مجلة الرسالة/العدد 97/الكتب
مجلة الرسالة/العدد 97/الكتب
كتابا المواقف والمخاطبات للنفري
للدكتور عبد الوهاب عزام
كتبت في عدد الرسالة الماضي كلمة عن كتابي محمود بن عبد الجبار النفري المعروفين باسم المواقف والمخاطبات، ونقلت شذرات من الكتاب الأول، وهو يحوي سبعة وسبعين موقفاً عرف القارئ مثالاً منها فيما قدمت
واليوم أنقل شذرات من الكتاب الثاني كتاب المخاطبات وهو يحوي ستا وخمسين مخاطبة على أسلوب قريب من أسلوب المواقف، وعسى أن أفرغ قريباً لبحث مفصل عن الكتاب، ما استبان من معانيه وما غمض، وما وقع من تحريف في سياقه، وللكلام عما كتب عليه من الشروح. فمثل هذا الكتاب العجيب لا يكتفي فيه بهذه النظرة العجلى:
مخاطبة
يا عبد! قل أعوذ بوحدانية وصفك من كل وصف، وأعوذ برحمانية برك من كل عسف
يا عبد! قل أعوذ بوجهك من كل وجه
يا عبد! قل أعوذ بقربك من بعدك، وأعوذ ببعدك من مقتك، وأعوذ بالوجد بك من فقدك
يا عبد! اجعل ذنبك تحت رجليك، واجعل حسنتك تحت ذنبك
يا عبد! من رآني عرفني وإلا فلا، من عرفني صبر على وإلا فلا
يا عبد! من أبصر نعمتي شكرني وإلا فلا
يا عبد! من شكرني تعبد لي وإلا فلا
يا عبد! من تعبد لي أخلص وإلا فلا، من أخلص لي قبلته وإلا فلا، من قبلته كلمته وإلا فلا
يا عبد! من كلمته سمع منى وإلا فلا، من سمع مني أجابني وإلا فلا، من أجابني أسرع وإلا فلا، من أسرع إلى جاورني وإلا فلا. من جاورني أجرته وإلا فلا، من أجرته نصرته وإلا فلا، من نصرته أعززته وإلا فلا
مخاطبة
يا عبد! إن عبدي الذي هو عبدي هو اللقي الملقي من يدي يا عبد! عبدي الذي هو عبدي هو الغضبان لي على نفسه فلا يرضي
يا عبد! إن عبدي الذي هو عبدي هو المستقر في ذكرى فلا ينسى
يا عبد! إذا جاءت ترجمتي فانقطع بها عن ملكي وملكوتي، ثم إذا بدت ترجمتي فانقطع عنها إلى نصير التراجم والحروف آلة من آلات معرفتك، ومركبا من مراكب نطقك
يا عبد! أقبل على لا من طريق ولا من علم، تقبل على وأقبل عليك
يا عبد! اجأر إلي بمحامدي في السراء أدافع عنك بنفسي في الضراء
يا عبد! واصل بين طهارتك تواصل بين نعميك، إنك إن لم تفصل بين طهارتك لم تفصل بين نعميك
يا عبد! لن تعرفني حتى تراني أوتى الدنيا ارغد وأهنأ ما عرفت من الدنيا لعبد عصي، وأغنى من عرفت من العبيد فترضى بما زويت عنك، وتعلم أنني زويت إعراضي عنك وزويت حجابي
يا عبد! ميعاد ما بينك وبيتن أهل الدنيا فترى أين أنت وأين أهل الدنيا
مخاطبة
يا عبد بنيت لك بيتاً بيدي إن هدمت ما بنيته بيدك
يا عبد إذا رأيتني فلا والد يستجرك ولا ولد يستعطفك
يا عبد! إذا رأيتني في الضدين رؤية واحدة فقد اصطفيتك لنفسي
يا عبد! ولني أمرك بطرح أمرك
يا عبد! الغيبة ألا تراني في شيء، الرؤية أن تراني في كل شئ!
