مختصر الزبيدي
► مقدمة المختصر | توجد نسخة مشكولة | خاتمة المختصر ◄ |
كتاب بدء الوحي
كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله ﷺ
1- عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه». (بخاري: 1)
2- عن عائشة أم المومنين : أن الحارث بن هشام سأل رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله ﷺ: «أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال، وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول» قالت عائشة : ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا. (بخاري: 2)
3- عن عائشة أنها قالت: أول ما بدئ به ﷺ من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء فيتحنت فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ قال: «ما أنا بقارئ» قال: «فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال: {اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم}» فرجع بها رسول الله ﷺ يرجف فواده فدخل على خديجة بنت خويلد فقال: «زملوني زملوني» فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة وأخبرها الخبر «لقد خشيت على نفسي» فقالت خديجة: كلا والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق. فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة، وكان امرأ قد تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي، فقالت له خديجة: يا ابن عم اسمع من ابن أخيك، فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله ﷺ خبر ما رأى فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزل الله على موسى، يا ليتني فيها جذعا، ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك. فقال رسول الله ﷺ: «أومخرجي هم؟» قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا، ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي. (بخاري: 3)
4- عن جابر بن عبد الله وهو يحدث عن فترة الوحي فقال في حديثه: «بينا أنا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري قبل السماء فإذا الملك الذي جاءني بحراء قاعد على كرسي بين السماء والأرض، فرعبت منه فجئت أهلي فقلت زملوني، زملوني، فأنزل الله تعالى: {يا أيها المدثر قم فأنذر} إلى قوله: {والرجز فاهجر} فحمي الوحي وتتابع». (بخاري: 4)
5- عن ابن عباس في قوله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به} قال: كان رسول الله ﷺ يعالج من التنزيل شدة، وكان مما يحرك شفتيه فقال ابن عباس: فأنا أحركهما لكم كما كان رسول الله ﷺ يحركهما فأنزل الله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه} قال: جمعه لك في صدرك وتقرأه {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه} قال: فاستمع له وأنصت {ثم إن علينا بيانه} ثم إن علينا أن تقرأه، فكان رسول الله ﷺ بعد ذلك إذا أتاه جبريل استمع فإذا انطلق جبريل قرأه النبي ﷺ كما قرأه. (بخاري: 5)
6- وعنه قال: كان رسول الله ﷺ أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله ﷺ أجود بالخير من الريح المرسلة. (بخاري: 6)
7- وعنه : أن أبا سفيان بن حرب أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش وكانوا تجارا بالشام في المدة التي كان رسول الله ﷺ ماد فيها أبا سفيان وكفار قريش، فأتوه وهم بإيلياء فدعاهم وحوله عظماء الروم ثم دعاهم ودعا بترجمانه فقال: أيكم أقرب بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي، فقال أبو سفيان: فقلت: أنا أقربهم نسبا فقال: أدنوه مني وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره ثم قال لترجمانه: قل لهم إني سائل هذا عن هذا الرجل، فإن كذبني فكذبوه، فوالله لولا الحياء من أن يأثروا علي كذبا لكذبت عنه. ثم كان أول ما سألني عنه أن قال: كيف نسبه فيكم؟ قلت: هو فينا ذو نسب. قال: فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله؟ قلت: لا. قال: فهل كان من آبائه من ملك؟ قلت: لا. قال: فأشراف الناس اتبعوه أم ضعفاوهم؟ فقلت: بل ضعفاوهم. قال: أيزيدون أم ينقصون؟ قلت: بل يزيدون. قال: فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ قلت: لا. قال: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قلت: لا. قال: فهل يغدر؟ قلت: لا ونحن منه في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها. قال: ولم تمكني كلمة أدخل فيها شيئا غير هذه الكلمة قال: فهل قاتلتموه؟ قلت: نعم. قال: فكيف كان قتالكم إياه؟ قلت: الحرب بيننا وبينه سجال، ينال منا وننال منه. قال: ماذا يأمركم؟ قلت: يقول اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا، واتركوا ما يقول آباؤكم، ويأمرنا بالصلاة والزكاة والصدق والعفاف والصلة، فقال للترجمان: قل له: سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب، فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها، وسألتك: هل قال أحد منكم هذا القول؟ فذكرت أن لا. فقلت: لو كان أحد قال هذا القول قبله، لقلت: رجل يأتسي بقول قيل قبله، وسألتك: هل كان من آبائه من ملك؟ فذكرت أن لا، قلت: فلو كان من آبائه من ملك قلت: رجل يطلب ملك أبيه، وسألتك: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فذكرت أن لا، فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله، وسألتك: أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاوهم؟ فذكرت أن ضعفاءهم اتبعوه، وهم أتباع الرسل، وسألتك: أيزيدون أم ينقصون؟ فذكرت أنهم يزيدون، وكذلك أمر الإيمان حتى يتم، وسألتك: أيرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ فذكرت أن لا، وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب، وسألتك: هل يغدر؟ فذكرت أن لا، وكذلك الرسل لا تغدر، وسألتك: بما يأمركم؟ فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا، وينهاكم عن عبادة الأوثان، ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف، فإن كان ما تقول حقا فسيملك موضع قدمي هاتين، وقد كنت أعلم أنه خارج لم أكن أظن أنه منكم، فلو أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه، تم دعا بكتاب رسول الله ﷺ الذي بعث به دحية إلى عظيم بصرى فدفعه إلى هرقل فقرأه فإذا فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يوتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين و {يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون}.
قال أبو سفيان: فلما قال ما قال وفرغ من قراءة الكتاب، كثر عنده الصخب وارتفعت الأصوات، وأخرجنا، فقلت لأصحابي حين أخرجنا: لقد أمر أمر ابن أبي كبشة إنه يخافه ملك بني الأصفر، فما زلت موقنا أنه سيظهر حتى أدخل الله علي الإسلام. وكان ابن الناطور صاحب إيلياء، وهرقل أسقفا على نصارى الشأم يحدث أن هرقل حين قدم إيلياء أصبح يوما خبيث النفس، فقال بعض بطارقته: قد استنكرنا هيئتك. قال ابن الناطور: وكان هرقل حزاء ينظر في النجوم فقال لهم حين سألوه: إني رأيت الليلة حين نظرت في النجوم ملك الختان قد ظهر، فمن يختتن من هذه الأمة؟ قالوا: ليس يختتن إلا اليهود، فلا يهمنك شأنهم، واكتب إلى مداين ملكك فيقتلوا من فيهم من اليهود، فبينما هم على أمرهم أتي هرقل برجل أرسل به ملك غسان، يخبر عن خبر رسول الله ﷺ فلما استخبره هرقل قال: اذهبوا فانظروا أمختتن هو أم لا فنظروا إليه فحدثوه أنه مختتن، وسأله عن العرب فقال: هم يختتنون. فقال هرقل: هذا ملك هذه الأمة قد ظهر، ثم كتب هرقل إلى صاحب له برومية، وكان نظيره في العلم، وسار هرقل إلى حمص فلم يرم حمص، حتى أتاه كتاب من صاحبه يوافق رأي هرقل على خروج النبي ﷺ، وأنه نبي فأذن هرقل لعظماء الروم في دسكرة له بحمص، ثم أمر بأبوابها فغلقت، ثم اطلع فقال: يا معشر الروم هل لكم في الفلاح والرشد، وأن يثبت ملككم، فتبايعوا هذا النبي فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب فوجدوها قد غلقت فلما رأى هرقل نفرتهم وأيس من الإيمان، قال: ردوهم علي وقال: إني قلت مقالتي آنفا أختبر بها شدتكم على دينكم، فقد رأيت، فسجدوا له ورضوا عنه فكان ذلك آخر شأن هرقل. (بخاري: 7)
كتاب الإيمان
8- عن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان». (بخاري: 8)
9- عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «الإيمان بضع وستون شعبة والحياء شعبة من الإيمان». (بخاري: 9)
10- عن عبد الله بن عمرو عن النبي ﷺ قال: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه». (بخاري: 10)
11- عن أبي موسى قال: قالوا: يا رسول الله أي الإسلام أفضل؟ قال: «من سلم المسلمون من لسانه ويده». (بخاري: 11)
12- عن عبد الله بن عمرو أن رجلا سأل النبي ﷺ: أي الإسلام خير؟ قال: «تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف». (بخاري: 12)
13- عن أنس عن النبي ﷺ قال: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه». (بخاري: 13)
14- عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده». (بخاري: 14)
15- عن أنس قال: قال النبي ﷺ: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين». (بخاري: 15)
16- عن أنس بن مالك عن النبي ﷺ قال: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار». (بخاري: 16).
17- عن أنس عن النبي ﷺ قال: «آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار». (بخاري: 17)
18- عن عبادة بن الصامت أن رسول الله ﷺ قال وحوله عصابة من أصحابه: «بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف، فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله فهو إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه». فبايعناه على ذلك. (بخاري: 18)
19- عن أبي سعيد الخدري أنه قال: قال رسول الله ﷺ: «يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن». (بخاري: 19)
20- عن عائشة قالت: كان رسول الله ﷺ إذا أمرهم أمرهم من الأعمال بما يطيقون، قالوا: إنا لسنا كهيئتك يا رسول الله، إن الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فيغضب حتى يعرف الغضب في وجهه ثم يقول: «إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا». (بخاري: 20)
21- عن أبي سعيد الخدري عن النبي ﷺ قال: «يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، ثم يقول الله تعالى: أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، فيخرجون منها قد اسودوا فيلقون في نهر الحيا أو الحياة» شك مالك «فينبتون كما تنبت الحبة في جانب السيل، ألم تر أنها تخرج صفراء ملتوية». (بخاري: 22)
22- وعنه قال: قال رسول الله ﷺ: «بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص، منها ما يبلغ الثدي، ومنها ما دون ذلك، وعرض علي عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره». قالوا: فما أولت ذلك يا رسول الله؟ قال: «الدين». (بخاري: 23)
23- عن ابن عمر : أن رسول الله ﷺ مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء، فقال رسول الله ﷺ: «دعه فإن الحياء من الإيمان». (بخاري: 24)
24- وعنه : أن رسول الله ﷺ قال: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويوتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله». (بخاري: 25)
25- عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ سئل: أي العمل أفضل؟ فقال: «إيمان بالله ورسوله». قيل: ثم ماذا؟ قال: «الجهاد في سبيل الله». قيل: ثم ماذا؟ قال: «حج مبرور». (بخاري: 26)
26- عن سعد بن أبي وقاص : أن رسول الله ﷺ أعطى رهطا وسعد جالس، فترك رسول الله ﷺ رجلا هو أعجبهم إلي، فقلت: يا رسول الله ما لك عن فلان؟ فوالله إني لأراه مؤمنا، فقال: «أو مسلما» فسكت قليلا ثم غلبني ما أعلم منه، فعدت لمقالتي فقلت: ما لك عن فلان؟ فوالله إني لأراه مؤمنا، فقال: «أو مسلما» ثم غلبني ما أعلم منه فعدت لمقالتي وعاد رسول الله ﷺ ثم قال: «يا سعد إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يكبه الله في النار». (بخاري: 27)
27- عن ابن عباس قال: قال النبي ﷺ: «أريت النار فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن». قيل: أيكفرن بالله؟ قال: «يكفرن العشير ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت: ما رأيت منك خيرا قط». (بخاري: 29)
28- عن أبي ذر قال: إني ساببت رجلا فعيرته بأمه، فقال لي النبي ﷺ: «يا أبا ذر، أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية، إخوانكم خولكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم». (بخاري: 30)
29- عن أبي بكرة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار» فقلت: يا رسول الله، هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: «إنه كان حريصا على قتل صاحبه». (بخاري: 31)
30- عن عبد الله بن مسعود قال: لما نزلت: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم}، قال أصحاب رسول الله ﷺ: أينا لم يظلم؟ فأنزل الله عز وجل: {إن الشرك لظلم عظيم}. (بخاري: 32)
31- عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان». (بخاري: 33)
32- عن عبد الله بن عمرو أن النبي ﷺ قال: «أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر». (بخاري: 34)
33- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «من يقم ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه». (بخاري: 35)
34- وعنه عن النبي ﷺ قال: «انتدب الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا إيمان بي وتصديق برسلي أن أرجعه بما نال من أجر أو غنيمة أو أدخله الجنة. ولولا أن أشق على أمتي ما قعدت خلف سرية، ولوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل». (بخاري: 36)
35- وعنه ﷺ أيضا أن رسول الله ﷺ قال: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه». (بخاري: 37)
36- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه». (بخاري: 38)
37- وعن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة» (بخاري: 39)
38- عن البراء بن عازب أن النبي ﷺ كان أول ما قدم المدينة نزل على أجداده -أو قال: أخواله- من الأنصار، وأنه صلى قبل بيت المقدس ستة عشر شهرا، أو سبعة عشر شهرا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنه صلى أول صلاة صلاها صلاة العصر، وصلى معه قوم، فخرج رجل ممن صلى معه فمر على أهل مسجد وهم راكعون، فقال: أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله ﷺ قبل مكة، فداروا كما هم قبل البيت، وكانت اليهود قد أعجبهم إذ كان يصلي قبل بيت المقدس وأهل الكتاب، فلما ولى وجهه قبل البيت أنكروا ذلك. (بخاري: 40)
39- عن أبي سعيد الخدري أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «إذا أسلم العبد فحسن إسلامه يكفر الله عنه كل سيئة كان زلفها، وكان بعد ذلك القصاص: الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف، والسيئة بمثلها إلا أن يتجاوز الله عنها». (بخاري: 41)
40- عن عائشة أن النبي ﷺ دخل عليها وعندها امرأة، قال: «من هذه؟» قالت: فلانة تذكر من صلاتها، قال: «مه عليكم بما تطيقون فوالله لا يمل الله حتى تملوا» وكان أحب الدين إليه ما دام عليه صاحبه. (بخاري: 43)
41- عن أنس ، عن النبي ﷺ قال: «يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن برة من خير، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير». (بخاري: 44)
42- عن عمر بن الخطاب : أن رجلا من اليهود قال له: يا أمير المومنين، آية في كتابكم تقرءونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. قال: أي آية؟ قال: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي ﷺ وهو قائم بعرفة يوم جمعة. (بخاري: 45)
43- عن طلحة بن عبيد الله يقول: جاء رجل إلى رسول الله ﷺ من أهل نجد ثائر الرأس يسمع دوي صوته ولا يفقه ما يقول حتى دنا فإذا هو يسأل عن الإسلام، فقال رسول الله ﷺ: «خمس صلوات في اليوم والليلة». فقال: هل علي غيرها؟ قال: «لا إلا أن تطوع». قال رسول الله ﷺ: «وصيام رمضان». قال: هل علي غيره؟ قال: «لا إلا أن تطوع». قال: وذكر له رسول الله ﷺ: «الزكاة». قال: هل علي غيرها؟ قال: «لا إلا أن تطوع». قال: فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص. قال رسول الله ﷺ: «أفلح إن صدق». (بخاري: 46)
44- عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «من اتبع جنازة مسلم إيمانا واحتسابا وكان معه حتى يصلى عليها ويفرغ من دفنها، فإنه يرجع من الأجر بقيراطين، كل قيراط مثل أحد، ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع بقيراط». (بخاري: 47)
45- عن عبد الله بن مسعود : أن النبي ﷺ قال: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر». (بخاري: 48)
46- عن عبادة بن الصامت أن رسول الله ﷺ خرج يخبر بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين فقال: «إني خرجت لأخبركم بليلة القدر، وإنه تلاحى فلان وفلان فرفعت، وعسى أن يكون خيرا لكم، التمسوها في السبع والتسع والخمس». (بخاري: 49)
47- عن أبي هريرة قال: كان النبي ﷺ بارزا يوما للناس فأتاه جبريل فقال: ما الإيمان؟ قال: «الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه وبلقائه ورسله، وتؤمن بالبعث». قال: ما الإسلام؟ قال: «الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان». قال: ما الإحسان؟ قال: «أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك». قال: متى الساعة؟ قال: «ما المسئول عنها بأعلم من السائل، وسأخبرك عن أشراطها: إذا ولدت الأمة ربها، وإذا تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان، في خمس لا يعلمهن إلا الله». ثم تلا النبي ﷺ: {إن الله عنده علم الساعة} الآية، ثم أدبر، فقال: «ردوه». فلم يروا شيئا. فقال: «هذا جبريل جاء يعلم الناس دينهم». (بخاري: 50)
48- عن النعمان بن بشير يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «الحلال بين والحرام بين وبينهما مشبهات لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى المشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا إن حمى الله في أرضه محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب».
49- عن ابن عباس قال: إن وفد عبد القيس لما أتوا النبي ﷺ قال: «من القوم -أو من الوفد-»؟ قالوا: ربيعة. قال: «مرحبا بالقوم، أو بالوفد، غير خزايا ولا ندامى» فقالوا: يا رسول الله، إنا لا نستطيع أن نأتيك إلا في الشهر الحرام، وبيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر، فمرنا بأمر فصل نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة، وسألوه عن الأشربة. فأمرهم بأربع ونهاهم عن أربع. أمرهم بالإيمان بالله وحده قال: «أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وأن تعطوا من المغنم الخمس»، ونهاهم عن أربع: عن الحنتم والدباء والنقير والمزفت، وربما قال: «المقير» وقال: «احفظوهن وأخبروا بهن من وراءكم». (بخاري: 53)
50- عن عمر : أن رسول الله ﷺ قال: «إنما الأعمال بالنيات»، وقد تقدم في أول الكتاب وزاد هنا بعد قوله: «إنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله» وسرد باقي الحديث. (بخاري: 54)
51- عن أبي مسعود عن النبي ﷺ قال: «إذا أنفق الرجل على أهله يحتسبها فهو له صدقة». (بخاري: 55)
52- عن جرير بن عبد الله قال: بايعت رسول الله ﷺ على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم. (بخاري: 57)
53- عن جرير بن عبد الله قال: أما بعد فإني أتيت النبي ﷺ قلت: أبايعك على الإسلام، فشرط علي: «والنصح لكل مسلم» فبايعته على هذا. (بخاري: 58)
كتاب العلم
54- عن أبي هريرة قال: بينما النبي ﷺ في مجلس يحدث القوم جاءه أعرابي فقال: متى الساعة؟ فمضى رسول الله ﷺ يحدث فقال بعض القوم: سمع ما قال فكره ما قال، وقال بعضهم: بل لم يسمع حتى إذا قضى حديثه، قال: «أين -أراه- السائل عن الساعة»؟ قال: ها أنا يا رسول الله، قال: «فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة». قال: كيف إضاعتها؟ قال: «إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة». (بخاري: 59)
55- عن عبد الله بن عمرو قال: تخلف عنا النبي ﷺ في سفرة سافرناها فأدركنا وقد أرهقتنا الصلاة ونحن نتوضأ فجعلنا نمسح على أرجلنا فنادى بأعلى صوته: «ويل للأعقاب من النار» مرتين أو ثلاثا. (بخاري: 60)
56- عن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: «إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم، فحدثوني ما هي»؟ فوقع الناس في شجر البوادي، قال عبد الله: ووقع في نفسي أنها النخلة، فاستحييت، ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله؟ قال: «هي النخلة». (بخاري: 61)
57- عن أنس بن مالك قال: بينما نحن جلوس مع النبي ﷺ في المسجد دخل رجل على جمل فأناخه في المسجد ثم عقله ثم قال لهم: أيكم محمد؟ والنبي ﷺ متكئ بين ظهرانيهم، فقلنا: هذا الرجل الأبيض المتكئ، فقال له الرجل: يا ابن عبد المطلب، فقال له النبي ﷺ: «قد أجبتك» فقال: إني سائلك فمشدد عليك في المسألة، فلا تجد علي في نفسك، فقال: «سل عما بدا لك». فقال: أسألك بربك ورب من قبلك آلله أرسلك إلى الناس كلهم؟ فقال: «اللهم نعم». قال: أنشدك بالله، آلله أمرك أن نصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة؟ قال: «اللهم نعم». قال: أنشدك بالله، آلله أمرك أن نصوم هذا الشهر من السنة؟ قال: «اللهم نعم». قال: أنشدك بالله، آلله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا؟ فقال النبي ﷺ: «اللهم نعم». فقال الرجل: آمنت بما جئت به، وأنا رسول من ورائي من قومي، وأنا ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر. (بخاري: 63)
58- عن ابن عباس : أن رسول الله ﷺ بعث بكتابه رجلا وأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين، فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى فلما قرأه مزقه، قال: فدعا عليهم رسول الله ﷺ أن يمزقوا كل ممزق. (بخاري: 64)
59- عن أنس بن مالك قال: كتب النبي ﷺ كتابا أو أراد أن يكتب فقيل له إنهم لا يقرءون كتابا إلا مختوما، فاتخذ خاتما من فضة نقشه: محمد رسول الله، كأني أنظر إلى بياضه في يده. (بخاري: 65)
60- عن أبي واقد الليثي : أن رسول الله ﷺ بينما هو جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل ثلاثة نفر، فأقبل اثنان إلى رسول الله ﷺ وذهب واحد، قال: فوقفا على رسول الله ﷺ، فأما أحدهما فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها، وأما الآخر فجلس خلفهم، وأما الثالث فأدبر ذاهبا، فلما فرغ رسول الله ﷺ قال: «ألا أخبركم عن النفر الثلاثة، أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله، وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه». (بخاري: 66)
61- عن أبي بكرة قال: قعد النبي ﷺ على بعيره وأمسك إنسان بخطامه -أو: بزمامه- قال: «أي يوم هذا»؟ فسكتنا حتى ظننا أنه سيسميه سوى اسمه. قال: «أليس يوم النحر»؟ قلنا بلى. قال: «فأي شهر هذا»؟ فسكتنا حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه. فقال: «أليس بذي الحجة»؟ قلنا: «بلى». قال: «فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ليبلغ الشاهد الغائب، فإن الشاهد عسى أن يبلغ من هو أوعى له منه». (بخاري: 67)
62- عن ابن مسعود قال: كان النبي ﷺ يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا. (بخاري: 68)
63- عن أنس عن النبي ﷺ قال: «يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا». (بخاري: 69)
64- عن معاوية قال: سمعت النبي ﷺ يقول: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، وإنما أنا قاسم والله يعطي، ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله». (بخاري: 71)
65- عن ابن عمر قال: كنا عند النبي ﷺ فأتي بجمار فقال: «إن من الشجر شجرة مثلها كمثل المسلم» فأردت أن أقول: هي النخلة، فإذا أنا أصغر القوم فسكت، قال النبي ﷺ: «هي النخلة». (بخاري: 72)
66- عن عبد الله بن مسعود قال: قال النبي ﷺ: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسلط على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها». (بخاري: 73)
67- عن ابن عباس قال: ضمني رسول الله ﷺ وقال: «اللهم علمه الكتاب». (بخاري: 75)
68- وعنه قال: أقبلت راكبا على حمار أتان وأنا يومئذ قد ناهزت الاحتلام، ورسول الله ﷺ يصلي بمنى إلى غير جدار، فمررت بين يدي بعض الصف وأرسلت الأتان ترتع فدخلت في الصف، فلم ينكر ذلك علي. (بخاري: 76)
69- عن محمود بن الربيع قال: عقلت من النبي ﷺ مجة مجها في وجهي وأنا ابن خمس سنين من دلو. (بخاري: 77)
70- عن أبي موسى عن النبي ﷺ قال: «مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا، فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصابت منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به». (بخاري: 79)
71- عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ: «إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل ويشرب الخمر ويظهر الزنا». (بخاري: 80)
72- وعنه قال: لأحدثنكم حديثا لا يحدثكم أحد بعدي، سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من أشراط الساعة أن يقل العلم ويظهر الجهل ويظهر الزنا وتكثر النساء ويقل الرجال حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد». (بخاري: 81)
73- عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله ﷺ قال: «بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت حتى إني لأرى الري يخرج في أظفاري ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب». قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: «العلم». (بخاري: 82)
74- عن عبد الله بن عمرو بن العاص : أن رسول الله ﷺ وقف في حجة الوداع بمنى للناس يسألونه، فجاءه رجل فقال: لم أشعر فحلقت قبل أن أذبح؟ فقال: «اذبح ولا حرج». فجاء آخر فقال: لم أشعر فنحرت قبل أن أرمي؟ قال: «ارم ولا حرج». فما سئل النبي ﷺ عن شيء قدم ولا أخر إلا قال: «افعل ولا حرج». (بخاري: 83)
75- عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «يقبض العلم ويظهر الجهل والفتن ويكثر الهرج». قيل: يا رسول الله، وما الهرج؟ فقال هكذا بيده فحرفها، كأنه يريد القتل. (بخاري: 85)
76- عن أسماء قالت: أتيت عائشة وهي تصلي فقلت: ما شأن الناس؟ فأشارت إلى السماء، فإذا الناس قيام، فقالت: سبحان الله، قلت: آية؟ فأشارت برأسها أي نعم، فقمت حتى تجلاني الغشي، فجعلت أصب على رأسي الماء، فحمد الله عز وجل النبي ﷺ وأثنى عليه ثم قال: «ما من شيء لم أكن أريته إلا رأيته في مقامي حتى الجنة والنار، فأوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قريب -لا أدري أي ذلك قالت أسماء- من فتنة المسيح الدجال. يقال: ما علمك بهذا الرجل؟ فأما المؤمن أو الموقن -لا أدري بأيهما قالت أسماء- فيقول: هو محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا واتبعنا، هو محمد، ثلاثا. فيقال: نم صالحا، قد علمنا إن كنت لموقنا به. وأما المنافق أو المرتاب -لا أدري أي ذلك قالت أسماء- فيقول: لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته. (بخاري: 86)
77- عن عقبة بن الحارث : أنه تزوج ابنة لأبي إهاب بن عزيز، فأتته امرأة فقالت: إني قد أرضعت عقبة والتي تزوج، فقال لها عقبة: ما أعلم أنك أرضعتني ولا أخبرتني، فركب إلى رسول الله ﷺ بالمدينة فسأله، فقال رسول الله ﷺ: «كيف وقد قيل» ففارقها عقبة ونكحت زوجا غيره. (بخاري: 88)
78- عن عمر قال: كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد وهي من عوالي المدينة، وكنا نتناوب النزول على رسول الله ﷺ، ينزل يوما وأنزل يوما، فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره، وإذا نزل فعل مثل ذلك، فنزل صاحبي الأنصاري يوم نوبته فضرب بابي ضربا شديدا، فقال: أثم هو، ففزعت فخرجت إليه، فقال: قد حدث أمر عظيم، قال: فدخلت على حفصة، فإذا هي تبكي، فقلت: أطلقكن رسول الله ﷺ؟ قالت: لا أدري، ثم دخلت على النبي ﷺ فقلت وأنا قائم: أطلقت نساءك؟ قال: «لا». فقلت: الله أكبر. (بخاري: 89)
79- عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رجل: يا رسول الله، لا أكاد أدرك الصلاة مما يطول بنا فلان، فما رأيت النبي ﷺ في موعظة أشد غضبا من يومئذ، فقال: «أيها الناس، إنكم منفرون، فمن صلى بالناس فليخفف، فإن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة». (بخاري: 90)
80- عن زيد بن خالد الجهني : أن النبي ﷺ سأله رجل عن اللقطة، فقال: «اعرف وكاءها» أو قال: «وعاءها وعفاصها، ثم عرفها سنة، ثم استمتع بها، فإن جاء ربها فأدها إليه». قال: فضالة الإبل؟ فغضب حتى احمرت وجنتاه، أو قال: احمر وجهه، فقال: «وما لك ولها معها سقاؤها وحذاؤها، ترد الماء وترعى الشجر، فذرها حتى يلقاها ربها». قال: فضالة الغنم؟ قال: «لك أو لأخيك أو للذئب». (بخاري: 91)
81- عن أبي موسى قال: سئل النبي ﷺ عن أشياء كرهها، فلما أكثر عليه غضب، ثم قال للناس: «سلوني عما شئتم». قال رجل: من أبي؟ قال: «أبوك حذافة». فقام آخر فقال: من أبي يا رسول الله؟ فقال: «أبوك سالم مولى شيبة». فلما رأى عمر ما في وجهه قال: يا رسول الله إنا نتوب إلى الله عز وجل. (بخاري: 92)
82- عن أنس عن النبي ﷺ: أنه كان إذا سلم سلم ثلاثا، وإذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا حتى تفهم عنه. (بخاري: 94)
83- عن أبي موسى قال: قال رسول ﷺ: «ثلاثة لهم أجران: رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بمحمد ﷺ، والعبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه، ورجل كانت عنده أمة فأدبها فأحسن تأديبها وعلمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها فتزوجها فله أجران». (بخاري: 97)
84- عن ابن عباس : أن رسول الله ﷺ خرج ومعه بلال، فظن أنه لم يسمع النساء، فوعظهن وأمرهن بالصدقة، فجعلت المرأة تلقي القرط والخاتم، وبلال يأخذ في طرف ثوبه. (بخاري: 98)
85- عن أبي هريرة أنه قال: قلت: يا رسول الله، من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله ﷺ: «لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه، أو نفسه». (بخاري: 99)
86- عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا». (بخاري: 100)
87- عن أبي سعيد الخدري قال: قالت النساء للنبي ﷺ: غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوما من نفسك، فوعدهن يوما لقيهن فيه فوعظهن وأمرهن، فكان فيما قال لهن: «ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها إلا كان لها حجابا من النار». فقالت امرأة: واثنتين؟ فقال: «واثنتين».
