مجلة المقتبس/العدد 28/سير العلوم والاجتماع

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة المقتبس/العدد 28/سير العلوم والاجتماع

مجلة المقتبس - العدد 28
سير العلوم والاجتماع
ملاحظات: بتاريخ: 1 - 5 - 1908



التعليم والذكاء

من المعروف الشائع أن التعليم يزيد الذكاء حدة ويقوي الذهن إلا أن طبيبين نطاسيين قد بحثا بحثاً طويلاً في ذلك فتبين لهما أن الولد ينسى بعد خمس سنين من سنه ما تعلمه من قبل نسياناً تاماً فالذاكرة كما يتوفر على تنميتها في المدارس لا يبقى فيها شيء بل أن العقل لا يحاول أن يعرف ما يجهل وقليل من الأولاد من حازوا من العارف قسطاً مما لم يتعلموه في المدارس وما يعرفونه كله مبادئ ويزول أثره من الذهن في الغالب. وقد سأل أحد الدكتورين تسعة وثلاثين تلميذاً من الصفوف العالية وتسعة وثلاثين تلميذاً من الصفوف الواطئة وثمانية وخمسين تلميذاً من الكليات أسئلة كلها بسيطة فلم يكن الجواب إلا التسجيل عليهم بالجهل المطبق وفي المسائل التي كان ينبغي لها شيء من صحة الحكم كان سكوتهم عليها محزناً فاستنتج من ذلك أن التعليم لا يساعد إلا قليلاً جداً على تقوية العقل وينبغي إصلاحه على صورة عملية أكثر من الآن. وهذا الرأي موافق لرأي هارون غورست الذي يرى المعارف المدرسية للذكاء أشبه بسم حقيقي ولذلك يطلب أن يكون الامتحان محدوداً معيناً وأن كل من يعاني صناعة بموجب شهادة بيده يجب عليه أن يفحص أمام جماعة من المحكمين كل خمس سنين وما هذا إلا لأن التعليم اليوم يقتصر فيه على الإكثار من الكتب والإكثار من الامتحان الشفاهي وتعلم الألفاظ والجمل وإهمال التزود من الأفكار وتمرين العقل على التفنن فيها وإيجادها.

التفروزين

هو نبات ينبت في جزيرة سيلان وكولومبيا وأميركا الوسطى وهو يستعمل للصباغ ويخرج منه نوع صباغ من النيلة ويكون منه مسهل ويستعمله الأميركان لتدويخ السمك ليسهل صيده وقد قرأ أحدهم في مجمع العلوم الباريزي تقريراً جاء فيه أن هذا النبات من السموم الشديدة وأن الصيادين لا يسكرون به السمك بل يسممونها ورأى أن يناقشوا الحساب في استعماله ويمنع بيعه إن أمكن.

بعد الشمس

ثبت أن الشمس بعيدة عن الأرض أكثر مما كان معروفاً فبعد رصدها 2600 مرة بالتلسكوب و11000 مرة بالصور الشمسية تبين أن الشمس بعيدة عنا 149471000 كيلومتر وكانوا يقولون منذ عهد كبلر أنها بعيدة 148500000 كيلومتر والفضل في هذا التحقيق يرجع إلى ما اكتشفه المرصد الفلكي في برلين سنة 1898 من نجم مذنب صغير لم يكن معروفاً من قبل سموه (ايروس) وهو يقترب من الأرض بعد الأحايين فساعد هذا النجم على حساب بعد الشمس.

الأرق

أثبت أحد روّاد الإنكليز خلال صعوده جبل كون كون في بلاد كشمير شمالي الهند أن النوم على علو سبعة آلاف متر يقل ويحالف السهاد المقل لأن الأوكسجين يندر والتنفس يصعب فلا يلبث المرء أن يغفى حتى يستيقظ كالمذعور.

أغنى كلية

أغنى كلية في العالم هي كلية هارفرد الجامعة في الولايات المتحدة فإن رأي مالها خمسة وعشرون مليون جنيه فإذا أضيف إليها ثمن أراضيها وأماكنها وخزائن كتبها ومستشفياتها بلغ مجموعها نحو ثمانية وثلاثين مليوناً وهذه المدرسة بعيدة عن مدينة نيو كبردج. وفي هذه الولاية يُحظر بيع المشروبات الروحية. ويقبض رئيسها راتباً في السنة ستة آلاف دولار وكل أستاذ ثمانمائة جنيه وكل مساعد أستاذ أربعمائة جنيه وفيها نحو 500 أستاذ و 4000 طالب.

