مجلة الرسالة/العدد 968/البريد الأدبي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 968/البريد الأدبي

ملاحظات: بتاريخ: 21 - 01 - 1952



لغويات

كثيراً ما يجري عن الأقلام، ويتردد على الألسن، ويقع في الأسماع والأبصار كلمات لا تنهج نهج أصول اللغة، ويلهج بها اللاهجون، وينقلها الخلف عن السلف في غير ما تحقيق وهو منهم قاب قوسين أو أدنى:

1 - قيد:

جاء في كتاب (نشوء اللغة العربية) تأليف الأب أنستاس ماري الكرملي ص 2 قوله (وممن قال به ولم يحد عنه (قيد) شعره) بالفتح وصوابه الكسر تقول (قيد) شعرة - بالكسر - أي قدر شعرة، كما تقول (غلوة رمح (أي مقدار رمح، وهي كلها من ألفاظ القياس المكاني. وأما (القيد) بالفتح فبمعنى (رهن). قال الشاعر. (. . قيد الأوابد هيكل) وهي أيضاً واحد القيود من تقييد الدابة أي عقلها؛ وفي الحديث (اعقلها وتوكل).

2 - جف الماء:

تعبير خاطئ يقع فيه فطاحل الكتاب ولا يلتفتون إلى موضع الخطأ فيه؛ يقال (جف العود أو الغصن) أي صار من الليونة والمرونة إلى الخشونة والصلابة والجفاف. واستعمال (جف الماء) بمعنى نشف أو تبخر وزال بلله استعمال خاطئ لا تسمح به اللغة، وإنما يجوز أن يفهم على معنى صيرورته من المائية إلى الصلابة بصورة (جليد) لن هذا الأخير هو الماء - أي صلب - فصار جليداً متماسكاً.

والصواب في استعمال (الجفاف) أن يقال (جف الثوب أو الإناء) أي ذهبت نداوته وأثر الماء فيه. ويقال (جف النهر) إذا زال عن قاعه وجانبيه البلل و (غاض) فيه الماء أي نقص أو زال.

3 - قناة وقنال:

هذان اللفظان يستعمل كل في معناه المقصود منه، فأحياناً يقولون ويكتبون (قناة السويس) وأحياناً أخرى (قنال السويس). والأصوب لغة (قنال) باللام وهي لام التعريف في المضاف إليه في قولهم (قنا البحر أو قنا الماء) أي مجراه، ومن لفظ المضاف ولام المضاف إليه نحتت لفظة (قنال).

أما (القناة) فقد تستعمل بمعنى القنال وإن كانت هذه أصح منها. وهي بمعنى الغصن أو الرمح. قال المتنبي وما أصدق ما قال:

وإذا أنبت الزمان قناة ... ركب المرء في القناة سنانا

4 - الغث والسمين:

هذان اللفظان توأمان إذا قيل الأول تبعه الثاني في أغلب الأحيان كأنه له الظل. والغث لغة الرديء والمهزول وضده السمين من السمن وهو الاكتزاز الحما والتطبيق شحما. . ويخطئ المخطئون فيقولون (الغث والثمين) بالثاء في الثانية، وهذا قد يصح استعماله على وجه ويجوز، ولكن الاستعمال الأول (السمين) بالسين أصح وأصوب لرجحان الضدية والتوأمية فيه وهو المستعمل من قديم.

قال تعالى في كتابه العزيز (فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين) وهو ضد الغث وهو المهزول الضاري.

وقال الشاعر العربي:

فإما أن تكون أخي بحق ... فأعرف منك غثي من سميني

أي الردى من الحسن. .

5 - نقد ونقد:

يخطئ الكبير والصغير في استعمال هذين اللفظيين ويخلطون بينهما الخلط الذريع وتشاركهم المطبعة العربية - تصحيفا - في هذا الخلط. فالفعل بالمهملة بمعنى انتهى وفني. قال تعالى (قل لو كان البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا). وقال الشاعر:

أرى العيش كنزاً ناقصا كل ليلة ... وما تنقص الأيام والدهر ينفد

ومنه قولهم (فلان خصم منافذ) وهو الذي يستفرغ جهده في الخصومة واللدد. وفي الحديث (إن نافذتهم نافذوك).

أما الفعل بالمجمة فبمعنى شق (لج من هنا ليخرج من هناك كقولهم) (نفد السهم من الرمية). قال تعالى (يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فأنفذوا إلا بسلطان).

وقال الشاعر العربي:

حتى استكانوا وهم مني على مضض ... والقول ينفد ما لا تنفد الإبر

وكذلك يخلط الكتاب بين (الشذر والشزر) وبين (النذر والنزر) وبين كل متشابهين متجانسين يجوز فيهما التصحيف ولا أقول التحريف.

وبعد: فتلكم هنوات لغوية عرضت لها عابرا رغبة في التذكير - والدهر ينسي - وذكر فإن الذكرى تنفع اللغويين كما تنفع المؤمنين وهم مؤمنون. والسلام

(الزيتون)

عدنان

سهو

نحن طلبة الإرتريين نأسف كل الأسف لعدم ذكر إرتريا المسلمة في المقال المنشور بعنوان (الكتلة الإسلامية والسلام العالمي) بقلم الأستاذ القدير أبو الفتوح عطيفة في العدد الخاص بمناسبة العام الجديد لمجلة الرسالة الغراء.

كيف ينسى هذا القطر المسلم الذي يطلع إلى الحرية والاستقلال، لقد أرسل مندوبين عنه ليمثلاه في المؤتمر الإسلامي في إحدى جلساته بكر تشي.

فالرجاء منكم إخطار الأستاذ بذلك مشكورين

عن الطلبة الإرتريين

عبد الله خيار