مجلة المقتبس/العدد 61/مخطوطات ومطبوعات

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة المقتبس/العدد 61/مخطوطات ومطبوعات

مجلة المقتبس - العدد 61
مخطوطات ومطبوعات
ملاحظات: بتاريخ: 1 - 3 - 1911



ذيل

على طبقة الحنابلة

اطلعت في الجزء الأول من المجلد السادس من مجلة المقتبس على ما كتبتموه عن (المنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإمام أحمد) فسرتني عنايتكم بالحنابلة كما تعنون بغيرهم لما آلت إليه حالهم في هذه العصور الأخيرة من قلة رجالهم وندرة كتبهم وانطماس أخبارهم بعد أن أزهرت بهم مدارس بغداد ومصر والشام وغيرها وأفعمت بتآليفهم خزائن الكتب المشهورة وصدعت بأحكامهم أركان البدع المنتشرة على ما يلاقونه من الفتن والمحن (إلى يومنا هذا) قال أبو الوفا ابن عقيل البغدادي المتوفى سنة 513 وهو ما هو وقد سئل عن الحنابلة (هم قوم خشن تقلصت أخلاقهم عن المخالطة وغلظت طباعهم عن المداخلة وغلب عليهم الجد وقلَّ عندهم الهزل وعزت نفوسهم عن ذل المراياة وفزعوا عن الآراء إلى الروايات وتمسكوا بالظاهر تحرجاً عن التأويل وغلبت عليهم الأعمال الصالحة فلم يدققوا في العلوم الغامضة بل دققوا في الورع وأخذوا ما ظهر من العلوم وما وراء ذلك قالوا الله أعلم ولم احفظ على أحد منهم تشبيهاً إنما غلب عليهم (الشناعة لإيمانهم بظواهر الآي والأخبار من غير تأويل ولا إنكار) والله يعلم أني لا أعتقد في الإسلام طائفة محقة خالية من البدع سوى من سلك هذا الطريق والسلام.

هذا وقد رأيت أن أكتب إليكم عن ذيل صنف بعد الكتاب المنوء به للسيد محمد كمال الدين الغزي مفتي الشافعية بدمشق المتوفى سنة 1214 في نسخة خطية عندي ذكر في مقدمته سبق أبي الحسين محمد ابن القاضي الكبير أبي يعلى الفرا إلى وضع طبقات الحنابلة واختصار شمس الدين محمد بن عبد القادر النابلسي المقدسي له (ولم نره كذيل الجمال يوسف بن عبد الهادي المقدسي وذيل تقي الدين بن مفلح) وتذييل الحافظ زين الدين بن رجب عليه وجمع العليمي كل ذلك في المنهج الأحمد طبقاته المذكورة ثم ابتدأ الغزي ذيله من أول القرن العاشر حيث وقف سلفه العليمي حتى وصل إلى آخر القرن الثاني عشر في 180 صفحة فجاء في من رجال العلم والدين أمثال جمال الدين يوسف بن عبد الهادي المقدسي صاحب المؤلفات الحديثة والطبية والتاريخية المدهشة المتوفى سنة 909 وشرف الدين موسى الحجاوي مفتي الحنابلة بدمشق وصاحب متن الإقناع المتوفى في حدود سنة 960 والشيخ مرعي الكرمي المقدسي ثم المصري صاحب التآليف في كل فن المتوفى سنة 1033 وأبي الفلاح عبد الحي العكري الدمشقي صاحب شذرات الذهب في أخبار من ذهب الذي بدأه من الهجرة إلى سنة ألف منها وبني مفلح وبني الشويكي وبني الرجيمي وبني البلباني وبني الجراعي وبني المواهبي وأعلام من الديار النجدية والنابلسية رحمهم الله تعالى.

وقد وقع في نفسي أن أجمع تراجم رجالنا في هذه المائة سنة الأخيرة وصلاً لهذه السلسلة البديعة فوفقت ولله الحمد لجمعها في 46 صفحة.

وحبذا لو صحت الأحلام بطبع طبقات العليمي فذيله المنوه به غير أنه بالنظر لعظم هذا المشروع الذي يحتاج فيه إلى التعاون على نفقات الطبع الباهظة وقلة الحنابلة في دمشق بحيث لا يتجاوزون أصابع الكف أرى من الواجب على من عرف تاريخهم ووقف على سيرهم أن يشتركوا بسهام الطبع لا كون أو لهم إقداماً وأعظمهم سهماً وأشكرهم.

دمشق:

محمد جميل الشطي.

مجموعة

المحررات السياسية والمفاوضات الدولية عن سورية ولبنان تعريب الشيخين فليب وفريد الخازن.

بمطبعة الصبر في جونية من لبنان سنة 1910 و1911 المجلد الأول ص462 والثاني 480

أجاد المعربان الفاضلان في نقل هذه المفاوضات والرسائل السياسية من الإفرنجية إلى اللغة العربية لأنها مادة تاريخة مهمة وأدلة يصح بها نقل الناقل ورواية الراوي وكلام المتكلم خصوصاً وقد قلت الكتب السياسية التاريخية التي وقع فيها ذكر سورية.

