مجلة الرسالة/العدد 990/رسالة الشعر
مجلة الرسالة/العدد 990/رسالة الشعر
موكب العيد. .
للأستاذ عبد القادر رشيد الناصري
يا حبيبي أقبل العيد وضئ القسما
وتجلى مشرق الطلعة حلو البسمات
كسماء تتلألأ بالنجوم النيرات
أو كزهر ماج بالأشذاء فوق الربوات
فاستفق يا ناعس الطرف ويا حلو التثني
ومع الأطيار فوق الدوح هيا لنغني
يا حبيبي أي عيد طاف بالزوراء ضاح
عاطر الأنفاس كالبهجة منشور الجناح
أهو (الفطر) وذي ضجة أعراس الملاح
أم ترى موكب (آذار) تهادي في البطاح
هاتفاً بالفرحة الكبرى وباللحن المرن
صادحاً في كل قلب، هازجاً في كل أذن
يا (هنائي) أنت لي عبد مع العيد سعيد
حبك الملهم لي فجر على شعري جديد
أنت هذا الوتر الشادي بقلبي والنشيد
أنت هذا النغم المسحور والنور الوليد
أنت أنغامي وأحلامي وأقداحي ودني
أنت عطر عبق الشعر به بل كل فن
يا (هنائي) سئم الليل اصطباري واشتياقي
كم شربت السهد - والشوق معي - مر المذاق
ونديمي القمر الولهان، والسلوان ساقي
أتملاك على البعد، فأهفو للتلاقي وأغني يا منى نفسي ما هذا التجني؟!
أو ما يكفيك تسهيدي وتشريدي وسجني
أو ما تكفيك آمالي على كفيك تطوى؟
أو ما تشجيك أحلامي على النار تلوى؟
أو ما يرضيك وأزهاري على الأشواك تذوي؟
صرت من حبك مأساة على الأيام تروي
رددت أصداها الأطيار من غصن لغصن
وإذا بي دمعة مخنوقة في كل جفن
عني يا (دجلة) أنغام الصبايا الفرحات
وانشري الفتنة في الوادي، وفوق الربوات
شاركي (بغداد) بالأنس، وهاتي النغمات
نحن في عيد تحلى بالأماني النضرات
وتجلى فوق (بغداد) وضيئاً كالتمني
كيف لا يطرب سمع الكون من سحر التغني
هو عيد عم دنيا الشرق، والشرق وضئ
فتجلى فيه نور من هداه قدسي
وهو عيد مثل أنغامي وأوتاري شجي
عيد عزكم تمناه إلى الشرق الأبي
وكم اشتاقت إلى ضاحي سناه كل عين
فعمى يغمر وجه الشرق منه ومض حسن
عبد القادر رشيد الناصري