88- وفي رواية عن أبي هريرة قال: «ثلاثة لم يبلغوا الحنث». (بخاري: 102).
89- عن عائشة : أن النبي ﷺ قال: «من حوسب عذب». قالت عائشة: فقلت: أوليس يقول الله تعالى: {فسوف يحاسب حسابا يسيرا}؟ قالت: فقال: «إنما ذلك العرض ولكن من نوقش الحساب يهلك». (بخاري: 103)
90- عن أبي شريح قال: سمعت رسول الله ﷺ الغد من يوم الفتح يقول قولا سمعته أذناي ووعاه قلبي وأبصرته عيناي حين تكلم به، حمد الله وأثنى عليه ثم قال: «إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس، فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما ولا يعضد بها شجرة، فإن أحد ترخص لقتال رسول الله ﷺ فيها فقولوا: إن الله قد أذن لرسوله ولم يأذن لكم، وإنما أذن لي فيها ساعة من نهار ثم عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، وليبلغ الشاهد الغائب». (بخاري: 104)
91- عن علي قال: قال النبي ﷺ: «لا تكذبوا علي فإنه من كذب علي فليلج النار». (بخاري: 106)
92- عن سلمة قال: سمعت النبي ﷺ يقول: «من يقل علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار». (بخاري: 109)
93- عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي، ومن رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار». (بخاري: 110)
94- وعنه أن النبي ﷺ قال: «إن الله حبس عن مكة القتل، أو الفيل، وسلط عليهم رسول الله ﷺ والمؤمنين، ألا وإنها لم تحل لأحد قبلي ولم تحل لأحد بعدي، ألا وإنها حلت لي ساعة من نهار، ألا وإنها ساعتي هذه حرام، لا يختلى شوكها ولا يعضد شجرها ولا تلتقط ساقطتها إلا لمنشد، فمن قتل فهو بخير النظرين إما أن يعقل وإما أن يقاد أهل القتيل». فجاء رجل من أهل اليمن فقال: اكتب لي يا رسول الله. فقال: «اكتبوا لأبي فلان» فقال رجل من قريش: إلا الإذخر يا رسول الله فإنا نجعله في بيوتنا وقبورنا، فقال النبي ﷺ: «إلا الإذخر إلا الإذخر». (بخاري: 112)
95- عن ابن عباس قال: لما اشتد بالنبي ﷺ وجعه قال: «ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده». قال عمر: إن النبي ﷺ غلبه الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا، فاختلفوا وكثر اللغط قال: «قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع». فخرج ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله ﷺ وبين كتابه. (بخاري: 114)
96- عن أم سلمة قالت: استيقظ النبي ﷺ ذات ليلة فقال: «سبحان الله ماذا أنزل الليلة من الفتن وماذا فتح من الخزائن، أيقظوا صواحبات الحجر، فرب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة». (بخاري: 115)
97- عن عبد الله بن عمر قال: صلى بنا النبي ﷺ العشاء في آخر حياته فلما سلم قام فقال: «أرأيتكم ليلتكم هذه فإن رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد». (بخاري: 116)
98- عن ابن عباس قال: بت في بيت خالتي ميمونة بنت الحارث زوج النبي ﷺ، وكان النبي ﷺ عندها في ليلتها، فصلى النبي ﷺ العشاء ثم جاء إلى منزله فصلى أربع ركعات، ثم نام ثم قام ثم قال: «نام الغليم» -أو كلمة تشبهها- ثم قام، فقمت عن يساره فجعلني عن يمينه، فصلى خمس ركعات، ثم صلى ركعتين، ثم نام حتى سمعت غطيطه أو خطيطه، ثم خرج إلى الصلاة. (بخاري: 117)
99- عن أبي هريرة قال: إن الناس يقولون: أكثر أبو هريرة، ولولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثا، ثم يتلو: {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى} إلى قوله {الرحيم}، إن إخواننا من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق، وإن إخواننا من الأنصار كان يشغلهم العمل في أموالهم، وإن أبا هريرة كان يلزم رسول الله ﷺ بشبع بطنه ويحضر ما لا يحضرون ويحفظ ما لا يحفظون. (بخاري: 118)
100- عن أبي هريرة قال: قلت يا رسول الله، إني أسمع منك حديثا كثيرا أنساه، قال: «ابسط رداءك». فبسطته، قال: فغرف بيديه، ثم قال: «ضمه». فضممته، فما نسيت شيئا بعده. (بخاري: 119)
101- عن أبي هريرة قال: حفظت من رسول الله ﷺ وعاءين، فأما أحدهما فبثثته، وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم. (بخاري: 120)
102- عن جرير : أن النبي ﷺ قال له في حجة الوداع: «استنصت الناس». فقال: «لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض». (بخاري: 121)
103- عن أبي بن كعب عن النبي ﷺ: «قام موسى النبي خطيبا في بني إسرائيل فسئل: أي الناس أعلم؟ فقال: أنا أعلم، فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى الله إليه أن عبدا من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك، قال: يا رب وكيف به؟ فقيل له: احمل حوتا في مكتل، فإذا فقدته فهو ثم، فانطلق وانطلق بفتاه يوشع بن نون وحملا حوتا في مكتل، حتى كانا عند الصخرة وضعا رءوسهما وناما، فانسل الحوت من المكتل {فاتخذ سبيله في البحر سربا}، وكان لموسى وفتاه عجبا، فانطلقا بقية ليلتهما ويومهما، فلما أصبح قال موسى لفتاه: {آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا}، ولم يجد موسى مسا من النصب حتى جاوز المكان الذي أمر به، فقال له فتاه: {أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان} قال موسى: {ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصا}، فلما انتهيا إلى الصخرة إذا رجل مسجى بثوب، أو قال: تسجى بثوبه، فسلم موسى، فقال الخضر: وأنى بأرضك السلام؟ فقال: أنا موسى. فقال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم. قال: {هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا} قال: {إنك لن تستطيع معي صبرا} يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت، وأنت على علم علمكه لا أعلمه، {قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا} فانطلقا يمشيان على ساحل البحر ليس لهما سفينة، فمرت بهما سفينة فكلموهم أن يحملوهما فعرف الخضر فحملوهما بغير نول، فجاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر نقرة أو نقرتين في البحر، فقال الخضر: يا موسى ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا كنقرة هذا العصفور في البحر، فعمد الخضر إلى لوح من ألواح السفينة فنزعه، فقال موسى: قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها؟ {قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا} فكانت الأولى من موسى نسيانا، فانطلقا فإذا غلام يلعب مع الغلمان فأخذ الخضر برأسه من أعلاه فاقتلع رأسه بيده، فقال موسى: {أقتلت نفسا زكية بغير نفس}، {قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا} {فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه} قال الخضر بيده فأقامه، فقال له موسى: {لو شئت لاتخذت عليه أجرا قال هذا فراق بيني وبينك}» قال النبي ﷺ: «يرحم الله موسى لوددنا لو صبر حتى يقص علينا من أمرهما». (بخاري: 122)
104- عن أبي موسى قال: جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، ما القتال في سبيل الله، فإن أحدنا يقاتل غضبا ويقاتل حمية؟ فرفع إليه رأسه، قال: وما رفع إليه رأسه إلا أنه كان قائما، فقال: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله عز وجل». (بخاري: 123)
105- عن عبد الله قال: بينا أنا أمشي مع النبي ﷺ في خرب المدينة وهو يتوكأ على عسيب معه، فمر بنفر من اليهود فقال بعضهم لبعض: سلوه عن الروح، وقال بعضهم: لا تسألوه لا يجيء فيه بشيء تكرهونه، فقال بعضهم: لنسألنه، فقام رجل منهم فقال: يا أبا القاسم، ما الروح؟ فسكت، فقلت: إنه يوحى إليه، فقمت، فلما انجلى عنه قال: {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا}. (بخاري: 125)
106- عن أنس بن مالك: أن النبي ﷺ ومعاذ رديفه على الرحل قال: «يا معاذ بن جبل»! قال: لبيك يا رسول الله وسعديك، قال: «يا معاذ»! قال: لبيك يا رسول الله وسعديك، ثلاثا، قال: «ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار». قال: يا رسول الله، أفلا أخبر به الناس فيستبشروا؟ قال: «إذا يتكلوا». وأخبر بها معاذ عند موته تأثما. (بخاري: 128)
107- عن أم سلمة قالت: جاءت أم سليم إلى رسول الله ﷺ فقالت: يا رسول الله، إن الله لا يستحيي من الحق، فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت؟ قال النبي ﷺ: «إذا رأت الماء». فغطت أم سلمة تعني وجهها وقالت: يا رسول الله، أوتحتلم المرأة؟ قال: «نعم تربت يمينك، فبم يشبهها ولدها». (بخاري: 130)
108- عن علي بن أبي طالب قال: كنت رجلا مذاء فأمرت المقداد بن الأسود أن يسأل النبي ﷺ فسأله فقال: «فيه الوضوء». (بخاري: 132)
109- عن عبد الله بن عمر : أن رجلا قام في المسجد فقال: يا رسول الله، من أين تأمرنا أن نهل؟ فقال رسول الله ﷺ: «يهل أهل المدينة من ذي الحليفة، ويهل أهل الشأم من الجحفة، ويهل أهل نجد من قرن». وقال ابن عمر: ويزعمون أن رسول الله ﷺ قال: «ويهل أهل اليمن من يلملم». وكان ابن عمر يقول: لم أفقه هذه من رسول الله ﷺ. (بخاري: 133)
110- عن ابن عمر عن النبي ﷺ: أن رجلا سأله: ما يلبس المحرم؟ فقال: «لا يلبس القميص ولا العمامة ولا السراويل ولا البرنس، ولا ثوبا مسه الورس أو الزعفران، فإن لم يجد النعلين فليلبس الخفين وليقطعهما حتى يكونا تحت الكعبين». (بخاري: 134)
كتاب الوضوء
111- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تقبل صلاة من أحدث حتى يتوضأ». قال رجل من حضرموت: ما الحدث يا أبا هريرة؟ قال: فساء أو ضراط. (بخاري: 135)
112- وعنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء». فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل. (بخاري: 136)
113- عن عبد الله بن يزيد الأنصاري : أنه شكا إلى رسول الله ﷺ الرجل الذي يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة، فقال: «لا ينفتل، أو لا ينصرف، حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا». (بخاري: 137)
114- عن ابن عباس : أن النبي نام حتى نفخ ثم صلى ولم يتوضأ، وربما قال اضطجع حتى نفخ ثم قام فصلى. (بخاري: 138)
115- عن أسامة بن زيد قال: دفع رسول الله ﷺ من عرفة حتى إذا كان بالشعب نزل فبال ثم توضأ ولم يسبغ الوضوء. فقلت: الصلاة يا رسول الله، فقال: «الصلاة أمامك». فركب فلما جاء المزدلفة نزل فتوضأ فأسبغ الوضوء، ثم أقيمت الصلاة فصلى المغرب، ثم أناخ كل إنسان بعيره في منزله، ثم أقيمت العشاء فصلى ولم يصل بينهما. (بخاري: 139)
116- عن ابن عباس : أنه توضأ فغسل وجهه أخذ غرفة من ماء فمضمض بها واستنشق، ثم أخذ غرفة من ماء فجعل بها هكذا، أضافها إلى يده الأخرى فغسل بها وجهه، ثم أخذ غرفة من ماء فغسل بها يده اليمنى، ثم أخذ غرفة من ماء فغسل بها يده اليسرى ثم مسح برأسه، ثم أخذ غرفة من ماء فرش على رجله اليمنى حتى غسلها، ثم أخذ غرفة أخرى فغسل بها رجله يعني اليسرى، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله ﷺ يتوضأ. (بخاري: 140)
117- عن أنس قال: كان النبي ﷺ إذا دخل الخلاء قال: «اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث». (بخاري: 142)
118- عن ابن عباس : أن النبي ﷺ دخل الخلاء، قال: فوضعت له وضوءا، فقال: «من وضع هذا»؟ فأخبر، فقال: «اللهم فقهه في الدين». (بخاري: 143)
119- عن أبي أيوب الانصاري قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يولها ظهره، شرقوا أو غربوا». (بخاري: 144)
120- عن عبد الله بن عمر قال: إن ناسا يقولون: إذا قعدت على حاجتك فلا تستقبل القبلة ولا بيت المقدس، لقد ارتقيت يوما على ظهر بيت لنا فرأيت رسول الله ﷺ على لبنتين مستقبلا بيت المقدس. (بخاري: 145)
121- عن عائشة : أن أزواج النبي ﷺ كن يخرجن بالليل إذا تبرزن إلى المناصع، وهو صعيد أفيح، فكان عمر يقول للنبي ﷺ: احجب نساءك، فلم يكن رسول الله ﷺ يفعل، فخرجت سودة بنت زمعة زوج النبي ﷺ ليلة من الليالي عشاء، وكانت امرأة طويلة، فناداها عمر: ألا قد عرفناك يا سودة، حرصا على أن ينزل الحجاب، فأنزل الله آية الحجاب. (بخاري: 146)
122- عن أنس بن مالك قال: كان النبي ﷺ إذا خرج لحاجته أجيء أنا وغلام معنا إداوة من ماء.
123- وفي رواية: من ماء وعنزة، يستنجي بالماء. (بخاري: 150، 152)
124- عن أبي قتادة قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الاناء، وإذا أتى الخلاء فلا يمس ذكره بيمينه ولا يتمسح بيمينه». (بخاري: 153)
125- عن أبي هريرة قال: اتبعت النبي ﷺ وخرج لحاجته فكان لا يلتفت، فدنوت منه، فقال: «ابغني أحجارا أستنفض بها أو نحوه ولا تأتني بعظم ولا روث». فأتيته بأحجار بطرف ثيابي، فوضعتها إلى جنبه وأعرضت عنه، فلما قضى أتبعه بهن. (بخاري: 155)
126- عن ابن مسعود قال: أتى النبي ﷺ الغائط فأمرني أن آتيه بثلاثة أحجار، فوجدت حجرين، والتمست الثالث فلم أجده فأخذت روثة فأتيته بها، فأخذ الحجرين وألقى الروثة، وقال: «هذا ركس». (بخاري: 156)
127- عن ابن عباس قال: توضأ النبي مرة مرة. (بخاري: 157)
128- عن عبد الله بن زيد الأنصاري : أن النبي ﷺ توضأ مرتين مرتين. (بخاري: 158)
129- عن عثمان بن عفان أنه دعا بإناء فأفرغ على كفيه ثلاث مرار فغسلهما، ثم أدخل يمينه في الاناء فمضمض واستنشق، ثم غسل وجهه ثلاثا ويديه إلى المرفقين ثلاث مرار، ثم مسح برأسه، ثم غسل رجليه ثلاث مرار إلى الكعبين، ثم قال: قال رسول الله ﷺ: «من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه». (بخاري: 159)
130- - وفي رواية أن عثمان قال: ألا أحدثكم حديثا لولا آية ما حدثتكموه، سمعت النبي ﷺ يقول: «لا يتوضأ رجل فيحسن وضوءه ويصلي الصلاة إلا غفر له ما بينه وبين الصلاة حتى يصليها». قال عروة: الآية {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات}. (بخاري: 160)
131- عن أبي هريرة عن النبي ﷺ أنه قال: «من توضأ فليستنثر ومن استجمر فليوتر». (بخاري: 161)
132- عن أبي هريرة : أن رسول الله ﷺ قال: «إذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه ماء ثم لينثر ومن استجمر فليوتر وإذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يده قبل أن يدخلها في وضوئه فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده». (بخاري: 162)
133- عن عبد الله بن عمر - وقد قيل له - يا أبا عبد الرحمن، رأيتك تصنع أربعا لم أر أحدا من أصحابك يصنعها، قال: وما هي؟ قال: رأيتك لا تمس من الأركان إلا اليمانيين، ورأيتك تلبس النعال السبتية، ورأيتك تصبغ بالصفرة، ورأيتك إذا كنت بمكة أهل الناس إذا رأوا الهلال ولم تهل أنت حتى كان يوم التروية، فقال: أما الأركان فإني لم أر رسول الله ﷺ يمس إلا اليمانيين، وأما النعال السبتية فإني رأيت رسول الله ﷺ يلبس النعل التي ليس فيها شعر ويتوضأ فيها فأنا أحب أن ألبسها، وأما الصفرة فإني رأيت رسول الله ﷺ يصبغ بها فأنا أحب أن أصبغ بها، وأما الإهلال فإني لم أر رسول الله ﷺ يهل حتى تنبعث به راحلته. (بخاري: 166)
134- عن عائشة قالت: كان النبي ﷺ يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله. (بخاري: 168)
135- عن أنس بن مالك قال: رأيت رسول الله ﷺ، وحانت صلاة العصر، فالتمس الناس الوضوء فلم يجدوه، فأتي رسول الله ﷺ بوضوء، فوضع رسول الله ﷺ في ذلك الإناء يده وأمر الناس أن يتوضئوا منه، قال: فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه حتى توضئوا من عند آخرهم. (بخاري: 169)
136- وعنه : أن رسول الله ﷺ لما حلق رأسه كان أبو طلحة أول من أخذ من شعره. (بخاري: 171)
137- عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعا». (بخاري: 172)
138- عن عبد الله بن عمر قال: كانت الكلاب تبول وتقبل وتدبر في المسجد في زمان رسول الله ﷺ فلم يكونوا يرشون شيئا من ذلك.
