مجلة الرسالة/العدد 894/فلنهدم الجامعة. .!
مجلة الرسالة/العدد 894/فلنهدم الجامعة. .!
للأستاذ محمد محمود زيتون
إذا أردنا أن نلغي بجرة قلم أربع جامعات مصرية رفعنا سمكها في خلال نصف قرن من الزمان. . . فلنهدم الجامعة.
وإذا أردنا أن نعود القهقري إلى استبداد (دنلوب)، وفتنة (كرومر). . فلنهدم الجامعة.
وإذا أردنا أن نرجع غل كهوف الكتاتيب، ونتحاشى أشعة برج الساعة. . فلنهدم الجامعة.
وإذا أردنا أن نتخلف عن مواكب المدنية، ونطمس في الوجود مجدنا الباذخ. . فلنهدم الجامعة.
الجامعة. . التي هي (جامعة فؤاد الأول). . فؤاد: ملك مصر المستقلة، وهادم الاحتلال بمعول العلم، ورافع اللواء الأخضر فوق الحصون والمنشئات، والطائرات والباخرات. .
الجامعة. . التي نستعد من الآن لعيدها الذهبي، فنذكر أيامها الخالدة، فتعاودنا ذكريات القبة الكبرى، وبرج الساعة العالي، وقاعات المكتبة الزاخرة، ووقار الأساتذة الأجلاء، ونشاط الشباب الأطهار.
الجامعة. . التي تمثلت فيها (الوحدة القومية) عند إنشائها، وائتلفت عليها عناصر الأمة المصرية، كما اجتمعت كلمة الأمة العربية على بناء الكعبة. . فكانت كعبتنا مثابة العلم، وموسم الأمن، مهبط القصاد من كل فج عميق.
الجامعة. . هي أخت الجامع في رسالة النور، وبنت النيل في الخلود الدافق، وأم الأمة في النشء والنشأة.
في دم كل خريج غليها حنين. . ولكل أزمة منها علاج. . وما أكثر بنيها وبناتها. . وما أسمى تعاليها على الأحداث، وارتفاعها عن صوت الفناء، أو كما يقول (بوجليه) المؤمنون يموتون والكنيسة تبقى , ' فإذا نحن تنكرنا لهذه الأم الولود الودود،. . فلنهدم الجامعة.
وإذا نحن أصخنا للأراجيف، واستجبنا للمتخرصين، واستنمنا للأحاديث الأباطيل. . فلنهدم الجامعة.
ذكريات مزاجها البطولة في الجهاد، وأصداؤها العزة والكرامة والوطنية.
هذا أديب العروبة طه حسين، رائد الشرق الحديث إلى منابع المعرفة، ورافع مشعل الحري الفكرية، وحامل أختام الشرق والغرب، من منا سمحت له نفسه أن يطأ الحرم الجامعي قبل أن يكون قد قرأه في كل ما دبج وكتب، وسمعه في كل ما أذاع وخطب، طه. . الذي حطم حواجز الجمود بثورة الفكر، وقوة المنطق، وإيمان المناضل، فينقب عن امرئ القيس، ويتعقب أبا العلاء في محابسه، ويشك مه ديكارت، ويتفلسف مع أبن خلدون، ويتأمل مع يول فاليري، ويترجم لأرسطاليس.
طه. . . الذي توسط عقدا يتلألأ بأحمد أمين، ومصطفى عبد الرازق، وعبد الوهاب عزام، وعبد الحميد العبادي، ومحمد عوض محمد، وكراوس وشاخت ولالاند، فتتسع المدارك، وينجلي التراث، وإذا بالعالم كله فراشات تحوم حول الأشعة الفضية، تزجيها إلى الدنيا شمس قدسها (إخناتون) وضفر منها عصابة (ابن العاص)
طه. . . عميد الآداب، الذي تقصده أم طالب في الزراعة، أرملة ترجوه أن يسعى لها لإعفاء ابنها من الرسوم الجامعية، ولكن اللائحة تصد طه، فيضع سماعة التلفون ويهنئ الأم بمجانية الابن، فتخرج له داعية بالخير، وإذا به يرسل سكرتيره على الفور ليدفع للزراعة ما أخرجه عميد الآداب من جيبه الخاص حتى لا يشعر الأرملة بجرح على جراح.
