مجلة المقتبس/العدد 69/كتب اللغة الانتقادية

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة المقتبس/العدد 69/كتب اللغة الانتقادية

ملاحظات: بتاريخ: 1 - 11 - 1911


أختلط العرب بالأجانب بعد الفتح فأثر التياثهم بهؤلاء فيهم آثار اسبقها التأثير في لغتهم لأن اللغة وهي آلة الترجمة والتفاهم أقرب إلى إلى الانتقال من الأخلاق والعادات بل هي المدخل إلى انفعال الآداب ولنا من اهتمام الأمم الحية بنشر لغاتها دليل بات على ذلك ولا أريد هنا شياع الألفاظ الدخيلة وتسربها إلى العربية فإن ذلك إنما ظهر بعد تبسط الأمة في العمران ولكن أريد بذلك اللحن الذي حدث بعد الفتح أو في أخرياته والعرب عرب في أزيائهم وأوضاعهم وشظفهم في المعيشة فقد بدأوا يلحنون في التراكيب ثم في المفردات وانتهى ذلك بوضع علمين علم يحفظ التراكيب عن الخطأ وهو النحو وآخر يحفظ المفردات الصحيحة وهو علم اللغة وابتدأ العلماء قبل عهد التدوين ينتقدون اللحن في محاوراتهم ثم دونت اللغة ودون في أثنائها فن يصح إن يسمى (اللغة الانتقادية) وهو فرع بمعنى خاص من علم اللغة تنتقد فيه المفردات المستعملة غلطا في كلام الخاصة والعامة فيذكر فيه المصحف والمحرف والمقلوب والمستعمل في غير موضعه والمتغير وضع حركاته وسكناته وقد ألف في هذا الفن جماعة من أقدمهم أبو عبيدة معمر بن المثنى اللغوي البصري المتوفى سنة 211 وقيل قبل ذلك ألف كتاب (ما تلحن فيه العامة) ولعله أول من كتب في هذا الشأن فإني لم أجد غيره ممن طرق هذا الباب إلا أتلى منه وللإمام أبي بكر المازني المتوفى سنة 248 كتاب بهذا الاسم ولأبي حاتم سهل بن محمد السجتاني العالم الشهير المتوفى سنة 255 وقيل قبل ذلك بقليل كتاب (لحن الأمة) وبهذا الأمم كتاب لأبي حنيفة أحمد بن داود الدينوري المتوفى سنة 290 وألف المفضل بن سلمة الفاضل الكوفي صاحب الاستدراك على العين وكان معاصر للفراء ومنقطعا للفتح بن خاقان كتاب (الفاخر) في لحن العامة وبهذا الاسم أيضا كتاب في لحن العامة لابن البلخي وكان مستوفيا في بلخ على عهد السلطان محمد السلجوقي وألف محمد بن الحسن الزبيدي الاشبلي المتوفى سنة 379 كتاب (ما يلحن فيه عوام الأندلس) ولأبي هلال العسكري صاحب كتاب (الصناعتين) المتوفى سنة 395 كتاب (لحن الخاصة) وألف ابن باني محمد بن علي السبتي المتوفى سنة 733 كتابا في لحن العامة وفيه كتاب لابن هشام لابن هشام محمد بن أحمد اللخمي المتوفي قبل الستمائة.

وقد أنتقد جماعة من اللغويين كتب آخرين منهم فمن الكتب المنتقدة وهي في موضوع انتقادي كتاب (درة الغواص في أوهام الخواص) وهو الكتاب المعروف لأبي القاسم محمد بن عثمان الحريري البصري صاحب المقامات المتوفى سنة عشر وخمسمائة وقيل سنة 546 وقد أعتني به الأدباء فحشاه وشرحه واختصره وزاد عليه ورده ونظمه جماعة منهم وممن شرحه شرحا انتقاديا شهاب الدين شهاب الدين الخفاجي المصري صاحب الديوان المعروف وأبو الثناء الألوسي البغدادي صاحب (روح المعاني) وسمى شرحه (الطرة) وزاد عليه ابن منصور موهوب بن احمد الجواليقي المتوفي سنة 539 ملحقاً سماه التكملة ولكن في لحن العامة وممن رد عليه ابن الخشاب المتوفي سنة 567 ورد على الحريري في الدرة أيضاً أبو جعفر محمد بن عبد الله المكي اللغوي المتوفي سنة 565.

