسطها بيعة القسيان وكانت دار قسيان الملك الذي أحيا ولده فطرس رئيس الحوارين وهو هيكل طوله مائة خطوة وعرضه ثمانون وعليه كنيسة على أساطين وكان يدور الهيكل أروقة يجلس عليها القضاة للحكومة ومتعلمو النحو واللغة على أحد أبواب هذه الكنيسة فنجان للساعات يعمل ليلا ونهارا دائما اثنتي عشرة ساعة وهو من عجائب الدنيا وفي أعلاه خمس طبقات في الخامسة منها حمامات وبساتين ومناظر حسنة تخر منها المياه وعلة ذلك أن الماء ينزل عليها من الجبل المطل على المدينة، وهناك من الكنائس ما لا يحد كلها معمولة بالذهب والفضة والزجاج الملون والبلاط المجزع، وفي البلد بيمارستان يراعي، البطريك المرضى فيه بنفسه ويدخل المجذمين الحمام في كل سنة فيغسل شعورهم بيده، ومثل ذلك يفعل الملك بالضعفاء كل سنة ويعينه على خدمتهم الأجلآء من الرؤساء والبطارقة التماس التواضع، وفي المدينة من الحمامات ما لا يوجد مثله في مدينة أخرى لذاذة وطيبة لأن وقودها الاس ومياهها تسعى سيحا بلاكلفة، وفي بيعة القسيان من الخدم المسترزقة ما لا يحصى ولها ديوان لدخل الكنيسة وخرجها، وفي الديوان بضعة عشر كاتبا. ومنذ سنة وكسر وقعت في الكنيسة صاعقة وكانت حالها أعجوبة وذلك أنه تكاثرت الأمطار في آخر سنة 1362 للإسكندر الواقع في سنة 442 للهجرة وتواصلت أكثر أيام نيسان وحدث في الليلة التي صبيحتها يوم السبت الثالث عشر من نيسان رعد وبرق أكثر مما ألف وعهد وسمع في جملته أصوات رعد كثيرة مهولة أزعجت النفوس ووقعت في الحال صاعقة على صدفة مخبية في المذبح الذي للقسيان فلقت عن وجه النسرانية قطعة تشاكل ما قد نحت بالفاس والحديد الذي تنحت به الحجارة وسقط صليب حديد كان منصوبا على علو هذ. الصدفة وبقي في المكان الذي سقط فيه وانقطع من الصدفة أيضا قطعة يسيرة ونزلت الصاعقة من منفذ في الصدفة وتنزل فيه إلى المذبح سلسلة فضة غليظة يعلق فيها الثميوطون وسعة هذا المنفذ إصبعان فقطعت السلسلة قطعا كثيرة وانسبك بعضها ووجد ما انسبك منها ملقى على وجه الأرض وسقط تاج فضة كان معلقا بين يدي مائدة المذبح وكان من وراء المائدة في غربيها ثلاث كراس خشبية مربعة مرتفعة ينصب عليها ثلاثة صلبان كبار فضة مذهبة مرصعة وقلع قبل تلك الليلة الصليبان الطرفيان ورفعا إلى خزانة الكنيسة وترك الوسطاني على حاله فانكسر الكرسيان الطرفيان وتشظيا وتطايرت الشظايا إلى داخل المذبح وخارجه من غير أن يظهر فيها أثر حريق كما ظهر في السلسلة ولم ينل الكرسي الوسطاني ولا الصليب الذي عليه شيء وكان على كل واحد من الأعمدة الأربعة الرخام التي تحمل القبة الفضة التي تغطي مائدة المذبح ثوب ديباج ملفوف على كل عمود فتطع كلى واحد منها قطعا كبارا وصغارا وكانت هذه القطع بمزلة ما قد عفن وتهرأ ولا يشبه ما قد لامسته نار ولا ما احترق ولم يلحق المائدة ولا شينا من هذه الملابس التي عليها ضرر ولا بان فيها أثر وانقطع بعض الرخام الذي بين يدي مائدة المذبح مع ما تحته من الكلس والنورة كقطع الفاس ومن جملته لوح رخام كبير طفر من موضعه فتكسر إلى علو تربيع القبة الفضة التي تغطي المائدة وبقيت هناك على حالها وتطاير بقية الرخام إلى ما قرب من المواضع. بعد وكان في المجنبة التي للمذبح بكرة خشب فيها حبل قنب مجاور للسلسلة الفضة التي تقطعت أتنسبك بعضها معلق فيها طبق فضة كبير عليه فراخ قناديل زجاج بقي على حاله ولم ينطفىء شيء من قناديله ولا غيرها ولا شمعة كانت قريبة من الكرسيين الخشب ولا زال منها شيء، وكان جملة هذا الحادث مما يعجب منه وشاهد غير واحد في داخل أنطاكية وخارجها في ليلة الاثنين الخامس من شهر اب من السنة المقدم ذكرها في السماء شبه كوة ينور منها نور، ساطع لامع ثم انطفأ وأصبح الناس يتحدثون بذلك وتوالت الأخبار بعد ذلك بأنه كان في أول نهار يوم الاثنين في مدينة عنجرة وهي داخل بلاد الروم على تسعة عشر يوما من أنطاكية زلزلة مهولة تتابعت في ذلك اليوم وسقط منها أبنية كثيرة وخسف موضع في ظاهرها وكان هناك كنيسة كبيرة وحصن لطيف غابا حتى لم يبق لهما أثر ونبع من ذلك الخسف ماء حار شديد الحرارة كثير المنبع المتدفق وغرق منه سبعون ضيعة وتهارب خلق كثير من تلك الضياع إلى رؤوس الجبال والمواضع المرتفعة العالية فسلموا وبقي ذلك الماء على وجه الأرض سبعة أيام وانبسط حول هذه المدينة مسافة يومين ثم نضب وصار موضعه وحلا وحضر جماعة من شاهد هذه الحال فحدثوا بها أهل أنطاكية على ما سطرته وحكوا أن الناس كانوا يصعدون أمتعتهم إلى رأس الجبل فيضطرب من عظم الزلزلة فيتدحرج المتاع إلى الأرض، وفي ظاهر البلد نهر يعرف بالمقلوب يأخذ من الجنوب إلى الشمال وهو مثل نهر عيسى وعليه رحى ويسقي البساتين والأراضي. آخر ما كتبناه من كتاب ابن بطلان، وبين أنطاكية والبحر نحو فرسخين ولها مرسى في بليد يقال له السويدية ترسي فيه مراكب الإفرنج يرفعون منه أمتعتهم على الدواب إلى أنطاكية، وكان الرشيد العباسي قد دخل أنطاكية في بعض غزوات فاستطابها جدا وعزم على المقام بها فقال له شيخ من أهلها ليست هذه من بلدانك يا أمير المؤمنين قال وكيف قال لأن الطيب الفاخر يتغير حتى لا ينتفع به والسلاح يصدأ فيها ولو كان من قلعي الهند فصدقه في ذلك فتركها ودفع عنها، وأما فتحها فإن أبا عبيدة بن الجراح سار إليها من حلب وقد تحصن بها خلق كثير من أهل جند قنسرين فلما صار بمهروية على فرسخين من مدينة أنطاكية لقيه جمع من العدو ففضهم وألجأهم إلى المدينة وحاصر أهلها من جميع نواحيها وكان معظم الجيش على باب فارس والباب الذي يدعى باب البحر ثم إنهم صالحوه على الجزية أو الجلاء فجلا بعضهم وأقام بعض منهم فأمنهم ووضع على كل حالم دينارا وجريبا ثم نقضوا العهد فوجه إليهم أبو عبيدة عياض بن غنم وحبيب بن مسلمة ففتحاها على الصلح الأول ويقال بل نقضوا بعد رجوع أبي عبيدة إلى فلسطين فوجه عمرو بن العاص من إليلياء ففتحها ورجع ومكث يسيرا حتى طلب أهل إيلياء الأمان والصلح ثم انتقل إليها قوم من أهل حمص وبعلبك مرابطة منهم مسلم بن عبد الله جد عبد الله بن حبيب بن النعمان بن مسلم الأنطاكي وكان مسلم قتل على باب من أبوابها فهو يعرف بباب مسلم إلى الآن وذلك أن الروم خرجت من البحر
فأناخت على أنطاكية وكان مسلم على السور فرماه علج بحجر فقتله ثم إن الوليد بن عبد الملك بن مروان أقطع جند أنطاكية أرض سلوقية عند الساحل وصير إليهم الفلثر بدينار ومدي قمح فعمروها وجرى ذلك لهم وبنى حصن سلوقية - والفلثر - مقدار من الأرض معلوم كما يقول غيرهم الفدان والجريب. ثم لم تزل بعد ذلك أنطاكية في أيدي المسلمين وثغرا من ثغورهم إلى أن ملكها الروم في سنة 353 بعد أن ملكوا الثغور المصيصة وطرصوس وأذنة واستمرت في أيديهم إلى أن استنقذها منهم سليمان بن قتلمش السلجوقي جد ملوك ال سلجوق اليوم في سنة 477 وسار شرف الدولة مسلم بن قريش من حلب إلى سليمان ليدفعه عنها فقتله سليمان سنة 478 وكتب سليمان إلى السلطان جلال الدولة ملك شاه بن ألب أرسلان يخبره بفتحها فسر به وأمر بضرب البشائر. فقال الأبيوردي يخاطب ملك شاه:ى أنطاكية وكان مسلم على السور فرماه علج بحجر فقتله ثم إن الوليد بن عبد الملك بن مروان أقطع جند أنطاكية أرض سلوقية عند الساحل وصير إليهم الفلثر بدينار ومدي قمح فعمروها وجرى ذلك لهم وبنى حصن سلوقية - والفلثر - مقدار من الأرض معلوم كما يقول غيرهم الفدان والجريب. ثم لم تزل بعد ذلك أنطاكية في أيدي المسلمين وثغرا من ثغورهم إلى أن ملكها الروم في سنة 353 بعد أن ملكوا الثغور المصيصة وطرصوس وأذنة واستمرت في أيديهم إلى أن استنقذها منهم سليمان بن قتلمش السلجوقي جد ملوك ال سلجوق اليوم في سنة 477 وسار شرف الدولة مسلم بن قريش من حلب إلى سليمان ليدفعه عنها فقتله سليمان سنة 478 وكتب سليمان إلى السلطان جلال الدولة ملك شاه بن ألب أرسلان يخبره بفتحها فسر به وأمر بضرب البشائر. فقال الأبيوردي يخاطب ملك شاه:
لمعت كناصية الحصان الأشقر ** نار بمعتلج الكثيب الأحمر
وفتحت أنطاكية الروم التي ** نشرت معاقلها على الإسكندر
وطئت مناكبها جيادك فانثنت ** تلقى أجنتها بنات الأصفر
فاستقام أمرها وبقيت في أيدي المسلمين إلى أن ملكتها الأفرنج من واليها بغيسغان التركي بحيلة تمت عليه وخرج منها فندم ومات من الغبن قبل أن يصل إلى حلب وذلك في سنة 491 وهي في أيديهم إلى الآن وبأنطاكية قبر حبيب النجار يقصد من المواضع البعيدة وقبره يزار ويقال إنه نزلت فيه وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين يس: 36، وقد نسب إليها جماعة كثيرة من أهل العلم وغيرهم منهم عمر بن علي بن الحسن بن محمد بن إبراهيم بن عبيد بن زهير بن مطيع بن جرير بن عطية بن جابر بن عوف بن ذبيان بن مرثد بن عمرو بن عمير بن عمران بن عتيك بن الأزدابو حفص العتكي الأنطاكي الخطيب صاحب كتاب المقبول سمع أبا بكر الخرائطي والحسن بن علي بن روح الكفرطابي ومحمد بن حريم وأبا الحسن بن جوصا سمع منهم ومن غيرهم بدمشق وقدم مرة أخرى في سنة 359 مستنفرا فحدث بها وبحمص عن جماعة كثيرة روى عنه عبد الوهاب الميداني ومسدد بن علي الأملوكي وغيرهما وكتب عن أبو الحسين الرازي، وعثمان بن عبد الله بن محمد بن خرداذ الأنطاكي أبو عمرو محدث مشهور له رحلة سمع بدمشق محمد بن عائذ وأبا نصر إسحاق بن إبراهيم الفراديسي وإبراهيم بن هشام بن يحيى ودحيما وهشام بن عمار وسعيد بن كثير بن عفير وأبا الوليد الطيالسي وشيبان بن فروخ وأبا بكر وعثمان ابني أبي شيبة وعفان بن مسلم وعلي بن الجعد وجماعة سواهم روى عنه أبو حاتم الرازي وهو أكبر منه وأبو الحسن بن جوصا وأبو عوانة الإسفراييني وخيثمة بن سليمان وغيرهم وكان من الحفاظ المشهورين، وقال أبو عبد الله الحاكم عثمان بن خرداذ ثقة مأمون وذكر دحيم أنه مات بأنطاكية في المحرم سنة 282، وإبراهيم بن عبد الرزاق أبو يحيى الأزدي ويقال العجلي الأنطاكي الفقيه المقري قرأ القرآن بدمشق على هارون بن موسى بن شريك الأخفش وقرأ على عثمان بن خرداذ ومحمد بن عبد الرحمن بن خالد المكي المعروف بقنبل وغيرهما وصنف كتابا يشتمل على القرآات الثمان وحدث عن آخرين روى عنه أبو الفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني وأبو الحسين بن جميع وغيرهما ومات بأنطاكية سنة 338 وقيل: في شعبان سنة تسع
أنطالية: بوزن التي قبلها وحروفها إلا أن هذه بالام مكان الكاف بلد كبير من مشاهير بلاد الروم كان أول من نزله أنطالية بنت الروم بن اليقن بن سام بن نوح أخت أنطاكية فسمي باسمها، وقال البلخي إذا تجاوزت قلمية واللامس انتهيت إلى أنطالية حصن للروم على شط البحر منيع واسع الرستاق كثير الأهل ثم تنتهي إلى خليج القسطنطينية.
