مجلة الرسالة/العدد 903/الإسلام في الجزائر البريطانية

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 903/الإسلام في الجزائر البريطانية

مجلة الرسالة - العدد 903
الإسلام في الجزائر البريطانية
ملاحظات: بتاريخ: 23 - 10 - 1950



للأستاذ بدوي عبد اللطيف عوض

بقية ما نشر في العدد القادم

ولا ريب أن إنشاء مسجد في لندن يؤدي فيه المسلمون صلواتهم الجامعة بدلا من الصلاة في الفضاء، وفي حديقة سيعود على الإسلام والمسلمين بالخير العظيم، والفائدة الشاملة، ويستوجب الثناء الوفير والذكر الحسن الجميل من المسلمين المقيمين في إنجلترا، بل من المسلمين جميعا في أنحاء العالم، وسيجعل للإسلام مكانا بين الأديان التي قامت معابدها في عاصمة بريطانيا، مكانا تعلوه منارة شاهقة، يقف فيها المؤذن ويهتف من أعماق نفسه بالإسلام ونبي الإسلام، محمد الذي نطقت باسمه الكريم ملايين الشفاه، واهتزت له ملايين القلوب منذ أكثر من ثلاثة عشر قرنا.

والذي ستنطق باسمه وتهتز له كذلك ملايين القلوب إلى يوم الدين.

إن ما يبذل من مجهودات، وتضحيات، وأموال في سبيل الدعوة لدين الله والدفاع عنه، سيفتح باب العزة لدين الله وكلمة الحق، وقد يكون كذلك باب العزة، والسمو لبلاد المسلمين، والعرب بالوحدة السياسية المتينة. (جمعية) (ووكنج)

كذلك يوجد في وهي ضاحية تبعد عن لندن نحو خمسة وعشرين ميلا، مركز أو جمعية إسلامية وبها مسجد ذكرنا من قبل أمر إنشائه وتعميره.

وفي عام 1936 تفضل حضرة صاحب الجلالة مولانا الملك فاروق الأول حين كان وليا للعهد، وحين كان يتلقى علومه في إنجلترا بزيارة هذا المسجد، وأدى فيه فريضة الجمعة.

ولما كان الكثير من السكان المسلمين المقيمين في لندن يجدون بعض الصعوبات في الانتقال لتأدية الصلوات في المسجد لبعده، فقد نظمت صلوات الجمع في جناح بأحد المنازل القريبة من محطات فكتوريا.

وإمام هذا المسجد هو الدكتور عبد الله، الذي كان لسنوات كثيرة إماما لمسجد برلين بألمانيا.

والدكتور عبد الله إمام مسجد (ووكنج) باكستاني كريم النفس جم التواضع، دائم النشاط والحركة، والعمل، في الدعوة إلى الإسلام، يقضي هو ومساعدوه معظم أوقاتهم بالدع والتبشرة، وليس هذا في لندن فقط، بل وفي الجهات المختلفة في إنجلترا، فهناك يخطبون ويلقون المحاضرات عن الإسلام وتعاليمه، وعن نبي الإسلام عليه السلام.

أما في لندن فيقومون بذلك مع إلقاء دروس منظمة في أيام السبت من كل أسبوع.

ولهم كذلك نشاط أوسع، وجاليات متعددة في أوربا كبرلين، وهولاندا، وفي العالم الإسلامي كمصر وسوريا والعراق، وفلسطين، وجدة. . . والصين والعجم.

ومنذ عهد قريب أستدعي الدكتور عبد الله إمام مسجد ووكنج لإلقاء محاضرات عن الإسلام وتعاليمه للتلاميذ في المدارس الإنجليزية الهامة. وهذا يعتبر حقا أول شيء من نوعه يستدعي الأهمية والالتفات.

والمسجد إمامه ومساعده يعتمدون جميعا في نفقاتهم على التبرعات والاشتراكات الخيرية التي يأتي معظمها من الباكستانيين، وبيع الكتب وتوزيعها على الراغبين في الإسلام والجزء الأكبر من هذا المال يأتي من الجالية الأحمدية في لاهور.

