مجلة المقتبس/العدد 96/المكتبة الزراعية

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة المقتبس/العدد 96/المكتبة الزراعية

ملاحظات: بتاريخ: 1 - 1 - 1915



وكتاب الفلاحة

في قرية زمارين التي تبعد عن حيفا زهاء ثلاثين كيلو متراً مكتبة غنية جمعت كل ما عرف إلى الآن من المصنفات الزراعية على مختلف اللغات وقد أتيح لنا زيارتها ربيع هذه السنة فأردنا أن نطلع من يريد الاطلاع على ما هنالك وأن نصف لهم كتاباً عربياً من أجود وأمتع ما كتب في الزراعة فنبدأ بوصف القرية ثم المكتبة ثم الكتاب القريةزمارين أو ذكرون يعقوب على ما يسميها سكانها بليدة صغيرة أستوطنها وتملكها مهاجرة الإسرائيليين القادمين من رومانيا سنة 1882 ميلادية وقد ضاقوا ذرعاً من الأنفاق على أعمارها وإصلاح تربتها قبلاً فاستنجدوا بسراة قومهم فانجدهم البارون يعقوب روتشيلد الذي نسبوهم إليه كما مر بك وأمدهم بالأموال الطائلة حتى أثروا وتنعموا وأخيراً سلمها إلى جمعية الأيكا أحدى جمعيات الاستعمار الإسرائيلي التي تعمل على أسكان الإسرائيليين في فلسطين وفي أميركا وغيرها من البلدان وهي تحوي اليوم 150 بيتاً وفيها من السكان ما يزيد عن 800 نسمة وواقعة على ذروة جبل يطل على البحر المتوسط وعلى ما حولها من السهول الخصبة والحراج الغضة وبالنظر لكونها في منتصف الطريق المؤدي إلى يافا فإن فيها نوعاً من الحركة التجارية وأهلها يعملون بالزراعة وفيها در للبريد والبرق وتجود فيها الكروم إلى حدان معملها الكبير يخرج مقداراً كبيراً من الخمر وغيرها من المشروبات الألكحولية ويصدرها إلى أوربا فوق ما يستهلك منها في فلسطين.

وفي هذه القرية من الجواد والشوارع ما لا تحده في المدن الكبرى ويأتي الماء إليها من بئر غزيرة في جنينة تسمى النزلة تسوقه قوة البخار إلى ما يعلو عن سطح البحر مائتي متر تقريباً ويتوزع على البيوت والسيلان من الخزان الذي يجتمع فيه وفيها فنادق تفي بالغرض وتعنى براحة المسافرين ويتخلل بيوتها القوراء الشمس والهواء النقي.

المكتبة

في أحدى جوانب هذه القرية تجد بناية فخمة بالنسبة إلى ما سواها وأول ما يقع نظرك عليه منها بهو غير واسع الأرجاء ولكنه يكفي لاجتماع مزارعي تلك القرية وفي وسط آلة تدور بصور الحبوب والثمار ليسهل على الخطيب الذي يخطب في موضو تعريف الحاضرين بأصناف الحبوب التي يدور عليها البحث.

وعلى جانبها الأيمن غرفة خاصة بمدير المكتبة وعمالها وخزانة فيها بضع مئات من الكتب الزراعية ومنها تنتقل إلى المكتبة الكبرى التي تضم تحت سقوفها زهاء عشرين ألف مجلد كلها تبحث في الزراعة وما يليها وأغلب الكتب فيها باللغة الإنكليزية ثم الألمانية فالفرنساوية فالطليانية فالاسبانيولية وفيها نزر يسير من الكتب العربية والتركية. وترى خزانة خاصة بالمجلات الزراعية على اختلاف اللغات وبينها مجلة الأرض الباسيفيكية التي صدرت ولا تزال تصدر في سان فرانسيسكو ومن 7كانون ثاني 1871 أي منذ 46عاماً وقد علمنا من أمناء الكتب أن هذه المجلة لا يوجد منها سوى ثلاثة مجاميع تامة الأعداد أحدها في هذه المكتبة وقد أهديت لها من قبل حكومة الولايات المتحدة.