أنطرطوس: بلد من سواحل بحر الشام وهي آخر أعمال دمشق من البلاد الساحلية وأول أعمال حمص، وقال أبو القاسم الدمشقي من أعمال طرابلس مطلة على البحر في شرقي عرقة بينهما ثمانية فراسخ ولها برجان حصينان كالقلعتين، وقال محمد بن يحيى بن جابر وفتح عبادة بن الصامت في سنة 17 بعد فتح اللاذقية وجبلة أنطرطوس وكان حصنا ثم جلا عنه أهله فبنى معاوية أنطرطوس وحصنها وأقطع المقاتلة بها القطائع وكذلك فعل بمرقتة وبليناس. وينسب إليها عمر بن داود بن سلمون بن داود أبو حفص الأنطرطوسي قدم دمشق وحدث عن خيثمة بن سليمان والحسين بن محمد بن داود مأمون ومحمد بن عبيد الله الرفاعي وأبي بكر محمد بن الحسن بن أبي الذيال الجوازي الأصبهاني وجماعة كثيرة روى عنه أبو علي الأهوازي وأبو الحسين بن الترجمان وأحمد بن الحسن الطيان وكان يقول ختمت اثنين وأربعين ألف ختمة ومولده سنة 295 ومات 390 قال وتزوجت بمائة امرأة واشتريت ثلاثمائة جارية، وعيسى بن يزيد أبو عبد الرحمن الأنطرطوسي الأعرج حدث عن الأوزاعي وأبى علي أرطأة بن المنذر روى عنه محمد بن مصفى الحمصي وعبد الوهاب بن الضحاك وقال أبو أحمد الحاكم حديثه ليس بقائم وعبد الله بن محمد بن الأشعث أبو الدرداء الأنطرطوسي حدث عن إبراهيم بن المنذر الحزامي وإبراهيم بن محمد بن عبيدة المددي الحمصي روى عنه أبو جعفر محمد بن عبد الرحمن الضبي الأصبهاني المعروف بالأرزباني وسليمان بن أحمد الطبراني قاله أبو القاسم الحافظ الإمام، وأنس بن السلام بن الحسن بن الحسن بن السلام أبو عقيل الخولاني الأنطرطوسي حدث بدمشق سنة 279 عن عيسى بن سليمان الشيرازي ومخلد بن مالك الحراني وأيوب بن سليمان الرصافي المعروف بابن مطاعن وجماعة كثيرة روى عنه أبو القاسم بن أبي العقب وأبو الحسن بن جوصا وسليمان بن أحمد الطبراني وأبو أحمد بن عدي وغيرهم.
أنطليش: بالفتح ثم السكون وفتح الطاء وكسر اللام وياء ساكنة والشين معجمة قرية بالأندلس ينسب إليها عبد البصير بن إبراهيم أبو عبد الله الأنطليشي سمع محمد بن وضاح والخشني وغيرهما حدث وتوفي وأحمد بن تقي على القضاء قاله ابن الفرضي.
الأنعمان: واديان قيل: هما الأنعم وعاقل، وقيل: موضع بنجد، وقيل: جبل لبني عبس، وقال رجل من بني عقيل يتشوقه:
وإن بجنب الأنعمين أراكة ** عداني عنها الخوف دان ظلالها
منعمة من فوق أفنانها العلى ** جنى طيب للمجتني لو ينالها
لها ورق لا يشبه الورق الذي ** رأينا وحيطان يلوح جمالها الأنعم: بفتح العين جبل ببطن عاقل بين اليمامة والمدينة عند منعج وخزاز وهناك آخر قريب منه يقال له الأنعمان ويصغر أنيعم عن نصر.
الأنعم: بضم العين. موضع بالعالية. قال جرير:
حي الديار بعاقل فالأنعم ** كالوحي في رق الزبور المعجم
طلل تجر به الرياح مسواريا ** والمدجنات من الشمال المرزم وقال نصر الأنعم بضم العين جبل بالمدينة عليه بعض بيوتها.
أنف: بالفتح ثم السكون والفاء. بلد في شعر هذيل قال عبد مناف بن ربع الجربي ثم الهذلي:
إذا تجرد نوح قامتا معه ** ضربا أليما بسبت يلعج الجلدا
من الأسى أهل أنف يوم جاءهم ** جيش الحمار فجاؤا عارضا بردا كانوا غزوا ومعهم حمار فسماه جيش الحمار، وفي أخبار هذيل خرج المعترض بن حبواء الظفري ثم السلمي لغزو بني هذيل فوجد بني قرد بأنف وهما داران إحداهما فوق الأخرى بينهما قريب من ميل وذكر قصة ذلك، وسماه ابن ربع الهذلي أنف عاد فقال في هذا اليوم:
فدى لبني عمرو وآل مؤمل ** غداة الصباح فدية غير باطل
هم منعوكم من حنين ومائه ** وهم أسلكوكم أنف عاذ المطاحل
- والمطاحل - موضع أضاف أنف عاد إليه.
أنفة: بالتحريك. بليدة على ساحل بحر الشام شرقي جبل صهيون بينهما ثمانية فراسخ.
أنقد: بالقاف. جبل تضاف إليه برقة ذكر في البرق.
أنقرة: بالفتح ثم السكون وكسر القاف وراء وهاء وهو فيما بلغني. اسم للمدينة المسماة أنكورية، وفي خبر امرىء القيس لما قصد ملك الروم يستنجده على قتلة أبيه هوته بنت الملك وبلغ ذلك قيصر فوعده أن يتبعه الجنود إذا بلغ الشام أو يأمر من بالشام من جنوده بنجدته فلما كان بأنقرة بعث إليه بثياب مسمومة فلما لبسها تساقط لحمه فعلم بالهلاك فقال:
رب طعنة مثعنجره ** وخطبة مسحنفره
تبقى غدا بأتقره وقال بطليموس مدينة أنقرة طولها ثمان وخمسون درجة وعرضها تسع وأربعون درجة وأربعون دقيقة طالعها العقرب اثنتا عشرة درجة منه بيت حياتها فيه القلب وفي عاشرها قلب الأسد وهي في الإقليم السابع طالعها السماك كان في أول الطول والعرض به تحت خمس وعشرين درجة من السرطان وأربعين دقيقة عاشرها جبهة الأسد، وكان المعتصم قد فتحها في طريقه إلى عمورية فقال أبو تمام:
يايوم وقعة عمورية انصرفت ** عنك المنى حفلا معسولة الحلب
جرى لها الفال برحا يوم أنقرة ** إذ غودرت وحشة الساحات والرحب
لما رأت أختها بالأمس قد خربت ** كان الخراب لها أعدى من الجرب وأنقرة أيضا موضع بنواحي الحيرة في قول الأسود بن يعفر النهشلي قال الأصمعي تقدم رجل من بني دارم إلى القاضي سوار بن عبد الله ليقيم عنده شهادة فصادفه يتمثل بقول الأسود بن يعفر، وهي هذه الأبيات:
ولقد علمت لو آن علمي نافعي ** أن السبيل سبيل ذي الأعواد
إن المنية والحتوف كلاهما ** توفي المخارم يرميان فؤادي
ماذا أؤمل بعد آل محرق ** تركوا منازلهم وبعد إياد
أهل الخورنق والسدير وبارق ** والقصر ذي الشرفات من سنداد
نزلوا بأنقرة يسيل عليهم ** ماء الفرات يجيء من أطواد
جرت الرياح على محل ديارهم ** فكأنما كانوا على ميعاد
ولقد غنوا فيها بأنعم عيشة ** في ظل ملك ثابت الأوتاد
فإذا النعيم وكلما يلهى به ** يوما يصير إلى بلى ونفاد
ثم أقبل على الدارمي فقال له أتروي هذا الشعر قال لا قال أفتعرف قائله قال: لا. قال: هو رجل من قومك له هذه النباهة يقول مثل هذه الحكم لا ترويها ولا تعرف قائلها يا مزاحم أثبت شهادته عندك فإني متوقف فيها حتى أسأل عنه فإني أظنه ضعيفا، وقد ذكر بعض العلماء أن أنقرة التي في شعر الأسود هي أنقرة التي ببلاد الروم نزلتها إياد لما نفاهم كسرى عن بلاده وهذا أحسن بالغ ولا أرى الصواب إلا هذا القول و الله أعلم.
أنقلقان: بالفتح ثم السكون وضم القاف الأولى وسكون اللام وألف ونون وبعضهم يقول أنكلكان من قرى مرو ينسب إليها مظهر بن الحكم أبو عبد الله البيع الأنقلقاني روى عنه مسلم بن الحجاج.
الأنقور: قال الزبير. موضع باليمن قال أبو دهبل:
متى دفعنا إلى ذي ميعة نتق ** كالذيب فارقه السلطان والروح
وواجهتنا الأنقور مشيخة ** كأنهم حين لاقونا الربابيح أنكاد: مدينة قرب تلمسان من بلاد البربر من أرض المغرب كانت لعلي بن أحمد قديما ذات سور من تراب في غاية الارتفاع والعرض وواديها يشقها نصفين منها إلى تاهرت بالعرض شرقا ثلاث مراحل.
الأنكبردة: بالفتح ثم السكون وفتح الكاف وضم الباء الموحدة وسكون الراء ودال مهملة وهاء بلاد واسعة من بلاد الأفرنج بين القسطنطينية والأندلس تأخذ على طرف بحر الخليج من محاذاة جبل القلال وتمر على محاذاة ساحل المغرب مشرقا إلى أن تتصل ببلاد قلورية.
إنكجان: بالكسر ثم السكون وكسر الكاف وجيم وألف ونون ناحية بالمغرب من بلاد البربر ثم من بلاد كتامة فيهم كان أكثر مقام أبي عبد الله الشيعي بها ويسميها دار الهجرة وسمعت بعضهم يقول إيكجان بالياء انكفردر: من بلاد بخارى بما وراء النهر.
الأنواص: بالصاد المهملة. موضع في بلاد هذيل يروى بالنون والباء قال:
تسقى بها مدافع الأنواص ورواه نصر بالضاد المعجمة: الأنواط: ذات أنواط. شجرة خضراء عظيمة كانت الجاهلية تأتيها كل سنة تعظيما لها فتعلق عليها أسلحتها وتذبح عندها وكانت قريبة من مكة وذكر أنهم كانوا إذا حجوا يعلقون أرديتهم عليها ويدخلون الحرم بغير أردية تعظيما للبيت ولذلك سميت أنواط يقال ناط الشيء ينوطه نوطا إذا علقه.
أنور: بفتح الواو. حصن باليمن من مخلات قيظان.
الأنيس: بالضم ثم الفتح وياء مشددة مكسورة وسين مهملة جبل أسود في قول النابغة:
طلعوا عليك براية معروفة ** يوم الأنيس إذ لقيت لئيما أنيسون: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وسين مهملة مضمومة وواو ونون. من فرى بخارى ينسب إليها أبو الليث نصر بن زاهر بن عمير بن حمزة الأنيسوني البخاري.
الأنيعم: بلفظ التصغير موضع قال حضرمي بن عامر الأسدي:
لقد شاقني لولا الحياء من الصبا ** لمية ربع بالأنيعم دارس
ليالي إذ قلبي بمية موزع ** وإذ نحن جيران لها متلابس
وإذ نحن لا نخشى النميمة بيننا ** ولو كان شيء بيننا متشاكس باب الهمزة والواو وما يليهما
الأوار: بالضم. موضع في شعر بشر بن أبي خازم:
كأن ظباء أسنمة عليها ** كوانسى قالصا عنها المغار
يفلجن الشفا عن أقحوان ** جلاه غب سارية قطار
وفي الأظعان انسة لعوب ** تيمم أهلها بلدا فساروا
من اللاءي غذين بغير بؤس ** منازلها القصيمة فالأوار أوارة: بالضم. اسم ماء أو جبل لبني تميم. قيل بناحية البحرين وهو الموضع الذي حرق فيه عمرو بن هند بني تميم وهو عمرو بن المنذر بن النعمان بن امرىء القيس بن عمرو بن عدي بن نصر بن عمرو بن الحارث بن سعود بن مالك بن عمم بن نمارة بن لخم بن عدي بن مرة بن أدد بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، وأما أمه هند فهي بنت الحارث بن عمرو المقصور بن حجر آكل المرار بن معاوية بن ثور وهو كندة الكندي الملك، وكان من حديث ذلك أن أسعد بن المنذر أخا عمرو بن هند كان مستودعا في بني تميم فقتل فيهم خطأ فحلف عمرو بن هند ليقتلن به مائة من بني تميم فأغار عليهم في بلادهم بأوارة فظفر منهم بتسعة وتسعين رجلا فأوقد لهم نارا وألقاهم فيها فمر رجل من البراجم فشم رائحة حريق القتلى فظنه قتار الشواء فمال إليه فلما رآه عمرو بن هند قال ممن أنت قال رجل من البراجم قال إن الشقي وافد البراجم فأرسلها مثلا وأمر به فألقي في النار وبرت يمينه فسمت العرب عمرو بن هند محرقا والبراجم خمسة رجال من بني تميم قيس وعمرو وغالب وكلفة والظليم بنو حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم اجتمعوا وقالوا نحن كبراجم الكف فغلب عليهم قال الأعشى:
ها إن عجزة أمه ** بالسفح أسفل من أواره وقال زهير:
عداوية هيهات منك محلها ** إذا ما هي احتلت بقدس أواره وقال ابن دريد في مقصورته:
ثم ابن هند باشرت نيرانه ** يوم أوارة تميما بالصلا الأواشح: بالشين المعجمة والحاء المهملة بلفظ الجمع موضع قرب بدر. ذكره أمية بن أبي الصلت في مرثيته من قتل يوم بدر من المشركين فقال:
ماذا ببدر فالعقنقل ** من مرازبة جحاجح
فمدافع البرقين فال ** حنان من طرف الأواشح أواق: بالضم وآخره قاف. موضع كان فيه يوم من أيام العرب وهو يوم يؤيؤ.