ومن العلماء النقادين أبو نعيم علي بن حمزة اللغوي البصري المتوفي سنة 375 ردّ على ثعلب في الفصيح كما انتصر له ابن خالويه ولأبي نعيم هذا رد على جماعة من اللغويين وصنف أبو حاتم الهروي كتاب (الرد على أبي عبيدة) في غريب القرآن ولبعد السلام بن عبد الرحمن اللهخي الإشبيلي المتوفي سنة 627 كتاب يرد على ابن سيده صاحب المخصص المتوفي سنة 458.

ومن كتب اللغة المشهورة التي انتقدها العلماء كتاب (العين) الذي يقولون أنه أول كتاب وضع في اللغة ولكنه لم يكمل واشتهر أنه للخليل بن أحمد الفراهيدي الإمام الشهير المتوفي سنة 175 ولكن أنكر العارفون أنه له كما جمعوا على تشويشه وسوء ترتيبه وتطرق الخطأ إليه واشتغل جماعة بترتيبه وتهذيبه واختصاره وانتقاد الأغاليط التي جاءت فيه وممن انتقده محمد بن عبد الله الإسكافي أحد أصحاب الصاحب بن عباد في كتاب جمع فيه كثيراً من أغلاط الأدباء واختصره أبو بكر المازني واستدرك عليه المفضل بن سلمة وألفت كتب كثيرة بشأنه وتوجد من كتاب (العين) نسخة على نقصها في بعض بيوت النجف خطها وورقها عاديان.

ومن رجال الانتقاد في اللغة مجد الدين الفيروزأبادي صاحب القاموس فقد خطأ جماعة من اللغويين منهم أحمد بن فارس القزويني اللغوي صاحب (المجمل) المتوفي سنة 398 فإن الفيروزأبادي جمع عليه ألف وهم في كتابه المعروف بالمجمل وذلك في كتاب مستقل وكتاب المجمل هذا يقع في جزئين كبيرين ويوجد جزؤه الأول عند أحد الأدباء في النجف مخطوطاً في القرن السادس على ما أظن ولا أحفظ السنة ويوجد منه جزءٌ في مكان آخر ولا أعلم أهو الأول أم الثاني وممن خطأه صاحب القاموس الإمام أبو نصر إسمعيل بن حماد الجوهري صاحب (الصحاح) المتوفي سنة 393 فإن من يتصفح القاموس يجد نسبة الوهم إلى الجوهري في مواضع كثيرة منه والقاموس إنما بني على انتقاد الصحاح والزيادة على ما فيه ثم أن الفيروزأبادي يتحامى ابن فارس أكثر مما يتحاشا من الجوهري على أن صاحبي المجمل والصحاح متعاصران ولا يعلم أن الجوهري أجاد فيما كتب أكثر من ابن فارس ولكنه إنما تناول الأول وحط منه لتوفر الناس على مطالعة كتابه واشتهاره أكثر من المجمل فنال غرضه وهو أن نبذ القراء الصحاح وأقبلوا على القاموس وهو وإن كان أوفر مادة إلا أنه أعجمي اللهجة ثقيل العبارة عكس الصحاح.

