محاضرات في تاريخ الدولة العباسية/الباب الأول، الفصل السابع: خلافة الرشيد

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة


الفصل السابع

خلافـــة الرشيــــد

۱۷۰ - ١٩٢هـ/ ٨٧٦ – ۸۰۹م

بويع لهرون الرشيد بالخلافة في الليلة التي مات فيها الهادي. واستمر حكم هرون الرشيد حوالي ٢٣ عاماً شهدت الدولة العباسية خلالها أوج مجدها وعظمتها.

وفي السنوات الأولى من حكم هارون تركت أمور الدولة لوزير الخليفة يحيى بن خالد. ويحيى هذا كان واقعاً تحت تأثير الخيزران أم الخليفة التي ماتت أواخر سنة ١٧٣هـ.

وعلى أيام المهدي قام يحيى بن خالد بن برمك بولاية آذربيجان ثم أنـه استدعي إلى بغداد، وعندما عين الرشيد والياً للولايات الغربية من الدولة بالاضافة إلى أرمينية واذربيجان كان يحيى بن خالد على ديوانه. وظل يحيى مخلصا للرشيد فنصحه بعدم التنازل عن ولاية العهد عندما حاول الهادي أن يرغمه على ذلك، وربما لقي يحيى بعض العنت في هذا السبيل فتقول بعض الروايات أنه سجن بعض الوقت وأن الهادي كان يفكر في قتله1. وقد اعترف له الرشيد بوفائه فأخرجـه من الحبس واستوزره، وأدار يحيى مقاليد الأمور في الدولة بالاشتراك مع ابنيه الفضل وجعفر من ۱۷۰ – ۱۸۷ هـ.

وبينما كان الفضل يلي الولايات الشرقية تمكن من تحقيق أعمال عسكرية كبيرة فأخضع الديلم، وغزا ما وراء النهر وبلغ نفوذه هناك حتى منطقة أشروسنة. وكذلـك حقق الفضل أعمالاً سلمية هامة فإليه ينسب بناء المساجد والرباطات الكثيـرة فـي إقليم خراسـان2.

وفي نفس الوقت كان أخوه جعفر ببغداد مقرّبا إلى الخليفة تاركاً الولايات التي كانت تابعة له لنوابه وكان يستفيد من غلاتها فقط، ولكن صداقته للخليفة انتهت. وهناك عدة روايات تبين الأسباب التي أدت إلى حنق الخليفة عليه آخرها قصة حريم فتقول النصوص أنه لم يحترم الزواج الصوري الذي كان عقده الخليفة له على أخته العباسة وذلك لكي يتمتع الرشيد بمحضرهما3.

ومنذ سنة ١٧٣هـ وعند وفاة أم الخليفة أعفي جعفر من حمل الخاتم الـذي كان يحمله حتى ذلك الوقت، وعهد به وكذلك ببعض شئون الدولة إلى الفضل بن الربيع4.

وفي سنة ١٨٧هـ عندما قفل الرشيد من أداء فريضة الحج وكان حريصاً على القيام بها باستمرار قتل جعفر في أول صفر، وكان جعفر يبلغ من العمر حوالي ۳۷ عاماً، وعرض رأسه على الجسر الأوسط ببغداد، کما عرض نسفي جسده على الجسرين الآخرين حتى أمر بإحراقهما فيما بعد سنة ١٨٩هـ5.

أما عن والده وإخوته فإنه قبض عليهم وصودرت أملاكهم وأموالهم وسينتهـي الأمر بيحيى في أن يموت محبوساً سنة ١٩٠هـ وله من العمر ٧٠ عاماً وسيتوفى الفضـل في سنة ١٩٣هـ وله من العمر ٤٥ عاما6.

الأحوال الداخلية في الدولة:


لم تنقطع الاضطرابات الداخلية في الدولة على أيام هارون الرشيد كما نستبين من الروايات، فقد سرت هده الاضطرابات في دمشق والموصل والجزيرة وحتى مصـر أيضاً. واشترك فيها العلويون والخوارج جميعا.
الفتنـة بدمشـق:


ففي سنة ١٧٦هـ قامت الفتنة في دمشق بين العصبيتين المضرية واليمنية وساد البلاد الفوضى نحو سنتين. ووقع بين العصبيتين معارك سقط فيها كثير مـن الناس. ورغم عزل والي دمشق عبد الصمد بن علي واستعمال عامل جديد هو إبراهيم بن صالح بن علي فإن الفتنة لم تخمد بل زاد ما الوالي الجديد تأججاً إذ أنه وقـف إلى جانب اليمنية ضد أعدائهم وانتصر القيسية على اليمنية ونهبوا مواضعهم قـــــــرب دمشق بل واستولوا على دمشق. وعندئذ اضطرت اليمنية إلى طلب الأمان، وأراد ابن الوالي أن ينتقم من الثوار فكان ذلك نذيرا بتجدد المعارك، ولم يقف القتال إلا عند وصول قائد الرشيد الذي قبلت القيسية طاعته.

