مجلة الرسالة/العدد 979/ماذا قال العلماء في مؤتمر السرطان

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 979/ماذا قال العلماء في مؤتمر السرطان

مجلة الرسالة - العدد 979
ماذا قال العلماء في مؤتمر السرطان
ملاحظات: بتاريخ: 07 - 04 - 1952



السرطان والعلم

خلاصة وافية لآراء العلماء

عن مجلة (باريس متش) الفرنسية

السرطان في طليعة الأمراض التي لم يستطع العلم أن يتغلب عليها حتى اليوم

ففي سنة 1900 كان معدل الوفيات بالسرطان في الولايات المتحدة نحو أربعة في المائة من مجموع الوفيات، فبلغ في سنة 1946 نحو 14 في المائة. ويقول الخبراء إن هذه الزيادة ترجع إلى ارتفاع مستوى عمر الإنسان لأن السرطان مرض يصيب عامة الأشخاص الذين جاوزوا الأربعين، وعلى هذا فازدياد عدد الذين يجاوزون الأربعين بفضل تقدم الطب واكتشافاته يؤدي إلى ازدياد عدد مرضى السرطان

ومع أن السرطان يصيب الشبان والأطفال أحيانا فهو في شرع الطب من أمراض المسنين. في كل سنة يموت في الولايات المتحدة بالسرطان نحو 180 ألفاً وفي فرنسا نحو 75 ألفاً، ومع ذلك ففي كل يوم يشفى عدد كبير من حاملي هذا الداء بكل سهولة وبدون ألم، لأن تقدم الطب في السنوات الأخيرة والوسائل التي اكتشفتها لتشخيص السرطان جعلت هذا الداء من الأمراض السهلة الشفاء متى عولج في أول أمره، ولكنه يتحول إلى آفة مهلكة إذا أهمل وتفاقم

ماذا أدرك الطب من حقيقة السرطان؟ نجيب بكل أسف: لا شئ تقريباً. فكيف يرجى إذن شفاؤه وهو ما زال سرا مغلقاً؟ نقول بالطريقة ذاتها التي تشفي ذات الرئة بالبنسلين، أي دون أن نعرف كيف يتم هذا الشفاء، وبالطريقة نفسها التي يعالج داء السكر بالأنسولين دون أن نعرف حتى الآن العوامل السرية التي ينجم عنها الداء. وهكذا يعالجون فقر الدم المرهق بخلاصة الكبد مع أنهم يجهلون حقيقة هذا المرض

فالأمر لا يدعو إلى اليأس كما يظهر لأول وهلة. وإذا كان العلماء يتعقبون اليوم السرطان في ظلام حالك، فهذا لا يعني أنهم لن يتغلبوا عليه، فشفاء السرطان غير بعيد والعلم ماض في هذا السبيل بخطى واسعة إن سر السرطان كسر النمو بل هو سر الحياة نفسها، وإلى الآن لم يتمكن أحد من معرفة سر التفاعل الذي يحدث في قلب الخلية الحية، والمعروف من وظائف الخلية 1: أن تمثل المواد الغذائية غير الحية وتحولها إلى مواد حية، وهذه العملية تدعى بالاصطلاح العلمي (أنا بوليسم) وهي مأخوذة عن اليونانية ومعناها التركيب. 2: أن تحلل المواد المركبة الطبيعية الحية وتحولها إلى فضلات بسيطة، وهذه العملية تدعى (كاتا بوليسم) من لفظة يونانية معناها (التحليل) وهاتان الوظيفتان تؤلفان ما يدعونه (ميتا بوليسم)، وما الميتا بوليسم سوى تفاعل الحياة نفسه، محولا إلى شكله البسيط كما يراه الكيميائي

