مجلة المقتبس/العدد 78/أخبار وأفكار

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة المقتبس/العدد 78/أخبار وأفكار

ملاحظات: بتاريخ: 1 - 8 - 1912



الكاثوليك في أميركا

إذا كانت الكثلكة تتراجع في بعض الممالك الأوربية فإنها عَلَى تزايد في الولايات المتحدة وهي البلاد التي اتسع صدرها لكل مذهب ونحلة وطريقة. فقد بلغ عدد الكاثوليك فيها 15015569 نسمة هذه السنة وكانوا منذ عشرين سنة 10978757 وعدد رهبانهم هناك 17491 ولهم 12939 كنيسة و40 رئيس أساقفة وثلاثة كرادلة و83 مدرسة أكليركية فيها 6006 طلاب و229 مدرسة عالية للذكور و701 مدرسة للإناث و5119 معبد مدرسة فيها 1333786 تلميذ يتعلمون في المدارس التابعة وعندهم 47111 يتيماً يربون في ملاجئ اليتامى وبذلك بلغ عدد من يتعلمون التعليم الكاثوليكي في أمريكا الشمالية 1540049 تلميذاً وتلميذة فتأمل هذا التفاني في بث الدعوة الدينية في بلاد هي أعرق الأمم في حب المادة والماديات.

عملة الهند

خمسة عشر مليوناً من الشعب الهندي البالغ زهاء ثلثمائة مليون نسمة يعملون في المعامل والمناجم والتراموايات ويتنقلون في البلاد يبحثون عن عمل لهم لا يهمهم إلا أن يدخنوا ويشربوا ويأكلوا ولا يدخرون شيئاً لمستقبلهم بل يصرفون في المشروبات الروحية واللذائذ الجسمية ما يحصلونه ورزقهم قليل وإن العامل الإنكليزي ليعمل هناك ثلاثة أضعاف العامل الهندي وبالطبع تزيد عمالته أي أجرة عمله عَلَى تلك النسبة.

خزانة كتب عجيبة

افتتحت في نيويورك خزانة كتب من أدهش الخزائن وكانت ثلاث خزائن أولاً فجمعت في واحدة فيها أسباب الراحة للمطالعين بحيث تراهم في غرفها كأنهم في بيوتهم يخرجون الكتب اللازمة لهم بأيديهم ويعيدونها كذلك عَلَى صورة لا تحدث تشويشاً عَلَى سائر المطالعين. وهذه المكتبة تعير الكتب اللازمة إلى البيوت خاصة وفيها مطبعة لطبع الفهارس ومعامل للتجليد وأدوات لتوليد الكهربائية لإيقاد عشرين ألف مصباح ولو جمع طول قماطر هذه الخزانة لبلغ مئة كيلومتر وقد كلف نحو مليوني جنيه.

المعمرون أثبتت إحدى الأوانس المهذبات أن أرباب الصناعات والفنون أطول الناس أعماراً واستشهدت بأسماء كثير من المصورين والنقاشين ممن كانوا يحركون أناملهم وهم بعد السبعين والثمانين والتسعين والمئة من عمرهم وقالت أن بعد المفننين يجيء جمهور اللاهوتيين والفلاسفة بطول أعمارهم وبلاد بلغاريا أطول الناس أعماراً ففيها 1383 ممن بلغو زهاء مئة من عمرهم أي واحد في المئة من السكان ثم تجيء رومانيا وفيها 1074 والصرب وفيها 573 ثم إسبانيا 410 ثم فرنسا 213 وإيطاليا 197 ثم النمسا فإنكلترا فروسيا فألمانيا فنورمانديا.

الخشب الصناعي

اخترع أحد الفرنسيين خشباً صناعياً يقوم مقام الخشب الطبيعي ويخدم النجارة خدمة جلي وطريقة ذلك تحويل القش إلى مادة صلبة كالبلوط والزان فيخمر وتضاف إليه بعض المواد الكيماوية ثم يضغط هذا العجين في قوالب بحسب الطلب منها الدقيق ومنها الكثيف ومنها الطويل ومنها القسر ومنها الاسطواني ومنها متوازي الأضلاع ويمكن نشر هذا الخشب كما ينشر الخشب الطبيعي وإذ كان القش رخيصاً جداً في كل محل أصبح سعر هذا الخشب رخيصاً أيضاً وهذا الخشب يستعمل للدفء تتأجج منه نار عظيمة ولا ينبعث منه دخان كثيف ويستعمل أيضاً لصنع الثقاب أو عيدان الكبريت وخشبه أحسن من الحور وأقل ثمناً ويصنع منه الورق الصر ويستعمل في أمور أخرى.