أوال: بالضم ويروى بالفتح. جزيرة يحيط بها البحر بناحية البحرين فيها نخل كثير وليمون وبساتين قال توبة بن الحمير:
من الناعبات المشي نعبا كأنما ** يناط بجذع من أوال جريرها وقال تميم بن أبي بن مقبل:
عمد الحداة بها لعارض قرية ** فكأنها سفن بسيف أوال وقال السمهري العكلي:
طروح مروح فوق روح كأنما ** يناط بجذع من أوال زمامها
وأوال أيضا صنم كان لبكر بن وائل وتغلب بن وائل.
أوانا: بالفتح والنون. بليدة كثيرة البساتين والشجر نزهة من نواحي دجيل بغداد بينها وبين بغداد عشرة فراسخ من جهة تكريت وكثيرا ما يذكرها الشعراء الخلعاء في أشعارهم فحدث بعض الظرفاء قال حصلت يوم بعكبرا في بعض الحانات فشربت أياما بها وكان فيها ابن خمار يحكي الشمس حسنا فلم أزل من عنده حتى نفدت نفقتي وبلغت الغرض الأقصى من عشرته فقرأت يوما على جدار البيت الذي كنا فيه حضر الفارغ المشغول المغرم بحانات الشمول وهو لمن دخل إلى هذا الموضع يقول:
أيها المغرمون بالحانات ** والمغنون في هوى الفتيات
ومن استنفدت كروم بزوغى ** فأوانا أمواله فالفرات
قد شربنا المدام في دير مارى ** ونكحنا البنين قبل البنات
وأخذنا من الزمان أمانا ** حيث كان الزمان طوعا مواتي
تحت ظل من الكروم ظليل ** وغريب من معجبات النبات
بادروا الوقت واشربوا الراح واحظوا ** بعناق الحبيب قبل الفوات
ودعوا من يقول حرمت الخمر ** ر علينا في محكم الآيات
وافعلوا مثل ما فعلنا سوا ** ء وأجيبوا عن هذه الأبيات
قال فكتبت تحت هذه الأبيات بعد أن تحرقت على إجابته ولم يكن الشعر من عملي أما فلان بن فلان فقد عرف صحة قولك وفعل مثل فعلك جزاك الله عن إخوانك فلقد قلت فنصحت وحضضت فنفعت، وينسب إلى أوانا قوم من أهل العلم. منهم أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الأواني الضرير المعروف بالموصلي شيخ مستور سمع أبا الحسن علي بن أحمد الأنباري كتب عنه أبو سعد ببغداد وتوفي سنة 537، وأبو نصر محمد بن أحمد بن الحسين بن محمود الأواني كاتب سديد وشاعر مجيد وله رسائل مدونة وأشعار حسان منها رسالة في حسن الربيع أجاد فيها وله غير ذلك ومات بأوانا سنة 557، وأبو زكرياء يحيى بن الحسين بن جميلة الأواني المقري الضرير سمع أبا الفضل محمد بن عمر الأرموي وأبا غالب بن الداية وأبا محمد عبد الله بن علي المعروف بابن بنت الشيخ أبي محمد وأبا الفضل بن ناصر وغيرهم وهو مكثر صحيح السماع مات في صفر سنة 606.
أوان: بالفتح. قال ابن إسحاق: في ذكر غزوة تبوك ثم أقبل رسول الله ﷺ حتى نزل بذي أوان، ويقال ذات أوان وكان بلدا بينه وبين المدينة ساعة من النهار.
الإوانة: بالكسر من مياه بني عقبل بنجد.
أوائن: بالفتح موضع في شعر هذيل. قال مالك بن خالد الهذلي:
لميثاء دار كالكتاب بغرزة ** قفار وبالمنحاة منها مساكن
يوافيك منها طارق كل ليلة ** حثيث كما وافى الغريم المدائن
فهيهات ناس من أناس ديارهم ** دفاق ودار الاخرين الأوائن أؤب: بالفتح. موضع في بلاد طيىء. قال زيد الخيل:
عفا من آل فاطمة السليل ** وقد قدمت بذي أؤب طلول
خلت وتزجر القلع الغوادي ** عليها فالأنيس بها قليل
وقفت بها فلما لم تجبني ** بكيت ولم أخل أني جهول أوبر: بالضم ثم السكون والباء موحدة مفتوحة وراء مهملة من قرى بلخ. ينسب إليها أبو حامد أحمد بن يحيى بن خام الاوبري توفي في شوال سنة خمس وثلاثماثة عن أربع وسبعين سنة.
أؤبه: بالفتح ثم السكون. قرية من أعمال هراة قريبة منها. ينسب إليها الفقيه عبد العزيز الأوبهي مات سنة 428، وأبو منصور الأوبهي مات سنة 403، وأبو عطاء إسماعيل بن محمد بن أحمد الهروي الأوبهي روى عنه أبو الحسن بشرى وذكر أنه سمع منه بفيد، وعبد المجيد بن إسماعيل بن محمد أبو سعد القيسي الهروي الحنفي قاضي بلاد الروم ولد بأؤبه وتفقه بما وراء النهر على البرودي والسيد الأشرف والقاضي فخر و غيرهم وأخذ عنه جماعة أئمة وله مصنفات في الفروع والأصول وخطب ورسائل وأشعار وروايات ودرس العلم ببغداد والبصرة وهمذان وبلاد الروم ومات بقيسارية في رجب سنة 537.
أوثنان: بالفتح ثم السكون وثاء مثلثة مفتوحة ونون وألف ونون. جبل أسود لبني مرة بن عوف.
أؤجار: بالفتح ثم السكون وجيم وألف وراء قرية بالبحرين لبني عامر بن الحارث بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس.
أؤج: بالضم ثم السكون وجيم قرية صغيرة للخرلخية وهم صنف من الأتراك بما وراء سيحون.
أؤجلة: بالفتح ثم السكون وفتح الجيم ولام وهاء مدينة في جنوبي برقة نحو المغرب ضاربة إلى البر قال البكري مدينة أجدابية إلى قصر زيدان الفتى ثلاثة أيام ثم تمشي أربعة أيام مدينة أؤجلة وهي عامرة كثيرة النخل، وأوجلة اسم للناحية واسم المدينة أرزاقية، وأوجلة قرى كثيرة فيها نخل وشجر كثير وفواكه ولمدينتها أسواق ومساجد ومنها إلى تاجرفت أربعة أيام ومن أوجلة إلى ستترية لمن يريد واحات عشرة أيام في صحراء ورمال.
أؤجلى: اسم موضع قال علي بن جعفر السعدي أؤجلى وأجفلى لم يجىء على هذا الوزن غيرهما ولعل أؤجلى هذه هي التي قبلها لأن أهل تلك البلاد لا يتلفظون بالثاء.
الأوداء: بالمد. ماء ببطن فنج لبني تيم الله بن ثعلبة بن عكابة.
الأؤدات: موضع معروف. قاله أبو القاسم محمود بن عمر، وقال حنان بن قيس:
لعمري لقد أمست إلي بغيضة ** نوى فرقت بيني وبين أبي عمرو
فإن أرهم لا أصدف الدهر عنهم ** سوى سفر حتى أغيب في القبر
إذا هبطوا الأودات والبحر دوننا ** فقل في ثناء بيننا آخر الدهر وقال نصر الأوداة بالهاء مجتمع أودية بين الكوفة والشام، وقد يقال للتي ببطن فلج الأوداة وأوداة قلب بها أجارد. وأودات كلب أودية كثيرة تنسل من الملحاء وهي رابية مستطيلة ما شرق منها فهو الأودات وما غرب فهو البياض.
أود: بالضم ثم السكون والدال مهملة موضع في ديار بني تميم ثم لبني يربوع منهم بنجد في أرض الحزن قال بعضهم.
وأعرض عني قعنب فكأنما ** يرى أهل أود من صداء وسلهما
وقال ابن مقبل:
للمازنية مصطاف ومرتبع ** مما رأت أود فالمقرات فالجرع
- رأت - أي قا بلت وقال آخر:
كأنها ظبية بكر أطاع لها ** من حومل تلعات الجو أو أودا كذا روي في هذه الأبيات بالضم، وقيل هو واد كان فيه يوم من أيام العرب.
أؤد: بالفتح بوزن عود موضع بالبادية قاله أبو القاسم محمود بن عمرو وجدته في شعر الراعي المقروء على ثعلب من صنعته في قوله:
فأصبحن قد وركن أود وأصبحت ** فراخ الكثيب طلعا وخرانقه وخطة بني أود من محال الكوفة نسبت إلى أود بن سعد العشيرة وقد ينسب إلى الخطة بعض الرواة.
أودن: بالنون قال أحمد بن الطيب أودن قرية كبيرة تحت جبل بين مرعش والفرات، وقال أبو بكر بن موسى أودن بعد الهمزة المفتوحة واو ساكنة ثم دال مهملة وآخره نون. قرية من قرى بخارى. ينسب إليها أبو منصور أحمد بن محمد بن نصر الأودني البخاري حدث عن عبد الرحمن بن صالح ويحيى بن محمد اللؤلوي وموسى بن قريش التميمي و غيرهم حدث عنه داود بن محمد بن موسى الأودني توفي سنة 303.
أودنة: قال أبو سعد بضم الألف وسكون الواو وفتح الدال المهملة والنون والهاء قرية من قرى بخارى ومنها إمام أصحاب الحديث أبو بكر محمد بن عبد الله محمد بن نصر بن ورقاء الأودني إمام أصحاب الشافعي في عصره توفي ببخارى في شهر ربيع الأول 385. والفقيه أبو سليمان داوود بن محمد بن موسى بن هارون الأودني الحنفى يروي عن عبد الرحمن بن أبي الليث وكان إماما قلت وأنا أحسب أفي هذه والتي قبلها واحدة وإنما اختلفت الرواية في ضم الهمزة وفتحها.
الأودية: ماء لبني غني بن أعصر.
أوذ: بالضم ثم السكون وذال معجمة. مدينة بناحية أران من فتوح سليمان بن ربيعة وقيل أوذ من قلاع قزوين مشهورة قال نصر والصواب إنها بواو بعد الذال.
أوذغست: بالفتح ثم السكون وفتح الذال المعجمه والغين المعجمة وسكون السين المهملة والتاء فوقها نقطتان قال ابن حوقل. دون لمطة من بلاد المغرب تامدلت وعلى جنوبها أوذغست مدينة وعلى سمتها في نقطة المغرب أوليل وبين سجلماسة إلى أوذغست مسيرة شهرين على سمت المغرب فتقع منحرفة محاذاة عن السوس الأقصى كأنها مع سجلماسة مثلث طويل الساقين أقصر أضلاعه من السوس إلى أوذغست وهي مدينة لطيفة أشبه شيء بمكة شرفها الله وحماها لأنها بين جبلين، وقال المهلبي أوذغست: مدينة بين جبلين في قلب البرجنوبي مدينة سجلماسة بينهما نيف وأربعون مرحلة في رمال ومفاوز على مياه معروفة وفي بعضها بيوت البربر، وأوذغست بها أسواق جليلة وهي ومصر من الأمصار جليل والسفر إليها متصل من كل بلد وأهلها مسلمون يقرأون القرآن ويتفقهون ولهم مساجد وجماعات أسلموا على يد المهدي عبيد الله وكانوا كفارا يعظمون الشمس ويأكلون الميتة والدم وأمطارهم في الصيف يزرعون عليها القمح والدخن والذرة واللوبياء والنخل ببلدهم كثير وفي شرقيهم بلاد السودان وفي غربيهم البحر المحيط وفي شماليهم منفتلا إلى الغرب بلاد سجلماسة وفي جنوبيهم بلاد السودان.
أوراس: بالسين المهملة. جبل بأرض إفريقية فيه عدة بلاد وقبائل من البربر.
أورال: آخره لام أجبل ثلاثة سود في جوف الرمل الواحد ورل فيقال الورل الأيمن والورل الأيسر والورل الأوسط وحذاؤهن ماءة لبني عبد الله بن دارم يقال لها الورلة قال عبيد بن الأبرص:
وكأن أقتادي تضمن نسعها ** من وحش أورال هبيط مفرد
باتت عليه ليلة رجبية ** نصبا تسح الماء أو هي أبرد وكان يسكنها بنو خفاجة بن عمرو بن عقيل: أوربة: بالفتح ثم السكون وفتح الراء والباء موحدة وهاء. مدينة بالأندلس وهي قصبة كورة جيان وتسمى اليوم الحاضرة فيها عيون وينابيع كذا ذكر صاحب كتاب فرحة الأنفس في أخبار الأندلس، وقال أبو طاهر الأصبهاني. أوربة من قرى دانية بالأندلس منها أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن غالب الحضرمي الأوربي حج وسمع بمكة زاهر بن طاهر الشحامي وعاد إلى الاسكندرية وحدث بها عنه، وقد كتبت عنه أناشيد عن أبيه وأوربة قبيلة من البربر مساكنهم قرب فاس.
