مجلة الرسالة/العدد 977/الأدب والفن في أسبوع

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 977/الأدب والفن في أسبوع

مجلة الرسالة - العدد 977
الأدب والفن في أسبوع
ملاحظات: بتاريخ: 24 - 03 - 1952



للأستاذ عباس خضر

الاحتفال بالذكرى الألفية لابن سينا

كان مقرراً أن يقام هذا الاحتفال في أكتوبر سنة 1951، في بغداد أولا، ثم في طهران ولكن الحكومة الإيرانية طلبت أن يؤجل ريثما يتم بناء ضريح تقيمه لصاحب الذكرى في مدينة (همدان) فقررت اللجنة المؤلفة في الإدارة الثقافية بجامعة الدول العربية للاحتفال بهذه الذكرى - بالاتفاق مع ممثل إيران - أن يقام الاحتفال ببغداد في النصف الثاني من شهر مارس سنة 1952، وبطهران في النصف الأول من أبريل.

وجاء شهر مارس (الحالي) فأنبأت الحكومة الإيرانية ان الضريح لم يتم بناؤه حتى الآن، وأنها قررت تأجيل احتفالها إلى موعد قريب سيعلن عنه وسيدعى إليه وفود من الدول العربية وعلماء مستشرقون من مختلف أنحاء العالم.

ومضت العراق في إعداد العدة لاحتفالها في الموعد المقرر، وقد عين يوم 20 مارس الحالي لبدئه، وستمر حتى اليوم الثمن والعشرين منه.

الوفود المصرية

وعينت الدول العربية وفودها إلى الاحتفال، ونذكر فيما يلي الوفود التي تقرر إيفادها من مصر:

يمثل الجامعة العربية في هذا الاحتفال بهذه الذكرى، الأستاذ سعيد فهيم وكيل الإدارة الثقافية والدكتور احمد فؤاد الأهواني والأب قنواتي والدكتور مختار الوكيل، وقد أعطى الدكتور احمد أمين بك واعد كلمة في هذه المناسبة يلقيها الدكتور مختار الوكيل في حفل الافتتاح.

ويمثل مجمع فؤاد الأول للغة العربية الدكتور إبراهيم بيومي مدكور (وهو رئيس وفد مصر)، ويمثل وزارة المعارف المصرية الأستاذ محمود الخضيري، ويمثل جامعة فؤاد الأول الدكتور مصطفى عمر بك الأستاذ بكلية الطب، ويمثل جامعة إبراهيم الدكتور عبد الحمن بدوي الأستاذ بكلية الاداب، ويمثل جامعة فاروق الأول الدكتور محمد ثابت الفندي، ويمثل الأزهر الدكتور محمد البهي.

ويمثل المعهد الفرنسي بالقاهرة البروفسير شاؤل كوبنر ويحضر الاحتفال الأستاذ عادل الغضبان مندوباً من مجلة (الكتاب)، ويحضره أيضا من رجال الآثار المصريين الأستاذان عباس بدر وحسن عبد الوهاب والدكتور محمد مصطفى.

المدعوون الشخصيون

وقد وجهت الحكومة العراقية دعوات خاصة إلى طائفة من العلماء في مختلف البلاد الشرقية والغربية ليشاركوا في الاحتفال وينزلوا في ضيافتها، وهم - بطبيعة الحال - غير المندوبين الرسميين، وإنما دعوا بصفاتهم الشخصية.

فدعت أربعة من إنكلترا، وأربعة من أمريكا، واثنين من فرنسا، وواحدا من كندا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا والسويد والد نمارك وهولندا وكوبنهاكن والهند والباكستان وإيران وإندونيسيا وتونس والجزائر ومراكض. وقد عرفت أسماء المدعويين الإنكليز والفرنسيين، فالإنكليز هم الأستاذة جيب ومينورسكي وآربري وسيدني سميث، والفرنسيون هم الأستاذ ما سينيون وبلاشير.

دعي مصري واحد واعتذر:

ودعت من المصريين واحداً هو معالي الأستاذ احمد لطفيالسد باشا وقد اعتذر. كما دعت ثلاثة يقيمون بمصر أحدهم إنكليزي وهو المستر كريزول أستاذ الآثار الإسلامية بمعهد الآثار بجامعة فؤاد الأول، والآخران هما الأستاذ العلامة ساطع الحصري بك والبروفسير شارل كوبنز مدير المعهد الفرنسي بالقاهرة وهو عضو في لجنة الاحتفال بالإدارة الثقافية، وما يذكر أن الأستاذ كوبنز بذل جهوداً قيم في معاونية اللجنة، وقد نشر المعهد الفرنسي بعض الأبحاث التي كتبها بعض أضاء اللجنة في ذكرى ابن سينا.

