مجلة الرسالة/العدد 988/البريد الأدبي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 988/البريد الأدبي

ملاحظات: بتاريخ: 09 - 06 - 1952



يا حكومة اليمن ويا أمانة الجامعة

يسوءني علم الله أن أعلن لقراء الرسالة في شرق العالم العربي وغربه نبأ تلك المأساة التي يعانيها في مصر سبعون شابا من خيرة شباب اليمن، ولا أدري من المسئول عنها، ولو علمت طريقة أخرى غير طريقة النشر في الرسالة تضع حدا لهذه المأساة الأليمة لفعلت. ولكني لا أجد إلا هذه الوسيلة لأستصرخ حكومة اليمن ومفوضيتها في مصر، وأمانة الجامعة العربية وسائر من يهمهم أمر العرب والمسلمين وسمعتهم في كل مكان. .

وتتلخص المأساة في أن للحكومة اليمنية بعثة من الطلاب في شتى المعاهد المصرية، يجمعهم بيت في حلوان أو يجمع معظمهم. وتتولى حكومة اليمن الإنفاق عليهم في مصر وعددهم حوالي السبعين شابا، كلهم متعطش إلى العلم لا يضيع الفرصة التي أتاحتها له حكومته في الأيام الأخيرة

ومع أن هؤلاء الطلاب كانوا يعيشون معيشة الشظف، لأن مخصصاتهم في ذاتها ضئيلة. إلا أنهم كانوا صابرين لا يشكون، قانعين بالفرصة التي تتيح لهم لتزود العلم، مهما قاسوا من شظف

ثم حدث - ولا أدري كيف - أن قطعت عنهم مخصصاتهم فجأة، وتركوا يواجهون هذا المصير المفجع وهم - على كل حال - غرباء. ولما لم يكن بد أن يأكلوا، وأن يشربوا، وأن ينيروا دارهم التي يسكنونها في حلوان، فإن الديون قد تراكمت على البعثة. وهي ديون للجزار والبدال وبائع اللبن وبائع الخبز وإدارة التنظيم في حلوان نظير النور والماء

وصبر البدال والجزار وبائع اللبن وبائع الخبز شهراً فشهرا، ثم أخذت تقع حوادث مؤسفة لا تليق بكرامة بعثة، ولا كرامة دولة. وصار المار في الشارع الذي به بيت البعثة - وهو نفس الشارع الذي أسكنه في حلوان - بسمع مشادات متكررة بين الدائنين والطلاب على قارعة الطريق. يتدخل فيها الخيرون من سكان الحي لفض النزاع، ورجاء البدال أو القصاب أو بائع اللبن الزبادي) أن يمهل الطلاب بعض الوقت، حتى ترسل إليهم حكومتهم مخصصاتهم الشهرية. ثم يتوسط أهل الخير عند تنظيم حلوان كي لا يقطع عنهم الماء والنور. . ومتى هذا كله؟ في أيام الامتحان التي يجب أن يتفرغ الطلبة فيها للاستذكار! إنها مأساة في صورة مهزلة، تتعرض لها كرامة هؤلاء الشبان الكرام، الذين تركوا أهلهم ووطنهم في طلب العلم، ليعودوا فيكونوا النواة الأولى في الأداة الحكومية الحديثة المستنيرة في اليمن. وكل ملم بحالة هذا القطر العربي الشقيق يدرك مدى حاجته لعشرات من أضعاف هؤلاء الطلاب، كي يدخلوا النور إلى ذلك القطر، وكي ينقلوه إلى العالم الإنساني المتحضر

ولقد كان المنتظر أن توالي الحكومة اليمنية إرسال أفواج جدد من الطلاب بعد أفواج إلى البلاد الإسلامية المتحضرة، كي يتعلموا ثم يساهموا في إنشاء وطنهم، ولا أقول في تقدمه، فهو أولا في حاجة إلى الإنشاء!