وانتقد الصحاح جماعة غير الفيروزأبادي منهم الإمام عبد الله بن بري المتوفي سنة 576 سمى كتابه (التنبيه والإيضاح عما وقع من الوهم في كتاب الصحاح) وللقاضي الأكرم علي بن يوسف القفطي مؤلف تاريخ النحاة من علماء القرن السادس كتاب (إصلاح الخلل الواقع في الصحاح). وللصفدي صاحب شرح لامية العجم المتوفي سنة 757 كتاب (نفوذ السهم فيما وقع للجوهري من الوهم) وقد انتصر للصحاح على القاموس جماعة منهم القاضي أويس بن محمد المتوفي سنة 1037 في كتاب سماه (مرج البحرين) ومنهم أبو زيد عبد الرحمن بن عبد العزيز نزيل مكة في كتاب سماه (الوشاح في رد توهيم المجد للصحاح) وقد اعتمد المؤلف في رده على مجمل ابن فارس ومختصر العين للزبيدي وعلى نسخة من نهاية ابن الأثير بخط المصنف وعلى نسخة وقعت له من الصحاح خالية من التصحيف والتحريف العارضين اللذين أوهما بعض المنتقدين فرد على الجوهري في بعض المواضع وقد أحسن نصير الصحاح هذا في دفاعه ما شاء ولا يكاد يوجد هذا الكتاب الانتقادي على أنه مطبوع وهو يقع في 134 صفحة متوسطة طبع سنة 1281 ببولاق بالمطبعة الكبرى الممتازة.

وقد ألف النقادون كتباً في الرد على القاموس نفسه منها كتاب (الدر اللقيط أغلاط القاموس المحيط) لمحمد بن مصطفى الشهير بداود زادة المتوفي سنة 1017 ولدي كتاب (القول المأنوس في شرح مغلق القاموس) وهو تعليقة جمعها مؤلفها من حاشيتين إحداهما لعبد الباسط سراج الدين البلقيني والأخرى لجمال الدين الشهير بسعدي الرومي والكتاب مبني على إيضاح بعض الجمل والمفردات وقد تذكر فيه مواضع الخلاف بين صاحب القاموس وصاحب الصحاح وغيره ويزاد عليه من المعاني في الصحاح ما قد أغفله الفيروزأبادي وردت فيه بعض المواد التي ادعى إغفال الصحاح إياها إلى نسخة من الصحاح مصححة وجدت تلك الألفاظ في هامشها وخط التعليقة حسن متأخر وورقها جيد مذهب وصفحاتها 146 ولا أعرف لها ثانية.

وممن انتقد القاموس ورد عليه السيد علي خان صاحب (سلافة العصر) و (أنوار الربيع) وهو أحد أعلام الأدب في القرن الحادي عشر فانه ألف كتاباً ممتعاً في اللغة سماه (الطراز) ولكنه لم يتم ويوجد جزآن منه في بعض المكتبات الخاصة في النجف وسمعت صاحبه يقول أنه تتبع سقطات صاحب القاموس كما تتبع سقطات صاحب الصحاح فهو يقول ووهم (الفيروزأبادي) كما يقول الفيروزأبادي ووهم (الجوهري) وآخر من تجرد للرد على القاموس فيما أعلم المرحوم أحمد فارس صاحب الجوائب وكتابه (الجاسوس) معروف عند المتأدبين وهو من أحسن الكتب الانتقادية.

ولما نهضت العربية في نشأتها الأخرى أي بعد انتشار الصحف اخذ بعض الكاتبين ينتقد الألفاظ والأساليب العامية والركيكة المقتبسة من الأجانب ومن أشدهم جهاداً في ذلك المرحوم الشيخ إبراهيم اليازجي فانه كتب في مجلة (الضياء) وفي غيرها فصولاً في الإصلاح اللغوي صحح فيها أغلاط الكتاب وانتقد لهجتهم ولكنه أخطأ في أشياء بنى على خطأ القوم فيها ولا يزال يجيءُ في الجرائد والمجلات شيءٌ من الانتقاد اللغوي سواءٌ كان ذلك على الكتب المؤلفة أو في مقالات خصت بانتقاد أغاليط الكتابة المصرية والمقتبس هي المجلة التي تسير على هذا المبدأ الصحيح الذي يبشرنا بحياة جديدة لهذه اللغة التي امتهنها أهلوها وحمل الناس على إهانتها اقتعاد أبنائها غوارب الفرقة والجهالة.

