مجلة المقتبس/العدد 92/مخطوطات ومطبوعات

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة المقتبس/العدد 92/مخطوطات ومطبوعات

ملاحظات: بتاريخ: 1 - 9 - 1914



الرحيق المختوم

في المنثور والمنظوم.

تأليف السيد محسن الحسيني العاملي

طبع في المطبعة الوطنية بدمشق سنة 1332

ص 426

هو كتاب حوى شعر هذا المؤلف ونثره قدم له مقدمة في منافع الشعر قال فيها:

إنه صقيل الأذهان وزينة الإنسان وقد سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الشعر واستنشده وارتاح له وأجاز عليه وعفا عن المجرمين بسببه ونظم أمير المؤمنين عليه السلام من الأشعار ما هو مشهور معلوم في كتب السير والآثار وإن كان الديوان المنسوب إليه لم يصح كونه من نظمه بل علم كون بعضه ليس من نظمه عليه السلام ونظم غيره من الصحابة أيضاً كما نظم العلماء والفضلاء وحسبك بالسيدين المرتضى والرضي رضي الله عنهما وما لهما من جلالة القدر والمكانة العظمى في العلم وديوان الرضي مشهور وديوان المرتضى في عدة مجلدات. . .

وورد في أخبار أهل البيت عليهم السلام من الحث والثواب على رثائهم ومدحهم بالأشعار ما هو مشهور إلى غير ذلك مما يدل على أن الشعر معدود في ألفضائل.

ومن شعر المؤلف الشاعر في القطار الحديدي:

سرت بنا الغيطان وإلا كما ... تسابق الريح مهما هب أونسما

بزلاء ليس لها رحل ولا قتب ... ولا زمام ولا شدوا لها حزما

من السوابق في المضمار ما حملت ... سرجاً ولا مضغت في دهرها اللجما

تخب طوراً وطوراً سيرها رمل ... وتارة تسبق السيل الذي دهما

ذلولة المتن تسري طوع سائقها ... بلا شعور ولم تفهم له كلما

يغدو القريب بعيداً إذ نفارقه ... وإذ تؤم بعيداً يغتدي أمما

تغدو بقطر وتمسي في سواه وفي ... سواهما لمراسيها الصباح رمى

عجماء ناطقة صماء سامعة ... فأعجب لعجماء تحوي السمع والص من الجماد غدت لكن سرعتها ... نظيرها في ذوات الروج ما علما

ومن حديد لقد أمست محجتها ... وجسمها من حديد عاد ملتئما

تطير مسرعة من غير أجنحة ... تمشي وما استعملت في سيرها قدما

تمشي على عجل مشياً على عجل ... كأنها السيل من فوق الزبى هجما

تظن غضبى وما أن مسها غضب ... وذات داء وما أن صادفت ألماً

تطبق الأرض من أصواتها زجلاً ... ولم تكن حركت عند الصراخ فماً

والماء في جوفها تغلي مراجله ... والنار قد ألهبت من تحته ضرما

وللبخار غدا في جوفها زجل ... وجوفها أبداً منه لقد فعما

تظل تزفر إن جد المسير بها ... وقلبها يقذف النيران والحمما

كأنها ملئت غيظاً واحتملت ... غماً وما عرفت غيظاً ولا غمما

تنساب كالأفعوان الصل صادفه ... من يختشيه فولى عنه منهزما

ما أن رأينا جبالاً قبلها قطعت ... كالبرق عرض الفلا تستصغر الهمما

إن فارقت منزلاً أوقاربته غدت ... تصيح معلمة من لم يكن علما

وقال في الحكم والمواعظ:

لعمرك ليس العلم بالفرو والقبا ... وبالكم في عرض السموات والأرض

وبالندب المسدول تحت عمامة ... تسد قضاء الجو بالطول والعرض

ولا بإشارات الأكف كأنما ... يريد بها الأفلاك في البسط والقبض

ولكنه قلب حفيظ ومسمع ... سميع وطرف قد جفا طيب الغمض

إذا لم يزن علم ألفتى بتواضع ... وعقل وحفظ للنوافل والفرض

فللجهل خير للفتى من علومه ... إذا لم تكن يوماً إلى عمل تقضي

وهذا الديوان يدور كسائر الدواوين أوأكثرها على المديح والتقريظ والغزل والنسيب وعلى الشيب والتهاني والمراسلات والعتاب والرثاء والحماسة والحكم والمواعظ والآداب والمناجاة وشكوى الزمان والهجاء والصفات والمعميات والألغاز والملح والتاريخ والحنين إلى الأهل والأوطان، ومنثوره مسجوع كنثر أهل القرن الحادي عشر والثاني عشر ينظر فيه إلى الألفاظ أكثر من المعاني وقد ختم ديوانه بترجمة حاله بنفسه ترجمة طويلة ذكر فيها عائلته ومنشأه وأساتذته وإجازاته وما مدح به من القصائد فجاءت وحدها في 66 صفحة ومعظم الديوان يدور في الحقيقة على مدح الرسول وآل البيت وأئمة الشيعة كأن قصد المؤلف الثواب على ذلك.