تبرج النساء

كتب باولو لومبروزو العالم الإيطالي مقالة في هذا الموضوع قال فيها أنه ثبت أن أصل التبرج المشهود في النساء كان في أول الأمر مألوفاً لهن فأخذن يعمدن إليه استمالة لقلوب الرجال وما زلن في تفنينهن حتى صار فيهن على كرور الأعصار عادة وجبلة. فقد شوهد أن النساء المجنونات يفقدن لأول عهدهن بالجنون الرقة والحشمة والطهارة على أن حب التبرج يبقى مغروساً فيهن فيحرصن عليه. والتبرج مما عمت به البلوى كل النساء بدون استثناء فتراه عند الأميرة الكبيرة كما تراه عند الزنجية الحقيرة ولهن في التفنن بذلك أساليب حتى أن إحدى الغنيات الكبيرات في أميركا أراد أن يزورها ذات يوم أحد الأمراء من بعض الأسرات المالكة فتأهبت لذلك بأن أوصت على قفطانين جميلين إحداهما وردي والآخر أبيض صرفت فيهما ألفي جنيه. ولكن كيف السبيل إلى أن تظهر أمام الأمير بالقفطانين في آن واحد فأوعزت إلى خادم لها وهي على المائدة أن يلقي عليها شيئاً من المرق من صفحة يحملها فعندها انسلت إلى غرفة تبرجها ولبست القفطان الآخر فتم لها ما أرادت من الظهور أمام الأمير في ثوبين ثمينين في آن واحد. وليست المرأة محبة للتبرج في جميع طبقات المجتمع الآن بل كانت كذلك منذ العصور المتطاولة في زمن يكاد يكون فيه اختراع السكة والمحراث جديداً أي في العصر الذي كان الإنسان يسكن فيه المغاور. فقد عثروا في بعض الكهوف على أقراط وحلق وأساور. وترى النساء المتوحشات لا يبالين بالألم ويفادين بكل عزيز في سبيل تبرجهن فيضعن الوشم على أكثر أطراف أجسمهن تأثراً كالفم والصدر ويثقبن الآذان وأنوفهن وشفاههن ويدخلن في لثاتهن قطعة من الخشب ويقلعن أسنانهن ويضغطن على رؤوسهن لتكون مستطيلة ويصغرن أرجلهن تساوي في ذلك الشابات والعجائز وإنك لترى بنات الستين يذكرن أيام شبابهن ولا يقصرن في التبرج كما ترى الطفلة الصغيرة أول ما تفتح عينها عليه أنواع التبرج والزينة. ومن غريب ما شاهد في تبرج النساء أن امرأتين في إحدى مستشفيات المجاذيب توصلن إلى أن يضعن على وجهيهما الأبيض والأحمر مع أن يُحظر على المجذوبات كثيراً أن يُؤتى إليهن بشيء من الذرور البيض والعطور وغيرها من أدوات الزينة فأخذت إحداهن أو بعضهن ينحتن بأسنانهن كلس حيطان غرفهن وجمعنه فصبغن به وجوههن أبيض ناصعاً أما الحمرة فعمدت إحداهن إلى قميص وهو قميص المستشفى وكان فيه بعض خيوط حمر فأخذت تنسلها حتى أتت عليها ثم وضعتها في إناء وصبت عليها ماء فانحل صباغه فصبغت وجهها وقد توصلت إحدى مختلات الشعور إلى أن صنعت لنفسها مشداً من أسلاك الحديد تشد به خصرها فكانت تذنب مرات عمداً حتى تسجن في مكان بعيد عن رفيقاتها وراء حائط من أسلاك الحديد فتنسل كل مرة سلكاً حتى تجمع لها ما أرادت. وقد جرب بعضهم إدخال ثلاث أصناف من الألبسة إلى إحدى مستشفيات المجذوبات أعلى وأوسط وأدنى وقرر أن من كانت منهن حسنة السلوك تعطى الثوب الأعلى فما كان منهن كلهن إلا أن أحسن سلوكهن ليأخذن ثياباً من النمط الجديد.