وأحمد أمين القاضي العادل، والمربي الفاضل، وتلميذ عاطف بركات، وسليل القضاء الشرعي، استقصى حياة الفكر في الإسلام من فجره إلى عصره، وبعث في الشباب الأحرار روح البحث عن الماضي، فتضوع كالعطر بين عطفيه، وانبثق كالماء من بين أصابعه وفلسف الأدب، وأدب الفلسفة.
هذا العميد الفنان الذي ملأ السمع بعذب حديثه، وزاخر علمه، لم يكن يرفض على جلال سنه دعوة إلى موسيقى بنادي كلية الآداب، ولا يضيق صدره الرحب بمعارضة من أبنائه الطلبة في مناظرة، وثغره يبتسم حتى يبدو ناجذاه، إذ يحاكيه أحد طلابه في حفل سامر.
وعبد الوهاب عزام يدرس الأدب الفارسي والتركي، ويشرف على أسرة الشعر، ويدعو سكرتيرها - كاتب هذه السطور - إلى بيته بالروضة ليعرض عليه برنامج الليلة الكبرى لمباريات الشعر بين الطلبة والخريجين، فيقول لهم فيما يقول:
(أبنائي الشعراء، كونوا شعراء عرباً، أو عرباً شعراء) أما بيته فهو - والحق يقال - (بيت من الشعر لا بيت من الشعر) إذ زينت جدرانه برسوم من رمال وجمال، وبصورة العروبة في محافلها ومحاملها، ومنها يستوحي التواليف التي جادت بها قريحته من ترجمة (الشاهنامه) للفردوسي، وتاريخ (مجالس السلطان الغوري) وغير ذلك وذاك.
وكنا طلاب فلسفة، فكيف ندع فرصة في حياتنا الجامعية دون أن ننتهزها؟. . لم يكن يهون علينا أن نتخرج قبل أن ننهل من كل الينابيع، وإن اختلفت شراباً ومذاقاً.
استمعنا إلى الخولي في البلاغة وأدب القرآن. وإلى غربال في الثورة الفرنسية، وإلى العبادي في التاريخ الحديث، وإلى مندوري في أساطير الإغريق، وإلى مصطفى عبد الرازق في الفلسفة الإسلامية، وإلى عفيفي في التصوف والمنطق والأخلاق، وإلى غالي في فلسفة الذرة.
وانتزعنا من الأزهر الملازم الصفراء، وانغمسنا في المخطوطات وتهنا بين الحواشي والمتون، ودرسنا مع الشيخ مصطفى عبد الرازق (صون المنطق والكلام عن فن المنطق والكلام) للسيوطي وإن كانت حلقة في الدرس من أساتذتنا وطلبة الدكتوراه ولكن كيف يفوتنا درس الشيخ، مع أننا كنا لا نزال بالسنة الثانية من قسم الليسانس، وكيف لا تلتقي ثلاثة أجيال في ساعة. أنه العلم الجامع في رحبة الجامعة.
ونشهد أول درس في معهد الصحافة يفتتحه به الأديب الصحافي طه حسين. .
ونتعلم الألمانية على يدي (فراو يزج) التي كانت تقول لنا وهي العجوز الشمطاء (انطقوا بالألمانية كما تنطق المدافع بالقذائف.
ونقيم حفلاً فلسفياً يحضره القدامى والمخضرمون والمحدثون من الفلاسفة والمتفلسفين جميعاً، فيقف لطفي السيد ليقول كلمة في ذات موضوع، ويتحدث منصور فهمي عن مشخصات الفن وفلسفة الجمال، ويتكلم مظهر سعيد عن الفلسفة الكذابة.
ويحاضرنا مدكور وهو أستاذ الفلسفة وعضو مجلس الشيوخ ونخرج في الحديث معه عن (جدول الأعمال)، ونعالج مشاكل المجتمع، وليس في ذلك أدنى مخالفة للائحة المجلس والجامعة.
