مجلة الرسالة/العدد 955/دليلة

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 955/دليلة

ملاحظات: بتاريخ: 22 - 10 - 1951



كانت تمر في عهد، ثم مرت في عهد آخر. . . وبين العهدين

مات رجاء!!

الأستاذ أحمد كمال زكي

قيل لي مرت وهي بطيئة ... وخطاها رهن قيد ومشيئة

عبرت تحفر لحنا شله ... اصبح يفح إثما وخطيئة

كفنت في شعرها سو سنة ... وأمان بين نهديها خبيئة

وتقيئ المطر من زنارها ... فتقيئ الأرض. . والأرض بريئة

خصرها أنقاض خصر قد هوى ... يوم أغفى النور والشمس مضيئة

خلفها ماض وتسعى لا ترى ... عميت حتى على الماضي جريئة

قيل لي مرت كما مرت دليله ... تحمل الحب لشمشون وسيله

تنظر الأفق وفي أهدابها ... سرها تؤثر فيه كل حيله

يالها. . . تذهب إني واقف ... فوق شلو كان في نفسي خليله

لم أضع تحت سماها أملا ... لترى ما كنت أخشى أن أقوله

كنت ما شئت، وكانت لعبتي ... لا كما كان الذي ضل سبيله

ضاع شمشون بحب غادر ... وأنا ما كان لي يوما دليله

قيل لي مرت. . ومرت في سكينه ... لا ترى الباب ولا تلحظ دجونه

نهدت في خطوات لا تعي ... مثل هذا الطير يستجدى سجينه

لم أهن بعد، وما كانت لها ... لتمر اليوم تجترر عونه

أنت يا هذى ضلال صاحب ... فاتقى الأعين فيما تفعلينه

قد رأيت الباب، بل ما خلفه ... فبه حفنة آمال رهينه

إنها لي. . بل لأنثى حرة ... لا لطين في رواء الياسمينه

قيل مرت. . ثم ماذا ياغبية ... ليس حقلي ما ترويه شقيه

قذفتك النار شيطانا به ... أيريد القوت في أرض تقيه أنا تكفير أبينا آدم ... وحياتي مالها حوا دعيه

مالها فيك هوى أو بغيه ... وبها فيض أمان أزليه

مالها إلا انعتاق مطلق ... لذرى شم وراء الأبدية

أنا ذات. . فكرة. . بل نفحة ... إن خطت جاءت حياة سمديه

أحمد كمال زكي

مدرس بالمدرسة المحمدية

-