ويوجد غرفة خاصة للطب النباتي وجميع كتب هذه الغرفة تتعلق بالأمراض التي 11 والشجر والنبات وفيها نماذج قد ترى بالعين المجردة ومنها لا يرى إلا بالمجهر وهو قائم في وسط الغرفة للذين يقصدونها للوقوف على أدواء أشجارهم وبقولهم والذي اكتشفوا على الآن من أمراض النبات يبلغ أربعين ألفاً وهناك دائرة خاصة بالكيمياء وفيها من الآلات والعقاقير ما تحلل به الأتربة والحجارة لمعرفة خواص الأرض. ودائرة التجليد وفيها مجلد خاص يشتغل طوال نهاره بتجليد الكتب والمجلات ويتعهد الكتب المجلدة حتى إذا أفسد الدهر شيئاً منها أصلحه.

ومن ألطف ما رأيناه غرفة خاصة بأنواع النبات والأزهار والرياحين التي توجد في سوريا وفلسطين وقد حفظت ضمن ملفات لها على شكلها الأصلي وحرر بأخر كل زهرة أو ورقة منها تاريخ العثور عليها وأي البلاد وجدت وفيها بعض الأعشاب الغريبة التي جيء بها من بلاد المغرب وقد أطلعت على فإذا هي قد وجدت بجوار طنجة من بلاد مراكش سنة 1802 ومع ما مر عليها من السنين تراها كأنها قطعت حديثاً وأدرجت في ملفها ملصقة على ورقة ثخينة جداً وقد تأنقوا في ضبط أنواعها حتى بلغت معهم إلى الآن ثلاثين ألفاً من الأعشاب والأزهار وسواها مما تنبت الأرض من بقولها وهناك خزانة خاصة بالأتربة والحجارة وفيها بعض الأصداف والأسماك والأشجار المتحجرة.

ويوجد من الآلات مقاييس للحرارة والرطوبة والمطر وكل ما له علاقة بالزراعة وآلة لنقل الصوت حتى إذا أضطر مدير المكتبة لمبارحة عمله ليلاً وكان يصعب عليه مقابلة موظفيه أتى إلى المكتبة وتكلم ما شاء الله أن يتكلم فتأخذها الآلة وترسمها على الأسطوانة وهي أشبه بأسطوانات آلة نقل الصوت الفونوغرافوحينما يأتي كاتب المكتبة يفتح الآلة وينقل عبارة المدير بالحرف

الواحد ويبلغها إلى أصحاب العلاقة بعد أن يدونها بدفتره.

أما مؤسس هذه المكتبة الحافلة فهو هارون آينزرون من متخصصي الزراعة وهو من أهل القرية الذين نبغوا واخصوا في ما وقفوا أنفسهم عليه أسسها سنة 1913 بعض سراة الإسرائيليين في أميركا ويتبع هذه المكتبة حقل نموذجي بجوار قرية عثليث يعالجون فيه الأعشاب والنباتات البرية ليجعلوها صالحة للاستغلال

ففي المكتبة تجد ما يعوزك من النظريات العلمية وفي الحقل تلقن ما يفيدك من التطبيقات العلمية.

كتاب الفلاحة

للشيخ الفاضل أبي زكريا يحيى بن محمد بن أحمد بن العوام الأشبيلي عني بطبعه بعد ترجمته إلى الأسبانيولية الدون يوسف بن أنطونيوس الإنكليزي وقد نسخه من بين كتب خزانة المجمع العلميالأكاديميفي أسبانيا ومثله المطبع على عربي واسبانيولي فجاء في جزأين كبيرين بالقطع الكامل الأول 698 صفحة والثاني 756 ومما ذكره في مقدمته.