139- عن أبي هريرة قال: قال النبي ﷺ: «لا يزال العبد في صلاة ما كان في المسجد ينتظر الصلاة ما لم يحدث». (بخاري: 176)
140- عن زيد بن خالد قال: سألت عثمان بن عفان قلت: أرأيت إذا جامع فلم يمن؟ قال عثمان: «يتوضأ كما يتوضأ للصلاة ويغسل ذكره». قال عثمان: سمعته من رسول الله ﷺ. فسألت عن ذلك عليا والزبير وطلحة وأبي بن كعب، فأمروني بذلك. (بخاري: 179)
141- عن أبي سعيد الخدري : أن رسول الله ﷺ أرسل إلى رجل من الأنصار، فجاء ورأسه يقطر، فقال النبي ﷺ: «لعلنا أعجلناك»؟ فقال: نعم، فقال رسول الله ﷺ: «إذا أعجلت، أو قحطت، فعليك الوضوء». (بخاري: 180)
142- عن المغيرة بن شعبة : أنه كان مع رسول الله ﷺ في سفر وأنه ذهب لحاجة له، وأن مغيرة جعل يصب الماء عليه وهو يتوضأ، فغسل وجهه ويديه ومسح برأسه ومسح على الخفين. (بخاري: 182)
143- عن ابن عباس : أنه بات ليلة عند ميمونة زوج النبي ﷺ، وهي خالته، فاضطجعت في عرض الوسادة، واضطجع رسول الله ﷺ وأهله في طولها، فنام رسول الله ﷺ حتى إذا انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل استيقظ رسول الله ﷺ فجلس يمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران، ثم قام إلى شن معلقة فتوضأ منها فأحسن وضوءه، ثم قام يصلي، قال: فقمت فصنعت مثل ما صنع، ثم ذهبت فقمت إلى جنبه، فوضع يده اليمنى على رأسي وأخذ بأذني اليمنى يفتلها، فصلى ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم أوتر، ثم اضطجع حتى أتاه المؤذن فقام فصلى ركعتين خفيفتين، ثم خرج فصلى الصبح. (بخاري: 183)
وقد تقدم أصل هذا الحديث، وفي كل منهما ما ليس في الآخر.
144- عن عبد الله بن زيد: أن رجلا قال له: هل تستطيع أن تريني كيف كان رسول الله ﷺ يتوضأ؟ قال: نعم، فدعا بماء، فأفرغ على يديه ثم غسلهما ثلاثا، ثم أدخل يده في الإناء فمضمض واستنشق ثلاثا، ثم غسل وجهه ثلاثا، ثم غسل يديه مرتين مرتين إلى المرفقين، ثم مسح رأسه بيديه، فأقبل بهما وأدبر، بدأ بمقدم رأسه حتى ذهب بهما إلى قفاه، ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه ثم غسل رجليه. (بخاري: 185)
145- عن أبي جحيفة قال: خرج علينا رسول الله ﷺ بالهاجرة فأتي بوضوء فتوضأ، فجعل الناس يأخذون من فضل وضوئه فيتمسحون به، فصلى النبي ﷺ الظهر ركعتين والعصر ركعتين وبين يديه عنزة. (بخاري: 187)
146- عن السائب بن يزيد قال: ذهبت بي خالتي إلى النبي ﷺ فقالت: يا رسول الله، إن ابن أختي وجع، فمسح رأسي ودعا لي بالبركة، ثم توضأ فشربت من وضوئه، ثم قمت خلف ظهره فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه مثل زر الحجلة. (بخاري: 190)
147- عن عبد الله بن عمر قال: كان الرجال والنساء يتوضئون في زمان رسول الله ﷺ جميعا. (بخاري: 193)
148- عن جابر قال: جاء رسول الله ﷺ يعودني وأنا مريض لا أعقل، فتوضأ وصب علي من وضوئه فعقلت، فقلت: يا رسول الله، لمن الميراث، إنما يرثني كلالة؟ فنزلت آية الفرائض. (بخاري: 194)
149- عن أنس قال: حضرت الصلاة فقام من كان قريب الدار إلى أهله وبقي قوم، فأتي رسول الله ﷺ بمخضب من حجارة فيه ماء فصغر المخضب أن يبسط فيه كفه، فتوضأ القوم كلهم، قلنا: كم كنتم؟ قال: ثمانين وزيادة. (بخاري: 195)
150- عن أبي موسى : أن النبي ﷺ دعا بقدح فيه ماء فغسل يديه ووجهه فيه ومج فيه. (بخاري: 196)
151- عن عائشة قالت: لما ثقل النبي ﷺ واشتد به وجعه استأذن أزواجه في أن يمرض في بيتي فأذن له، فخرج النبي ﷺ بين رجلين تخط رجلاه في الأرض، بين عباس ورجل آخر. فكانت عائشة تحدث: أن النبي ﷺ قال بعدما دخل بيته واشتد وجعه: «هريقوا علي من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن لعلي أعهد إلى الناس». وأجلس في مخضب لحفصة زوج النبي ﷺ، ثم طفقنا نصب عليه تلك حتى طفق يشير إلينا: «أن قد فعلتن». ثم خرج إلى الناس. (بخاري: 198)
152- عن أنس : أن النبي ﷺ دعا بإناء من ماء، فأتي بقدح رحراح فيه شيء من ماء فوضع أصابعه فيه، قال أنس: فجعلت أنظر إلى الماء ينبع من بين أصابعه فحزرت من توضأ ما بين السبعين إلى الثمانين. (بخاري: 200)
153- وعنه قال: كان النبي ﷺ يغسل أو كان يغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد ويتوضأ بالمد. (بخاري: 201)
154- عن سعد بن أبي وقاص عن النبي ﷺ: أنه مسح على الخفين وأن عبد الله بن عمر سأل عمر عن ذلك فقال: نعم إذا حدثك شيئا سعد عن النبي ﷺ فلا تسأل عنه غيره. (بخاري: 202)
155- عن عمرو بن أمية الضمري : أنه رأى النبي ﷺ يمسح على الخفين. (بخاري: 204)
156- وعنه قال: رأيت النبي ﷺ يمسح على عمامته وخفيه. (بخاري: 205)
157- عن المغيرة بن شعبة قال: كنت مع النبي ﷺ في سفر فأهويت لأنزع خفيه، فقال: «دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين»، فمسح عليهما. (بخاري: 206)
158- عن عمرو بن أمية : أنه رأى رسول الله ﷺ يحتز من كتف شاة فدعي إلى الصلاة فألقى السكين فصلى ولم يتوضأ. (بخاري: 208)
159- عن سويد بن النعمان : أنه خرج مع رسول الله ﷺ عام خيبر حتى إذا كانوا بالصهباء، وهي أدنى خيبر، فصلى العصر، ثم دعا بالأزواد فلم يؤت إلا بالسويق، فأمر به فثري، فأكل رسول الله ﷺ وأكلنا، ثم قام إلى المغرب فمضمض ومضمضنا، ثم صلى ولم يتوضأ. (بخاري: 209)
160- عن ميمونة : أن النبي ﷺ أكل عندها كتفا ثم صلى ولم يتوضأ. (بخاري: 210)
161- عن ابن عباس : أن رسول الله ﷺ شرب لبنا فمضمض وقال: «إن له دسما». (بخاري: 211)
162- عن عائشة : أن رسول الله ﷺ قال: «إذا نعس أحدكم وهو يصلي فليرقد حتى يذهب عنه النوم، فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لا يدري لعله يستغفر فيسب نفسه». (بخاري: 212)
163- عن أنس عن النبي ﷺ قال: «إذا نعس أحدكم في الصلاة فلينم حتى يعلم ما يقرأ». (بخاري: 213)
164- عن أنس قال: كان النبي ﷺ يتوضأ عند كل صلاة، وكان يجزئ أحدنا الوضوء ما لم يحدث. (بخاري: 214)
165- عن ابن عباس قال: مر النبي ﷺ بحائط من حيطان المدينة أو مكة فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما، فقال النبي ﷺ: «يعذبان وما يعذبان في كبير». ثم قال: «بلى، كان أحدهما لا يستتر من بوله، وكان الآخر يمشي بالنميمة». ثم دعا بجريدة رطبة فكسرها كسرتين فوضع على كل قبر منهما كسرة، فقيل له: يا رسول الله لم فعلت هذا؟ قال: «لعله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا». (بخاري: 216)
166- عن أنس بن مالك قال: كان النبي ﷺ إذا تبرز لحاجته أتيته بماء فيغسل به. (بخاري: 217)
167- عن أبي هريرة قال: قام أعرابي فبال في المسجد فتناوله الناس، فقال لهم النبي ﷺ: «دعوه وهريقوا على بوله سجلا من ماء، أو ذنوبا من ماء، فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين». (بخاري: 220)
168- عن أم قيس بنت محصن : أنها أتت بابن لها صغير لم يأكل الطعام إلى رسول الله ﷺ، فأجلسه رسول الله ﷺ في حجره، فبال على ثوبه، فدعا بماء فنضحه ولم يغسله. (بخاري: 223)
169- عن حذيفة قال: أتى النبي ﷺ سباطة قوم فبال قائما، ثم دعا بماء فجئته بماء فتوضأ. (بخاري: 224)
170- وفي رواية عن حذيفة قال: أتى سباطة قوم خلف حائط، فقام كما يقوم أحدكم فبال، فانتبذت منه فأشار إلي فجئته فقمت عند عقبه حتى فرغ. (بخاري: 225)
171- عن أسماء قالت: جاءت امرأة النبي ﷺ فقالت: أرأيت إحدانا تحيض في الثوب كيف تصنع؟ قال: «تحته ثم تقرصه بالماء وتنضحه وتصلي فيه». (بخاري: 227)
172- عن عائشة قالت: جاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى النبي ﷺ فقالت: يا رسول الله، إني امرأة أستحاض فلا أطهر، أفأدع الصلاة؟ فقال رسول الله ﷺ: «لا، إنما ذلك عرق وليس بحيض، فإذا أقبلت حيضتك فدعي الصلاة، وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم ثم صلي». وقال: «ثم توضئي لكل صلاة حتى يجيء ذلك الوقت». (بخاري: 228)
173- عن عائشة قالت: كنت أغسل الجنابة من ثوب النبي ﷺ فيخرج إلى الصلاة وإن بقع الماء في ثوبه. (بخاري: 229)
174- عن أنس قال: قدم أناس من عكل أو عرينة فاجتووا المدينة، فأمرهم النبي ﷺ بلقاح وأن يشربوا من أبوالها وألبانها فانطلقوا، فلما صحوا قتلوا راعي النبي ﷺ واستاقوا النعم، فجاء الخبر في أول النهار، فبعث في آثارهم، فلما ارتفع النهار جيء بهم، فأمر فقطع أيديهم وأرجلهم وسمرت أعينهم وألقوا في الحرة يستسقون فلا يسقون. (بخاري: 233)
175- وعنه قال: كان النبي ﷺ يصلي قبل أن يبنى المسجد في مرابض الغنم. (بخاري: 234)
176- عن ميمونة : أن رسول الله ﷺ سئل عن فأرة سقطت في سمن فقال: «ألقوها وما حولها فاطرحوه وكلوا سمنكم». (بخاري: 235)
177- عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «كل كلم يكلمه المسلم في سبيل الله يكون يوم القيامة كهيئتها إذ طعنت تفجر دما، اللون لون الدم والعرف عرف المسك». (بخاري: 237)
178- وعن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل فيه». (بخاري: 239)
179- عن عبد الله بن مسعود : أن النبي ﷺ كان يصلي عند البيت وأبو جهل وأصحاب له جلوس، إذ قال بعضهم لبعض: أيكم يجيء بسلى جزور بني فلان فيضعه على ظهر محمد إذا سجد؟ فانبعث أشقى القوم فجاء به، فنظر حتى سجد النبي ﷺ وضعه على ظهره بين كتفيه، وأنا أنظر لا أغني شيئا، لو كان لي منعة، قال: فجعلوا يضحكون ويحيل بعضهم على بعض، ورسول الله ﷺ ساجد لا يرفع رأسه، حتى جاءته فاطمة فطرحت عن ظهره، فرفع رسول الله ﷺ رأسه، ثم قال: «اللهم عليك بقريش». ثلاث مرات، فشق عليهم إذ دعا عليهم، قال: وكانوا يرون أن الدعوة في ذلك البلد مستجابة، ثم سمى: «اللهم عليك بأبي جهل وعليك بعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وأمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط»، وعد السابع فنسيه الراوي. قال: فوالذي نفسي بيده لقد رأيت الذين عد رسول الله ﷺ صرعى في القليب قليب بدر. (بخاري: 240)
180- عن أنس بن مالك قال: بزق النبي ﷺ في ثوبه. (بخاري: 241)
181- عن سهل بن سعد الساعدي : أنه سأله الناس: بأي شيء دووي جرح النبي ﷺ؟ فقال: ما بقي أحد أعلم به مني، كان علي يجيء بترسه فيه ماء وفاطمة تغسل عن وجهه الدم، فأخذ حصير فأحرق فحشي به جرحه. (بخاري: 243)
182- عن أبي موسى قال: أتيت النبي ﷺ فوجدته يستن بسواك بيده يقول: أع أع، والسواك في فيه، كأنه يتهوع. (بخاري: 244)
183- عن حذيفة قال: كان النبي ﷺ إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك. (بخاري: 245)
184- عن ابن عمر : أن النبي ﷺ قال: «أراني أتسوك بسواك، فجاءني رجلان أحدهما أكبر من الآخر فناولت السواك الأصغر منهما، فقيل لي: كبر، فدفعته إلى الأكبر منهما».
185- عن البراء بن عازب قال: قال النبي ﷺ: «إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل: اللهم أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت، فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تتكلم به»، قال: فرددتها على النبي ﷺ فلما بلغت: اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت، قلت: ورسولك، قال: «لا، ونبيك الذي أرسلت». (بخاري: 247)
كتاب الغسل
186- عن عائشة زوج النبي ﷺ: أن النبي ﷺ كان إذا اغتسل من الجنابة بدأ فغسل يديه ثم يتوضأ كما يتوضأ للصلاة ثم يدخل أصابعه في الماء فيخلل بها أصول شعره ثم يصب على رأسه ثلاث غرف بيديه ثم يفيض الماء على جلده كله. (بخاري: 248)
187- عن ميمونة زوج النبي ﷺ قالت: توضأ رسول الله ﷺ وضوءه للصلاة، غير رجليه، وغسل فرجه وما أصابه من الأذى، ثم أفاض عليه الماء، ثم نحى رجليه فغسلهما، هذه غسله من الجنابة. (بخاري: 249)
188- عن عائشة قالت: كنت أغتسل أنا والنبي ﷺ من إناء واحد من قدح يقال له الفرق. (بخاري: 250)
189- وعنها : أنها سئلت عن غسل النبي ﷺ، فدعت بإناء نحوا من صاع فاغتسلت وأفاضت على رأسها، وبينها وبين السائل حجاب. (بخاري: 251)
190- عن جابر بن عبد الله : أنه سأله رجل عن الغسل؟ فقال: يكفيك صاع، فقال رجل: ما يكفيني، فقال جابر: كان يكفي من هو أوفى منك شعرا وخير منك، ثم أمنا في ثوب. (بخاري: 252)
191- عن جبير بن مطعم قال: قال رسول الله ﷺ: «أما أنا فأفيض على رأسي ثلاثا» وأشار بيديه كلتيهما. (بخاري: 254)
192- عن عائشة قالت: كان النبي ﷺ إذا اغتسل من الجنابة دعا بشيء نحو الحلاب فأخذ بكفه، فبدأ بشق رأسه الأيمن ثم الأيسر فقال بهما على وسط رأسه. (بخاري: 258)
193- وعنها قالت: كنت أطيب رسول الله ﷺ فيطوف على نسائه ثم يصبح محرما ينضخ طيبا. (بخاري: 267)
194- عن أنس بن مالك قال: كان النبي ﷺ يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهن إحدى عشرة. قيل: أوكان يطيقه؟ قال: كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين. (بخاري: 268)
195- عن عائشة قالت: كأني أنظر إلى وبيص الطيب في مفرق النبي ﷺ وهو محرم. (بخاري: 271)
196- عن عائشة قالت: كان رسول الله ﷺ إذا اغتسل من الجنابة، غسل يديه وتوضأ وضوءه للصلاة ثم اغتسل، ثم يخلل بيده شعره حتى إذا ظن أنه قد أروى بشرته أفاض عليه الماء ثلاث مرات، ثم غسل سائر جسده. (بخاري: 272)
197- عن أبي هريرة قال: أقيمت الصلاة وعدلت الصفوف قياما، فخرج إلينا رسول الله ﷺ، فلما قام في مصلاه ذكر أنه جنب فقال لنا: «مكانكم». ثم رجع فاغتسل ثم خرج إلينا ورأسه يقطر، فكبر فصلينا معه. (بخاري: 275)
198- عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «كانت بنو إسرائيل يغتسلون عراة ينظر بعضهم إلى بعض، وكان موسى ﷺ يغتسل وحده فقالوا: والله ما يمنع موسى أن يغتسل معنا إلا أنه آدر، فذهب مرة يغتسل، فوضع ثوبه على حجر ففر الحجر بثوبه فخرج موسى في إثره يقول: ثوبي يا حجر، حتى نظرت بنو إسرائيل إلى موسى، فقالوا: والله ما بموسى من بأس، وأخذ ثوبه، فطفق بالحجر ضربا». فقال: أبو هريرة: والله إنه لندب بالحجر، ستة أو سبعة ضربا بالحجر. (بخاري: 278)
199- وعن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «بينا أيوب يغتسل عريانا فخر عليه جراد من ذهب فجعل أيوب يحتثي في ثوبه، فناداه ربه: يا أيوب، ألم أكن أغنيتك عما ترى؟ قال: بلى وعزتك، ولكن لا غنى بي عن بركتك». (بخاري: 279)
200- عن أم هانئ بنت أبي طالب قالت: ذهبت إلى رسول الله ﷺ عام الفتح فوجدته يغتسل وفاطمة تستره، فقال: «من هذه»؟ فقلت: أنا أم هانئ. (بخاري: 280)
201- عن أبي هريرة : أن النبي ﷺ لقيه في بعض طريق المدينة وهو جنب، قال: فانخنست منه فذهبت فاغتسلت ثم جئت، فقال: «أين كنت يا أبا هريرة»؟ قال: كنت جنبا فكرهت أن أجالسك وأنا على غير طهارة، فقال: «سبحان الله إن المسلم لا ينجس». (بخاري: 283)
202- عن عمر بن الخطاب : سأل رسول الله ﷺ: أيرقد أحدنا وهو جنب؟ قال: «نعم إذا توضأ أحدكم فليرقد وهو جنب». (بخاري: 287)
203- عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها فقد وجب الغسل». (بخاري: 291)
كتاب الحيض
204- عن عائشة قالت: خرجنا لا نرى إلا الحج فلما كنا بسرف حضت، فدخل علي رسول الله ﷺ وأنا أبكي، قال: «ما لك أنفست»؟ قلت: نعم، قال: «إن هذا أمر كتبه الله على بنات آدم فاقضي ما يقضي الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت». قالت: وضحى رسول الله ﷺ عن نسائه بالبقر. (بخاري: 294)
205- وعنها قالت: كنت أرجل رأس رسول الله ﷺ وأنا حائض. (بخاري: 295)
206- وفي رواية: وهو مجاور في المسجد، يدني لها رأسه وهي في حجرتها فترجله وهي حائض. (بخاري: 296)
207- عن عائشة قالت: كان النبي ﷺ يتكئ في حجري وأنا حائض ثم يقرأ القرآن. (بخاري: 297)
208- وعن أم سلمة قالت: بينا أنا مع النبي ﷺ مضطجعة في خميصة إذ حضت فانسللت فأخذت ثياب حيضتي، قال: «أنفست»؟ قلت: نعم، فدعاني فاضطجعت معه في الخميلة. (بخاري: 298)
209- عن عائشة قالت: كنت أغتسل أنا والنبي ﷺ من إناء واحد كلانا جنب، وكان يأمرني فأتزر فيباشرني وأنا حائض، وكان يخرج رأسه إلي وهو معتكف فأغسله وأنا حائض. (بخاري: 299)
210- وفي رواية عنها قالت: كانت إحدانا إذا كانت حائضا فأراد رسول الله ﷺ أن يباشرها أمرها أن تتزر في فور حيضتها ثم يباشرها، قالت: وأيكم يملك إربه كما كان النبي ﷺ يملك إربه. (بخاري: 302)
211- عن أبي سعيد الخدري قال: خرج رسول الله ﷺ في أضحى أو فطر إلى المصلى، فمر على النساء فقال: «يا معشر النساء تصدقن، فإني أريتكن أكثر أهل النار». فقلن: وبم يا رسول الله؟ قال: «تكثرن اللعن وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن». قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال: «أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل»؟ قلن: بلى، قال: «فذلك من نقصان عقلها، أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟» قلن: بلى. قال: «فذلك من نقصان دينها». (بخاري: 304)
212- عن عائشة : أن النبي ﷺ اعتكف ومعه بعض نسائه وهي مستحاضة ترى الدم، فربما وضعت الطست تحتها من الدم. (بخاري: 309)
213- عن أم عطية عن النبي ﷺ قالت: كنا ننهى أن نحد على ميت فوق ثلاث، إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا، ولا نكتحل ولا نتطيب ولا نلبس ثوبا مصبوغا إلا ثوب عصب، وقد رخص لنا عند الطهر إذا اغتسلت إحدانا من محيضها في نبذة من كست أظفار، وكنا ننهى عن اتباع الجنائز. (بخاري: 313)
214- عن عائشة : أن امرأة سألت النبي ﷺ عن غسلها من المحيض فأمرها كيف تغتسل قال: «خذي فرصة من مسك فتطهري بها». قالت: كيف أتطهر؟ قال: «تطهري بها». قالت: كيف؟ قال: «سبحان الله تطهري». فاجتبذتها إلي فقلت: تتبعي بها أثر الدم. (بخاري: 314)
215- عن عائشة قالت: أهللت مع رسول الله ﷺ في حجة الوداع فكنت ممن تمتع ولم يسق الهدي، فزعمت أنها حاضت ولم تطهر حتى دخلت ليلة عرفة، فقالت: يا رسول الله، هذه ليلة عرفة وإنما كنت تمتعت بعمرة؟ فقال لها رسول الله ﷺ: «انقضي رأسك وامتشطي وأمسكي عن عمرتك». ففعلت، فلما قضيت الحج أمر عبد الرحمن ليلة الحصبة فأعمرني من التنعيم مكان عمرتي التي نسكت. (بخاري: 316)
216- وعن عائشة قالت: خرجنا موافين لهلال ذي الحجة فقال رسول الله: «من أحب أن يهل بعمرة فليهلل، فإني لولا أني أهديت لأهللت بعمرة». فأهل بعضهم بعمرة وأهل بعضهم بحج، وساقت الحديث وذكرت حيضتها قالت: وأرسل معي أخي إلى التنعيم فأهللت بعمرة، ولم يكن في شيء من ذلك هدي ولا صوم ولا صدقة. (بخاري: 317)
217- وعن عائشة : أن امرأة قالت لها: أتجزي إحدانا صلاتها إذا طهرت؟ فقالت: أحرورية أنت؟ كنا نحيض مع النبي ﷺ فلا يأمرنا به، أو قالت: فلا نفعله. (بخاري: 321)
218- عن أم سلمة حديث حيضها مع النبي ﷺ في الخميلة، ثم قالت في هذه الرواية: إن النبي ﷺ كان يقبلها وهو صائم. (بخاري: 322)
219- عن أم عطية قالت: سمعت النبي ﷺ يقول: «تخرج العواتق وذوات الخدور، أو العواتق ذوات الخدور، والحيض، وليشهدن الخير ودعوة المؤمنين، ويعتزل الحيض المصلى، قيل لها: الحيض؟ فقالت: أليس تشهد عرفة وكذا وكذا؟. (بخاري: 324)
220- وعنها قالت: كنا لا نعد الكدرة والصفرة شيئا. (بخاري: 326)
221- عن عائشة زوج النبي ﷺ: أنها قالت لرسول الله ﷺ: يا رسول الله، إن صفية قد حاضت، قال رسول الله ﷺ: «لعلها تحبسنا، ألم تكن طافت معكن»؟ فقالوا: بلى، قال: «فاخرجي». (بخاري: 328)
222- عن سمرة بن جندب : أن امرأة ماتت في بطن فصلى عليها النبي ﷺ فقام وسطها. (بخاري: 332)
223- عن ميمونة زوج النبي ﷺ أنها كانت تكون حائضا لا تصلي وهي مفترشة بحذاء مسجد رسول الله ﷺ وهو يصلي على خمرته إذا سجد أصابني بعض ثوبه. (بخاري: 333)
كتاب التيمم
224- عن عائشة زوج النبي ﷺ قالت: خرجنا مع رسول الله ﷺ في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء، أو بذات الجيش، انقطع عقد لي، فأقام رسول الله ﷺ على التماسه وأقام الناس معه وليسوا على ماء، فأتى الناس إلى أبي بكر الصديق فقالوا: ألا ترى ما صنعت عائشة؟ أقامت برسول الله ﷺ والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء، فجاء أبو بكر ورسول الله ﷺ واضع رأسه على فخذي قد نام، فقال: حبست رسول الله ﷺ والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء، فقالت عائشة: فعاتبني أبو بكر وقال ما شاء الله أن يقول وجعل يطعنني بيده في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله ﷺ على فخذي، فقام رسول الله ﷺ حين أصبح على غير ماء، فأنزل الله آية التيمم فتيمموا، فقال أسيد بن الحضير: ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر، قالت: فبعثنا البعير الذي كنت عليه فأصبنا العقد تحته. (بخاري: 334)
225- عن جابر بن عبد الله : أن النبي ﷺ قال: «أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة. (بخاري: 335)
226- عن أبي جهيم بن الحارث الأنصاري قال: أقبل النبي ﷺ من نحو بئر جمل، فلقيه رجل فسلم عليه فلم يرد عليه النبي ﷺ حتى أقبل على الجدار، فمسح بوجهه ويديه ثم رد عليه السلام. (بخاري: 337)
227- عن عمار بن ياسر أنه قال لعمر بن الخطاب : أما تذكر أنا كنا في سفر أنا وأنت، فأما أنت فلم تصل وأما أنا فتمعكت فصليت، فذكرت للنبي ﷺ، فقال النبي ﷺ: «إنما كان يكفيك هكذا». فضرب النبي ﷺ بكفيه الأرض ونفخ فيهما ثم مسح بهما وجهه وكفيه؟ (بخاري: 338)
228- عن عمران بن حصين الخزاعي قال: كنا في سفر مع النبي ﷺ وإنا أسرينا، حتى كنا في آخر الليل، وقعنا وقعة، ولا وقعة أحلى عند المسافر منها، فما أيقظنا إلا حر الشمس، وكان أول من استيقظ فلان ثم فلان ثم فلان ثم عمر بن الخطاب الرابع، وكان النبي ﷺ إذا نام لم يوقظ حتى يكون هو يستيقظ لأنا لا ندري ما يحدث له في نومه، فلما استيقظ عمر ورأى ما أصاب الناس، وكان رجلا جليدا، فكبر ورفع صوته بالتكبير، فما زال يكبر ويرفع صوته بالتكبير حتى استيقظ بصوته النبي ﷺ، فلما استيقظ شكوا إليه الذي أصابهم، قال: «لا ضير -أو لا يضير- ارتحلوا». فارتحل فسار غير بعيد، ثم نزل فدعا بالوضوء، فتوضأ ونودي بالصلاة فصلى بالناس، فلما انفتل من صلاته، إذا هو برجل معتزل لم يصل مع القوم، قال: «ما منعك يا فلان أن تصلي مع القوم»؟ قال: أصابتني جنابة ولا ماء، قال: «عليك بالصعيد فإنه يكفيك». ثم سار النبي ﷺ فاشتكى إليه الناس من العطش، فنزل فدعا فلانا ودعا عليا فقال: «اذهبا فابتغيا الماء» فانطلقا فتلقيا امرأة بين مزادتين أو سطيحتين من ماء على بعير لها، فقالا لها: أين الماء، قالت: عهدي بالماء أمس هذه الساعة، ونفرنا خلوفا، قالا لها: انطلقي إذا، قالت: إلى أين؟ قالا: إلى رسول الله ﷺ. قالت: الذي يقال له الصابئ، قالا: هو الذي تعنين، فانطلقي فجاءا بها إلى النبي ﷺ وحدثاه الحديث، قال: «فاستنزلوها عن بعيرها». ودعا النبي ﷺ بإناء ففرغ فيه من أفواه المزادتين أو سطيحتين وأوكأ أفواههما، وأطلق العزالي ونودي في الناس اسقوا واستقوا، فسقى من شاء واستقى من شاء، وكان آخر ذاك أن أعطى الذي أصابته الجنابة إناء من ماء، قال: اذهب فأفرغه عليك وهي قائمة تنظر إلى ما يفعل بمائها، وايم الله لقد أقلع عنها وإنه ليخيل إلينا أنها أشد ملأة منها حين ابتدأ فيها، فقال النبي ﷺ: «اجمعوا لها». فجمعوا لها من بين عجوة ودقيقة وسويقة حتى جمعوا لها فجعلوها في ثوب، وحملوها على بعيرها ووضعوا الثوب بين يديها، قال لها: «تعلمين ما رزئنا من مائك شيئا ولكن الله هو الذي أسقانا». فأتت أهلها وقد احتبست عنهم، قالوا: ما حبسك يا فلانة؟ قالت: العجب، لقيني رجلان فذهبا بي إلى هذا الذي يقال له الصابئ، ففعل كذا وكذا، فوالله إنه لأسحر الناس من بين هذه وهذه، وقالت بإصبعيها الوسطى والسبابة فرفعتهما إلى السماء تعني السماء والأرض، أو إنه لرسول الله حقا. فكان المسلمون بعد ذلك يغيرون على من حولها من المشركين ولا يصيبون الصرم الذي هي منه، فقالت يوما لقومها: ما أرى أن هؤلاء القوم يدعونكم عمدا، فهل لكم في الإسلام؟ فأطاعوها فدخلوا في الإسلام. (بخاري: 344)
كتاب الصلاة
229- عن أنس بن مالك قال: كان أبو ذر يحدث أن رسول الله ﷺ قال: «فرج عن سقف بيتي وأنا بمكة، فنزل جبريل ففرج صدري ثم غسله بماء زمزم، ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا فأفرغه في صدري ثم أطبقه، ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء الدنيا، فلما جئت إلى السماء الدنيا، قال جبريل لخازن السماء: افتح. قال: من هذا؟ قال: هذا جبريل، قال: هل معك أحد؟ قال: نعم، معي محمد ﷺ، فقال: أرسل إليه؟ قال: نعم، فلما فتح علونا السماء الدنيا، فإذا رجل قاعد على يمينه أسودة وعلى يساره أسودة، إذا نظر قبل يمينه ضحك، وإذا نظر قبل يساره بكى، فقال: مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح، قلت لجبريل: من هذا؟ قال: هذا آدم وهذه الأسودة عن يمينه وشماله نسم بنيه، فأهل اليمين منهم أهل الجنة، والأسودة التي عن شماله أهل النار، فإذا نظر عن يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى، حتى عرج بي إلى السماء الثانية، فقال لخازنها: افتح، فقال له خازنها مثل ما قال الأول، ففتح»، قال أنس: فذكر أنه وجد في السموات آدم وإدريس وموسى وعيسى وإبراهيم صلوات الله عليهم، ولم يثبت كيف منازلهم، غير أنه ذكر أنه وجد آدم في السماء الدنيا، وإبراهيم في السماء السادسة، قال أنس: فلما مر جبريل بالنبي ﷺ بإدريس، قال: مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح، فقلت: من هذا؟ قال: هذا إدريس، ثم مررت بموسى، فقال: مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح، قلت: من هذا؟ قال: هذا موسى، ثم مررت بعيسى، فقال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح، قلت: من هذا؟ قال: هذا عيسى، ثم مررت بإبراهيم، فقال: مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح، قلت: من هذا؟ قال: هذا إبراهيم.
