انتقل إلى المحتوى

مسند أحمد بن حنبل/مسند الأنصار/66

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
ملاحظات: مسند الأنصار (الحديث 22588 - 22622)




حديث رفاعة بن شداد عن عمرو بن الحمق رضي الله تعالى عنه

[عدل]

22588 حدثنا بهز، حدثنا حماد بن سلمة، عن عبد الملك بن عمير، عن رفاعة بن شداد، قال كنت أقوم على رأس المختار فلما تبينت لي كذابته هممت أيم الله أن أسل سيفي فأضرب عنقه حتى تذكرت حديثا حدثنيه عمرو بن الحمق قال سمعت رسول الله يقول من آمن رجلا على نفسه فقتله أعطي لواء الغدر يوم القيامة.

22589 حدثنا ابن نمير، حدثنا عيسى القارئ أبو عمر، حدثني السدي، عن رفاعة القتباني، قال دخلت على المختار قال فألقى لي وسادة وقال لولا أن أخي جبريل قام عن هذه لألقيتها لك قال فأردت أن أضرب عنقه فذكرت حديثا حدثني به أخي عمرو بن الحمق قال قال رسول الله أيما مؤمن أمن مؤمنا على دمه فقتله فأنا من القاتل بريء.

حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه

[عدل]

22590 حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن سلمان، قال قال بعض المشركين وهم يستهزئون به إني لأرى صاحبكم يعلمكم حتى الخراءة قال سلمان أجل أمرنا أن لا نستقبل القبلة ولا نستنجي بأيماننا ولا نكتفي بدون ثلاثة أحجار ليس فيها رجيع ولا عظم.

22591 حدثنا يحيى بن إسحاق، أخبرنا شريك، عن عبيد المكتب، عن أبي الطفيل، عن سلمان، قال كان النبي يقبل الهدية ولا يقبل الصدقة قال عبد الله و حدثناه علي بن حكيم أخبرنا شريك عن عبيد المكتب بإسناده نحوه.

22592 حدثنا أبو سعيد، حدثنا زائدة، حدثنا منصور، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، حدثنا رجل، من أصحاب النبي قال قال رجل إني لأرى صاحبكم يعلمكم كيف تصنعون حتى إنه ليعلمكم إذا أتى أحدكم الغائط قال قلت نعم أجل ولو سخرت إنه ليعلمنا كيف يأتي أحدنا الغائط وإنه ينهانا أن يستقبل أحدنا القبلة وأن يستدبرها وأن يستنجي أحدنا بيمينه وأن يتمسح أحدنا برجيع ولا عظم وأن يستنجي بأقل من ثلاثة أحجار.

22593 حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا زائدة، حدثنا عمر بن قيس الماصر، عن عمرو بن أبي قرة، قال كان حذيفة بالمدائن فكان يذكر أشياء قالها رسول الله فجاء حذيفة إلى سلمان فيقول سلمان يا حذيفة إن رسول الله كان يغضب فيقول ويرضى ويقول لقد علمت أن رسول الله خطب فقال أيما رجل من أمتي سببته سبة في غضبي أو لعنته لعنة فإنما أنا من ولد آدم أغضب كما يغضبون وإنما بعثني رحمة للعالمين فاجعلها صلاة عليه يوم القيامة.

22594 حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا علي بن زيد، عن أبي عثمان، قال كنت مع سلمان الفارسي تحت شجرة وأخذ منها غصنا يابسا فهزه حتى تحات ورقه ثم قال يا أبا عثمان ألا تسألني لم أفعل هذا قلت ولم تفعله فقال هكذا فعل رسول الله وأنا معه تحت شجرة فأخذ منها غصنا يابسا فهزه حتى تحات ورقه فقال يا سلمان ألا تسألني لم أفعل هذا فقلت ولم تفعله قال إن المسلم إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى الصلوات الخمس تحاتت خطاياه كما يتحات هذا الورق وقال وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين.