النساء وإن يكن لا يرين في التبرج حرجاً عليهن إلا أنهن لا يردن أن يقال عنهن متبرجات ويتظاهرن بأنهن لا يصرفن في التبرج أوقاتاً كثيرة مع أن أكثر أوقاتهن تصرف في إعداد معدات التبرج وما شأنهن في ذلك إلا شأن أولئك الشعراء الذين يحذفون ويثبتون من قصائدهم عشرين مرة ثم يدعون أنهم ارتجلوها ارتجالاً. ولطالما تحمل النساء صنوف الأوجاع في سبيل ما يورثهن بهجة ويعددنه من آيات التبرج مثل أولئك الصينيات اللائي يضعن أرجلهن في قوالب خاصة ليصغر حجمها ولكن ذلك يورثهن أمراضاً وإصابات أقلها أنهن يمشين قفراً مشية الكركي الأشل. وكذلك النساء في شبه جزيرة ملقة فإنهن يرين من آيات الجمال أن يكون عنق المرأة طويلاً فصنعن لذلك كلابات يضعن فيها رؤوسهن ليورثن بذلك طولاً لأعناقهن حتى تصير كأعناق الزرافة. والنساء الزنجيات في غانية الجديدة وبريطانيا الجديدة في المحيط الكبير يقعلن أسنانهن ليظهرن أكثر جمالاً بزعمهن بل أن النساء في تونس يطعمن الأرز ليصبحن كالأوز السمين بحيث لا يستطعن الحركة وكذلك نساء الإفرنج يتحملن كل مشقة في سبيل وضع المشد على خصورهن. وعلى كثرة تحذير الأطباء لهن عاقبة ضغط المشد ما برح أكثر النساء يستعملنه ويصبن بأمراض الكبد وتشوه الجسم وأحياناً يفضي بهن إلى الموت وهن لا ينتهين بل يصبرن على آلام المشد صبر أيبوب على بلواه ويكدن لا يتنفسن طول ليلة بأسرها وهن مع الرجال في الأندية. كل هذا مما يستدل به على ضبط النساء لهواهن وقمعن أنفسهن.

وهذا استنتج بأن التبرج مطلوب للنساء وأنهن في حل مما يقمن به ولأأنهن كن قبل ستمائة سنة لا يقرأن ولا يكتبن في أوروبا ومع هذا كن يعنين بالتبرج ولهن فيه أساليب اخترعنها وتقلبن فيها بحسب الأزمان شأن النساء الموغلات إلى اليوم في التوحش من الأمم فإنك تراهن قد يغيرن أساليب التبرج وإن كانت آنيتهن وماعونهن وخرثيهن على الصورة الأصلية.

فالتبرج ضروري للاجتماع يورثه بهجة ونشأة ولولا النساء وتبرجهن ما تجلت لعينيك البيوت والقصور ذات بهجة فالنساء بتبرجهن يدخلن السرور على القلوب والنظام على الأماكن وإذا قارنت بين بيت لا نساء فيه يزدنه بهجة ويزينن غرفه ومقاعده وحوائطه وبين دير ليس فيه إلا الضروريات من لوازم الحياة تجد الفرق بين التبرج وعدمه وزينة النساء ونقيضها مثل الشمس ظاهراً فالتزين والتبرج مطلوبان على كل حال في حياتنا الاجتماعية ولها نفع عظيم لأن فيهما من اللذة وسعادة العيش الخضال.