قال: وكان ابن عباس وأبو حبة الأنصاري يقولان: قال النبي ﷺ: «ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام». قال أنس بن مالك: قال النبي ﷺ: «ففرض الله عز وجل على أمتي خمسين صلاة، فرجعت بذلك حتى مررت على موسى، فقال: ما فرض الله لك على أمتك؟ قلت: فرض خمسين صلاة، قال: فارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك، فراجعت فوضع شطرها، فرجعت إلى موسى، قلت: وضع شطرها، فقال: راجع ربك فإن أمتك لا تطيق، فراجعت فوضع شطرها فرجعت إليه فقال: ارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك، فراجعته فقال: هي خمس، وهي خمسون، لا يبدل القول لدي، فرجعت إلى موسى، فقال: راجع ربك، فقلت: استحييت من ربي، ثم انطلق بي حتى انتهى بي إلى سدرة المنتهى وغشيها ألوان لا أدري ما هي، ثم أدخلت الجنة، فإذا فيها حبايل اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك». (بخاري: 349)
230- عن عائشة أم المؤمنين قالت: فرض الله الصلاة حين فرضها ركعتين ركعتين في الحضر والسفر، فأقرت صلاة السفر وزيد في صلاة الحضر. (بخاري: 350)
231- عن عمر بن أبي سلمة : أن النبي ﷺ صلى في ثوب واحد قد خالف بين طرفيه. (بخاري: 354)
232- عن أم هانئ بنت أبي طالب قالت: حديث صلاة النبي ﷺ عام الفتح تقدم، وفي هذه الرواية قالت: فصلى ثماني ركعات ملتحفا في ثوب واحد، فلما انصرف قلت: يا رسول الله، زعم ابن أمي أنه قاتل رجلا قد أجرته، فلان ابن هبيرة، فقال رسول الله ﷺ: «قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ». قالت أم هانئ: وذاك ضحى. (بخاري: 353 - 357)
233- عن أبي هريرة : أن سائلا سأل رسول الله ﷺ عن الصلاة في ثوب واحد فقال رسول الله ﷺ: «أولكلكم ثوبان»؟ (بخاري: 358)
234- وعنه قال: قال النبي ﷺ: «لا يصلي أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقيه شيء». (بخاري: 359)
235- وعنه يقول: أشهد أني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من صلى في ثوب واحد فليخالف بين طرفيه» (بخاري: 360).
236- عن جابر بن عبد الله قال: خرجت مع النبي ﷺ في بعض أسفاره، فجئت ليلة لبعض أمري، فوجدته يصلي وعلي ثوب واحد، فاشتملت به وصليت إلى جانبه، فلما انصرف قال: «ما السرى يا جابر»؟ فأخبرته بحاجتي، فلما فرغت قال: «ما هذا الاشتمال الذي رأيت»؟ قلت: كان ثوب، قال: «فإن كان واسعا فالتحف به، وإن كان ضيقا فاتزر به». (بخاري: 361)
237- عن سهل قال: كان رجال يصلون مع النبي ﷺ عاقدي أزرهم على أعناقهم كهيئة الصبيان، ويقال للنساء: «لا ترفعن رءوسكن حتى يستوي الرجال جلوسا». (بخاري: 362)
238- عن مغيرة بن شعبة قال: كنت مع النبي ﷺ في سفر، فقال: «يا مغيرة، خذ الإداوة». فأخذتها، فانطلق رسول الله ﷺ حتى توارى عني فقضى حاجته وعليه جبة شأمية، فذهب ليخرج يده من كمها فضاقت، فأخرج يده من أسفلها، فصببت عليه فتوضأ وضوءه للصلاة ومسح على خفيه ثم صلى. (بخاري: 363)
239- عن جابر بن عبد الله يحدث: أن رسول الله ﷺ كان ينقل معهم الحجارة للكعبة وعليه إزاره، فقال له العباس عمه: يا ابن أخي، لو حللت إزارك فجعلت على منكبيك دون الحجارة، قال: فحله فجعله على منكبيه، فسقط مغشيا عليه، فما رئي بعد ذلك عريانا ﷺ. (بخاري: 364)
240- عن أبي سعيد الخدري أنه قال: نهى رسول الله ﷺ عن اشتمال الصماء وأن يحتبي الرجل في ثوب واحد ليس على فرجه منه شيء. (بخاري: 367)
241- عن أبي هريرة قال: نهى النبي ﷺ عن بيعتين: عن اللماس والنباذ، وأن يشتمل الصماء وأن يحتبي الرجل في ثوب واحد. (بخاري: 368)
242- عن أبي هريرة قال: بعثني أبو بكر في تلك الحجة، في مؤذنين يوم النحر نؤذن بمنى: أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان، ثم أردف رسول الله ﷺ عليا، فأمره أن يؤذن ببراءة، قال أبو هريرة: فأذن معنا علي في أهل منى يوم النحر: لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان. (بخاري: 369)
243- عن أنس بن مالك : أن رسول الله ﷺ غزا خيبر، فصلينا عندها صلاة الغداة بغلس، فركب نبي الله ﷺ، وركب أبو طلحة وأنا رديف أبي طلحة، فأجرى نبي الله ﷺ في زقاق خيبر وإن ركبتي لتمس فخذ نبي الله ﷺ، ثم حسر الإزار عن فخذه حتى إني أنظر إلى بياض فخذ نبي الله ﷺ، فلما دخل القرية قال: «الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين». قالها ثلاثا، قال: وخرج القوم إلى أعمالهم فقالوا: محمد والخميس، يعني: الجيش، قال: فأصبناها عنوة، فجمع السبي، فجاء دحية الكلبي فقال: يا نبي الله أعطني جارية من السبي، قال: «اذهب فخذ جارية». فأخذ صفية بنت حيي، فجاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: يا نبي الله، أعطيت دحية صفية بنت حيي سيدة قريظة والنضير، لا تصلح إلا لك، قال: «ادعوه بها». فجاء بها، فلما نظر إليها النبي ﷺ قال: «خذ جارية من السبي غيرها». قال: فأعتقها النبي ﷺ وتزوجها وجعل صداقها عتقها، حتى إذا كان بالطريق جهزتها له أم سليم فأهدتها له من الليل فأصبح النبي ﷺ عروسا، فقال: «من كان عنده شيء فليجئ به». وبسط نطعا، فجعل الرجل يجيء بالتمر وجعل الرجل يجيء بالسمن، قال: وأحسبه قد ذكر السويق، قال: فحاسوا حيسا، فكانت وليمة رسول الله ﷺ. (بخاري: 371)
244- عن عائشة قالت: لقد كان رسول الله ﷺ يصلي الفجر فيشهد معه نساء من المؤمنات متلفعات في مروطهن ثم يرجعن إلى بيوتهن ما يعرفهن أحد. (بخاري: 372)
245- عن عائشة : أن النبي ﷺ صلى في خميصة لها أعلام فنظر إلى أعلامها نظرة فلما انصرف قال: «اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم وأتوني بأنبجانية أبي جهم فإنها ألهتني آنفا عن صلاتي». (بخاري: 373)
246- عن أنس بن مالك قال: كان قرام لعائشة سترت به جانب بيتها، فقال النبي ﷺ: «أميطي عنا قرامك هذا فإنه لا تزال تصاويره تعرض في صلاتي». (بخاري: 374)
247- عن عقبة بن عامر قال: أهدي إلى النبي ﷺ فروج حرير، فلبسه فصلى فيه ثم انصرف فنزعه نزعا شديدا كالكاره له وقال: «لا ينبغي هذا للمتقين». (بخاري: 375)
248- عن أبي جحيفة قال: رأيت رسول الله ﷺ في قبة حمراء من أدم، ورأيت بلالا أخذ وضوء رسول الله ﷺ، ورأيت الناس يبتدرون ذاك الوضوء، فمن أصاب منه شيئا تمسح به، ومن لم يصب منه شيئا أخذ من بلل يد صاحبه، ثم رأيت بلالا أخذ عنزة فركزها، وخرج النبي ﷺ في حلة حمراء مشمرا، صلى إلى العنزة بالناس ركعتين، ورأيت الناس والدواب يمرون من بين يدي العنزة. (بخاري: 376)
249- عن سهل بن سعد وقد سئل: من أي شيء المنبر؟ فقال: ما بقي بالناس أعلم مني، هو من أثل الغابة، عمله فلان مولى فلانة لرسول الله ﷺ، وقام عليه رسول الله ﷺ حين عمل ووضع فاستقبل القبلة وكبر وقام الناس خلفه، فقرأ وركع وركع الناس خلفه، ثم رفع رأسه ثم رجع القهقرى فسجد على الأرض، ثم عاد إلى المنبر ثم ركع ثم رفع رأسه ثم رجع القهقرى حتى سجد بالأرض، فهذا شأنه. (بخاري: 337)
250- عن أنس بن مالك : أن جدته مليكة دعت رسول الله ﷺ للطعام صنعته له، فأكل منه ثم قال: «قوموا فلأصلي لكم» قال أنس: فقمت إلى حصير لنا قد اسود من طول ما لبس، فنضحته بماء، فقام رسول الله ﷺ وصففت واليتيم وراءه والعجوز من ورائنا، فصلى لنا رسول الله ﷺ ركعتين ثم انصرف. (بخاري: 380)
251- عن أنس بن مالك: أن رسول الله ﷺ سقط عن فرسه فجحشت ساقه أو كتفه وآلى من نسائه شهرا، فجلس في مشربة له درجتها من جذوع، فأتاه أصحابه يعودونه، فصلى بهم جالسا وهم قيام، فلما سلم قال: «إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا سجد فاسجدوا، وإن صلى قائما فصلوا قياما» ونزل لتسع وعشرين، فقالوا: يا رسول الله، إنك آليت شهرا، فقال: «إن الشهر تسع وعشرون»
252- عن عائشة زوج النبي ﷺ أنها قالت: كنت أنام بين يدي رسول الله ﷺ ورجلاي في قبلته فإذا سجد غمزني فقبضت رجلي فإذا قام بسطتهما، قالت: والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح. (بخاري: 382)
253- وعنها : أن رسول الله ﷺ كان يصلي وهي بينه وبين القبلة على فراش أهله اعتراض الجنازة. (بخاري: 383)
254- عن أنس بن مالك قال: كنا نصلي مع النبي ﷺ فيضع أحدنا طرف الثوب من شدة الحر في مكان السجود. (بخاري: 385)
255- وعنه أنه سئل: أكان النبي ﷺ يصلي في نعليه؟ قال: نعم. (بخاري: 386)
256- عن جرير بن عبد الله : أنه بال ثم توضأ ومسح على خفيه ثم قام فصلى، فسئل فقال: رأيت النبي ﷺ صنع مثل هذا. فكان يعجبهم لأن جريرا كان من آخر من أسلم. (بخاري: 387)
257- عن عبد الله بن مالك بن بحينة : أن النبي ﷺ كان إذا صلى فرج بين يديه حتى يبدو بياض إبطيه. (بخاري: 390)
258- عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ: «من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله، فلا تخفروا الله في ذمته». (بخاري: 391)
259- عن ابن عمر : أنه سئل عن رجل طاف بالبيت للعمرة ولم يطف بين الصفا والمروة، أيأتي امرأته؟ فقال: قدم النبي ﷺ فطاف بالبيت سبعا وصلى خلف المقام ركعتين وطاف بين الصفا والمروة، وقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة. (بخاري: 395)
260- عن ابن عباس قال: لما دخل النبي ﷺ البيت دعا في نواحيه كلها ولم يصل حتى خرج منه، فلما خرج ركع ركعتين في قبل الكعبة، وقال: «هذه القبلة». (بخاري: 398)
261- عن البراء بن عازب قال: كان رسول الله ﷺ صلى نحو بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا. تقدم وبينهما اختلاف في اللفظ. (بخاري: 399)
262- عن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله ﷺ يصلي على راحلته حيث توجهت، فإذا أراد الفريضة نزل فاستقبل القبلة. (بخاري: 400)
263- عن عبد الله بن مسعود قال: صلى النبي ﷺ - قال إبراهيم الراوي عن علقمة الراوي عن ابن مسعود: لا أدري: زاد أو نقص - فلما سلم قيل له: يا رسول الله، أحدث في الصلاة شيء؟ قال: «وما ذاك؟» قالوا: صليت كذا وكذا، فثنى رجليه واستقبل القبلة وسجد سجدتين ثم سلم، فلما أقبل علينا بوجهه قال: «إنه لو حدث في الصلاة شيء لنبأتكم به، ولكن إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكروني، وإذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب فليتم عليه ثم ليسلم ثم يسجد سجدتين». (بخاري: 401)
264- عن عمر بن الخطاب قال: وافقت ربي في ثلاث: فقلت: يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}، وآية الحجاب قلت: يا رسول الله لو أمرت نساءك أن يحتجبن فإنه يكلمهن البر والفاجر فنزلت آية الحجاب، واجتمع نساء النبي ﷺ في الغيرة عليه فقلت لهن: {عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن} فنزلت هذه الآية. (بخاري: 402)
265- عن أنس بن مالك : أن النبي ﷺ رأى نخامة في القبلة فشق ذلك عليه حتى رئي في وجهه فقام فحكه بيده، فقال: «إن أحدكم إذا قام في صلاته فإنه يناجي ربه، أو إن ربه بينه وبين القبلة، فلا يبزقن أحدكم قبل قبلته، ولكن عن يساره أو تحت قدميه»، ثم أخذ طرف ردائه فبصق فيه ثم رد بعضه على بعض فقال: «أو يفعل هكذا». (بخاري: 405)
266- عن أبي هريرة وأبي سعيد حديث النخامة وفيه زيادة: «ولا عن يمينه». (بخاري: 408، 409)
267- عن أنس بن مالك قال: قال النبي ﷺ: «البزاق في المسجد خطيئة، وكفارتها دفنها». (بخاري: 415)
268- عن أبي هريرة : أن رسول الله ﷺ قال: «هل ترون قبلتي هاهنا؟ فوالله ما يخفى علي خشوعكم ولا ركوعكم، إني لأراكم من وراء ظهري». (بخاري: 418)
269- عن ابن عمر : أن رسول الله ﷺ سابق بين الخيل التي أضمرت من الحفياء، وأمدها ثنية الوداع، وسابق بين الخيل التي لم تضمر من الثنية إلى مسجد بني زريق، وأن عبد الله بن عمر كان فيمن سابق بها. (بخاري: 420)
270- عن أنس بن مالك قال: أتي النبي ﷺ بمال من البحرين فقال: «انثروه في المسجد». وكان أكثر مال أتي به رسول الله ﷺ، فخرج رسول الله ﷺ إلى الصلاة ولم يلتفت إليه، فلما قضى الصلاة جاء فجلس إليه، فما كان يرى أحدا إلا أعطاه، إذ جاءه العباس فقال: يا رسول الله، أعطني فإني فاديت نفسي وفاديت عقيلا، فقال له رسول الله ﷺ: «خذ». فحثا في ثوبه، ثم ذهب يقله فلم يستطع، فقال: يا رسول الله، اؤمر بعضهم يرفعه إلي، قال: «لا». قال: فارفعه أنت علي، قال: «لا». فنثر منه، ثم احتمله فألقاه على كاهله، ثم انطلق، فما زال رسول الله ﷺ يتبعه بصره حتى خفي علينا عجبا من حرصه، فما قام رسول الله ﷺ وثم منها درهم. (بخاري: 421)
271- عن محمود بن الربيع الأنصاري : أن عتبان بن مالك، وهو من أصحاب رسول الله ﷺ ممن شهد بدرا من الأنصار، أتى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله، قد أنكرت بصري وأنا أصلي لقومي، فإذا كانت الأمطار سال الوادي الذي بيني وبينهم لم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي بهم، ووددت يا رسول الله أنك تأتيني فتصلي في بيتي فأتخذه مصلى، قال: فقال له رسول الله ﷺ: «سأفعل إن شاء الله». قال عتبان: فغدا رسول الله ﷺ وأبو بكر حين ارتفع النهار، فاستأذن رسول الله ﷺ فأذنت له، فلم يجلس حتى دخل البيت ثم قال: «أين تحب أن أصلي من بيتك»؟ قال: فأشرت له إلى ناحية من البيت، فقام رسول الله ﷺ فكبر فقمنا فصففنا، فصلى ركعتين ثم سلم، قال: وحبسناه على خزيرة صنعناها له، قال: فثاب في البيت رجال من أهل الدار ذوو عدد، فاجتمعوا فقال قائل منهم: أين مالك بن الدخيشن أو ابن الدخشن؟ فقال بعضهم: ذلك منافق لا يحب الله ورسوله، فقال رسول الله ﷺ: «لا تقل ذلك، ألا تراه قد قال لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله». قال: الله ورسوله أعلم، قال: فإنا نرى وجهه ونصيحته إلى المنافقين، قال رسول الله ﷺ: «فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله». (بخاري: 425)
272- عن عائشة أم المؤمنين : أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير، فذكرتا للنبي ﷺ، فقال: «إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور، فأولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة». (بخاري: 427)
273- عن أنس بن مالك ، قال: قدم النبي ﷺ المدينة فنزل أعلى المدينة في حي يقال لهم بنو عمرو بن عوف، فأقام النبي ﷺ فيهم أربع عشرة ليلة، ثم أرسل إلى بني النجار، فجاءوا متقلدي السيوف، كأني أنظر إلى النبي ﷺ على راحلته وأبو بكر ردفه، وملأ بني النجار حوله، حتى ألقى رحله بفناء أبي أيوب، وكان يحب أن يصلي حيث أدركته الصلاة، ويصلي في مرابض الغنم، وأنه أمر ببناء المسجد، فأرسل إلى ملإ من بني النجار فقال: «يا بني النجار، ثامنوني بحائطكم هذا». قالوا: لا والله لا نطلب ثمنه إلا إلى الله، فقال أنس: فكان فيه ما أقول لكم قبور المشركين وفيه خرب وفيه نخل، فأمر النبي ﷺ بقبور المشركين فنبشت، ثم بالخرب فسويت وبالنخل فقطع، فصفوا النخل قبلة المسجد، وجعلوا عضادتيه الحجارة، وجعلوا ينقلون الصخر وهم يرتجزون والنبي ﷺ معهم وهو يقول:
اللهم لا خير إلا خير الآخره فاغفر للأنصار والمهاجره
274- عن ابن عمر أنه كان يصلي إلى بعيره وقال: رأيت النبي ﷺ يفعله. (بخاري: 430)
275- عن أنس بن مالك قال: قال النبي ﷺ: «عرضت علي النار وأنا أصلي». (بخاري: 431)
276- عن ابن عمر عن النبي ﷺ قال: «اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبورا». (بخاري: 432)