أعلم وفقنا الله وإياك أني قسمت هذا التأليف على خمسة وثلاثين باباً وضمنت الأبواب من هذا الفن أنواعاً تقف عليها أن شاء الله تعالى وبه أستعين وعليه أتوكل واعتمدت على ما تضمنه كتاب الشيخ الفقيه الأمام أبي عمر بن حجاج رحمه الله المسمى بالمقنع وهو الذي ألفه سنة ست وستين وأربعمائة وهو مبني على آراء أجلة الفلاحين والمتكلمين نقل فيه نصوص أقوالهم وعزاها إليهم وعددهم ثلاثون رجلاً والمقدمون منهم يونيوس بارون لاقطيوس يوقنصوص طارطيوس بتدون بريعايوس ديماقراطيس الرومي كسينيوس طروراطيقوس لاون سود بورقسطوس عالم الروم سادهس سمانوس سراعوس انتوليوس شولون ميداغوس الأسباني نهاريس مرعوطيس مرسينال الطنيس انوت برورانطوس والمتأخرون في زمانهم منهم إسحاق بن سليمان ثابت بن قره بو حنيفة الدينوري وغيرهم ممن ام نسمه واعتمدت أيضاً مع ذلك على ما استحسنته مما تضمنته الكتب المذكورة بعد منها كتاب الفلاحة البطة تأليف توثامس وهو المبني على أقوال أجلة الحكماء غيرهم وذكر فيه أسماءهم وعددهم منهم آدم وسفريت وسيوشد وخنوخا وماس ودرتا وطامتري وغيرهم وربما اختصرت ذكر هذا الكتاب وأثبتت له علامة وهي (ط) وعلى كتاب الشيخ أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن الفضال الأندلسي رحمه الله وهو المبني على تجاربه وعلامته على وجه الاختصار (ص) وعلى كتاب الشيخ الحكيم أبي لاشبيلي رحمه الله وهو مبني على آراء جماعة من الحكماء والفلاحين وعلى تجاربه وعلامته (خ) وكتاب الحاج الغرناطي وعلامته (غ) وكتاب ابن أبي جواد وكتاب غريب بن سعد وغيرهم ونقلت إلى هذا الكتاب أيضاً ما 11 منسوباً إلى الحكماء المذكورين بعد هذا وهم ديمراط وعلامته (د) وجالينوس وعلامته (ج) وأنتريوس الأفريقي وعلامته (ف) والفرس وعلامتهم (ر) وعلامة قسطوس (ق) وعلامة أوسطاطانيس (ط ط) وعلامة اليوناني (م) وأخبر بعض العلماء في التاريخ أن اليوناني كان من الإسكندرية وزعموا أنه كان المعمرين وأنه عمر 800 سنة وسقت أقوالهم على حسب ما وضعوا في كتبهم ولم تكلف أصلاح ألفاظهم وثقلت أيضاً أقوال المسلمين في هذه الجملة ولم عنهم بأن كتبت قيل كذا وقال غيره كذا طلباً للاختصار ولم أثبت فيه شيئاً من رأيي إلا ما جربته مراراً فصح وقسمت هذا التأليف على سفرين ضمنت الأول منهما معرفة أخبار لأرضين والزبزل والمياه وصفة العمل في الغراسة والتركيب وما يتصل بذلك مما هو في معناه ولا حق به وضمنت السفر الثاني الزراعة وما إليها وفلاحة الحيوان والله المستعان وهو حسبي ونعم الوكيل وقدمت في فلاحة لأرضين ما ثبته الشيخ الخطيب أبو عمر بن الحجاج رحمه الله في كتابه من آراء القدماء المذكورين فيه وجعلته كالأصل لشهرتهم في العلوم ولم أقطع بأن ذلك يصح في بلادنا لبعد بلادهم عنها وتممت الغرض المقصود إليه بما نقلته من كتب الفلاحين الأندلسيين أو ما جربوه في ذلك وما وافق أقوالهم فيه آراء القدماء هو الذي يصح عندنا إن شاء الله تعالى وبه التوفيق.

الباب الأول: في معرفة الطيب من أنواع الأرض والوسط والدون منها بدلائل ذلك وشواهد وذكر طبائعها وتسمية ما يصلح أن يزرع أو يغرس في كل نوع منها وما يجوز فيه.

الباب الثاني: في ذكر الزبول وأنواعها وتدبيرها ومنافعها للأرض والشجر وسائر المنابت ووجه استعمالها وما يصلح منها بكل نوع من أنواع الأرض وبكل نوع من المغروسات والمزروعات فيها.

الباب الثالث: في ذكر أنواع المياه المستعملة في سقي الأشجار والخضر وما يرافق من أنواعه كل نوع من ذلك.

