مجلة المقتبس/العدد 30/مطبوعات ومخطوطات
مجلة المقتبس/العدد 30/مطبوعات ومخطوطات
معجم الأدباء
هو كتاب إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب أو طبقات الأدباء تأليف ياقوت الرومي من أهل القرن السابع وهو صاحب الكتب الكثيرة في التاريخ والجغرافية وأهم كتبه معجم البلدان الذي نشره الأستاذ وستنفيلد الألماني لأول مرة في ألمانيا وهذا الكتاب معجم الأدباء نشره الأستاذ مرجليوث الإنكليزي. فبأي لسان نشكر علماء المشرقيات لخدمتهم لغات المشرق عامة واللغة العربية خاصة فإنهم بفضل بيض أياديهم على لغتنا نزعوا من أذهان الغربيين أن اللغة العربية قاصرة عن مجاراة غيرها من اللغات الحية وعرّفوهم بأنها لغة فنون وحكمة وتاريخ وأدب كما هي لغة دين وفقه وكلام.
لا جرم أن نفوس أهل العلم اليوم تهتز سروراً لبشرى طبع الجزء الأول من معجم الأدباء لما يعلمون من إجادة ياقوت في تآليفه وذوقه الغريب في الحكم على بلاد الإسلام وسكانها وتواريخها والمادة الواسعة التي توفرت له في عصره فاغترف منها اغتراف حكيم لا يسقط إلا على الدر ويطرح الخرز والصدف جانباً.
وهذا الجزء الأول هو من مخطوطات مكتبة بودلين في أكسفورد وأصله من كتب المطران بارتس في بومبي كتب بخط أعجمي لا يحسن العربية فجاء محرفاً تحريفاً كثيراً وصححه الأستاذ مرجليوث على قدر الإمكان على الأصول المعروفة من دواوين وكتب وأدب ومحاضرات وتاريخ وغيرها فجاء شاهداً بفضله وعلمه وما هي أول حسنة من حسناته في خدمة اللغة العربية ونشر ما نطوى من أقلام مؤلفيها الغابرين وشعرائها المجيدين.
وما قولنا لمن يرون في مثل هذه المطبوعات التي ينشرها علماء المشرقيات بعض تحريف خفيف من نقط أو كلمات قد تدرك بالبداهة أنكم إذا توليتم من هذه الكتب ما يتولاه أولئك الأعاجم الغيورون منها لجاءت أكثر تحريفاً وتصحيفاً من مطبوعاتهم وأحرى بمن يبادرون إلى النقد أن ينشروا للناس ولو كتاباً واحداً يكون في صحته على الرسم الذي يرسمونه ليصدقهم أهل العلم.
في هذا الجزء نحو 130 ترجمة لمن اسمهم إبراهيم أو أحمد منهم المشاهير الذين ترجموا في الكتب المطبوعة التي بين أيدينا ومنهم من لم نعثر على تراجم إلا فيه وقد صوره المؤلف تصويراً بديعاً لا يقل عن تصوير ابن خلكان وابن أبي أصيبعة وابن بسام والقفطي والسخاوي لمترجميهم إن لم نقل أنه يمتاز على بعضهم.
قال المؤلف: جمعت في هذا الكتاب ما وقع إليّ من أخبار النحويين واللغويين والنسابين والقراء المشهورين والإخباريين والمؤرخين والوراقين المعروفين والكتاب المشهورين وأصحاب الرسائل المدونة وأرباب الخطوط المنسوبة والمعينة وكل من صنف في الأدب تصنيفاً أو جمع في فنه تأليفاً مع إيثار الاختصار والإعجاز في نهاية الإيجاز ولم آل جهداً في إثبات الوفيات وتبيين المواليد والأوفات وذكر تصانيفهم ومستحسن أخبارهم والأخبار بأنسابهم وشيء من أشعارهم فأما من لقيته أو لقيت من لقيه فأورد لك أخباره وحقائق أموره ما لا ترى لك بعده تشوفاً إلى شيء من خبره وأما من تقدم زمانه وبعد أوانه فأورد من خبره ما أدت الاستطاعة إليه ووفقني النقل عليه في تردادي إلى البلاد ومخالطتي للعباد إلى أن قال: ولم أقصد أدباء قطر ولا علماء عصر ولا إقليم معين ولا بلد مبين بل جمعت للبصريين والكوفيين والبغداديين والخراسانيين والحجازيين واليمنيين والمصريين والشاميين والمغربيين وغيرهم على اختلاف البلدان وتفاوت الأزمان.
