مجلة المقتبس/العدد 12/مطبوعات ومخطوطات

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة المقتبس/العدد 12/مطبوعات ومخطوطات

ملاحظات: بتاريخ: 15 - 1 - 1907



قانون الصين

ترجم الرحالة الفاضل الشيخ سعيد العسلي الطرابلسي هذا القانون عن اللغة الصينية وهو تأليف جلالة تونجي خانكدي إمبراطور الصين السابق. والمترجم ممن ساحوا الأقطار الشرقية ولاسيما فارس والهند وبعض الصين وتعلم بعض اللغات الآسيوية. وهو قانون مدني لا علامة على الانحطاط فيه وقد قال المترجم أنه أفرغ في قالب الحكمة والموعظة وجله موافق للشريعة المطهرة ومن مواده: الإنسان مضطر إن لم يأكل أنهكه الجوع وإن لم يلبس الثخين والصفيق بقي عرياناً وأهلكه القر فمن أراد أن لا يجوع فعليه بالحرث والغرس ومن أراد كعم كلب البرد فليرب (الفلة) أي دود القز وليتخذ الحرير والحراثة من أعمال الرجال وتربية الفلة وعمل الحرير من عمل النساء فاحرثوا يا معشر الرجال وازرعوا واجروا المياه واحفروا الآبار واكروا الأنهار واحيوا الموات واغرسوا أشجار الفواكه الطيبة اللذيذة واكثروا ما أمكنكم من غرس الفرصاد والتوت والحور والخلاف والصفصاف وغير ذلك للوقيد والاحتطاب والعمارة وكذلك اكثروا من زرع الخضر والبقول وعليكم بالقنب والكتان والقطن وقصب السكر والقنى ولا يغب عن أذهانكم نفع الشاي فإذا فعلتم ذلك أمرعتم وأخصب عيشكم واتسع لكم المأكل والمشرب (تعطف) من أراد إحياء موات أو زراعة أرضه وليس عنده بذر ولا أدوات الحرث فليطلب من أمير الأراضي في تلك الناحية ما يلزمه من الغلة والبقر والآلة وعلى ذلك المأمور أن يمهله ثلاث سنين لا يطلبه بالخراج ثم يسند منه ما أعطاه بلا زيادة وكذلك من عمد إلى قفر فأحياه وأجرى إليه الماء الكافي وجعله قابلاً للزراعة والغرس والسكن فإن جزاءه أن يمنح رتبة بك ويجعل أميراً على ناحية وإن كان معزولاً لذنب عفي عنه ورد إلى منصبه وإن كان من أرباب المذهب رقي أو زيد في مدته وإن لم يكن أهلاً لذلك أجزل له الخاقان الأنعام وخلد له ذكراً حسناً. وإذا لزم لك الحرير أيتها المرأة فخذي قدر ما يكفيك من البذر واحتاطي عليه بأن تجعليه في زجاجة وتحفظيه في خرق الحرير في الموضع الحار حتى إذا جاء فصل الربيع فابسطيه على الملاحف والأطباق وغذيه بأوراق التوت كما تعلمين حتى إذا استعد لعمل القز ضعي له ما ينسج عليه حتى إذا تم ذلك فخذيه وحليه واعملي الحرير وليكن حريرك رفيعاً نفيساً لتزداد الرغبة فيه وعليك بنسج أنواع الأقمشة الملونة الفاخرة المحتوية على كل شكل غريب ونقش بديع وليكن ذلك متفاوت الوزن والنسج والمقدار والثمن ليأخذ كل ما يليق به وليشترك في تربية الدود وعمل الحرير وفتله ونسجه الجم الغفير منكن ليتحصل لكن الكثير من ذلك فإن التعاون والاشتراك في الأعمال مما يجعل القليل كثيراً والنزر غزيراً وبهذا لكثر أنواع الملبوسات وبكثيرة المأكول والملبوس يطيب العيش وتصلح الأحوال وتكفى الحياة مؤونة الإفلاس والتكفف على أبواب الناس. أليس هذا بصدق. أليس هذا بأشرف من الكسل والغفلة والقعود تحت الجدران وملازمة البيوت كالعميان والنسوان وجزاء من تقاعد عن ذلك حتى جعل يشكو الجوع والعري وسلك طرق أهل الغي والفساد يذكر.

