انتقل إلى المحتوى

مسند أحمد بن حنبل/حديث كعب بن مالك الأنصاري

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
ملاحظات: حديث كعب بن مالك الأنصاري(الحديث 15204 - 15237)




15204 حدثنا وكيع، قال حدثنا هشام بن عروة، عن عبد الرحمن بن سعد، عن ابن كعب بن مالك الأنصاري، عن أبيه، وابن، نمير عن هشام، عن عبد الرحمن بن سعد، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه، أن النبي أكل طعاما فلعق أصابعه.

15205 حدثنا وكيع، عن أسامة بن زيد، عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك، أن جارية، لكعب كانت ترعى غنما له بسلع فعدا الذئب على شاة من شائها فأدركتها الراعية فذكتها بمروة فسأل كعب بن مالك النبي فأمره بأكلها.

15206 حدثنا وكيع، حدثنا زمعة، عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه، أن النبي مر به وهو ملازم رجلا في أوقيتين فقال النبي للرجل هكذا أي ضع عنه الشطر قال الرجل نعم يا رسول الله فقال النبي للرجل أد إليه ما بقي من حقه.

15207 حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن سعد، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه، قال رأيت رسول الله يلعق أصابعه الثلاث من الطعام.

15208 حدثنا أبو معاوية، حدثنا حجاج، عن نافع، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه، أن جارية، لهم سوداء ذكت شاة لهم بمروة فسأل النبي عن ذلك فأمره بأكلها.

15209 حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن سعد، عن عبد الله، أو عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال عبد الرحمن هو شك يعني سفيان عن أبيه قال قال رسول الله مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تقيمها الرياح تعدلها مرة وتصرعها أخرى حتى يأتيه أجله ومثل الكافر مثل الأرزة المجذية على أصلها لا يقلها شيء حتى يكون انجعافها يختلعها أو انجعافها مرة واحدة شك عبد الرحمن.

15210 حدثنا روح، حدثنا ابن جريج، قال أخبرني ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، أن كعب بن مالك، لما تاب الله عليه أتى رسول الله فقال إن الله لم ينجني إلا بالصدق وإن من توبتي إلى الله أن لا أكذب أبدا وإني أنخلع من مالي صدقة لله تعالى ورسوله فقال له رسول الله أمسك عليك بعض مالك فإنه خير لك قال فإني أمسك سهمي من خيبر.

15211 حدثنا إسماعيل، قال أخبرنا ابن عون، عن عمر بن كثير بن أفلح، قال قال كعب بن مالك ما كنت في غزاة أيسر للظهر والنفقة مني في تلك الغزاة قال لما خرج رسول الله قلت أتجهز غدا ثم ألحقه فأخذت في جهازي فأمسيت ولم أفرغ فقلت آخذ في جهازي غدا والناس قريب بعد ثم ألحقهم فأمسيت ولم أفرغ فلما كان اليوم الثالث أخذت في جهازي فأمسيت فلم أفرغ فقلت أيهات سار الناس ثلاثا فأقمت فلما قدم رسول الله جعل الناس يعتذرون إليه فجئت حتى قمت بين يديه فقلت ما كنت في غزاة أيسر للظهر والنفقة مني في هذه الغزاة فأعرض عني رسول الله وأمر الناس أن لا يكلمونا وأمرت نساؤنا أن يتحولن عنا قال فتسورت حائطا ذات يوم فإذا أنا بجابر بن عبد الله فقلت أي جابر نشدتك بالله هل علمتني غششت الله ورسوله يوما قط قال فسكت عني فجعل لا يكلمني قال فبينا أنا ذات يوم إذ سمعت رجلا على الثنية يقول كعبا كعبا حتى دنا مني فقال بشروا كعبا.

15212 حدثنا حجاج، حدثنا ليث، قال حدثني عقيل، عن ابن شهاب، عن ابن كعب بن مالك، أحد الثلاثة الذين تيب عليهم أن كعب بن مالك قال كان رسول الله إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فسبح فيه ركعتين ثم سلم فجلس في مصلاه فيأتيه الناس فيسلمون عليه.