الباب الرابع: في اتخاذ البساتين وترتيب غراسة الأشجار فيها على أحسن وجه والاختبارات في ذلك.

الباب الخامس: في صفة العمل في اتخاذ الأشجار أنواع الثمار في البعل وعلى السقي وفيما لا يستغني غارسها عن معرفته.

الباب السادس: في صفة العمل في غراسة الأشجار المطعمة والابقال المدركة بالقول الجملي في ذلك.

الباب السابع: في تسمية الأشجار المعتاد غراستها في أكثر بلاد الأندلس وتقدير أنواعها ووصف بعضها وصف العمل في غراسة كل شجرة منها وذكر كل ما يصلح لكل نوع من أنواع الأرض ومن السقي وسائر التدبير على الإفراد.

الباب الثامن: في تركيب الأشجار المؤتلفة المتفقة بعضها في بعض ومعرفتها.

الباب التاسع: في صفة العمل في تقليم الأشجار ورقت ذلك وذكر ما يحمل ذلك منها وما لا يحتمله.

الباب العاشر: في كيفية العمل في عمارة الأرض المغترسة على حسب ما يصلح لها وبالأشجار المغترسة بها ووقت ذلك واختياره وذكر الصفة التي يصلح أن تكون عليها الأرض في وقت العمارة وتسمية الأشجار التي توقفها كثرة العمارة والتي لا توافقها أكثر منها.

الباب الحادي عشر: في صفة العمل بتزبيل الأرض والأشجار المغروسة وغير المغروسة وفي ما يوافق كل نوع منها من الزبول وعلاج الأرض المالحة وقدر الزبل ووقته وكيفية تزبيل الأشجار بحسب حالها وحسب حال الأرض التي هي مغروسة بها

12: في صفة العمل في سقي الأشجار والخضر بالماء ووقت ذلك وقدره وذكر الأشجار التي يصلحها السقي الكثير والأشجار التي لا تحتمله.

13: في تذكير الأشجار الآتي ذكرها وهي الذكار والبكور والتين والخوخ والرمان وشجر المشتهى والكمثرى وحبّ الملوك وهو الراسية الخ.

14: في علاج الأشجار والخضر التي ذكرها من الأدواء والأمراض أن نزلت بها وذلك التفاح والأجاص والنارنج وخلافه.

15: فيه صلح مستظرفة تعمل في بعض الأشجار والخضرة من ذلك صفات في دس الطيب والحلاوة والترياق وكبوب الفاكهة الحلوة والأدوية المسهلة في الأشجار المطعمة وفي القضبان والبقل المغترسة ليؤدي ثمرها مطعم ذلك وفوحه وقوته وصفة عمل يصير به لون الورد أصفر ولازوردياً أيضاً وتدبير في الورد حتى يورد في غير أيامه وتدبير في التفاح حتى يثمر في غير أيامه إلى غير ذلك من الثمار.

16: في صفة العمل في اختزان الحبوب الغضة واليابسة.

17: وهو أول السفر الثاني م هذا التأليف في كيفية القليب ووقته ومنفعته وإصلاح الأرض بعد كلاهما.

18: فيما يريح الأرض ويصلحها من الحبوب القطاني

19: في معرفة وقت الزراعة وكيفية العمل فيها وصفة العمل في زراعة القمح والشعير الخ.

20: في صفة العمل في زراعة الرز والذرة والدخن والعدس والجلباني وغيرها سقياً وبعلاً.

21: في صفة العمل في الزراعة القطاني سقياً وبعلاً مثل الفول والحمص.

22: في زراعة الكتان والقنب والقطن وبصل الزعفران و. . . الخ

23: في اتخاذ واختيار أرضها وكيفية العمل في زراعتها.

24: في زراعة البقول ذات الأصول وشبيها وذلك السلجم والجزر والفجل والبصل الخ.