ولم يستمر الهدؤ طويلا إذ يوجد في حوليات سنة ١٨٠هـ ذكر لمسير جعفر بن يحيى بن خالد إلى الشام بنفسه. ومعه القواد والعساكر والسلاح والأمـــــوال وذلك "للعصبية التي بها" فتمكن من تسكين الفتنة "وأطفأ الثائرة وعاد الناس إلـى الأمن والسكون"7.

الفتنـة بالموصـل:


وشهدت الموصل الكثير من الثورات منها ثورة سنة ١٧٧هـ، التي تزعمهـا رجل من الأزد تمكن من السيطرة على الناحية وجبي خراجها مدة سنتين حتى خـرج إليه الرشيد بنفسه، وهدم سور المدينة وأقسم ليقتلن من لقي من أهلها لولا أن أفتـاه القاضي أبو يوسف ومنعه من ذلك، ولم يتمكن الرشيد من القبض على الثائر، الـذي فر إلى أرمينية. واستعمل الرشيد على المدينة وال أساء فيهم السيرة وظلمهم وطالبهم بخراج سنين مضت فهاجر أكثر أهل البلد عنها8.
خراسان:


أما عن بلاد خراسان فإنه إلى جانب الثورات الخارجية التي عرفتها شهدت أيضاً حدوث اضطرابات وفتن منها ثورة قام بها رجل يعرف بابن الخصيب وذلـك بمدينة نسا سنة ۱۸۳هـ وأتعب هذا الرجل والي خراسان وهو علي بن عيسى بن ماهان تعباً شديداً وذلك أنه بعد أن طلب الأمان عاد ونقض وغدر بابن الوالي وتغلب على أبيورد وطوس ونيسابور، وحاصر مدينة مـرو ولكنه عجز عن أخذها. واضطر عيسـى بن ماهان إلى المسير إليه في سنة ١٨٦هـ إلى نسا فقتله وسبى نساءه وذراريـه واستقامت خراسان9.

والظاهر أن الخليفة - كما نستبين من النصوص - كان مسئولا إلى حد كبير عـن اضطراب بلاد خراسان وذلك أن الوالي علي بن عيسى استغل البلاد استغلالا سيئا وكتب كبراء أهل البلاد وأشرافها إلى الرشيد في سنة ١٨٩هـ يشكـون سـوء سيرة ابن ماهان "وظلمه واستخفافه بهم وأخذ أموالهم" سار الرشيد إلى الري لينظر في أمر خلع الوالي ولكن الأخير أتاه من خراسان - وأهدى له الهدايا الكثيــــــــــــرة والأموال العظيمة وأهدى لجميع من معه من أهل بيته وولده وكتّابه وقواده من الطرف والجواهر وغير ذلك. وانتهى الأمر بطبيعة الحال بأن رده الخليفـة إلـى ولايتـه من جديد10.

ولكنه في سنة ١٩٠هـ اضطرب مشرق الدولة من جديد وذلك عندما ظهر (ثار) رافع بن الليث بن نصر بن سيار بسمرقند من أرض ما وراء النهر، وذلـك لأسباب تتعلق بالأخلاق. وجلد رافع وقيد وطيف به على حمار "ليكون عظة لـغـيـره" فثار واستطاع أن يستولي على المدينة وقتل عاملها وهزم جيشاً أرسله إليه عيسى بن علـي بن ماهان وغلب رافع على بقية ما وراء النهر ثم أنه بعد ذلك استمال الترك المقيميـن هذه النواحي وتمكن هؤلاء من قتل عيسى بن علي. وعندما سار علي بن عيسى إلى مرو ليحميها من رافع عزله الرشيد كما نستبين من النصوص طمعاً في أمواله، واستعمل بدلاً منه هرثمة بن أعين، وقبض ابن أعين على الوالي المعزول وأخذ أمواله بأمـر من الرشيد. وجد هرثمة في حرب رافع فحاصره بسسمرقند، واستعان بطاهر بــن الحسين القائد المشهور في قتاله. واهتم الخليفة بأمر رافع وأشفق من تزايد خطره حتى أنه عزم على الخروج إليه بنفسه. ولكن الرشيد سيموت في الطريق وذلك قبـل القضاء على ثورة رافع بن الليث التي ستستمر حتى سنة ١٩٥هـ11.