22595 حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان، عن منصور، والأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن سلمان الفارسي، قال قال له المشركون إنا نرى صاحبكم يعلمكم حتى يعلمكم الخراءة قال أجل إنه ينهانا أن يستنجي أحدنا بيمينه أو يستقبل القبلة وينهانا عن الروث والعظام وقال لا يستنجي أحدكم بدون ثلاثة أحجار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن منصور عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد أن رجلا من المشركين قال لرجل من أصحاب النبي علمكم هذا كل شيء فذكر الحديث.

22596 حدثنا حجاج بن محمد، حدثنا ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، قال أخبرني أبي، عن عبد الله بن وديعة، عن سلمان الخير، عن النبي أنه قال لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر بما استطاع من طهر ويدهن من دهنه أو يمس من طيب بيته ثم يروح إلى المسجد فلا يفرق بين اثنين ثم يصلي ما كتب الله له ثم ينصت للإمام إذا تكلم إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى.

22597 حدثنا هشيم، عن منصور، عن الحسن، قال لما احتضر سلمان بكى وقال إن رسول الله عهد إلينا عهدا فتركنا ما عهد إلينا أن يكون بلغة أحدنا من الدنيا كزاد الراكب قال ثم نظرنا فيما ترك فإذا قيمة ما ترك بضعة وعشرون درهما أو بضعة وثلاثون درهما.

22598 حدثنا أبو كامل، حدثنا إسرائيل، حدثنا أبو إسحاق، عن أبي قرة الكندي، عن سلمان الفارسي، قال كنت من أبناء أساورة فارس فذكر الحديث قال فانطلقت ترفعني أرض وتخفضني أخرى حتى مررت على قوم من الأعراب فاستعبدوني فباعوني حتى اشترتني امرأة فسمعتهم يذكرون النبي وكان العيش عزيزا فقلت لها هبي لي يوما فقالت نعم فانطلقت فاحتطبت حطبا فبعته فصنعت طعاما فأتيت به النبي فوضعته بين يديه فقال ما هذا فقلت صدقة فقال لأصحابه كلوا ولم يأكل قلت هذه من علاماته ثم مكثت ما شاء الله أن أمكث فقلت لمولاتي هبي لي يوما قالت نعم فانطلقت فاحتطبت حطبا بأكثر من ذلك فصنعت طعاما فأتيته به وهو جالس بين أصحابه فوضعته بين يديه فقال ما هذا قلت هدية فوضع يده وقال لأصحابه خذوا بسم الله وقمت خلفه فوضع رداءه فإذا خاتم النبوة فقلت أشهد أنك رسول الله فقال وما ذاك فحدثته عن الرجل وقلت أيدخل الجنة يا رسول الله فإنه حدثني أنك نبي فقال لن يدخل الجنة إلا نفس مسلمة فقلت يا رسول الله إنه أخبرني أنك نبي أيدخل الجنة قال لن يدخل الجنة إلا نفس مسلمة.

22599 حدثنا ابن فضيل، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن سلمان، قال قال المشركون إن هذا ليعلمكم حتى إنه ليعلمكم الخراءة قال قلت لئن قلتم ذاك لقد نهانا أن نستقبل القبلة أو نستدبرها أو نستنجي بأيماننا أو يكتفي أحدنا بدون ثلاثة أحجار أو يستنجي أحدنا برجيع أو عظم.

22600 حدثنا يزيد، أخبرنا سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن سلمان، قال إن الله عز وجل ليستحي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله خيرا فيردهما خائبتين حدثنا يزيد أخبرنا رجل في مجلس عمرو بن عبيد أنه سمع أبا عثمان يحدث بهذا عن سلمان الفارسي عن النبي قال يزيد سموه لي قالوا هو جعفر بن ميمون قال عبد الله قال أبي يعني جعفر صاحب الأنماط.

