مجلة الرسالة/العدد 981/البريد الأدبي
مجلة الرسالة/العدد 981/البريد الأدبي
أخي الأستاذ محمود شاكر
صدقت والله؛ إني لم أقرأ ما كتبت في (المسلمون) ولقد فهمت مما قرأت في الرسالة أن الخلاف على دولة بني أمية، فقلت الكلمة التي لا أزال أراها حق، وأنا أعتذر إن كنت قد أخطأت الفهم، أو أسرعت في الحكم، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
علي الطنطاوي
العدالة الدولية:
من أعجب ما قرأناه في الصحف أخيراً أن أمريكا قررت الامتناع عن الاقتراع أثناء عرض المشكلة التونسية أمام مجلس الأمن؛ حتى لا تغضب فرنسا؟! ومعنى هذا أن أمريكا تريد أن تجامل فرنسا على حساب شعب عربي أبي، يريد أن يتحرر من ربقة الاستعمار.
إذن ما هي المهمة الحقيقية لمجلس إنجلترا أن تغضب أمريكا. . فتمنع دولة عن الإدلاء، وهي تشهد بعينها - إن كان لهم أعين يبصرون بها أو قلوب يفقهون به - مآسي الاستعمار تنزل بساحة شعب أعزل من سلاح إلا من سلاح الحق.
ما هي المهمة الحقيقية لمجلس الأمن. . وكيف يؤدي هذا المجلس رسالته على وجه ترضاه العدالة. . والحال كما ترون. . أمة باغية لا يردعها رادع. . وأمة تجامل أمة على حساب شعب هضم حقه، فلجأ إلى ساحة العدل الدولي، يحمل في يمينه مظلمة وشكواه؟. .
ولسنا نجهل الباعث الذي استجابت له أمريكا حين امتنعت عن الاقتراع، خشية أن تغضب فرنسا. .
فأمريكا لا تريد أن تغضب اليوم فرنسا، لكيلا تغضب فرنسا أمريكا في يوم من الأيام!. .
فهل هذه هي العدالة الدولية، التي حققها مجلس الأمن؟!. .
عيسى متولي
إلى أستاذي رئيس التحرير:
لماذا. . . لماذا. . .
لماذا. . لماذا تغاضيت عني. . أما لاحتجابك عني مدى
أفي كل يوم تدق الرسالة كفي ولكن يموت الصدى
فما أنت تسمع هذاالنداء. . وما أنت ترحم تلك اليدا
وفيها من الدق جرح - يزول بعطفك إما بدا
أتتركني - لنفسي، لجرحي، هنا منشدا
وما من سميع، وما من مجيب إلى أن يلف حياتي الردى
ويمضي خيالي مع الهالكين - وشعري أيذهب مثلي سدى.
بربك تفسح صدر الرسالة. حتى أخط لنفسي، الطريق
فكم أنت نميت نبياً ضعيفا - بفضلك أصبح روضاً وريق
ورويته فاستوى عودة، وغنى الحياة بلحن رقيق
أفاض على الكون عذب النشيد فأسكره بالشذا والرحيق
ولولاك ما كان إلا صدى خفوتا - يواريه صمت عميق
أتتركني في هجير الحياة وأنت أب - من قديم - شفيق
وتهمل شعري فمن يا ترى بصدر الرسالة غيري خليق.
ومن يا ترى سيغني الجراح فيمكن فيها صراخ الألم
سوى شاعر يسنلذ الدموع ويقتات من همة المحتدم
أغانيه، ألحانه. . صورة لدنياه. . ويرسمها. . بالقلم
يود يرى شعره. . دمه. . يردده كل قلب وفم
فيفرح قبل اقتراب الرحيل وتطوى كف العدم
إليك أقدم شكوى الضعيف الخصم وأنت الحكم
فإن شئت أسبغت حولي رضاك فألفيتني صادحاً في القمم
وإن شئت قيدتني في السفوح. أغني، أغني، هنا للرمم.
كيلاني حسن سند
(الرسالة) لعل في نشر الشكوى إشكاء للشاعر الفاضل.
خطوط
نشرت الرسالة في عددها (977) قصيدة بعنوان (خطوط) الأستاذ محمد مفتاح الفيتوري، فدفعني جمال شعره إلى إنعام النظر فيه، والتعقيب عليه بكلمه لا تفي بما يدور في القلب؛ ومن العلامات الرئيسية على مكانة الشعر في النفوس، ووقعه الجميل في القلوب، النقد البريء له وإبداء الرأي الصحيح فيه.
يقول الشاعر في وصف الحصير العتيق:
حصير تقادم حتى يكا ... د يخضر يرجع عشباً نضير
وكل ما تعلم أن الحصر المتقادم يسود ويعفن إن كانت هناك رطوبة، كما هو شأن حصر الفقراء، وكيف يكاد يخضر ويعود إلى عشب نضير؟ ويسند في بيت آخر الإهراق إلى (معول) فيقول:
وبهرق معولة في تراب ... ليالية محتفرا رمسه
ولا أستطيع أن أتصور - في حدود طاقتي التصويرية - إهراق (المعول) في التراب، إنما الذي أستطيع تصوره هو الهدم به، وإهماله والتدمير به.
وختاما أود تكون هذه الكلمة بداءة صداقة متبادلة بين شاعر رقيق وقارئ معجب بشاعريته.
سورية
عفيف الحسيني