انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 974/البريد الآبي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 974/البريد الآبي

مجلة الرسالة - العدد 974
البريد الآبي
ملاحظات: بتاريخ: 03 - 03 - 1952



كلمة - سائر - وما يحيط فيها

اطلعت على ما نشر في العددين 960 و967 من مجلة الرسالة الغراء حول كلمة سائر فأقول:

1 - جاء في الصفحة 64 من كتاب (فروق حقي) أن (السائر بمعنى الباقي. قال الشيخ تقي الدين لفظ سائر بمعنى الجميع مردود عند أهل اللغة معدود من غلطة العامة وأشباههم من الخاصة. . والالتفات إلى قول الجوهري صاحب اللغة سائر الناس جميعهم فإنه لا يقبل ما ينفرد به. والحق أن كلا من المعنيين أي الجميع والباقي ثابت لغة كما ذهب إليه الجم الغفير من الأذكياء. والجمع الكثير من الفضلاء هو السؤر بالهمز وهي بقية الشراب وغيره.

2 - وورد في الصفحة 23 من كتاب البحاثة اللغوي - محمد

عبد الجواد ما نصه: سائر (أطالت درة الغواص وشرحها في

هذه الكلمة ولم يخرجا نتيجة واضحة. وقد وقفت على كلمة

موجزة للبغدادي في ذيل الفصيح ص 4 أثبتها هنا لوضوحها

وجليل فائدتها وهي: جاء سائر القوم أي بقيتهم مأخوذ من

سؤر الإناء وقال الجوهري سائر القوم معناه جميعهم وذكره

في باب الياء. أقول أن الصحيح أن سائر بمعنى جميع ولا

يبعد أن يستعمل بمعنى جميع البقية ويكون من ذوات الواو

مأخوذا من السور لإحاطته. 1هـ والثمرة أن سائرا يستعمل

أحيانا بمعنى الجميع وأحيانا بمعنى البقية كلها. . والمقام كفيل

بإظهار المراد فتخطئة أحد الاستعمالين خطأ).

3 - وذكر في هامش الصفحة 160 من شرح السيد الشريف

علي السراجية مع حاشية العلامة محمد شاه الفناري نقلا عن

تهذيب اللغات للإمام النوري وتهذيب اللغة لأبي منصور

الأزهري وشرح أدب الكتاب لأبي منصور الجواليقي ما أعيد

نقله بالحرف الواحد (قال الإمام النوري في تهذيب اللغات قال

الشيخ تقي الدين رحمه الله تعالى: استعمال سائر بمعنى

الجميع مردود عند أهل اللغة معدود في غلط العامة وأشباههم

من الخاصة. قال أبو منصور الأزهري في تهذيب اللغة: أهل

اللغة اتفقوا على أن معنى سائر الباقي قال الشيخ ولا التفات

إلى قول الجوهري صاحب اللغة سائر الناس جميعهم فإنه ممن

لا يقبل ما ينفرد به وقد حكم عليه بالغلط في هذا من وجهين:

أحدهما في تفسير ذلك بالجميع، والثاني في أنه ذكره في فصل

(سر) وحقه أن يذكر في فصل (سائر) لأته من السؤر بالهمزة

وهو بقية الشرب وغيره - إلى هنا كلامه. فعلى هذا التقرير

لا يناسب أن يقول عن سائر ما عداه بهذا المقام لأن المتبادر

منه على تقدير كون السائر بمعنى الباقي نفس الشيء بل

المناسب أن يقول عما عداه كما لا يخفى لكن استعمال السائر بمعنى الجميع سائغ ذائع، والغزالي استعمل السائر بمعنى

الجميع في مواضع كثيرة ولم ينفرد بها الجوهري بل وافقه

عليه الإمام أبو منصور الجواليقي في أول كتاب شرح أدب

الكتاب والشارح المحقق قدس سره تبعهما واستعمل السائر

بمعنى الجميع ههنا ومعنى قوله عن سائر ما عداه عن جميع

ما عداه).

هذا ولا أريد الآن أن أستقصي أكثر من ذلك.

أحمد الظاهر

خطآن لا يغتفران

وقعت الأهرام في خطأين اثنين لا يحسن السكوت عليهما وإن كان بعض كبار الكتاب ينساق انسياقا إليهما:

فأما الخطأ الأول فقد وقع في عنوان مقالها المنشور في 12 - 2 - 1952 وهو (معنى الكبرياء القومي) أي بتذكير كلمة (الكبرياء) مع أنها مؤنثة. وبما أنه لم يشر إلى تصحيح هذا الخطأ أحد من حضرات من نصبوا أنفسهم لهذا الغرض النبيل فإني أستاذهم في التنبيه إليه مشيرا إلى قول التنزيل الحكيم (وتكون لكما الكبرياء في الأرض) فقد أنث الكبرياء حتى مع وجود فاصل.