وهذا الجزء في 424 صفحة مطبوعة بمطبعة هندية بمصر طبعاً نفيساً وقد طبع باسم جيب المستشرق وقد كانت العقيلة جيب أم الياس جون ولكنسن جيب وقفت وقفاً بعد موت ابنها هذا وكان مغرماً بدرس علوم الشرق وفلسفته وتاريخه ليطبع بريعه ما يعلي شأن المباحث الفلسفية والتاريخية والأدبية سواء كانت تلك المصنفات للترك أو للفرس أو للعرب وقد طبعت منذ سنة 1901 ستة كتب ومنها معجم الأدباء وهي تعد سبعة عشر كتاباً آخراً للطبع.
لا جرم أن إحياء معجم الأدباء مما يقفنا على أمور كثيرة كنا نجهلها من قبل وفيه من الشعر والنثر والمحاضرات والنكات ما هو مسرة للقلب وقرة للعين وإنك لترى ياقوتاً يأتيك بما قيل في المترجم ذماً ومدحاً ويترك للقارئ الحكم في ذلك. فمعجم الأدباء كوفيات الأعيان كلاهما متمم لصاحبه فنشر لأسرة جيب هذه المبرة الخالدة كما نشكر للأستاذ مرجليوت عنايته وغيرته.
تقرير مصر والسودان صدر تقرير السير ألدون غورست معتمد إنكلترا في هذا القطر عن سنة 1907 وهو في المالية والإدارة والحالة العامة في مصر وفي السودان وفيه فوائد كثيرة عن القطرين في السنة الماضية لا يظفر بها الإنسان إلا في المظان البعيدة المنال ويؤخذ منه أن إيرادات الحكومة المصرية زادت في مدة عشرين سنة نحو ستة ملايين جنيه ولكن ثلثي الزيادة حدث في السنوات الخمس الأخيرة والسبب الأكبر في هذا النمو الارتفاع المستمر في أسعار القطن التي تضاعفت في السنوات العشر الأخيرة وكان متوسط قيمة الصادرات 30920000 ج م والواردات 25066000 ج م ومتوسط زيادة الوارد على الصادر من النقود 5061000 ج م ودفع أربعة ملايين ونصف جنيه للأجانب من فوائد الدين المصري يدخل في خراج الدولة العلية ونفقات الخزان ونفقات جيش الاحتلال وكانت إيرادات الحكومة 16368000ج م ومصروفاتها الاعتيادية 13231000 والخصوصية 1049000 ومعظم الإيرادات في زيادة كما أن معظم النفقات كذلك.
وبلغ مجموع الدين المصري 96. 181000 ج م في 31 ديسمبر سنة 1906 ومال الفائدة والاستهلاك 3699000 ج م وسدد من أصل الدين 347000 ج م فيكون الدين الباقي على مصر 95834000 ج م ومال الفائدة والاستهلاك السنوي 3641000 ج م وعند الحكومة وصندوق الدين سندات من أصل هذا الدين بقيمة 836000 فائدتها 317000 فمجموع الدين الذي كان الجمهور يتداول سنداته في آخر السنة بلغ 87448000 ج م والفائدة التي يدفعها سكان القطر 3324000 ج م.
ومما يدل على ميل الناس إلى التعلم والاستنارة أن عدد من زاروا حديقة الحيوانات في القاهرة بلغوا إلى آخر نوفمبر سنة 1907، 228924 أي بزيادة 24228 عن مثله في السنة التي قبلها ومعظم الزائرين مصريون وكثيرون منهم من أهل الأرياف وبلغ عدد الذين دخلوا غرف القراءة في دار الكتب المصرية 18830 معظمهم مصريون.
وبلغت جملة الواردات التجارية 26120777 ج م بعثت منها إنكلترا إلى مصر 8492847 وجاء من أملاكها في البحر المتوسط 213070 ومن أملاكها في الشرق الأقصى 1086818 وجاء من فرنسا 3166890 ومن البلاد العثمانية 2973108 ومن النمسا والمجر 2059423 ومن ألمانيا 1392381 ومن إيطاليا 1361457 ومن البلجيك 1027590.
وبلغت جملة الصادرات 28013185 أصاب بريطانيا منها نحو 54. 3 في المئة ويختلف نصيب كل من ألمانيا وأميركا والنمسا والمجر وفرنسا وروسيا من الصادرات بين مليون ومليونين وقد زادت جميعها إلا فرنسا فإنها نقصت قليلاً عن السنة التي قبلها.
وفي التقرير فوائد لا يستغنى عنها ابن هذا القطر خصوصاً. وهو يطلب من إدارة المقطم بعشرة قروش.