الخطر عَلَى المدنية

كتب أحد كتاب الإنكليز مبحثاً في هذا الشأن قال فيه أن فلسفة التاريخ قد جلت الماضي أحسن تجلية ولذلك يسوغ اتخاذها خطة معينة للحاضر والمستقبل والأمم كالأسر تكبر وتنمو كل النمو ثم تنحط بالتدريج فتستبدل قوتها ضعفاً وعظمتها انحطاطاً وكم من أمة حكمت العالم فأصبحت اليوم نسياً منسياً خلفتها غيرها وهذه سينالها ما نال سالفتها. وقد اختلفت أزمان الحضارات في القديم فلم تدم حضارة مصر أقل من خمسة آلاف سنة ودامت حضارة بين النهرين ثلاثة آلاف ومثلها حضارة الصين في حين أن حضارة فارس وأثينا وإسبارطة والبندقية لم تدم كل منها أكثر من بضعة قرون. ومثل هذه العلائم مشاهدة في عامة الأمم وهي من المثول بحيث أن المؤرخ عندما يكشف عن أعراض الأمراض في أمة يحكم عَلَى آخرتها حكماً أكيداً. وقد لاحظ بعضهم أن ترك التقاليد الدينية يتقدم أبداً سقوط الممالك وإن الإفراط في قبول الدخيل من الناس والتفاني في الديمقراطية والاشتراكية مجلبة الانحلال في الشعوب عَلَى أن هذه الآراء قد لا تصدق وتمر بها الأمم لا تصيبها بائقة. ويؤكد كثير من المتشائمين أن فرنسا ذاهبة لانحلالها وأول ما ينعونه عليها قلة تناسلها وعدم الاتحاد بين أجزائها مما يورث البلاد ضعفاً وحب المال الذي ساق الشعب الفرنسوي لاحتقار الفنون والجمال بل الشرف وكل ذلك ليس من الحجج الدامغة في هذا الشأن فإن هناك حوادث تقلق الاجتماعيين كل القلق من مثل زيادة عدد المجانين سنة فسنة فقد كان عدد البله في الولايات المتحدة سنة 1881 - 363 في كل مئة ألف فأصبحوا اليوم 429 وصعد عددهم في بروسيا من 22 في العشرة آلاف سنة 1781 إلى 26 سنة 1895 وكان عدد المختل شعورهم في أيرلاندا سنة 1889 - 75 ألفاً فأصبحوا سنة 1908 تسعين ألفاً ومعدل المجانين في إنكلترا 4 في المئة وعدد الجرائم يزيد كثيراً وبعض البلاد كإنكلترا تتحسن حالتها من هذا القبيل. وخير الذرائع التي يعمد إليها للإصلاح إدخال التحسين الطبيعي والأخلاقي.

الخطر الأصفر

لا يزال المفكرون في الغرب يذهبون مذاهب في تقدير الأخطار التي ستنشأ بعد قرن أو قرنين من الخطر الأصفر أي ترقي الصين واليابان وانكفاء شعوبهما عَلَى الغرب يخربون مدنيته ويجعلون أعزة أهله أذلة وقد كتب أحد المحققين من الإنكليز قالاً في هذا الصدد قال فيه ليس الخطر في تجريد الصين مليوني رجل من جندها يسيرون متراصة صفوفها عَلَى أوربا يخربون كما خربت الهونس البلاد فالصيني يكره الحرب بفطرته ولا يدعى لحمل السلاح إلا لتوطيد الأمن أيام السلام وما منهم من يعرض حياته للخطر لقاء بضع دريهمات يقبضها أجرة عمله بل الخطر كل الخطر في انحلال نظام الصين الحالي وهجرة أهلها إلى أوربا وأميركا بالملايين يكاثرون أهلها ويزاحمونهم في الصناعة والأعمال المختلفة وقد عرفوا بمضائهم وصبرهم الذي لا يوصف بحيث إذا كثروا في بلاد الغرب تختل بوجودهم الميزانية الاقتصادية والصناعية فهم إذا هاجروا إلى بلد كالحلمة الطفيلية يورثونها ضعفاً ويقوون بمواردها ويقطعون عيش أهلها هذا ما أدركته أميركا وأوستراليا فوقفتا تقاتلان أخطارهم بما فيهما من قوة.

التعليم الديني الياباني

لا تعلم يابان في مدارس الحكومة ديناً من الأديان مثل فرنسا وسويسرا وإيطاليا وأميركا وهذه القاعدة جرت عليها منذ ثلثمائة سنة سنها لها يياس مؤسس دولة توكو كانا وحافظت عليها الحكومات التي خلفته وكان الكهنة البوذيون قبل أسرة الشوغن ومجموعة المائة قانون التي حصرت السلطة كلها في يدها يعلمون قواعد الدين في معابد المدارس. وعلى تسامح يياس مع البوذيين الذي أنشأ لهم معابدهم باضطهاد أشياع المذاهب الأخرى رأى أن حكم كونفوشيوس عَلَى النحو الذي يستعمله اليابانيون تكفي الشبيبة وتحظر عَلَى كهنة بوذا أن يدخلوا في مدارس الحكومة ثم تبين أن الكنائس عَلَى اختلاف مذاهبها التي كانت تحاول تنصير اليابانيين لا ينشأ منها إلا مشاكل في الآراء فلما أعلن الميكادو سنة 1871 دستوره الجديد أغلق أبواب المدارس كلها عن دخول دين من الأديان إليها وهذا العمل السديد وقع الاستحسان عليه ودلت التجارب في هذه المدة عَلَى ضرورته عَلَى أن كثير من البوذيين والمتنصرين ما زالوا يزعمون أن سبب انحلال الأخلاق في اليابان حظر تدريس المذاهب في المدارس ولكن التعليم الديني يمكن تعليمه خارج المدرسة بدون عائق وهذا ما جرت عليه الحكومات بالتدريج لأنه من أثقو الدواعي إلى استقلال العقل ويرى بعض كتبة اليابان - وعنهم ننقل هذه الآراء وغيرهم يدخلون في التعاليم الدينية مبادئ لا تنطبق عَلَى مبادئ الحكومة ولذلك كان حظر تعليم الدين أولى.