ونعقد مناظرة حول حق الطالب الجامعي في الاشتغال فأقول فيها مؤيداً ومرتجلاً: (أيها السادة، في مصر قبتان، الجامعة والبرلمان، ولعمري لئن ماتت الحرية في إحداهما أو كلتيهما فعلى الحرية وعلى مصر السلام)
ويرأس اللواء صالح حرب مناظرة بجمعية الشبان المسلمين موضوعها (نحن أحوج إلى القوة المعنوية منا إلى القوة المادية، يتولى التأييد طلبة الجامعة المصرية، ويتولى المعارضة طلبة الجامعة الأزهرية، عن كل كلية في الجامعتين طالب يمثلها.
وتخصص يوماً للشيخ محمد عبده يتولى برنامجه الدكتور عثمان أمين فنزور معه بيت الإمام بعين الشمس، وقد أهداه إليه مستر بلنت صاحب كتاب (سر الاحتلال الإنجليزي في مصر)، وفي هذا اليوم الراحل، تنكشف لنا مفاخر الإمام في الوطنية والفلسفة والإصلاح، وبذلك نتعلم في الرحلات كما ندرس بالقاعات، فنعيد ذكرى ارسطو والمشائين.
وإذا كان العقل نعمة الله على عباده، فليكن من موجبات شكر النعمة أن نتفهم المعنى الدقيق لقول الشاعر (وبضدها تتميز الأشياء) ولنذهب إذن في صحبة أستاذ علم النفس الدكتور الأديب والطبيب الفيلسوف مصطفى زيور إلى مستشفى الأمراض العقلية بالعباسية، يعرض علينا ألوان المجانين، فنتعلم منهم ما لا نتعلم من العقلاء، وهنا فقط تكذب النظرية القائلة (فاقد الشيء لا يعطيه) ونحن حيارى إزاء هذا العقل: مفقود هو أم موجود؟ ولله في خلقه شئون.
ونمضي سراعاً إلى زكي مبارك يحاضر بجمعية الشبان المسيحيين في موضوع (تشريح آراء الدكتور طه حسين)، ويدعي أنه يكشف النقاب عن سر عظمة طه، التي مرجعها أساطير شاعت بين الناس كتلك القصيدة التي قالها طه في هجاء شيوخ الأزهر الذي أسقطوه في امتحان العالمية، والتي عنوانها (ساعة في الضحى بين العمائم واللحى.) هذا ونحن نجتمع في كل أسبوع إلى جميع أساتذة الجامعة على صفحات (الرسالة) الغراء وأختها (الثقافة) الزهراء، وفيهما للروح والقلب ما لذ وطاب.
وفي آخر العام الجامعي، نقيم الليلة الكبرى لمهرجان الشعر، فكأن عكاظ يبعث من جديد، في أرض الفراعنة، ويلقى فيه الأساتذة والطلبة من جميع الكليات، ما قرضوه من أشعار ولا يفوتنا أن نفاجئ الأوساط الأدبية بقصائد من نظم طه حسين ومصطفى عبد الرازق، ومحمد عوض محمد، ومحمد خلف الله، وعبد الرحمن بدوي.
وتنظم جماعة الجرامافون بكلية الآداب سلسلة من المحاضرات في الثقافة الموسيقية يلقيها الدكتور محمد شرف يشفعها بنماذج من الغناء والموسيقى من الشرق والغرب، قديماً وحديثاً، فيجد فيها هواة الفنون متعة طيبة، وما أروع ساعة الإنصات إلى تلك الألحان، إذ ترى مساء الجمعة فئة قليلة بالنادي، كأنهم في صمت المصلين، ونشوة المتصوفين، وكلهم أذن صاغية، ونفس واعية
ثم نهرع من الجيزة إلى كلية العلوم بالعباسية نستمع إلى مشرفه يحاضر في (نظرية إينشتين) أو يناظر طه حسين، فيقف مشرفة يناصر الآداب، بينما يدافع طه عن العلوم.