وفي آخر القانون أن من ارتكب جريمة من المسلمين أجري عليه الجزاء بما يقتضيه شرع مجين شنك رين (وهو اسم محمد ومعناه الإنسان المقدس) أيها المسلمون احترموا دينكم واعتصموا بما جاء به نبيكم فمن أتى منكم منكراً فعلى القاضي أن ينفذ فيه حكم شريعته ومن أبى أجرينا عليه حكم (لي) من الضرب والهوان وإذا قضى القاضي أو أفتى المفتي بخلاف شرعه جرد وأجرى عليه حكم المفتري على الدين.

المسألة المصرية

ترجمت إدارة صحيفة المنبر الغراء رسالة للمستر جون روبرتسون أحد أعضاء دار الندوة الإنكليزية إلى العربية ذكر فيها المسألة المصرية ومما جاء فيها أن تاريخ العالم السياسي يثبت أنه من الاغترار أن يطلب من أمة أن تكون شكورة لأخرى أجنبية عنها تتولى السيادة عليها. ولطالما قيل في الأيام الماضية للإيطاليين قبل أن يحصلوا على استقلالهم أنه يجب عليهم أن يكونوا راضين عن النمسا لأنها ساعدت على ترقيتهم وأسعدتهم وحفظتهم من اعتداء بعضهم على بعض ووقتهم غارات الأمم الأخرى فلم تفلح هذه الأقوال مع الطليان ولم تحملهم على الرضى والقبول. ثم مثل بالبولونيين مع روسيا والأيرلنديين مع إنكلترا وقال أنه إذا كانت القرون الطويلة قد مرت ولم يسد الوفاق بين أمتين (الأيرلندية والإنكليزية) تتكلمان لغة واحدة وتصاهر إحداهما الأخرى وتتعلمان آداب لغة واحدة فهل يظن بدون الرجوع إلى مبادئ المودة والانعطاف والصفاء أن يسود الوفاق بيننا وبين أمم غريبة عنا في الدم والعنصر واللغة والتقاليد والعادات - ويعني بذلك مصر والهند.

ثم تكلم على التعليم في مصر ورد أقوال من يذهبون من ساسة الإنكليز الآن إلى أنه يجب أن لا تكون الغاية التي يرمى إليها تكثير عدد التلاميذ إلى حد فائق بل أن تكون بتعليم عدد محدود تعليماً تاماً فإن الحكومة لم تزل بعد بعيدة عن تلك الحالة التي يمكنها فيها تعليم أكثر الأهالي تعليماً موافقاً وأبطل مزاعمهم هذه بالبراهين محتجاً بأن الهبة التي تدفعها الإمبراطورية الإنكليزية للتعليم في اسكتلندا هي سبعمائة ألف جنيه وهو مبلغ يزيد عنه كثيراً المصروف فعلاً على التعليم في تلك البلاد مع أن عدد سكنها لا يزيد عن نصف عدد سكان القطر المصري وعلى ذلك يعبر هؤلاء الذين يظنون أنهم يحسنون صنعاً في مصر أن صرف 66. 888 جنيهاً كل سنة كاف للتعليم فيها.

وختم قوله بأن الإحصاء الرسمي يدل على أن عدد القارئين والكاتبين في مصر من الرجال هو 389. 407 بموجب إحصاء سنة 1897 ولم تترق المعارف بعد ذلك ترقياً يذكر وعدد القارئات والكاتبات 10. 269 أي من حيث المجموع 5 في المائة من أهالي القطر وقال في الاحتجاج للمصريين وهم يرون أن مبلغ ربع مليون من الجنيهات يصرف فقط على مدارسهم على حين تبذل الحكومة ثلاثة ملايين وثلاثة أرباع المليون إلى حملة القراطيس المالية من الأوربيين فائدة للذين لم يستلموا من أصله إلا القليل. ثم قال فإن شوهد بأن الجرائم تكثر في مصر فليس لها إلا أن تعمد إلى ما تقوم به البلاد المتمدنة فإن ترقية آداب مصر هي الدواء الناجع والحل الصحيح للمسألة المصرية.

معجم البلدان

ظهر الجزء الثامن من معجم البلدان لياقوت الحموي الذي طبعه في مصر الأديب محمد أمين أفندي الخانجي وشركاؤه فتم به الكتاب كله وهو الآن آخذ بطبع المستدرك عليه الذي سماه منجم العمران وقد عني بتصحيحه الأستاذ الفاضل الشيخ أحمد بن الأمين الشنقيطي فجاء سليماً من الغلط على الجملة ولاسيما في المحال التي عثر فيها على أصل صحيح يرجع إليه مثل نسخة وستنفيلد المطبوعة في ألمانيا وغيرها من المخطوطات وإنا لنثني أطيب الثناء على الطابع الأديب وهو يطلب من مكاتبه في مصر والأستانة وتونس وغيرها وثمنه ثمانون قرشاً وبعد إنجاز طبع الملحق مائة قرش وهو رخيص جداً إذا قيس بالطبعة الأوربية التي نفدت أو كادت أو إذا حسبت أكلافه ونفقاته.

