مجلة المقتبس/العدد 14/سير العلم

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة المقتبس/العدد 14/سير العلم

ملاحظات: بتاريخ: 15 - 3 - 1907



مضار الغبار

حدث في منجم فحم ببلاد الإنكليز سنة 1844 أن التهب التهاباً شديداً فقضى على كثيرين من المعدّنين. وقد دعي عالمان للبحث في سبب هذا الالتهاب فذهبا إلى أنه ناتج من الغاز المتجمع على سطح الغبار في المنجم ونصحا بالتوقي من هذا الغبار فثبت أن الغبار المتراكم كيف كان حاله يخشى من التهابه ولاسيما غبار الدقيق والسناج (الشحار) والسكر والقطن وغيره من المواد التي يضر مسها كما يضر مسّ الديناميت. وكل معامل القطن التي لا تعنى بإزالة هذا الغبار من حيطانها يحترق ويلتهب إذا أصابته حرارة وكذلك مطاحن الدقيق والأمثلة على ذلك كثيرة كما روت المجلة الباريزية. وكانت بعض المعامل تكتفي برفع هذا الغبار وتروّحه وقد اخترع أحدهم آلة تفصل الغبار المتجمع وتقذفه بقوة شديدة إلى مقر هذه الآلة فتتكون منه مادة تستعمل في تغذية الماشية وأدخلت تحسينات كثيرة على هذه الآلة وأخذوا في أمريكا يجعلون استعمالها ضربة لازب على كل محل يتصاعد الغابر منه مخافة أن يعلق بها شيء من اللهيب عن بعد فتلتهب وتضر بالمكان والمكين.

البناء في أمريكا

أخذ القوم في نيويورك يمتدون في الهواء بمبانيهم فإنهم أقاموا فيها 19 مسكناً يكون مجموع ما فيها من الطبقات نيفاً وأربعمائة طبقة ويكثر نوع هذه البنايات في الغالب في جزيرة مانهاتان والبنايات ذات الست والثلاثين طبقة كثيرة جداً وتستعمل الأدوات الرافعة بقوة الماء أو الكهرباء لطلوع السكان ونزولهم وإذا دامت الحال على هذا المنوال في سكنى العلالي بل الأعالي فسيكون للحياة في أمريكا بعد حين شأن غير شأنها الحاضر فيقضي الرجل في مسكنه معظم ساعات نهاره لا يكلم الناس إلا بالتلفون ولا ينزل إلا إذا رأى حاجة ماسة لنزوله وقد ظهر أن الأعمال لم تتعطل بذلك عن سيرها وأنها ما دامت تتزايد.

شقاء العلماء

هربرت سبنسر هو أكبر عالم إنكليزي قام في القرن التاسع عشر وقد نشرت مفكراته عن حياته فإذا بها يصف نفسه قبل أن يموت بأشهر صورة تحزن ولكنها تعلّم. قال: إنه أصيب في السنة الخامسة والثلاثين من عمره بضعف في قواه عقيب اشتغاله الأشغال العقلية الطويلة الصعبة ومذ ذاك أصيب بالأرق الدائم وفي السبعين من عمره لم يعد يستطيع أن يعمل سوى ساعة في النهار متقطعة يراوح بينها وبين أعمال أخرى فلا يعمل كل مرة أكثر من عشر دقائق. وقبل أن يموت بعشرين سنة عدل عن تناول طعامه في المدينة وأصبح إذا سمع الأنغام الموسيقية خمس دقائق وكانت من قبل تستهويه وتشوقه أو لعب بالنرد أو غيرها من الألعاب بضع دقائق يمرض أياماً وكاد لا يستطيع القراءة ولا يستطيع أن يمشي زيادة عن ثلثمائة متر ولا أن يتنزه أكثر من عشر دقائق في عربة ذات آلة مفرغة للهواء. ولما اهتدى إلى مذهب النشوء لم يكن يهنأ له بال إلا بوضعه وشرحه. وعاش وقلبه لا يعرف حباً غير حب الحقيقة. قال والعزوبة كانت بعد كل ذلك هي أليق بي بل هي أليق بالمرأة التي لا أعرفها والتي لم أتزوجها. قالت المجلة التي نروي عنها وهكذا حياة كبار الرجال وخصوصاً كبار العاملين المجاهدين منهم ما كانت قط عذبة المذاق. والمجد في الغالب لا ينال إلا إذا بذل فيه كل ما عزّ وهان.

اللغة الإنكليزية

اللغة الإنكليزية أكثر اللغات ألفاظاً فقد قدروا مؤخراً عدد ألفاظها بثلثمائة وخمسين ألف لفظة هذا وشكسبير الشاعر الإنكليزي لم يستعمل من هذه الألفاظ سوى ستة عشرة ألفاً وميلتون الشاعر المشهور أيضاً لم يؤثر عنه أنه استعمل أكثر من ثمانية آلاف لفظة. ويستخدم الإنكليزي المتوسط في تعليمه من ثلاثة آلاف إلى أربعة آلاف كلمة ويتأتى لمن يعرف ألف لفظة أن يحسن التخلص باستعمالها في إنكلترا وهذا غريب.