25: في زراعة القثاء والبطيخ والدلاع الخ

26: في زراعة النابت ذوات البزور المستعملة في الأطعمة وفي بعض الأدوية مثل الكمون والكورية والشونيز الخ

27: في زراعة الأحباق والرياحين مثل ذلك الخيري والسوسن والنيلوفو والبهار الخ 28: في زراعة انواع من النبات تتخذ في الحنات وتصرف في وجوه مختلفة من ذلك الماميثا والقنارية والفيجن والكرفس والنيل والصقر الخ

29: في تقدير الزراريع وفيه صفة يتعرف فيها ما ينتخب من البزور في ذلك العام بمشيئة الله.

30: وهو باب جامع يتضمن اختيارات منها اختيار مواضع النبات ووقت قطع الخشب لذلك ولمعاصر الزيت وشبه ذلك وفيه تيبيس الشجر والنبات المضر بالأرض وكيفية تحصين الكروم والجنات بغير حائط وصفة الأعمال في انتقال الأعشاب والأشجار من البرية إلى البساتين وصفة المجرد الذي يعدل به الأرض ووصف أشجار ونبات يصرف ذكرها في هذا الكتاب في باب تركيب.

31: وهو أول في فلاحة الحيوان من ذلك اتخاذ البقر والضان والماعز ذكرانها وإناثها واختيار الجيد منها ومعرفة وقت أنزاء فحوله عليها ومدة حملها قدر أعمارها.

32: في اتخاذ الخيل والبغال والحمير والإبل ذكرانها وإناثها الخ

33: في علاج بعض علل الدواب وأدوائها بالأدوية الينة الموجودة وتعمل اليد بالحديد هنياً لا كلفة فيه ولا كثير مهنة قبل الترويج والتصدير الخ.

34: في اقتناء الحيوان الطائر المتخذ في البيوت وفي البساتين والبقاع والجمال لعلها أحبال مثل الحمام الإوز البرك والطواويس والدجاج وسواه.

35: في اقتناء الكلاب المباح اتخاذها للصيد والزرع والماشية ومعرفة جيدها وسياستها وعلاج أدوائها وذكر ما يصلح به أحوالها.

وجاء في آخره: استضر الله من الخطاء والزلل ولسأله المغفرة والرحمة والتوفيق لصالح النول والعمل لا رب غيره ولا معبود سواه وهو حسبي ونعم الوكيل.

وهنا نموذج صالح من ذلك الكتاب ننقله للقارئ الكريم ليعلم مبلغ اهتمام المؤلف وبعد في ما لأنتدب نفسه إليه ويرى السلاسة البادية على كتابه الممتع وكلامه المشع.

فصل. وأما العمل في غراسة شجر الخروب قال خ: هو أنواع منه الأندلسي وهو نوعان ذكر لا يثمر والآخر يثمر وثمره عريض إلى الطول ومنه الأملير ومنه ذنب الفارة ومنه الشامي وثمره قصير مدور ومنه الخيار شنبر والخروب جبلي ويتميز له من أنواع الأرض في السهل ما يشبه الأرض الجبلية وينجب في الأرض الكريمة السمينة وتغر نواميه معتلق بعروقها ومليسة في مواضعها حتى يصير لها عروق ثم ينقل ويغرس نواه في تراب جبلي مخلوط برمل وزبل قديم أثلاثاً ويغطى بذلك بقدر أصبعين ويسقى بالماء عدل وينقل بعد عامين في يناير وفي فبراير أيضاً ويغرس تفله في حفر عمقها نحو أربعة أشبار ويجعل بين تفلة منه وأخرى نحو عشرين ذراعاً والعمل في كله مثل ما تقدم ولا تنحب ملوخه ويركب في أنواعه ولا يركب من شيء من الأشجار سواها ولتركيبه عمل مختص به باب التركيب إن شاء الله تعالى والبق لا يقرب عود شجر الخروب.

وفي ط: قد تختار من حمل الخروب جربان يؤخذ وهو رطب أو يابس ويكسر صغاراً ويهشش ناعماً ويطحن مع حبه ويخلط معه شيء من دقيق شعير أو حنطة ويعجن دقيقة بخمير من دقيق فإذا اختمر اختمارا متوسطاً يعني بقي بقاء متوسطاً في المدة بعد عجينة فليخبز على الطابق ثم يؤكل بالدسم والأدهان والحلاوات قال ابن حزم الخروب قوت عند الضرورة.