والمجلدان وإن كان أكثر ما يدور عليه محورهما له مسيس شديد بسياسة لبنان إلا أن سائر أقطار سورية لها علاقة قوية بذلك خصوصاً وادي التيم والبقاع ودمشق وغيرها من البلاد التي نشبت فيها تلك الفتنة المشؤومة المعروفة بفتنة الستين 1860م التي انتهت بمنح لبنان استقلالاً إدارياً بمساعدة فرنسا وانكلترا، ومعلوم أن السياسيين لا يجوز لهم أن ينشروا أموراً تتعلق مباشرة بسياسة دولهم إلا إذا مضى عليها خمسون سنة ولذلك ساغ لإخلاف أولئك السياسيين الأجانب الذين كان لهم دخل في سياسة سورية على ذاك العهد أن ينشروا ما كتب في هذا الشأن ليكون تاريخاً، فالشكر كل الشكر لناشري هذا السفر النافع ومعربيه وعسى أن يترجم العارفون باللغات كل ما له مساس بحالة هذا القطر لتعم به الفائدة ونعرف ماذا يقول فينا خصومنا أو أولياؤنا لنا أو علينا.

فصل القضاء

جمع واضع هذه الرسالة نحو 1850 لفظة عربية قد يشتبه التفريق بينهما فيما إذا كانت تكتب بالضاد أو الظاء مرتباً لها على حروف المعجم مترجماً لها إلى اللغتين العثمانية والفارسية وقد قال في المقدمة أن جمعاً من العلماء الأعلام صنفوا في هذا الشأن كالإمام ابن مالك والحريري وابن سهل النحوي وغيرهم لكنهم لم يرتبوا ما صنفوه على حروف الهجاء فصعب استخراج المقصود على من يعتني بهذا الغرض، فنشكر المؤلف عنايته بسد هذه الثلمة ونرجو أن يحذو حذوه في التأليف كل من أوتوا طرفاً من العلم وشدوا شيئاً من الأدب.

سيرة الفاتح

أجاد صديقنا بتعريب هذه السيرة لرجل العثمانيين العظيم فاتح القسطنطينية وحبذا لو توفر على تعريب غير ذلك من الآثار التاريخية عن اللغة التركية خاصة لأنه كاتب مجيد باللغتين، وهذه اللغة قليلة النقل عن التركية كما أن هذه قليلتها عن العربية، والأمم لا تتعارف إلا إذا تعاورت النقل إحداها عن الأخرى، وعلى كل فنشكر المعرب ونرجو له التوفيق إلى إتمام خدمته العلمية.

الجاذبية وتعليلها

اعتاد الأستاذ صاحب هذا الكتاب أن يأتي الحين بعد الآخر بمبتكرات من أفكاره تدل على طول باع وذكاء جنان كما فعل في كتابه الكائنات وفي مقالاته التي أراد بها تغيير الخط العربي وإبداله بحروف له اخترعها وإسقاط القوافي من الشعر العربي وجعل كل بيت من القصيدة ذا قافية واحدة وآخر كتبه هذه الرسالة اللطيفة في الجاذبية خالف فيها أهل هذا الفن في الغرب وقال أن الجاذبية في الحقيقة هي دافعية تنشأ من دفع الأجسام بعضها لبعض وأن ما يتراءى للناس أنه جذب إنما هو في الحقيقة تغلب قوة دافعة على قوة دافعة أضعف منها فالحجر يسقط على الأرض لأن الأجرام التي في السماء تدفعه إلى جهتها والأرض تمنع بحيلولتها دفع السماء من الجهة المقابلة، وهذه الرسالة وإن حوت ما لا يقره عليه أهل الفن فإنها دلت على أن المؤلف ضرب في العلوم المادية بسهم وأنه جريء في كل إصلاح يحاوله، والشجاعة الأدبية مما ينقص كثيراً من الكاتبين فله منا الشكر على هديته ومن العربية الثناء على خدمتها في الفنون كما يخدمها في الآداب.

أبحاث واقتراحات في التشريع المصري الحالي

ألف اميل أفندي بولاد أحد رجال المحاماة في القاهرة رسالة في إصلاح المجالس الحسبية وتناقض الأحكام الأهلية ولزوم إنشاء محكمة نقض وإبرام مدنية وضوابط صحيفة الاستئناف بالقانون الأهلي والدعوى العمومية والصلح الجنائي القضائي وغير القضائي وقانون النفي الإداري وأخطار تطبيقه وكل هذه المباحث تهم ابن وادي النيل أكثر من غيره لأن قضاءه وإن كان ممزوجاً بالقضاء الإسلامي والقضاء الفرنسوي إلا أنه خاص بأمة لها اصطلاح خاص وعادات خاصة فنشكر لوطنينا المحامي غيرته على الحق والبلاد التي يسكنها.

دليل السلام

أصدرت إدارة جريدة السلام في بونس آيرس عاصمة الجمهورية الفضية هذه السنة أيضاً دليلها هذا وهو يحتوي على عناوين التجار السوريين في الارجنتين والارغواي والبرازيل وتشيلي وكثير من الفوائد التجارية والإحصائية بعضه بالعربية وأكثره بلغة تلك البلاد.