ومما ينبغي ملاحظته أن الجمعية الإسلامية في ووكنج أو الأحمدية اللاهورية تختلف تماما عن الأحمدية القاديانية. هذه حقيقة مقررة، لمستها بنفسي حين زرت مقرهما ووازنت بين الجمعيتين وتناقشت مع رئيسيهما. والمتتبع لتاريخ الطائفتين، والمدقق في علاقاتهما واتجاهاتهما الآن، لا يجد مجال للريب البتة في أنهما جد مختلفتين.

كنت أود أن أتحدث عن ذلك في إسهاب وأتحدث كذلك عن القاديانية وكيف نشأت ومتى تشعبت، واصبح لها نشاط ظاهر في جميع الأقطار الإسلامية وغيرها، كنا نود ذلك البحث الطريف، ولكن ليس هنا مجال لبسط القول فيه. على أنيأستطيع أن أقول أن القاديانية من النحل الهندية التي مضى على تأسيسها نحو ستين عاما. وهي تقول بنبوة رجل من مدينة قاديان يدعى غلام أحمد أدعى أن الله يوحي إليه كما كان يوحي إلى الأنبياء من قبل وأنه أتى برسالة إلى الناس عامة.

ولد غلام أحمد عام 1252هـ وتعلم العلوم الدينية والعربية والفلسفية ثم تقلد بعض المناصب الهامة لمدة غير طويلة، ثم تركها ورحل إلى جهات كثيرة ناشرا مذهبه، ودعوته، لكنه كان يجد في كل مكان ينزل فيه تحديا من العلماء وثورة عليه.

مات غلام أحمد عام 1326، فانتخبت أتباعه للرياسة نور الدين، ولما مات نور الدين عام 1914 اختير للرياسة بشير الدين محمود بن غلام أحمد نفسه وهو القائم بأمر هذه الطائفة اليوم.

كانت القاديانية أيام غلام أحمد، وأيام خليفته نور الدين جماعة واحدة ومذهبا واحدا، ولكن في أخر حياة نور الدين دب الخلاف بينهم، وانقسموا على أنفسهم، فتشعبوا إلى شعبتين أو طائفتين، شعبة لاهور، وزعيمهم محمد علي الذي ترجم القرآن الكريم إلى اللغة الإنكليزية. وشعبة قاديان التي رئيسها بشير الدين محمود بن غلام أحمد.

وهؤلاء الجماعة أو الطائفة الأولى في إنجلترا غير الطائفة الأحمدية القاديانية؛ ذلك لأن الأحمدية يعتقدون أن المؤسس لطائفتهم أو جاليتهم هو غلام أحمد، وهو لا يعدو أن يكون رجلا مجددا أو مصلحا، ويعتقدون أن النبي محمدا علية الصلاة والسلام هو آخر الأنبياء ولا نبي بعده مطلقا.

لكن الأحمديه القاديانية تقول بنبوة غلام أحمد بعد محمد . وأنه أتى برسالة إلى الناس كافة، وأنه مسيح الأمة الإسلامية.

ولقد اتصلت ببعض زعماء ورؤساء الطائفتين في لندن كالدكتور عبد الله والمستر باجوا وتحدثت معهم كثيرا في بعض المسائل الدينية، فوجدت أن الطائفتين جد مختلفتين، وهما عدوان لدودان يكره كل منهما الآخر، ولا يقول بتعاليمه ومذهبه بل أن الأحمدية القاديانية يكفرون الأحمدية اللاهورية، ويكفرون كل مسلم لا يقبل دعوتهم. وأن الذين يكذبون غلام أحمد أحط درجة من المنافقين.

ومما يؤسف له أن بعض الناس لا يعرفون ذلك يلتبس عليهم الأمر ويختلط، ويعتبرون أن الطائفتين على شاكلة وعقيدة واحدة.

ومركز الجمعية القديانية في سوتفيلد قرب بوتنى بلندن ولهم مسجد، ومدرسة ملحقة به لتعليم الأولاد بعض سور القرآن ومبادئهم.