إن الحكومة اليمنية جديرة بأن تحقق في هذه المأساة لترى من هو المسؤول عن إهانة كرامة طلاب البعثة وهم في غير وطنهم الأصيل. لا بل لترى من هو المسؤول عن إهانة كرامة الحكومة اليمنية ذاتها وسمعتها في العالم الإسلامي على ألسنة البدالين والقصابين وبائعي الخبز واللبن في حلوان!

وإلى أن تقوم الحكومة اليمنية بهذا التحقيق، فإنني أستصرخ أمانة جامعة الدول العربية هنا لتسرع بتقديم الإسعافات الضرورية لحفظ حياة سبعين طالبا مهددين بالجوع والعطش وقطع التيار الكهربائي، بل مهددين بالإيذاء من الدائنين الذي طال صبرهم في انتظار مخصصات الطلاب، وانطلق ألسنتهم بالسخرية والنكات اللاذعة، موجهة للطلاب المساكين!

إنها مأساة لا ترضاها دولة في القرن العشرين

سيد قطب

عتاب إلى أدباء السودان

على أثر المقال الذي نشرته في مجلة (الرسالة) الغراء بعددها 982، الصادر في 28 أبريل سنة 1952. والموسوم بـ (نماذج من الشعر السوداني الحديث)، حمل إلى بريد مصر والسودان طائفة من الرسائل يعبر بضعها عن حسن ظن مرسليها بأدب أخيهم الكاتب وحبه العروبة في أنحاء المعورة كافة؛ ويحمل البعض منها لونا طريفا من العتاب هو أشبه ما يكون بهمسة المحب على الحبيب، أو الصديق إلى الصديق، وها أنا أعرض ثم أعلق عليه حسب ما أرتئيه، على أن أترك المجال لأخواننا أدباء السودان للكلام حوله

يقول لي الصديق الفاضل الأستاذ الشاعر هدى الأمين في رسالته المؤرخة في 11 مايو، بعد التحية الرقيقة التي أقدم إليه أحسن منها

إني أوافقك على توجيه اللوم لنا نحن شعراء السودان وأدبائه لا إلى إخواننا في البلاد العربية الأخرى، ومرد هذا التقصير لسببين:

أولهما، فقدان الصحف الأدبية التي تصلح لنشر الشعر والأدب في السودان، وهذا يعزى إلى عدم توفر المادة الكافية لديها، وثانيهما تخجلنا وانكماشنا على نفوسنا، وهذا طابع ظاهر في الخلق السوداني لم تعمل الحضارة الحديثة على إزالته. أما أنت فقد بدأت في كشف وشاح الخجل عن عواطف شعرائنا. ون يقف قلمك الفياض قبل أن يقدم إلى قلوب أبناء لغة الضاد وعقولهم بعض ما يخفق به القلب السوداني وما يوحي به العقل. .

وأنا أقول للأستاذ الأمين - بعد شكره على ما أرسل إلى من شعره، الذي أرجو أن أكتب عنه بعد أن تجتمع لدي بعض النماذج الأخرى من إخوانه الشعراء - ترى ما هو السبب في خجل شعراء السودان وعدم تقديم ثمار عقولهم إلى القراء؟ أليس هو فقدان الثقة بالنفس؟ فهل بعد هذا الدليل سبب آخر؟ لذلك أرجو أن يكون الأدباء عندكم أكثر جرأة، ولديهم من الشجاعة ما يكفي إلى فرض أدبهم على القراء ما دام هناك صحف ذائعة تحمل كل ما هو جدير بالإعجاب والخلود. ثم يا صديقي ما السر في هذا التشاؤم الذي يسيطر على كل بيت من أبيات شعرك؟ أليس هذا من عدم الثقة بالنفس؟ إن الرجل يا صديقي لا ينظر إلى الحياة بمنظار أسود إلا بعد اليأس الشديد، فهل سمعت قبل الآن بشاعر يطلب الموت سواك

في القبر ملتجأ لمن ... قضى الحياة كميت

فلم التعلق بالحيا ... ة وغايتي هي غايتي

لماذا كل هذا اليأس يا صاحبي، وأنت لا تزال طري العود، ندي الإهاب؟ أرجو ألا أسمع منك بعد اليوم إلا كل لحن ينبض بالأمل والحب والشباب. .

