مجلة الرسالة/العدد 932/رسالة الشعر
مجلة الرسالة/العدد 932/رِسَالَة الشِعْر
لا يا أخي
للشاعر محمد مفتاح الفيتوري
ألأن وجهي أسود ولأن وج - هك أبيض سميتني عبداً
ووطئت إنسانيتي وحقرت رو ... حانيتي. . فصنعت لي قيداً
وشربت كرمي ظالماً. . وأكلت بقلي ... ناقماً، وتركت لي الحقدا
وليست ما نسجت خيوط مغازلي ... وتركت لي التنهد والكدا
وسكنت أبهاء المقاصير التي ... بيدي تحت صخورها الصلدا
وإياكم استلقيت في كوخ الدجى ... أتلفح الظلومات والبردا
كالشاة. . أجتر الكآبة عاقداً ... حولي دخان تفاهتي عقدا
حتى إذا انطفأت مصابيح السما ... وانساب نهر الفجر ممتدا. .
أيقظت ماشيتي الهزيلة وأنطلق ... ت أقودها لمراجعها قودا
فإذا سمن نعمت أنت بلحمها ... ونبذت لي الأمعاء والجلدا
لا يا أخي. . إن التهاب مشاعري ... هيهات بعد اليوم أن يهدأ
هيهات. . لم أخلق عليها بومة ... تقتات بالديدان. . أو قردا
أنا كائن أمي وأمك طينة ... والنور ليس لأبنا جداً
فإلام تحرمني حقوقي بينما ... تلقى الرغادة أنت والمجدا
وإلام تستعلي بأنفك سيداً ... وأنا أطاطيء هامتي عبدا
إني صحوت. . صحوت من أمسي وذى ... فأسى تهد قبوره هذا
سأكون ناراً فالحياة تريدني ... ناراً. . وأرقص قوتها رعداً
فاخلع برافع كبريائك إنني ... أسكنت جيفة ذلت لحدا
وأضمم يديك إلى يدي نشد معاً ... صرح المحبة بيننا شيدا
إني أخوك فلا تعق أخوتي ... فتزيد بركانيتي وقدا. .
إياك لا تبذر بذور عداوتي ... فتروح تحصد شوكها حصدا
إياك لا تزرع حقولك عوسجاً ... أني زرعت حقولي الورد محمد مفتاح الفيتوري
نار ورماد
للأستاذ عبد القادر رشيد الناصري
عشقتك يا فتنة الملهمين ... كما يعشق الوردة البلبل
عشقتك والحب أشهى جنون ... لدي شاعر ليله أليل
تدله فهو نبي الفتون ... وآياته شعره المرسل
وغنيت شعراً وعته السنون ... وردده الروض والجدول
وتنقله الريح للياسمين
فالدني غزل
والهوى قبل
وأنت ارتعاشات عطر سجين
أيا كرامة الحب أين الرحيق؟ ... وأين ليلك يا غانية؟
وأين القلوب التي لا تفيق ... وأين الصبايا يا سالية؟
أضلل روحك ومض البريق ... تلألأ في ليلة داجية
أما كنت لي بسمات الشروق ... وكنت بشائره الزاهية
فخفت مواعيد واه خفق
دهره ينوح
عمره جريح
فلا تسألي كيف ضل الطريق
حنانيك يا جنة الأمنيات ... إلام الطواف وراء المحال
وفيما التعلل بالذكريات ... وكل الذي نرتجيه خيال
أتنسين أنا بتيه الحياة ... زوال يخب وراء الزوال
وأنا سراب بدا في فلاة ... تقمص تيها رداء الجمال
وصال وما هو إلا رفات تعامى كما
تسامى السما
ويلبس زوراً رداء الثقاة
عشقنا دروب الأسى والسقم ... فأيان نسر فدنيا عذاب
لقد جمعتنا طيوف الألم ... ووحدنا حبنا للسراب
سئمنا هل الممر إلا سأم ... وشبنا ونحن يفجر الشباب
فديتك هل نحن إلا حلم ... تجد مستكبراً بالتراب
وعربد وهو ربيب العدم
عمرنا لهب
حبنا عجب
فلا تندمي ليس يجدي الندم
رمادي تأوه منذ الأزل ... وما زال ظمآن دامي الجراح
أيبقى على ناره يبتهل ... سجين الخطايا كسير الجناح
فيا بارئي أين نور الأمل ... ويا بارئي أين درب الصلاح؟!
أليس لكل كتاب أجل ... أليس لكل مساء صباح
لقد ضاق صدري ومل الملل
ودارت كؤوس
وغابت شموس
ومازال جرحي لم يندمل
دلهت روحي وأنت الأمان ... وأظلمت قلبي وأنت القمر
فأرسلتني في ركاب الزمان ... حداء تفجع منه القدر
ومنيتي والأماني دخان ... كفرت بها اليوم فيمن كفر
أأحيا بأحلام دنيا الجنان ... وترقص حولي جنونا سقر
ويلثم جرحي ثغر السنان
وجودي عدم شرودي ألم
ويومي دموع وعمري هوان
أيا مانح الروح هذا الجسد ... علام كتبت عليه الشقاء؟!
أتوعده بنعم الرغد ... وتحرمه من طيف الهناء؟!
أتغريه بالحسن ونهداً وخد ... وتصليه بالنار بعد الفناء؟!
أتقذفه في خضم النكد ... وتتركه بين ناب القضاء
لينهشه أفعوان الحسد
حياتي سقر
وذاتي ضجر
فهات جحيمك صبري نفذ
عبد القادر رشيد الناصري