فلسفة الشرق

كتب إنكليزي في إحدى المجلات الهندية الإنكليزية فصلاً في العلوم التي يتيسر للغرب أن يأخذها عن الشرق فقال إن العلوم الفلسفية ينبغي أن تؤخذ عن الشرق أولاً وفي الهند ميدان فسيح أكثر من كل بلاد شرقية سبقت لها حضارة قديمة لدرس أصول اللغات ومقارنتها والديانات ووضعها على محك التنظير وأن لها في الفلسفة القدح المعلى. فالمذاهب الهندية في الفلسفة لم تأخذ شيئاً عن أفلاطون ولا أرسطو ولا القديس بولس بل إن حكماء الهند بحثوا منذ ألوف من السنين في المسائل الكبرى التي أزعجت الإنسانية كمسألة الوجود المطلق والآخرة والروح والربوبية. فعلى من يودون أن ينصرفوا إلى دراسة علم النفس وعلم ما وراء الطبيعة أن لا يباشروا هذين العلمين إلا بعد أن يتمكنوا من الوقوف على بعض ما ذهب إليه قدماء حكماء الهند في هذا الموضوع.

الطلاق في أمريكا

يكثر شيوع الطلاق في الولايات المتحدة سنة عن سنة وإن لم ينظر القانون في حال الأولاد الذين يولدون من المطلقات وقد غبطت إحدى المجلات الأوروبية بلاد الأمريكان على قلة الطلاق بينهم على كثر ما يقال عن شيوعه بينهم فقالت إن حدوث مئتي ألف طلاق في سنة 1900 بأمريكا لا يعد شيئاً مذكوراً إذا قيس بأمة يبلغ عدداً نحو ثمانين مليوناً.

مستقبل الاتوموبيل

نشرت مجلة المجلات النيويوركية فصلاً في الأتوموبيل استندت فيه إلى ما تم له من الانتشار منذ اثنتي عشرة سنة في أمريكا فقالت أنه لم يكن فيها على ذاك العهد سوى خمسة اتوموبيلات ومنذ خمس سنين لم يكن في أمريكا إلا قليل من عجلات الأتوموبيل يقتنيها كبار المثرين للتسلية والبذخ ويقدر اليوم عدد الأتوموبيلات في أمريكا بمئة ألف أتوموبيل وقد صنع منها في السنة الماضية وحدها خمسة وعشرون ألفاً وأوصي لهذه السنة على خمسين ألفاً أخرى وهذا مما يدل على أن عجلات الأتوموبيل ستقضي على عجلات الخيول وخصوصاً متى أدخل على الأتوموبيل بعض الإصلاح.

اكتشاف في سيلان - اكتشفت في جزيرة سيلان مصانع عظيمة فخيمة أقامها الملك العظيم بارا كراماباهو الذي شيد 1478 حوضاً لخزن مياه الأمطار ليستعملها الناس. وعثر في معبد كال فيهارا على ثلاثة تماثيل ضخمة للمعبود بوذا نُحتت في حجر الصوان على أجمل شكل واكتشفت كهوف حفظ فيها تاريخ سيلان قبل المسيح وعثر فيها على كتب بوذية كتبها الكهنة على أوراق النخيل ملتصقة بعضها إلى بعض وموضوعة في ظروف من حرير لتجمع في صناديق صغيرة من خشب جعلت في مقاصير.

الحياة المادية

كتب أحد رجال العلم والدين مذكرات عن الولايات المتحدة قال فيها أنها أصبحت جنة أرباب الصنائع والفنون وأهل العلم راجت فيها الآداب والفنون رواجاً لم يعهد له نظير حتى أن الممثل أو المغني إذا طاف أمريكا يعود منها بثروة. فالعمل في هذه البلاد هو الحياة حقيقة أي أن كل عامل ينال حظه من سعة الرزق بقدر جده في أعماله وقد أصبح الذهب فيها الغاية الوحيدة التي يسعى إليها الناس. وبحق ما قال أحد الأمريكان: إننا نحسن العمل ولكننا لا نحسن العيش فإنا نرى الانتحار شائعاً بين أهل الطبقات الغنية أكثر من شيوعه بين أهل الطبقة الفقيرة.

تلقيح الأرض

رأى بعضهم منذ مدة أن يستعمل النيتراجين لإخصاب التربة وأمراعها. ثم أن أحد علماء الزراعة من الإنكليز اخترع في هذه الأيام اختراعاً آخر لتلقيح الأرض المجدبة خصوصاً إذا كانت رملية فجربت هذه المادة في عدة أصقاع من بريطانيا فأتت البقول قبل ثلاثة أسابيع من ميعادها وزاد محصولها خمسين في المائة ويكلف كل آكر (هو 40 آراً ونصف والآر مئة متر مربع) شليناً وحاداً فيأخذ الفلاح ثلاث رزم يكون في الأولى كمية من الأملاح المعدنية وفي الثانية ذرور وفي الثالثة فوسفات النشادر ويجعلها في إناء كبير يملأه ماء ويجعل مسافة 24 ساعة بين وضع كل رزمة ثم يجعل هذا المحلول مع البذور فتبتل بها أو يمزجها بتراب ويذرها على الأرض أو يرش بهاذ المحلول أديم الأرض المزروعة.

النوام

هو مرض النوم الذي شاع كثيراً في أفريقية الشرقية وهلك به نحو مئة ألف نسمة في بضع سنين وقد انتدب للنظر فيه الدكتور كوخ الألماني ونش الآن تقريره عنه فقال إنه حقن المصابين به بمادة الأتوكسيل المؤلفة من النشادر فظهر أنه يخفف بعض آلام المريض ويرجى أن يشفى به فإذا وفق الدكتور الباحث إلى تحقيق الأمنية من دوائه فيخفف عن ابن أفريقية بدوائه الجديد ما خففه عن ابن الغرب بدوائه للسل الرئوي.

وقف على العلم

وقف أحمد بك الشريف من أعيان طنطا مئة فدان من أجود أطيانه على المدرسة الجامعة المنوي إنشاؤها في مصر ويقدرون ثمنها بثلاثين ألف جنيه بارك الله به وبماله.