15213 حدثنا عبد الرزاق، قال حدثنا معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه، أن النبي قدم من غزوة تبوك ضحى فصلى في المسجد ركعتين وكان إذا جاء من سفر فعل ذلك.

15214 حدثنا علي بن إسحاق، قال أخبرنا عبد الله، قال أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه، قال قدم النبي يعني من تبوك فصلى في المسجد ركعتين وكان إذا قدم من سفر فعل ذلك.

15215 حدثنا عبد الرزاق، وابن، بكر قالا أخبرنا ابن جريج، قال حدثني ابن شهاب، أن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، حدثه عن أبيه عبد الله بن كعب، وعن عمه، عبيد الله بن كعب عن كعب بن مالك، قال كان النبي لا يقدم من سفر إلا نهارا في الضحى فإذا قدم بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين ثم جلس فيه وقال ابن بكر في حديثه عن أبيه عبد الله بن كعب بن مالك عن عمه.

15216 حدثنا عبد الرزاق، قال حدثنا معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، قال قالت أم مبشر لكعب بن مالك وهو شاك اقرأ على ابني السلام تعني مبشرا فقال يغفر الله لك يا أم مبشر أولم تسمعي ما قال رسول الله إنما نسمة المسلم طير تعلق في شجر الجنة حتى يرجعها الله عز وجل إلى جسده يوم القيامة قالت صدقت فأستغفر الله.

15217 حدثنا سعد بن إبراهيم، حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، قال حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، أنه بلغه أن كعب بن مالك، قال قال رسول الله نسمة المؤمن إذا مات طائر يعلق بشجر الجنة حتى يرجعه الله تبارك وتعالى إلى جسده يوم يبعثه الله.

15218 حدثنا محمد بن إدريس يعني الشافعي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، أنه أخبره أن أباه كعب بن مالك كان يحدث أن رسول الله قال إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله تبارك وتعالى إلى جسده يوم يبعثه.

15219 حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه، أن النبي خرج يوم الخميس في غزوة تبوك.

15220 حدثنا عثمان بن عمر، قال أخبرنا يونس، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه، أن رسول الله قال إنما نسمة المسلم طير يعلق بشجر الجنة حتى يرجعه الله تبارك وتعالى إلى جسده يوم يبعثه.

15221 حدثنا عثمان بن عمر، قال حدثنا يونس، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، أن كعب بن مالك، قال قل ما كان رسول الله يخرج إذا أراد سفرا إلا يوم الخميس.

15222 حدثنا عتاب بن زياد، قال حدثنا عبد الله، قال أخبرنا يونس، عن الزهري، قال أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، أن عبد الله بن كعب، قال سمعت كعب بن مالك، يقول كان رسول الله قلما يريد غزوة يغزوها إلا ورى بغيرها حتى كان غزوة تبوك فغزاها رسول الله في حر شديد استقبل سفرا بعيدا ومفازا واستقبل غزو عدو كثير فجلا للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة عدوهم أخبرهم بوجهه الذي يريد.

15223 حدثنا يزيد بن عبد ربه، قال حدثني محمد بن حرب، قال حدثني الزبيدي، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن كعب بن مالك، أن رسول الله قال يبعث الناس يوم القيامة فأكون أنا وأمتي على تل ويكسوني ربي تبارك وتعالى حلة خضراء ثم يؤذن لي فأقول ما شاء الله أن أقول فذاك المقام المحمود.

15224 حدثنا علي بن بحر، قال حدثنا عيسى بن يونس، عن زكريا، عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، أن ابن كعب بن مالك، حدثه عن أبيه، أن النبي قال ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم أفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه.

15225 حدثنا أبو اليمان، قال أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، أن كعب بن مالك، حين أنزل الله تبارك وتعالى في الشعر ما أنزل أتى النبي فقال إن الله تبارك وتعالى قد أنزل في الشعر ما قد علمت وكيف ترى فيه فقال النبي إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه.