أور: بالضم ثم السكون وراء من أصقاع رامهزمز بخوزستان فيه قرى وبساتين.
أور: بفتح الهمزة جبل حجازي أو نجدي جعل الشاعر أورا اوارا. للشعر عن نصر وقد ذكر أوار.
أورفي: بالفتح ثم السكون وفتح الراء والفاء مشددة مكسورة وياء كذا وجدت بخط أبي الريحان البيروني مضبوطا محققا، وقال إن اليونانيين يقسمون المعمور من الأرض بثلاثة أقسام تصير أرض مصر ونواحيها قسما وتسميها لوبية وقد ذكرت أنا حدودها في لوبية ثم قال وما مال عنها إلى الشمال فاسمه أورفي ويحدها من المغرب والشمال بحر أوقيانوس ومن الجنوب بحر الشام والروم ومن المشرق النهر الذي يخرج من بحيرة ما وطيس إلى بحر نيطس وخليجه الذي يمر على القسطنطينية وينصب إلى بحر الشام فتكون هذه القطعة كالجزيرة قال: وذكر أبو الفضل الهروي أن تفسير اسمها الأير لازدحام أهلها والقطعة الثالثة تسمى أسيا وقد مر ذكرها في موضعها.
أورل: باللام بوزن أحمر ذو أورل. حصن من حصون اليمامة عادي.
أورم: بالضم ثم السكون وكسر الراء وميم. اسم لأربع قرى من قرى حلب وهي أورم الكبرى وأورم الصغرى وأورم الجوز وأورم البرامكة. وقد ذكرها أبو علي الفسوي في بعض مسائله فقال أورم لا تكون الهمز فيها إلا زائدة في قياس العربية ويجوز في إعرابها ضربان أحدهما أن يجرد الفعل من الفاعل فتعرب ولا تصرف والآخر أن يبقى فيه ضمير الفاعل فيحكى وفي أورم الجوز أعجوبة وهي أن فيها بنية كانت في القديم معبدا فيرى المجاورون لها من أهل القرى بالليل ضوء نار ساطعا فإذا جاؤها لم يروا شيئا حدث بذلك غير واحد من أهل حلب وعلى هذه الأبنية ثلاثة ألواح من حجارة مكتوب عليها بالخط القديم ما استخرج وفسر فكان معنى ما على اللوح القبلي الإله الواحد كملت هذه البنية في تاريخ ثلاثمائة وثمان وعشرين سنة لظهور المسيح عليه السلام وعلى اللوح الذي على وجه الباب سلام على من كمل هذه البنية وعلى اللوح الشمالي هذا الضوء المشرق الموهوب من الله لنا في أيام البربر في الدور الغالب المتجدد في أيام الملك إيناوس وإيناس البحرين المنقولين إلى هذه البنية وقلاسس وحنا وقاسورس وبلابيا في شهر أيلول في ثاني عشرة من التاريخ المقدم والسلام على شعوب العالم والوقت الصالح.
أوريشلم: بالضم ثم السكون وكسر الراء وياء ساكنة وشين معجمة مفتوحة ولام مكسورة ويروى بالفتح وميم. هو اسم للبيت المقدس بالعبرانية إلا أنهم يسكنون اللام فيقولون أوريشلم، وقد قال الأعشى:
وطوفت للمال آفاقه ** عمان فحمص فأوريشلم
أتيت النجاشي في داره ** وأرض النبيط وأرض العجم وحكي عن رؤبة أن أورسلم بالسين المهملة وروى أوريشلوم وأورشلم بتشديد اللام وأوراسلم بفتح الراء والسين كذا حكاه أبو علي الفسوي وأنشد عليه بيت الأعشى فقال فأوراسلم بكسر اللام قال وقال أبو عبيدة هو عبراني معرب والقياس في الهمزة إذا كانت في اسم أن تكون فاء مثل بهمى والألف للتأنيث ولا تكون للإلحاق في قياس قول سيبويه وإذا كان كذلك لم ينصرف في معرفة ولا نكرة وجاء من هذه الحروف في كلام العرب الأوار فقال:
كأن أوارهن أجيج نار وقالوا في اسم موضع أوارة، وأنشد أبو زيد:
عداوية هيهات منك محلها ** إذا ما هي احتلت بقدس أوارة وروى بعد أصحابه:
إذا ما هي احتلت بقدس وارت. وهذا من لفظه الأول إذا قدرت الألف منقلبة عن الواو قال الأعشى:
ها إن عجزة أمه ** بالسفح أسفل من أواره فإن قلت فهل يجوز أن يكون أورى أفعل فتكون الهمزة زائدة من أوريت النار وما في التنزيل من قوله تعالى: أفرأيتم النار التي تورون، الواقعة: 71، قلت ذلك لا يمتنع في القياس لأن الأعلام قد تسمى بما لا يكون إلا فعلا نحو خضم وبذر ألا ترى أنه ليس في العربية شيء: على وزن فعل.
أوريط: بالضم ثم السكون وكسر الراء وياء وطاء مهملة. مدينة بالأندلس بين الشرق والجوف.
أورين: بالفتح ثم السكون وكسر الراء وياء ساكنة ونون قريتان بمصر يقال لإحداهما أورين نشرت بكسر النون وفتح الشين وسكون الراء والتاء فوقها نقطتان من كورة الغربية وأورين أيضا قرية في كورة البحيرة.
أوريوله: بالضم ثم السكون وكسر الراء وياء مضمومة ولام وهاء مدينة قديمة من أعمال الأندلس من ناحيه تدمير بساتينها متصلة ببساتين مرسية منها خلف بن سليمان بن خلف بن محمد بن فتحون الأوريولي يكنى أبا القاسم روى عن أبيه وأبي الوليد الباجي وغيرهما وكان فقيها أديبا شاعرا مفلقا واستقضي بشاطبة ودانية وله كتاب في الشروط وتوفي سنة 505، وابنه محمد بن خلف بن سليمان بن خلف بن محمد بن فتحون الأوربولي أبو بكر روى عن أبيه وغيره وكان معنيا بالحديث منسوبا إلى فهمه عارفا بأسماء رجاله وله كتاب الاستلحاق على أبي عمر بن عبد البر في كتاب الصحابة في سفرين وهو كتاب حسن جليل وكتاب آخر أيضا في كتاب أوهام كتاب الصحابة المذكور وأصلح أيضا أوهام المعجم لابن قانع في جزء ومات سنة 520 وقيل سنة 519
الأوزاع: بالفتح ثم السكون وزاي وعين مهملة. قرية على باب دمشق من جهة باب الفراديس وهو في الأصل اسم قبيلة من اليمن سميت القرية باسمهم لسكناهم بها فيما أحسب وقيل الأوزاع بطن من ذي الكلاع من حمير، وقيل: من همدان وقال بعض النسابين اسم الأوزاع مرثد بن زيد بن سدد بن زرعة بن كعب بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث ابن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن هميسع بن حمير نزلوا ناحية من الشام فسميت الناحية بهم وعدادهم في همدان ونهيك بن يريم الأوزاعي روى عن مغيث بن سمي الأوزاعي روي عنه أبو عمرو الأوزاعي، وقال يحيى بن معين نهيك بن يريم الأوزاعي ليس به بأس يروى عنه وقال الأوزاعي اسمه عبد الرحمن بن عمرو وحدثني نهيك بن يريم الأوزاعي لا بأس به.
أوزكند: بالضم والواو والزاي ساكنان بلد بما وراء النهر من نواحي فرغانة ويقال أوزجند وخبرت أن كند بلغة أهل تلك البلاد معناه القرية كما يقول أهل الشام الكفر وأوزكند اخر مدن فرغانة مما يلي دار الحرب ولها سور وقهندر وعدة أبواب وإليها متجر الأتراك ولها بساتين ومياه جارية. ينسب إليها جماعة. منهم علي بن سليمان بن داود الخطيبي أبو الحسن الأوزكندي قال شيرويه قدم همذان سنة 405 روى عن أبي سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي وأبي الحسن محمد بن القاسم الفارسي وأبي سعد الخركوشي وأبي عبد الرحمن السلمي وغيرهم.
الأوسج: من مياه أبي بكر بن كلاب عن أبي زياد.
أوس: السين مهملة قصر أوس بالبصرة. ذكر في القصور من كتاب القاف. وأوس اسم موضع أو رجل في قول أبي جابر الكلابي حيث قال:
أيا نخلتي أوس عفا الله عنكما ** أجيرا طريدا خائفا في ذراكما
ويا نخلتي أوس حرام ذراكما ** علي إذا لاق اللئام جناكما الأوسية: بلد بمصر من ناحية أسفل الأرض يضاف إليه كورة فيقال كورة الأوسية والبجوم.
أوش: بضم أوله وسكون ثانية وشين معجمة بلد من نواحي فرغانة كبير قريب من قبا وله سور وأربعة أبواب وقهندر ملاصقة للجبل الذي عليه مرقب الأحراس على الترك وهي خصبة جدا. ينسب إليها جماعة منهم عمر بن موسى الأوشي وفي كتاب ابن نقطة عمران ومسعود ابنا منصور الأوشي الفقيه مات في ذي الحجة سنة 519 ومحمد بن أحمد بن علي بن خالد أبو عبد الله الأوشي سكن بخارى وورد بغداد حاجا وسمع منه أهلها في سنة 612 وعاد إلى بخارى فمات بها في صفر سنة 613.
الأوطاس: يجوز أن يكون منقولا من جمع وطيس وهو التنور نحو يمين وأيمان، وقيل الوطيس نقرة في حجر يوقد تحتها النار فيطبخ فيه اللحم ويقال وطست الشيء وطسا إذا كددته وأثرت فيه. وأوطاس واد في ديار هوازن فيه كانت وقعة حنين للنبي ﷺ ببني هوازن ويومئذ قال النبي ﷺ حمي الوطيس وذلك حين استعرت الحرب وهو ﷺ أول من قاله، وقال ابن شبيب: الغور من ذات عرق إلى أؤطاس وأوطاس على نفس الطريق ونجد من حد أوطاس إلى القريتين، ولما نزل المشركون بأوطاس قال دريد بن الصمة وكان مع هوازن شيخا كبيرا بأي واد أنتم قالوا بأوطاس قال نعم مجال الخيل، لا حزن ضرس. ولا سهل دهس، وقال أبو الحسين أحمد بن فارس اللغوي في أماليه أنشدني أبي رحمه الله.
يا دار أقوت بأوطاس وغيرها ** من بعد ما هو لها الأمطار والمور
كم ذا لأهلك من دهر ومن حجج ** وأين حل الدمى والكنس الحور
ردى الجواب على حران مكتئب ** سهاده مطلق والنوم مأسور
فلم تبين لنا الأطلال من خبر ** وقد تجلى العمايات الأخابير وقال أبو وجزة السعدي:
يا صاحبي انظرا هل تؤنسان لنا ** بين العقيق وأوطاس بأحداج الأوعار: أرض بسماوة كلب.
أوعال: جمع وعل وهو كبش الجبل اسم لجبال بها في بئر عظيمة قديمة، وقيل إنها هضبة يقال لها ذات أوعال قال امرؤ القيس:
وتحسب ليلى لا تزال كعهدنا ** بوادي الخزامى أو على ذات أوعال
وقال نصر أوعال جبل بالحمى يقال له أم أوعال وذو أوعال، وقيل أوعال أجبل صغار وأم أوعال هضبة ومن قال إنها جبال ينشد قول عمرو بن الأهتم.
فقا نبك من ذكرى حبيب وأطلال ** بذي الرضم فالرمانتين فأوعال أوقانيه: بالفتح ثم السكون والقاف وألف ونون مكسورة وياء ساكنة وهاء جبل من أعمال طليطلة بالأندلس من ناحية القاسم فيه قرى وحصون.
أوقح: بالقاف والحاء المهملة ماء بالشراج شراج بني جذيمة بن عوف بن نصر، وقال أبو محمد الأعرابي: نزلت أم الضحاك الضبابية بناس من بني نصر فقروها ضيحا وذبحوا حمارا وطبخوا لها جزذانة فأكلت وجعلت ترتاب بطعامها ولاتدري ما هو. فأنشأت تقول:
سرت بي فتلاء الذراعين حرة ** إلى ضوء نار بين أوقح والغر
سرت ما سرت من ليلها ثم عرست ** إلى كلفي لا يضيف ولا يقري
قعدت طويلا ثم جيت بمذقة ** كماء السلا بعد التبرض والنزر
فقلت هرقها يا خبيث فإنها ** قرى مفلس بادي الشرارة والغدر
إذا بت بالنصري ليلا فقل له ** تأمل أو انظر ما قراك الذي تقري
أرأس حمار أم فراسن ميتة ** وكله بزغم أن غيرك لا يدري وقد كتبنا هذه الأبيات في الجزر على غير هذه الرواية.
أوقضى: موضع.
أوقع: اسم شعب.
أوق: جبل لبني عقيل. قال الشاعر:
تمتع من السيدان والأوق نظرة ** فقلبك للسيدان والأوق آلف وقال القحيف العقيلي:
ألا ليت شعري هل تجنن ناقتي ** بخبت وقدامي حمول روائح
تربعت السيدان والأوق إذ هما ** محل من الأصرام والعيش صالح
وما يجزأ السيدان في ريق الضحى ** ولا الأوق إلا أفرط العين مائح أوقيانوس: بالفتح ثم السكون وقاف مكسورة وياء وألف ونون وواو وسين هو اسم البحر المحيط الذي على طرفه جزيرة الأندلس يخرج منه الخليج الذي يتصل بالروم والشام.