وأما الخطأ الآخر الذي كان حافزا لي على تصحيح الخطأ الأول فقد وقع في مقال الأهرام المنشور في يوم 23 - 2 - 1952 إذ وردت بهذه العبارة (إن حكومة المحافظين لا تكاد تنقل قدما إلا وتؤخر قدما). وهذا التعبير خاطئ لا يفيد معنى التردد الذي تعنيه الأهرام بل هو يفيد العكس تماما فتقديم قدم وتأخير القدم الأخرى يفيد لإقدام لا التردد. . . لأن السير الطبيعي يقتضي حتما تقديم رجل وتأخير الرجل الأخرى، فكيف يستعار هذا السير الطبيعي للتردد؟ لعل الأهرام ظنت أن كلمة (أخرى) الواردة بالمثل المعروف (أراك تقدم رجلا وتؤخر أخرى) نعت لكلمة (رجلا) المحذوفة، وهذا الظن أيضا يجانب الصواب، والصحيح أن كلمة (أخرى) نعت لكلمة (تارة) المحذوفة، والتقدير (أراك تقدم رجلا تارة وتؤخرها تارة أخرى). وكان حريا بالأهرام إذن أن تقول (لا تكاد تنقل قدما إلا وتؤخرها) وأذكر أني نبهت إلى هذا الخطأ الذي وقع في كلمة نشرتها الأهرام لكاتب ألمعي بها منذ أكثر من عام. وإني وإن كنت من أنصار التيسير لا يمكن أن أستسيغ هذا الخطأ الكبير.

عبد الحميد عمر

لمن هذا الشعر؟

كتب الأستاذ محمد منصور خضر في الرسالة الغراء في العدد 973 يسأل عن قائل هذا الشعر

نديمي غير منسوب ... إلي شيء من الحيف

ويذكر أنه وجد في كتب التصوف ومنها طبقات الشعراني منسوبا إلى الحلاج في حين أني نسبته إلى الحسين الضحاك في كتابي (نديم الخلفاء) سلسلة أقرأ عدد فبراير سنة 1952 ويطالبني بأن أذكر روايتي له.

وإني أشكر للأستاذ محمد منصور هذا الاهتمام وتلك العناية بالبحث والاستقصاء، وقبل أن أشير إلى المصادر التي اعتمدت عليها أذكر أنني قلت في أحد فصول الكتاب عن مجموع شعره أن كثيرا من شعر الحسين بن الضحاك نسب إلى غيره.

وليس هذا الشعر الذي ذكره الأستاذ محمد منصور هو وحده المتنازع فيه ففي الكتاب أيضا شعر وقع فيه التنازع.

وأول مصدر رويت فيه الأبيات - التي يسأل عنها - للحسين بن الضحاك هو كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني في ترجمته في الجزء السادس طبعة دار الكتب. والمصدر الثاني محاضرات الراغب الأصفهاني ج1 ص333. والمصدر الثالث ديوان أبي نواس رواية حمزة بن الحسين الأصفهاني المطبوع في ص7 ولم يذكر إلا البيت الأول وقال عنه: مما أضيف إلى أبي نواس من شعر العراقيين قول الحسين بن الضحاك الخليع. . الخ والمصدر الرابع هو كتاب أخبار أبي نواس لأبن منظور ج1 ص218 وفيه نسب الأبيات لأبي نواس ثم قال: وتروى هذه الأبيات للحسين بن الضحاك الخليع.

هذا من ناحية الرواية والمصادر - أما من ناحية التحقيق فإن الحسين بن الضحاك توفي سنة 250هـ وأبا الفرج صاحب الأغاني ولد سنة 284هـ والحلاج قتل سنة 309 فأبو الفرج إذن كانت سنة خمسة وعشرين عاما يوم مقتل الحلاج فهو معاصر له. وما يسمونها فتنة الحلاج كانت مشهورة لا تخفى على أبي الفرج لأنه كان متصلا برجال الدولة ومولعا برواية الشعر والأخبار.

وللتوفيق بين ما ذكره الشعراني في طبقاته وكتب التصوف وبين ما ذكرته كتب الأدب أقول إن الحلاج كان يحفظ هذه الأبيات فتمثل بها حينما خرج يتبختر في قيده، وذلك منه ومن غير كان كثير الحدوث. وظاهر أن الأبيات وقصتها هي لصاحب الهمزية في وصف الخمر ألصق وبنسبتها إليه أولى وعلى كل حال هناك جملة لا تحصى من الشعر العربي متنازعة. . وعندي من أمثلتها مئات النماذج. ويجد الأستاذ محمد خضر مثلها مئات.

عبد الستار أحمد فراج