حديقة الجنان في تاريخ لبنان

تأليف الخوري اسطفان ضو طبع بالمطبعة الجامعة في البترون (لبنان) سنة 1911 ص144

لم يخدم جبل من جبال المملكة العثمانية بتاريخه وجغرافيته وعمرانه يمثل ما خدم به جبل لبنان فلأهله غرام بذلك وعادة بالتوفر على إظهار محاسنه ومن الكتب الجديدة في هذا الشأن كتاب حديقة الجنان (؟) وهو مختصر في تاريخ الجبل وما وقع فيه من الحوادث وطرأ عليه من اختلاف الأحكام والحكام السابقين منذ سنة 600 إلى تاريخ بلادهم وأصقاعهم ما أمكن لما بقي مكان مجهول حاله في هذه الديار فإنا نرى أناساً دونوا وقائع طرابلس وآخرون عنوا بتاريخ حماه وغيرهم سطروا تاريخ حمص وبعضهم ذكروا لبنان فليت أهل كل بلد يدونون ما يجب عليهم لبلدهم من هذا القبيل وإذا فعلوا يخدمون التاريخ العام.

دروس الصرف والنحو

اقتضت طبيعة النهضة في سورية أن تؤلف لها الكتب المدرسية بحسب ذوق العصر حسنة التنسيق والتبويب وممن يتوفرون على هذا الشأن مؤلف هذا الكتاب أحد فضلاء بيروت وفيه تمارين عملية يفهمها الطالب الصغير فشكراً له على هذه العناية ووفق إلى إتمام هذه الأقسام لنفع طلاب الآداب.

وجوب الحمية عن مضار الرقية

كان السيد محمد بن عقيل من أفاضل الحضارمة في سنقافورا ألف كتاباً سماه النصائح الكافية لمن يتولى معاوية أتى فيه بالبرهان التاريخي والديني أموراً أقره عليه بعض العلماء وأنكرها عليه بعضهم وممن ألف في الانتصار له الأستاذ أبو بكر المشار إليه ففند ما قاله بعضهم ممن رموا السيد ابن عقيل بالتشيع وقال أن المسألة مسألة تاريخية دينية لا تقدح بمذهب من يقول الصريح فيها وأورد لذلك نصوص المؤرخين وغيرهم بعبارات رشيقة وإنا لنرجو أن تكون هذه الرسالة آخر ما يؤلف في موضوع فرغ منه أو كاد وأن تصرف تلك القرائح فيما ينهض بالأمة من عثارها اليوم، ومعاوية أن توليناه أو لم نتوله فقد لقي حسابه وجزاءه.

لباب الخيار في سيرة المختار

نشر المؤلف هذا الكتاب لتعليم ناشئة المسلمين سيرة صاحب شريعتهم عليه الصلاة والسلام وقد صدره بإجمال عن العرب قبل الإسلام ووصف بلاد العرب وأخلاقهم وعاداتهم وجميع ما يتعلق بسيرة صاحب الرسالة وآدابه وغزواته ونشر دعوته، ونسقه على عادته تنسيقاً يجب تلاوته إلى القارئ بعبارة سهلة جزلة وقد قدر المؤلف مساحة جزيرة العرب بمليون ومئة ألف ميل مربع أو 3156558 كيلومتراً مربعاً أو 126 ألف فرسخ مربع وعمل حسابها بالميل والكيلومتر والفرسخ فجاء الحساب متقارباً وقدر نفوسها باثني عشر مليوناً وقيل عشرة ملايين، والكتاب لا يستغني عنه طلاب المختصرات ولذلك عولت المدارس الإسلامية على تدريسه ونعما فعلت.

العادات

صاحب هذا الكتاب هو مؤسس جريدة لسان الحال البيروتية وصاحب المطبعة الأدبية خدم الطباعة العربية زمناً وهو اليوم بكتابه هذا يريد أن يخدم العادات العربية بوضعه لها مختصراً في مصطلحات الزيارات والولائم والأعراس، المآتم وآداب المحافل وغيرها مما هو جار عند الشعوب المتمدنة كتبه لطبقة خاصة من الأمة العربية بل أخص من الخاصة لأن معظم ما فيه من العادات يتعذر القيام به إلا على من الفوه من أهل الطبقة الراقية في الغرب فما أورده من هذا القول لا يتأتى تطبيقه الآن على المرأة المسلمة مثلاً لأن الشرط الأول مفقود عندها وهو اختلاط الرجال بالنساء ويتعذر كل التعذر العمل به عند غير المسلمين إذ يجب أن يكون لهم محيط يساعد عليه ومال يتوسعون في البذل منه وكنا نود لو قال المؤلف أن هذا كتاب في عادات الغربيين فطبقوا منها ما يمكن تطبيقه، على أن ما كتبه يحتوي على فوائد مهمة لا يستغني عنها إنسان في مجتمع مهما انحطت مكانته وقلت نعمته ومدنيته.