الأولاج: قال ابن إسحاق في غزوة زيد بن حارثة جذام بنواحي حسمى وأقبل جيش زيد بن حارثة من ناحية الأولاج فأغار بالماقص من قبل الحرة الرجلاء.
أولاس: حصن على ساحل بحر الشام من نواحي طرسوس فيه حصن يسمى حصن الزهاد.
أولب: قال أبو طاهر السلفي أنشدني إبراهيم بن المتقن بن إبراهيم السبتي بالاسكندرية قال أنشدني أبو محمد إبراهيم بن صاحب الصلاة الأولبي بحمص الأندلس لنفسه:
يزهى بخطهم قوم وليس لهم ** غير الكتاب الذي خطوه معلوم
والخط كالسلك لا تحفل بجودته ** إن المدار على ما فيه منظوم وأظنه موضعا با لأندلس والله أعلم.
أول: بالفتح ثم السكون ولام. موضع في بلاد غطفان بين خيبر وجبلي طيىء على يومين من ضرغد وأول أيضا وهو عند بعضهم بضم الهمزة واد بين الغيل وأكمة على طريق اليمامة إلى مكة في شعر نصيب حيث قال:
ونحن منعنا يوم أول نساءنا ** ويوم أفي والأسنة ترعف أوليل: قال ابن حوقل على سمت أوذغست المتقدم ذكرها في نقطة المغرب أوليل وهو على نحر البحر واخر العمارة وأوليل معدن الملح ببلاد المغرب بينها وبين أوذغست شهر ومن أوليل إلى لمطة معدن الورق خمسة وعشرون ميلا.
أومة: بفتح أوله وثانيه. اسم مدينة في اخر بلاد زويلة السودان من جهة الفزان بينها وبين زويلة ثمانية أيام.
أون: بالفتح ثم السكون والنون. موضع في قول بعض الأعراب:
أيا أثلتي أون سقى الأصل منكما ** بسيل الربى والمدجنات رباكما
فلو كنتما بردي لم أكس عاريا ** ولم يلق من طول البلى خلقاكما
ويا أثلتي أون إذا هبت الصبا ** وأصبحت مغرورا ذكرت فناكما أونبة: بالفتح ثم السكون وفتح النون وباء موحدة وها. قرية في غربي الأندلس على خليج البحر المحيط. بها توفي أبو محمد أحمد بن علي بن حزم الإمام الأندلسي الظاهري صاحب التصانيف.
أونيك: بالضم ثم السكون ونون مكسورة وياء ساكنة وكاف قلعة حصينة في كورة باسين من أرض أرزن الروم. عندها كانت الواقعة التي كسر فيها ركن الدين بن قلج أرسلان.
أوه: بفتحتين قرية بين زنجان وهمذان. منها الشيخ الصالح الزاهد أبو علي الحسن بن أحمد بن يوسف الاوقي لقيته بالبيت المقدس تاركا للدنيا مقبلا على قراءة القرآن مستقبلا قبلة المسجد الأقصى وسمعت عليه جزأ وكتبت عنه وسألته عن نسبه فقال أنا من بلد يقال له أوه فقال لي السلفي الحافظ ينبغي أن تزيد فيه قافا للنسبة فلذلك قيل لي الأوقي وسمع السلفي وغيره ولقيته في سنة 624.
أويش: بالضم ثم الفتح وياء ساكنة وشين معجمة قرية قرب سمنود على بحر دمياط من ديار مصر.
باب الهمزة والهاء وما يليهما
إهاب: بالكسر، موضع قرب المدينة ذكره في خبر الدجال في صحيح مسلم قال بينهما كذا وكذا يعني من المدينة، كذا جاءت الرواية فيه عن مسلم على الشك أو يهاب بكسر الياء عند كافة الشيوخ، وبضع الرواة قال بالنون نهاب ولا يعرف هذا الحرف في غير هذا الحديث.
إهالة: بكسر أوله. موضع في شعر هلال بن الأشعر المازني:
فسقيا لصحراء الإهالة مربعا ** وللوقبى من منزل دمث مثر في أبيات ذكرت في فليج.
أهجم: بضم الجيم. موضع.
الأهرام: جمع هرم، وهي أبنية عظيمة مربعة الشكل كلما ارتقت دقت تشبه الجبل المنفرد فيها اختلاف ذكر في باب الهاء من هذا الكتاب في هرم.
أهر: بالفتح ثم السكون وراء، مدينة عامرة كثيرة الخيرات مع صغر رقعتها من نواحي أذربيجان بين أردبيل وتبريز ويقال لأميرها ابن بيشيكان خرج منها جماعة من الفقهاء والمحدثين وبينها وبين وراوي مدينة أخرى يومان.
إهريت: بالكسر ثم السكون وكسر الراء وياء ساكنة وتاء فوقها نقطتان. اسم لقريتين بمصر إحداهما في كورة البهنسا والأخرى في كورة الفيوم.
إهريج: رأيت بعض الفصحاء من أهل أذربيجان وهو يعمر بن الحسن بن المظفر المنشي الأديب له رسائل مدونة وقد سمى أهر في رسائله إهريج وأظنه كان منها وكان له ولد اسمه عبد الوهاب مثله في البلاغة والفضل.
أهلم: بضم اللام، بليدة بساحل بحر ابسكون من نواحي طبرستان. ينسب إليها إبراهيم بن أحمد الأهلمي روى عن أحمد بن يوسف يروي عنه باكويه.
الأهمول: بالضم ثم السكون وآخره لام. قرية من ناحية زبيد باليمن هكذا أخبر بعضهم.
أهناس: بالفتح. اسم لموضعين بمصر أحدهما اسم كورة في الصعيد الأدنى يقال لقصبتها أهناس المدينة وأضيفت نواحيها إلى كورة البهنسا، وأهناس هذه قديمة أزلية وقد خرب أكثرها وهي على غربي النيل ليست ببعيدة عن الفسطاط وذكر بعضهم أن المسيح عليه السلام ولد في أهناس وأن النخلة المذكورة في القرآن المجيد وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا، مريم: 25، موجودة هناك وأن مريم عليها السلام أقامت بها إلى أن نشأ المسيح عليه السلام وصارا إلى الشام وبها ثمار وزيتون. إليها ينسب دحية بن مصعب بن الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم خرج منها على السلطان وقصد ألواح وغيرها ثم قتل سنة 169، وأهناس الصغرى في كورة البهنسا أيضا قرية كبيرة.
الأهواز: آخره زاي وهي جمع هوز وأصله حوز فلما كثر استعمال الفرس لهذه اللفظة غيرتها حتى أذهبت أصلها جملة لأنه ليس في كلام الفرس حاء مهملة وإذا تكلموا بكلمة فيها حاء قلبوها هاء فقالوا في حسن هسن وفي محمد مهمد ثم تلقفها منهم العرب فقلبت بحكم الكثرة في الاستعمال وعلى هذا يكون الأهواز اسما عربيا سمي به في الإسلام وكان اسمها في أيام الفرس خوزستان وفي خوزستان مواضع يقال لكل واحد منها خوز كذا منها خوز بني أسد وغيرها، فالأهواز اسم للكورة بأسرها وأما البلد الذي يغلب عليه هذا الاسم عند العامة اليوم فإنما هو سوق الأهواز. وأصل الحوز في كلام العرب مصدر حاز الرجل الشيء يحوزه حوزا إذا حصله وملكه. قال أبو منصور الأزهري الحوز في الأرضين أن يتخذها رجل ويبين حدودها فيستحقها فلا يكون لأحد فيها حق فذلك الحوز هذا لفظه حكاه شمر بن حمدويه، وقرأت بعد ما أثبته عن التوزي أنه قال الأهواز تسمى بالفارسية هر مشير وإنما كان اسمها الأخواز فعربها الناس فقالوا الأهواز. وأنشد الأعرابي:
لا ترجعن إلى الأخواز ثانية ** وقعيقعان الذي في جانب السوق
ونهر بط الذي أمس يؤرقني ** فيه البعوض بلسب غير تشفيق
وقال أبو زيد الأهواز اسمها هرمزشهر وهي الكورة العظيمة التي ينسب إليها سائر الكور، وفي الكتب القديمة أن سابور بنى بخوزستان مدينتين سمى إحداهما باسم الله عز وجل والأخرى باسم نفسه، ثم جمعهما باسم واحد وهي هرمزداد سابور ومعناه عطاء الله لسابور وسمتها العرب سوق الأهواز يريدون سوق هذه الكورة المحوزة أو سوق الأخواز بالخاء المعجمة لأن أهل هذه البلاد بأسرها يقال لهم الخوز وقيل إن أول من بنى الأهواز أردشير وكانت تسمى هرمز أردشير، وقال صاحب كتاب العين الأهواز سبع كور بين البصرة وفارس لكل كورة منها اسم ويجمعهن الأهواز ولا يفرد الواحد منها بهوز. وأما طالعها فقال بطليموس بلد الأهواز طوله أربع وثمانون درجة وعرضه خمس وثلاثون درجة وأربع دقائق تحت إحدى عشرة درجة من السرطان وست وخمسين دقيقة يقابلها مثلها من الجدي وبيت عاقبتها مثلها من الميزان لها جزء من الشعرى الغميضاء ولها سبع عشر دقيقة من الثور من أول درجة منه قال صاحب الزيج الأهواز في الإقليم الثالث طولها من جهة المغرب خمس وسبعون درجة وعرضها من ناحية الجنوب اثنتان وثلاثون درجة. والأهواز كورة بين البصرة و فارس وسوق الأهواز من مدنها كما قدمناه، وأهل الأهواز معروفون بالبخل والحمق وسقوط النفس ومن أقام بها سنة نقص عقله وقد سكنها قوم من الأشراف فانقلبوا إلى طباع أهلها وهي كثيرة الحمى ووجوه أهلها مصفرة مغبرة ولذلك قال مغيرة بن سليمان أرض الأهواز نحاس تنبت الذهب وأرض البصرة ذهب تنبت النحاس، وكور الأهواز سوق الأهواز ورامهرمز وإيذج وعسكر مكرم وتستر وجنديسابور وسوس وسرق ونهر تيري ومناذر وكان خراجها ثلاثين ألف ألف درهم وكانت الفرس تقسط عليها خمسين ألف ألف درهم. وقال مسعر بن المهلهل سوق الأهواز تخترقها مياه مختلفة منها الوادي الأعظم وهو ماء تستر يمر على جانبها ومنه يأخذ واد عظيم يدخلها وعلى هذا الوادي قنطرة عظيمة عليها مسجد واسع وعليه أرحاب عجيبة ونواعير بديعة وماؤه في وقت الممدود أحمر يصب إلى الباسيان والبحر ويخترقها وادي المسرقان وهو من ماء تستر أيضا ويخترق عسكر مكرم ولون مائه في جميع أوقات نقصان المياه أبيض ويزداد في أيام المدود بياضا وسكرها أجود سكر الأهواز وعلى الوادي الأعظم شاذروان حسن عجيب متقن الصنعة معمول من الصخر المهندم يحبس الماء على أنهار عدة وبإزائه مسجد لعلي بن موسى الرضا رضي الله عنه بناه في اجتيازه به وهو مقبل من المدينة يريد خراسان وبها نهر آخر يمر على حافاتها من جانب الشرق يأخذ من وراء واد يعرف بشوراب وبها آثار كسروية. قال وفتحت الأهواز فيما ذكر بعضهم على يد حرقوس بن زهير بتأمير عتبة بن غزوان أيام سيره إليها في أيام تمصيره البصرة وولايته عليها، وقال البلاذري غزا المغيرة بن شعبة سوق الأهواز في ولايته بعد أن شخص عتبة بن غزوان من البصرة في اخر سنة 15 أو أول سنة 16 فقاتله البيروان دهقانها ثم صالحه على مال ثم نكث فغزاها أبو موسى الأشعري حين ولاه عمر البصرة بعد المغيرة ففتح سوق الأهواز عنوة وفتح نهر تيري عنوة وولى ذلك بنفسه في سنة 17 وسبى سبيا كثيرا فكتب إليه عمر أنه لاطاقة لكم بعمارة الأرض فخلوا ما بأيديكم من السبي واجعلوا عليهم الخراج قال فرددنا السبي ولم نملكهم ثم سار أبو موسى ففتح سائر بلاد خوزستان كما نذكره في مواضعه إن شاء الله تعالى. وقال أحمد بن محمد الهمداني أهل الأهواز ألأم الناس وأبخلهم و هم أصبر خلق الله على الغربة والتنقل في البلدان وحسبك أنك لا تدخل بلدا من جميع البلدان إلا ووجدت فيه صنفا من الخوز لشحهم وحرصهم على جمع المال وليس في الأرض صناعة مذكورة ولا أدب شريف ولا مذهب محمود لهم في شيء منه نصيب وإن حسن أو دق أو جل ولا ترى بها وجنة حمراء قط وهي قتالة للغرباء على أن حماها في وقع انكشاف الوباء ونزوع الحمى عن جميع البلدان وكل محموم في الأرض فإن حماه لا تنزع عنه ولا تفارقه وفي بدنه منها بقية فإذا نزعت فقد وجد في نفسه منها البراءة إلا أن تعود لما يجتمع في بطنه من الأخلاط الرديئة والأهواز ليست كذلك لأنها تعاود من نزعت عنه من غير حدث لأنهم ليس يؤتون من قبل التخم والإكثار من الأكل وإنما يؤتون من عين البلدة ولذلك كثرت بسوق الأهواز