لا ينكر أن العلم قد تقدم في درس الميتا بوليسم، غير أن تقدمه ما يزال محدودا. لقد عرف كيف تحلل الخلية بعض العناصر المركبة وتحولها إلى عناصر بسيطة، ولكنه لا يعرف إلا شيئا ضئيلا عن الطريقة التي تحول بها الخلية العناصر البسيطة إلى عناصر مركبة ضرورية لنموها. ثم إن لدى العلماء اليوم معلومات عن الطريقة التي تحول بها الخلية العناصر الحية إلى عناصر ميتة، ولكنهم لا يعرفون شيئا عن كيفية تحويل العناصر الميتة إلى عناصر حية. إن مشكلة السرطان منوطة بهذا النوع الثاني من الميتا بوليسم، فهي إذن ومشكلة الحياة سواء

والسرطان ليس داء مختصا بالإنسان، بل يتناول الحيوان والنبات أيضا، فهو يصيب الفئران والقطط والكلاب وخنازير الهند والأرانب والخيل والغنم والمعز والضفادع والسمك والطيور وغيرها، كما يصيب أنواعاً شتى من النبات. وهو يختلف شكلا ونوعا، فما يسببه من الأعراض في حيوان لا يسببه في غيره، فإذا لقح أرنب من هافانا مثلا بنوع من الأورام، فقد ينمو كالسرطان، ولكن إذ لقح أرنب من حملايا بالنوع ذاته فانه ينمو بعض الوقت ثم يضؤل. وقد لاحظوا أن معالجة كيميائية قد تنفع في بعض الأورام السرطانية ولا تنفع في غيرها، وهذا مما يدل على وجود أنواع مختلفة من السرطان , أو أن هذا الذي يدعونه سرطانا ليس داء واحد بل أنواع متباينة وإن يكن تشخيصها الظاهرة واحداً. ولهذا يجب أيجاد معالجات تختلف باختلاف أنواع السرطان. أما والأمر ما ذكرنا فمن الحماقة أن يرتجي اكتشاف دواء واحد للسرطان كما يقال عن دواء وحيد لذات الرئة. والسرطان كغيره من الأمراض يفرض على الطبيب قضايا ثلاثاً: السبب، والتشخيص، والمعالجة وعلى هذه القضايا الثلاث مدار بحثنا التالي

فسبب السرطان هو أعقد المشاكل التي تعرض الطب في بحوثه السرطانية، وقد تشعبت فيه الآراء، وكلها نظريات لا يؤيدها إثبات مقنع، وفي مذهب الكيمائيين اليوم أن المباحث السرطانية يجب أن تبني على درس الحوامض الخلوية، فقد لاحظوا أن تجزؤ الخلية ينتج عن وجود بعض تلك الحوامض فيها، فإذا تمكن رجال العلم من تشخيص العوامل التي تنظم وظائف انقسام الخلية، فعندئذ نستطيع أن نقول إنهم حلوا معضلة السرطان

إن التجارب التي أجريت في الحوامض الخلوية الموجودة في الكروموزموم (الكروموزوم مادة توجد في نوايا الخلايا التي تتمركز فيها الصفات التناسلية) قد أسفرت عن نتائج مدهشة، فإن نفرا من الخبراء في معهد روكفلر توصل إلى تحويل نوع من الأعضاء الميكروسكوبية في بقة إلى نوع أخر. وهذا أمر لم يحلم به البيولوجيين من قبل. وقد دلت النتائج على أن من الممكن، على الأقل من البقة، تغيير أو تعديل نمو الأعضاء الميكروسكوبية. وليس بدعا أن تتم هذه العملية في الإنسان. ومتى تمت جاز لنا أن نعتقد أن في بعض الحالات غير الطبيعية كالسرطان مثلا يستطاع بوسائل اصطناعية - أي باستخدام عناصر كيميائية أو طبيعية - توقيف النمو غير الطبيعي وتوجيه الخلايا الفوضوية إلى المجرى الطبيعي. غير أن كل هذا لا يخرج الآن عن فرض وأمل، وقبل أن يبلغ العلم هذه الأمنية يقتضي له جهودا كبيرة وتجارب عديدة ومحاولات لا تحصى

