مجلة المقتبس/العدد 3/المجلات الإفرنجية والعربية
مجلة المقتبس/العدد 3/المجلات الإفرنجية والعربية
الخط الياباني
أنشأ بعض اليابانيين مجلة تعنى خاصة باستبدال الخط الروماني بالخط الياباني وبعبارة ثانية تدعو إلى طرح الحروف الشرقية القديمة والاستعاضة عنها بالحروف الغربية الحديثة. وفي هذا من الثورة العلمية ما قامت له الأندية العلمية في يابان وقعدت. وأصبح لهذا الفكر أشياع ولكنهم قلائل الآن. تقول المجلة أن استعمال صور الحروف الصينية لا يعتبر إلا بأنه من حب الاتصال مع الماضي كما هو الحال في امتيازات قديمة لم يتوصل بعد إلى نزعها والتخلص منها. وبهذا ترى اليابان أقسمت أو كادت تقسم أن لا تبقي أثراً للتقاليد القديمة التي تعوق سير حضارتها.
تبادل العلم
ذكر أحدهم في مجلة المجلات الأميركية الصورة التي سيجري عليها في مبادلة العلم العالي بين كل من أميركا وألمانيا على الطريقة التي عزم على الاعتماد عليها الإمبراطور غليوم الثاني بالاتفاق مع مدرسة كولومبيا الجامعة. قالت أن أساتذة من هذه المدرسة يذهبون إلى كلية برلين ويشغلون منابر أنشئت لهم خاصة ويأتي أساتذة ألمان من كلية برلين يعهد إليهم بالتدريس في صفوف كثيرة من الكليات الأميركية. وغاية هذه الطريقة في مبادلة الأساتذة أن تتبادل ناشئة الأمة الأفكار والغايات ويتذاكروا في المبادئ والمقاصد. والمظنون أن كلاً من إنكلترا وفرنسا لا يلبثان أن ينحوا هذا النحو فتشترك كليات اكسفورد وكامبردج ولندن مع كلية باريس وهناك بشر العلم بالارتقاء الذي لم يسبق له مثيل في تاريخ البشر.
التكافل في الأمراض
نشرت إحدى الصحف الباريسية مقالاً في فائدة التكافل الاجتماعي لإيقاف سير السل ومجاهدته قالت أن المسلول أحد منكوبي الوسط الاجتماعي وأن مرضه ينتشر باجتماع الجرثومة مع الأرض فالجرثومة تأتي من المحيط أو الوسط والأرض هي جسم الإنسان وصحته من أصل تركيبه أو أسباب ولادته وارثه وتربيته وسكنه. ولما هدمت في إنكلترا أحياء برمتها وكانت قذرة موبوءة انخفض عدد الوفيات بالسل إلى 45 في المائة على حين يرتفع معدل الوفيات بهذا الداء في فرنسا.
الآلات المنغمة
المشرق - عني حضرة الباحث العالم صاحب هذه المجلة بنشر ثلاث مقالات عربية في الآلات المنغمة انتقاها من مجموع عثر عليه في خزانة كتب مدرسة ثلاثة أقمار في بيروت وفيه رسائل في الهندسة والفلك وتحريك الأثقال والموسيقى وغير ذلك من الآثار العلمية من وضع علماء الإسلام أو من تعريبهم وتعريب طائفة المعربين في عهد الحضارة الإسلامية ويرتقي هذا المجموع بحسب رأي الباحث المشار إليه إلى القرن الثاني عشر للمسيح. وهذه الرسائل في معنى واحد لقدماء اليونان استحق كتبة العرب شكر العلماء إذ حفظوها لهم من أيدي الضياع بنقلها إلى لغتهم.
أما الرسائل فإحداها عمل الآلة التي اتخذها مورسطس يذهب صوتها ستين ميلاً وكانت هذه الآلة تحمل معهم في الحروب لأن بلادهم كانت كثيرة الأعداء فكانوا إذا احتاجوا أن ينذروا أصحابهم أو يسألوا المدد في الحروب لتأتيهم الخيل والمدد أو ينذروا أهل مدينة الملك وأي النواحي أرادوا نفخوا في هذه الآلة وهي الأرغنن الكبير الملقب بالواسع الفم الجهير الصوت وذلك أن صوته يذهب ستين ميلاً. والثاني صنعة الأرغن الجامع لجميع الأصوات وهو أن يسمعك صوتاً عجيباً يبكي بكاء شديداً ويسمعك صوتاً مرقداً ينيم صاحبه على المكان ويسمعك صوتاً يشجي ويلهي ويسمعك صوتاً يطرب ويرقص ويسمعك صوتاً يسحر ويذهب بالعقل. والثالث صنعة الجلجل الذي إذا حرك خرجت منه أصوات مختلفة شجية غنجة وزعم الحكماء أن هذه الآلة عملها ساطس (كذا) القديم في بلاد مصر العتيقة فلما ضرب بها هرب من ذلك الموضع كل سبع وكل هوام وكل طير حتى هربت مواشيهم ودوابهم وكاد أكثرهم أن يجن فاستعفوا من ذلك. فنصبها على موضع مشرف بعيد من المدينة جداً. وبنى في ذلك الموضع هيكلاً وهو يسمى هيكل زواس أي (المشتري) ذي الحسن واتخذوا له عيداً فكانوا يحركون الجلجل في يوم عيدهم ثم يذبحون ويتقربون.
المجتمع وعلومه
المنار - ذكر أن أكمل الجنسيات وأنفعها للبشر ما كانت أعم وأشمل للطوائف والجمعيات المختلفة في النسب والوطن واللغة والدين والحكومة وأن هذه الجنسية هي نهاية ما يمكن وضعه لسعادة البشر كلهم ولكن الناس لما يستعدوا لها تمام الاستعداد وقد وجدت في الجملة على عهد الخلفاء الراشدين وأن جنسية النسب مزقت الشمل ولولا جنسية اللغة والوطن ما ترفق المسلمون إلى ممالك وقد حاول الإسلام القضاء على عصبية الجنس واللغة والوطن فغيرت بعد. ومن رأيه أن يكون العمل الواجب دائراً على أقطاب هذه المسائل الكلية (1) كون تعليم الدين مؤيداً للعقائد دافعاً للشبهات الرائجة في هذا العصر (2) كون تعليم التاريخ وعلم الاجتماع والأخلاق والآداب مؤلفاً للرابطة الملية بين شعوب المسلمين وعناصرهم المختلفة (3) تعليم العبادات مع بيان حكمها وفوائدها في تزكية النفس وتعليم أحكام المعاملات مع بيان انطباقها على مصالح البشر ومنافعهم في هذا الزمان (4) تعليم العلوم الرياضية والطبيعية بقصد ترقية النفوس ومجموع الأمة بالأعمال الصناعية (5) إحياء اللغة العربية بإلزام المتعلمين التحاور بها استبدالها لها باللغة العامية وبتعليمهم البلاغة في القول والكتابة ليكونوا كتاباً بارعين وخطباء مؤثرين (6) تعليم الصنائع التي يمكن العمل بها في البلاد وفنون التجارة (7) الجمع بين التعليم وبين التربية العملية في المدارس (8) جعل مدار التعليم والتربية على استقلال الفكر واستقلال الإرادة والاستقلال في العمل الذي يعبرون عنه بالاعتماد على النفس.