277- عن عائشة وعبد الله بن عباس قالا: لما نزل برسول الله ﷺ طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك: «لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» يحذر ما صنعوا. (بخاري: 435)
278- عن عائشة : أن وليدة كانت سوداء لحي من العرب فأعتقوها فكانت معهم، قالت: فخرجت صبية لهم عليها وشاح أحمر من سيور، قالت: فوضعته، أو وقع منها، فمرت به حدياة وهو ملقى فحسبته لحما فخطفته، قالت: فالتمسوه فلم يجدوه، قالت: فاتهموني به، قالت: فطفقوا يفتشون حتى فتشوا قبلها، قالت: والله إني لقائمة معهم، إذ مرت الحدياة فألقته، قالت: فوقع بينهم، قالت: فقلت: هذا الذي اتهمتموني به، زعمتم وأنا منه بريئة وهو ذا هو، قالت: فجاءت إلى رسول الله ﷺ فأسلمت، قالت عائشة: فكان لها خباء في المسجد أو حفش، قالت: فكانت تأتيني فتحدث عندي، قالت: فلا تجلس عندي مجلسا إلا قالت:
ويوم الوشاح من أعاجيب ربنا ألا إنه من بلدة الكفر أنجاني
قالت عائشة: فقلت لها: ما شأنك لا تقعدين معي مقعدا إلا قلت هذا؟ قالت: فحدثتني بهذا الحديث. (بخاري: 439)
279- عن سهل بن سعد قال: جاء رسول الله ﷺ بيت فاطمة فلم يجد عليا في البيت فقال: «أين ابن عمك؟» قالت: كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج فلم يقل عندي، فقال رسول الله ﷺ لإنسان: «انظر أين هو؟» فجاء، فقال: يا رسول الله هو في المسجد راقد. فجاء رسول الله ﷺ وهو مضطجع، قد سقط رداؤه عن شقه وأصابه تراب، فجعل رسول الله ﷺ يمسحه عنه ويقول: «قم أبا تراب، قم أبا تراب». (بخاري: 441)
280- عن أبي قتادة السلمي : أن رسول الله ﷺ قال: «إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس». (بخاري: 444)
281- عن عبد الله بن عمر قال: إن المسجد كان على عهد رسول الله ﷺ مبنيا باللبن وسقفه الجريد وعمده خشب النخل، فلم يزد فيه أبو بكر شيئا، وزاد فيه عمر وبناه على بنيانه في عهد رسول الله ﷺ باللبن والجريد وأعاد عمده خشبا، ثم غيره عثمان فزاد فيه زيادة كثيرة وبنى جداره بالحجارة المنقوشة والقصة وجعل عمده من حجارة منقوشة وسقفه بالساج. (بخاري: 446)
282- عن أبي سعيد الخدري : أنه كان يحدث يوما حتى أتى ذكر بناء المسجد فقال: كنا نحمل لبنة لبنة، وعمار لبنتين لبنتين، فرآه النبي ﷺ فينفض التراب عنه ويقول: «ويح عمار تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار» قال: يقول عمار: أعوذ بالله من الفتن. (بخاري: 447)
283- عن عثمان بن عفان عند قول الناس فيه حين بنى مسجد الرسول ﷺ قال: إنكم أكثرتم، وإني سمعت النبي ﷺ يقول: «من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة». (بخاري: 450)
284- عن جابر بن عبد الله يقول: مر رجل في المسجد ومعه سهام فقال له رسول الله ﷺ: «أمسك بنصالها» (بخاري: 451)
285- عن أبي موسى عن النبي ﷺ قال: «من مر في شيء من مساجدنا أو أسواقنا بنبل فليأخذ على نصالها لا يعقر بكفه مسلما». (بخاري: 452)
286- عن حسان بن ثابت الانصاري : أنه استشهد أبا هريرة : أنشدك الله هل سمعت النبي ﷺ يقول: «يا حسان أجب عن رسول الله ﷺ اللهم أيده بروح القدس»؟ قال أبو هريرة: نعم. (بخاري: 453)
287- عن عائشة قالت: لقد رأيت رسول الله ﷺ يوما على باب حجرتي والحبشة يلعبون في المسجد ورسول الله ﷺ يسترني بردائه أنظر إلى لعبهم. وفي رواية: يلعبون بحرابهم. (بخاري: 454)
288- عن كعب بن مالك : أنه تقاضى ابن أبي حدرد دينا كان له عليه في المسجد، فارتفعت أصواتهما حتى سمعها رسول الله ﷺ وهو في بيته، فخرج إليهما حتى كشف سجف حجرته فنادى: «يا كعب»، قال: لبيك يا رسول الله، قال: «ضع من دينك هذا». وأومأ إليه: أي الشطر، قال: لقد فعلت يا رسول الله، قال: «قم فاقضه». (بخاري: 457)
289- عن أبي هريرة : أن رجلا أسود، أو امرأة سوداء، كان يقم المسجد، فمات، فسأل النبي ﷺ عنه فقالوا: مات، قال: «أفلا كنتم آذنتموني به، دلوني على قبره، أو قال قبرها». فأتى قبرها فصلى عليها. (بخاري: 458)
290- عن عائشة قالت: لما أنزلت الآيات من سورة البقرة في الربا خرج النبي ﷺ إلى المسجد فقرأهن على الناس، ثم حرم تجارة الخمر. (بخاري: 459)
291- عن أبي هريرة ، أن النبي ﷺ قال: «إن عفريتا من الجن تفلت علي البارحة، أو كلمة نحوها، ليقطع علي الصلاة، فأمكنني الله منه، فأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم، فذكرت قول أخي سليمان: {رب هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي}. (بخاري: 461)
292- عن عائشة قالت: أصيب سعد يوم الخندق في الإكحل فضرب النبي ﷺ خيمة في المسجد ليعوده من قريب، فلم يرعهم وفي المسجد خيمة من بني غفار إلا الدم يسيل إليهم، فقالوا: يا أهل الخيمة، ما هذا الذي يأتينا من قبلكم؟ فإذا سعد يغذو جرحه دما، فمات فيها. (بخاري: 463)
293- عن أم سلمة قالت: شكوت إلى رسول الله ﷺ أني أشتكي، قال: «طوفي من وراء الناس وأنت راكبة» فطفت ورسول الله ﷺ يصلي إلى جنب البيت يقرأ ب {الطور وكتاب مسطور}. (بخاري: 464)
294- عن أنس بن مالك : أن رجلين من أصحاب النبي ﷺ خرجا من عند النبي ﷺ في ليلة مظلمة ومعهما مثل المصباحين يضيئان بين أيديهما، فلما افترقا صار مع كل واحد منهما واحد حتى أتى أهله. (بخاري: 465)
295- عن أبي سعيد الخدري قال: خطب النبي ﷺ فقال: «إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله». فبكى أبو بكر الصديق . فقلت في نفسي: ما يبكي هذا الشيخ إن يكن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله؟ فكان رسول الله ﷺ هو العبد، وكان أبو بكر أعلمنا، قال: «يا أبا بكر لا تبك، إن أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر». (بخاري: 466)
296- عن ابن عباس قال: خرج رسول الله ﷺ في مرضه الذي مات فيه عاصبا رأسه بخرقة، فقعد على المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «إنه ليس من الناس أحد أمن علي في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة، ولو كنت متخذا من الناس خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن خلة الإسلام أفضل، سدوا عني كل خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر». (بخاري: 467)
297- عن ابن عمر : أن النبي ﷺ قدم مكة، فدعا عثمان بن طلحة ففتح الباب فدخل النبي ﷺ وبلال وأسامة بن زيد وعثمان بن طلحة، ثم أغلق الباب، فلبث فيه ساعة ثم خرجوا، قال ابن عمر: فبدرت فسألت بلالا، فقال: صلى فيه، فقلت: في أي؟ قال: بين الأسطوانتين، قال ابن عمر: فذهب علي أن أسأله كم صلى. (بخاري: 468)
298- وعنه قال: سأل رجل النبي ﷺ وهو على المنبر: ما ترى في صلاة الليل؟ قال: «مثنى مثنى، فإذا خشي الصبح صلى واحدة فأوترت له ما صلى». وإنه كان يقول: اجعلوا آخر صلاتكم وترا، فإن النبي صلى ﷺ أمر به. (بخاري: 472)
299- عن عبد الله بن يزيد : أنه رأى رسول الله ﷺ مستلقيا في المسجد واضعا إحدى رجليه على الأخرى. (بخاري: 475)
300- عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «صلاة الجميع تزيد على صلاته في بيته وصلاته في سوقه خمسا وعشرين درجة، فإن أحدكم إذا توضأ فأحسن الوضوء وأتى المسجد لا يريد إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه خطيئة حتى يدخل المسجد، وإذا دخل المسجد كان في صلاة ما كانت تحبسه، وتصلي - يعني عليه الملائكة - ما دام في مجلسه الذي يصلي فيه: اللهم اغفر له اللهم ارحمه، ما لم يحدث فيه». (بخاري: 477)
301- عن أبي موسى عن النبي ﷺ قال: «إن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا». وشبك أصابعه. (بخاري: 481)
302- عن أبي هريرة قال: صلى بنا رسول الله ﷺ إحدى صلاتي العشي، فصلى بنا ركعتين ثم سلم، فقام إلى خشبة معروضة في المسجد فاتكأ عليها كأنه غضبان ووضع يده اليمنى على اليسرى وشبك بين أصابعه ووضع خده الأيمن على ظهر كفه اليسرى وخرجت السرعان من أبواب المسجد، فقالوا: قصرت الصلاة؟ وفي القوم أبو بكر وعمر، فهابا أن يكلماه، وفي القوم رجل في يديه طول يقال له ذو اليدين، قال: يا رسول الله، أنسيت أم قصرت الصلاة؟ قال: «لم أنس ولم تقصر» فقال: «أكما يقول ذو اليدين؟» فقالوا: نعم. فتقدم فصلى ما ترك ثم سلم ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه وكبر ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه وكبر ثم سلم. (بخاري: 482)
303- عن ابن عمر : أنه كان يصلي في أماكن من الطريق ويقول: أنه رأى النبي ﷺ يصلي في تلك الأمكنة. (بخاري: 483)
304- وعنه : أن رسول الله ﷺ كان ينزل بذي الحليفة حين يعتمر وفي حجته حين حج تحت سمرة في موضع المسجد الذي بذي الحليفة، وكان إذا رجع من غزو كان في تلك الطريق أو حج أو عمرة هبط من بطن واد، فإذا ظهر من بطن واد أناخ بالبطحاء التي على شفير الوادي الشرقية فعرس ثم حتى يصبح ليس عند المسجد الذي بحجارة ولا على الأكمة التي عليها المسجد، كان ثم خليج يصلي عبد الله عنده في بطنه كثب، كان رسول الله ﷺ ثم يصلي، فدحا السيل فيه بالبطحاء حتى دفن ذلك المكان الذي كان عبد الله يصلي فيه. (بخاري: 484)
305- وحدث عبد الله : أن النبي ﷺ صلى حيث المسجد الصغير الذي دون المسجد الذي بشرف الروحاء، وقد كان عبد الله يعلم المكان الذي كان صلى فيه النبي ﷺ، يقول: ثم عن يمينك حين تقوم في المسجد تصلي وذلك المسجد على حافة الطريق اليمنى وأنت ذاهب إلى مكة، بينه وبين المسجد الأكبر رمية بحجر أو نحو ذلك. (بخاري: 485)
306- وكان عبد الله بن عمر يصلي إلى العرق الذي عند منصرف الروحاء، وذلك العرق انتهاء طرفه على حافة الطريق، دون المسجد الذي بينه وبين المنصرف وأنت ذاهب إلى مكة، وقد ابتني ثم مسجد، فلم يكن عبد الله ابن عمر يصلي في ذلك المسجد، كان يتركه عن يساره ووراءه ويصلي أمامه إلى العرق نفسه، وكان عبد الله يروح من الروحاء فلا يصلي الظهر حتى يأتي ذلك المكان فيصلي فيه الظهر وإذا أقبل من مكة، فإن مر به قبل الصبح بساعة أو من آخر السحر عرس حتى يصلي بها الصبح. (بخاري: 486)
307- وحدث عبد الله : أن النبي ﷺ كان ينزل تحت سرحة ضخمة دون الرويثة عن يمين الطريق ووجاه الطريق في مكان بطح سهل حتى يفضي من أكمة دوين بريد الرويثة بميلين وقد انكسر أعلاها فانثنى في جوفها وهي قائمة على ساق وفي ساقها كثب كثيرة. (بخاري: 487)
308- وحدث عبد الله بن عمر : أن النبي ﷺ صلى في طرف تلعة من وراء العرج وأنت ذاهب إلى هضبة عند ذلك المسجد قبران أو ثلاثة، على القبور رضم من حجارة عن يمين الطريق عند سلمات الطريق بين أولئك السلمات، كان عبد الله يروح من العرج، بعد أن تميل الشمس بالهاجرة فيصلي الظهر في ذلك المسجد. (بخاري: 488)
309- قال عبد الله بن عمر : أن رسول الله ﷺ نزل عند سرحات عن يسار الطريق في مسيل دون هرشى، ذلك المسيل لاصق بكراع هرشى، بينه وبين الطريق قريب من غلوة. وكان عبد الله يصلي إلى سرحة هي أقرب السرحات إلى الطريق وهي أطولهن. (بخاري: 489)
310- ويقول: إن النبي ﷺ كان ينزل في المسيل الذي في أدنى مر الظهران قبل المدينة حين يهبط من الصفراوات، ينزل في بطن ذلك المسيل عن يسار الطريق وأنت ذاهب إلى مكة، ليس بين منزل رسول الله ﷺ وبين الطريق إلا رمية بحجر. (بخاري: 490)
311- قال: وكان النبي ﷺ ينزل بذي طوى ويبيت حتى يصبح، يصلي الصبح حين يقدم مكة، ومصلى رسول الله ﷺ ذلك على أكمة غليظة، ليس في المسجد الذي بني ثم ولكن أسفل من ذلك على أكمة غليظة. (بخاري: 491)
312- وأن عبد الله بن عمر يحدث: أن النبي ﷺ استقبل فرضتي الجبل الذي بينه وبين الجبل الطويل نحو الكعبة، فجعل المسجد الذي بني ثم يسار المسجد بطرف الأكمة ومصلى النبي ﷺ أسفل منه على الأكمة السوداء، تدع من الأكمة عشرة أذرع أو نحوها ثم تصلي مستقبل الفرضتين من الجبل الذي بينك وبين الكعبة. (بخاري: 492)
313- عن ابن عمر : أن رسول الله ﷺ كان إذا خرج يوم العيد أمر بالحربة فتوضع بين يديه فيصلي إليها والناس وراءه، وكان يفعل ذلك في السفر، فمن ثم اتخذها الأمراء. (بخاري: 494)
314- عن أبي جحيفة : أن النبي ﷺ صلى بهم بالبطحاء وبين يديه عنزة، الظهر ركعتين والعصر ركعتين، تمر بين يديه المرأة والحمار. (بخاري: 495)
315- عن سهل بن سعد قال: كان بين مصلى رسول الله ﷺ وبين الجدار ممر الشاة. (بخاري: 496)
316- عن أنس بن مالك قال: كان النبي ﷺ إذا خرج لحاجته تبعته أنا وغلام ومعنا عكازة أو عصا أو عنزة، ومعنا إداوة، فإذا فرغ من حاجته ناولناه الإداوة. (بخاري: 500)
317- عن سلمة بن الأكوع : أنه كان يصلي عند الأسطوانة التي عند المصحف، فقيل له: يا أبا مسلم، أراك تتحرى الصلاة عند هذه الأسطوانة؟ قال: فإني رأيت النبي ﷺ يتحرى الصلاة عندها. (بخاري: 502)
318- عن عبد الله بن عمر : أن رسول الله ﷺ دخل الكعبة وأسامة بن زيد وبلال وعثمان بن طلحة الحجبي، فأغلقها عليه ومكث فيها، فسألت بلالا حين خرج: ما صنع النبي ﷺ؟ قال: جعل عمودا عن يساره وعمودا عن يمينه وثلاثة أعمدة وراءه، وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة، ثم صلى. وفي رواية: عمودين عن يمينه. (بخاري: 505)
319- عن ابن عمر ، عن النبي ﷺ: أنه كان يعرض راحلته فيصلي إليها، قيل لنافع: أفرأيت إذا هبت الركاب؟ قال: كان يأخذ هذا الرحل فيعدله فيصلي إلى آخرته، أو قال مؤخره، وكان ابن عمر يفعله. (بخاري: 507)
320- عن عائشة قالت: أعدلتمونا بالكلب والحمار؟ لقد رأيتني مضطجعة على السرير فيجيء النبي ﷺ، فيتوسط السرير فيصلي فأكره أن أسنحه فأنسل من قبل رجلي السرير حتى أنسل من لحافي. (بخاري: 508)
321- عن أبي سعيد الخدري : أنه كان يصلي يوم جمعة إلى شيء يستره من الناس، فأراد شاب من بني أبي معيط أن يجتاز بين يديه، فدفع أبو سعيد في صدره، فنظر الشاب فلم يجد مساغا إلا بين يديه، فعاد ليجتاز فدفعه أبو سعيد أشد من الأولى، فنال من أبي سعيد ثم دخل على مروان فشكا إليه ما لقي من أبي سعيد، ودخل أبو سعيد خلفه على مروان، فقال: ما لك ولابن أخيك يا أبا سعيد؟ قال: سمعت النبي ﷺ يقول: «إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفعه، فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان». (بخاري: 509)
322- عن أبي جهيم قال: قال: رسول الله ﷺ: «لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خيرا له من أن يمر بين يديه». قال الراوي: لا أدري أقال: أربعين يوما أو شهرا أو سنة. (بخاري: 510)
323- عن عائشة قالت: كان النبي ﷺ يصلي وأنا راقدة معترضة على فراشه، فإذا أراد أن يوتر أيقظني فأوترت. (بخاري: 512)
324- عن أبي قتادة الأنصاري : أن رسول الله ﷺ كان يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله ﷺ ولأبي العاص بن ربيعة بن عبد شمس، فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها. (بخاري: 516)
325- حديث ابن مسعود في دعاء النبي ﷺ على قريش يوم وضعوا عليه السلى تقدم، وقال هنا في آخره: ثم سحبوا إلى القليب قليب بدر، ثم قال رسول الله ﷺ: «وأتبع أصحاب القليب لعنة». (بخاري: 520)
كتاب مواقيت الصلاة
326- عن أبي مسعود الأنصاري : أنه دخل على المغيرة بن شعبة وقد أخر الصلاة يوما وهو بالعراق، فقال: ما هذا يا مغيرة، أليس قد علمت أن جبريل ﷺ نزل فصلى فصلى رسول الله ﷺ، ثم صلى فصلى رسول الله ﷺ، ثم صلى فصلى رسول الله ﷺ، ثم صلى فصلى رسول الله ﷺ، ثم صلى فصلى رسول الله ﷺ، ثم قال: «بهذا أمرت». (بخاري: 521).