سكة الصحراء

قالت المجلة الباريزية أن مشروع سكة حديد الصحراء الذي كبرت في تصويره الأماني لم ينا من التنشيط ما كان يتوقع له عَلَى ما فيه من الغناء والفائدة والقوم يفكرون اليوم في مشروع أوسع منه أي أن المشروع الجديد لا يقتصر عَلَى مد خط حديدي في صحراء أفريقية فيجتاز المسافة من وهران في الجزائر إلى رأس الرجاء الصالح في الجنوب أي قارة أفريقية بأجمعها وهو خط حديدي طوله عشرة آلاف كيلومتر وبذلك يتيسر السفر من لندرا إلى الترنسفال في تسعة أيام ومن إنفرس إلى الكونغو البلجيكية في خمسة أيام وقد مدت الآن ثلاثة آلاف كيلومتر في أفريقية الجنوبية وستمائة في ولاية وهران فبقي إذاً 6400كيلومتر وهي مسافة أقل من مسافة خط سيبيريا الحديدي التي تمد عَلَى طول 8600 كيلومتر وأهم عقبة في هذا الباب اجتياز الصحراء أي بين الجزائر والسودان والمسافة ألفا كيلومتر تكون في بلاد قاحلة لا تجارة فيها وإذا استطاع عقل الإنسان أن يحول الفيضانات السنوية التي تجري في نهر النيجر بواسطة خزانات وسدود بها ذاك السطح العظيم الممتد شمال تمبكتو عَلَى نحو ما يجري في مصر وبعبارة ثانية إذا بلغ من الذكاء الإنساني أن يحول مياه النيجر إلى صحراء تسقط معظم الصعوبات المنتظرة من مد هذا الخط.

شرائع بابل

كتب أحدهم يقابل بين شرائع بابل وشريعة موسى فقال أن شريعة البابليين عبارة عن أحكام صادرة في أحوال معينة خاصة ومنها ما عرف منذ عرف تاريخ أشور إلا أن الفكر القائل بأن هذه الشريعة كانت مجموعة في كتاب واحد قد رده المؤرخون ولكن ثبت أن بابل كان لها قانون مسطر منذ عهد حمورابي المعاصر لإبراهيم وكان الناس خاضعين لأحكامها في جميع أنحاء المملكة من بلاد عيلام إلى فلسطين ومن أحكام هذه الشريعة عقوبة الاعتداء عَلَى الملكية أو التملك فقد كان السارق يعاقب بالإعدام إلا قليلاً وذلك لأن بلاد بابل كانت تجارية والاعتداء عَلَى الأمن العام يعد أعظم ماسٍ للملكية والأمن هو عامل عظيم في الحياة الإنسانية فشريعة بابل من هذه الجهة تختلف عن شريعة موسى لأن هذه الشريعة في الزمن الذي وضعت فيه كانت الحرب أكثر من التجارة شغل الإسرائيليين الشاغل وبينا كانت حياة الفرد نافعة للمجموع برمته كانت ملكية الأفراد قليلة المكانة بالنسبة وهكذا الحال في الاختلاف بين الشريعتين يعرف ذلك من قانون الإرث فقد كان الأب في بابل حراً بأن يقف جزءاً مهماً من ماله عَلَى ولده يتبناه أو يحبه أكثر من أولاده بوصية يوصي بها والنساء قد يمنعن بإرث أزواجهن في حالات مخصوصة مما لا أثر له في الشريعة الموسوية. وإن توريت الثروة بوصية يوصي بها المالك لتدل عَلَى تقدم في درجات المدنية وأفكار راقية في مسائل حقوق الملكية. قال وإن جمع قوانين بابل قد أثر في شرائع آسيا الغربية كما أثر في الشعوب السامية.