البعثة العلمية

إلى دار الخلافة الإسلامية.

تأليف محمد كرد علي صاحب المقتبس ومحمد الباقر صاحب

البلاغ وعبد الباسط الأنسي صاحب الإقبال وحسين الحبال صاحب أبابيل.

طبع في المطبعة العلمية في بيروت سنة 1334 - 1916 ص 296

ارتأت الحكومة في السنة الماضية إرسال وفد من علماء سورية وفلسطين ووجهائها إلى دار الخلافة ليزوروا جناق قلعة ويشاهدوا ما آتاه أبطال العثمانيين من الخوارق في الدفاع عن جزيرة كليبولي الذي هو في الحقيقة دفاع عن الأستانة نفسها فسافر الوفد مؤلفاً من 31 رجلاً وفيهم كثير من المفاتي والفقهاء والشعراء وأرباب الصحافة اختار بعضهم أحمد جمال باشا قائد الجيش الرابع المخيم في ربوع الشام وناظر البحرية وبعضهم انتخبتهم الولايات ووقع الاختيار على الشيخ أسعد الشقيري رئيساً للوفد لكفاءته العلمية وتفرد بالخطابة في اللغتين العربية والتركية فقضى الوفد شهرين في الذهاب والإياب والمقام في دار السلطنة ودار الحرب وقرر أرباب الصحف المومأ إليهم برئاسة رئيس الوفدان يؤلفوا رحلة يذكرون فيها ما لقيه الوفد من العناية وما شاهد من عظمة الدولة وقوتها وقوة الدفاع في جناق القلعة وما ثأثرت به نفوس الخطباء والشعراء من أفراده وفاض على ألسنتهم نثرا ونظماً وما أقيم لهم من المآدب ودار فيها من الخطب.

وقد عهد أرباب الصحف إلى صاحب المقتبس أن يؤلف هذه الرحلة فنسجها ونشرت وقد أوردنا في هذا الجزء نموذجاً منها مقالة بعض معامل الدولة ونبذة في وصف الأناضول وسنورد نموذجاً من شعرها. وقد صدر الكتاب برسم أحمد جمال باشا وفيه صورة الوفد في نظارة البحرية وصورة الرئيس والهيئة التحريرية.

الرحلة الأنورية إلى الأصقاع الحجازية والشامية

تأليف محمد كرد علي صاحب المقتبس.

طبع في المطبعة العلمية في بيروت سنة 1334 - 1916 ص 3. 2

زار أنور باشا وكيل القائد الأعظم وناظر البحرية ربوع الشام والحجاز منذ أشهر ولم يسبق لناظر في مثل مركزه العظيم أن بروز البلاد ويتفقد أحوال الجيش والرعية فضممنا ما تفرق من أخبار رحلته وما قيل من التنويه بأفضاله على الدولة والملة فجاءت الرحلة كتاب أدب ومحاضرة وخطب حوى نموذجاً من شعر الشعراء وخطب الخطباء في هذا العصر وهذا الدور تاركين لأقلام من كتبوا وخطبوا في هذا المجال حريتهم فإن نقل الشيء على حقيقته أدعى إلى تصور كل قائل بقوله فتتمثل للأنسال القادمة حالة عصرنا ومبلغ أهله من الأفكار والآداب وقد أوردنا ما قالته الصحف على اختلاف لغاتها بحرفه وأشفعناه بترجمته إلى اللسان العربي والكتاب مصدر بصورة صاحب الرحلة أنور باشا وفيه عدة رسوم تمثله وتمثل زميله أحمد جمال باشا في القدس الشريف تحت قوس النصر وفي الكلية الصلاحية في القدس وفي المسجد الأقصى والحرم القدسي وفي استعراض الجند في بئر السبع.

السنة الثانية للحرب المركزية

هي كراسة نشرتها إدارة جورنال بيروت سنة 1916 وفيها خلاصة ما نقله البرق من الحوادث عن ساحات الحرب المختلفة مما يدخل في سجلات التاريخ وقد قدم لها حليم بك حرفوش أحد محرري تلك الجريدة ألفرنسية بلغتها مقدمة لطيفة ختمها بلفظ الصلح في السنة الثالثة.