مآكل العظماء ومشاربهم

بحثت المجلة الباريزية فيما يأكله العلماء والكتاب وارباب الفنون في إنكلترا فقالت أن من صفات الإنكليز والإيكوسيين والغاليين والإيرلانديين ممن تتألف منهم بريطانيا العظمى في الأكثر الثبات وتحمل شدة الهواء فيرون في الأغلب التنزه في الهواء الطلق من الواجبات الصحية مثال ذلك اللورد أفبوري المعروف باسم السير جون لوبوك فإن قوة جسمه ناشئة عن جمعه الرياضات الطبيعية والسياحة إلى الاعتدال والتقلل وقال إن سبب طول حياته عنايته بقواعد فن الحياة فيأكل مآكل بسيطة قليلة ويتناول شيئاً قليلاً من الكحول وأنه يكاد لا يتناولها ولا يدخن وهو مشهور بالسياسة والعلم يتعب كثيراً في أعماله وعمره أربع وسبعون سنة. وقال السير ويليام كروكس وهو من كبار العلماء الذين لا ينفكون عن البحث والدرس والتأليف والاختراع وهو الآن في الخامسة والسبعين من عمره أنه يأكل بسرور كل ما يستطيبه على المائدة ولكن باعتدال ويشرب الخمر ويدخن وكانت صحته في جميع أطوار حياته جيدة جداً. ومثله غي عدم الكلال من العمل فريدريك هاريسون العالم المؤرخ الفيلسوف وهو اليوم في السابعة والسبعين من عمره يقتصر مأكله على اللحم ولكنه مقل في تناوله كما يأكل البقول واللبن والبيض. قال وأرى أن سبب الهرم العاجل الذي يصيب الطبقة العالية الغنية هو ما يتناولونه من المآكل لا ما يتناولونه من المشارب من بلغوا سن السبعين يجب عليهم أن يقللوا كمية طعامهم إلى النصف مما كانوا يأكلونه في فتوتهم. وأول قاعدة في الصحة جربت عليها هي أن أخرج من المائدة بدون أن تكون قابليتي للطعام قد سكنت. وأنا مسلم من حيث تناول الشربة الروحية فلا أتناولها طول نهاري اللهم غلا في المساء فإني أتناول قدحاً أو قدحين من خمر ألمانيا الأبيض أو غيره ولكن لا على أنه يعين القوى الطبيعية أو العقلية. ولا يسعني إلا ن أمدح الاعتدال في تناول الشاي والقهوة في النهار لا في الليل أو المساء. وأنا لا أدخن وأمقت هذه العادة وأعدها مما يتقزز منه ويضر بالحاضرين. فالتدخين كاستعمال السعوط والسكر وحلف الأيمانات كلها من العادات الفاسدة الضارة. وأنا أعرف كثيراً من الناس أثرت في صحتهم عادة استعمال التدخين. أنا اليوم في السابعة والسبعين من عمري لم أمرض في حياتي منذ كنت في التاسعة وقد أصبت بالحميراء وما قط عزفت نفسي عن العمل والكتابة فأنا اليوم أقدم المفروض علي للمطابع من الكتابة بنشاط أكثر من نشاطي أيام حياتي الماضية وعندي أن طول حياتي كان لتقللي وعنايتي بالرياضة كل يوم في الهواء الطلق وربما صعدت الجبل إذا اتسع لي الوقت وما قط تعبت من العمل ولا عملت بدون سرور. وقال الكونت روبرتس وهو الآن في السادسة والسبعين خدم الجندية وقاسى الأهوال في حياته وأكل الخشب وشرب العكر وتعرض للملاريا والأمراض وحضر حصار المدن ومعاركة الأبطال ومع هذا فهو في أجود صحة: إن سبب طول حبل أجله ناشئ من أنه يدخن قليلاً أو لا يدخن وأنه يأكل ويشرب باعتدال. والسير ويليام ميكايل روزتي هو الآن في التاسعة والسبعين من عمره عالم وأديب سئل عن القواعد التي يراها لدوام الصحة فقال أن الاعتدال في مأكله ومشربه هو سبب صحته وقد اعتدت التدخين منذ صباي وأنا أعد مكثراً منه وأرى أنه يشوش علي الهضم في الأحايين ولكني لست مصاباً بسوء الهضم وقال السير شارل ستانلي وهو من كبار الممثلين والمغنين وعمره الآن 74 سنة أنه يأكل كل ما يشتهي ويشرب ويدخن كذلك لكن باعتدال. قال المستر جورج برنارشواف وهو في الثانية والخمسين من عمره خطيب كاتب أديب ناقد قصصي وهو ممن يركب الدراجات ويعاني السياحات والسباحات: إني لم أتناول اللحم منذ 27 سنة وإني لا أشرب الكحول وأرى أنها ضارة في أرباب الأقلام فهي ليست مقوية على العمل بل مخدرة وشاربها لا يُفتح عليه بالأفكار بل يضيع منها أما التدخين فلا أتعاطاه وأراه فقذراً. وترى العقيلة الين تري الممثلة وهي الآن في الستين ولكنها إذا ظهرت على محل التمثيل فلا تظن إلا أنها في السابعة عشرة من عمرها إن أحسن قاعدة للصحة أن يأكل الإنسان في أوقات معينة قالت حاولت أن أنقطع مرة عن اللحوم فضعف جسمي بعد شهر ثم حاولت مرة أن أمتنع عنها فلم أقدر فظهرت لي صحة ما يقال من أن ما ينفع واحداً قد يكون سماً لغيره ولا أتناول مشروباً على الطعام وأنا على ثقة من أن الماء أحسن شراب ولكني أشرب كمية قليلة من الخمر والويسكي على أنني أراهما أضر على الإنسان من طبيخه المملوء بالخرطوش في أيدي أناس لا يحسنون أن يضبطوا أنفسهم ولا أدخن وإن حاولت التدخين. وقال الأستاذ الفرد روسل والاس وهو من أبناء التسعين وخصيم داروين في مذهب النشوء اشتغل بمذهب الانتخاب الطبيعي والجغرافية الجيولوجية وبحث في المادة والصحة الاجتماعية والتنويم المغناطيبسي فقال أنه إلى السبعين من سنه كان يأكل كما يهوى وكان هضمه جيداً ثم ضعف هضمه فاضطر أن يغير نظام طعامه ويقلل من كميته فاتقى بذلك مرض الربو المزمن وكان لأول أمره يشرب المشروبات الروحية باعتدال وفي الخامسة والعشرين من عمره امتنع عنها كل الامتناع فجادت صحته وقال أن التجارب والنظر دلته على أن المرء إذا قرب أن يشيخ ينبغي له أن يمتنع عن الكحول كل الامتناع لأنها تضر به لا محالة وأن يقلل من الطعام وأنا أتناول الشاي والقهوة وأحسن أوقات عملي في الصباح والمساء بعد أن أتناول كأساً من الشاي ومدة صباي لم أدخن قرفت من التدخين لما رأيت من سوء أثره في المدخن.