الأفاعي في جبلها الطاعن في منازلها المطل عليها والجرارات في بيوتها ومنازلها ومقابرها ولو كان في العالم شيء شر من الأفاعي والجزارات وهي عقارب قتالة تجر ذنبها إذا مشت لاترفعه كما تفعل سائر العقارب لما قصرت قصبة الأهواز عنه وعن توليده. ومن بليتها أن من ورائها سباخا ومناقع مياه غليظة وفيها أنهار تشقها مسايل كنفهم ومياه أمطارهم ومتوضاتهم فإذا طلعت الشمس طال مقامها واستمر مقابلتها لذلك الجبل قبل تشبب الصخرية التي فيها تلك الجرارات فإذا امتلأت يبسا وحرا وعادت جمرة واحدة قذفت ما قبلت من ذلك عليهم وقد أنجرت تلك السباخ والأنهار فإذا التقى عليهم ما أفجرت من تلك السباخ وما قذفه ذلك الجبل فسد الهواء وفسد بفساده كل شيء يشتمل عليه ذلك الهواء وحكى عن مشايخ الأهواز أنهم سمعوا القوابل يقلن أنهن ربما قبلن الطفل المولود فيجدنه محموما في تلك الساعة يعرفون ذلك ويتحدثون به. ومما يزيد في حرها أن طعام أهلها خبز الأرز ولا يطيب ذلك إلا سخنا فهم يخبزون في كل يوم من منازلهم فيقدر أنه يشجر بها في كل يوم خمسون ألف تنور فما ظنك ببلد يجتمع فيه حر الهواء وبخار هذه النيران، ويقول أهل الأهواز إن جبلهم إنما هو من غثاء الطوفان تحجر وهو حجر ينبت ويزيد في كل وقت وسكرها جيد وثمرها كثير لابأس به وكل طيب يحمل إلى الأهواز فإنه يستحيل وتذهب رائحته ويبطل حتى لا يتتفع به، وقد نسب إليها خلق كثير ليس فيهم أشهر من عبد الله بن أحمد بن موسى بن زياد أبي محمد الجواليقي الأهوازي القاضي المعروف بعبدان أحد الحفاظ المجودين المكثرين ذكره أبو القاسم وقال قدم دمشق نحو سنة 240 فسمع بها هشام بن عمار ودحيما وهشام بن خالد وأبا زرعة الدمشقي وذكر غيرهم من أهل بغداد وغيرها وروى عنه يحيى بن صاعد والقاضي الحسين بن إسماعيل الضبي وإسماعيل بن محمد بن الصفار وذكر جماعة حفاظا أعيانا وكان أبو علي النيسابوري الحافظ يقول عبدان يفي بحفظ مائة ألف حديث وما رأيت من المشايخ أحفظ من عبدان وقال عبدان دخلت البصرة ثمان عشرة مرة من أجل حديث أيوب السختياني كلما ذكر لي حديث من حديثه رحلت إليها بسببه وقال أحمد بن كامل القاضي مات عبدان بعسكر مكرم في أول سنة 306 ومولده سنة 210 وكان في الحديث إماما.الأفاعي في جبلها الطاعن في منازلها المطل عليها والجرارات في بيوتها ومنازلها ومقابرها ولو كان في العالم شيء شر من الأفاعي والجزارات وهي عقارب قتالة تجر ذنبها إذا مشت لاترفعه كما تفعل سائر العقارب لما قصرت قصبة الأهواز عنه وعن توليده. ومن بليتها أن من ورائها سباخا ومناقع مياه غليظة وفيها أنهار تشقها مسايل كنفهم ومياه أمطارهم ومتوضاتهم فإذا طلعت الشمس طال مقامها واستمر مقابلتها لذلك الجبل قبل تشبب الصخرية التي فيها تلك الجرارات فإذا امتلأت يبسا وحرا وعادت جمرة واحدة قذفت ما قبلت من ذلك عليهم وقد أنجرت تلك السباخ والأنهار فإذا التقى عليهم ما أفجرت من تلك السباخ وما قذفه ذلك الجبل فسد الهواء وفسد بفساده كل شيء يشتمل عليه ذلك الهواء وحكى عن مشايخ الأهواز أنهم سمعوا القوابل يقلن أنهن ربما قبلن الطفل المولود فيجدنه محموما في تلك الساعة يعرفون ذلك ويتحدثون به. ومما يزيد في حرها أن طعام أهلها خبز الأرز ولا يطيب ذلك إلا سخنا فهم يخبزون في كل يوم من منازلهم فيقدر أنه يشجر بها في كل يوم خمسون ألف تنور فما ظنك ببلد يجتمع فيه حر الهواء وبخار هذه النيران، ويقول أهل الأهواز إن جبلهم إنما هو من غثاء الطوفان تحجر وهو حجر ينبت ويزيد في كل وقت وسكرها جيد وثمرها كثير لابأس به وكل طيب يحمل إلى الأهواز فإنه يستحيل وتذهب رائحته ويبطل حتى لا يتتفع به، وقد نسب إليها خلق كثير ليس فيهم أشهر من عبد الله بن أحمد بن موسى بن زياد أبي محمد الجواليقي الأهوازي القاضي المعروف بعبدان أحد الحفاظ المجودين المكثرين ذكره أبو القاسم وقال قدم دمشق نحو سنة 240 فسمع بها هشام بن عمار ودحيما وهشام بن خالد وأبا زرعة الدمشقي وذكر غيرهم من أهل بغداد وغيرها وروى عنه يحيى بن صاعد والقاضي الحسين بن إسماعيل الضبي وإسماعيل بن محمد بن الصفار وذكر جماعة حفاظا أعيانا وكان أبو علي النيسابوري الحافظ يقول عبدان يفي بحفظ مائة ألف حديث وما رأيت من المشايخ أحفظ من عبدان وقال عبدان دخلت البصرة ثمان عشرة مرة من أجل حديث أيوب السختياني كلما ذكر لي حديث من حديثه رحلت إليها بسببه وقال أحمد بن كامل القاضي مات عبدان بعسكر مكرم في أول سنة 306 ومولده سنة 210 وكان في الحديث إماما.
أهوى: بالقصر، موضع بأرض هجر. قال الحفصي أهوى بأرض اليمامة ثم من بلاد قشير. قال الجعدي:
جزى الله عنا رهط قرة نظرة ** وقرة إذ بعض الفعال مزلج
تدارك عمران بن مرة ركضهم ** بدارة أهوى والخوالج تخلج
وقال نصر أهوى وأصيهب ماان لحمان وهما من المروت وأهل المروت بنو حمان وهو جبل فيه مياه ومراتع، وبين أهوى وحجر اليمامة أربع ليال، وروى أحمد بن يحيى أهوى بفتح الهمزة وكسرها في قول الراعي:
تهانفت واستبكاك ربع المنازل ** بقارة أهوى أو بسوقة حائل
وقال أهوى ماءة لبني قتيبة الباهليين. وقال الراعي أيضا:
فإن على أهوى لألأم حاضر ** حسبا وأقبح مجلس ألوانا
الأهيل: بالفتح ثم السكون وياء مفتوحة. موضع في قول المتنخل الهذلي:
هل تعرف المنزل بالأهيل ** كالوشم في المعصم لم يخمل
أي ليس بخامل و الله أعلم.
باب الهمزة والياء وما يليهما
أياء: بالفتح والمد. ناحية أحسبها يمانية. قال الطفيل الحارثي:
نفرحت رواحا من أيآء عشية ** إلى أن طرقت الحي في رأس تختم الإياد: بالكسر. موضع بالحزن لبني يربوع بين الكوفة وفيد، قال جرير:
هل دعوة من جبال الثلج مسمعة ** أهل الإياد وحيا بالنباريس وقال جرير أيضا:
وأحمينا الإياد وقلتيه ** وقد عرفت سنابكهن أود الأيأل: بوزن خيعل ياؤه بين همزتين. واد.
أياير: بالضم والياء الثانية مكسورة. منهل بأرض الشام في جهة الشمال من أرض حوران. قال الرماح بن ميادة وهو عند الوليد بهذا الموضع وكان يخرج إليه في أيام الربيع للنزهة:
لعمرك إني نازل بأياير ** وضوء ومشتاق وإن كنت مكرما
أبيت كأني أرمد العين ساهرا ** إذا بات أصحابي من الليل نوما إيبسن: بالكسر ثم السكون وفتح الباء الموحدة وسين مهملة ساكنة ونون. قرية بينها وبين نخشب فرسخ. ينسب إليها أبو يعقوب يوسف بن أبي بكر بن أحمد بن يعقوب الإيبسني توفي سنة 552.
أيج: بالجيم. بلدة كثيرة البساتين والخيرات في أقصى بلاد فارس، كنت بجزيرة كيش وكانت فواكهها الجيدة تجلب منها إلى كيش وهي من كورة دار أبجرد وأهل فارس يسمونها إبك. منها أبو محمد عبد الله بن محمد الإيجي النحوي الأديب صاحب ابن دريد روى عن ابن دريد الكثير.
إيجلن: بفتح الجيم وكسر اللام ونون. قلعة حصينة في بلاد المصامدة من البربر بالمغرب في جبل درن. منها كان مخرج أبي عبد الله محمد بن تومرت المصمودي الملقب بالمهدى صاحب عبد المؤمن بن علي سلطان المغرب.
يجلى: بوزن إفعلى. اسم موضع قالوا ولم يأت عنهم على هذا الوزن غيره.
إيجلين: جيمه تشبه القاف والكاف وياء ساكنة ولام مكسورة وياء أخرى ونون. جبل مشرف على مدينة مراكش ولا أدري لعله إيجلن المذكور قبل هذا والله أعلم.
أيد: بالفتح ودال مهملة. موضع في بلاد مزينة. قال معن بن أوس المزني:
فذلك من أوطانها فإذا شتت ** تضمنها من بطن أيد غياطله
له مورد بالقرنتين ومصدر ** لفوت فلاة لا تزال تنازله
أيدم: بالفتح ثم السكون وفتح الدال وميم. بلد يمان عن نصر.
إيذج: الذال معجمة مفتوحة وجيم. كورة وبلد بين خوزستان وأصبهان وهي أجل مدن هذه الكورة وسلطانها يقوم بنفسه وهي في وسط الجبال يقع بها ثلج كثير يحمل إلى الأهواز والنواحي وشربهم من عين شعب سليمان ومزارعهم على الأمطار ولهم بطيخ كثير وهو في هوة، وقنطرة إيذج من عجائب الدنيا المذكورة لأنها مبنية بالصخر على واد يابس بعيد القعر، وإيذج كثيرة الزلازل وبها معادن كثيرة وبها ضرب من القاقلى تنفع عصارته النقرس وبها بيت نار قديم كان يوقد إلى أيام الرشيد ودونها بفرسخين صور من الماء وهو مجمع أنهار وكل ماء دائر يسمى صورا بفتح الصاد يعرف هذا الموضع بفم البواب إذا وقع فيه إنسان أو دابة لا يزال يدور حتى يموت ثم يقذفه إلى الشط من غير أن يغيب في الماء أو يركبه الموج وهذا من الأمور العجيبة لأن الذي يقع فيه لا يرسب فيه ولا يعلو ماؤه عليه، ويفتتح خراجها قبل النوروز الفارسي بشهر وهذا الرسم أيضا مخالف لرسوم الخراج في سائر الدنيا ومائية قصب سكرها على سائر قصب سكر الأهواز أربعة في كل عشرة وفانيذها يعمل عمل المكراني والسنجري ووجد في غرفة بعض الخانات التي بطريق أصبهان:
قبح السالكون في طلب الرز ** ق على إيذج إلى أصبهان
ليت من زارها فعاد إليها ** قد رماه الإله بالخذلان وقال أبو سعد إيذج في موضعين أحدهما بلدة من كور الأهواز وبلاد الخوز ينسب إليها جماعة من ولد المهدي بن المنصور، منهم أبو محمد يحيى بن أحمد بن الحسن بن فورك الإيذجي. والثاني إيذج من قرى سمرقند. منها أبو الحسين محمد بن الحسين الإيذجي توفي سنة 387، وقال أبو بكر محمد بن موسى إيذج من بلاد خوزستان ينسب إليها أبو القاسم الحسين بن أحمد بن الحسن الإيذجي روى عن أبي بكر أحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي روى عنه ابنه أبو العباس. وأحمد بن أبي حميد الإيذجي شيخ ثقة يروي عن أبي ضمرة المدني ويوسف بن العرف والفرج بن عباد الواسطي روى عنه جعفر بن أحمد بن فارس قاله أبو أحمد العسال، وأحمد بن برام الايذجي حدث عن إسحاق بن زياد العطار روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، وأبو العباس أحمد بن الحسين الايذجي روى عن أبيه وغيره روى عنه أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد وغيره. وآخرون كثير. قال وإيذج من قرى سمرقند عند الجبل، ينسب إليها محمد بن الحسن أبو الحسين الايذجي المذكور السمرقندي كان جالس أبا القاسم الترمذي الحكيم وأخذ عنه من كلامه وحكمته وقال سمعت من أبي أحاديث أحمد بن الفضل البلخي القاضي كذا قال الادريسي في تاريخ سمرقند.
إيذوج: بزيادة الواو على الذي قبله، قال أبو سعد. هي قرية على ثلاثة فراسخ من سمرقند منها أبو الحسين الإيذوجي قلت وأبو الحسين هذا هو محمد بن الحسين الذي ذكره في الإيذج قبل هذا إلا أن السمعاني كذا ذكر و الله أعلم.