تاريخ الأندلس

وهو المسمى بالمعجب في تلخيص أخبار المغرب للشيخ الحافظ الفقيه محيي الدين المراكشي وهو الكتاب الذي تكلمنا عنه مطولاً في الجزء التاسع من المقتبس وبينا فوائده وجودة تأليفه بتطويل طبعه في مصر هذه الآونة الأديب محمد أفندي هاشم الكتبي على النسخة المطبوعة في أوربا فجاء في 250 صفحة صغيرة جيدة الطبع حرية بأن يصحبها المرء معه في خلواته ويقرؤها في سمره ومتنزهاته وقد رخص ثمنها فجعله ثلاثة قروش صحيحة بعد أن بيعت الطبعة الأوربية بأربعين فنحت كل أديب على مقتناه ويطلب من طابعه في دمشق ومن أكثر مكاتب القاهرة.

مرآة علوم

هي مجلة علمية صناعية أدبية اجتماعية صدرت هذا الشهر في القاهرة باللغة التركية يحررها زمرة من رجال الأدب والفضل منهم رفيق بك العظم وحقي بك العظم والدكتور عبد الله بك جودت وعبد الحميد أفندي الزهراوي ويوسف سامح بك وكمال بك وغيرهم وقد أنشؤوها إجابة لطلب بعض عقلاء مسلمي قازان في روسيا ممن رأوا أن أحسن واسطة للتمدن أن يتعلموا اللغة التركية الحديثة ويتخلصوا من لغتهم الرديئة الجنتاي القديمة. وقد تلونا فيها أبحاثاً ممتعة منها بعد المقدمة اللطيفة مقالة في جزائر الكومور وسكانها المسلمين. وخلاصة تاريخية في الإسلام والمدنية ونبذة من كتاب روح الأمم معربة عن الفرنسية. ودليل مصر. ومقالة طبية ثم باب الاختراعات والأدبيات وقيمة الاشتراك بها 40 قرشاً أميرياً فعسى أن ينتفع بها من أنشئت لأجلهم وعساها تأخذ بأهداب الحزم والصبر وفق الله القائمين بها خدمة للعلم والحضارة.

روايات ورسائل جديدة

(بديعة وفؤاد) مؤلفة هذه الرواية الكاتبة الأديبة العقيلة عفيفة كرم من الأدبيات السوريات في الولايات المتحدة وقد نشرت من قلمها فصولاً كثيرة في التهذيب والانتقاد والإصلاح في جريدة الهدى اليومية الغراء في نيويورك وكتبت هذه الرواية اللطيفة وجعلت نصب عينها ما ترمي إليه في كتاباتها من إنهاض شأن المرأة وتهذيب الرجل وهي تقع في 368 صفحة متوسطة مطبوعة طبعاً جميلاً على ورق جيد في مطبعة الهدى وقد جعلتها هدية لكل سيدة مشتركة في الهدى وما يباع منها يصرف في سبيل الإحسان بعد توفية نفقات الطبع ولاشك أن إنشاء الكاتبة وفكرها يتحسنان بكثرة تمرينها على ما وقفت نفسها عليه أكثر الله من أمثالها في مجتمعنا العربي.

(رواية آخر الليل) عربها الأديب ركاردو حبيب صلبان وطبعت على نفقة إدارة الهلال وهي أدبية غرامية في زهاء ثمانين صفحة وتطلب من مكتبة الهلال.

(المنظمات الجميلية الشطية) هي كراسة من منظومات الأديب مكرمتلو محمد جميل أفندي الشطي وأهدانا الأديب الموما إليه جدولاً له في الفرائض فنثني على نشاطه.

(الطفل المفقود) أهدتنا مجلة مسامرات الشعب رواية الطفل المفقود لواضعها الكاتب الفرنسي مكسيم ويلمر ومعربها الكاتب الشاعر البليغ نقولا أفندي رزق الله وهي كسائر ما نقلته يراعة المعرب الفاضل من الروايات الحسنة الأدبية التي تجمع بين الفائدة والفكاهة وإنا لنثني على صاحب المسامرات الفاضل فإنه لا يألو جهداً في تحسين مشروعه الأدبي فلا غرو بعد هذا إذا لقي إقبال قراء العربية والبضاعة تباع مهما بلغ الكساد.