القهوة وسمها

عرف منذ زمن قديم أن في القهوة مادة سمية تحدث في بعض الأشخاص تأثيرات فسيولوجية وأوجاعاً عصبية وقلبية واضطرابات معينة وضعفاً في المجموع العصبي وقد استخرجت هذه المادة التي سموها كافيين سنة 1820 واستعملت دواءً مسهلاً ومشهياً ولكنها إذا أخذت بدون معرفة تضر كل الضرر وكثير من الناس يقعون في أخطارها إذا أفطروا في تناول القهوة عَلَى غير معرفة. وقد شبهوا الأعراض التي تصيب المكثرين من القهوة بالأعراض التي تصيب المكثرين من الألكحول فالقهوة كالمشروبات الروحية تلذ بطعمها وريحها وقلما تورث نشاطاً في الجسم إلا أن الكافيين يضاعف وظائف القلب ويحدث قلقاً قد يشفعه دوار وأوجاع رأس واضطرابات أحياناً فينبغي والحالة أخذ رأي الطبيب في استعمال القهوة لأن المئة غرام من القهوة الخضراء تحتوي من المادة المسمة بحسب جودة القهوة ورداءتها ما لا يقل عن ثمانية بالألف ولا تزيد عن اثنين في المئة والقهوة المستعملة عادة تحتوي عَلَى جزءاً واحداً في المئة من الكافيين وثلاثة فناجين قهوة في اليوم لا يقل ما فيها من هذه المادة عن ثلاثة في الألف. والعلماء يبحثون اليوم لإيجاد طريقة يستخرجون بها المادة السامة دون أن تفقد القهوة رائحتها وطعمتها.

غلات طرابلس الغرب

بحثت إحدى المجلات الإفرنجية في حاصلات طرابلس بمناسبة احتلال الطليان فقالت أن تجارتها اليوم تجري بالمقايضة إلا قليلاً فيعطى البائع مثلاً تمراً مقابل بضائع أخرى وأشجار النخيل أهم غنى السكان يدفع عنها خراج بقدر عددها كما هو الحال في مصر حيث تدفع كل نخلة عوائد نحو 40 سنتيماً. ويقدر عدد النخيل في طرابلس نحو مليوني نخلة تجود محصولاتها بقدر ما يستطيع أهلها ريها من العيون الطبيعية أو من آبار الواحات وتحتاج كل نخلة لثلث لتر ماء في الدقيقة حتى لا تهلك ولكنها إذا سقيت نصف لتر تجود أكثر من ذلك. الماء موجود بكثرة تحت سطح الأرض ولكن قلة معرفة الأهالي بأصول الري الزراعي دعتهم إلى أن يعتمدوا عَلَى الطرق القديمة العقيمة في السقيا فأول ماء يستخرجونه مالح وحار لأنه مستقى من عمق قليل والأحسن أن ينزل في امتياح الماء إلى العرق الثاني والثالث ليكون الماء نقياً بارداً غزيراً. والأمطار غزيرة عَلَى الجملة في طرابلس ويكون منها ماء شروب بقدر الكفاية وإن يكن هطولها رذاذاً لا وابلاً ولا ينشأ عنها فيضان في العادة إلا نادراً والآبار الارتوازية العادية التي حفرت في ذاك الصقع قد أتت بفائدة وتروي البئر الواحدة أربعة آلاف نخلة وغلات الزيتون حسنة للغاية ولكن الزيت الذي يصنع منه في البلاد غير حسن الطريقة وإذا استخرج عَلَى الطريقة المدنية يكون منه مورد ربح عظيم ويزرع في طرابلس شجر يدعى السمارتي المعروف بخاصياته في التداوي وفي طرابلس مناجم كثيرة والطبقات الجيولوجية في البلاد منوعة مثل الفوسفات والنطرون والكبريت. ويمكن أنيربى النعام في ذاك القطر لأنه لا يحتاج إلا الأماكن الفسيحة ويتغذى في الأحايين بالعلف والحبوب فينافس ريشه وتجارته أسواق رأس الرجاء الصالح في جنوبي أفريقية خصوصاً بعد إنشاء طرق للمواصلات وعدم الاعتماد في النقل عَلَى الجمالة والجمال.

خزن الماء

وفق أحد كبار المهندسين في أميركا إلى اختراع طريقة تخزين الماء في الشتاء لتستخدم في الزراعة زمان الصيف وهو أن تجعل الأرض أثلاماً كبرى وتحفر في بعضها خنادق تساق إليها أمطار الشتاء وقد نفعت الطريقة العلمية التي اعتمد عليها وإذ أظهر نجاحها أكثر لا تلبث أن تعم عالم الزراعة فتخصب بها كل أرض غير قابلة اليوم للزراعة بحسب الظاهر ولاسيما في شمالي أفريقية وغربي آسيا.