إيران شهر: بالكسر وراء وألف ونون ساكنتين وفتح الشين المعجمة وهاء ساكنة وراء أخرى. قال أبو الريحان الخوارزمي. إيران شهر هي بلاد العراق وفارس والجبال وخراسان يجمعها كلها هذا الأسم والفرس تقول إيران اسم أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام وشهر بلغتهم البلد فكأنه اسم مركب معناه. بلاد أرفخشد، وقال يزيد بن عمر الفارسي شبهوا السواد بالقلب وسائر الدنيا بالبدن ولذلك سموه دل إيران شهر أي قلب إيران شهر وإيران شهر هو الإقليم المتوسط لجميع الدنيا. وقال الأصمعي فيما حكاه عنه حمزة كانت أرض العراق تسمى دل إيران شهر أي قلب بلدان مملكة الفرس فعربت العرب منها اللفظة الوسطى يعني إيران فقالوا العراق وزعم الفرس أن طهمورث الملك وهو عندهم بمنزلة ادم عليه السلام دل عليه كتابهم المعروف بالابستاق أقطع الدنيا لاكابر دولته فأقطع أولاد إيران بن الأسود بن سام بن نوح عليه السلام وكانوا عشرة وهم خراسان وسجستان وكرمان ومكران وأصبهان وجيلان وسيدان وجرجان وأذربيجان وأرمنان وصير لكل واحد من هؤلاء البلد الذي سمي به ونسب إليه فهذا كله إيران شهر، وذكر اخرون من الفرس أيضا أن أفريدون الملك قسم الأرض بين بنيه الثلاثة فملك سلم وهو شرم على المغرب فملوك الروم من ولده وملك إيران وهو إيرج على بابل والسواد فسمي الران شهر ومعناه بلاد إيران وهي العراق والجبال وخراسان وفارس فملوك الأكاسرة من ولده وملك طوج وقيل توج وقيل طوس على المشرق فملوك الترك والصين من ولده، وقال شاعرهم في هذه القسمة:
وقسمنا ملكنا في دهرنا ** قسمة اللحم على ظهر الوضم
فجعلنا الروم والشام إلى ** مغرب الشمس لغطريف لم
ولطوج جعل الترك له ** فبلاد الترك يحويها رغم
ولإيران جعلنا عنوة ** فارس الملك وفزنا بالنعم
وفي كتاب البلاذري إيران شهر هي نيسابور وقهستان والطبسين وهراة وبوشنج وباذغبس وطوس واسمها طابران.
إيران: هو شطر الذي قبله وقد جاءت في بعض الشعر هكذا، والمراد بها وبالتي قبلها واحد.
إيراياذ: ولفظ العجم بها إيراوه. قرية بينها وبين طبس خمسة عشر فرسخا على رأس جبل ولها قلعة حصينة وحولها مزارع وبساتين ونخل وأعناب وتفاح وأصناف من الفواكه وفيها مياه جارية عذبة وهي في غاية النزاهة والطيبة وبها خانقاه للصوفية عندها مشهد عليه قبة فيها قبر الشيخ أبي نصر الزاهد الايراياذي وكانت وفاته بعد الخمسمائة وأهل تلك الناحية يذكرون له كرامات منها أن أهل قريته سألوه أن يستسقي لهم في محل أصابهم فسجد ودعى الله لهم فنبعت عين من وسط الجبل من الصخر الصلد وتدفقت بماء عذب صاف وفارت فورانا شديدا فوضع الشيخ يده على الماء وقال له: أسكن فسكن بإذن الله أخبرني بذلك كله الحافظ أبو عبد الله محمد بن النجار البغدادي وقال: شاهدت العين وشربت من مائها وزرت قبر هذا الشيخ مرارا ووجدت عنده روحا وقبولا تاما وعليه نور كثير. قال وأنشدني محمد بن المؤيد الدبوسي من لفظه وكتابه بقرية إيراياذ وذكر أنها لعيسى بن محفوظ الطرفي:
مدح الأنام وذمهم فحواهما ** طمع يردده لسان الذاكر
لولا فضول الحرص من يروي لنا ** جود ابن مامة أو دناءة مادر
إبرهستان: بكسر الهاء وسكون السين والتاء المثناة من فوقها وألف ونون. قال حمزة: الساحل اسمه بالفارسية إيراه ولذلك سموا سيف كورة أردشير خره من أرض فارس إيراهستان لقربها من البحر وسكانها الإيراهية فعربت العرب لفظة إيراه بإلحاق القاف بآخره فقالوا العراق.
إيرج: بالجيم، قلعة بفارس من أمنع قلاعها.
إير: بالتحريك، ناحية من المدينة يخرجون إليها للنزهة.
إير: موضع بالبادية كانت به وقعة. قال الشماخ:
على أصلاب أحقب أخدري ** من اللائي تضمنهن إير وقيل إير جبل بأرض غطفان. قال زهير:
لا أبلغ لديك بني سبيع ** وأيام النوائب، قد تدور
فإن تك صرمة أخذت جهارا ** لغرس النخل أرزه الشكير
فإن لكم مئآقط عاسيات ** كيوم أضر بالرؤساء إير وإير بني الحجاج من مياه بني نمير.
إيرم: بفتح الراء، صقع أعجمي عن نصر.
الأيسر: بالفتح وفتح السين أيضا. موضع في قول ذي الرمة.
وبحيث ناصي الأجر عين الأيسر الأيسن: بالنون. اسم لبطن واد باليمامة لبني عبيد ثعلبة من بني حنيفة.
الإيغاران: بالكسر والغين معجمة وألف وراء وألف أخرى للتثنية ونون. اسم لعدة ضياع من كور أو غرت لعيسى ومعقل ابني أبي دلف العجلي رحمه الله تعالى وقيل لها الإيغاران أي إيغارا هذين الرجلين وهما الكرج والبرج. والإيغار اسم لكل ما حمى نفسه من الضياع وغيرها ويمنع منه تقول أوغرت الدار إذا حميته وأوغر صدر فلان إذا حماه ومنعه من بلوغ غرض فامتلأ غضبا ولا يسمى الإيغار إيغارا حتى يأمر السلطان بحمايته فلا تدخله العمال لمساحة خراج ولا مقاسمة غلة فيكون الإيغار لعقبة من بعده على ممر السنين خلا الصدقات فإنها خارجة عنها يحصيها المصدق ويأخذ الواجب عنها ووجد بخط ابن شريح الإيغار أن يقرر أمر الضيعة مثلا على عشرة آلاف درهم فيوغر لصاحبها بعشرة الاف درهم كل سنة يؤديها في بيت المال أو غير البلد الذي الضيعة فيه فتكون الضيعة موغرة محمية لا تدخلها يد عامل أو متصرف وهذين الإيغارين عنى الحيص بيص في رقعته إلى أمير المؤمنين المسترشد بالله أن الموصل والإيغارين وهما اليوم إقطاع ملكين سلجوقيين كانتا جائزتين لشاعرين طائيين من إمامين مرضين المعتصم بالله والمتوكل على الله وبناء المجلس أعظم وخطره أشرف وأجسم وغمامه أسح وأرزم فإلام الإهمال. قلت وقد وقفت على كثير من أخبار أبي تمام والبحتري فلم أر فيها أن واحدا منهما أعطي واحدا من هذين الموضعين لكنه ورد أن أبا تمام مات وهو يتولى بريد الموصل تولى ذلك بعناية الحسن بن وهب.
أيغان: آخره نون إحدى قرى بنج ده. منها أبو الفتح عبد الرحمن بن محمد بن علي بن عثمان الأيغاني العثماني سمع جامع الترمذي من القاضي أبي سعيد محمد بن علي بن أبي صالح البغوي الدباس وكان مولده في حدود سنة 470 ووفاته في سنة 546 أو 547، وأبو عمر الفضل بن أحمد بن منويه بن كاكويه الصوفي الأيغاني روى عن أبي عامر الحسن بن محمد بن علي القومسي روى عنه أبو الفتح مسعود بن محمد بن سعيد المسعودي سنة 561 بشاذياخ.
إيك: بالكسر وآخره كاف، هو أيج الذي تقدم ذكره.
أيك: بالفتح موضع في قول أنس بن مدرك الخثعمي:
فتلك مخاضي بين أيك وحيدة ** لها نهر فخوضه متغمغم الأيكة: التي جاء ذكرها في كتاب الله عز وجل: كذب أصحاب الأيكة المرسلين الشعراء: 176، قيل هي تبوك التي غزاها النبي ﷺ اخر غزواته وأهل تبوك يقولون ذلك ويعرفونه ويقولون إن شعيبا عليه السلام أرسل إلى أهل تبوك ولم أجد هذا في كتب التفسير بل يقولون الأيكة الغيضة الملتفة الأشجار والجمع أيك وإن المراد بأصحاب الأيكة أهل مدين. قلت ومدين وتبوك متجاوران.
إيلاق: اخره قاف. قال أبو علي إن حمل اللاق لبعض بلدان الشاش على أنه عربي فالياء التي بعد الهمزة يجوز أن تكون منقلبة عن الواو والهمزة والياء وهو من إعصار وليس مثل إيعاد إلا أن تجعله سمي بالمصدر وإيلاق. مدينة من بلاد الشاش المتصلة ببلاد الترك على عشرة فراسخ من مدينة الشاش أنزه بلاد الله وأحسنها وهو عمل برأسه وكورته مختلطة بكورة الشاش لا فرق بينهما وقصبتها تونكت وبإيلاق معدن الذهب والفضة في جبالها ويتصل ظهر هذا الجبل بحدود فرغانة، وقد نسب إليها قوم منهم أبو الربيع طاهر بن عبد الله الإيلاقي الفقيه الشافعي كان إماما تفقه على أبي بكر عبد الله بن أحمد القفال المروزي وأخذ الأصول عن أبي إسحاق الاسفراييني مات سنة 465 وله ست وتسعون سنة. وفي التحبير محمد بن داود بن أحمد بن رضوان الإيلاقي الخطيب أبو عبد الله من إيلاق فرغانة أقام بمرو مدة وعلق الطريقة على الحسن بن مسعود الفراء ثم انتقل إلى نيسابور وسكنها وعلق الخلاف على محمد بن يحيى الجزي وكان فقيها صالح سمع الحديث الكثير من الفراوي وعبد المنعم القشيري وزاهر الشحامي وطبقتهم ثم قدم علينا مرو وأقام عندي في المدرسة العميدية إلى أن مات في ربيع الأول سنة 539. وإيلاق بليدة من نواحي نيسابور، وإيلاق من قرى بخارى.
إيلان: اخره نون. موضع قرب مراكش بالمغرب من بلاد البربر ذكر في حروب عبد المؤمن بن علي.
أيلة: بالفتح. مدينة على ساحل بحر القلزم ممايلي الشام. وقيل هي آخر الحجاز وأول الشام واشتقاقها قد ذكر من اشتقاق إيلياء بعده. قال أبو زيد: أيلة مدينة صغيرة عامرة بها زرع يسير وهي مدينة لليهود الذين حرم الله عليهم صيد السمك يوم السبت فخالفوا فمسخوا قردة وخنازير وبها في يد اليهود عهد لرسول الله ﷺ، وقال أبو المنذر سميت بأيلة بنت مدين بن إبراهيم عليه السلام، وقال أبو عبيدة أيلة مدينة بين الفسطاط ومكة على شاطىء بحر القلزم تعد في بلاد الشام وقدم يوحنه بن رؤبة على النبي ﷺ من أيلة وهو من تبوك فصالحه على الجزية وقرر على كل حالم بأرضه في السنة دينارا فبلغ ذلك ثلاثمائة دينار واشترط عليهم قرى من مر بهم من المسلمين وكتب لهم كتابا أن يحفظوا ويمنعوا فكان عمر بن عبد العزيز لا يزداد على أهل أيلة عن الثلاثمائة دينار شيئا، وقال أحيحة بن الجلاح يرثي ابنه.