15226 حدثنا أبو اليمان، قال أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، أن مروان بن الحكم، أخبره أن عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث أخبره أن أبي بن كعب الأنصاري أخبره أن النبي قال من الشعر حكمة وكان بشير بن عبد الرحمن بن كعب يحدث أن كعب بن مالك كان يحدث أن النبي قال والذي نفسي بيده لكأنما تنضحونهم بالنبل فيما تقولون لهم من الشعر.

15227 حدثنا أبو اليمان، قال أنبأنا شعيب، عن الزهري، قال أخبرنا عبد الرحمن بن كعب بن مالك، أن كعب بن مالك الأنصاري، وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم كان يحدث أن النبي قال إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعها الله تبارك وتعالى إلى جسده يوم يبعثه.

15228 حدثنا عامر بن صالح، قال حدثني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك الأنصاري، عن أبيه، أنه قال لرسول الله حين تاب الله تبارك وتعالى عليه يا رسول الله أنخلع من مالي صدقة إلى الله ورسوله فقال له رسول الله أمسك عليك بعض مالك فإنه خير لك.

15229 حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا ابن أخي الزهري، محمد بن عبد الله عن عمه، محمد بن مسلم الزهري قال أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، أن عبد الله بن كعب بن مالك، وكان، قائد كعب من بنيه حين عمي قال سمعت كعب بن مالك، يحدث حديثه حين تخلف عن رسول الله في غزوة تبوك فقال كعب بن مالك لم أتخلف عن رسول الله في غزوة غيرها قط إلا في غزوة تبوك غير أني كنت تخلفت في غزوة بدر ولم يعاتب أحدا تخلف عنها إنما خرج رسول الله يريد عير قريش حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد ولقد شهدت مع رسول الله ليلة العقبة حين توافقنا على الإسلام ما أحب أن لي بها مشهد بدر وإن كانت بدر أذكر في الناس منها وأشهر وكان من خبري حين تخلفت عن رسول الله في غزوة تبوك لأني لم أكن قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنه في تلك الغزاة والله ما جمعت قبلها راحلتين قط حتى جمعتها في تلك الغزاة وكان رسول الله قلما يريد غزاة يغزوها إلا ورى بغيرها حتى كانت تلك الغزاة فغزاها رسول الله في حر شديد واستقبل سفرا بعيدا ومفازا واستقبل عدوا كثيرا فجلا للمسلمين أمره ليتأهبوا أهبة عدوهم فأخبرهم بوجهه الذي يريد والمسلمون مع رسول الله كثير لا يجمعهم كتاب حافظ يريد الديوان فقال كعب فقل رجل يريد يتغيب إلا ظن أن ذلك سيخفى له ما لم ينزل فيه وحي من الله عز وجل وغزا رسول الله تلك الغزوة حين طابت الثمار والظل وأنا إليها أصعر فتجهز إليها رسول الله والمؤمنون معه وطفقت أغدو لكي أتجهز معه فأرجع ولم أقض شيئا فأقول في نفسي أنا قادر على ذلك إذا أردت فلم يزل كذلك يتمادى بي حتى شمر بالناس الجد فأصبح رسول الله غاديا والمسلمون معه ولم أقض من جهازي شيئا فقلت الجهاز بعد يوم أو يومين ثم ألحقهم فغدوت بعد ما فصلوا لأتجهز فرجعت ولم أقض شيئا من جهازي ثم غدوت فرجعت ولم أقض شيئا فلم يزل ذلك يتمادى بي حتى أسرعوا وتفارط الغزو فهممت أن أرتحل فأدركهم وليت أني فعلت ثم لم يقدر ذلك لي فطفقت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله فطفت فيهم يحزنني أن لا أرى إلا رجلا مغموصا عليه في النفاق أو رجلا ممن عذره الله ولم يذكرني رسول الله حتى بلغ تبوك فقال وهو جالس في القوم بتبوك ما فعل كعب بن مالك قال رجل من بني سلمة حبسه يا رسول الله برداه والنظر في عطفيه فقال له معاذ بن جبل بئسما قلت والله يا رسول الله ما علمنا عليه إلا خيرا فسكت رسول الله فقال كعب بن مالك فلما بلغني أن رسول الله قد توجه قافلا من تبوك حضرني بثي فطفقت أتفكر الكذب وأقول بماذا أخرج من سخطه غدا أستعين على ذلك كل ذي رأي من أهلي فلما قيل إن رسول الله قد أظل قادما زاح عني الباطل وعرفت أني لن أنجو منه بشيء أبدا فأجمعت صدقه وصبح رسول الله وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين ثم جلس للناس فلما فعل ذلك جاءه المتخلفون فطفقوا يعتذرون إليه ويحلفون له وكانوا بضعة وثمانين رجلا فقبل منهم رسول الله علانيتهم ويستغفر لهم ويكل سرائرهم إلى الله تبارك وتعالى حتى جئت فلما سلمت عليه تبسم تبسم المغضب ثم قال لي تعال فجئت أمشي حتى جلست بين يديه فقال لي ما خلفك ألم تكن قد استمر ظهرك قال فقلت يا رسول الله إني لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أني أخرج من سخطته بعذر لقد أعطيت جدلا ولكنه والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى عني به ليوشكن الله تعالى يسخطك علي ولئن حدثتك اليوم بصدق تجد علي فيه إني لأرجو قرة عيني عفوا من الله تبارك وتعالى والله ما كان لي عذر والله ما كنت قط أفرغ ولا أيسر مني حين تخلفت عنك قال رسول الله أما هذا فقد صدق فقم حتى يقضي الله تعالى فيك فقمت وبادرت رجال من بني سلمة فاتبعوني فقالوا لي والله ما علمناك كنت أذنبت ذنبا قبل هذا ولقد عجزت أن لا تكون اعتذرت إلى رسول الله بما اعتذر به المتخلفون لقد كان كافيك من ذنبك استغفار رسول الله لك قال فوالله ما زالوا يؤنبوني حتى أردت أن أرجع فأكذب نفسي قال ثم قلت لهم هل لقي هذا معي أحد قالوا نعم لقيه معك رجلان قالا ما قلت فقيل لهما مثل ما قيل لك قال فقلت لهم من هما قالوا مرارة بن الربيع العامري وهلال بن أمية الواقفي قال فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرا لي فيهما أسوة قال فمضيت حين ذكروهما لي قال ونهى رسول الله المسلمين عن كلامنا أيها الثلاثة من بين من تخلف عنه فاجتنبنا الناس قال وتغيروا لنا حتى تنكرت لي من نفسي الأرض فما هي بالأرض التي كنت أعرف فلبثنا على ذلك خمسين ليلة فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان وأما أنا فكنت أشب القوم وأجلدهم فكنت أشهد الصلاة مع المسلمين وأطوف بالأسواق ولا يكلمني أحد وآتي رسول الله وهو في مجلسه بعد الصلاة فأسلم عليه فأقول في نفسي حرك شفتيه برد السلام أم لا ثم أصلي قريبا منه وأسارقه النظر فإذا أقبلت على صلاتي نظر إلي فإذا التفت نحوه أعرض حتى إذا طال علي ذلك من هجر المسلمين مشيت حتى تسورت حائط أبي قتادة وهو ابن عمي وأحب الناس إلي فسلمت عليه فوالله ما رد علي السلام فقلت له يا أبا قتادة أنشدك الله هل تعلم أني أحب الله ورسوله قال فسكت قال فعدت فنشدته فسكت فعدت فنشدته فقال الله ورسوله أعلم ففاضت عيناي وتوليت حتى تسورت الجدار فبينما أنا أمشي بسوق المدينة إذا نبطي من أنباط أهل الشام ممن قدم بطعام يبيعه بالمدينة يقول من يدلني على كعب بن مالك قال فطفق الناس يشيرون له إلي حتى جاء فدفع إلي كتابا من ملك غسان وكنت كاتبا فإذا فيه أما بعد فقد بلغنا أن صاحبك قد جفاك ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة فالحق بنا نواسك قال فقلت حين قرأتها وهذا أيضا من البلاء قال فتيممت بها التنور فسجرته بها حتى إذا مضت أربعون ليلة من الخمسين إذا برسول رسول الله يأتيني فقال إن رسول الله يأمرك أن تعتزل امرأتك قال فقلت أطلقها أم ماذا أفعل قال بل اعتزلها فلا تقربها قال وأرسل إلى صاحبي بمثل ذلك قال فقلت لامرأتي الحقي بأهلك فكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الأمر قال فجاءت امرأة هلال بن أمية رسول الله فقالت له يا رسول الله إن هلالا شيخ ضائع ليس له خادم فهل تكره أن أخدمه قال لا ولكن لا يقربنك قالت فإنه والله ما به حركة إلى شيء والله ما يزال يبكي من لدن أن كان من أمرك ما كان إلى يومه هذا قال فقال لي بعض أهلي لو استأذنت رسول الله في امرأتك فقد أذن لامرأة هلال بن أمية أن تخدمه قال فقلت والله لا أستأذن فيها رسول الله وما أدري ما يقول رسول الله إذا استأذنته وأنا رجل شاب قال فلبثنا بعد ذلك عشر ليال كمال خمسين ليلة حين نهي عن كلامنا قال ثم صليت صلاة الفجر صباح خمسين ليلة على ظهر بيت من بيوتنا