فصل. أما صفة العمل في غراسة الزيتون وهو نوعان بري ينبت في الجبال ولا ينبت في شطوط الأنهار ولا حيث تصل عروته إلى الماء الكثير الدائم والنوع الأخر الأهلي وهو أكثر حباً من البري وأوفر دهناً.

ومن كتاب الحجاج رحمه الله قال يونيوس الأرض التي تصلح لشجر الزيتون جداً هي الأرض الرقيقة ومن أجل ذلك صار شجر الزيتون يخصب في بلاد أطيفي في الترجمة الأسبانية أسطيفيلأن أرضهم أرض رقيقة وإذا غرس فيها يخصب أكثر من في غيرها قال ابن الحجاج يريد بذلك خصب الزيتون لاكثرة تنعم الأغصان قال يونيوس والأرض البيضاء أيضاً تصلح لغرس شجر الزيتون لا سيما إن كانت لينة رطبة فإن شجر الزيتون الذي يكون في مثل هذه الأرض يحمل ثمرة كبيرة لينة كثيرة الزيت والأرض السود لا سيما التي فيها حجارة صغار أو شيء كثير من الصخور إلى البياض والأرض الرملية إذا لم تكن مالحة تصلح لغرس الزيتون وأما الأرض العقيمة فينبغي أن يتجنب شجر الزيتون لأنها تربي شجر الرمان وتصير بها عظيمة وأما ثمرة الزيتون فإنها تكون قليلة الزيت كثيرة الماء يبطئ ويكون درديها أكثر من زيتها وكذلك الأرض اللزجة الكثيرة جداً فغنها لبردها ير موافقة لشجر الزيتون وذلك لأنها حارة أحمى في الصيف من غيرها وربما تشققت شقوقاً عظماً وتفتحت فتبردت في الشتاء.

وقال ديمقراطيس: يغرس الزيتون في الأرض البيضاء الجرداء الجافة غير الندية ولا ينبغي أن يغرس في الأرض الحمراء المتطامنة ولا في الأرض السخية وهي المالحة ولا في الأرض التي تبرد نعما في شدة البرد وتسخن في شدة الحر لا 11 ريحها ولا في الأرض المشققة إلى أن يقول: وقد أجمع الفلاحون على أن الرياح توافقه فلذلك ينبغي أن يكون غرسه في الجبال والربى التي ليست تنزلها الثلوج كثيراً إلا أنه لا يهوى الجليد والهواء البارد ولا الحر المفرط ولكن حظه من الجو وافٍ. ومنه أيضاً أي يونيوس في السرجين: قال يونيوس: أن السرجين الموافق لشجر الزيتون هو بعر الماعز والغنم وسائر المواشي وسرجين الحمير والخيل وسائر الدواب وأما عذران الناس فغير موافق ولا ينبغي أن يلقي السرجين على الأصول بل بعيداً من الساق قليلاً ليختلط الأرض فيرسل الحرارة قليلاً قليلاً إلى الأصول قال وأما المهرة في بالفلاحة فإنهم يرون طرح التراب أولاً على الأصول ثم طرح السرجين ثم بعد

طرح التراب أيضاً على السرجين وينبغي أن يزبل في كل ثلاث سنين أو أربع لا سيما في وقت السقية والمواضع الرطبة ينبغي أن يعمل فيها من السرجين الأقل وفي السنين الكثيرة وأما المواضع التي لا يسرع فيها النبات والمواضع اليابسة فينبغي أن يستعمل فيها السرجين أكثر.

وذكر فصل في صورة غرس نوى الزيتون وفصلاً في كيفية إزالة المحروق من الزيتون وفصلاً في أنه لا يجوز نفض حب الزيتون في يوم مطير وإليك ختام قوله في هذا الفصل: ولا ينفض حب الزيتون في يوم مطير فإن ذلك يضر بشجره ووقت نفض ما غرس منه في الجبال شهر يناير ولا سيما الكثيرة الحمل منه وعلامة بلوغه النضج إذا أحمر الماء في داخل الحبة وينفض ما غرس منه في السهل ولاسيما في أرض الزرع إذا أحمر حبه ولا يترك حتى يسود ويتناهى نضجه وفي شهر يناير يتكامل الدهن في حب الزيتون الجبلي الصحيح منه الذي لم يلحقه موت ولا يبس وينفض في فبراير أني جربت ذلك فصح.