نوم النباتات ويقظتها

يختلف ميعاد نوم النباتات بحسب أجناسها فاللبلاب الأحمر يفتح عند الغسق ونبات زهر الربيع يزهر في الشمس عند مغيبها وأزهار النوفر (عرائس النيل) تطبق زهرتها الملونة في آخر النهار وتغوص في الماء في الليل.

الثقاب في يابان

يشتغل في صنع الثقاب أو الكبريت في بلاد اليابان 130 ألف نسمة فتصدر اليابان منه ما قيمته ستة وعشرون مليوناً وربع مليون فرنك هذا مع أن المواد الأولية لصنعه لا توجد في يابان ومع تشدد اليابانيين في أن لا يوقدوا المصابيح التي يوقدونها لأجدادهم إلا من شعلة نار صافية ما برح استعمال الثقاب يزداد في الاستعمال بين اليابانيين.

الممثلون في أميركا

يشكو الممثلون في أوروبا من قلة أرباحهم بالنسبة للممثلين في أميركا فإن كاروزو يتناول خمسمائة ألف فرنك للتمثيل ثماني ليال وأكثر من مائتي ألف فرنك لأغان تغنى أمام آلة الغرامافون ومثل ذلك في الليالي الخاصة ثم أنه يأخذ في الأسبوع ربع مليون فرنك لنفقته الخاصة في الفندق والمطعم ويربح الممثل بادرفسكي في كل شتاء 625 ألفاً وكويليك نصف مليون وبالنظر لكثرة المتفرجين في أميركا ولغلاء أجور التمثيل فالليلة تربح في العالم الجديد عشرة أضعاف ما تربح في العالم القديم.

تفاحة هائلة عرف علماء النبات أكبر شجرة تفاح في العالم وهي في شسهير من ولاية كنتكتيت في أميركا الشمالية غلظتها خمسة أمتار وعلوها خمسة وعشرون متراً وعمرها مائتا سنة وهي تعطي اثنين وخمسين هيكتولتراً من الثمر في السنة وخمسة من أغصانها تعطي ثمراً سنة واحدة والثلاثة أغصان الباقية تعطي في السنة التالية إلا أن تفاحها صغير ويكاد يكون خالياً من الطعم.

سمن قديم

عثر أثنءا الحفر في إحدى المحافر في إيرلاندا على عدة أواق من السمن تبين بالفحص أنه قديم جداً ظاهره أبيض وكأن فيه حبوب وباطنه استحال كتلة شمعية وإن ما وجد ثمت من جلود البقر أزال كل شك في أن السمن أصلي لا شائبة فيه.

أطباء يابان

راجت صناعة الطب في يابان وأي رواج فبينا تجد في فرنسا وهي عش الأطباء خمسين طبيباً لكل مئة نسمة ترى في اليابان تسعين طبيباً لكل مئة ألف وقد زاد أطباء يابان في سنة 1907 وحدها 750 طبيباً.

وقف على العلم

وقف حسن بك زايد من سراة مصر زهاء خمسين فداناً من أجود أطيانه في المنوفية على مشروع الجامعة المصرية. وهذه الأطيان تساوي أحد عشر ألف جنيه بارك الله بمانحها وأكثر فينا من أمثاله.

هبة محمودة

تبرع أحد محسني الأجانب في مصر بخمسمائة جنيه للجمعية الخيرية الإسلامية ولم يحب أن يذكر اسمه مثل الذي كان تبرع لها في السنة الماضية بخمسة آلاف جنيه ولم يحب أن يذكر اسمه.