وتتجه أنظار البيولوجيين اليوم إلى العوامل التي تسبب الفوضى في الخلايا السرطانية فتنمو بكثرة وبغير نظام، والمعروف عن الخلايا السرطانية أنها أشد نشاطا وأكبر حيوية من الخلايا العادية السليمة. والمبدأ الذي يعتمدون في أبحاثهم قائم على حكمهم بوجود اختلاف كبير في كيفية التغذية بين الخلايا السليمة والخلايا السرطانية ولا سيما الأغذية الكربوهيدراتية. ويرون أن للخلايا السرطانية طريقة خاصة في التغذية، ولكنهم حتى اليوم لم يهتدوا إليها أو بالأحرى لم يهتدوا إلى معالجة فعالة

وهناك نظرية أخرى تقول إن السرطان مسبب عن فيروس فيجب إذن أن يعد في جملة الأمراض الميكروبية. وما برحت هذه النظرية منذ خمسين سنة موضع اختلاف العلماء. وهي تبني اليوم على واقع أثبته الاختبار؛ وهو أن الفيروس سبب سرطان الدجاج وبعض الحيوانات الأخرى مما يحمل على الظن بأن هذا الفيروس نفسه سيكتشف يوما في سرطان الإنسان. وللعلماء في هذه القضية رأيان: إما أن الفيروس نظرية وهمية، وإما أنه لشدة صغره لم يهتد إليه حتى الآن في الأورام السرطانية. والحقيقة أن الفيروس متناه في الصغر حتى لا يدركه التصور، فلو صففنا 17 مليونا من هذا الميكروب لما جاوز طول الخط السنتمترين ونصف السنتمتر. والأمل معقود على الميكروسكوب الإلكتروني الذي يكبر الشيء مئات الألوف من المرات أن يرينا الفيروس، على فرض وجوده، داخل الخلية المريضة، وفي أثناء المؤتمر الأخير عرض عدة من الأطباء الاختصاصين بالسرطان صور هيئات ميكروسكوبية شبيهة بالفيروس، ولكنها لم تثبت نهائياً

وبحثت في المؤتمر مسألة الغذاء، فقال الدكتور البرتاننبوم من شيكاغو: لو أن عدد السمان في العالم أقل مما هو لكان السرطان أخف وطأة. وتؤيد قوله إحصاءات شركات التأمين التي تدل على أن السمان هم أكثر تعرضا للسرطان من سواهم، ولكن هذا لا يعني أن كل سمين مقدر له أن يكون فريسة للسرطان، بل ينبهنا إلى المحافظة على وزننا العادي. إن لغذائنا علاقة كبيرة بوزننا، فنحن نأكل كثيرا ونتغذى قليلا، أي أننا نستهلك كثيرا من الأصناف التي لا تتفق قيمتها الغذائية وكميتها. أما المواد الغذائية الصالحة فيجب أن تكون مؤلفة على الأكثر من البروتين الذي يوجد في اللحم والبيض واللبن والسمك والجبن والخضار. وعلى الأقل من النشويات كالبطاطس والحبوب والدهن ما إليها. وإذا كان العلماء لم يتمكنون حتى اليوم من نسبة السرطان إلى أسباب معينة فالبحوث الكيمائية في خلال الخمس والعشرين سنة الأخيرة استطاعت أن تنسب إلى عدد من المواد الغذائية بعض أسباب الداء

ومتى وجد لداء واحد علاجات عديدة فليس لأحد منا نفع أكيد. وهذا ما يقال في السرطان الذي يحارب بعدة من الأسلحة. لقد عدد الدكتور وكولم من كولمبيا بين العلاجات التي أستعملها الإنسان منذ القدم: حساء السراطين السهول، اللزوق، الفضة، الذهب، الزئبق، النحاس، الكبريت، الزرنيخ، البرد، ورق البنفسج، الكهرباء، الضفادع السامة، سم الحيات. وفي يومنا لا يقل عدد العلاجات التي تستعمل عن تلك ولكن ليس بينها واحد يمكننا أن نعزو إليه الأفضلية وبين العلاجات التي تعتمد اليوم نذكر بعض العناصر المشعة.