قال ابن حزم رحمه الله. الزيتون قوت عند الضرورة لا عند الرخاء اه.) وعلى ذكر الفلاح والنبت ننقل للقارئ الكريم تعريف هذين العلمين عن بعض الكتب التي عرفتهم فتذكر لهم الكتب التي عرفنا عن طبعها بهذين العلمين في القديم والحديث جاء في كتاب مفتاح السعادة ومصباح السيادة في موضوعات العلوم للمولى أبي الخير عصام الدين أحمد بن مصطفى المعروف بطاش كبرى زاده المتوفى سنة962وقد طبع هذا الكتاب في مطبعة دائرة المعارف النظامية بحيدر أباد الدكن بالهند ما يأتي:

علم الفلاحة

علم يتعرف منه كيفية تدبير النبات من أول نشره إلى منتهى كماله بإصلاح الأرض لما بالماء أو بما يخلخلها من كالسماد ونموه أو يحميها في أوقات البرد مع مراعاة الأهوية فيختلف باختلاف الأماكن ولذلك تختلف قوانين الفلاحة باختلاف الأقاليم ومنفعة الحبوب والثمار ونحوهما وهو ضروري للإنسان في معاشه ولذلك أشق أسمه من الفلاحة وهو ومن إيجاد بعض نتائجه في غير أوانه واستخراج بعض مباد هـ من غير أصله وتركيب الأشجار بعضها ببعض إلى غير ذلك ذكر أبو بكر بن وحشية في كتابه المسمى بالفلاحة عن النبط إن ما دار حول شجرة الخطمي وتطلع بالنظر إلى وردها وأدام ذلك فإنها تحدث فرحاً في النفس وتزيل عنه الهم والحزن اه وجاء في كتاب أبجد العلوم من جمع السيد الأمام أبي الطبيب صديق بن حسن بن علي الحسيني القنوجي البخاري من المتأخرين المطبوع في بهوبال بالهند على الحجر بعد نقل عبارة مفتاح السعادة إلى غاية من الفلاح وهو البقاء قال ابن خلدون:

هذه الصناعة من فروع الطبيعيات وهي النظر في النبات من حيث بالسقي والعلاج وتعهده بمثل ذلك وكان المتقدمين بها عناية كثيرة وكان النظر فيها عندهم عاماً في النبات من جهة غرسه وتنميته ومن جهة خواصه وروحانيته ومشاكلتها لروحانيات الكواكب والهياكل المستعمل ذلك كله في باب السحر فعظمت غايتهم به لأجل ذلك وترجم من كتب اليونانيين كتاب الفلاحة النبطية منسوبة لعلماء النبط مشتملة من ذلك على علم كبير ولما نظر أهل الملة فيما أشتمل عليه هذا الكتاب وكان باب السحر مسدوداً والنظر فيه محظوراً فاقتص وأمنه على الكلام في النبات من جهة غرسه وعلاجه وما يعرض له في ذلك واحذفوا الكلام في الفن الآخر منه جملة واختصر ابن العوام كتاب الفلاحة النبطية على هذا المنهاج وبقي الفن الآخر منه مغفلاً نقل منه مسلمة في كتبه السحرية من مسائله وكتب المتأخرين في الفلاحة كثيرة ولا يعدون فيها الكلام في الغراس العلاج وحفظ النبات من حوائجه وعوائقه وما يعرض في ذلك كله وهي موجودة انتهى الكلام.

ثم قفى على ذلك بقوله: قال في مدينة العلوم ومن لطائف علم الفلاحة اتخاذ بعض نتائجه إلى آخر العبارة التي جاءت في مفتاح السعادة. أما علم النبات فقد وصفه صاحب المفتاح بما يلي:

علم النبات

وهو علم يبحث فيه عن خواص أنواع النبات وعجائبها وأشغالها ومنافعها ومضارها وموضوعه نوع النبات وفائدته ومنفعته التداوي بها ولابن بيطار فيه تصنيف فائق ولا أجمع ولا أنفع من كتابما لا يسع الطبيب جهلهويوجد نبذ من خواصها في ضمن الكتب الطبية.