يا عبد! اجعل لي يوماً ولك يوماً وابتدئ بيومي يحمل يومك يومي
يا عبد! اصبر لي يوماً أكفك غلبة الأيام
يا عبد! إذا لم ترني تخطفك كل ما ترى
يا عبد! لو ألفت بحزنك بين ما يختلف عليك، وارتبطت بفرحك ما يلائمك كان مرادي الغالب
مخاطبة يا عبد! استغن بي تر فقر كل شيء
يا عبد! من استغنى بشيء سواي افتقر بما استغنى به
يا عبد! سواي لا يدوم، فكيف يدوم به غنى
يا عبد! إن أحببت أن تكون عبدي لا عبد سواي، فاستعذ بي من سواي وإن أتاك برضاي
يا عبد! رضاي يجعل رضاي سكنا بقلوب العارفين، سواي يحمل رضاي فتنة لعقول الآخذين
يا عبد! رضاي وصفي، وسواي لا وصفي، فكيف يحمل وصفي لا وصفي؟
يا عبد! أنا القيوم بكل ما علم وجهل على ما افترقت به أعيانه واختلفت به أوصافه
يا عبد! استعذ بي مما تعلم تستعذ بي منك، واستعذ بي مما لا تعلم تستعذ بي مني
يا عبد! أين ضعفك في القوة، وأين فقرك في الغنى، وأين فناؤك في البقاء، وأين زوالك في الدوام؟
عبد الوهاب عزام
رسالة العلم
تلقينا العدد الرابع من السنة الثانية لرسالة العلم، وهي الصحيفة التي تصدرها جمعية خريجي كلية العلوم بالجامعة المصرية في 166 صفحة من القطع الكبير. وهذا العدد حافل بالمقالات الممتعة والبحوث القيمة في النبات والحيوان والكيمياء والفيزياء والفلك، مدبجة بأقلام الأساتذة والطلاب على أسلوب واضح وغرض مشوق واستيعاب مفيد. و (رسالة العلم) تحمل طابع العلم من خشونة الجد، والذهول عن حركة الكلية، وعن تصوير الحياة الجامعية فيها، فهي لا تعني بأخبار المحاضرات والمناظرات والرحلات والجمعيات والرياضة، وحظها من كل ذلك موفور مشكور يستحق التسجيل ويستوجب الإشادة
صحيفة الجامعة المصرية
كذلك تلقينا العدد الأول من السنة الرابعة لهذه المجلة التي يصدرها مجلس اتحاد الجامعة المصرية في 160 صفحة ممن القطع المتوسط، وهي تعتبر صورة لألوان الثقافة في كليات الجامعة، ولكن أثر كلية الآداب فيها غالب، ولعل هذا العدد بتبويبه وتنويعه وشموله أقرب إلى الذوق الصحفي من سوابقه؛ وقد يكون في بعض فصوله هبوط عن مستوى التفكير الجامعي، ولكن الآنسة نهير القلماوي رئيسة تحرير الصحيفة تقول في افتتاحها: (والآن تقبلون صحيفتكم فستجدون ثرثرة وجدا، والطلبة ثرثارون دائماً، وثرثرتهم حبيبه إلى كل نفس وقلب، والطلبة جادون أحياناً أو كثيراً. ومن ذا الذي لا يستبشر بجد الطلاب؟ فهذه صحيفتكم دون لكم فيها مختار من ثرثرتكم وكثير من جدكم، لتكون لكم ذكرى جميلة لأجمل أيام الحياة)
جريدة الوفاق
بمناسبة دخول جريدة الوفاق في عامها الثامن. تصدر هذه الجريدة على عادتها صباح الاثنين الموافق 13 مايو سنة 1935 في ثماني صفحات كبيرة مزينة بالصور والألوان، حافلة بالموضوعات الأدبية الطريفة والمقالات الاجتماعية الممتازة. وقد فتحت أبواباً جديدة تعالج فيها قضية المرأة وتعني بكل ما يهم المتأدب الاطلاع عليه مدبجة بأقلام الكتاب البارعين والأدباء الممتازين.