22601 حدثنا يزيد، أخبرنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي عثمان النهدي، قال كنا مع سلمان تحت شجرة فأخذ غصنا منها فنفضه فتساقط ورقه فقال ألا تسألوني عما صنعت فقلنا أخبرنا فقال كنا مع رسول الله في ظل شجرة فأخذ غصنا منها فنفضه فتساقط ورقه فقال ألا تسألوني عما صنعت فقلنا أخبرنا يا رسول الله فقال إن العبد المسلم إذا قام إلى الصلاة تحاتت عنه خطاياه كما تحات ورق هذه الشجرة.

22602 حدثنا عبد الصمد، حدثنا داود يعني ابن أبي الفرات، حدثنا محمد بن زيد، عن أبي شريح، عن أبي مسلم، مولى زيد بن صوحان العبدي قال كنت مع سلمان الفارسي فرأى رجلا قد أحدث وهو يريد أن ينزع خفيه فأمره سلمان أن يمسح على خفيه وعلى عمامته ويمسح بناصيته وقال سلمان رأيت رسول الله يمسح على خفيه وعلى خماره.

22603 حدثنا هشيم، عن مغيرة، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن علقمة، عن قرثع الضبي، عن سلمان الفارسي، قال قال لي النبي أتدري ما يوم الجمعة قلت هو اليوم الذي جمع الله فيه أباكم قال لكني أدري ما يوم الجمعة لا يتطهر الرجل فيحسن طهوره ثم يأتي الجمعة فينصت حتى يقضي الإمام صلاته إلا كان كفارة له ما بينه وبين الجمعة المقبلة ما اجتنبت المقتلة.

22604 حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، قال قيل لسلمان قد علمكم نبيكم كل شيء حتى الخراءة قال أجل نهانا أن نستقبل القبلة بغائط أو ببول أو أن نستنجي باليمين أو أن يستنجي أحدنا بأقل من ثلاث أحجار أو أن يستنجي برجيع أو بعظم.

22605 حدثنا يحيى بن سعيد، عن سليمان، عن أبي عثمان، عن سلمان، عن النبي قال إن الله عز وجل خلق مائة رحمة فمنها رحمة يتراحم بها الخلق فبها تعطف الوحوش على أولادها وأخر تسعة وتسعين إلى يوم القيامة.

22606 حدثنا أبو أسامة، أخبرني مسعر، حدثني عمر بن قيس، عن عمرو بن أبي قرة الكندي، قال عرض أبي على سلمان أخته فأبى وتزوج مولاة له يقال لها بقيرة قال فبلغ أبا قرة أنه كان بين سلمان وحذيفة شيء فأتاه يطلبه فأخبر أنه في مبقلة له فتوجه إليه فلقيه معه زبيل فيه بقل قد أدخل عصاه في عروة الزبيل وهو على عاتقه قال أبا عبد الله ما كان بينك وبين حذيفة قال يقول سلمان وكان الإنسان عجولا فانطلقا حتى أتيا دار سلمان فدخل سلمان الدار فقال السلام عليكم ثم أذن فإذا نمط موضوع على باب وعند رأسه لبنات وإذا قرطان فقال اجلس على فراش مولاتك الذي تمهد لنفسها قال ثم أنشأ يحدثه قال إن حذيفة كان يحدث بأشياء يقولها رسول الله في غضبه لأقوام فأسأل عنها فأقول حذيفة أعلم بما يقول وأكره أن يكون ضغائن بين أقوام فأتي حذيفة فقيل له إن سلمان لا يصدقك ولا يكذبك بما تقول فجاءني حذيفة فقال يا سلمان ابن أم سلمان قلت يا حذيفة ابن أم حذيفة لتنتهين أو لأكتبن إلى عمر فلما خوفته بعمر تركني وقد قال رسول الله من ولد آدم أنا فأيما عبد مؤمن لعنته لعنة أو سببته سبة في غير كنهه فاجعلها عليه صلاة.