مدرسة صناعية بالفيوم

نجز بناء مدرسة صناعية للبنين في الفيوم كلفت عشرة آلاف جنيه جمعها الأهلون ومنها ألف جنيه إعانة من الأوقاف ومدة الدراسة فيها ست سنين ثلاث للقسم العلمي وثلاث للصناعي والصنائع التي تعلم فيها النقش والتجارة والبرادة والخراطة والحدادة والسروجية وستدفع المعارف 850 جنيهاً إعانة سنوية لإدارتها ويدفع الأهلون 350 جنيهاً لهذا الغرض.

مناجم البترول

مناجم البترول كمناجم الفحم الحجري آخذة بالنضوب شيئاً فشيئاً فقد نزل معدل ما يستخرج من مناجم أبالاش وأوهيو وفيرجينيا والتكساس ولوزيانا في الولايات المتحدة كما قل معدله في غاليسيا في بلاد النمسا وكذلك الحال في القافقاس من بلاد الروسي فإن ما يستخرج منه نزل إلى ثلث ما كان يستخرج منه باديء بدء.

ألياف الخشب

أخذوا ينسجون من ألياف الخشب نسيجاً يقوم مقام القطن والكتان ويكلف أقل منهما في الثمن بل أقل من الحرير كما أخذوا ينسجون قماشاً أشبه بالصوف من بعض مواد يمزجونها بماء البحر.

الزرنيخ والحمى

أثبت أحد الأخصائيين من الأطباء أن الزرنيخ هو الدواء الوحيد الذي يقي من الحمى الصفراء فقال أن ألفي شخص في أورليان الجديدة استعملوا الزرنيخ سنة 1905 فنجوا كلهم من هذه الحمى الخبيثة وهم معرضون للعدوى من كل جانب.

مجهر جديد

اخترع مجهر (ميكروسكوب) جديد ترى فيه أدق الدقائق بحيث يكون الانتفاع به ضعفي المجهر الحالي فيه ترى كيف تكبر الجراثيم وكيف تسير العدوى وكيف يسري اللقاح في الجسم.

التصوير البارز

اخترع أحدهم طريقة للتصوير الشمسي البارز يقولون أنها ستكون داعية لتغيير التصوير ظهراً لبطن إلا أن الصور التي ترسم على هذا النحو لا تصور الطبيعة في منظرها الحقيقي كله.

عداد جديد

كان باسكال أول من اخترع العداد وما زال المشتغلون فتوفرين على تحسينه وآخر عداد اخترع كان لمهندس روسي ظهرت فوائده العديدة لأنه يعد من الأرقام من عشرة إلى عشرين في وقت واحد ولا يحصل فيه خطأ ولا يتعب عقل المشتغل به.

القطط والكلاب

أخذت المحاجر الصحية منذ مدة تتوفر على إبادة الجرذان والفيران في السفن لأنه تبين أنها ناقلة لعدوى الأوبئة للبشر وقد انتبه أحد أطباء نيويورك إلى الضرار التي تلحق من القطط والكلاب بنقلها في وبرها بعض الجراثيم والديدان التي تجلب الضرر على الصحة وأورد على ذلك عدة أدلة منها أنه حدث سنة 1887 وباء كبير بين القطط في لندرا فكان القط يحمل إلى أخيه العدوى وبالتالي تسري إلى الأولاد الذين يلعبون مع تلك القطط وحدث في سنة 1901 أن الطاعون اشتد في الإسكندرية وما كانت جراثيمه تنتقل أولاً من ملاح إلى ملاح على الباخرة إلا بواسطة قط كانوا يدللونه ويحبونه. وترى بعض الأمم المتمدنة الآن أن تعدل عن حب القطط والكلاب حباً بالتوقي وحرصاً على الصحة وقد بدأن ألمانيا فحظرت دخول والكلاب والقطط إلى الصيدليات ويا حبذا لو حظر دخولها إلى المجازر والمخابز والصيدليات والمطاعم.

بطائح أميركا

ستوافق حكومة الولايات المتحدة على تجفيف البطائح في ولاياتها فيكون منها من الأرض القابلة للزراعة ما يكفي لإعالة اثني عشر مليوناً من النفوس على أن يكون لكل واحد منهم ستة عشر هكتاراً من الأرض وتساوي هذه الأطيان ملياراً من الجنيهات ويستلزم ذلك إنفاق عشرة ملايين فرنك.