الحرب عَلَى الغبار

أثارت بعض الولايات المتحدة الأميركية حرباً عواناً عَلَى الغبار إذ أثبت في الصحة ما يعلق منه الحلويات والفواكه المعروضة للبيع في حوانيت الباعة ينقل جراثيم مضرة أقلها ارتباك في معد الآكلين وقد وضعوا لذلك قيوداً يغرم بغرامات فاحشة كل من يخالفها ورسموا بأن يغطى كل شيء إن لم في ألواح زجاج فلا أقل بأقمشة تغطيها كلها بل أن ولاية تكساس حظرت بيع البياعات في الأزقة للفواكه والبقول لأنه لا يعقل أن يسرن بما يحملن ساعات في الشوارع ولا يصيبها الغبار دع عنك جس المبتاعين لها وكثيراً ما تكون أيديهم قذرة. وقد ارتأى أحدهم أن أحسن واسطة لاتقاء الأخطار المنبعثة من الغبار إذا عجزت الحكومات عن دفعه أن يكون للناس من أنفسهم لأنفسهم مراقب فلا يبتاعون من بائع يعرض ما يبيع من المأكولات عَلَى هذه الصورة وبذلك يفهم الباعة ما ينبغي لهم اتقاؤه حتى تروج بضائعهم فيتعلمون بالقدوة وهو رأي حسن نافع خصوصاً في مثل بلاد الشرق حيث فقدت قوانين الحسبة القديمة ولم يخلفها من قوانين المجالس البلدية الحديثة ما يشدد عَلَى السوقة والمرتزقة في بياعتهم ليراعوا الصحة فيها ويتقوا الوجدان فقد رأينا الناس علموا باعة المشروبات أن الأولى غسل الأواني كل مرة بماء جديد فشاعت هذه الطريقة في بعض المدن وحبذا لو تسري إلى بلاد الأقاليم والأرياف.

القرود الضخمة

للقرود الضخمة في جنوب أفريقية ذكاء مدهش حتى أن سكان تلك البلاد يظنون جنسها قد رزق مزية التكلم وإنه يمتنع عنه مخافة أن يستعبد ويكره عَلَى العمل وقد استشهد أحد رحالة الإنكليز إلى تلك البقاع بحادثتين تثبتان ذكاء القرود الأولى أنه لكان لأحد عمال السكة الحديدية قرد يربيه فأصيب صاحبه بعاهة اقتضت قطع ساقيه فكان قرده يتولى أكثر عمله وعمله عبارة عن فتح إبرة الخط في أوقات مرور القطار والحادثة الأخرى هو أنه كان لصاحب قطيع قرد يرسله في غنمه بدلاً من الراعي يقيها من كل سوء بل يبالغ في وقايتها ولاسيما في أوقات الخطر والعواصف ويفهم القرد بأدنى إشارة ومنه ما يستخدم في تقديم الشراب ومناولة الكؤوس والأكواب.

اكتشاف أميركا

ألقى الرحالة نانسن محاضرة في الجمعية الجغرافية في لندن قال أن أول من نزلوا إلى أميركا قبل كابوت هم النومانديون في القرن العاشر للميلاد وهم المهاجرة الأولى الذين اجتازوا البحر المحيط وكانت الملاحة قبلهم محصورة عَلَى التنقل بين الشواطئ القريبة ولا يتجشمون خطر البحار واجتيازها من عرضها وسافر الأيسلانديون في القرن العاشر أيضاً فبلغوا غروانلاندة وأسسوا عَلَى الشاطئ الجنوبي الغربي منها مستعمرتين تشهد لذلك أسماء المدن التي وردت في أدبياتهم القديمة وسنة 999 كانت أول رحلة رحلها الرحالة أريك الحمر الأيسلاندي في المحيط.

نساء الحثيين

اثبت الأستاذ كارستان من كلية لفربول أن كاهنات الحثيين كن من أشجع النساء المتشابهات بالرجل في الأمم القديمة. والحثيون إحدى الأمم السبع التي حالت دون تقدم الإسرائيليين نحو الأرض المقدسة وهؤلاء الحثيون هم أول شعب جند النساء في الجيش فالنساء الشبيهات بالرجال المشهورات في علم الأساطير اليونانية هم الأصل فيها. وقد كشف الأستاذ المشار إليه في قبور حفرت في الصخر في بوغار كوي من آسيا الصغرى صوراً من هذه الكاهنات المسلحات ومنهن من كانت تقاتل فارسة ومنهن تقاتل راجلة وهن من حول رب لهن يدافعن عنه وبوغار كوي (أو بوغتا كوي) من مدن الحثيين المشهورة وقد فقد نساء الحثيين صفتهن الدينية عندما داهم الحثيين الفريجيون والمصريون والإسرائيليون فأبلى نساء الحثيين في تلك الحروب بلاءً حسناً مدافعات عن أربابهن ووطنهن وقد أخذت بعثة إنكليزية تبحث عن آثار تلك البلاد لما عرف من أن الحثيين هم أكبر أمم آسيا الصغرى قبل زمن إبراهيم وكانت لهم مستعمرات في القرن الرابع عشر قبل الميلاد تؤدي لهم الجزية مثل مستعمرات قيليقية وليكاونيا وفريجيا وليديا قاوموا الإسرائيليين زمناً طويلاً ولم يضحل عمرانهم إلا بعد تسعة قرون قبل الميلاد فضعفت شجاعة نسائهم.