فبينما أنا جالس على الحال التي ذكر الله تبارك وتعالى منا قد ضاقت علي نفسي وضاقت علي الأرض بما رحبت سمعت صارخا أوفى على جبل سلع يقول بأعلى صوته يا كعب بن مالك أبشر قال فخررت ساجدا وعرفت أن قد جاء فرج وآذن رسول الله بتوبة الله تبارك وتعالى علينا حين صلى صلاة الفجر فذهب الناس يبشروننا وذهب قبل صاحبي يبشرون وركض إلي رجل فرسا وسعى ساع من أسلم وأوفى الجبل فكان الصوت أسرع من الفرس فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني نزعت له ثوبي فكسوتهما إياه ببشارته والله ما أملك غيرهما يومئذ فاستعرت ثوبين فلبستهما فانطلقت أتأمم رسول الله يلقاني الناس فوجا فوجا يهنئوني بالتوبة يقولون ليهنك توبة الله عليك حتى دخلت المسجد فإذا رسول الله جالس في المسجد حوله الناس فقام إلي طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني وهنأني والله ما قام إلي رجل من المهاجرين غيره قال فكان كعب لا ينساها لطلحة قال كعب فلما سلمت على رسول الله قال وهو يبرق وجهه من السرور أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك قال قلت أمن عندك يا رسول الله أم من عند الله قال لا بل من عند الله قال وكان رسول الله إذا سر استنار وجهه كأنه قطعة قمر حتى يعرف ذلك منه قال فلما جلست بين يديه قال قلت يا رسول الله إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله تعالى وإلى رسوله قال رسول الله أمسك بعض مالك فهو خير لك قال فقلت إني أمسك سهمي الذي بخيبر قال فقلت يا رسول الله إنما الله تعالى نجاني بالصدق وإن من توبتي أن لا أحدث إلا صدقا ما بقيت قال فوالله ما أعلم أحدا من المسلمين أبلاه الله من الصدق في الحديث مذ ذكرت ذلك لرسول الله أحسن مما أبلاني الله تبارك وتعالى والله ما تعمدت كذبة مذ قلت ذلك لرسول الله إلى يومي هذا وإني لأرجو أن يحفظني فيما بقي قال وأنزل الله تبارك وتعالى {لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} قال كعب فوالله ما أنعم الله تبارك وتعالى علي من نعمة قط بعد أن هداني أعظم في نفسي من صدقي رسول الله يومئذ أن لا أكون كذبته فأهلك كما هلك الذين كذبوه حين كذبوه فإن الله تبارك وتعالى قال للذين كذبوه حين كذبوه شر ما يقال لأحد فقال الله تعالى {سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين} قال وكنا خلفنا أيها الثلاثة عن أمر أولئك الذين قبل منهم رسول الله حين حلفوا فبايعهم واستغفر لهم فأرجأ رسول الله أمرنا حتى قضى الله تعالى فبذلك قال الله تعالى {وعلى الثلاثة الذين خلفوا} وليس تخليفه إيانا وإرجاؤه أمرنا الذي ذكر مما خلفنا بتخلفنا عن الغزو وإنما هو عمن حلف له واعتذر إليه فقبل منه حدثنا حجاج قال حدثنا ليث بن سعد قال حدثني عقيل بن خالد عن ابن شهاب أنه قال أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن عبد الله بن كعب بن مالك وكان قائد كعب من بنيه حين عمي قال سمعت كعب بن مالك يحدث حديثه حين تخلف عن رسول الله في غزوة تبوك قال كعب بن مالك لم أتخلف عن رسول الله في غزوة غزاها قط إلا في غزوة تبوك غير أني كنت تخلفت عن غزوة بدر ولم يعاتب أحدا تخلف عنها لأنه إنما خرج رسول الله يريد العير التي كانت لقريش كان فيها أبو سفيان بن حرب ونفر من قريش ثم قال تعال فجئت أمشي حتى جلست بين يديه فقال ما خلفك ألم تكن قد ابتعت ظهرك قلت بلى يا رسول الله إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أني سأخرج من سخطته بعذر ولقد أعطيت جدلا فذكر الحديث وقال فيه إني لأرجو عفو الله وقال فقلت لامرأتي الحقي بأهلك فكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الأمر وقال سمعت صوت صارخ أوفى على أعلى جبل سلع بأعلى صوته يا كعب بن مالك أبشر قال فخررت ساجدا وعرفت أنه قد جاء فرج وآذن رسول الله الناس بالتوبة علينا حين صلى صلاة الفجر فذكر معنى حديث ابن أخي ابن شهاب وقال فيه وأقول في نفسي هل حرك شفتيه برد السلام.