الرسائل العصرية

تأليف بطرس البستاني.

طبع في المطبعة العلمية في بيروت سنة 191. ص 344

أجاد صديقنا مؤلف هذا الكتاب في مجموعته هذه التي حوت في مطاويها رسائل في عامة الموضوعات المألوفة في فن التراسل وقد أجاد كل الإجادة في تعريف المراسلة وأقسامها وأحوالها وطرقها مما لم يترك بعده مقالاً لقائل بعبارات من السهل الممتنع خالية من الحشو والتعقيد حالية بالسلاسة والرشاقة وقد اختار نموذجان من الرسائل منوعة ليتخرج بها الطالب فجاء كتابه من أوعى ما ألف في موضوعه دليل الخبرة في أحوال الطلاب وما ينبغي لهم للنبوغ في الإنشاء فنشكر المؤلف على كتابه الممتع وترجوأن يوفق إلى نشر أمثاله مما يفيد الطلاب والآداب.

آداب المراسلة

تأليف الخوري بطرس البستاني

طبع في المطبعة العلمية في بيروت سنة 1913ص 147

كتاب التلميذ

هو مختصر في فن الإنشاء على طريقة السؤال والجواب ليتأتي للأحداث استظهارها وفيه نموذجان من الرسائل يصح للمبتدئ الأخذ بها والتطريس على منوالها.

الفلسفة النظرية

أوعلم الحكمة البشرية:

تأليف الكردينال مرسيه رئيس أساقفة مالين في بلجيكا.

عني بنقله إلى العربية وتعليق حواشيه الخوري أسقف نعمة الله

أبي كرم الماروني رئيس المدرسة المارونية في رومية.

طبع في المطبعة العلمية في بيروت سنة 191.

وهو في ستة أجزاء لا تقل عن 15. . صفحة.

أهدتنا إدارة المطبعة العلمية هذا الكتاب وهو في الفلسفة المنطبقة مع روح الكثلكة وفيه ردود كثيرة على أصحاب الفلسفة الحسية من الماديين وغيرهم وقد تصفحنا جانباً منه فرأينا بعض الغموض في بعض صفحاته وما ندري إن كان ناشئاً من الترجمة أومن الأصل الذي فيه لبس وإشكال ومعان لم يحسن مؤلفها الأول تأديتها بألفاظ مفهومة وتقريبها من عقول القراء وقد قدم المترجم مقدمة نحو95 صفحة قال في آخرها وإنني اصطلحت على بعض ألفاظ نقلتها عن أصل وضعها للدلالة على معان علمية حديثة أومذاهب جديدة لم أجد لها دلالة في لغتنا العربية لمسوغ ملابسة بين المعنى الوضعي والاصطلاحي كما هو شأن المؤلفين والمترجمين في كل اللغات وليس فوات مثل هذه الدلالة الجديدة نقصاً منحصراً في لغتنا العربية إنما هو شامل لكل الألسنة المستعملة بين الناس لأن واضعي اللغات تقصر بهم المدارك عن استغراق كل المعاني الموجودة والممكنة ويمتنع عليهم ضبطها في دلالات اللفظ على أن اللفظ وإن كان محدوداً بالفعل فلا يحبس قوته حد بدليل توسع نطاق الذهن بالممارسة ودوام تقدم العلوم تقدماً يزيد مع الأيام والأعصر حتى دهش العقل نفسه من سموترقيه وهو لا يزال يرغب فيه ويرتاده يوماً فيوماً بدافع نزعته ألفطرية. ولعل هذا النقص في الوضع هو كان السبب في توسيع التجوز والاستعارة في الكلام ثم في الاصطلاحات التي يسمونها الاصطلاحات الخاصة الرائج استعمالها في كل الألسن بيد أن هذا أيضاً لم يكن كافياً لسد الثلمة وقضاء اللبانة فكم من المعاني تبقى شاردة عن مصادر الألفاظ الوضعية والمجازية والإستعارية والاصطلاحية بالاصطلاح الخاص المستعمل فهذا الاختبار اليومي يشهد بشدة ما يقاسيه المؤلف والمترجم من عناء تقليب المعاجم وتصفح صحائف أهل اللغة وفرك جبهة الذاكرة فلا ينشد ضالته بل يعود حابط الجد والقلب شيق متطلع إلى ما يرى من بديع المعاني لامعة في فضاء ألفكر يشرئب عبثاً إلى اصطيادها بشراك اللفظ الواهية وعليه فإنك ترى علماء الغرب والمصنفين قد لجأوا إلى حيل النحت في الألفاظ وأكثر ما يكون هذا النحت عندهم من اللغة الإغريقية لتأصلها من أصل وضعها إلى بناء الكلمة الواحدة من ألفاظ كثيرة دالة وعدم حصر الأسماء في أوزان قياسية لا تتجاوزها فكأنما هذه الحلقة قد خلقت ينبوعاً للألفاظ العلمية في كل عصر يستقي من فيضه المؤلف والمترجم هذا وما كان أجدر بواضعي قواعد اللغات وخصوصاً بأئمة لغتنا العربية أن يصلحوا على طريقة يتهيأ لهم بها سد خلل الوضع والقيام بما لا يفي به من المجاز والاستعارة والكناية وذلك مثلاً بأن يسوغوا ما تسوغه اليونانية من النحت والتركيب رابطين قاعدة عامة يكون النحت بها قياساً مصطلحاً عليه فيستعمله المصنف أوالمترجم بلا حرج ويفهمه المطالع اللبيب بقليل من الإشارة ويعلق بحافظته لأنه مركب من ألفاظ يأنسها هي من لغته. وليس النحت بدعة في العربية ولا منكراً منه وله اسم عربي وورد عليه أمثلة إلا أنهم حصروا شمول فوائده في حيز ضيق ومثل مسماه لعل ذلك لأنه لم يكن لهم حاجة ماسة إلى أكثر كما هي الحال في عصرنا فما بال أئمة لغتنا اليوم لا ينشطون إلى تلافي هذا الخلل وتدارك هذا النقص يتخذون مثال الأجداد في النحت مع زيادة قوانين يترتب عليها وشروط يتقيد بها فهم إذا فعلوا يكفون أبناء جلدتهم المؤلفين والمترجمين مؤونة الكد وعناء الطلب العقيم في إيجاد ألفاظ جديدة قد لا تكون في محلها في مزج خالص كلامهم العربي بغريب الأعجمي أهو عار علينا وحط من مقام لغتنا الشريفة ومن قدر الأجداد الذين برزوا في أيامهم أن نبقى ساهين عن هذا الأمر الجليل مغضين الطرف عن قصور في لساننا مع توقد الذكاء في فؤادنا مما لا ينكره علينا عليم وحولنا من كل جانب قوم يفصحون عن المعاني الجديدة والعلوم الحديثة بألفاظ منحوتة يفهمها خاصتهم وعامتهم وهي وإن كانت ليست من أوضاع لغاتهم مأنوسة عندهم وغير أجنبية عنهم لمزاولتهم عموماً لغة الإغريق ثم لملابستها لألسنتهم.