ومن الرسائل التي قرأتها في اللغة الانتقادية رسالتان وقفت عليهما في مجموعة ذات رسائل في موضوعات شتى واسم إحداهما (سقطات العامة) وهي كراسة صغيرة مرتبة على حروف الهجاء وقد شذ منها بعض حرف الهمزة والرسالة غير منسوبة لأحد ولم أجدها في كشف الظنون إلا أن لجهة كاتبها تدل على أنه من المتأخرين والرسالة الثانية تقع في كراستين ونصف وهي كسابقتها مرتبة على الحروف لكنها خير منها وأجمع وأنصع لفظاً وأرصن تعبيراً ولم تنسب لمؤلف أيضاً وفي كثير من فصولها يذكر ما نصه (الزائد من كلام ابن الحوزي) ولعل هذا هو أبو الفرج عبد الرحمن صاحب كتاب (المدهش) الذي نشر المقتبس وصفه وخط الرسالتين سقيم حتى لا يكاد يقرأ هذا وإلى قراء المقتبس شيئاً مما جاء في سقطات العامة:

فصل الهمزة

مما جاء في (الإيوان) بكسر أوله الصفة العظيمة والناس يفتحون همزته وهو لحن إذ هو لفظ عربي كالدبوان ولكن يجوز الفتح في الدبوان حكاه في القاموس.

فصل الباء

مما فيه (البرية) بتشديد الراء الصحراء والجمع أبرار وتخفيف الناس راءها (عامة العراق تشددها اليوم) غلط إذ هي بالتخفيف من برأ الله الخلق أي خلقهم (البشارة) هي بالفتح بمعنى الجمال والاسم من البشرى بكسر الباء وضمها لا غير والناس (عامة العراق تسكن الباء) في الاسم من البشرى وهماً منهم (الباكرة) هي من مخترعات وليست من كلام العرب والصحيح البكر (بنيامين) هو كإسرافيل أخو يوسف عليه السلام ولا تقل (ابن يامين) وقد شاع بين الناس أن ابن يامين ظناً منهم أنه لفظ عربي وليس كذلك بل هو أعجمي وهو غير الذي في معلقة طرفة (البلور) على وزن تنور وسنور معروف فكسر الباء مع ضم اللام على ما هو المشهور لحن.

فصل التاء

مما جاء فيه (التوأمان) هذه اللفظة تثنية توأم يقال أتأمت المرأة فهي متئم إذا وضعت اثنين وغلط الناس أنهم يستعملونه بمعنى (التوأم) أي المفرد (الترجمة) بفتح الجيم مصدر على وزن فعللة من ترجمة وترجم عنه أي فسر وما شاع بين الناس من ضم الجيم خطأ (الترجمان) يقولونه بفتح التاء وضم الجيم ولم يقل به أحد من أصحاب اللغة.

فصل الثاء

مما فيه (الثقل) كعنب ضد الخفة ويستعمله البعض في المعنى بسكون القاف وهو خطأ قال في القاموس الثقل واحد الأثقال كجمل وأجمال (الثيب) يزيدون في هذه اللفظة تاءً ويقولون (ثيبة) وهو خطأ لأنها وردت مجردة عن التاء بلا خلاف.

فصل الجيم

مما جاء فيه (جمادى الأولى والأخرى) فعالى كحبالى والعوام تستعمله (لم نسمع هذا الاستعمال) بالمعجمة المكسورة ويصفونها (هذا معروف) بالأول فيكون فيه ثلاث تحريفات قلب المهملة معجمة والفتحة كسرة والتأنيث تذكيراً وكذا جمادى الأخرى يقولون فيها جمادى الآخر بلا ياء والصحيح الآخرة أو الأخرى وهما معرفتان من أسماء الشهور وكذا ربيع الأول وربيع الآخر في الشهور وأما ربيع الأزمنة (يريد الفصول) فالربيع الأول باللام.

فصل الحاء

مما جاء فيه (الحباب) يستعمله الأكثر في النفاخات التي تعلو على وجه الماء بضم الحاء وهو خطأ إذ هو بضم الحاء المحبة فالصحيح فتح الحاء (كعب الأحبار هو بالحاء) المهملة واشتهر بين العوام بالمعجمة لكثرة ما يرويه من الأخبار قال يف الصحاح كعب الحبر منسوب إلى الحبر الذي يكتب به لأنه كان صاحب كتب وقال صاحب القاموس ولا يسمع الأخبار (أي بالمعجمة) إلا في الروايات (الحيدر) هو بالحاء المهملة من أسماء الأسد واللحانون يستعملونه (هذا الاستعمال لا يعرف في العراق) بالمعجمة وههنا حمل المؤلف على الناس متأففاً من الجهل والتقليد فكأنه يدعو هلم اعملوا مستقلين لا يضلكم القديم ولا العادات الموروثة فقال يستعملونه بالمعجمة لعدم زوال الكزازة منهم بتحصيل طرف من العلم بل ربما يسمعون الحق فلا ينتبهون لان ترك المألوف صعب! (الحيوان) هو بالتحريك جنس الحي وأصله حييان ذكره في القاموس فإسكان الياء كما فعله العامة لحن.