ويكتب إلى الأديب الزبير علي، في رسالته المؤرخة في 8 مايو 52 فيقول:

(ليست لدينا صحيفة أدبية بالمعنى الصحيح. لأن أكثرها لا يعنى بالآداب، ولاهم لها إلا تسويد صفحاتها كل صباح بالمهاترات السخيفة)

أنا معك يا صديقي في هذه الناحية. . وهذا الأمر وهو السبب أيضاً في عدم اطلاع أدباء العربية على الأدب العراقي عدا ما ينشره بعض النابهين منا على صفحات مجلات مصر. . وأنا أرجو مخلصا من إخواننا السودانيين أن يفهموا أن الأدب فوق السياسة وأبقى من كل ما يسودون به من صفحات، مصيرها الفناء، فهل ترى يدرك أصحاب الصحف هذه الغاية؟

ويكتب إلى الأستاذ الشاعر جعفر عثمان موسى فيقول

(. . فكرت جدياً بعد كتابتك عني وإلحاح الأصدقاء في نشر شعري. .) وأنا أحب أن أهمس في أذنه مشجعا على النشر لأن إذاعة ثمار القرائح على الناس. . أثمن هدية يقدمها الفنان إلى بلده. . .

ويقول لي الأستاذ عبد الهادي مراد محمد في رسالته المؤرخة 15 مايو 1952 (. . وقد كتب لك من السودان - على ما أعتقد - جماعة أبانوا لك هل في السودان أدب بالمعنى الصحيح، بل لعلهم كانوا أصرح من ذلك فكشفوا لك العوامل التي حالت دون انتشار أدبنا. . .)

أما أنا فأجيبه بأنني عاتب على أدبائكم وعلى الصحافة السودانية أيضا. وسبب ذلك هو عدم الكتابة إلى عما طلبت. . كما أنني لست أدري ما السر في تهجم صحفكم الزاهرة علينا، وما أنا أنقل إلى قراء (الرسالة) ما نشرته صحيفة (النيل) في عددها الصادر يوم (15 مارس 1951) تعليقاً على النداء الذي نشره عن لساني الصديق الشاعر الأستاذ جعفر حامد البشير قالت

(. . . يجد القارئ في هذه الصحيفة دعوة كريمة وجهها الأستاذ عبد القادر رشيد الناصري شاعر الشباب العراقي بواسطة صديقه الأستاذ جعفر حامد البشير الأديب المعروف لدى قراء (النيل)، والتي يدعو فيها أدباءنا وشعراءنا السودانيين بموافاته بمنتجاتهم في الأدب لإذاعتها ونشرها. .

هذا ما جاء في كلمة صديقنا الأستاذ البشير، ومن قبل ذلك وبسنوات طلب الأستاذ الدكتور زكي مبارك من أدبائنا أن يوافوه بمنتجاتهم الأدبية ليقدمها للعالم العربي. والذي يهمني في هذه المسألة هو لماذا يفكر إخواننا في البلاد العربية هذا التفكير العجيب، فالسودان قطر تسوده اليقظة، وله من أدبائه وشعرائه ما لا يقل عن أي بلاد أخرى. ولهم مؤلفاتهم وكتبهم الخاصة، وفي إمكان إخواننا في البلاد العربية أن يسعوا لاقتناء هذه الكتب والمؤلفات، ومنها ما يمكنهم أن يكونوا فكرة عن الأب والأدباء السودانيين

. . إن السعي الحثيث الذي يتكبده أبناء السودان في الحصول على المعلومات الأدبية والسياسية والاقتصادية من البلاد الأخرى لا يقابله أي مجهود من جانب الأدباء في البلاد العربية. وإني لأرجو أن يقرأ أبناء البلاد العربية صحافتنا ويبعثوا إلينا بنتاج أفكارهم ويفسحوا لنا المجال في صحافتهم. . الخ. .)

