انتقل إلى المحتوى

مصر تهدي إلى بنيها السلاما

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مصر تهدي إلى بنيها السلاما

​مصر تهدي إلى بنيها السلاما​ المؤلف جبران خليل جبران


مصر تهدي إلى بنيها السلاما
وهي تدعو إلى الحفاظ الكراما
خير اولادها لديها مقاما
من رعى عهدها وصان الذماما
إن هذا ليوم فصل ورأي
ليس فيه مجال أمر ونهي
كل من صال فيه صولة بغي
وتجنى على الهدى بالغي
بايعوا العلم والفضيلة فيه
أيدوا كل عاقل ونزيه
قاطعوا كل جاهل وسفيه
راقبوا الله في الحمى وبنيه
حاذروا في اختياركم أن تراءوا
حاذروا أن يسود الأغنياء
فتهانوا ويشمت الأعداء
ويح شعب يقضى عليه القضاء
أثبتوا أن في البلاد جالا
حققوا بالكنانة الآمالا
رجحوا العقل واستخفوا المالا
إفسحوا للأكفاء منكم مجالا
إن مصرا تريد عهدا جديدا
سئمت ما مضى وكان شديدا
فاطلبوا المطلب الكبير البعيدا
واقتدوا بالهلال كان وليدا
وكأني بالغرب يرنو إليكم
ليرى قيمة الحياة لديكم
فليكن شاهدا لكم لا عليكم
ذاك في وسعكم وبين بديكم
أيها الناخبون أمر البلاد
أمركم أحكموه والله هاد
لا تطيعوا مشورة الأحقاد
لا تزيغوا لنزعة من وداد
ذلكم شأن مصر شرقا وغربا
وهو ما لا يهون إن ساء عقبى
من دعاه فيه الصواب فلبى
عز حزبا وكان لله حزبا
هوي وم إن تعدلوا سر جدا
فاجعلو لغابر الظلم حدا
واجعلوه لمبدإ العدل عهدا
عدل يوم يبدل النحس سعدا
ينظر الشرق من قصي النواحي
كيف تستقبلون عصر الفلاح
مصر كانت فريدة أمصار
وهي في يومنا حمى آثار
أيهاالنائبون عنا بدار
لتجدوا لها شباب فخار