فصل الدال

مما فيه (الدعاوي) هي كصحاري جمع الدعوى وبكسر الراء خطأ (الديانة) هي معروفة فلحن بعض العوام بتقديم النون على الياء (هو غير معروف) وقولهم دناية عن الجهل كناية وعلى اللفظ جناية.

فصل الذال

من بعض ما فيه (الإذعان) الغلط فيه من حيث يستعملونه بمعنى الإدراك فيقولون أذعنت بمعنى فهمت والصحيح أذعنت له ومعناه الخضوع والذل (الأذناب) وقع في مختصرات الصرف (الزاجر عن الأذناب) زعموا أنها الأذناب على وزن أفعال جمع ذنب بمعنى الإثم وإنما الأذناب جمع ذنب بفتح النون.

فصل الراء

جاء فيه (المرثية) هي بالتخفيف مصدر قال في الصحاح رثيت الميت من باب رمى رثاءً ومرثية أيضاً إذا بكيته وعددت محاسنه فتشديد الناس ياءها (وهذا شائع بين المنتمين إلى الأدب) لحن محض وأما القصيدة فهي مرثية فيها (ويصح إطلاق المرثية عليها) (الرفاهية) هي بالتخفيف كالطواغية يقال فلان في رفاهية من العيش أي في سعة وخصب ولين والناس يلحنون (هذا اللحن شائع أيضاً) فيها بتشديد الياء.

فصل الزاي

بعض ما فيه (الزعيم) هو بمعنى الكفيل قال سبحانه وتعالى (ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم) وفي الحديث (الزعيم غارم) فاستعمال الناس إياه على أنه الحسبان مبني على الزعم الفاسد.

فصل السين

مما جاء فيه (السبق) من باب ضرب والناس يزيدون فيه تاءً فيقولون (السبقة) فهو لحن منهم ويمكن أن يقال يجوز أن تكون الثاءُ للمرة كالضربة لكن من تتبع استعمالاتهم يعرف أنهم لا يقصدون بها المرة بل يستعملونها بمعنى المصدر فقط فيقولون (وهو من قبيل سبقة اللسان) (السحور) هو بالفتح اسم لما يتسحر به كالغبوق والصبوح لما يشرب في العشاء والصبوح فضم السين (وبالضم يستعملونه اليوم بمعنى السحر الذي هو قبيل الفجر) كما يفعله بعضهم خطأ (السلس) على زن كتف تقول شيء سلس أي سهل ورجل سلس أي لين منقاد وفلان سلس البول إذا كان لا يمسكه فالسليس بزيادة الياء عل ما هو المشهور غير سلس بل هو لحن محض (مسيلمة) تصغير مسلمة اسم للكذاب المشهور فمن يقوله بالفتح ويدعي الصحة أكذب منه.

فصل الشين

فيه (الشباهة) هي لفظة مستعملة بين الناس ولكن لا صحة لها والصحيح الشبه بفتحتين تقول بينهما شبه.

فصل الضاد

فيه (الصلاحية) اخترعها أصحابنا بتشديد الياء واستعملوها لكنها من الألفاظ المهملة والمصدر هو الصلاح والصلوح.

فصل الظاء

مما فيه (المظلمة) بكسر اللام على وزن محمدة مصدر ظلم قال في الصحاح ظلم يظلم ظلماً ومظلمة انتهى والناس يفتحون لامها فيقولون مثلاً ضرب اليتيم مظلمة أي ظلم وهو خطأ إذ هي بفتح اللام ما تطلبه من الظالم وهو اسم ما أخذ منك.