وهم كالمسلمين في ظاهرهم يصلون الصلوات الخمس، ويصومون رمضان ويؤدون صلوات الجمع بانتظام لكنهم لا يصلون مطلقا خلف إمام آخر لا يكون على مذهبهم وشاكلتهم ولهذا لا يذهب أحدهم مطلقا إلى مسجد آخر لتأدية الصلاة فيه.

ولهم محاضرات منظمة يلقونها مرتين في كل شهر بدار مركز الجمعية كما يقومون بإلقاء محاضرات، وخطب في الحدائق والمنتزهات العامة في لندن وقد انضم إليهم بعض الإنجليز وغيرهم، وأصبحوا مسلمين على طريقتهم وشاكلتهم. ولهم في جلاسجو جالية، ومسجد ولهم إمام إنجليزي يؤم الناس في الصلوات.

ولهم كذلك حركات نشيطة في الدعوة إلى مذهبهم في معظم الأقطار الإسلامية كالعراق، ومصر وسوريا، وفلسطين، وجدة ولهم دعاة في الصين والهند، والعجم، وغير ذلك من البلاد.

أمام هذه الطائفة يسمى باجوا وهو هندي يقيم في منزل خاص به وبأسرته، كما يوجد منزل آخر بدار الجمعية خاص بضيافة الطلبة الغرباء، ينزلون فيه مدة إقامتهم بلندن.

والإمام يظل في وظيفة الإمامة لنحو أربع سنوات، فإذا ما انتهت تلك المدة استبدلت الجالية القاديانية الرئيسية بالهند به إماماً آخر.

هم متدفقون، شديدو التحفظ في عاداتهم ومعتقداتهم، وهم أكثر تحفظا في وجهة نظرهم نحو المرأة. فهم لا يصافحونها، ولا تستطيع الخروج إلا بوضع نقاب كثيف على وجهها.

كذلك توجد جمعية إسلامية في شرق لندن؛ ولقرب هذه المنطقة من بناء لندن نجد أن معظم المسلمين فيها من البحارة ولها مسجد، ومدرسة لتعليم الأطفال بعض سور القرآن الكريم، ومبادئ الدين الحنيف، وتقوم الجمعية بتنظيم المحاضرات المختلفة عن الإسلام والدعوة إلية في لندن وخارجها. . .

إمام مسجد شرق لندن باكستاني، ويسمى كأني وقد كان رئيس وزارة لإحدى الولايات في الهند، وهو في موضوع التقدير والاحترام بدرجة كبيرة بين المسلمين جميعا في هذه المنطقة. معرفته بالعربية قليلة ويحفظ بعض سور القرآن الكريم للصلاة وإمامة الناس.

ومعظم المسلمين المواظبين على الصلوات في هذا الجامع من الباكستانيين وهم لا يعرفون من العربية إلا ما يمكنهم من قراءة الفاتحة والسورة في الصلاة.

الجمعية الإسلامية في بريطانيا العظمى:

وإلى جانب هذا توجد الجمعية الإسلامية في بريطانيا، ورئيسها هو المستر إسماعيل ديورك. ولد في إنجلترا فأكتسب الجنسية الإنكليزية، وهو فوق هذا من الحسب والنسب في الذروة، فتربطه بمصر صلات القربى والمصاهرة. وهو شاب في الأربعين من عمره، من كبار المحامين في لندن وأشهرهم، جم التواضع عذب الحديث.

كرس مستر ديورك معظم وقته لخدمة الإسلام والمسلمين وقد بذل في هذا الميدان جهودا طيبة متواصلة لا يستطيعها إلا أولو العزم من الرجال. وربما كان من أروع ما قام به في هذا الأفق الديني هو ذلك الأثر العظيم الذي أحدثه في أذهان من حوله من الإنجليز وغيرهم. فقد استطاع أن ينشر بينهم الأيمان بقيمة الدين الإسلامي، والتحمس البالغ له.