هذا بعض ما كتبت صحيفة (النيل) الزاهرة. . والذي أود أن أعرضه لإخواننا في السودان، هو إن الباطل إذا قلب حقاً في عرفهم فإنه باطل في عرف النقد والميزان الأدبي، لأننا لا نعرف قطراً من الأقطار العربية يهتم بتكوين رأي ناضج عن مدى تطور النهضات الفكرية والاجتماعية في البلاد الأخرى غير العراق. . والعراق بغير تبجج أكثر الأقطار العربية الأخرى استهلاكا للكتب. . أما عن تكاسلنا في أقتناء مؤلفات أدباء السودان فأقول أين هي؟ إنني أفتش يومياً في مكاتب بغداد فلا أجد ذكراً لكتاب سوداني، ترى ما هو السر؟ أما عن صحافة السودان فكيف تستطيع الحصول عليها إذا كانت لا ترد العراق؟ إذا كان أصحاب الصحف أشحاء حتى في إرسالها إلينا! أما عن التعريف بالأدب السوداني فالجواب أتركه لأخواني أدباء السودان؟ ألم أعمل جاهداً في سبيل هذه المعرفة بواسطة ما أنشره عنهم في صحف العراق وغيرها من صحف البلاد العربية؟ ألم أسع في نشر آثارهم على القراء؟ أبعد كل هذا الجهد والعمل الذي لا أرجو منه سوى التقارب بين البلاد العربية أهاجم وأطعن في الصميم؟ ماذا تريد منا صحيفة (النيل) بعد هذا؟ أتريد أن تسلب منا حتى شعور الوحدة؟ قلد حاربنا بعض الساسة والرجعيين والأدباء في العراق لجرأتنا وقولنا الحق وتفضيلنا شوقي على الرصافي ومناداتنا بزعامة مصر وإعجابنا بنهضة مصر الأدبية حتى كدنا أن نحطم القلم ونهجر قول الشعر لنترك للغربان النعيب، فهل تريد أسرة تحرير (النيل) أن تحذو حذو الجهلة في العراق؟ هذا ما اتركه لأبناء السودان، أننا نعرف جيدا أن من واجبنا تأدية الرسالة التي نضطلع بها، ولو ذقنا من أجلها الدمار. أما الشهرة الجوفاء والصيت الفارغ فنحن نتركه للمغرورين وحسبنا قوله عز وجل (فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض. .) والسلام على من اتبع الهدى

بغداد

عبد القادر رشيد الناصري

بلاء!

لك أن تضحك بملء فيك، ولك أن تبكي حتى تستغرق في البكاء ولماذا لا يجوز لك أن تضحك وتبكي في آن واحد وأنت في مصر:

قبيل شهر رمضان المبارك ملأت شوارع القاهرة والإسكندرية إعلانات ضخمة تهلل وتكبر لقدوم رمضان لا أظن أن يدا واحدة سلمت من أن تنال منها، ولا عينا واحدة أيضاً برئت من أن تقع عليها لكثرتها وشدة الإلحاح في توزيعها

ولعلك قبل أن تعرف الحقيقة المرة تحسب أن وراء هذه الإعلانات خيرا سيعود على المجتمع في رمضان، أو برا سيخفف لوعة البائسين والمحرومين في هذا الشهر العظيم، أو فتحا جديدا في الصناعة المصرية سترقص له جنبات الوادي غبطة وفرحا، أو تهاونا في أسعار الضروريات بعثته رحمة رمضان في قلوب الذين لا يعرفون الرحمة حتى في شهر البركات والرحمات. . قد تحسب أن وراء هذه الإعلانات كل هذه أو شيئا منها، ولكنك حين تقف على الحقيقة المرة لا بد أن تنال الحسرة من نفسك والألم من قلبك، فلم تكن هذه الإعلانات إلا حملة من الدعاية الساخرة للفرق اللاهية العابثة الراقصة، التي أبت إلا أن تلهو وتعبث. . . ابتهاجا بشهر رمضان!