15230 حدثنا حسن، قال حدثنا ابن لهيعة، قال حدثنا عبد الرحمن الأعرج، عن عبد الله بن كعب، عن كعب بن مالك، أنه كان له مال على عبد الله أبي حدرد الأسلمي فلقيه فلزمه حتى ارتفعت الأصوات فمر بهما رسول الله فقال يا كعب فأشار بيده كأنه يقول النصف فأخذ نصفا مما عليه وترك النصف.

15231 حدثنا إبراهيم بن أبي العباس، حدثنا أبو أويس، قال الزهري أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله الأنصاري، أن كعب بن مالك، كان يحدث أن رسول الله قال إنما نسمة المؤمن طير يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله تعالى إلى جسده يوم يبعثه.

15232 حدثنا محمد بن سابق، قال أخبرنا إبراهيم بن طهمان، عن أبي الزبير، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه، كعب بن مالك أنه حدثه أن رسول الله بعثه وأوس بن الحدثان في أيام التشريق فناديا أن لا يدخل الجنة إلا مؤمن وأيام التشريق أيام أكل وشرب.

15233 حدثنا علي بن إسحاق، قال أخبرنا عبد الله، قال أخبرنا زكريا بن أبي زائدة، عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، عن ابن كعب بن مالك الأنصاري، عن أبيه، قال قال رسول الله ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه.

15234 حدثنا عتاب بن زياد، قال أخبرنا عبد الله، قال أخبرنا ابن لهيعة، قال حدثني موسى بن جبير، مولى بني سلمة أنه سمع عبد الله بن كعب بن مالك، يحدث عن أبيه، قال كان الناس في رمضان إذا صام الرجل فأمسى فنام حرم عليه الطعام والشراب والنساء حتى يفطر من الغد فرجع عمر بن الخطاب من عند النبي ذات ليلة وقد سهر عنده فوجد امرأته قد نامت فأرادها فقالت إني قد نمت قال ما نمت ثم وقع بها وصنع كعب بن مالك مثل ذلك فغدا عمر إلى النبي فأخبره فأنزل الله تعالى {علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم}.

15235 حدثنا علي بن بحر، حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن محمد بن عبد الله ابن أخي ابن شهاب، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، عن كعب بن مالك، قال قال رسول الله اهجوا بالشعر إن المؤمن يجاهد بنفسه وماله والذي نفس محمد بيده كأنما ينضحوهم بالنبل.