أما عن الخوارج فإن ثوراتهم لم تنقطع خاصة في إقليم الجزيرة، وكذلك خراسان.

ففي أول عهد الرشيد قام أحدهم بالجزيرة وهزم الوالي وتقدم نحو الموصــــل وهزم حامية المدينة ولم تتمكن جيوش الخليفة من النيل منه إلا بعد عناء شديد.

وفي سنة ١٧٥هـ خرج أحد الموالي من القيسية وهو حصين الخارجي بخراسان وهزم والي سجستان، واستولى على عدد من المدن. واستطاع كما تقول الروايـــــــــات ولو في قلـة من قواته لم تتجاوز الستمائة رجل أن يهزم الجيش الذي سيره إليـه والي خراسان وكان يبلغ اثني عشر ألفاً.

وظل الثائر يعيث في البلاد فساداً حتى قتل سنة ١٧٧هـ12.

وأثناء ثورة الحسين، قام خارجي آخر بالجزيرة وقدم الموصل وتمكـن من هزيمة عسكرها قبل أن يقتل13.

أما الثورة الخارجية التي أزعجت الخليفة فهي ثورة الوليد بن عريف التغلبـي الذي خرج بالجزيرة سنة ١٧٨هـ، وفتك بالمسلحة العباسية في نصيبين، وقـــوى أمره فدخل أرمينية واذربيجان وأرض الجزيرة وعات فيهم وأتعب قائد الرشيد يزيد بن مزيد الشيباني. وبعد مقتل هذا الثائر قام الرشيد بأداء العمرة شكراً لله14.

وفي سنة ١٧٩هـ خرج بخراسان، ثائر خارجي آخر، هو حمزة بن أتــــــــرك السجستاني، الذي دوخ جيوش علي بن عيسى بن ماهان، حتى أن الوالي "قصـد القرى التي كان أهلها يعينون حمزة فأحرقها وقتل مـن فيها". وتورد النـــــــــصوص أن هذا الثائر قام بأعمال فظيعة منها أنه كان يقتل الغلمـان بالمكاتب كما كـان يقتل معلمهم. واضطر طاهر بن الحسین عامل ابن ماهان على بوشيخ إلى القيام بأعمال رهيبة ضد الخوارج المحاربين منهم والقاعدين (غير المحاربين) ومن لهـم ديوان ومن لا ديوان لهم. تقول الروايات أنه كان "يشد الرجل منهم في شجرتين يجمعهما ثم يرسلهما فتأخذ كل شجرة نصفه". وذلك حتى طلبوا الأمـان فـي سنة ١٨٥هـ.

الفتنة بمصر:


هذه الاضطرابات التي سرت في أرجاء الدولة بلغت أرض مصر الآمنـة المطمئنة بدورها فقام في سنة ١٧٨هـ أهل الحوف وهم من قيس وقضاعة بالثورة وقاتلوا عاملهـم الذي استنجد بعامل فلسطين. وبعد أن أخمدت الثورة أمر الخليفة بعزل والـي مصر وعيّن آخر مكانه.

الشيعـة:


أما عن العلويين (الشيعة) فكان لهم نشاطهم المعادي أيضاً ولو أن نشاطهم لم يصل إلى درجة خطيرة كما هو الحال بالنسبة للخوارج، ففي أول عهد الرشيد اطمأن العلويون وظهر من كان مختفياً منهم مثل ابراهيم بن إسماعيل المعروف بطباطبا، وعلي بن الحسين بن إبراهيم بن عبد الله بن الحسين. وفي سنة ١٧١هـ تذكر النصوص أن الرشيد أمر بإخراج الطالبيين من بغداد إلى مدينة النبي صلى الله عليه وسلم ماعدا العباس بن الحسن بن عبد الله بن عباس15.