22607 حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، حدثنا محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن ابن عباس، قال حدثني سلمان، قال أتيت النبي بطعام وأنا مملوك فقلت هذه صدقة فأمر أصحابه فأكلوا ولم يأكل ثم أتيته بطعام فقلت هذه هدية أهديتها لك أكرمك بها فإني رأيتك لا تأكل الصدقة فأمر أصحابه فأكلوا وأكل معهم حدثنا يحيى بن زكريا حدثني أبي عن أبي إسحاق عن آل أبي قرة عن سلمان قال كنت استأذنت مولاتي في ذلك فطيبت لي فاحتطبت حطبا فبعته فاشتريت ذلك الطعام.

22608 حدثنا أبو عبد الرحمن المقري، وعفان، قالا حدثنا داود بن أبي الفرات، عن محمد بن زيد، عن أبي شريح، عن أبي مسلم، مولى زيد بن صوحان العبدي قال كنت مع سلمان الفارسي فرأى رجلا قد أحدث وهو يريد أن ينزع خفيه للوضوء فأمره سلمان أن يمسح على خفيه وعلى عمامته ويمسح بناصيته وقال سلمان رأيت رسول الله مسح على خفيه وعلى خماره.

22609 حدثنا أبو النضر، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، أخبرني أبي، عن عبد الله بن وديعة، عن سلمان الخير، أن النبي قال لا يغتسل الرجل يوم الجمعة ويتطهر بما استطاع من طهر ثم يدهن من دهنه أو يمس من طيب بيته ثم يروح فلم يفرق بين اثنين ثم صلى ما كتب له ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى.

22610 حدثنا الزبيري، محمد بن عبد الله حدثنا إسرائيل، عن عطاء بن السائب، عن أبي البختري، عن سلمان، أنه انتهى إلى حصن أو مدينة فقال لأصحابه دعوني أدعوهم كما رأيت رسول الله يدعوهم فقال إنما كنت رجلا منكم فهداني الله للإسلام فإن أسلمتم فلكم ما لنا وعليكم ما علينا وإن أنتم أبيتم فأدوا الجزية وأنتم صاغرون فإن أبيتم نابذناكم على سواء إن الله لا يحب الخائنين يفعل ذلك بهم ثلاثة أيام فلما كان اليوم الرابع غدا الناس إليها ففتحوها.

22611 حدثنا حسن بن موسى، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبان بن صالح، عن ابن أبي زكريا الخزاعي، عن سلمان الخير، أنه سمعه وهو، يحدث شرحبيل بن السمط وهو مرابط على الساحل يقول سمعت النبي يقول من رابط يوما أو ليلة كان له كصيام شهر للقاعد ومن مات مرابطا في سبيل الله أجرى الله له أجره والذي كان يعمل أجر صلاته وصيامه ونفقته ووقي من فتان القبر وأمن من الفزع الأكبر.

22612 حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا أبو إسحاق، عن زائدة، عن محمد بن إسحاق، عن جميل بن أبي ميمونة، عن أبي زكريا الخزاعي، عن سلمان، أنه سمع رسول الله يقول رباط يوم وليلة في سبيل الله كصيام شهر وقيامه إن مات جرى عليه أجر المرابط حتى يبعث ويؤمن الفتان.

22613 حدثنا عفان، حدثنا أبو عوانة، عن مغيرة، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن علقمة، عن قرثع الضبي، عن سلمان الفارسي، قال قال رسول الله أتدري ما يوم الجمعة قلت نعم قال لا أدري زعم سأله الرابعة أم لا قال قلت هو اليوم الذي جمع فيه أبوه أو أبوكم قال النبي ألا أحدثك عن يوم الجمعة لا يتطهر رجل مسلم ثم يمشي إلى المسجد ثم ينصت حتى يقضي الإمام صلاته إلا كان كفارة لما بينها وبين الجمعة التي بعدها ما اجتنبت المقتلة.