327- عن حذيفة قال: كنا جلوسا عند عمر فقال: أيكم يحفظ قول رسول الله ﷺ في الفتنة؟ قلت: أنا كما قاله، قال: إنك عليه أو عليها لجريء، قلت: فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصوم والصدقة والأمر والنهي، قال: ليس هذا أريد، ولكن الفتنة التي تموج كما يموج البحر، قال: ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين، إن بينك وبينها بابا مغلقا، قال: أيكسر أم يفتح؟ قال: يكسر، قال: إذا لا يغلق أبدا، قلنا: أكان عمر يعلم الباب؟ قال: نعم كما أن دون الغد الليلة، إني حدثته بحديث ليس بالأغاليط. فهبنا أن نسأل حذيفة فأمرنا مسروقا فسأله فقال: الباب عمر. (بخاري: 525)
328- عن ابن مسعود : أن رجلا أصاب من امرأة قبلة فأتى النبي ﷺ فأخبره، فأنزل الله عز وجل: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات} قال الرجل: يا رسول الله، ألي هذا؟ قال: «لجميع أمتي كلهم». (بخاري: 526)
329- وعنه في رواية: «لمن عمل بها من أمتي». (بخاري: 4687)
330- عن ابن مسعود قال: سألت النبي ﷺ: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: «الصلاة على وقتها». قال: ثم أي؟ قال: «ثم بر الوالدين». قال: ثم أي؟ قال: «الجهاد في سبيل الله». قال: حدثني بهن ولو استزدته لزادني. (بخاري: 527)
331- عن أبي هريرة : أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمسا، ما تقول: ذلك يبقي من درنه»؟ قالوا: لا يبقي من درنه شيئا، قال: «فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله به الخطايا». (بخاري: 528)
332- عن أنس بن مالك عن النبي ﷺ أنه قال: «اعتدلوا في السجود، ولا يبسط ذراعيه كالكلب، وإذا بزق فلا يبزقن بين يديه ولا عن يمينه فإنه يناجي ربه». (بخاري: 532)
333- عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم، واشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب أكل بعضي بعضا، فأذن لها بنفسين، نفس في الشتاء ونفس في الصيف، فهو أشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير» (بخاري: 536 - 537)
334- عن أبي ذر الغفاري قال: كنا مع النبي ﷺ في سفر فأراد المؤذن أن يؤذن للظهر فقال النبي ﷺ: «أبرد». ثم أراد أن يؤذن فقال له: «أبرد». حتى رأينا فيء التلول. (بخاري: 539)
335- عن أنس بن مالك : أن رسول الله ﷺ خرج حين زاغت الشمس فصلى الظهر، فقام على المنبر فذكر الساعة فذكر أن فيها أمورا عظاما، ثم قال: «من أحب أن يسأل عن شيء فليسأل، فلا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم ما دمت في مقامي هذا». فأكثر الناس في البكاء، وأكثر أن يقول: «سلوني». فقام عبد الله بن حذافة السهمي فقال: من أبي؟ قال: «أبوك حذافة». ثم أكثر أن يقول: «سلوني». فبرك عمر على ركبتيه فقال: رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا، فسكت. ثم قال: «عرضت علي الجنة والنار آنفا في عرض هذا الحائط، فلم أر كالخير والشر». (بخاري: 540)
336- عن أبي برزة قال: كان النبي ﷺ يصلي الصبح وأحدنا يعرف جليسه، ويقرأ فيها ما بين الستين إلى المائة، ويصلي الظهر إذا زالت الشمس، والعصر وأحدنا يذهب إلى أقصى المدينة فيرجع والشمس حية، ونسيت ما قال في المغرب، ولا يبالي بتأخير العشاء إلى ثلث الليل، ثم قال: إلى شطر الليل. (بخاري: 541)
337- عن ابن عباس : أن النبي ﷺ صلى بالمدينة سبعا وثمانيا الظهر والعصر والمغرب والعشاء. (بخاري: 543)
338- حديث أبي برزة في ذكر الصلوات تقدم قريبا وقال في هذه الرواية لما ذكر العشاء: كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها. (بخاري: 541)
339- عن أنس بن مالك قال: كنا نصلي العصر ثم يخرج الإنسان إلى بني عمرو بن عوف فنجدهم يصلون العصر. (بخاري: 548)
340- وعنه قال: كان رسول الله ﷺ يصلي العصر والشمس مرتفعة حية، فيذهب الذاهب إلى العوالي فيأتيهم والشمس مرتفعة، وبعض العوالي من المدينة على أربعة أميال أو نحوه. (بخاري: 550)
341- عن ابن عمر : أن رسول الله ﷺ قال: «الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله». (بخاري: 552)
342- عن بريدة : أنه قال في يوم ذي غيم: بكروا بصلاة العصر فإن النبي ﷺ قال: «من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله». (بخاري: 553)
343- عن جرير قال: كنا عند النبي ﷺ فنظر إلى القمر ليلة فقال: «إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا». ثم قرأ: {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب}. (بخاري: 554)
344- عن أبي هريرة : أن رسول الله ﷺ قال: «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون». (بخاري: 555)
345- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا أدرك أحدكم سجدة من صلاة العصر قبل أن تغرب الشمس فليتم صلاته، وإذا أدرك سجدة من صلاة الصبح قبل أن تطلع الشمس فليتم صلاته». (بخاري: 556)
346- عن عبد الله بن عمر: أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «إنما بقاؤكم فيما سلف قبلكم من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس، أوتي أهل التوراة التوراة فعملوا حتى إذا انتصف النهار عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا، ثم أوتي أهل الإنجيل الإنجيل فعملوا إلى صلاة العصر ثم عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا، ثم أوتينا القرآن فعملنا إلى غروب الشمس فأعطينا قيراطين قيراطين، فقال أهل الكتابين: أي ربنا أعطيت هؤلاء قيراطين قيراطين وأعطيتنا قيراطا قيراطا ونحن كنا أكثر عملا؟ قال: قال الله عز وجل: هل ظلمتكم من أجركم من شيء؟ قالوا: لا، قال: فهو فضلي أوتيه من أشاء». (بخاري: 557)
347- عن رافع بن خديج يقول: كنا نصلي المغرب مع النبي ﷺ فينصرف أحدنا وإنه ليبصر مواقع نبله. (بخاري: 559)
348- عن جابر بن عبد الله قال: كان النبي ﷺ يصلي الظهر بالهاجرة، والعصر والشمس نقية، والمغرب إذا وجبت، والعشاء أحيانا وأحيانا، إذا رآهم اجتمعوا عجل وإذا رآهم أبطئوا أخر، والصبح كانوا أو كان النبي ﷺ يصليها بغلس. (بخاري: 560)
349- عن عبد الله بن مغفل المزني : أن النبي ﷺ قال: «لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم المغرب». قال: وتقول الأعراب هي العشاء. (بخاري: 563)
350- عن عائشة قالت: أعتم رسول الله ﷺ ليلة بالعشاء، وذلك قبل أن يفشو الإسلام، فلم يخرج حتى قال عمر: نام النساء والصبيان، فخرج، فقال لأهل المسجد: «ما ينتظرها أحد من أهل الأرض غيركم» (بخاري: 566)
351- عن أبي موسى قال: كنت أنا وأصحابي الذين قدموا معي في السفينة نزولا في بقيع بطحان والنبي ﷺ بالمدينة، فكان يتناوب النبي ﷺ عند صلاة العشاء كل ليلة نفر منهم، فوافقنا النبي ﷺ أنا وأصحابي وله بعض الشغل في بعض أمره، فأعتم بالصلاة حتى ابهار الليل، ثم خرج النبي ﷺ فصلى بهم، فلما قضى صلاته قال لمن حضره: «على رسلكم، أبشروا، إن من نعمة الله عليكم أنه ليس أحد من الناس يصلي هذه الساعة غيركم». أو قال: «ما صلى هذه الساعة أحد غيركم». لا يدري أي الكلمتين قال، قال أبو موسى: فرجعنا ففرحنا بما سمعنا من رسول الله ﷺ. (بخاري: 567)
352- عن عائشة حديث أعتم رسول الله ﷺ بالعشاء حتى ناداه عمر تقدم، وفي هذا زيادة، قالت: وكانوا يصلون فيما بين أن يغيب الشفق إلى ثلث الليل الأول. وفي رواية عن ابن عباس قال: فخرج نبي الله ﷺ كأني أنظر إليه الآن يقطر رأسه ماء واضعا يده على رأسه، فقال: «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يصلوها هكذا». (بخاري: 569-571)
353- عن أنس بن مالك : أن زيد بن ثابت حدثه: أنهم تسحروا مع النبي ﷺ ثم قاموا إلى الصلاة، قلت: كم بينهما؟ قال: قدر خمسين أو ستين، يعني آية. (بخاري: 575)
354- عن سهل بن سعد قال: كنت أتسحر في أهلي ثم يكون سرعة بي أن أدرك صلاة الفجر مع رسول الله ﷺ. (بخاري: 577)
355- عن أبي موسى : أن رسول الله ﷺ قال: «من صلى البردين دخل الجنة». (بخاري: 574)
356- عن أنس أن زيد بن ثابت حدثه: أنهم تسحروا مع النبي ﷺ ثم قاموا إلى الصلاة، قلت: كم بينهما؟ قال: قدر خمسين أو ستين، يعني آية. (بخاري: 575)
357- عن سهل بن سعد قال: «كنت أتسحر في أهلي ثم يكون سرعة بي أن أدرك صلاة الفجر مع رسول الله ﷺ. (بخاري: 577)
358- عن ابن عباس قال: شهد عندي رجال مرضيون، وأرضاهم عندي عمر، أن النبي ﷺ نهى عن الصلاة بعد الصبح حتى تشرق الشمس، وبعد العصر حتى تغرب. (بخاري: 581)
359- عن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تحروا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها». (بخاري: 582)
360- قال ابن عمر : قال رسول الله ﷺ: «إذا طلع حاجب الشمس فأخروا الصلاة حتى ترتفع، وإذا غاب حاجب الشمس فأخروا الصلاة حتى تغيب». (بخاري: 583)
361- عن أبي هريرة : أن رسول الله ﷺ نهى عن بيعتين وعن لبستين وعن صلاتين، نهى عن الصلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس وبعد العصر حتى تغرب الشمس. (بخاري: 584)
362- عن معاوية قال: إنكم لتصلون صلاة، لقد صحبنا رسول الله ﷺ فما رأيناه يصليها، ولقد نهى عنهما. يعني الركعتين بعد العصر. (بخاري: 587)
363- عن عائشة قالت: والذي ذهب به ما تركهما حتى لقي الله، وما لقي الله تعالى حتى ثقل عن الصلاة، وكان يصلي كثيرا من صلاته قاعدا، تعني الركعتين بعد العصر، وكان النبي ﷺ يصليهما ولا يصليهما في المسجد مخافة أن يثقل على أمته، وكان يحب ما يخفف عنهم. (بخاري: 590)
364- وعنها قالت: ركعتان لم يكن رسول الله ﷺ يدعهما سرا ولا علانية، ركعتان قبل صلاة الصبح وركعتان بعد العصر. (بخاري: 592)
365- عن أبي قتادة قال: سرنا مع النبي ﷺ ليلة فقال بعض القوم: لو عرست بنا يا رسول الله، قال: «أخاف أن تناموا عن الصلاة». قال بلال: أنا أوقظكم، فاضطجعوا وأسند بلال ظهره إلى راحلته، فغلبته عيناه فنام، فاستيقظ النبي ﷺ وقد طلع حاجب الشمس فقال: «يا بلال، أين ما قلت»؟ قال: ما ألقيت علي نومة مثلها قط، قال: «إن الله قبض أرواحكم حين شاء وردها عليكم حين شاء، يا بلال قم فأذن بالناس بالصلاة». فتوضأ، فلما ارتفعت الشمس وابياضت قام فصلى. (بخاري: 595)
366- عن جابر بن عبد الله : أن عمر بن الخطاب جاء يوم الخندق بعد ما غربت الشمس فجعل يسب كفار قريش، قال: يا رسول الله ما كدت أصلي العصر حتى كادت الشمس تغرب، قال النبي ﷺ: «والله ما صليتها». فقمنا إلى بطحان، فتوضأ للصلاة وتوضأنا لها، فصلى العصر بعد ما غربت الشمس، ثم صلى بعدها المغرب. (بخاري: 596)
367- عن أنس بن مالك عن النبي ﷺ قال: «من نسي صلاة فليصل إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك: {وأقم الصلاة لذكري}». (بخاري: 597)
368- عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ: «لم تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة». (بخاري: 600)
369- عن ابن عمر قال: قال النبي ﷺ: «لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد». يريد بذلك أنها تخرم ذلك القرن. (بخاري: 601)
370- عن عبد الرحمن بن أبي بكر : أن أصحاب الصفة كانوا أناسا فقراء وأن النبي ﷺ قال: «من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث، وإن أربع فخامس أو سادس». وأن أبا بكر جاء بثلاثة، فانطلق النبي ﷺ بعشرة، قال: فهو أنا وأبي وأمي، - فلا أدري قال: وامرأتي - وخادم بيننا وبين بيت أبي بكر، وإن أبا بكر تعشى عند النبي ﷺ، ثم لبث حيث صليت العشاء ثم رجع، فلبث حتى تعشى النبي ﷺ، فجاء بعد ما مضى من الليل ما شاء الله، قالت له امرأته: وما حبسك عن أضيافك؟ أو قالت: ضيفك، قال: أوما عشيتيهم؟ قالت: أبوا حتى تجيء، قد عرضوا فأبوا، قال: فذهبت أنا فاختبأت، فقال: يا غنثر، فجدع وسب، وقال: كلوا لا هنيئا، فقال: والله لا أطعمه أبدا، وايم الله، ما كنا نأخذ من لقمة إلا ربا من أسفلها أكثر منها، قال: يعني حتى شبعوا، وصارت أكثر مما كانت قبل ذلك، فنظر إليها أبو بكر، فإذا هي كما هي أو أكثر منها، فقال لامرأته: يا أخت بني فراس، ما هذا؟ قالت: لا وقرة عيني، لهي الآن أكثر منها قبل ذلك، بثلاث مرات، فأكل منها أبو بكر وقال: إنما كان ذلك من الشيطان، يعني يمينه، ثم أكل منها لقمة، ثم حملها إلى النبي ﷺ فأصبحت عنده، وكان بيننا وبين قوم عقد، فمضى الأجل، ففرقنا اثني عشر رجلا، مع كل رجل منهم أناس، الله أعلم كم مع كل رجل، فأكلوا منها أجمعون. (بخاري: 602)
كتاب الأذان
371- عن ابن عمر كان يقول: كان المسلمون حين قدموا المدينة يجتمعون فيتحينون الصلاة، ليس ينادى لها، فتكلموا يوما في ذلك فقال بعضهم: اتخذوا ناقوسا مثل ناقوس النصارى، وقال بعضهم: بل بوقا مثل قرن اليهود، فقال عمر : أولا تبعثون رجلا ينادي بالصلاة، فقال رسول الله ﷺ: «يا بلال قم فناد بالصلاة». (بخاري: 604)
372- عن أنس قال: أمر بلال أن يشفع الأذان وأن يوتر الإقامة إلا الإقامة. (بخاري: 605)
373- عن أبي هريرة : أن رسول الله ﷺ قال: «إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين، فإذا قضى النداء أقبل، حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر، حتى إذا قضي التثويب أقبل، حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول: اذكر كذا، اذكر كذا، لما لم يكن يذكر، حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى». (بخاري: 608)
374- عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة». (بخاري: 609)
375- عن أنس بن مالك : أن النبي ﷺ كان إذا غزا بنا قوما لم يكن يغزو بنا حتى يصبح وينظر، فإن سمع أذانا كف عنهم وإن لم يسمع أذانا أغار عليهم. (بخاري: 610)
376- عن أبي سعيد الخدري : أن رسول الله ﷺ قال: «إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن». (بخاري: 611)
377- عن معاوية مثله إلى قوله: وأشهد أن محمدا رسول الله. ولما قال: حي على الصلاة قال: «لا حول ولا قوة إلا بالله». وقال: هكذا سمعنا نبيكم ﷺ يقول. (بخاري: 612 - 613)
378- عن جابر بن عبد الله : أن رسول الله ﷺ قال: «من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة». (بخاري: 614)
379- عن أبي هريرة : أن رسول الله ﷺ قال: «لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا». (بخاري: 615)
380- عن ابن عمر : أن رسول الله ﷺ قال: «إن بلالا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم». ثم قال: وكان رجلا أعمى لا ينادي حتى يقال له: أصبحت أصبحت. (بخاري: 617)
381- عن حفصة : أن رسول الله ﷺ كان إذا اعتكف المؤذن للصبح وبدا الصبح صلى ركعتين خفيفتين قبل أن تقام الصلاة. (بخاري: 618)
382- عن عبد الله بن مسعود عن النبي ﷺ قال: «لا يمنعن أحدكم أو أحدا منكم أذان بلال من سحوره، فإنه يؤذن، أو ينادي، بليل، ليرجع قائمكم ولينبه نائمكم، وليس أن يقول الفجر، أو الصبح». وقال بأصابعه ورفعها إلى فوق وطأطأ إلى أسفل حتى يقول هكذا. قال زهير بسبابتيه إحداهما فوق الأخرى ثم مدها عن يمينه وشماله. (بخاري: 621)
383- عن عبد الله بن مغفل المزني : أن رسول الله ﷺ قال: «بين كل أذانين صلاة -ثلاثا-لمن شاء». وفي رواية: «بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة». ثم قال في الثالثة: «لمن شاء». (بخاري: 624 و627)
384- عن مالك بن الحويرث قال: أتيت النبي ﷺ في نفر من قومي فأقمنا عنده عشرين ليلة، وكان رحيما رفيقا، فلما رأى شوقنا إلى أهالينا قال: «ارجعوا فكونوا فيهم وعلموهم وصلوا، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم». (بخاري: 628)
385- وعنه في رواية: أتى رجلان النبي ﷺ يريدان السفر فقال النبي ﷺ: «إذا أنتما خرجتما فأذنا ثم أقيما ثم ليؤمكما أكبركما». (بخاري: 630)
386- عن ابن عمر : أن رسول الله ﷺ كان يأمر مؤذنا يؤذن ثم يقول على إثره: «ألا صلوا في الرحال» في الليلة الباردة أو المطيرة في السفر. (بخاري: 632)
387- عن أبي قتادة قال: بينما نحن نصلي مع النبي ﷺ إذ سمع جلبة رجال فلما صلى قال: «ما شأنكم»؟ قالوا: استعجلنا إلى الصلاة. قال: «فلا تفعلوا، إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة، فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا». (بخاري: 635)
388- وعنه قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني». (بخاري: 637)
389- عن أنس بن مالك قال: أقيمت الصلاة والنبي ﷺ يناجي رجلا في جانب المسجد، فما قام إلى الصلاة حتى نام القوم. (بخاري: 642)
390- عن أبي هريرة : أن رسول الله ﷺ قال: «والذي نفسي بيده، لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ثم آمر رجلا فيؤم الناس ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم، والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقا سمينا أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء». (بخاري: 644)
391- عن ابن عمر : أن رسول الله ﷺ قال: «صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة». (بخاري: 645)
392- عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «تفضل صلاة الجميع صلاة أحدكم وحده بخمس وعشرين جزءا، وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر». ثم يقول أبو هريرة: فاقرءوا إن شئتم: {إن قرآن الفجر كان مشهودا} (بخاري: 648).
393- عن أبي موسى قال: قال النبي ﷺ: «أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم فأبعدهم ممشى، والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجرا من الذي يصلي ثم ينام». (بخاري: 651)
394- عن أبي هريرة : أن رسول الله ﷺ قال: «بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأخره فشكر الله له فغفر له». (بخاري: 652)
395- ثم قال: «الشهداء خمسة: المطعون والمبطون والغريق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله». (بخاري: 653)
396- عن أنس : أن بني سلمة أرادوا أن يتحولوا عن منازلهم فينزلوا قريبا من النبي ﷺ، قال: فكره رسول الله ﷺ أن يعروا المدينة فقال: «ألا تحتسبون آثاركم». (بخاري: 656)
397- عن أبي هريرة قال: قال النبي ﷺ: «ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا». (بخاري: 657)
398- عن أبي هريرة ، عن النبي ﷺ قال: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة ربه، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق أخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه» (بخاري: 660)
399- عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «من غدا إلى المسجد وراح أعد الله له نزله من الجنة كلما غدا أو راح». (بخاري: 662)
400- عن عبد الله بن مالك بن بحينة : أن رسول الله ﷺ رأى رجلا وقد أقيمت الصلاة يصلي ركعتين، فلما انصرف رسول الله ﷺ لاث به الناس وقال له رسول الله ﷺ: «الصبح أربعا، الصبح أربعا»؟ (بخاري: 663)
401- عن عائشة قالت: لما مرض رسول الله ﷺ مرضه الذي مات فيه فحضرت الصلاة فأذن، فقال: «مروا أبا بكر فليصل بالناس». فقيل له: إن أبا بكر رجل أسيف إذا قام في مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس، وأعاد فأعادوا له، فأعاد الثالثة فقال: «إنكن صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصل بالناس». فخرج أبو بكر فصلى، فوجد النبي ﷺ من نفسه خفة فخرج يهادى بين رجلين كأني أنظر رجليه تخطان من الوجع، فأراد أبو بكر أن يتأخر، فأومأ إليه النبي ﷺ أن مكانك، ثم أتي به حتى جلس إلى جنبه، وكان النبي ﷺ يصلي وأبو بكر يصلي بصلاته والناس يصلون بصلاة أبي بكر، فقال برأسه: نعم. وفي رواية: جلس عن يسار أبي بكر، فكان أبو بكر يصلي قائما. (بخاري: 664)
402- وعن عائشة قالت: لما ثقل النبي ﷺ واشتد وجعه استأذن أزواجه أن يمرض في بيتي فأذن له. وباقي الحديث تقدم آنفا. (بخاري: 665)
403- عن ابن عباس : أنه خطب في يوم ذي ردغ فأمر المؤذن لما بلغ حي على الصلاة قال: قل الصلاة في الرحال، فنظر بعضهم إلى بعض فكأنهم أنكروا، فقال: كأنكم أنكرتم هذا، إن هذا فعله من هو خير مني -يعني النبي ﷺ- إنها عزمة، وإني كرهت أن أحرجكم. (بخاري: 668)
404- عن أنس بن مالك يقول: قال رجل من الانصار: إني لا أستطيع الصلاة معك -وكان رجلا ضخما- فصنع للنبي ﷺ طعاما فدعاه إلى منزله فبسط له حصيرا ونضح طرف الحصير فصلى عليه ركعتين، فقال رجل من آل الجارود لأنس بن مالك : أكان النبي ﷺ يصلي الضحى؟ قال: ما رأيته صلاها إلا يومئذ. (بخاري: 670)
405- عن أنس بن مالك : أن رسول الله ﷺ قال: «إذا قدم العشاء فابدءوا به قبل أن تصلوا صلاة المغرب ولا تعجلوا عن عشائكم». (بخاري: 672)
406- عن عائشة أنها سئلت: ما كان النبي ﷺ يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله، تعني خدمة أهله، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة. (بخاري: 676)
407- عن مالك بن الحويرث قال: إني لأصلي بكم وما أريد الصلاة، أصلي كيف رأيت النبي ﷺ يصلي. (بخاري: 677)
408- عن عائشة حديث: «مروا أبا بكر يصلي بالناس» تقدم، وفي هذه الرواية قالت: قلت: إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء، فمر عمر فليصل للناس، فقالت عائشة: فقلت لحفصة: قولي له إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء، فمر عمر فليصل للناس، ففعلت حفصة فقال رسول الله ﷺ: «مه إنكن لانتن صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصل للناس». فقالت حفصة لعائشة: ما كنت لأصيب منك خيرا. (بخاري: 679)
409- عن أنس : أن أبا بكر كان يصلي لهم في وجع النبي ﷺ الذي توفي فيه، حتى إذا كان يوم الاثنين وهم صفوف في الصلاة، فكشف النبي ﷺ ستر الحجرة ينظر إلينا وهو قائم، كأن وجهه ورقة مصحف، ثم تبسم يضحك فهممنا أن نفتتن من الفرح برؤية النبي ﷺ، فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف وظن أن النبي ﷺ خارج إلى الصلاة، فأشار إلينا النبي ﷺ أن أتموا صلاتكم، وأرخى الستر، فتوفي من يومه. (بخاري: 680)
410- عن سهل بن سعد الساعدي ﷺ: أن رسول الله ﷺ ذهب إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم فحانت الصلاة، فجاء المؤذن إلى أبي بكر فقال: أتصلي للناس فأقيم؟ قال: نعم، فصلى أبو بكر، فجاء رسول الله ﷺ والناس في الصلاة، فتخلص حتى وقف في الصف فصفق الناس، وكان أبو بكر لا يلتفت في صلاته، فلما أكثر الناس التصفيق التفت فرأى رسول الله ﷺ، فأشار إليه رسول الله ﷺ أن امكث مكانك، فرفع أبو بكر يديه فحمد الله على ما أمره به رسول الله ﷺ من ذلك، ثم استأخر أبو بكر حتى استوى في الصف وتقدم رسول الله ﷺ فصلى، فلما انصرف قال: «يا أبا بكر ما منعك أن تثبت إذ أمرتك»؟ فقال أبو بكر: ما كان لابن أبي قحافة أن يصلي بين يدي رسول الله ﷺ. فقال رسول الله ﷺ: «ما لي رأيتكم أكثرتم التصفيق، من رابه شيء في صلاته فليسبح، فإنه إذا سبح التفت إليه، وإنما التصفيق للنساء». (بخاري: 684)