15236 حدثنا يونس، قال حدثنا أبو معشر، عن عبد الرحمن بن عبد الله الأنصاري، قال دخل أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم على عمر بن الحكم بن ثوبان فقال يا أبا حفص حدثنا حديثا، عن رسول الله ليس فيه اختلاف قال حدثني كعب بن مالك قال قال رسول الله من عاد مريضا خاض في الرحمة فإذا جلس عنده استنقع فيها وقد استنقعتم إن شاء الله في الرحمة.

15237 حدثنا يعقوب، قال حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال فحدثني معبد بن كعب بن مالك بن أبي كعب بن القين، أخو بني سلمة أن أخاه، عبيد الله بن كعب وكان من أعلم الأنصار حدثه أن أباه كعب بن مالك وكان كعب ممن شهد العقبة وبايع رسول الله بها قال خرجنا في حجاج قومنا من المشركين وقد صلينا وفقهنا ومعنا البراء بن معرور كبيرنا وسيدنا فلما توجهنا لسفرنا وخرجنا من المدينة قال البراء لنا يا هؤلاء إني قد رأيت والله رأيا وإني والله ما أدري توافقوني عليه أم لا قال قلنا له وما ذاك قال قد رأيت أن لا أدع هذه البنية مني بظهر يعني الكعبة وأن أصلي إليها قال فقلنا والله ما بلغنا أن نبينا يصلي إلا إلى الشام وما نريد أن نخالفه فقال إني أصلي إليها قال فقلنا له لكنا لا نفعل فكنا إذا حضرت الصلاة صلينا إلى الشام وصلى إلى الكعبة حتى قدمنا مكة قال أخي وقد كنا عبنا عليه ما صنع وأبى إلا الإقامة عليه فلما قدمنا مكة قال يا ابن أخي انطلق إلى رسول الله فاسأله عما صنعت في سفري هذا فإنه والله قد وقع في نفسي منه شيء لما رأيت من خلافكم إياي فيه قال فخرجنا نسأل عن رسول الله وكنا لا نعرفه لم نره قبل ذلك فلقينا رجل من أهل مكة فسألناه عن رسول الله فقال هل تعرفانه قال قلنا لا قال فهل تعرفان العباس بن عبد المطلب عمه قلنا نعم قال وكنا نعرف العباس كان لا يزال يقدم علينا تاجرا قال فإذا دخلتما المسجد فهو الرجل الجالس مع العباس قال فدخلنا المسجد فإذا العباس جالس ورسول الله معه جالس فسلمنا ثم جلسنا إليه فقال رسول الله للعباس هل تعرف هذين الرجلين يا أبا الفضل قال نعم هذا البراء بن معرور سيد قومه وهذا كعب بن مالك قال فوالله ما أنسى قول رسول الله الشاعر قال نعم قال فقال البراء بن معرور يا نبي الله إني خرجت في سفري هذا وهداني الله للإسلام فرأيت أن لا أجعل هذه البنية مني بظهر فصليت إليها وقد خالفني أصحابي في ذلك حتى وقع في نفسي من ذلك شيء فماذا ترى يا رسول الله قال لقد كنت على قبلة لو صبرت عليها قال فرجع البراء إلى قبلة رسول الله فصلى معنا إلى الشام قال وأهله يزعمون أنه صلى إلى الكعبة حتى مات وليس ذلك كما قالوا نحن أعلم به منهم قال وخرجنا إلى الحج فواعدنا رسول الله العقبة من أوسط أيام التشريق فلما فرغنا من الحج وكانت الليلة التي وعدنا رسول الله ومعنا عبد الله بن عمرو بن حرام أبو جابر سيد من سادتنا وكنا نكتم من معنا من قومنا من المشركين أمرنا فكلمناه وقلنا له يا أبا جابر إنك سيد من سادتنا وشريف من أشرافنا وإنا نرغب بك عما أنت فيه أن تكون حطبا للنار غدا ثم دعوته إلى الإسلام وأخبرته بميعاد رسول الله فأسلم وشهد معنا العقبة وكان نقيبا قال فنمنا تلك الليلة مع قومنا في رحالنا حتى إذا مضى ثلث الليل خرجنا من رحالنا لميعاد رسول الله نتسلل مستخفين تسلل القطا حتى اجتمعنا في الشعب عند العقبة ونحن سبعون رجلا ومعنا امرأتان من نسائهم نسيبة بنت