22614 حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أنبأنا علي بن زيد، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان، قال كاتبت أهلي على أن أغرس لهم خمس مائة فسيلة فإذا علقت فأنا حر قال فأتيت النبي فذكرت ذلك له قال اغرس واشترط لهم فإذا أردت أن تغرس فآذني قال فآذنته قال فجاء فجعل يغرس بيده إلا واحدة غرستها بيدي فعلقن إلا الواحدة.

22615 حدثنا شجاع بن الوليد، قال ذكره قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه، عن سلمان، قال قال لي رسول الله يا سلمان لا تبغضني فتفارق دينك قال قلت يا رسول الله وكيف أبغضك وبك هدانا الله قال تبغض العرب فتبغضني.

22616 حدثنا عفان، حدثنا قيس بن الربيع، حدثنا أبو هاشم، عن زاذان، عن سلمان، قال قرأت في التوراة بركة الطعام الوضوء بعده قال فذكرت ذلك لرسول الله وأخبرته بما قرأت في التوراة فقال بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده.

22617 حدثنا عفان، حدثنا قيس بن الربيع، حدثنا عثمان بن شابور، رجل من بني أسد عن شقيق، أو نحوه شك قيس أن سلمان دخل عليه رجل فدعا له بما كان عنده وقال لولا أن رسول الله نهانا أو لولا أنا نهينا أن يتكلف أحدنا لصاحبه لتكلفنا لك.

22618 حدثنا عفان، حدثنا حماد، عن عطاء بن السائب، عن أبي البختري، أن سلمان، حاصر قصرا من قصور فارس فقال لأصحابه دعوني حتى أفعل ما رأيت رسول الله يفعل فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إني امرؤ منكم وإن الله رزقني الإسلام وقد ترون طاعة العرب فإن أنتم أسلمتم وهاجرتم إلينا فأنتم بمنزلتنا يجري عليكم ما يجري علينا وإن أنتم أسلمتم وأقمتم في دياركم فأنتم بمنزلة الأعراب يجري لكم ما يجري لهم ويجري عليكم ما يجري عليهم فإن أبيتم وأقررتم بالجزية فلكم ما لأهل الجزية وعليكم ما على أهل الجزية عرض عليهم ذلك ثلاثة أيام ثم قال لأصحابه انهدوا إليهم ففتحها.

22619 حدثنا أبو المغيرة، حدثنا ابن ثابت بن ثوبان، حدثني حسان بن عطية، عن عبد الله بن أبي زكريا، عن رجل، عن سلمان، عن النبي قال رباط يوم وليلة أفضل من صيام شهر وقيامه صائما لا يفطر وقائما لا يفتر وإن مات مرابطا جرى عليه كصالح عمله حتى يبعث ووقي عذاب القبر حدثنا أبو المغيرة حدثنا ابن ثوبان حدثني من سمع خالد بن معدان يحدث عن شرحبيل بن السمط عن سلمان مثل ذلك.