والهرمونات أي خلاص إفرازات الغدد الصماء، مركبات مختلفة من الحامض الفوليك، وكلوريدات الميتيلامين، وكلها لا تضمن الشفاء فهي قد تلجم الداء مدة لكنها لا توقفه نهائيا. وهذا شأن (الخردل الآزوتي) الذي أكتشفه الفرنسيون قبل الحرب ثم أتخذ منه الألمان والأمريكان مركبا في خلالها

كان الأمريكان قبل الحرب الأخيرة ينظرون نظرة الواجف إلى بحوث الألمان في الغازات السامة لا سيما في نوع جديد منها يدعى (أبيريت) فعمدوا إلى درس عناصرها على أمل أن يكتشفوا، على الأقل، معاكسا لها يقيهم شرها. وقد استدرجتهم دروسهم إلى اكتشاف (الخردل النيتروجيني) وهو مادة ذات شأن كبير في مكافحة السرطان، غير أنه وأن يكن في رأس الأدوية التي تعتمد اليوم في معالجة السرطان فليس هو الدواء المنشود

أما الذي أجمع عليه علماء السرطان فهو أنه لا يوجد حتى الآن لمعالجة هذا الداء في أول أمره معالجة فعالة سوى طريقتين: مبضع الجراح، وأشعة الراديوم أو أشعة أكس (أو الاثنين معا) والحقيقة الراهنة أنهم يتمكنون اليوم بكل سهولة من قطع دابر السرطان ولكن في بدايته، وإن لم يكن في قدرة العلم اليوم أن يكتشف الدواء الذي يقضي على هذه الآفة، ففي مكنته أن يكتشف طريقة تشخيصها قبل استفحالها. وقد أدرك العلماء أن مشكلة السرطان لا تتوقف على إيجاد الدواء الناجح، بل على التشخيص الراهن، والتشخيص يؤلف أيضا مشكلة أخرى لأن السرطان هو أحد تلك الأمراض التي تكمن طويلا الجسم، ولا تظهر أعراضها إلا بعد استفحالها، فضلا عن أن أعراض السرطان تلتبس أحيانا كثيرة بأعراض غيره من الأمراض، غير أن الدلائل التي يمكننا أن نعزوها إلى عوارض سرطانية هي:

1 - كل مرض يطول شفاؤه وخصوصا في اللسان

2 - كل ورم لا يؤلم أو يزداد حجمه خصوصا في الصدر أو في الشفتين أو في اللسان

3 - كل نزيف دموي غير عادي من منافذ الجسم

4 - كل ثؤلول أو شامة يتغير لونها أو يزداد حجمها

5 - كل عسر هضم مستديم

6 - كل بحة مستديمة، أو سعال لا يعرف سببه، أو صعوبة في البلع 7 - كل تغير في البراز

ولكن هذه العوارض لا تظهر لسوء الحظ إلا بعد إن يكون الداء قد تملك من ضحيته، ولهذا يعني العلماء باكتشاف طريقة تمكنهم من تشخيص المرض قبل ظهور أعراضه

إن المعدة هي أكثر أعضاء الجسم تعرضا للسرطان، وتدل الإحصاءات على أن نصف الإصابات السرطانية يتناول المعدة، والنصف الأخر بقية الأعضاء. وأعراض هذا السرطان أقل ظهورا وتشخيصها أكثر صعوبة، ولذلك يدعونه (السرطان الصامت)

وكان الأطباء وما يزالون يبنون تشخيصهم في الأورام السرطانية الداخلية على صور التي تلتقطها الأشعة، غير أن تلك الصور قد تضلل الطبيب أحياناً لغموضها فلا يمكنه الجزم في أمرها. وقد حل هذه المشكلة أخيرا العالم دجون كولتمان من مختبرات وستنهوس في بتسبورغ بصنعه جهازاً يوضح الصور خمسمائة مرة أكثر من الأشعة المجهولة