ظهور يحيى بن عبد الله بالديلم:


قام يحيى بن عبد الله بن الحسن بالثورة على الرشيد في بلاد الديلم، فـي سنة ١٧٦هـ وأزعج هارون، فندب لقتاله الفضل بن يحيى، ومعه صناديد القواد، وولاة جرجان وطبرستان والري وغيرها. ولجأ الفضل إلى السياسة فكاتب يحيـى ولاطفه، كما اتصل بصاحب الديلم وبذل له الأموال، وأخيراً استجاب يحيى للصلـح على أن يكتب له الرشيد أماناً بخطه وأن يشهد على هذا الأمان "القضاة والفقهاء وجلة بني هاشم ومشايخهم" فأجابه الرشيد إلى ذلك، وعظمت منزلة الفضل عنـده. وقدم الفضل ومعه يحيى بن عبد الله بغداد فاستقبله الرشيد استقبالاً حسناً، إلا أن أمانه ووعده لم يكونا بأهم من أمان أسلافه وذلك أنه لم يحترم ذلك الأمان وأمر بحبس العلوي. وتمكن الرشيد من إعطاء نقضه العهد صفة الشرعية فأفتـاه بـعـض القضاة بأن هذا الأمان منتقض من وجوه كثيرة وظل يحيى في سجن الرشيـد حـتـى وافاه الأجل16.

السياسة الخارجيـة:


الصـراع ضد بيزنطة:


فيما يتعلق بالسياسة الخارجية في الدولة فقد استمر الصراع ضد بيزنطة طـوال عهد الرشيد وزادت حدته بسبب اهتمام الرشيد اهتماماً خاصاً بالجهاد وذلك منذ أيام والده المهدي الذي كان يعهد إليه بقيادة الحملات في بلاد الروم. وبدأ الرشيد خلافته في سنة ١٧٠هـ بإجراء إصلاح رئيسي على الحدود البيزنطية وذلك أنه أصلح الثغور جميعها وشحنها بالحاميات من الخراسانية، وجعـل هذه المنطقة ولاية مستقلة وأسماها "العواصم"، وكانت الصوائف وفي بعـض الأحيان الشواتي تسير إلى أرض الروم بانتظام، وكان الأسطول يساعدها في البحـر في كثير من الأحيان. وفي سنة ١٨١هـ سار الرشيد بنفسه على رأس الجيوش وافتتح عددا من الحصون. وتم الاتفاق بين البيزنطيين والمسلمين على فداء الأسرى، وتولـى ذلك من قبل المسلمين القاسم بن الرشيد ومعه الأعيان من أهل الثغور والعلماء وتم التبادل قرب طرسوس وكان عدد الأسرى المتبادلين ثلاثة آلاف وسبعمائة17.

وفي سنة ١٨٧هـ توغل القاسم بن الرشيد في أرض الروم وحاصر عددا من الحصون حتى اضطر البيزنطيون إلى شراء انسحاب المسلمين عن طريق دفع الجزية وتحرير أكثر من ثلاثمائة وعشرين أسير مسلم. وفي هذه الأثناء قامت ثورة في بلاط بيزنطة كـان من نتائجها خلع إيرين (ریني) واعتلاء وزير ماليتها نقفور العرش. وعمل الإمبراطـور الجديد على نهج سياسة مناهضة الخلافة ورفض الجزية واستلزم الأمر قيام حملة قادهـا الرشيد بنفسه فحاصر مدينة هرقلة ونشر الخراب حتى اضطر نقفور إلى دفع الجزية إلا أنه نقض الاتفاق بعد رجوع الرشيد مباشرة فاضطر الخليفة إلى الرجوع إلى أرض الـــروم أثناء الشتاء رغم قسوة البرد18.

واشتدت الحرب بعد ذلك وتذكر النصوص أنه قتل في الحرب من الروم في سنة ١٨٨هـ أربعون ألفاً وسبعمائة. ولكن هذه الصائفة لم تكن لها نتيجة ملموسة19.

وفي سنة ١٩٠هـ استطاع الرشيد الانتقام لغدر نقفور، فسار على رأس جيـش كبير تبالغ النصوص في عدده فتقول أنه زاد على مائة ألف وخمسة وثلاثين ألفاً "سـوى الأتباع والمتطوعة ومن لا ديوان له" وحاصر هرقلة حصاراً شدیداً طوال شهر حتى سقطت وسارت طوابير المسلمين في مختلف أنحاء آسية الصغرى تخرب وتنهب وتنشـر الذعر في كل مكان. وانتهى الأمر بخضوع نقفور واضطر إلى دفع الجزية ولكن هذه النتيجة مؤقتة. ولم تكن الحملات الإسلامية التي تلت ذلك ناجعة تماما. إذ تذكـر النصوص أن الروم استطاعوا أن يقفوا أمام المسلمين وأن يرغموهم في بعض الأحيان إلى الانسحاب، وعلى ذلك لم تستطع الدولة أن تحقق انتصارات حاسمة. وطال الضـــــــراع لمدة طويلة دون أن يؤتي بثمرة بالنسبة لأي من الطرفين المتنازعين20.