22620 حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري، عن محمود بن لبيد، عن عبد الله بن عباس، قال حدثني سلمان الفارسي، حديثه من فيه قال كنت رجلا فارسيا من أهل أصبهان من أهل قرية منها يقال لها جي وكان أبي دهقان قريته وكنت أحب خلق الله إليه فلم يزل به حبه إياي حتى حبسني في بيته أي ملازم النار كما تحبس الجارية وأجهدت في المجوسية حتى كنت قطن النار الذي يوقدها لا يتركها تخبو ساعة قال وكانت لأبي ضيعة عظيمة قال فشغل في بنيان له يوما فقال لي يا بني إني قد شغلت في بنيان هذا اليوم عن ضيعتي فاذهب فاطلعها وأمرني فيها ببعض ما يريد فخرجت أريد ضيعته فمررت بكنيسة من كنائس النصارى فسمعت أصواتهم فيها وهم يصلون وكنت لا أدري ما أمر الناس لحبس أبي إياي في بيته فلما مررت بهم وسمعت أصواتهم دخلت عليهم أنظر ما يصنعون قال فلما رأيتهم أعجبني صلاتهم ورغبت في أمرهم وقلت هذا والله خير من الدين الذي نحن عليه فوالله ما تركتهم حتى غربت الشمس وتركت ضيعة أبي ولم آتها فقلت لهم أين أصل هذا الدين قالوا بالشام قال ثم رجعت إلى أبي وقد بعث في طلبي وشغلته عن عمله كله قال فلما جئته قال أي بني أين كنت ألم أكن عهدت إليك ما عهدت قال قلت يا أبت مررت بناس يصلون في كنيسة لهم فأعجبني ما رأيت من دينهم فوالله مازلت عندهم حتى غربت الشمس قال أي بني ليس في ذلك الدين خير دينك ودين آبائك خير منه قال قلت كلا والله إنه خير من ديننا قال فخافني فجعل في رجلي قيدا ثم حبسني في بيته قال وبعثت إلي النصارى فقلت لهم إذا قدم عليكم ركب من الشام تجار من النصارى فأخبروني بهم قال فقدم عليهم ركب من الشام تجار من النصارى قال فأخبروني بهم قال فقلت لهم إذا قضوا حوائجهم وأرادوا الرجعة إلى بلادهم فآذنوني بهم قال فلما أرادوا الرجعة إلى بلادهم أخبروني بهم فألقيت الحديد من رجلي ثم خرجت معهم حتى قدمت الشام فلما قدمتها قلت من أفضل أهل هذا الدين قالوا الأسقف في الكنيسة قال فجئته فقلت إني قد رغبت في هذا الدين وأحببت أن أكون معك أخدمك في كنيستك وأتعلم منك وأصلي معك قال فادخل فدخلت معه قال فكان رجل سوء يأمرهم بالصدقة ويرغبهم فيها فإذا جمعوا إليه منها أشياء اكتنزه لنفسه ولم يعطه المساكين حتى جمع سبع قلال من ذهب وورق قال وأبغضته بغضا شديدا لما رأيته يصنع ثم مات فاجتمعت إليه النصارى ليدفنوه فقلت لهم إن هذا كان رجل سوء يأمركم بالصدقة ويرغبكم فيها فإذا جئتموه بها اكتنزها لنفسه ولم يعط المساكين منها شيئا قالوا وما علمك بذلك قال قلت أنا أدلكم على كنزه قالوا فدلنا عليه قال فأريتهم موضعه قال فاستخرجوا منه سبع قلال مملوءة ذهبا وورقا قال فلما رأوها قالوا والله لا ندفنه أبدا فصلبوه ثم رجموه بالحجارة ثم جاءوا برجل آخر فجعلوه بمكانه قال يقول سلمان فما رأيت رجلا لا يصلي الخمس أرى أنه أفضل منه أزهد في الدنيا ولا أرغب في الآخرة ولا أدأب ليلا ونهارا منه قال فأحببته حبا لم أحبه من قبله وأقمت معه زمانا ثم حضرته الوفاة فقلت له يا فلان إني كنت معك وأحببتك حبا لم أحبه من قبلك وقد حضرك ما ترى من أمر الله فإلى من توصي بي وما