الطب في نينوى

جرت حفريات في السنة الماضية في محل مدينة نينوى القديمة وظفر فيها بأشياء تدل عَلَى أن علم الطب وعملياته قد ارتقت في بلاد آشور قبل المسيح بستة قرون فمن عشرين ألف لوحة اكتشفت وهي من مكتبة الملك آسور بانيبال الفاتح العظيم لمصر وبابل الذي نقل رعاياه إلى بلاد السامرة - مئات تبحث في المداواة وطرق الوقاية ووصفات الأطباء فكانوا يصفون للسكيرين الامتناع عن كل شراب كما يصفون الصيام لمن أفرطوا في الأكل. وأكثر ما كان يستعمل في بلادهم من الأدوية الزيت وزيت الخروع وشراب التمر والعسل والملح وكثيراً ما كانوا يستعملون التغميز (التسميد) ومن أصيب بالصفراء يدلك ببصلة إلى غير ذلك من الوصفات الساذجة والمداواة العجيبة.

القبلات الضارة

تبين من أبحاث مدير المعمل الكيماوي في ولاية إنديانا بأميركا إن من الأولاد كثيرون أصيبوا بالسل متنقلاً إليهم من قبلات قبلهم إياها بعض المصابين من أقربائهم في أفواههم فنقلوا إليهم جراثيم العدوى فتأصلت فيهم وأضنتهم وإن القبلات أوردت الأطفال حياض المنيات فالحسن التقليل من التقبيل وإلا فيصاب الصغار والكبار بأمراض سارية من هذا القبيل.

ألمنة البولونيين

وضع الدكتور نيكير كتاباً في الألمان والبولونيين وصف فيه الطريق التي سلكتها ألمانيا لألمنة البولونيين أي جعلهم المان في إقليمي بوزانيا وسيلزيا قال بسمارك غداة الحرب السبعينية قضى بأن يعلم بالألمانية في جميع بلاد بولونيا البروسية وتناول هذا التعليم سنة 1900 التعليم الديني فأخذ البولونيون يقاومون ذلك كل المقاومة والحكومة تعمد إلى كل قوة في إخضاعهم لتعلم الألمانية وترك لغتهم حتى تلقى الأساتذة في المدارس أوامر من الحكومة لاستخدام العصا والضرب باليد والرجل ومع أن الحكومة عاقبت آباء التلامذة الذين حاولوا إقامة الحجة عَلَى هذا الضرب من التعليم بعقوبات شديدة للغاية لا يسعنا أن نقول بأن ألمانيا استطاعت أن تبدل الروح البولونية ولا أن تضعف الولاء البولوني ولا الرجولية البولونية.

فحبذا لو عملت كذلك كل أمة تحاول أخرى أن تقضي عَلَى لغتها خصوصاً إذا كانت اللغة المحكومة أشرف من اللغة الحاكمة وأفيد مادة ومعنى.

مدارس تدبير المنزل

كثرة المعامل في أوربا دفعت النساء في معظم الممالك أن يقبلن عليها ويتركن ما خصص له من إدارة البيوت حتى أن بعض بلاد ألمانيا وسويسرا أخذت تجد صعوبة زائدة في إيجاد خادمات وغيرهن لإدارة شؤون البيت فارتأت سويسرا أن تنشئ مدارس تعليم تدبير المنزل للفتيات فيعلمن الطبخ والخبز وعمل الحلوى والمربيات وشغل الإبرة والغسيل والكي وهندام البيوت ومبادئ الصحة والحساب وينان لدن خروجهن شهادات تسمح لهن بإيجاد عمل للحال وكثيرين منهن يرجعن إلى بيوت آبائهن وقد ثبتت حسنات هذه المدارس وهذا التعليم في تلك البلاد فيا حبذا لو أن مثلها في هذه الديار فإن الفتيات الفقيرات لا يجدن ما يعشن به وكثيراً ما يضطرون إلى الاتجار بالأعمال المحظورة ليأكلن ويشربن ولو كن متعلمات بعض المبادئ في إدارة شؤون البيوت لهان عَلَى أكثر أهل اليسار في هذا القطر وغيره أن يستخدموهن بدلاً من الأجيرات والطهاة الغرباء.

الموسيقى العربية رفع نجيب أفندي نحاس المحامي إلى معتمد إنكلترا بمصر تقريراً باللغة الفرنسوية عن الموسيقى العربية قال فيه: يظن الأوربيون أن موضوع الموسيقى العربية فقير للغاية لا يستحق الاهتمام وهذا ناتج عن كون الموسيقى العربية غير متقنة في أيامنا هذه لأنه تنقصا قواعد التأليف وامتزاج الأصوات ولكن من تأمل ألحانها ألفاها غاية في الرقة واللذة وتأكد أنها بقية علم كان زاهراً في العصور الغابرة.