والغريب العجيب أنه ما من إعلان واحد إلا وكتب بالخط العريض البارز في أوله (ابتهاجا بشهر رمضان المعظم تحيي. .)

وكأن رمضان المعظم الذي يبتهج به عباد الله المؤمنين في الأرض، وملائكته الأبرار في السماء، تبتهج به الفرق المهرجة الراقصة في صالاتها! وكأن لياليه لم تكن لتجتمع خلالها قلوب العباد بالتزوار البرئ، ولتستمطر رحمات الرحمن بالفزع إليه في أسحارها، وإنما كانت لتقضي في حفلات من اللهو والفوضى والتهريج لو أن هذه الفرق التي لم نجد رادعا في مصر يردعها، ولا يدا من حديد تضرب عليها، ولا جرأة من الرأي العام تضع حد لها. . لو أنها أعلنت عن تهريجها دون أن تشير إلى أن استعدادها لم يكن إلا ابتهاجا برمضان لهان الأمر، ولكن لماذا نفعل والحياء قد ضاقت به أرض مصر، والخجل أوشك أن يهاجر منها، كما هاجر منها المتنبي من قبل وهو يردد قوله المأثور

وكم ذا بمصر من المضحكات ... ولكنه ضحك كالبكا

رمل الإسكندرية

نفسية عبد اللطيف الشيخ

إنها لا تعمي الأبصار

بعثت السيدة هيلين كيللر كتاب شكر إلى وزارة الشؤون الاجتماعية تسجل فيه شكرها على حفاوة المصريين بها. . بمناسبة عودتها إلى وطنها. .

ولقد أثارت قصة هذه السيدة دهشة الكثيرين ممن قرءوها وعجبوا كيف استطاعت أن تشق طريقها نحو المجد فتنال درجة (الدكتوراه) وقد حرمتها الطبيعة ثلاث حواس لا يستغني الإنسان عن واحدة منها. . . وهل يستغني الإنسان عن قوة الإبصار يميز بها الألوان والأحجام. . أو قوة الكلام والإفصاح يعبر بها عما يجول بنفسه وخاطره. . أو قوة السمع التي تربطه بالمجتمع الذي يعيش فيه؟!

كم من الناس يتمتعون بحواسهم وقواهم كاملة، ولكنهم لا يحققون شيئا مما حققته هذه السيدة التي لم يقعدها عجزها عن السعي والدأب والمثابرة!

كم من الناس لهم أعين لا يبصرون بها. أعمتهم الجهالة عن الحقائق فعميت عليهم، وصرفت أبصارهم إلى ما يضرهم ولا ينفعهم!

وكم من الناس لهم آذان لا يسمعون بها. . يصمونها عن الاستماع، فلا تصل إليها صيحة مظلوم يطالب بحقه، أو مستغيث نزل البلاء بساحته. . أو مستجير يلتمس العون والغوث

كثيرون يتمتعون بحواسهم وقواهم كاملة ولكنهم يعيشون على هامش الحياة، لا يوجهون هذه الحواس الوجهة التي تحقق لهم بلوغ أهدافهم، لماذا؟ لأنهم حرموا قوة لا تقل قدرا عن قوى الحواس الخمس جميعا، وأعني قوة الإيمان، إيمانهم بالله، وإيمانهم بأنفسهم، وهذا الإيمان من مقومات النجاح في الحياة تعوض على الفرد النقص الذي يحسه بحرمانه من حواسه، وهذا هو المثل الناطق نراه أمامنا مجسما في حياة هذه السيدة التي استطاعت أن تثبت للعالم أجمع أن العمى لا يصيب العين، إنما يصيب القلب، وصدق الله العظيم إذ يقول في كتابه المكنون (فإنها لا تعمى الأبصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)

أنار الله أبصارنا وبصائرنا، وهدانا سواء الصراط

عيسى متولي