تأمرني قال أي بني والله ما أعلم أحدا اليوم على ما كنت عليه لقد هلك الناس وبدلوا وتركوا أكثر ما كانوا عليه إلا رجلا بالموصل وهو فلان فهو على ما كنت عليه فالحق به قال فلما مات وغيب لحقت بصاحب الموصل فقلت له يا فلان إن فلانا أوصاني عند موته أن ألحق بك وأخبرني أنك على أمره قال فقال لي أقم عندي فأقمت عنده فوجدته خير رجل على أمر صاحبه فلم يلبث أن مات فلما حضرته الوفاة قلت له يا فلان إن فلانا أوصى بي إليك وأمرني باللحوق بك وقد حضرك من الله عز وجل ما ترى فإلى من توصي بي وما تأمرني قال أي بني والله ما أعلم رجلا على مثل ما كنا عليه إلا بنصيبين وهو فلان فالحق به وقال فلما مات وغيب لحقت بصاحب نصيبين فجئته فأخبرته بخبري وما أمرني به صاحبي قال فأقم عندي فأقمت عنده فوجدته على أمر صاحبيه فأقمت مع خير رجل فوالله ما لبث أن نزل به الموت فلما حضر قلت له يا فلان إن فلانا كان أوصى بي إلى فلان ثم أوصى بي فلان إليك فإلى من توصي بي وما تأمرني قال أي بني والله ما نعلم أحدا بقي على أمرنا آمرك أن تأتيه إلا رجلا بعمورية فإنه بمثل ما نحن عليه فإن أحببت فأته قال فإنه على أمرنا قال فلما مات وغيب لحقت بصاحب عمورية وأخبرته خبري فقال أقم عندي فأقمت مع رجل على هدي أصحابه وأمرهم قال واكتسبت حتى كان لي بقرات وغنيمة قال ثم نزل به أمر الله فلما حضر قلت له يا فلان إني كنت مع فلان فأوصى بي فلان إلى فلان وأوصى بي فلان إلى فلان ثم أوصى بي فلان إليك فإلى من توصي بي وما تأمرني قال أي بني والله ما أعلمه أصبح على ما كنا عليه أحد من الناس آمرك أن تأتيه ولكنه قد أظلك زمان نبي هو مبعوث بدين إبراهيم يخرج بأرض العرب مهاجرا إلى أرض بين حرتين بينهما نخل به علامات لا تخفى يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة بين كتفيه خاتم النبوة فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل قال ثم مات وغيب فمكثت بعمورية ما شاء الله أن أمكث ثم مر بي نفر من كلب تجارا فقلت لهم تحملوني إلى أرض العرب وأعطيكم بقراتي هذه وغنيمتي هذه قالوا نعم فأعطيتهموها وحملوني حتى إذا قدموا بي وادي القرى ظلموني فباعوني من رجل من يهود عبدا فكنت عنده ورأيت النخل ورجوت أن تكون البلد الذي وصف لي صاحبي ولم يحق لي في نفسي فبينما أنا عنده قدم عليه ابن عم له من المدينة من بني قريظة فابتاعني منه فاحتملني إلى المدينة فوالله ما هو إلا أن رأيتها فعرفتها بصفة صاحبي فأقمت بها وبعث الله رسوله فأقام بمكة ما أقام لا أسمع له بذكر مع ما أنا فيه من شغل الرق ثم هاجر إلى المدينة فوالله إني لفي رأس عذق لسيدي أعمل فيه بعض العمل وسيدي جالس إذ أقبل ابن عم له حتى وقف عليه فقال فلان قاتل الله بني قيلة والله إنهم الآن لمجتمعون بقباء على رجل قدم عليهم من مكة اليوم يزعمون أنه نبي قال فلما سمعتها أخذتني العرواء حتى ظننت سأسقط على سيدي قال ونزلت عن النخلة فجعلت أقول لابن عمه ذلك ماذا تقول ماذا تقول قال فغضب سيدي فلكمني لكمة شديدة ثم قال ما لك ولهذا أقبل على عملك قال قلت لا شيء إنما أردت أن أستثبت عما قال وقد كان عندي شيء قد