فصل العين

فيه (المعجب) شاع بين الناس بكسر الجيم وهو خطأ (المعدن) بكسر الدال منبت الجواهر من ذهب ونحوه من عدن بالمكان يعدن أي أقام ومنه (جنات عدن) أي جنات إقامة (الأعطاف) هو جمع عطف بكسر العين بمعنى جنب الشيء والجانبان العطفان والناس يحسبونه جمع العطف بفتح العين الإشفاق فيقولون (لا يبعد من ألطاف مولانا وإعطانه أن يفعل كذا) (عاميٌّ) بنخفيف الميم خطأ والصحيح بتشديد الميم منسوب العامة (العيش) هو بفتح العين وكسرها على ما أشاع خطأ لأن العين إذا كسرت تلتزم التاء كعيشة راضية.

فصل الغين

مما فيه (الغذاء) بالذال المعجمة على وزن كساء ما به نماء الجسم هكذا فسر في القاموس وقال في الصحاح (الغذاء) ما يتغذى به من طعام أو شراب وقد شاع بين الناس بالدال المهملة اسما لما يؤكل فقط ففيه غلطان (أي أهمل داله وتخصيصه بالطعام) وأظنهم يغلطون من (الغذاء) بالفتح والمد ضد العشاء بمعنى طعام الغد طما أن العشاء بالفتح والمد طعام (الغيبة) بالكسر من الاغتياب وفتح غينها لحن ازهي بالفتح مصدر بمعنى الغيبوبة.

فصل الفاء

فيه (الفراغة) هي لحن استعملوه من غير نكير لكن الصحيح الفراغ بلا تاء (الفلاكة) هي من الألفاظ التي اخترعوها يستعملونها في ضيق الحال كأنهم اشنقوها من لفظ (الفلك) فقالوا به فلاكة وهو مفلوك أي أصابه الفلك.

فصل القاف

فيه القوابل يستعملونها جمع قابل وهو جمع قابلة لأن فاعلة في الصفة جمع فاعلة إلا فوارس جمع فارس على ما عرف في موضعه (القنديل) هو بكسر القاف معروف ووزنها فعليل لا فنعيل وفتح القاف لحن مشهور.

فصل الكاف

(الكراهية) هي بالتخفيف من مصادر كرهه فتشدد الياء على ما فعله البعض مما يكرهه السمع ويمجه الذوق.

فصل اللام

مما فيه (اللكنة) هي بضم اللام عجمة في اللسان يقال رجل الكن وقد لكن من باب ضرب كما ذكر في اللغة وما زلت اسمع من بعض العوام تحريف هذه الكلمة وارى بعض الناس حيارى في أمثال هذه الاغاليط تارة يصيبون ولا يدرون إصابتهم ويخطئون ولا يدرون ولك لا يرجعون إلى اللغة فيما أشكل عليهم حتى يخرجوا من ظلمة الشك إلى نور اليقين.

فصل النون

(المنبر) هو بكسر الميم لكن شاع بين العوام فتح ميمه (هو كذلك اليوم) وكذا ضم ميمه (النزل) بضمتين وبالتسكين ما يهيأ للنزيل أي الضيف والعوام يزيدونه واوا (لعلها من إشباع الضمة) وليس النزول إلا مصدرا بمعنى الهبوط والحلول (النزلة) وهي الزكام يقال به نزلة والجمع نزلات والجاهلون يعبرون عنها بالنازلة ويجمعونها على النوازل (تجمع كذلك الآن) وه وخطأ إذ النازلة هي الشديدة من شدائد الدهر تنزل بالناس كما تفصح عنه كتب اللغة (النقرس) هو داء معروف وزيادة الياء على ما هو الشائع بين العوام خطا لأن النقر يس الدليل الحاذق (النكاة) بكسر النون جمع النكتة وإذا ضمت النون حذفت الألف (فيقال النكت) وكثير من الناس يضمون النون ويثبتون الألف هذا بعض ما جاء في الرسالة الأولى ولعلي في فرصة ثانية أتي بالرسالتين.

النجف // محمد رضا الشبيبي