كعب أم عمارة إحدى نساء بني مازن بن النجار وأسماء بنت عمرو بن عدي بن ثابت إحدى نساء بني سلمة وهي أم منيع قال فاجتمعنا بالشعب ننتظر رسول الله حتى جاءنا ومعه يومئذ عمه العباس بن عبد المطلب وهو يومئذ على دين قومه إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه ويتوثق له فلما جلسنا كان العباس بن عبد المطلب أول متكلم فقال يا معشر الخزرج قال وكانت العرب مما يسمون هذا الحي من الأنصار الخزرج أوسها وخزرجها إن محمدا منا حيث قد علمتم وقد منعناه من قومنا ممن هو على مثل رأينا فيه وهو في عز من قومه ومنعة في بلده قال فقلنا قد سمعنا ما قلت فتكلم يا رسول الله فخذ لنفسك ولربك ما أحببت قال فتكلم رسول الله فتلا ودعا إلى الله عز وجل ورغب في الإسلام قال أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم قال فأخذ البراء بن معرور بيده ثم قال نعم والذي بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه أزرنا فبايعنا يا رسول الله فنحن أهل الحروب وأهل الحلقة ورثناها كابرا عن كابر قال فاعترض القول والبراء يكلم رسول الله أبو الهيثم بن التيهان حليف بني عبد الأشهل فقال يا رسول الله إن بيننا وبين الرجال حبالا وإنا قاطعوها يعني العهود فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا قال فتبسم رسول الله ثم قال بل الدم الدم والهدم الهدم أنا منكم وأنتم مني أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم وقد قال رسول الله أخرجوا إلي منكم اثني عشر نقيبا يكونون على قومهم فأخرجوا منهم اثني عشر نقيبا منهم تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس وأما معبد بن كعب فحدثني في حديثه عن أخيه عن أبيه كعب بن مالك قال كان أول من ضرب على يد رسول الله البراء بن معرور ثم تتابع القوم فلما بايعنا رسول الله صرخ الشيطان من رأس العقبة بأبعد صوت سمعته قط يا أهل الجباجب والجباجب المنازل هل لكم في مذمم والصباة معه قد أجمعوا على حربكم قال علي يعني ابن إسحاق ما يقوله عدو الله محمد فقال رسول الله هذا أزب العقبة هذا ابن أزيب اسمع أي عدو الله أما والله لأفرغن لك ثم قال رسول الله ارفعوا إلى رحالكم قال فقال له العباس بن عبادة بن نضلة والذي بعثك بالحق لئن شئت لنميلن على أهل منى غدا بأسيافنا قال فقال رسول الله لم أومر بذلك قال فرجعنا فنمنا حتى أصبحنا فلما أصبحنا غدت علينا جلة قريش حتى جاءونا في منازلنا فقالوا يا معشر الخزرج إنه قد بلغنا أنكم قد جئتم إلى صاحبنا هذا تستخرجونه من بين أظهرنا وتبايعونه على حربنا والله إنه ما من العرب أحد أبغض إلينا أن تنشب الحرب بيننا وبينه منكم قال فانبعث من هنالك من مشركي قومنا يحلفون لهم بالله ما كان من هذا شيء وما علمناه وقد صدقوا لم يعلموا ما كان منا قال فبعضنا ينظر إلى بعض قال وقام القوم وفيهم الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي وعليه نعلان جديدان قال فقلت كلمة كأني أريد أن أشرك القوم بها فيما قالوا ما تستطيع يا أبا جابر وأنت سيد من سادتنا أن تتخذ نعلين مثل نعلي هذا الفتى من قريش فسمعها الحارث فخلعهما ثم رمى بهما إلي فقال والله لتنتعلنهما قال يقول أبو جابر أحفظت والله الفتى فاردد عليه نعليه قال فقلت والله لا أردهما قال والله صلح والله لئن صدق الفأل لأسلبنه فهذا حديث كعب بن مالك عن العقبة وما حضر منها.