بلاد (الدمنيون) في الاحتفال:

ويلاحظ أن الدعوات الشخصية وجهأكثرها إلى إنكلترا وأمريكا وبلاد (الدمنيون)، فقد ظفر (الأنجلو أمريكان) وحدهم بثماني دعوات، وثمة بلاد حافلة بكبار المستشرقين كألمانيا وهولندا ولم يدع إلا واحداً من كل منها. .

وإذا كان لنا ان نغضي عن مصر ومن فيها من الأعلام وأساتذة الأدب والفكر، وان ندع الحديث في إهمال دعواتهم لأننا مصريون، فلا أظن إنه يحسن السكوت عن عدم توجيه مثل تلك الدعوات إلى أحد من سائر البلاد العربية؟ أفلم تجد الحكومة العراقية في سوريا أو لبنان مثلاً من هو اهل لكرمها الذي كان (حتمياً) في الغرب و (مادريا) في الشرق. . أن صح أن ينسب الكرم إلى (مادر). .؟!

لجنة الاحتفال وأعمالها:

وتتكون لجنة الاحتفال المؤلفة بالإدارة الثقافية، من الدكتور احمد أمين بك (رئيساً) والدكاترة والأساتذة إبراهيم بيومي مدكور ومحمد البهي ومحمد يوسف موسى واحمد فؤاد الأهوائي ومحمود الخضيري والسيد محمد تقي القمي وشارل كوبنز مدير المعهد الفرنسي بالقاهرة والمستشرق ماسينيون عضو مجمع فؤاد الأول للغة العربية والأب جورج شحاتة قنواتي.

وقد عملت هذه اللجنة في الإعداد للاحتفال بذكرى ابن سينا منذ سنتين ونصف سنة. عقدت في خلالها اثنتين وعشرين جلسة. واهم ما أنجزتهفي هذا السبيل تحقيق جزء المنطق من كتاب (الشفاء) للرئيس ابن سينا، قامت به لجنة فرعية برئاسة الدكتور إبراهيم بيومي مدكور، وطبعت الكتاب وزارة المعارف المصرية، وكلفت اللجنة الأب قنواتي بالكتابة عن مؤلفات الشيخ الرئيس، فقام بذلك في مؤلف صدر في العام الماضي عنوانه (مؤلفات ابن سينا). وقام أعضاء اللجنة، كل منهم في مجال اختصاصه، بعمل بحث سيلقى في الاحتفال. وقد نشر المعهد الفرنسي عدة أبحاث في ذكرى ابن سينا لبعض أعضاء اللجنة، منها بحث الدكتور محمد يوسف موسى في الناحية الاجتماعية والسياسية من فلسفة ابن سينا، وبحث للدكتور احمد فؤاد الأهوائي في الناحية النفسية من هذه الفلسفة. كما قام المعهد بنشر بحث آخر للأستاذ لوي جارديه المستشرق الفرنسي في المقدمات الفلسفية للتصوف السينوي.

واستكتبت اللجنة بعض العلماء والكتاب والمستشرقين مقالات وأبحاثا تتناول مختلف الموضوعات التي كانت ميادين لإنتاج ابن سينا، وقد وصلها طائفة من الموضوعات أعدها بعض المستشرقين ستلقى في الاحتفال.

معرض المخطوطات والصور وسيقام في أثناء الاحتفال معرض تعرض فيه المخطوطات النادرة لابن سينا، وقد قام بتصويرها قسم التصوير بمعهد المخطوطات في الإدارة الثقافية، كما يعرض فيه معظم الكتب المطبوعة من مؤلفات الشيخ الرئيس والكتب المؤلفة فيه، قديماً وحديثاً، باللغة العربية وبغيرها من اللغات الحية.

وتعرض في هذا المعرض أيضا صور متخيلة لابن سينا صورت في العراق وفي إيران أو جلبت من دور الكتب العامة والخاصة في استنبول وفي أوربا، وصور لتوقيعه وبعض خطة، وطوابع بريد تذكاريه وضعت في إيران، مجموعة من مخطوطات ابن سينا النادرة ستهديها الإدارة الثقافية إلى الدول العربية.

عباس خضر