انتقل إلى المحتوى

معاهدة فاس

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
​معاهدة فاس​
ملاحظات: هذا هو نص معاهدة فاس الذي وقعها السلطان المغربي انذاك عبد الحفيظ في 30 مارس 1912


الحمد لله وحده

إن دولة الجمهورية الفرنسوية ودولة جلالة السلطان الشريفة بناءً على ما لهما من الاهتمام بتأسيس نظام مضبوط مبنى على السكينة الداخلية والراحة العمومية يسوغ به إدخال الإصلاحات وإثبات النشر الاقتصادي بالمغرب قد اتفقتا على ما سيذكر


الفصل الأوّلُ

إن دولة الجمهورية الفرنسوية وجلالة السلطان قد اتفقا على تأسيس نظام جديد بالمغرب مشتمل على الإصلاحات الإدارية والعدلية والتعليمية والاقتصادية والمالية والعسكرية التي ترى الدولة الفرنسوية إدخالها نافعا بالإيالة المغربية

وهذا النظام يكون يحترم حرمة جلالة السلطان وشرفه العارم و كذلك الحالة الدينية وتأسيساتها والشعائر الإسلامية وخصوصا تأسيسات الأحباس كما يكون هذا النظام محتويا على تنظيم مخزن شريف مضبوط

دولة الجمهورية تتفاوض مع الدولة الأصبنيولية في شأن المصالح الناشئة لهذه الدولة من حالتها الجغرافية ومستعمراتها الأرضية الكائنة بالساحل المغربي

كما أن مدينة طنجة تبقى على حالتها الخصوصية المعترف لها بها والتي من مقتضاها يتأسس نظامها البلدي

الفصل الثاني

جلالة السلطان يساعد من الآن على الاحتلالات العسكرية بالإيالة المغربية التي تراها الدولة واجبة لاستثبات السكينة والتأمين على المعاملات التجارية وذلك بعد تقديم الإعلام للمخزن الشريف كما يساعد على أن الدولة الفرنسوية تقوم بعمل الحراسة برّاً وكذلك بحراً بالمياه المغربية

الفصل الثالث

دولة الجمهورية تتعهد بإعطائها لجلالة السلطان الإعانة المستمرة ضد كل خطر يمس بذاته الشريفة أو بحرس مملكته أو ينشأ عنه اضطراب بإيالته وهذا الإعانة تعطي أيضا لوالي العهد أو لمن يخلفه

الفصل الرابع

إن الوسائل التي يتوقّف عليها نظام الحماية الجديد تبرز على يد جلالة السلطان وعلى يد الولاة الذين لهم التفويض من الجناب الشريف وذلك بمعروض من الدولة الفرنسوية وهذا العمل يكون جاريا أيضا في الضوابط الجديدة والتغييرات في الضوابط الموجودة.

الفصل الخامس

تعيّن الدولة الفرنساوية مندوبا مقيما عاماً يكون نائبا عنها لدى جلالة السلطان ومستودعاً لتفويضاتها بالمغرب كما يكون يسهر على القيام بإنجاز هذا الوفق

يكون المندوب المقيم العام هو الواسطة الوحيد بين جلالة السلطان ونواب الأجانب كما يكون الواسطة أيضا في المصارفة التي لهؤلاء النواب مع الدولة المغربية

المندوب المقيم العام يكون مكلّفا بسائر المسائل المتعلقة بالأجانب في الإيالة الشريفة ويكون له التفويض بالمصادقة والإبراز في اسم الدولة الفرنسوية لجميع القوانين الصادرة من جلالة السلطان

الفصل السادس

نواب فرنسة السياسيون والقنصليون يكونون هم النائبون عن المخزن والمكلفون بحماية رعايا ومصالح المغرب بالأقطار الأجنبية

جلالة السلطان يتعهد بعدم عقد أي وفق كان له معنا دولية من غير موافقة دولة الجمهورية الفرنساوية

الفصل السابع

دولة فرنسا والدولة الشريفة يتأملا فيما بعد باتفاق معاً في تأسيس أصول شاملة لنصب نظام مالي يسوغ به ضمانة ما يتعهد به بيت المال الشريف وقبض محصولات الإيالة على وجه منظم وذلك مع احترام الحقوق المخولة لحملة سهام السلفات المغربية العمومية

الفصل الثامن

يتعهد جلالة السلطان بأن لا يعقد في المستقبل اما رأساً اما بواسطة أي سلف كان عموميا أو خصوصيا أو يمنح بأي صفة كانت باختصاص من الاختصاصات من غير موافقة الدولة الفرنسوية

الفصل التاسع

هذا الوفق يقدم لمصادقة دولة الجمهورية الفرنسوية ونص المصادقة يرفع لجلالة السلطان في أقرب وقت ممكن

وبمقتضى ما سطر أعلاه حرَّر الفريقان هذا الوفق وختما عليه بختمهما بعاصمة فاس يوم الثلاثين التاسع عشر مارس سنة 1912 الموافق حادي عشر ربيع الثاني عام 1330.


عبد الحفيظ له الله

يشهد الواضعان خط يدهما أسفله بصحة التعريب أعلاه ومطابقته للنص الفرنساوي حرفاً حرفاً كما يشهدان بإصلاح التاريخ.