ولن نحاولالآنتقدير أعماله ومدى جهوده نحو الإسلام والمسلمين لأن هنا ليس مجال لذلك. ولكن الحقيقة البارزة التي لا يسعني إلا تسجيلها هي أن المستر إسماعيل ديورك يعتبر بحق من مؤسسي الحركة الإسلامية في بلاد الإنجليز ومن الذين يتعهدوها، وما زالوا يتعهدونها في جميع الموطن برعاية والعناية حتى تمكن من إنشاء طبقة إسلامية مثقفة قادت المسلمين إلى نهضة كلها خير وبركة.

مركز إدارة هذه الجمعية في لندن وهي تقوم بتنظيم إلقاء المحاضرات والدروس الأسبوعية لتعليم الدين ومبادئه والدعوة إلى الإسلام. وغالبا ما تكون هذه المحاضرات مرة أو مرتين في كل شهر.

وتقوم كذلك بتهيئة الأماكن المختارة للمقابلات والاحتفالات حيث يستطيع المسلمون أن يقابل بعضهم بعضا في المناسبات المختلفة، وتهتم بصفة خاصة بعيد ميلاد الرسول عليه الصلاة والسلام فتنظم له احتفالا مهيبا في إحدى القاعات الفخمة بلندن يدعى إليه آلاف المسلمين وغيرهم من العظماء ورؤساء التحرير والجمعية مفتوحة لجميع المسلمين وغيرهم الذين يهتمون بالإسلام وشؤونه، لكن هؤلاء لا يستطيعون أن يشتركوا في إدارتها أو سياستها أو تدبير أمورها.

والغاية الصحيحة لهذه الجمعيات دينية محضة وأنهم يطلبون أن يعرف الناس، والإنسانية كيف يسلكون سبيلهم إلى الكمال الذي دل عليه الإسلام. وأدرك هذه الغاية أظنه ميسورا إذا اهتدى الإنسان إلى سبيله بمنطق عقله، ونور قلبه راضي النفس منشرح الصدر.

وللمسلمين في إنجلترا نشرات وصحيفة إسلامية تصدر باللغة الإنجليزية لقد كانت من قبل قاصرة على الموضوعات الدينية. لكنها الآنأخذت مكانا ووضعا أليق، فزاد عدد صفحاتها وحليت بالصورة وحسن الطبع وتناولت علاوة على الموضوعات الدينية بسط الأحوال السياسية والثقافية في العالم الإسلامي.

مقابر المسلمين

كذلك لهم بالقرب من لندن جبانتان واحدة في ووكنج وقد خصصتها الحكومة الإنجليزية لدفن عساكر المسلمين الذين يموتون في إنجلترا، ومدفون بها لآن كثير من الهنود والعرب والبولنديين وغيرهم، وهذه الجبانة متوسطة الحجم ومحاطة بسور مرتفع وأبوابها مقفلة، ومفاتيحها محفوظة مع الدكتور عبد الله إمام مسجد (ووكنج).

والجبانة الثانية أكبر من الولي وتوجد (بروكوود) وتبعد عن ووكنج خمسة أميال. وعن لندن بنحو خمسة وعشرين ميلا. وهذه الجبانة على نظام الجبانات الإسلامية، وقائمة على قطعةأرضضمن جبانة كبيرة عامة لجميع الأفراد من الديانات الأخرى. وقد دفن بها كثير من الجنود المسلمين الذين أصيبوا أو استشهدوا في بعض الحروب الماضية من الأتراك والبولنديين وغيرهم. كما دفنت بها تلك الشخصية الإنكليزية البارزة التي كان لها أثر محمود في نشر الإسلام في هذه البلاد والتي تكلمنا عنها سابقا وهي شخصية لورد هدلي.

كذلك توجد جبانات أخرى متفرقة بالبلاد حيث يقطن المسلمون من أشهرها جبانة كارديف التي تبعد عن لندن بنحو مائتين وخمسين ميلا.

المجلس الإسلامي في المملكة المتحدة:

وللجمعيات الإسلامية في هذه البلاد مجلس إسلامي مكون من ثمانية أعضاء اثنان يمثلان المركز الثقافي بلندن هما فضيلة الأستاذ الدكتور علي حسن عبد القادر، وكاتب هذه الكلمة.