411- عن عائشة قالت: لما ثقل النبي ﷺ قال: «أصلى الناس»؟ قلنا: لا هم ينتظرونك، قال: «ضعوا لي ماء في المخضب». قالت: ففعلنا، فاغتسل، فذهب لينوء فأغمي عليه، ثم أفاق فقال ﷺ: «أصلى الناس»؟ قلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله، قال: «ضعوا لي ماء في المخضب». قالت: فقعد فاغتسل، ثم ذهب لينوء فأغمي عليه، ثم أفاق فقال: «أصلى الناس»؟ قلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله، فقال: «ضعوا لي ماء في المخضب». فقعد فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه، ثم أفاق فقال: «أصلى الناس»؟ فقلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله، والناس عكوف في المسجد ينتظرون النبي ﷺ لصلاة العشاء الآخرة، فأرسل النبي ﷺ إلى أبي بكر بأن يصلي بالناس، فأتاه الرسول فقال: إن رسول الله ﷺ يأمرك أن تصلي بالناس، فقال أبو بكر وكان رجلا رقيقا: يا عمر، صل بالناس، فقال له عمر: أنت أحق بذلك، فصلى أبو بكر تلك الايام. (بخاري: 687)
412- عن عائشة حديث صلاة النبي ﷺ في بيته وهو شاك تقدم، وفي هذه الرواية قال: «فإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا». (بخاري: 688)
413- عن البراء بن عازب قال: كان رسول الله ﷺ إذا قال: «سمع الله لمن حمده» لم يحن أحد منا ظهره حتى يقع النبي ﷺ ساجدا ثم نقع سجودا بعده. (بخاري: 690)
414- عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «أما يخشى أحدكم، أو ألا يخشى أحدكم، إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار، أو يجعل الله صورته صورة حمار». (بخاري: 691)
415- عن أنس بن مالك عن النبي ﷺ قال: «اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم حبشي كأن رأسه زبيبة». (بخاري: 693)
416- عن أبي هريرة : أن رسول الله ﷺ قال: «يصلون لكم، فإن أصابوا فلكم، وإن أخطئوا فلكم وعليهم». (بخاري: 694)
417- عن ابن عباس حديث مبيته في بيت خالته قد تقدم، وفي هذه الرواية قال: ثم نام حتى نفخ وكان إذا نام نفخ، ثم أتاه المؤذن فخرج فصلى ولم يتوضأ. (بخاري: 698)
418- عن جابر بن عبد الله : أن معاذ بن جبل كان يصلي مع النبي ﷺ ثم يرجع فيؤم قومه، فصلى العشاء فقرأ بالبقرة، فانصرف رجل، فكأن معاذا تناول منه، فبلغ النبي ﷺ فقال: «فتان، فتان، فتان». ثلاث مرار، أو قال: «فاتنا، فاتنا، فاتنا». وأمره بسورتين من أوسط المفصل. (بخاري: 701)
419- عن أبي مسعود : أن رجلا قال: والله يا رسول الله، إني لأتأخر عن صلاة الغداة من أجل فلان مما يطيل بنا، فما رأيت رسول الله ﷺ في موعظة أشد غضبا منه يومئذ، ثم قال: «إن منكم منفرين، فأيكم ما صلى بالناس فليتجوز، فإن فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة». (بخاري: 702)
420- عن جابر حديث معاذ وأن النبي قال له: «فلولا صليت بسبح اسم ربك والشمس وضحاها والليل إذا يغشى». (بخاري: 705)
421- عن أنس بن مالك قال: كان النبي ﷺ يوجز الصلاة ويكملها. (بخاري: 706)
422- عن أبي قتادة : عن النبي ﷺ قال: «إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي كراهية أن أشق على أمه». (بخاري: 707)
423- عن النعمان بن بشير يقول: قال النبي ﷺ: «لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم». (بخاري: 717)
424- عن أنس بن مالك : أن النبي ﷺ قال: «أقيموا صفوفكم وتراصوا، فإني أراكم من وراء ظهري». (بخاري: 719)
425- عن عائشة قالت: كان رسول الله ﷺ يصلي من الليل في حجرته، وجدار الحجرة قصير، فرأى الناس شخص النبي ﷺ، فقام أناس يصلون بصلاته، فأصبحوا فتحدثوا بذلك، فقام الليلة الثانية، فقام معه أناس يصلون بصلاته، صنعوا ذلك ليلتين أو ثلاثا، حتى إذا كان بعد ذلك جلس رسول الله ﷺ فلم يخرج، فلما أصبح ذكر ذلك الناس، فقال: «إني خشيت أن تكتب عليكم صلاة الليل». (بخاري: 729)
426- وفي هذا الحديث من رواية زيد بن ثابت زيادة أنه قال: «قد عرفت الذي رأيت من صنيعكم، فصلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة». (بخاري: 731)
427- عن عبد الله بن عمر : أن رسول الله ﷺ كان يرفع يديه حذو منكبيه إذا افتتح الصلاة، وإذا كبر للركوع وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما كذلك أيضا وقال: «سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد» وكان لا يفعل ذلك في السجود. (بخاري: 735)
428- عن سهل بن سعد قال: «كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل اليد اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة». (بخاري: 740)
429- عن أنس بن مالك : أن النبي ﷺ وأبا بكر وعمر كانوا يفتتحون الصلاة ب: {الحمد لله رب العالمين}. (بخاري: 743)
430- عن أبي هريرة قال: كان رسول الله ﷺ يسكت بين التكبير وبين القراءة إسكاتة، فقلت: بأبي وأمي يا رسول الله، إسكاتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ قال: «أقول: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد». (بخاري: 744)
431- عن أسماء بنت أبي بكر : حديث الكسوف وقد تقدم، وفي هذه الرواية: قالت: قال: «قد دنت مني الجنة حتى لو اجترأت عليها لجئتكم بقطاف من قطافها، ودنت مني النار حتى قلت: أي رب، وأنا معهم؟ فإذا امرأة -حسبت أنه قال- تخدشها هرة قلت: «ما شأن هذه؟» قالوا: حبستها حتى ماتت جوعا، لا أطعمتها ولا أرسلتها تأكل - قال: حسبت أنه قال: «من خشيش، أو خشاش الأرض». (بخاري: 745)
432- عن خباب : قيل له: أكان رسول الله ﷺ يقرأ في الظهر والعصر؟ قال: نعم. قلنا: بم كنتم تعرفون ذاك؟ قال: باضطراب لحيته. (بخاري: 746)
433- عن أنس بن مالك قال: قال النبي ﷺ: «ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم»؟ فاشتد قوله في ذلك حتى قال: «لينتهن عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم». (بخاري: 750)
434- عن عائشة قالت: سألت رسول الله ﷺ عن الالتفات في الصلاة فقال: «هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد» (بخاري: 751)
435- عن جابر بن سمرة قال: شكا أهل الكوفة سعدا إلى عمر فعزله واستعمل عليهم عمارا، فشكوا حتى ذكروا أنه لا يحسن يصلي، فأرسل إليه فقال: يا أبا إسحاق، إن هؤلاء يزعمون أنك لا تحسن تصلي؟ قال أبو إسحاق: أما أنا والله فإني كنت أصلي بهم صلاة رسول الله ﷺ ما أخرم عنها، أصلي صلاة العشاء فأركد في الأوليين وأخف في الأخريين، قال: ذاك الظن بك يا أبا إسحاق، فأرسل معه رجلا أو رجالا إلى الكوفة، فسأل عنه أهل الكوفة ولم يدع مسجدا إلا سأل عنه، ويثنون معروفا، حتى دخل مسجدا لبني عبس فقام رجل منهم، يقال له أسامة بن قتادة يكنى أبا سعدة، قال: أما إذ نشدتنا، فإن سعدا كان لا يسير بالسرية ولا يقسم بالسوية ولا يعدل في القضية. قال سعد: أما والله لأدعون بثلاث: اللهم إن كان عبدك هذا كاذبا قام رياء وسمعة فأطل عمره وأطل فقره وعرضه بالفتن. وكان بعد إذا سئل يقول: شيخ كبير مفتون، أصابتني دعوة سعد. قال الراوي عن جابر : فأنا رأيته بعد قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر وإنه ليتعرض للجواري في الطرق يغمزهن. (بخاري: 755)
436- عن عبادة بن الصامت : أن رسول الله ﷺ قال: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب». (بخاري: 756)
437- عن أبي هريرة : أن رسول الله ﷺ دخل المسجد، فدخل رجل فصلى فسلم على النبي ﷺ فرد وقال: «ارجع فصل فإنك لم تصل». فرجع يصلي كما صلى، ثم جاء فسلم على النبي ﷺ فقال: «ارجع فصل فإنك لم تصل». ثلاثا، فقال: والذي بعثك بالحق ما أحسن غيره فعلمني، فقال: «إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع حتى تعدل قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا، وافعل ذلك في صلاتك كلها». (بخاري: 757)
438- عن أبي قتادة قال: كان النبي ﷺ يقرأ في الركعتين الأوليين من صلاة الظهر بفاتحة الكتاب وسورتين، يطول في الأولى ويقصر في الثانية ويسمع الآية أحيانا، وكان يقرأ في العصر بفاتحة الكتاب وسورتين، وكان يطول في الأولى ويقصر في الثانية، وكان يطول في الركعة الأولى من صلاة الصبح ويقصر في الثانية. (بخاري: 759)
439- عن ابن عباس : أنه قال: إن أم الفضل سمعته وهو يقرأ: {والمرسلات عرفا}، فقالت: يا بني، والله لقد ذكرتني بقراءتك هذه السورة، إنها لآخر ما سمعت من رسول الله ﷺ يقرأ بها في المغرب. (بخاري: 763)
440- عن زيد بن ثابت قال: قد سمعت النبي يقرأ في المغرب ﷺ بطولى الطوليين. (بخاري: 764)
441- عن جبير بن مطعم قال: سمعت رسول الله ﷺ قرأ في المغرب بالطور. (بخاري: 765)
442- عن أبي هريرة قال: صليت خلف أبي القاسم ﷺ العتمة فقرأ: {إذا السماء انشقت} فسجد فلا أزال أسجد بها حتى ألقاه. (بخاري: 768)
443- عن البراء بن عازب : أن النبي ﷺ كان في سفر فقرأ في العشاء في إحدى الركعتين بالتين والزيتون. (بخاري: 767)
444- وفي رواية أخرى قال: وما سمعت أحدا أحسن صوتا منه، أو قراءة. (بخاري: 769)
445- عن أبي هريرة قال: في كل صلاة يقرأ، فما أسمعنا رسول الله ﷺ أسمعناكم، وما أخفى عنا أخفينا عنكم، وإن لم تزد على أم القرآن أجزأت، وإن زدت فهو خير. (بخاري: 772)
446- عن عبيدالله بن عباس قال: انطلق النبي ﷺ في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأرسلت عليهم الشهب، فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا: ما لكم؟ فقالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب، قالوا: ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا شيء حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء، فانصرف أولئك الذين توجهوا نحو تهامة إلى النبي ﷺ وهو بنخلة عامدين إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن استمعوا له فقالوا: هذا والله الذي حال بينكم وبين خبر السماء، فهنالك حين رجعوا إلى قومهم وقالوا: يا قومنا {إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا} فأنزل الله على نبيه ﷺ: {قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن} وإنما أوحي إليه قول الجن. (بخاري: 773)
447- عن ابن عباس قال: قرأ النبي ﷺ فيما أمر وسكت فيما أمر، {وما كان ربك نسيا}، {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}. (بخاري: 774)
448- عن ابن مسعود : أنه جاءه رجل فقال: قرأت المفصل الليلة في ركعة، فقال: هذا كهذ الشعر، لقد عرفت النظائر التي كان النبي ﷺ يقرن بينهن، فذكر عشرين سورة من المفصل، سورتين في كل ركعة. (بخاري: 775)
449- عن أبي قتادة : أن النبي ﷺ كان يقرأ في الظهر في الأوليين بأم الكتاب وسورتين، وفي الركعتين الأخريين بأم الكتاب، ويسمعنا الآية، ويطول في الركعة الأولى ما لا يطول في الركعة الثانية، وهكذا في العصر وهكذا في الصبح. (بخاري: 776)
450- عن أبي هريرة : أن النبي ﷺ قال: «إذا أمن الإمام فأمنوا، فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه». (بخاري: 781)
451- عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «إذا قال أحدكم آمين وقالت الملائكة في السماء آمين فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه». (بخاري: 781)
452- عن أبي بكرة : أنه انتهى إلى النبي ﷺ وهو راكع فركع قبل أن يصل إلى الصف، فذكر ذلك للنبي ﷺ فقال: «زادك الله حرصا ولا تعد». (بخاري: 783)
453- عن عمران بن حصين : أنه صلى مع علي بالبصرة فقال: ذكرنا هذا الرجل صلاة كنا نصليها مع رسول الله ﷺ، فذكر أنه كان يكبر كلما رفع وكلما وضع. (بخاري: 784)
454- عن أبي هريرة قال: كان رسول الله ﷺ إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم ثم يكبر حين يركع، ثم يقول: «سمع الله لمن حمده» حين يرفع صلبه من الركعة، ثم يقول وهو قائم: «ربنا ولك الحمد»، ثم يكبر حين يهوي، ثم يكبر حين يرفع رأسه، ثم يكبر حين يسجد، ثم يكبر حين يرفع رأسه، ثم يفعل ذلك في الصلاة كلها حتى يقضيها، ويكبر حين يقوم من الثنتين بعد الجلوس. (بخاري: 789)
455- عن مصعب بن سعد يقول: صليت إلى جنب أبي فطبقت بين كفي ثم وضعتهما بين فخذي، فنهاني أبي وقال: كنا نفعله فنهينا عنه وأمرنا أن نضع أيدينا على الركب. (بخاري: 790)
456- عن البراء قال: كان ركوع النبي ﷺ وسجوده وبين السجدتين وإذا رفع رأسه من الركوع، ما خلا القيام والقعود، قريبا من السواء. (بخاري: 792)
457- عن عائشة قالت: كان النبي ﷺ يقول في ركوعه وسجوده: «سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي». (بخاري: 794)
458- وعنها في رواية أخرى: يتأول القرآن. (بخاري: 817)
459- عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد، فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه». (بخاري: 796)
460- وعنه قال: لأقربن صلاة النبي ﷺ، فكان أبو هريرة يقنت في الركعة الآخرة من صلاة الظهر وصلاة العشاء وصلاة الصبح بعد ما يقول: سمع الله لمن حمده، فيدعو للمؤمنين ويلعن الكفار. (بخاري: 797)
461- عن أنس قال: كان القنوت في المغرب والفجر. (بخاري: 798)
462- عن رفاعة بن رافع الزرقي قال: كنا يوما نصلي وراء النبي ﷺ فلما رفع رأسه من الركعة قال: «سمع الله لمن حمده» قال رجل وراءه: ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، فلما انصرف قال: «من المتكلم»؟ قال: أنا. قال: «رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول». (بخاري: 799)
463- عن أنس : أنه كان ينعت لنا صلاة النبي ﷺ فكان يصلي وإذا رفع رأسه من الركوع قام حتى نقول قد نسي. (بخاري: 800)
464- عن أبي هريرة قال: كان رسول الله ﷺ حين يرفع رأسه يقول: «سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد». يدعو لرجال فيسميهم بأسمائهم، فيقول: «اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف». وأهل المشرق يومئذ من مضر مخالفون له. (بخاري: 804)
465- عن أبي هريرة : أن الناس قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: «هل تمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب»؟ قالوا: لا يا رسول الله. قال: «فهل تمارون في الشمس ليس دونها سحاب»؟ قالوا: لا. قال: «فإنكم ترونه كذلك، يحشر الناس يوم القيامة، فيقول: من كان يعبد شيئا فليتبع، فمنهم من يتبع الشمس، ومنهم من يتبع القمر، ومنهم من يتبع الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها، فيأتيهم الله فيقول: أنا ربكم، فيقولون: هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا جاء ربنا عرفناه، فيأتيهم الله فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، فيدعوهم، فيضرب الصراط بين ظهراني جهنم، فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته، ولا يتكلم يومئذ أحد إلا الرسل، وكلام الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم، وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان، هل رأيتم شوك السعدان»؟ قالوا: نعم. قال: «فإنها مثل شوك السعدان غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله تخطف الناس بأعمالهم، فمنهم من يوبق بعمله، ومنهم من يخردل ثم ينجو، حتى إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النار، أمر الله الملائكة أن يخرجوا من كان يعبد الله، فيخرجونهم ويعرفونهم بآثار السجود، وحرم الله على النار أن تأكل أثر السجود، فيخرجون من النار، فكل ابن آدم تأكله النار إلا أثر السجود، فيخرجون من النار قد امتحشوا، فيصب عليهم ماء الحياة، فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل، ثم يفرغ الله من القضاء بين العباد، ويبقى رجل بين الجنة والنار، وهو آخر أهل النار دخولا الجنة، مقبل بوجهه قبل النار فيقول: يا رب اصرف وجهي عن النار قد قشبني ريحها وأحرقني ذكاؤها، فيقول: هل عسيت إن فعل ذلك بك أن تسأل غير ذلك؟ فيقول: لا وعزتك، فيعطي الله ما يشاء من عهد وميثاق، فيصرف الله وجهه عن النار، فإذا أقبل به على الجنة رأى بهجتها، سكت ما شاء الله أن يسكت، ثم قال: يا رب قدمني عند باب الجنة، فيقول الله له: أليس قد أعطيت العهود والميثاق أن لا تسأل غير الذي كنت سألت؟ فيقول: يا رب لا أكون أشقى خلقك، فيقول: فما عسيت إن أعطيت ذلك أن لا تسأل غيره؟ فيقول: لا وعزتك لا أسأل غير ذلك، فيعطي ربه ما شاء من عهد وميثاق، فيقدمه إلى باب الجنة، فإذا بلغ بابها فرأى زهرتها وما فيها من النضرة والسرور، فيسكت ما شاء الله أن يسكت، فيقول: يا رب أدخلني الجنة، فيقول الله: ويحك يا ابن آدم ما أغدرك، أليس قد أعطيت العهود والميثاق أن لا تسأل غير الذي أعطيت، فيقول: يا رب لا تجعلني أشقى خلقك، فيضحك الله عز وجل منه، ثم يأذن له في دخول الجنة، فيقول: تمن، فيتمنى حتى إذا انقطع أمنيته، قال الله عز وجل: من كذا وكذا أقبل يذكره ربه، حتى إذا انتهت به الأماني قال الله تعالى: لك ذلك ومثله معه». قال أبو سعيد الخدري لأبي هريرة : إن رسول الله ﷺ قال: «قال الله لك ذلك وعشرة أمثاله» قال أبو هريرة: لم أحفظ من رسول الله ﷺ إلا قوله: «لك ذلك ومثله معه» قال أبو سعيد: إني سمعته يقول ذلك: «لك وعشرة أمثاله». (بخاري: 806)
466- عن ابن عباس في رواية قال: قال النبي ﷺ: «أمرت أن أسجد على سبعة أعظم: على الجبهة -وأشار بيده على أنفه- واليدين، والركبتين، وأطراف القدمين، ولا نكفت الثياب والشعر». (بخاري: 812)
467- عن أنس بن مالك قال: إني لا آلو أن أصلي بكم كما رأيت النبي. وباقي الحديث تقدم. (بخاري: 821)
468- عن أنس بن مالك : أن النبي ﷺ قال: «اعتدلوا في السجود، ولايبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب». (بخاري: 822)
469- عن مالك بن الحويرث الليثي : أنه رأى النبي ﷺ يصلي، فإذا كان في وتر من صلاته لم ينهض حتى يستوي قاعدا. (بخاري: 823)
470- عن أبي سعيد الخدري : أنه صلى فجهر بالتكبير حين رفع رأسه من السجود وحين سجد وحين رفع وحين قام من الركعتين، وقال: هكذا رأيت النبي ﷺ. (بخاري: 825)
471- عن عبد الله بن عمر : أنه كان يتربع في الصلاة إذا جلس، وأنه رأى ولده فعل ذلك فنهاه وقال: إنما سنة الصلاة أن تنصب رجلك اليمنى وتثني اليسرى، فقال له: إنك تفعل ذلك. فقال: إن رجلي لا تحملاني. (بخاري: 827)
472- عن أبي حميد الساعدي قال: أنا كنت أحفظكم لصلاة رسول الله ﷺ، رأيته إذا كبر جعل يديه حذاء منكبيه، وإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه ثم هصر ظهره، فإذا رفع رأسه استوى حتى يعود كل فقار مكانه، فإذا سجد وضع يديه غير مفترش ولا قابضهما واستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة، فإذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى ونصب اليمنى، وإذا جلس في الركعة الآخرة قدم رجله اليسرى ونصب الأخرى وقعد على مقعدته. (بخاري: 828)
473- عن عبد الله بن بحينة ، وهو من أزد شنوءة وهو حليف لبني عبد مناف، وكان من أصحاب النبي ﷺ: أن النبي ﷺ صلى بهم الظهر، فقام في الركعتين الأوليين لم يجلس، فقام الناس معه حتى إذا قضى الصلاة وانتظر الناس تسليمه، كبر وهو جالس فسجد سجدتين قبل أن يسلم ثم سلم. (بخاري: 829)
474- عن عبد الله بن مسعود قال: كنا إذا صلينا خلف النبي ﷺ قلنا: السلام على جبريل وميكائيل، السلام على فلان وفلان، فالتفت إلينا رسول الله ﷺ فقال: «إن الله هو السلام، فإذا صلى أحدكم فليقل: التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإنكم إذا قلتموها أصابت كل عبد لله صالح في السماء والأرض، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله». (بخاري: 831)
475- عن عائشة زوج النبي ﷺ: أن رسول الله ﷺ كان يدعو في الصلاة: «اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات، اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم». فقال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم، فقال: «إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف». (بخاري: 832)
476- عن أبي بكر الصديق : أنه قال لرسول الله ﷺ: علمني دعاء أدعو به في صلاتي. قال: «قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم». (بخاري: 834)
477- حديث ابن مسعود في التشهد تقدم قريبا وقال في هذه الرواية بعد قوله: «أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ثم يتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو». (بخاري: 835)
478- عن أم سلمة قالت: كان رسول الله ﷺ إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه ومكث يسيرا قبل أن يقوم. (بخاري: 837)
479- عن عتبان قال: صلينا مع النبي ﷺ فسلمنا حين سلم. (بخاري: 838)
480- عن ابن عباس : أن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي ﷺ. وقال ابن عباس: كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته. (بخاري: 841)
481- عن أبي هريرة قال: جاء الفقراء إلى النبي ﷺ فقالوا: ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلا والنعيم المقيم، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضل من أموال يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون. قال: «ألا أحدثكم إن أخذتم به أدركتم من سبقكم ولم يدرككم أحد بعدكم وكنتم خير من أنتم بين ظهرانيه إلا من عمل مثله، تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين».
قال الراوي: فاختلفنا بيننا، فقال بعضنا: نسبح ثلاثا وثلاثين ونحمد ثلاثا وثلاثين ونكبر أربعا وثلاثين، فرجعت إليه فقال: "تقول: سبحان الله والحمد لله والله أكبر، حتى يكون منهن كلهن ثلاثا وثلاثين". (بخاري: 843)
482- عن المغيرة بن شعبة : أن النبي ﷺ كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد». (بخاري: 844)
483- عن سمرة بن جندب قال: كان النبي ﷺ إذا صلى صلاة أقبل علينا بوجهه. (بخاري: 845)
484- عن زيد بن خالد الجهني أنه قال: صلى لنا رسول الله ﷺ صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليلة، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: «هل تدرون ماذا قال ربكم»؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب، وأما من قال: بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب». (بخاري: 846)
485- عن عقبة قال: صليت وراء النبي ﷺ بالمدينة العصر، فسلم ثم قام مسرعا فتخطى رقاب الناس إلى بعض حجر نسائه، ففزع الناس من سرعته، فخرج عليهم فرأى أنهم عجبوا من سرعته، فقال: «ذكرت شيئا من تبر عندنا فكرهت أن يحبسني، فأمرت بقسمته». (بخاري: 851)
486- عن عبد الله بن مسعود قال: لا يجعل أحدكم للشيطان شيئا من صلاته يرى أن حقا عليه أن لا ينصرف إلا عن يمينه، لقد رأيت النبي ﷺ كثيرا ينصرف عن يساره. (بخاري: 852)
487- عن جابر بن عبد الله قال: قال النبي ﷺ: «من أكل من هذه الشجرة -يريد الثوم-فلا يغشانا في مساجدنا». قلت: ما يعني به؟ قال: ما أراه يعني إلا نيئه. وقيل: إلا نتنه. (بخاري: 854)
488- عن جابر أن النبي ﷺ قال: «من أكل ثوما أو بصلا فليعتزلنا». أو قال: «فليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته». وأن النبي ﷺ أتي بقدر فيه خضرات من بقول فوجد لها ريحا، فسأل فأخبر بما فيها من البقول، فقال: «قربوها» إلى بعض أصحابه كان معه، فلما رآه كره أكلها قال: «كل فإني أناجي من لا تناجي».
