مجلة الرسالة/العدد 976/البريد الأدبي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 976/البريد الأدبي

مجلة الرسالة - العدد 976
البريد الأدبي
ملاحظات: بتاريخ: 17 - 03 - 1952



النطق بالضاد

قرأت مقال معالي الدكتور محمد رضا الشبيبي بعنوان (بين الفصحى ولهجتها) المنشور في العدد 970 من الرسالة، فلفت نظري ما ذكره عن حرف الضاد. فقد قال في نقده للهجات العامية، وكيف أنها لا تتبع النطق الفصيح ما نصه: -

(أما في اللهجة المصرية فبقولون: (اضرب) بفتح الراء مع قلب الضاد دالا). وذكر معاليه أن نوع من اضطراب المنطق وفساده (ص130. الأسطر الأخيرة من الحفل الأول).

والذي أعرفه أن اللفظ الفصيح لحرف الضاد هو كما يلفظه المصريون وليس كما ننطق به نحن العراقيين. أي أنه يلفظ مثل حرف الدال مضخماً. فقد جاء في محيط المحيط ما نصه: -

(الضاد هي الحرف الخامس عشر من حروف المباني ومخرجها من أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس ولا أخت لها عند سيبويه. وقال صاحب العين هي أحد الأحرف الشجرية. والظاء مخرجها من طرف اللسان وأصول الثنايا العليا وهي أخت الذال والثاء بالاتفاق، وتسمى هذه الثلاثة الأحرف اللثوية لأن مبدأها من اللثة. وإتقان الفصل بينها واجب لأن الأئمة المتقنين على أن وضع إحداها موضع الأخرى مفسد للصلاة. قيل الضاد للعرب خاصة وليس له حرف يقابله في باقي لغات الساميين، ويقابله عند الإفرنج حرف الدال في بعض الأحوال فيلفظ كلفظه).

هذا ما جاء في محيط المحيط، ولولا ضيق المجال لذكرت شواهد أخرى من كتب اللغة تؤيد ما قلت.

بغداد

المحامي يوسف عجاج

هل يخطئون عامدين؟!

إذا كنا نسكت على مضض عن بعض الأخطاء التي ينزلق إليها المتحدثون المفروض فيهم أنهم غير متخصصين - ولا أقول أخصائيين - في اللغة العربية، فقل لي بربك كيف نستطيع السكوت عن أغاليط بعض الأدباء النابهين؟!.

إن أحد الكتاب الأفاضل يكتب تعليقاً على الأنباء ويذيعه قبيل الساعة التاسعة مساء مرة أو مرتين في كل أسبوع، وقد سمعته في المرة الأولى فكذبت سمعي، وفي المرة الثانية قلت لعل له عذراً وأنت تلوم، وفي المرة ظننت انه يخطئ عامداً لكثرة ما أذهلني من أخطاء، فهمت بالكتابة إلى الرسالة الغراء مستغيثاً بها، ولكن حبي لشخص الكبير كان يجعلني أقدم رجلا وأؤخر أخرى، حتى إذا نفد صبري وامتلأت الكأس استخرت الله وبعثت بهذه الصرخة محملا إياها ما علق بذهني من أخطاء وقعت في حديث قصير أذكرها على سبيل التمثيل لا على سبيل الحصر:

فالخطأ الأول هو انه نطق بكلمة (يكسب) بفتح السين والصحيح الكسر (ومن يكسب إثماً فإنما يكسبه على نفسه). والثاني انه نطق كلمة (نضجت) بفتح الضاد مع أن كسرها هو الصحيح (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها). ولي أن أستطرد فأقول إن استعمال كلمة (نضوج) هو إستعمال خاطئ، والصحيح أن يقال نضج نضجاً على وزن تعب تعباً والاسم النضج على وزن قفل. والثالث انه قال (في صبر أبعد ما يكون. .) برفع كلمة (أبعد) والصحيح جرها.

والرابع انه قال (وما أصدق قول ماهر باشا) برفع كلمة قول مع أنها منصوبة.

ألست معذوراً - وهذه هي بعض الأخطاء - إذا ظننت أن هذا الأديب الكبير وأمثاله الأكرمين إنما يخطئون عامدين؟!.