حفظ المخطوطات

بعد أن احترقت مكتبة تورين في إيطاليا وذهبت فيها ألوف من المخطوطات النادرة أخذ أهل العلم في أوروبا وأميركا يفكرون في طريقة لحفظ المخطوطات لأنها تكون في الغالب غير متعددة فإذا وجد في إحدى المكاتب مخطو يعد في نظر العلماء كنزاً لأنه لا مثيل له وقد ارتأى بعضهم في نقل صورة من كل مخطوط نادر تطابق الأصل بشكلها وخطها إلا أن هذا العمل يحتاج إلى نفقات طائلة وتقدم المستر غولي إلى حكومة الولايات المتحدة مؤخراً أن يجعل مصفحات (كليشهات) المخطوطات وأمهات الطوابع والنقود في مكان واحد وأن يجعل منها مسودات (بروفات) يتناولها العلماء ويستعيرونها للاستفادة منها لقاء ثمن بخس والغالب أن مكاتب أوروبا تضطر بعد حين إلى الجري على هذه الطريقة لحفظ الكتب النادرة.

مرض جديد

اكتشف مرض في إفريقية جديد اسمه البالري ما يشبه النوام أي مرض النوم وهو عبارة عن نقاعيات تصيب الحيوانات كالخيل والكلاب والحمير والقطط والخنازير فيصاب الحيوان بنزلة في أنفه وأذنه فيضعف في الحال. ويشتد هذا المرض بالقرب من الأنهار بحيث لا يتيسر تربية هذه الحيوانات إلا على بعد خمسة عشر كيلومتراً من المياه ولم يجدوا له حتى الآن دواء.

سرعة البواخر

يتبارى كل من إنكلترا وألمانيا والولايات المتحدة في سرعة البواخر والبوارج التي تنشئها كل واحدة منهن بحيث يتساءل العارفون قائلين: أما لهذه المباراة في السرعة من حد تقف عنده. أما زيادة السرعة فلا تتأتي إلى بزيادة القوة المحركة فإن قطع اثنتي عشرة عقدة وحمل ستة عشر ألف طن تقتضي قوة 4500 حصان وسرعة خمس عشرة عقدة تقتضي قوة 8700 حصان و20 عقدة يلزم لها 20000 و22 عقدة يقتضي لها 25000 وهكذا يزيد معدل الإنفاق زيادة هائلة.

آلة للكتابة

اخترع أحدهم آلة سماها الستينوتبيا وهي تنقل الكلام بدون استعمال إشارات الاختزال المعروفة وهذه الطريقة تلغي عدة آلات اخترعت من هذا القبيل لنقل الكلام فيقرأ الإنسان الكلام فيها بسرعة كأنه يقرأ إملاءً صحيحاً أو طبعاً حجرياً عادياً.

خسائر مصر فقدت مصر في الأشهر الثلاثة الأخيرة ثلاثة رجال كان لهم أثر مهم في الخطابة والكتابة والتأثير وهم إبراهيم بك اللقاني ومصطفى باشا كمال وقاسم بك أمين.

زوجان معمران

احتفل في إحدى قرى بلاد المجر بمرور مائة سنة على زواج رجل عمره الآن 126 سنة وامرأة عمرها 116 سنة وقد بلغ عدد أولادهما وأحفادهما وأحفاد أحفادهما 712 نفساً وهنأهما الإمبراطور فرنسيس يوسف بعيدهما المئوي.

الكلاب والكلب

أحصيت الكلاب في باريز وضاحيتها فكان عددها 163352 كلباً أصيب بالكب منها 30 عضت 308 أشخاص لم يمت منهم أحد وبذلك ثبت أن العضات البشرية تشفى بأقل سرعة مما تشفى عضة الكلاب.

أشجار أميركا

قدروا أنه لا تمضي خمسون سنة حتى لا يبقى في أميركا الشمالية صقع مشجر لأن المقطوع منها يربى على المغروس فمعدل النمو 23 ونصف في المئة ومعدل النقص 94 في المئة وبعد خمس وعشرين سنة يفنى الصنوبر الأصفر ذو الورق الطويل كل ذلك لما تقتضيه الصناعة هناك من الأخشاب.