ألا إن عيني بالبكاء تهلل ** جزوع صبور كل ذلك تفعل
فإن تعتريني بالنهار كابة ** فليلي إذا أمسى أمر وأطول
فما هبرزي من دنانير أيلة ** بأيدي الوشاة ناصع يتأكل
بأحسن منه يوم أصبح غاديا ** ونفسني فيه الحمام المعجل
الوشاة الضرابون وناصع مشرق ويتأكل أي يأكل بعضه بعضا من حسنه، وقال محمد بن الحسن المهلبي من الفسطاط إلى جب عميرة ستة أميال ثم إلى منزل يقال له عجرود وفيه بئر ملحة بعيدة الرشاء أربعون ميلا ثم إلى مدينة القلزم خمسة وثلاثون ميلا ثم إلى ماء يعرف بتجر يومان ثم إلى ماء يعرف بالكرسي فيه بئر رواء مرحلة ثم إلى رأس عقبة أيلة مرحلة ثم إلى مدينة أيلة مرحلة. قال ومدينة أيلة جليلة على لسان من البحر الملح وبها مجتمع حج الفسطاط والشام وبها قوم يذكرون أنهم من موالي عثمان بن عفان ويقال إن بها برد النبي ﷺ وكان قد وهبه ليوحنه بن رؤبة لما سار إليه إلى تبوك وخراج أيلة ووجوه الجبايات بها نحو ثلاثة آلاف دينار وأيلة في الإقليم الثالث وعرضها ثلاثون درجة، وينسب إلى أيلة جماعة من الرواة. منهم يونس بن يزيد الأيلي صاحب الزهري توفي بصعيد مصر سنة 152، وإسحاق بن إسماعيل بن عبد الأعلى بن عبد الحميد بن يعقوب الأيلي روى عن سفيان بن عيينة وعن عبد المجيد بن عبد العزيز بن رواد حدث عنه النسائي مات بأنجلة سنة 258، وحسان بن أبان بن عثمان أبو علي الأيلي ولي قضاء دمياط وكان يفهم ما يحدث به وتوفي بها سنة 322، وأيلة أيضا موضع برضوى وهو جبل، قال ابن حبيب أيلة من رضوى وهو جبل ينبع بين مكة والمدينة وهو غير المدينة المذكورة هذا لفظه، وأنشد غيره يقول:
من وحش أيلة موشي أكارعه ** والوحش لا ينسب إلى المدن وقال كثير:
رأيت وأصحابي بأيلة موهنا ** وقد غار نجم الفرقد المتصوب
لعزة نارا ما تبوخ كأنها ** إذا ما رمقناها من البعد كوكب
تعجب أصحابي لها حين أوقدت ** وللمصطليها آخر الليل أعجب
إذا ما خبت من اخر الليل خبوة ** أعيد لها بالمندلي فتثقب ومما يدل على أن أيلة جبل. قول كثير أيضا:
ولو بذلت أم الوليد حديثها ** لعصم برضوى أصبحت تتقرب
تهبطن من أركان ضاس وأيلة ** إليها ولو أغرى بهن المكلب
إيلياء: بكسر أوله واللام وياء وألف ممدودة، اسم مدينة بيت المقدس. قيل معناه بيت الله وحكى الحفصي فيه القصر وفيه لغة ثالثة حذف الياء الأولى فيقال إلياء بسكون اللام والمد، قال أبو علي وقد سمي البيت المقدس إيلياء بقول الفرزدق:
وبيتان بيت الله نحن ولاته ** وقصر بأعلى إيلياء مشرف
فإيلياء الهمزة في أولها فاء لتكون بمنزلة الجربياء والكبرياء وتكون الكلمة ملحقة بطرمساء وجلخطاء وهو الأرض الحزن والياء التي بعد الهمزة لا تخلوا من أن تكون منقلبة من الهمزة أو من الواو وقياس قول سيبويه أن يكون من الواو ولا تكون منقلبة من الهمزة على هذا القول لأن الهمزتين إذا لم يجتمعا حيث يكثر التضعيف نحو شددت ورددت فإن لم يجتمعا حيث يقل التضعيف أجدر ألا ترى أن باب ددن وكوكب من القلة بحيت لا نسبة له إلى باب رددت ولم تجتمع الهمزتان فيه كما اجتمع سائر حروف الحلق في هذا الباب في قلة مهاه والبعاع والبعة ولج وسج ونج وإذا جعلتهما من الياء كان من لفظة قولهم في اسم البلد أيلة هذا إن كان فعلة وإن كان مثل ميتة أمكن أن تكون من الواو، ومما جاء على لفظه من ألفاظ العرب الإيل وهو فعل مثل الهيخ في الزنة وكون العين ياء ومن بنائه الإمر ولد الضائن والقنف، وقالوا للبراق الإلق وللقصير دنب ومجيء البناء في الاسم والصفة يدل على قوته. فإن قيل هل يجوز أن تكون إيلياء إفعلاء فتكون الهمزة ليست بأصل كما كانت أصلا في الوجه الأول، فالقول في ذلك أنا لا نعلم هذا الوزن جاء في شيء وإذا لم يجىء في شيء لم يسع حمل الكلمة عليه ولوجاء منه شيء لأمكن أن تكون الياء الأولى منقلبة عن الواو أو منقلبة عن الهمزة كالإيمان ونحوه ولم يجز أن يكون انقلابها عن الياء لأنه لم يجيء من نحو سلس في الياء إلا يديت وأيديت.
قيل إنما سميت إيلياء باسم بانيها وهو إيلياء بن أرم بن سام بن نوح عليه السلام وهو أخو دمشق وحمص وأردن وفلسطين. قال بعض الأعراب:
فلو أن طيرا كلفت مثل سيره ** إلى واسط من إيلياء لكلت
سمى بالمهاري من فلسطين بعدما ** دنا الفيء من شمس النهار فولت
فما غاب ذاك اليوم حتى أناخها ** بميسان قد حلت عراها وكلت
كأن قطاميا من الرحل طاويا ** إذا غمرة الظلماء عنه تجلت
الإيم: بالفتح. جبل أسود بحمى ضرية يناوح الأكوام، وقيل جبل أسود في ديار بني عبس بالرمة وأكنافها. قال جامع بن عمرو بن مرخية.
تربعت الدارات دارات عسعس ** إلى أجلى أقصى مداها فنيرها
إلى عاقر الأقوام فالأيم فاللوى ** إلى ذي حسا روضا مجودا يصورها
أين: وهو يين، وقد ختم به هذا الكتاب. وفي كتاب نضر أين، قرية قرب إضم وبلاد جهينة بين مكة والمدينة وهي إلى المدينة أقرب وهناك عيون، وقيل أين مدينة في أقصى المغرب، وقيل بدله يين وهو موضع قريب من الحيرة.
أيناون: نونان وواو مفتوحة. اسم واد.
الإيواز: بالكسر واخره زاي. جبل في أطراف نملى ونملى بالتحريك جبال في وسط ديار بني قريط، والإيواز جبل لبني أبي بكر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
الإيوان: اخره نون. وهو إيوان كسرى، قال النحويون الهمزة في إيوان أصل غير زائدة ولو كانت زائدة لوجب إدغام الياء في الواو وقلبها إلى الياء كما في أيام فلما ظهرت الياء ولم تدغم دل على أن الياء عين وأن الفاء همزة وقلبت ياء لكسرة الغاء وكراهية التضعيف كما قلبت في ديوان وقيراط وكما أن الدال والقاف فاآن والياءين عينان كذلك التي في إيوان، وإيوان كسرى الذي بالمدائن مدائن كسرى زعموا أنه تعاون على بنائه عدة ملوك، وهو من أعظم الأبنية وأعلاها رأيته وقد بقي منه طاق الإيوان حسب وهو مبني بآجر طول كل آجرة نحو ذراع في عرض أقل من شبر وهو عظيم جدا. قال حمزة بن الحسن قرأت في كتاب الذي نقله ابن المقفع أن الإيوان الباقي بالمدائن هو من بناء سابور بن أردشير فقال لي الموبذان موبذان أميد بن أشوهست ليس الأمر كما زعم ابن المقفع فإن ذلك الإيوان خربه المنصور، أبو جعفر وهذا الباقي هو من بناء كسرى أبرويز، وقد حكي أن المنصور لما أراد بناء بغداد استشار خالد بن برمك في هدم الإيوان وإدخال الته في عمارة بغداد فقال له لا تفعل يا أمير المؤمنين فقال أبيت إلا التعصب للفرس فقال ما الأمر كما ظن أمير المؤمنين ولكنه أثر عظيم يدل على أن ملة ودينا، وقوما أذهبوا ملك بانية لدين وملك عظيم فلم يصغ إلى رأيه وأمر بهدمه فوجد النفقة عليه أكثر من الفائدة بنقضه فتركه فقال خالد الآن أرى يا أمير المؤمنين أن تهدمه لئلا يقال إنك عجزت عن خراب ما عمره غيرك ومعلوم ما بين الخراب والعمارة. فعلى قول المويذان إنه خرب إيوان سابور بن أردشير وعلى قول غيره إنه لم يلتفت إلى قوله أيضا وتركه. وما زلت أسمع أن كسرى لما أراد بناء إيوانه هذا أمر بشراء ما حوله من مساكن الناس وإرغابهم بالثمن الوافر وإدخاله في الإيوان وأنه كان في جواره عجوز لها دويرة صغيرة فأرادوها على بيعها فامتنعت وقالت ما كنت لأبيع جوار الملك بالدنيا جميعها فاستحسن منها هذا الكلام وأمر ببناء الايوان وترك دارها في موضعها منه وإحكام عمارتها، ولما رأيت الإيوان رأيت في جانب منه قبة صغيرة محكمة العمارة يعرفها أهل تلك الناحية بقبة العجوز فعجبت من قوم كان هذا مذهبهم في العدل والرفق بالرعية كيف ذهبت دولتهم لولا النبوة التي شرفها الله تعالى وشرف بها عباده، وقال ابن الحاجب يذكر الإيوان:
يا من بناه بشاهق البنيان ** أنسيت صنع الدهر بالإيوان
هذي المصانع والدساكر والبنا ** وقصور كسرى أنو شروان
كتب الليالي في ذراها أسطرا ** بيد البلى وأنامل الحدثان
إن الحوادث والخطوب إذا سطت ** أودت بكل موثق الأركان
قلت ومن أحسن ما قيل في الإيوان، قول أبي عبادة البحتري:
حضرت رحلي الهموم فوجه ** ت إلى أبيض المدائن عنسي
أتسلى عن الحظوظ وآسي ** لمحل من آل ساسان درس
ذكرتنيهم الخطوب التوالي ** ولقد تذكر الخطوب وتنسي
وهم خافضون في ظل عال ** مشرف يحسر العيون ويخسي
مغلق بابه على جبل القب ** ق إلى دارتي خلاط ومكس
حلل لم تكن كلأطلال سعدى ** في قفار من البسابس ملس
ومساع لولا المحابات مني ** لم يطقها مسعاة عنس وعبس
نقل الدهر عهدهن عن ** الجدة حتى رجعن أنضاء لبس
فكأن الحرمان من عدم ال ** أنس وأخلى به بنية رمس
لو تراه علمت أن الليالي ** جعلت فيه مأتما بعد عرس
وهو ينبيك عن عجائب قوم ** ولا يشاب البيان فيهم بلبس
فإذا ما رأيت صورة أنطا ** كية أرتعت بين روم وفرس
وقد كان في الإيوان صورة كسرى أنوشروان وقيصر ملك أنطاكية وهو يحاصرها ويحارب أهلها.
والمنايا مواثل وأنوشروان يز ** جي الصفوف تحت الدرفس
في اخضرار من اللباس على أص ** فرار يختال في صبغة ورس
وعراك الرجال بين يديه ** جفوة منهم وأغماض جرس
من مشيح يهوي بعامل رمح ** ومليح من السنان بترس
تصف العين أنهم جد أحيا ** ء لهم بينهم إشارة خرس
يعتلي فيهم ارتيابي حتى ** تتقرى منهم يداي بلمس
قد سقاني ولم يصرد أبو الغو ** ث على العسكرين شربة خلس
من مدام تقولها هي نجم ** ضوء الليل أو مجاجة شمس
وتراها إذا أجدت سرورا ** وارتياحا للشارب المتحسي
أفرغت في الزجاج من كل قلب ** فهي محبوبة إلى كل نفس
وتوهفت أن كسرى أبرويز ** يتعاطى أو البلهبد أنسي
حلم مطبق على الشك عندي ** أم أمان غيرن ظني وحدسي
وكأن الإيوان من عجب الصن ** عة جوب في جنب أزعن جلس
يتظنى من الكابة أن يب ** دو لعيني مصبح أو ممسي
مزعجا بالفراق عن أنس إلف ** عز أو مرهقا بتطليق عرس
عكست حظه الليالي وبات ال ** مشتري فيه وهو كوكب نحس
فهو يبدي تجلدا وعليه ** كلكل من كلاكل الدهر مرسي
لم يعبه أن بز من بسط الدي ** باج واستل من ستور الدمقس
مشمخر تعلو له شرفات ** رفعت في رؤوس رضوى وقدس
لابسات من البياض فما تب ** صر منها إلا فلائل برس
ليس يدرى أصنع إنس لجن ** صنعوه أم صنع جن لإنس
غير أني أراه يشهد أن لم ** يك بانيه في الملوك بنكس
فكأني أرى الكواكب والقو ** م إذا ما بلغت آخر حسي
وكأن الوفود ضاحين حسرى ** من وقوف خلف الزحام وجلس
وكأن القيان وسط المقاصير يرجعن بين حور ولعس
وكأن اللقاء أول من أم ** س ووشك الفراق أول أمس
وكأن الذي يريد اتباعا ** طامع في لقائهم صبح خمس
عمرت للسرور دهرا فصارت ** للتعزي رباعهم والتأسي
فلها أن أعينها بدموع ** موقفات على الصبابة حبس
ذاك عندي وليست الدار داري ** باقتراب منها ولا الجنس جنسي
غير نعمى لأهلها عند أهلي ** غرسوا من رطابها خير غرس
أيدوا ملكنا وشدوا قواه ** بكماة تحت السنور حمس
وأعانوا على كتائب أريا ** ط بطعن على النحور ودعس
وأراني من بعد أكلف بالأش ** راف طرا من كل سنخ وأس
واجتاز الملك العزيز جلال الدولة البويهي على إيوان كسرى فكتب عليه بخطه من شعره.
يا أيها المغرور بالدنيا اعتبر ** بديار كسرى فهي معتبر الورى
غنيت زمانا بالملوك وأصبحت ** من بعد حادثة الزمان كما ترى أبهات: بوزن هيهات. موضع.
أيهب: بالباء الموحدة. موضع في بلاد بني أسد قليل الماء. قال النابغة:
كأن قتودي والنسوع جرى بها ** مصك يباري الجون جاب معقرب
رعى الروض حتى نشب الغدر والتوت ** بدجلاتها قيعان شرج وأيهب أيهم: بالميم. موضع في قول النابغة:
ألمم برسم الطلل الأقدم ** بجانب السكران فالأيهم
دار فتاة كنت ألهو بها ** في سالف الدهر عن الأخرم قال نصر، ولطيء الأيهم وهي أودية لبني موقع.
أية. بالفتح والتشديد. من أعمال الري.
هذا اخر كتاب الهمزة والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله أجمعين وأصحابه وذريته والتابعين وتابع التابعين ورضي الله عن السلف الصالحين، اللهم آمين