مجلة المقتبس/العدد 2/الميت الحي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة المقتبس/العدد 2/الميت الحي

ملاحظات: بتاريخ: 26 - 3 - 1906



تكاد عيوني تقرأ الغيب في الدجى ... وتسمع أذني فيه ما تضمر النمل

وما أنا من قوم تهون نفوسهم ... عليهم إذا خانتهم الصحب والأهل

فلي من مضائي رفقة وعشيرة ... فلا سيد ينأى ولا صاحب يسلو

فيا حظ لا تسعد ويا خل لا تزر ... ويا دهر لا تعدل ويا عيش لا تحل

فما هاجني سخط ولا كفني رضا ... ولا ساءني ظلم زلا سرني عدل

وما قتلتني الحادثات وإنما ... حياة الفتى في غير موطنه قتل

وما أبقت الدنيا لنا من جسومنا ... على بأسنا ما يستقيم به الظل

ولولا اختلاف الناس ما قال قائل ... عجبت لفرع لا يشاكله أصل

فهل أرشدت تلك النمال إلى الحجى ... وهل أرضعت بالشهد في كورها النمل

يحار الفتى في عيشه ومماته ... فأولها جهل وآخرها جهل

وقلت وقد سألني (حافظ إبراهيم) لِمَ لم تتزوج

يا خليلاً وأنت خير خليل ... لا تلم راهباً بغير دليل

أنا ليل وكل حسناء شمس ... فاجتماعي بها من المستحيل

القاهرة

محمد إمام العبد