الحمى التيفوئيدية

كان الأطباء يقولون أن إغلاء الماء قبل شربه خير وقاية من الحميات والأوبئة إلا أن أبحاث اللجنة الصحية في نيويورك أدت إلى أن الحمى التيفوئيدية فيها قد انتشرت في الناس بواسطة الذباب إذ ثبت أن ظهور الذباب يسبق انتشار هذه الحمى كل سنة بأيام قلائل وثبت لديها أن هذا المرض الخبيث يكثر حيث يكثر الذباب في المستودعات البحرية الكبرى وعلى الأرصفة ورأت بالمجهر (الميكروسكوب) على رجل كل ذبابة وفمها ألوفاً من الجراثيم الخبيثة فإذا زارت ذبابة وجهك أو طعامك ولو قليلاً تترك فيه أثراً لها وذكرى سيئة وتبقى جرثومة معدية تتبعها حمى مهلكة.

الجراد في أفريقية ذهب أحد الإنكليز في إفريقية الجنوبية إلى بعض الأماكن التي انتشر فيها الجراد انتشاراً هائلاً فعمي عليه طريقه ولم يعد يعرف أين يذهب وقد حسب الجراد الذي سقط على ساق شجرة واحدة فكان خمسمائة جرادة فإذا انتشر الجراد في قطر بهذه الكثرة لا ينقضي نصف نهار حتى يجرد جميع غلاتها وثمراتها ويجعل حاصلاتها وخيراتها أثراً بعد عين.

مدرسة للأمهات

أسس بعض أعيان الإنكليز وأطبائهم لجنة ناطوا بها تعليم الأمهات الفقيرات اللاتي لم يسعدهن الحظ أن يتعلمن في صغرهن ما ينفعهن في كبرهن. والتعليم الذي يعلمنه تعليم عملي يلقى عليهن خطباً تدور على تربية الأطفال وحفظ الصحة وتدبير المنزل وتفصيل ثياب أزواجهن بحيث تصلح ليلبسنها أبناؤهن ثم أن الآباء يذهبون أيضاً على تلك المدارس مرة في الأسبوع وتلقى عليهم دروس تنفعهم وتنفع ذويهم كالتي تلقى على أزواجهم وقد أسفرت هذه المدارس عن نفع عظيم في التربية وقللت من الوفيات بين الأطفال ويفكر رجال الإنكليز أن يكثروا من هذه المدارس في جميع أصقاع إنكلترا.

صحافة ألمانيا وأميركا

بلغت الصحافة في ألمانيا أرقى درجات الارتقاء ففيها بحسب إحصاء أخير 8668 جريدة ومجلة منها 2894 صحيفة تنشر باللغات الأجنبية وأقدم جريدة في ألمانيا هي جريدة فرانكفورت وأنشئت سنة 16145 وجريدة ماكوبورغ أنشئت سنة 1626. ويعجب المراقبون للحركة الاجتماعية اليوم من ارتقاء الصحافة الأسبوعية في الولايات المتحدة وهي الجرائد التي تصدر أيام الآحاد فإن ما تطبعه كل واحدة منها يختلف من نصف مليون نسخة إلى مليون وفي نيويورك وحدها من هذا الضرب من الجرائد 15 جريدة وفي فيلادلفيا 11 ومثلها في شيكاغو وهي من أحسن المجلات في الحقيقة لأنها تصدر في مئة صفحة وتحتوي على أربعين صفحة إعلانات والباقي مواد علمية واقتصادية واجتماعية وسياسية وأدبية وغيرها من كل ما يرقي العقل ويهدي السبيل.

محاكم الأطفال

تألفت في روسيا لجان لحماية الأطفال تقوم بوظيفة مستنطق وهي مؤلفة من أساتذة وقسس فإذا ارتكب طفل ذنباً تنظر في جرمه لتحقق فيما إذا كان ارتكبه عن جهل أو خبث فإذا رأته مسؤولاً عما جنت يداه تحيله إلى المحاكم وإذا كان ارتكب ما ارتكب بدون تمييز ترسله إلى الإصلاحية على أن حكومة ألمانيا تفكر في إنشاء محاكم نظامية للأطفال.

الكحول والجرائم

ثبت لأحد قضاة فرنسا أن الجرائم تزيد في أكثر مقاطعاتها على نسبة ازدياد المشروبات الروحية وأن معدل السن التي كانت ترتكب فيها الجرائم كان ثلاثين فأصبح اليوم عشرين سنة وأن عدد الانتحار يزيد وأن كثرة الجنون زادت زيادة هائلة فكان منذ خمسين سنة في فرنسا 33 مختل الشعور في كل مئة ألف ساكن فأصبح سنة 1905 يبلغ 142 بل بلغ في بعض المقاطعات 234 والسبب في ذلك أنه كان في فرنسا خمارة واحدة لكل 113 ساكناً سنة 1880 فأصبح هذه السنة خمارة لكل 78 شخصاً.