ومن المعلوم الآن أن الكهرباء موجودة في كل حي، وأن التيارات التي يصدرها أحد الأعضاء كالقلب أو المخ مثلا تختلف عن تيارات الأعضاء الأخرى. وقد عنى الدكتور بر بهذه القضية فعهد إلى الطبيعي سيسيل لاين في صنع جهاز يسجل التيارات الكهربائية الضعيفة. وما كاد يجربه بر حتى أدهشته النتيجة؛ إذ ظهر له أن تيارات الخلية المريضة تختلف بشكلها عن تيارات الخلية السليمة. وفي أثناء تجاربه العديدة خامره الشك في صحة آلته، إذ رسمت شكلا واحد للتيارات المنبعثة من الفئران المصابة بالسرطان ولغيرها من التي كان يحسبها سليمة. بيد أن آلته لم تخطئ وإنما كان هو الواهم، وكم كانت دهشته عظيمة يوم رأى بعد بضعة أسابيع أن كل الفئران - التي خرجت في اعتقاده على القاعدة - قد ظهرت فيها نوامى سرطانية. فتحقق عندئذ أن آلته لم تكذب، بل أنبأت بوجود البؤرالسرطانية في الفئران قبل ظهورها، وعندئذ بدأ بر يجرب جهازه في الأحياء البشرية، وقد أقتصر أولا في تجاربه على النساء فعمد إلى 75 امرأة لا شبهة في أنهن مصابات بالسرطان فلم تسجل الآلة نتيجة سلبية إلا لواحدة فقط. وفحص 616 امرأة فحكم الجهاز سلامتهن ثم فحصهن بطرق أخرى فلم يشتبه إلا بخمس منهن

وقد يكون اكتشاف الدكتور شارلس هينغس الجراح المشهور الكلمة الفاصلة في تشخيص السرطان قبل ظهور أعراضه، وقد قوبل في أميركا (كأمضى سلاح عرف حتى الآن لمحاربة السرطان)

كان الدكتور هينغس رئيس الجمعية الأميركية للأبحاث السرطانية وقد طالما جال في خاطره أن وجود ورم سرطاني في أي موضوع من الجسم يجب أن حدث تأثيرا في الدم. فاخذ يوما نقطتين من الدم: إحداهما من جسم سليم، والأخر من جسم مصاب بالسرطان، فوجدهما بعد التحليل والفحص الميكروسكوبي متشابهتين لا شيء يفرق بينهما، ولكنه لم يقتنع بهذه النتيجة فواصل تجاربه حتى أكتشف أن دم المصاب إذا اسخن ومزج بالحامض اليودواسيتيك لا يتخثر بسرعة دم السليم، فإذا أستغرق هذا لتخثره عشر دقائق مثلا أستغرق ذاك عشرين دقيقة. وقد امتحن اكتشافه في ثلاثمائة شخص فما أخطأت التجربة قط في أحد منهم. لذلك يمكننا أن نعلن للمرة الأولى دون تردد وحذر أن تشخص السرطان أصبح حقيقة ثابتة وأمرا واقعا، ونستطيع أن نصرح أيضا بأن العلم قد أحرز انتصاره الأول في معركة السرطان. على أن هيغنس نفسه، وهو العالم المدقق، لا يسرع في إذاعة انتصاره، وتقديم رأسه لإكليل المجد قبل أن يدعم اكتشافه بالامتحانات الطويلة والاختبارات العديدة التي يواصلها اليوم

وقد أعلنت الجمعية الأميركية للأبحاث السرطانية بعد أن تحققت اكتشاف رئيسها السابق أن اتقاء السرطان أصبح ميسورا، وأن على كل شخص أن يفحص نفسه مرة في السنة عند طبيبه الخاص أو في مختبر اختصاصي، حتى إذ دل الفحص على نمو سرطاني عالجه قبل فوات الوقت ونجا من شره القتال

إن العلم لم يهتد حتى الآن إلى الدواء الحقيقي الذي يتقي به غائلة السرطان، ولكنه ما وقف قط ولم يقف مكتوف اليدين أمام هذه الآفة الكبرى

ولسنا اليوم تجاه السرطان كالفريسة المقضي عليها التي تنتظر ساعتها الأخيرة، والمحكوم عليه بالإعدام الذي يتوقع الموت بين دقيقة وأخرى. وإذا كان من عادة السرطان أن يدخل فجأة دون أن يقرع الباب فلدينا الآن جرس الإنذار. وما علينا ألا أن نعتمده لكي ننجو من سالب الأرواح