معالم الكتابة ومغانم الإصابة

إنشاء عبد الرحمن بن علي بن شيث القرشي عني بنشره وتعليق حواشيه

الخوري قسطنطين الباشا المخلصي وطبع في المطبعة العلمية

في بيروت سنة1913.

هذا كتاب جليل تشكر الآداب العربية ناشره الفاضل على إحيائه بالطبع وتعليق حواش على بعض متونه. أما المؤلف فقد استدل الناشر أنه كان في القرن السادس من الهجرة في زمان الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي وأخيه الملك العادل وذكر له أنه كان مصري المولد استوطن القدس وكان كاتباً في ديوان الإنشاء كما يظهر من نفس كاتبه الذي أخذه ناشره عن أصل مخطوط محفوظ في مكتبة دير المخلص في لبنان في مجموعة خطية تشتمل أيضاً على كتابين ناقصين وهو في صدرها لم يذكر ناسخه اسمه ولا تاريخ اسمه لكن الغالب فيما يرى من خطه أنه كتب في آخر القرن السادس أوالسابع من الهجرة وربما كان بخط المؤلف وقد تقلبت هذه النسخة بين أيدي كثيرين وعلق علها غير واحد.

وقد وقع هذا المختصر في 192 صفحة وهو فيما يجب تقديمه ويتعين على الكاتب لزومه في آداب كتاب الملوك وأركان الدولة وفي طبقات التراجم وأوائل الكتب وما يكون به التخاطب بين المتكاتبين على مقدارهما وذكر وضع الخط وحروفه وبري القلم وإمساكه وفي البلاغة وما يتصل بها وفي ألفاظ يقوم بعضها مقام بعض وفي الأمثال التي يدمجها الكاتب في كلامه ويستشهد بها وفيما لا بد للكاتب من النظر فيه والتحرز منه وكثيراً ما يسقط فيه الكاتب وهنا نحث كل متأدب على اقتناء هذا الأثر النفيس للأخذ من مضامينه والدمج على طريقته في الإنشاء العربي المتين والإيجاز اللطيف المرغوب فيه.