إن مثل هذه الأخطاء لا يظهر في المكتوب، ولهذا فقلما كان يقع نظري على خطأ فيما كان يكتبه الكبير بالأهرام وفيما يكتبه الآن بصحيفة أخرى أسبوعية، أما وقد سمعته فأزعجتني كثرة أخطائه، ولا أميل - على الرغم من هذا - إلى وقف المذياع كما أفعل ذلك مضطرا في بعض الأحيان - فإن من حق أن أطالب حضرته بقراءة حديثه إذاعته مثنى وثلاث ورباع؛ إذ لولا خاص بفرض على فرضنا أن أحب شخصه الكريم حبا جماً أتأثر حبي وإعجابي؛ إلى حد كبير.

عبد الحميد عمر إلى الأستاذ أبو الفتوح عطيفة

مما لا ريب فيه الفترة الدقيقة التي تمر بدول العالم الإسلامي وشعوبه، تحتم على هذه الدول تتجه على هذه الدول أن تتجه نحو التكتل، بعد أن فشلت المنظمات الدولية جميعها في وقع كابوس الاستعمار الجاثم عليها.

فقد فشلت عصبة الأمم من قبل. كما نلمس اليوم فشل هيئة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، ومحكمة العدل الدولية، في أن تضع حدا لهذا الاستعمار الغاشم الذي يأبى إلا التهام الشعوب الضعيفة التي لا حول لها ولا قوة.

الكتلة الإسلامية القوية بجيشها المعد إعداداً كاملا هي التي تستطيع اليوم أن تصون كيان الدول الإسلامية المستضعفة، ولن نكون كتلتنا ضعيفة وفيها أمثال الباكستان، أندنوسيا وإيران ومصر وأفغانستان وتركيا، بشرط أن تكون لها هيبة الكتلتين: الغربية الديمقراطية. والشرقية الشيوعية. وألا تكون ذيلا لإحداهما. .

ومجلة الرسالة الغراء هي مجلة الأدب في العالم الإسلامي لا العربي، والأدب لا يكون بخير في دول لا عزة لها ولا حرية ولا استقلال. . .

فلتحمل زعيمة الأدب رسالة الكتلة الإسلامية إلى العالم الإسلامي، ولتبدأ رسالتها بتعريف القراء بالدول الإسلامية دولة دولة: حالتها السياسية والاقتصادية وحالة الأدب فيها. . .

فهي أجدر بالاهتمام من بريطانيا العظمى، الولايات المتحدة، ولا أعتقد أن زعيمة الأدب ستتوانى في تبليغ هذه الرسالة، لأنها جزء مهم من رسالتها. وها نحن أولاء منتظرين.

بهيجة المنشاوي

سكرتيرة المركز العام لجماعة السيدات المسلمات

مجلة الناشر المصري

كان الكاتب العربي في سوق الأدب حائرا لا يجد من يعرفه تعريفاً موضوعا منصفا، إلا بين الحين والحين في مثل مجلات (الثقافة) و (الهلال) و (المقتطف) و (الكتاب) و (الأديب) البيروتية، و (المجمع العلمي بدمشق) و (الرسالة). ولم يكن في العالم العربي كله مجلة خاصة بالكتب وحدها، تنقدها وتعرضها عرضا غير ذي غرض، وتقدمها إلى القارئ العربي أصدق تقديم. وقد لمس (الاتحاد المصري العام لدور النشر والمكتبات) حاجة القارئ العربي في كل قطر عربي إلى مجلة خاصة بعرض الكتب والتعريف بها والتقديم لها، فأصدر مجلة (الناشر المصري) وأسند رياسة تحريرها إلى الأستاذ محمد عبد الغني حسن. وقد ظهر العدد الأول من هذه المجلة التي ستصدر كل ثلاثة أشهر محتوياً على مقالات حول الكتب ودوائر المعارف والمخطوطات العربية، ومشتملا على تعريف دقيق لأكثر من 120 كتاباً في أبواب مختلفة من العلم والأدب والتأريخ والتراجم والقصة والفلسفة والاجتماع وغيرها.

كما أن فيه إحصاء دقيقاً شاملا للكتب العربية التي ظهرت خلال عام 1951 المنصرم مع بيان أسماء المؤلفين والناشرين وأثمان الكتب وعدد صفحاتها وقطعها.

فنرحب بالزميلة الجديدة، ونرجوا لها التوفيق في رسالتها الجليلة لخدمة العرب والقارئ العربي