489- وفي رواية: اتي ببدر، يعني طبقا فيه خضرات. (بخاري: 855)
490- عن ابن عباس : أن النبي ﷺ مر على قبر منبوذ فأمهم وصفوا عليه. (بخاري: 857)
491- عن أبي سعيد الخدري عن النبي ﷺ قال: «الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم». (بخاري: 858)
492- عن ابن عباس وقد قال له رجل: شهدت الخروج مع رسول الله ﷺ؟ قال: نعم، ولولا مكاني منه ما شهدته، يعني من صغره، أتى العلم الذي عند دار كثير بن الصلت ثم خطب، ثم أتى النساء فوعظهن وذكرهن وأمرهن أن يتصدقن، فجعلت المرأة تهوي بيدها إلى حلقها تلقي في ثوب بلال، ثم أتى هو وبلال البيت. (بخاري: 863)
493- عن ابن عمر عن النبي ﷺ قال: «إذا استأذنكم نساؤكم بالليل إلى المسجد فأذنوا لهن». (بخاري: 865)
كتاب الجمعة
494- عن أبي هريرة : أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، ثم هذا يومهم الذي فرض عليهم، فاختلفوا فيه فهدانا الله، فالناس لنا فيه تبع: اليهود غدا، والنصارى بعد غد». (بخاري: 876)
495- عن أبي سعيد الخدري قال: أشهد على رسول الله ﷺ قال: «الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم، وأن يستن وأن يمس طيبا إن وجد». (بخاري: 880)
496- عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر».
497- عن سلمان الفارسي قال: قال النبي ﷺ: «لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من طهر ويدهن من دهنه، أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلي ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام، إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى». (بخاري: 883)
498- عن ابن عباس أنه قيل له: ذكروا أن النبي ﷺ قال: «اغتسلوا يوم الجمعة واغسلوا رءوسكم وإن لم تكونوا جنبا وأصيبوا من الطيب». فقال: أما الغسل فنعم، وأما الطيب فلا أدري. (بخاري: 884)
499- عن عمر : أنه رأى حلة سيراء عند باب المسجد فقال: يا رسول الله، لو اشتريت هذه فلبستها يوم الجمعة وللوفد إذا قدموا عليك. فقال رسول الله ﷺ: «إنما يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة». ثم جاءت رسول الله ﷺ منها حلل، فأعطى عمر بن الخطاب منها حلة، فقال عمر: يا رسول الله، كسوتنيها وقد قلت في حلة عطارد ما قلت؟ قال رسول الله ﷺ: «إني لم أكسكها لتلبسها». فكساها عمر بن الخطاب أخا له بمكة مشركا. (بخاري: 886)
500- عن أبي هريرة : أن رسول الله ﷺ قال: «لولا أن أشق على أمتي، أو على الناس، لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة». (بخاري: 887)
501- عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: «أكثرت عليكم في السواك». (بخاري: 888)
502- عن أبي هريرة قال: كان النبي ﷺ يقرأ في الجمعة في صلاة الفجر {الم تنزيل} السجدة، و{هل أتى على الإنسان}. (بخاري: 891)
503- عن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته». قال: وحسبت أن قد قال: «والرجل راع في مال أبيه ومسئول عن رعيته، وكلكم راع ومسئول عن رعيته». (بخاري: 893)
504- حديث أبي هريرة : «نحن الآخرون السابقون» تقدم قريبا وزاد هنا في آخره: ثم قال: «حق على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام يوما يغسل فيه رأسه وجسده». (بخاري: 897)
505- عن عائشة زوج النبي ﷺ قالت: كان الناس ينتابون يوم الجمعة من منازلهم والعوالي، فيأتون في الغبار، يصيبهم الغبار والعرق، فيخرج منهم العرق، فأتى رسول الله ﷺ إنسان منهم وهو عندي، فقال النبي ﷺ: «لو أنكم تطهرتم ليومكم هذا». (بخاري: 902)
506- عن عائشة قالت: كان الناس مهنة أنفسهم، وكانوا إذا راحوا إلى الجمعة راحوا في هيئتهم، فقيل لهم: "لو اغتسلتم". (بخاري: 903)
507- عن أنس بن مالك : أن النبي ﷺ كان يصلي الجمعة حين تميل الشمس. (بخاري: 905)
508- عن أنس بن مالك قال: كان النبي ﷺ إذا اشتد البرد بكر بالصلاة وإذا اشتد الحر أبرد بالصلاة، يعني الجمعة.
509- عن أبي عبس أنه قال وهو ذاهب إلى الجمعة: سمعت النبي ﷺ يقول: «من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار». (بخاري: 907)
510- عن ابن عمر قال: نهى النبي ﷺ أن يقيم الرجل أخاه من مقعده ويجلس فيه. قيل: الجمعة؟ قال: الجمعة وغيرها. (بخاري: 911)
511- عن السائب بن يزيد قال: كان النداء يوم الجمعة أوله إذا جلس الإمام على المنبر على عهد النبي ﷺ وأبي بكر وعمر ، فلما كان عثمان وكثر الناس زاد النداء الثالث على الزوراء. (بخاري: 912)
512- وعنه في رواية قال: لم يكن للنبي ﷺ مؤذن غير واحد وكان التأذين يوم الجمعة حين يجلس الإمام، يعني على المنبر. (بخاري: 913)
513- عن معاوية بن أبي سفيان : أنه جلس على المنبر يوم الجمعة، فلما أذن المؤذن قال: الله أكبر الله أكبر، قال معاوية: الله أكبر الله أكبر، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال معاوية : «وأنا»، فقال: أشهد أن محمدا رسول الله، فقال معاوية: «وأنا»، فلما أن قضى التأذين قال: يا أيها الناس، إني سمعت رسول الله ﷺ على هذا المجلس حين أذن المؤذن يقول ما سمعتم مني من مقالتي. (بخاري: 914)
514- حديث سهل بن سعد الساعدي في أمر المنبر تقدم وذكر صلاته القهقرى، وزاد في هذه: فلما فرغ أقبل على الناس فقال: «أيها الناس إنما صنعت هذا لتأتموا ولتعلموا صلاتي». (بخاري: 917)
515- عن جابر بن عبد الله قال: كان جذع يقوم إليه النبي ﷺ، فلما وضع له المنبر سمعنا للجذع مثل أصوات العشار حتى نزل النبي ﷺ فوضع يده عليه. (بخاري: 918)
516- عن ابن عمر قال: كان النبي ﷺ يخطب قائما ثم يقعد ثم يقوم، كما تفعلون الآن. (بخاري: 920)
517- عن عمرو بن تغلب : أن رسول الله ﷺ أتي بمال أو سبي فقسمه، فأعطى رجالا وترك رجالا، فبلغه أن الذين ترك عتبوا، فحمد الله ثم أثنى عليه ثم قال: «أما بعد فوالله إني لأعطي الرجل وأدع الرجل، والذي أدع أحب إلي من الذي أعطي، ولكن أعطي أقواما لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع، وأكل أقواما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير، فيهم عمرو بن تغلب». فوالله ما أحب أن لي بكلمة رسول الله ﷺ حمر النعم. (بخاري: 923)
518- عن أبي حميد الساعدي : أن رسول الله ﷺ قام عشية بعد الصلاة فتشهد وأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: «أما بعد». (بخاري: 925)
519- عن ابن عباس قال: صعد النبي ﷺ المنبر، وكان آخر مجلس جلسه متعطفا ملحفة على منكبيه قد عصب رأسه بعصابة دسمة، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «أيها الناس إلي» فثابوا إليه، ثم قال: «أما بعد، فإن هذا الحي من الأنصار يقلون ويكثر الناس، فمن ولي شيئا من أمة محمد ﷺ فاستطاع أن يضر فيه أحدا أو ينفع فيه أحدا فليقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم». (بخاري: 927)
520- عن جابر بن عبد الله قال: جاء رجل والنبي ﷺ يخطب الناس يوم الجمعة فقال: «أصليت يا فلان»؟ قال: لا. قال: «قم فاركع ركعتين». (بخاري: 930)
521- عن أنس بن مالك قال: أصابت الناس سنة على عهد النبي ﷺ، فبينا النبي ﷺ يخطب في يوم جمعة قام أعرابي فقال: يا رسول الله، هلك المال وجاع العيال، فادع الله لنا. فرفع يديه، وما نرى في السماء قزعة، فوالذي نفسي بيده ما وضعها حتى ثار السحاب أمثال الجبال، ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته ﷺ، فمطرنا يومنا ذلك ومن الغد وبعد الغد والذي يليه حتى الجمعة الأخرى، وقام ذلك الأعرابي، أو قال غيره، فقال: يا رسول الله تهدم البناء وغرق المال، فادع الله لنا. فرفع يديه فقال: «اللهم حوالينا ولا علينا». فما يشير بيده إلى ناحية من السحاب إلا انفرجت، وصارت المدينة مثل الجوبة وسال الوادي قناة شهرا ولم يجئ أحد من ناحية إلا حدث بالجود. (بخاري: 933)
522- عن أبي هريرة : أن رسول الله ﷺ قال: «إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت والإمام يخطب فقد لغوت». (بخاري: 934)
523- عن أبي هريرة : أن رسول الله ﷺ ذكر يوم الجمعة فقال: «فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه إياه». وأشار بيده يقللها. (بخاري: 935)
524- عن جابر بن عبد الله قال: بينما نحن نصلي مع النبي ﷺ إذ أقبلت عير تحمل طعاما، فالتفتوا إليها حتى ما بقي مع النبي ﷺ إلا اثنا عشر رجلا، فنزلت هذه الآية: {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما}. (بخاري: 936)
525- عن عبد الله بن عمر : أن رسول الله ﷺ كان يصلي قبل الظهر ركعتين وبعدها ركعتين وبعد المغرب ركعتين في بيته وبعد العشاء ركعتين، وكان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف فيصلي ركعتين. (بخاري: 937)
كتاب صلاة الخوف
526- عن عبد الله بن عمر قال: غزوت مع رسول الله ﷺ قبل نجد، فوازينا العدو، فصاففنا لهم، فقام رسول الله ﷺ يصلي لنا، فقامت طائفة معه تصلي وأقبلت طائفة على العدو وركع رسول الله ﷺ بمن معه وسجد سجدتين، ثم انصرفوا مكان الطائفة التي لم تصل فجاءوا فركع رسول الله ﷺ بهم ركعة وسجد سجدتين ثم سلم، فقام كل واحد منهم فركع لنفسه ركعة وسجد سجدتين. (بخاري: 942)
527- عن ابن عمر -في رواية- قال عن النبي ﷺ: «وإن كانوا أكثر من ذلك فليصلوا قياما وركبانا». (بخاري: 943)
528- عن ابن عمر قال: قال النبي ﷺ لنا لما رجع من الأحزاب: «لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة». فأدرك بعضهم العصر في الطريق، فقال بعضهم: لا نصلي حتى نأتيه، وقال بعضهم: بل نصلي، لم يرد منا ذلك، فذكر للنبي ﷺ فلم يعنف واحدا منهم. (بخاري: 946)
كتاب العيدين
529- عن عائشة قالت: دخل علي رسول الله ﷺ وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش وحول وجهه، ودخل أبو بكر فانتهرني وقال: مزمارة الشيطان عند النبي ﷺ؟ فأقبل عليه رسول الله ﷺ فقال: «دعهما». فلما غفل غمزتهما فخرجتا. (بخاري: 949)
530- عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله ﷺ لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات. وفي رواية عنه قال: ويأكلهن وترا. (بخاري: 953)
531- عن البراء بن عازب قال: سمعت رسول الله ﷺ يخطب فقال: «إن أول ما نبدأ في يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر، فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا». (بخاري: 951)
532- وعنه قال: خطبنا النبي ﷺ يوم الأضحى بعد الصلاة، فقال: «من صلى صلاتنا ونسك نسكنا فقد أصاب النسك، ومن نسك قبل الصلاة فإنه قبل الصلاة ولا نسك له». فقال أبو بردة، خال البراء: يا رسول الله، فإني نسكت شاتي قبل الصلاة وعرفت أن اليوم يوم أكل وشرب وأحببت أن تكون شاتي أول ما يذبح في بيتي فذبحت شاتي وتغديت قبل أن آتي الصلاة، قال: «شاتك شاة لحم». قال: يا رسول الله، فإن عندنا عناقا لنا جذعة هي أحب إلي من شاتين، أفتجزي عني؟ قال: «نعم، ولن تجزي عن أحد بعدك». (بخاري: 955)
533- عن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله ﷺ يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى، فأول شيء يبدأ به الصلاة، ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس والناس جلوس على صفوفهم، فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم، فإن كان يريد أن يقطع بعثا قطعه أو يأمر بشيء أمر به، ثم ينصرف. قال أبو سعيد: فلم يزل الناس على ذلك حتى خرجت مع مروان وهو أمير المدينة في أضحى أو فطر، فلما أتينا المصلى إذا منبر بناه كثير بن الصلت، فإذا مروان يريد أن يرتقيه قبل أن يصلي، فجبذت بثوبه فجبذني، فارتفع فخطب قبل الصلاة، فقلت له: غيرتم والله. فقال: أبا سعيد، قد ذهب ما تعلم. فقلت: ما أعلم والله خير مما لا أعلم، فقال: إن الناس لم يكونوا يجلسون لنا بعد الصلاة، فجعلتها قبل الصلاة. (بخاري: 956)
534- عن ابن عباس وعن جابر بن عبد الله قالا: لم يكن يؤذن يوم الفطر ولا يوم الأضحى. (بخاري: 960)
535- عن ابن عباس قال: شهدت العيد مع رسول الله ﷺ وأبي بكر وعمر وعثمان ، فكلهم كانوا يصلون قبل الخطبة. (بخاري: 962)
536- عن ابن عباس ، عن النبي ﷺ أنه قال: «ما العمل في أيام أفضل منها في هذه». قالوا: ولا الجهاد؟ قال: «ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء». (بخاري: 969)
537- عن أنس بن مالك : أنه سئل عن التلبية: كيف كنتم تصنعون مع النبي ﷺ؟ قال: كان يلبي الملبي لا ينكر عليه، ويكبر المكبر فلا ينكر عليه. (بخاري: 970)
538- عن ابن عمر : أن النبي ﷺ كان ينحر أو يذبح بالمصلى. (بخاري: 982)
539- عن جابر قال: كان النبي ﷺ إذا كان يوم عيد خالف الطريق. (بخاري: 986)
540- قالت عائشة: رأيت النبي ﷺ يسترني وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد، فزجرهم عمر فقال النبي ﷺ: «دعهم، أمنا بني أرفدة». (بخاري: 988)
كتاب الوتر
541- عن ابن عمر : أن رجلا سأل رسول الله ﷺ عن صلاة الليل، فقال رسول الله ﷺ: «صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى». (بخاري: 990)
542- عن عائشة : أن رسول الله ﷺ كان يصلي إحدى عشرة ركعة، كانت تلك صلاته -تعني بالليل- فيسجد السجدة من ذلك قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه، ويركع ركعتين قبل صلاة الفجر ثم يضطجع على شقه الايمن حتى يأتيه المؤذن للصلاة. (بخاري: 994)
543- وعنها قالت: كل الليل أوتر رسول الله ﷺ وانتهى وتره إلى السحر. (بخاري: 996)
544- عن ابن عمر قال: قال النبي ﷺ: «اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا». (بخاري: 998)
545- وعنه قال: إن رسول الله ﷺ كان يوتر على البعير. (بخاري: 999)
546- عن أنس : أنه سئل: أقنت النبي ﷺ في الصبح؟ قال: نعم. فقيل له: أوقنت قبل الركوع؟ قال: بعد الركوع يسيرا. (بخاري: 1001)
547- عن أنس : أنه سئل عن القنوت فقال: قد كان القنوت، فقيل له: قبل الركوع أو بعده؟ قال: قبله. قال: فإن فلانا أخبرني عنك أنك قلت بعد الركوع. فقال: كذب، إنما قنت رسول الله ﷺ بعد الركوع شهرا، أراه كان بعث قوما يقال لهم القراء زهاء سبعين رجلا إلى قوم من المشركين دون أولئك، وكان بينهم وبين رسول الله ﷺ عهد، فقنت رسول الله ﷺ شهرا يدعو عليهم. (بخاري: 1002)
548- وفي رواية عنه قال: قنت النبي ﷺ شهرا يدعو على رعل وذكوان. (بخاري: 1003)
549- وعنه قال: كان القنوت في المغرب والفجر. (بخاري: 1004)
كتاب الاستسقاء
550- عن عبد الله بن زيد قال: خرج النبي ﷺ يستسقي وحول رداءه. (بخاري: 1005)
551- وفي رواية عنه قال: وصلى ركعتين. (بخاري: 1012)
552- عن أبي هريرة حديث دعاء النبي ﷺ للمستضعفين من المؤمنين وعلى مضر تقدم وقال في آخر هذه الرواية: إن النبي ﷺ قال: «غفار غفر الله لها وأسلم سالمها الله». (بخاري: 1006)
553- عن عبد الله بن مسعود قال: إن النبي ﷺ لما رأى من الناس إدبارا قال: «اللهم سبع كسبع يوسف». فأخذتهم سنة حصت كل شيء حتى أكلوا الجلود والميتة والجيف، وينظر أحدهم إلى السماء فيرى الدخان من الجوع، فأتاه أبو سفيان فقال: يا محمد، إنك تأمر بطاعة الله وبصلة الرحم وإن قومك قد هلكوا فادع الله لهم، قال الله تعالى: {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين} إلى قوله: {إنكم عائدون يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون} فالبطشة يوم بدر، وقد مضت الدخان والبطشة واللزام وآية الروم. (بخاري: 1007)
554- عن ابن عمر قال: ربما ذكرت قول الشاعر وأنا أنظر إلى وجه النبي ﷺ يستسقي فما ينزل حتى يجيش كل ميزاب، وهو قول أبي طالب:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل
(بخاري: 1009)
555- عن عمر بن الخطاب : أنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب ، فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، قال: فيسقون. (بخاري: 1010)
556- حديث أنس في الرجل الذي دخل المسجد، والنبي ﷺ قائم يخطب، فسأله الدعاء بالغيث. تكرر كثيرا، وفي هذه الرواية: فما رأينا الشمس ستا، ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله ﷺ قائم يخطب، فاستقبله قائما فقال: يا رسول الله، هلكت الأموال وانقطعت السبل، فادع الله يمسكها عنا، قال: فرفع رسول الله ﷺ يديه، ثم قال: «اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر». قال: فأقلعت وخرجنا نمشي في الشمس. (بخاري: 1013)
557- وعنه : أنه ﷺ رفع يديه، فقال: «اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا». (بخاري: 1014)
558- حديث عبد الله بن زيد في الاستسقاء تقدم، وفي هذه الرواية قال: فحول إلى الناس ظهره واستقبل القبلة يدعو، ثم حول رداءه، ثم صلى لنا ركعتين جهر فيهما بالقراءة. (بخاري: 1024)
559- عن أنس قال: كان النبي ﷺ لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء، وإنه يرفع حتى يرى بياض إبطيه. (بخاري: 1031)
560- عن عائشة : أن رسول الله ﷺ كان إذا رأى المطر قال: «اللهم صيبا نافعا». (بخاري: 1032)
561- عن أنس يقول: كانت الريح الشديدة إذا هبت عرف ذلك في وجه النبي ﷺ. (بخاري: 1034)
562- عن ابن عباس : أن النبي ﷺ قال: «نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور». (بخاري: 1035)
563- عن ابن عمر عن النبي ﷺ قال: قال: «اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا» قال: قالوا: وفي نجدنا. قال: قال: «اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا» قال: قالوا: وفي نجدنا. قال: قال: «هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان». (بخاري: 1037)
564- وعنه قال: قال رسول الله ﷺ: «مفتاح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله: لا يعلم أحد ما يكون في غد، ولا يعلم أحد ما يكون في الأرحام، ولا تعلم نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري نفس بأي أرض تموت، وما يدري أحد متى يجيء المطر». (بخاري: 1039)
كتاب الكسوف
565- عن أبي بكرة قال: كنا عند رسول الله ﷺ فانكسفت الشمس، فقام النبي ﷺ يجر رداءه حتى دخل المسجد فدخلنا، فصلى بنا ركعتين حتى انجلت الشمس، فقال ﷺ: «إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد، فإذا رأيتموهما فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم».
566- وفي رواية عنه قال: قال ﷺ: «ولكن الله تعالى يخوف بهما عباده». (بخاري: 1040و 1048)
567- وفي رواية عن المغيرة بن شعبة قال: كسفت الشمس على عهد رسول الله ﷺ يوم مات إبراهيم، فقال الناس: كسفت الشمس لموت إبراهيم، فقال رسول الله ﷺ: «إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم فصلوا وادعوا الله». (بخاري: 1043)
568- وفي رواية عن عائشة قالت: خسفت الشمس في عهد رسول الله ﷺ فصلى رسول الله ﷺ بالناس، فقام فأطال القيام، ثم ركع فأطال الركوع، ثم قام فأطال القيام وهو دون القيام الأول، ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول، ثم سجد فأطال السجود، ثم فعل في الركعة الثانية مثل ما فعل في الأولى، ثم انصرف وقد انجلت الشمس، فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا». ثم قال: «يا أمة محمد والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته، يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا». (بخاري: 1044)
569- عن عبد الله بن عمرو قال: لما كسفت الشمس على عهد رسول الله ﷺ نودي: إن الصلاة جامعة. (بخاري: 1045)
570- عن عائشة ، زوج النبي ﷺ: أن يهودية جاءت تسألها فقالت لها: أعاذك الله من عذاب القبر. فسألت عائشة رسول الله ﷺ: أيعذب الناس في قبورهم؟ فقال رسول الله ﷺ: «عائذا بالله من ذلك» ثم ذكرت حديث الكسوف ثم قالت في آخره: ثم أمرهم أن يتعوذوا من عذاب القبر. (بخاري: 1049)
571- عن عبد الله بن عباس ذكر حديث الكسوف بطوله ثم قال: رأيناك تناولت شيئا في مقامك ثم رأيناك كعكعت؟ فقال ﷺ: «إني رأيت الجنة فتناولت عنقودا، ولو أصبته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا، وأريت النار، فلم أر منظرا كاليوم قط أفظع، ورأيت أكثر أهلها النساء». قالوا: بم يا رسول الله؟ قال: «بكفرهن». قيل: يكفرن بالله؟ قال: «يكفرن العشير ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئا قالت: ما رأيت منك خيرا قط». (بخاري: 1052)
572- عن أسماء قالت: لقد أمر النبي ﷺ بالعتاقة في كسوف الشمس. (بخاري: 1054)
573- عن أبي موسى قال: خسفت الشمس فقام النبي ﷺ فزعا يخشى أن تكون الساعة، فأتى المسجد فصلى بأطول قيام وركوع وسجود رأيته قط يفعله، وقال: «هذه الآيات التي يرسل الله لا تكون لموت أحد ولا لحياته، ولكن يخوف الله به عباده، فإذا رأيتم شيئا من ذلك فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره». (بخاري: 1059)
574- عن عائشة قالت: جهر النبي ﷺ في صلاة الخسوف بقراءته، فإذا فرغ من قراءته كبر فركع، وإذا رفع من الركعة قال: «سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد». ثم يعاود القراءة في صلاة الكسوف، أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات. (بخاري: 1065)
كتاب سجود القرآن وسنتها
575- عن عبد الله بن مسعود قال: قرأ النبي ﷺ النجم بمكة فسجد فيها وسجد من معه غير شيخ أخذ كفا من حصى أو تراب فرفعه إلى جبهته وقال: يكفيني هذا، فرأيته بعد ذلك قتل كافرا. (بخاري: 1067)
576- عن ابن عباس قال: {ص} ليست من عزائم السجود، وقد رأيت النبي ﷺ يسجد فيها. (بخاري: 1069)
577- وحديثه أن النبي ﷺ سجد بالنجم قد تقدم قريبا من رواية ابن مسعود وزاد في هذه الرواية: وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس. (بخاري: 1071)
578- عن زيد بن ثابت قال: قرأت على النبي ﷺ {والنجم} فلم يسجد فيها. (بخاري: 1073)
579- عن أبي هريرة أنه قرأ: {إذا السماء انشقت} فسجد بها، فقيل له في ذلك فقال: لو لم أر النبي ﷺ يسجد لم أسجد. (بخاري: 1074)
580- عن ابن عمر قال: كان النبي ﷺ يقرأ علينا السورة فيها السجدة فيسجد ونسجد حتى ما يجد أحدنا موضع جبهته. (بخاري: 1079)