واثنان يمثلان الجمعية الإسلامية في بريطانيا العظمى هما الوجيه المستر إسماعيل ديورك والمستر سليمان جته.

واثنان يمثلان الجمعية الإسلامية في ووكنج هما الدكتور عبد الله والمسيو عبد المجيد رئيس تحرير المجلة الإسلامية.

واثنان يمثلان الجمعية الإسلامية في شرق لندن هما المستر اليدام والمستر شاه.

أما الجمعية القاديانية فليس لها ممثلون في هذا المجلس وليس يرجع ذلك إلى خلاف الرأي وكفى، ولكنه يرجع قبل ذلك وأكثر إلى أنهم يعتبرون أن الجمعيات الإسلامية الأخرى لا تمثل تعاليم الإسلام الصحيحة.

ورئاسة المجلس، وسكرتاريته، وأمانة صندوقه تكون بالانتخابات لمدة عام، ويتحتم أن يتجمع المجلس مرة على الأقل كل ثلاثة شهور وقد يجتمع أكثر إذا كان هنالك حاجة ملحة تدعو إلى ذلك. وغاية المجلس بصفة عامة، هي النظر في الأحوال والمسائل التي تتعلق بالمسلمين والإسلام في المملكة المتحدة. . .

لكن يجمل بنا أن نسجل هنا أن هذا المجلس الإسلامي ليست له القوة التي يمكن الاعتماد عليها في تنظيم الأمور وتنفيذها ولأجل أن يكون المجلس قويا يؤدي مهمته على خير وجه وأن يقي المسلمين ما يصيبهم من تفرق الكلمة ومرارة الخلاف، ينبغي أن يكون له صفة رسمية يؤمن بها المسلمون جميعا ويؤمن بها قبل ذلك أولو الأمر في هذه البلاد. وذلك كما هو الشأن في بعض الجاليات الدينية الأخرى التي اعترفت بها الحكومة الإنجليزية والتي تسمع إلى مطالبهم ذات الصيغة الدينية.

الهيأة الإسلامية:

الواقع أن الجمعيات الإسلامية في الجزائر الإنكليزية لا يزالون حتى اليوم لا يعرفون لهم رابطة أو هيئة موحدة عليا كالذي نعرفه، يخضعون لنظامها وتوجيهاتها وإشرافها. ومن ثم نجم وينجم في كثير من الأحيان خلاف بين وجهات النظر، الأمر الذي أثر ويؤثر بطبيعة الحال إلى حد كبير في حدتهم وجلب بعض المتاعب والمضايقات لهم، ويبقي الدعوة الإسلامية سائرة في طريق بطيء.

والأمر الذي لا ريب فيه أن تنظيم صفوة المسلمين وتوكيد وحدتهم في هذه البلاد للقضاء على ما عسى أن يثور بينهم من الشبه والخلافات أمر ضروري ومنهم غاية الأهمية إذ أن ذلك يخلق لهم حياة فيها من السكينة ما يجنبهم الخلاف والحزازات، وما يهيئ لهم في المستقبل طمأنينة يطمعون معها أن يكونوا أوفر قوة وأعظم اقتدار.

وهذا ما أرجو أن تتجه إليه سياسة ولاة الأمر والمسلمين معهم حتى تزدهر الدعوة الإسلامية، وحتى يعلو دين الله وتعلو كلمة الحق معه في هذه البلاد.

هذه دراسة خاطفة للإسلام، والمسلمين في بلاد الإنجليز، اعتزمت القيام بها منذ سفري إلى هذه البلاد وأرجو أن يكون ذلك تمهيدا لدراسات إسلامية أكثر استفاضة وعمقا.

(ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا)

بدوي عبد اللطيف عوض

أستاذ في كلية أصول الدين وعضو بعثة فؤاد الأول الأزهرية

بإنجلترا والملحق في المركز الثقافي الإسلامي بلندن