انتقل إلى المحتوى

مرنت مسامعه على التفنيد

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مرنت مسامعه على التفنيد

​مرنت مسامعه على التفنيد​ المؤلف البحتري


مرنت مسامعه على التفنيد
فعصى الملام لأعين وخدود
رام الجحود تجلداً فأمده
تهال أسطر دمعه بشهود
لا كان يوم البين، بل لا كان من
نادى به أهاب كل هجود
لولا الفراق لما استرابت مقلتي
عهد الكرى لزمانك المعهود
أيام أبتاع الجهالة بالنهى
وأرى حليف الرشد غير رشيد
أمسي صريع مدامة في مجلس
ريحانه لحظات موق الغيد
يزهي بكل فتى يكون وساده
أعضاد كل خريدة وخريد
ولرب خرق لا يمارس هوله
خرقت فيه دجى الليالي السود
بمعود للسير محتقر له
مرنت قوائمه على التخويد
متقحم هول الظلام بشاعر
كالسيف مدرع لهول البيد
ماض على الحدثان، لم يرجع له
رأي براية عاجر مجدود
كم حملت أمثاله متوجها
من يعملات حاملات وفود
حتى أناخت بعد بعد مسافة
بذرى ابن هارون الرضي سعيد
أمست به حلب تحلب بالغنى
بعد الجدوب بثغرها المسدود
حاز الفرات إلى الشآم براحة
هطالة بنواله المحمود
تدعو مكارمه إلى معروفه
أمل العديم ورغبة المجهود
سهل البلاغة والفصاحة، قلب،
غض الحجى والفهم، صلب العود
من معشر سبقوا الملوك بفخرهم
وتقدموا في الجود كل عميد
بفنائهم ركز السماح لواءه
والبأس سيف النصر والتأييد
إن ابن هارون الأغر سميدع
كالبدر يطلع في نجوم سعود
عم البرية بأسه ونواله
من بين وعد صادق ووعيد
إسلم أبا عثمان من حتف الردى
في نعمة تحتاج كل حسود