أما في أبجد العلوم فقد قيل عنه: علم النباتات. ذكره في كشف الظنون وقال في مدينة العلوم وهو علم يبحث فيه عن خواص نوع النباتات إلى أخر عبارة المفتاح.

وهذه أسماء الكتب والرسائل التي طبعت في علمي الفلاحة والنبات غير التي ذكرناها في مواضعها من مبحثنا هذا.

كتاب الفلاحة اليونانية: ترجمه إلى العربية قسطا بن لوقا الطبيب النصراني الفيلسوف الرياضي الرومي العلبكي نبغ سنة 250 إلى سنة 311هـ ويعرف بوضع 11 من المعنى في قليل من الكلام وقد نقله عن ترجمة سريانية لسرجيوس بن الياس 11 الرومي م رأس العين الذي نبغ في أيام القيصر يوستينيانس طبعت الترجمة العربية في القاهرة سنة 1293هـ.

علم الملاحة في علم الفلاحة: لعبد الغني النابلسي طبع في دمشق 1299 هـ وهو مفيد في بابه ويغلب عليه أنه مختصر عن كتاب الفلاحة الذي نحن بصدده.

لائحة الفلاح لتعليم الزراعة والنجاح طبعت في بولاق سنة 1245وأيضاً سنة 1258 هـ وهي في فن الزراعة ولم يذكر أوضعها.

قانون الزراعة: طبع في بولاق سنة 1255 وأيضاً سنة 1257 وهو في فن الزراعة على الطريقة التي قل أن توافق أغراض الزراعة وأحوالها في الأقاليم المصرية.

الآيات البينات في علم النباتات: لأحمد ندى طبعت ببولاق 1

علم النبات: عربه عن الفرنساوية حنا عنجوري من رجال القرن الثالث عشر طبع في بولاق1257هـ.

كشف الأسرار النورانية القرآنية فيما خلق بالأجرام السماوية والأرض والحيوانات والنباتات والجواهر المعدنية: لمحمد بن أحمد لاسكدراني الطبيب نزيل دمشق فرغ من تبيضه سنة 1290هـ وطبع في القاهرة في ج 3 سنة1297

منتخبات في فن الزراعة: ترجمه بشارة أبو عن اللغات الأورباوية وجعله على جزأين الأول في فن الزراعة مع بيان كيفية الأتربة والأجسام المعدنية والهواء والماء في تربية الحيوانات الداجنة ومداواتها إلى غير ذلك طبع في بيروت سنة 1884 ويليه رسوم وصور وأشكال أزهار ونباتات سورية وفلسطين والقطر المصري: تأليف الدكتور بوست طبع في بيروت مع صور وأشكال عديدة سنة1884.

مبادئ النبات: من كتاب النقش في الحجر للدكتور فانديك صاحب المؤلفات المعروفة طبع في بيروت.

مصنف في النبات طبع مصر أيلي رياض المتوفى في أوائل القرن الرابع عشر للهجرة.

النجاح للمزارع الفلاح لمحمود عطية طبع في مصر سنة 1305 وهو في الزراعة وما يجب على الزراع فعله.

مختصر تركيب أعضاء النبات ووظائفها: طبع في مصر سنة 1304هـ للطبيب المصري عثمان غالب باشا.

مصنف في 11 لمتلفة الزراعة القطن المصري وكيفية 11 مع وصف شجيرة القطن وذكر الطريقة الزراعية لعلي فهمي بالزقايق طبع في مصر سنة1895.

الآيات البينات في مشابهة النباتات للحيوانات طبع مصر سنة 1888م لمؤلفه محمود فوزي الحكيم.

اللآلي الدرية من النباتات القديمة المصرية لأحمد كمال المصري طبع على الحجر ببولاق سنة1306.

الصفوة الزراعية في الفلاحة المصرية: طبع في مصر ولعله يوجد غير هذه من الكتب المطبوعة لم تصل إلينا أسماؤها وفوق كل علم عليم.

حيفا

عبد الله المخلص