ومات الرشيد في مدينة طوس سنة ۱۹۳هـ وهو متوجه لإخماد الثورة التي قام بها حفيد نصر بن سيار في المشرق. وترك الخلافة محل نزاع بين ابنيه الأمين والمأمون، وقد أشرك الرشيد ابنيه معه في الحكم. وقد بدأ الرشيد بأن عهد إلى ابنه محمد بن زبيدة ولقبه بالأمين وكان طفلاً صغيراً بلغ من العمر حوالي خمس سنوات. ثم شعـر بالغبن بالنسبة لابنه عبد الله وكان من أم ولد خراسانية، فعهد له في سنة ١٨٢هـ بولاية العهد بعد الأمين وأشركه في الحكم فولاه مشرق الدولة - أي خراسان وما يتصل بها إلى همدان ولقبه بالمأمون وعهد بتدبير شئونه إلى جعفر بن يحيى21. وعهــد بالنصف الغربي من الدولة أي بلاد العراق والشام إلى آخر بلاد المغرب إلى الأميـن ولي العهد الأول. وعهد بإدارة شئونه إلى يحيى بن خالد ولم يكتف الرشيد بهذا بل بايع لابنه الثالث وهو القاسم بولاية العهد بعد المأمون ولقبه بالمؤتمن ولكنه جعـــل للمأمون حرية التصرف في تثبيته أو خلعه. وكان للابن الثالث ولايته هو الآخر فـــي الجزيرة والثغور والعواصم22.

وفي سنة ١٨٦هـ عندما سار الرشيد إلى مكة لأداء فريضة الحج اصطحب مع أبناءه، وفي مكة دعا الفقهاء والقضاة وكبار رجال الدولة وكتب كتاباً أشهد فيه على الأمين بالوفاء للمأمون كما كتب كتاباً آخر أشهد فيه على المأمون الوفاء للأمين وعلق الكتابين فـي الكعبة23. ولكن عندما توفي الرشيد في سنة ١٩٣هـ قرب طوس آل عسكره جميعاً إلى المأمون الذي كان مصاحباً له.


  1. انظر، ابن الأثير، الكامل ، ج ٥، ص ۸۲.
  2. ابن الأثير، الكامل، ج ٥، ص ۸۲، ص ۹۹.
  3. ابن الأثير، الكامل، ج ٥، ص ١١٤.
  4. نفس المصدر السابق، ص ۸۷.
  5. نفس المصدر، ص ١١٥ - ١١٦، ص ۱۲۱.
  6. انظر ابن الأثير، الكامل، ج ٥، ص ١٢٤، ص ۱۲۸ – ١٢٩.
  7. نفس المصدر السابق، ص ۹۱ – ۹۳، ص ۱۰۳.
  8. نفس المصدر، ص ٩٦، ص ۱۰۳.
  9. انظر، ابن الأثير، ج ٥، ص ۱۰۲، ص ۱۰۸، ص ۱۱۰، ص ۱۱۳.
  10. نفس المصدر، ص ١٢٠ - ۱۲۱.
  11. ابن الأثير، الكامل، ج ٥، ص ١٢٢.
  12. ابن الأثير، الكامل، ج ٥، ص ٨٩.
  13. ابن الأثير، الكامل، ج ٥، ص ٩٤.
  14. ابن الأثير، الكامل، ج ٥، ص ۹۷، ص ١٠١.
  15. انظر، ابن الأثير، الكامل، ج ٥، ص ۸۳، ص ۸٥.
  16. نفس المصدر السابق، ص ۹۰.
  17. انظر، ابن الأثير، الكامل، ج ٥، ص ١٠٥ - ١٠٦.
  18. نفس المصدر، ص ۱۱۸.
  19. نفس المصدر، ص ١٢٠.
  20. ابن الأثير، الكامل، ج ٥، ص ۱۲۲.
  21. انظر، ابن الأثیر، ج ٥، ص ۱۰۷.
  22. نفس المصدر، ص ١١٢.
  23. نفس المصدر السابق، ص ۱۱٣.