جمعته فلما أمسيت أخذته ثم ذهبت إلى رسول الله وهو بقباء فدخلت عليه فقلت له إنه قد بلغني أنك رجل صالح ومعك أصحاب لك غرباء ذوو حاجة وهذا شيء كان عندي للصدقة فرأيتكم أحق به من غيركم قال فقربته إليه فقال رسول الله لأصحابه كلوا وأمسك يده فلم يأكل قال فقلت في نفسي هذه واحدة ثم انصرفت عنه فجمعت شيئا وتحول رسول الله إلى المدينة ثم جئت به فقلت إني رأيتك لا تأكل الصدقة وهذه هدية أكرمتك بها قال فأكل رسول الله منها وأمر أصحابه فأكلوا معه قال فقلت في نفسي هاتان اثنتان ثم جئت رسول الله وهو ببقيع الغرقد قال وقد تبع جنازة من أصحابه عليه شملتان له وهو جالس في أصحابه فسلمت عليه ثم استدرت أنظر إلى ظهره هل أرى الخاتم الذي وصف لي صاحبي فلما رآني رسول الله استدرته عرف أني أستثبت في شيء وصف لي قال فألقى رداءه عن ظهره فنظرت إلى الخاتم فعرفته فانكببت عليه أقبله وأبكي فقال لي رسول الله تحول فتحولت فقصصت عليه حديثي كما حدثتك يا ابن عباس قال فأعجب رسول الله أن يسمع ذلك أصحابه ثم شغل سلمان الرق حتى فاته مع رسول الله بدر وأحد قال ثم قال لي رسول الله كاتب يا سلمان فكاتبت صاحبي على ثلاث مائة نخلة أحييها له بالفقير وبأربعين أوقية فقال رسول الله لأصحابه أعينوا أخاكم فأعانوني بالنخل الرجل بثلاثين ودية والرجل بعشرين والرجل بخمس عشرة والرجل بعشر يعني الرجل بقدر ما عنده حتى اجتمعت لي ثلاث مائة ودية فقال لي رسول الله اذهب يا سلمان ففقر لها فإذا فرغت فأتني أكون أنا أضعها بيدي ففقرت لها وأعانني أصحابي حتى إذا فرغت منها جئته فأخبرته فخرج رسول الله معي إليها فجعلنا نقرب له الودي ويضعه رسول الله بيده فوالذي نفس سلمان بيده ما ماتت منها ودية واحدة فأديت النخل وبقي علي المال فأتي رسول الله بمثل بيضة الدجاجة من ذهب من بعض المغازي فقال ما فعل الفارسي المكاتب قال فدعيت له فقال خذ هذه فأد بها ما عليك يا سلمان فقلت وأين تقع هذه يا رسول الله مما علي قال خذها فإن الله عز وجل سيؤدي بها عنك قال فأخذتها فوزنت لهم منها والذي نفس سلمان بيده أربعين أوقية فأوفيتهم حقهم وعتقت فشهدت مع رسول الله الخندق ثم لم يفتني معه مشهد.

22621 حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثنا يزيد بن أبي حبيب، عن رجل، من بني عبد القيس عن سلمان الخير، قال لما قلت وأين تقع هذه من الذي علي يا رسول الله أخذها رسول الله فقلبها على لسانه ثم قال خذها فأوفهم منها فأخذتها فأوفيتهم منها حقهم كله أربعين أوقية.

22622 حدثنا علي بن عاصم، عن عطاء بن السائب، عن أبي البختري، قال حاصر سلمان الفارسي قصرا من قصور فارس فقال له أصحابه يا أبا عبد الله ألا تنهد إليهم قال لا حتى أدعوهم كما كان يدعوهم رسول الله قال فأتاهم فكلمهم قال أنا رجل فارسي وأنا منكم والعرب يطيعوني فاختاروا إحدى ثلاث إما أن تسلموا وإما أن تعطوا الجزية عن يد وأنتم صاغرون غير محمودين وإما أن ننابذكم فنقاتلكم قالوا لا نسلم ولا نعطي الجزية ولكنا ننابذكم فرجع سلمان إلى أصحابه قالوا ألا تنهد إليهم قال لا قال فدعاهم ثلاثة أيام فلم يقبلوا فقاتلهم ففتحها.