ولذلك سعيت منذ 15 سنة في البحث عن أصول هذا الفن الجميل ووقفت إلى مؤلفات مكتوبة بخط اليد ومحفوظة في أوربا ففي مكتبة المتحف البريطاني ومكتبة نظارة المستعمرات في لندن عثرت عَلَى 15 مؤلفاً باللغة العربية والفارسية. وكذلك في مكاتب باريز وفينا وميلانو وليدن فإنني عثرت عَلَى 14 مؤلفاً أخرى. وقد اتضح لي منها أن الموسيقى كانت زاهية زاهرة أيام الخلفاء. فاجتهدت في استخراج الأبعاد التي يتكون منها المقام العربي من القرار إلى الجواب فألفيتها 17 بعداً خلافاً للأبعاد الأوربية فإنها 12 بعد فقط. وقد أجمع المؤلفون الأوربيون عَلَى ذلك عدا بعضاً منهم فإنهم خالفوهم إلى درس ناقص في هذه المؤلفات. وضمن من كتبوا في هذا الموضوع فايتس وأبروس وكيزفيتر والبارون همر بورجستال ولاند والبارون كارا دي فو وألي سميث وىخرون وقد امتحنت الأرقام الحسابية بالطريقة الجبرية وبطريقة التونومتر وفحصت الآلات المحفوظة في متحف سوت كنسزنجتن الذي تكلم عنها كارل أنجل في كتابه الثمين عن ذلك المتحف.

ولما كان هناك فرق بين الأبعاد العربية والأوربية فلا يمكن إحداث الأنغام العربية عَلَى الآلات الأوربية ولذلك اهتممت بصنع بيانو شرقي في برلين وقد خصصت جانباً من سفري هذا إلى أوربا لتتميم هذا البيانو ومتى تم أسعى في طريقي اصطناع الآلات الأخرى كآلات النفخ الخشبية والنحاسية وقد وضعت طريقة لكتابة الموسيقى العربية بعلامات تكتب من اليمين إلى الشمال عَلَى سبعة اسطر لسهولة الاستعمال ومتى تم تركيب هذه الآلات سأؤلف جوقة تضرب وأؤلف أوبرا كوميك وما أشبه ذلك.

ولما كن ذلك يستلزم اهتماماً فائقاً مني وقضاء وقت طويل ومصاريف اصطناع هذه الآلات وإنشاء مدارس لتعليم الموسيقى العربية بحسب الطريقة العلمية التي سأدونها في الكتب الذي سأطبعه قريباً فقد فكرت في أن اشرف واضع مشروعي هذا تحت رعاية فخامتكم السامية فكل بلدة في أوربا لها مدرسة للموسيقى عَلَى نفقة الحكومة وسيكون ذلك في مصر أيضاً إذا شملتم مشروعي هذا بعين الرعاية وكلفة نظارة المعارف العمومية في مصر الاهتمام بمساعدة هذا المشروع مساعدة مالية وأدبية.

ولا يخفى أن هذه المدارس الموسيقية في مصر ستساعد عَلَى تربية الشبيبة المصرية وتهذيبها لأن الموسيقى لغة الأرواح ترفع النفس إلى الرغائب الحميدة وتميل بالعقل والقلب إلى محبة الخير. ومتى وجدت في مصر موسيقى عربية مؤلفة عَلَى قواعد العلم ومنظمة تنظيم الموسيقى الأوربية صار لمصر مزية أخرى في عيون السياح وكتب لها في سلم الحضارة والارتقاء درجة أعلى لأن الموسيقى هي لغة التمدن والارتقاء.

إحصاء زراعي لمصر

أحصت الحكومة المصرية الأراضي الزراعية في السنة الماضية التي ابتداؤها شهر سبتمبر (أيلول) سنة 1911 وانتهاؤه شهر أغسطس (آب) سنة 1912 فكان الشتوي.

النوعس فدن

خشخاش09655

ترمس059900

قرطم221079

جنائن1828119 الجملة

حمص101121

حلبة 1153000

كتان 077324

عدس0763344

أصناف مختلفة 7315827

شعير 22364050

فول17517318

بصل0926392

جلبان 0432797 برسيم 191368365

قمح191282935

الصيفي:

بطيخ وشمام0432595

نيلة 13

حناء151342

قصب 06795738

أرز0820624

قطن نوباري 14968566

عباسي1336354

قطن يانوفيتش11249231

بقول1422129

سمسم022691

فول سوداني1412573

ذرة

قطن عفيفي أصلي0139836

أشموني09244265

ميت عفيفي 0281910

سكلاريدس 02197450

إجمال المزروع 063671288

تنزيل منزرع بالتكرار 052395834

صافي الزمام 01538454

ضم بور تالف232393248

أصل التكليف187683332

اللدنيات مات مؤخراً في البلجيك رجل اسمه أنطون الشافي أو الكريم وكان يعمل النصال فلم يكتب له أن تعلم ما يخرجه عن الأمية وقضى بعض حياته وهو يدعي شفاء المرضى وكم مقعد أقامه عَلَى رجليه ومن أعمى رد إليه بصره وكان يدعي أن الإيمان هو العامل الوحيد في شفاء قاصديه للاستشفاء عَلَى يديه ممن يغشون منزله بالمئات كل يوم حتى ضاقت صدور الأطباء الرسميين منه لأنه كاد يقطع أرزاقهم فأقاموا عليه دعوى فحكمت المحكمة براءته لأنه لم يكن يتقاضى أجرة عن عمله وعند ذلك أسس له مذهباً سماه الأنطونيني نسبة إليه فكثر أشياعه وأي كثرة في أقطار العالم. وقد تبرع أحد عشاقه بمئة ألف فرنك ليبني له في جمييس من بلاد بلجيكا معبد وقدم محضر فيه 130 ألف توقيع يطلب فيه للحكومة البلجيكية أن تعترف بالمذهب الأنطونيني بأنه من الأديان الرسمية وتأسست شعب لمذهبه في بعض مدن فرنسا. قالت المجلة التي ننقل عنها بعد أن أوردت أحاديث لبعض من أولعوا بهذا الرجل أن دعوى شفاء الإسقام كانت مألوفة في كل عصر عرفتها الهند ويونان ورومية بل الغاليون أجداد والفرنسيس ولطالما ملأوا الحواضر والقرى وهم متوفرون عَلَى ممارسة صناعتهم التي كانت تعد من توابع السحر تحرمها الكنيسة أو تتسامح فيها أو تقتل أهلها إلا أن هذا الاضطهاد لم يفتر عزائمهم وعادوا كل قرن يحيون من رمادهم فالظاهر أن عنصرهم لا يفنى ولو فني الدهر يقاومون بعقولهم ارتقاء العلم ونشوء الأخلاق واتساع الأفكار بالبحث والنظر وكم فيهم من جلبهم الملك حتى في هذا العصر وسألوهم أسئلة وغمروهم بنوالهم والأغرب من ذلك أن في باريز بحسب إحصاء دائرة الشرطة زهاء عشرة آلاف عراف وعرافة انتشروا في أشرف أحياء الأشراف منها وأكثرها سكاناً يمارسون صناعتهم بمأمن ويعشون من هذه الأباطيل تحت سمع حكومة الجمهورية مؤلهة العقل ونظر العلماء الذين كشفوا كل غامض أو كادوا.

المصافحة والصحة

قالت إحدى المجلات الإفرنجية أن المصافحة تكفي للدلالة عَلَى صحة المتصافحين فهزة الكتف إذا كانت ثابة حرة من رجل مخلص حسن الصحة يكون فيها دائماً قليل من القسوة إذا تجاوزت حد اللياقة في اللمس والأدب تدل عَلَى ضعف مؤقت في الإرادة وتشعر باضطراب من يهز كفك وإن اليد التي تمتد رخوة بدون ضغط تدل عَلَى ضعف في الجسم والفكر ولو مؤقت وإذا صافحك مصافح بسرعة وعصبية فتستدل من ذلك عَلَى مزاج حاد سريع الانفعال واليد التي لا حركة فيها الكسلانة تدل عَلَى ضعف صاحبها والحمى ليست دلالة أكثر من اليد عَلَى مزاج صاحبها فأقل لمس للمصاب بها يكفي في تشخيص مرضها.

إزالة البقع

إذا سقطت الدهون والشحوم عَلَى خشب غرفة الطعام فإزالة بقعها سهل للغاية عَلَى شرط أن تتداركها في الحال وهي طرية وذلك بأن تضع عَلَى البقع روح التربنتين وتتركه عليها ساعتين ثم تمسحه بدون فرك وتلقي عَلَى البقع طبقة صغيرة من السعوط وتمر حديدة محماة فوقها فالسعوط يأكل الدهن والشحم كما يأكل التربنتين والبنزين والسبيرتو بقع الثياب.

أصل الجعة

قالت مجلة التواريخ السياسية والأدبية: ليس من السهل أن نبين أصل البيرا والجعة التي تصرف مكنها اليوم كميات وافرة وغاية ما علم أن البشر حاولوا في أدوار مختلفة أن يتبردوا بغير مياه العيون الصافية من الأشربة فكان لهم من اللبن وعصير الفاكهة والعسل والحب المسلوق مادة يعملون منها أشربة مخمرة ومنها جاء شراب القوميس (ابن الفرس) والخمر وخمر التفاح (السيدر) والإنجاص والجعة وشراب العرعر اهتدى البشر إلى صنعها كلها بعقولهم فنقلها الخلف عن السلف وقد بحث الباحثون المحققون في إنكلترا وألمانيا والنمسا وهي البلاد التي يبالغ سكانها في تعاطي الجعة عن زمان ظهورها وكتبت المجلدات الضخمة في قدم الجعة ولم يستطع أولئك الباحثون أن يصلوا إلى أصلها وغاية ما عرف أن ديودور الصقلي وهيرودوتس المؤرخ أثبتا أن المصريين عرفوا الجعة قبل المسيح بألفي سنة والغالب أن الملك أوزيريس كان رأس صناع الجعة وبائعيها وقد دلت أوراق البردي التي عثر عليها أن مدينة بلوزة عَلَى شاطئ النيل اشتهرت بمعاملها لصنع الجعة وقد يرد عَلَى هذا الرأي أن صنع الجعة انتقل من الهند كما انتقلت مبادئ سائر الحضارات.