ونأخذ حديثاً صحافيا لمجلة (القبس) التي يحررها الطلبة من المارشال الدكتور محجوب ثابت، نقتحم عليه صومعته بالدقي، فإذا به يأخذ علينا خط الرجعة، فنرجع القهقرى دون الدفاع، ثم ندق الإسفين، حتى يخاطبنا عن ظهر دبابة من القافات، ويأخذ بتلابيبي، ويسألني: من أي سلاح أنت؟ فأجيبه غير هياب ولا وجل: سلاح الفلسفة والآداب؛ يا أفندم.
وفي الصباح الباكر، نمتشق الحسام، ونتنكب البندقية، ونحتضن المدفع، نتدرب على الأعمال العسكرية لنكون ضباطنا احتياطيين في جيش الوادي، ونخرج إلى الميادين تتقدمنا الموسيقى والشعب على الجانبين يحيي ويهتف ويصفق، حتى إذا تخرجنا أشعلنا على العدو ناراً، وأزجيناها للعالمين نوراً وهدى.
وتحت إشراف أستاذنا الدكتور علي عبد الواحد وافي ندرس حالة قرية من قرى الجيزة لتطبيق النظريات الاجتماعية على الحياة المصرية، واتخاذ الوسائل الفعالة في الإصلاح، ولا نتخلف عن حضور البحوث الفنية التي تعرضها رابطة الإصلاح الاجتماعي برياسة العشماوي باشا في الجمعية الجغرافية الملكية.
ولإ يفوتنا أن نلبي دعوة الأستاذ مظهر سعيد والسيده حرمه نظلي هانم الحكيم لحضور الصالون الأدبي الأربعائي بدارهما القريبة من الجامعة، ويلتقي هناك قادة الفكر، وأهل الفن، ورجال الأدب والصحافة والسياسة، وأبطال الرياضة، وضباط الهند وأزواجهم، وخريجو جامعات أوربا وأمريكا، وطلبة وطالبات، وأساتذة إنجليز وفرنسيون، وبعد تناول الشاي، تدق السيدة نظلي الجرس الذي لا يفارق يمناها، ويبدأ الدكتور مظهر برنامج الصالون بدعوة الحاضرين للتحدث فيما يخصهم، في بساطة تامة، ويتخلل ذلك العاب بريئة لاختبار الذكاء، وموسيقى وغناء، حتى يستوعب البرنامج بنوده جميعا في الوقت المحدد، فينصرف المتسامرون وقد نهلوا من مختلف الغذاء الروحي ثقافة منوعة الأطباق والطعوم والألوان.
والجامعة مع ذلك ساهرة على تزويد طلابها بكل نافع لهم في أوقات الفراغ، فتدعو بين الحين والحين أساطين العلم، وجهابذة الأدب، وقادة السياسة، ورواد الصحافة، وأهل الفن، ورجال الدين، ليحاضروا في القاعة الكبرى للاحتفالات بجامعة فؤاد فما كانت تخلو من صوت لطفي السيد وطه حسين والعقاد والمازني، وغالي ووالي ومي وبنت الشاطئ، وأحمد إبراهيم وحسن البنا، وفتحي رضوان وأحمد حسين، ومنصور فهمي وأنطون الجميل وتوفيق دياب.
ونحن الطلبة علينا أن نتخير، وليس لنا أن نتحيز، وعلينا أن نستفيد ونميز وننقد ونستوعب، وليس لنا أن نتعصب وننحاز
ولا تضن الجامعة بعد ذلك كله بالترفيه على الطلبة والشعب جميعاً، فتنتخب أشهر الأفلام وأنفعها، لتعرضها بثمن زهيد جداً فلا يجد الطالب مشقة في الترويح عن نفسه ولا يبعد عن الوسط الجامعي، ولا يفارق الحياة الشعبية، واللهو البريء.
ويستن أحمد أمين سنة جامعية حسنة في بدء كل عام، إذ يعرض للبحث موضوع: (الجامعة كما رأَيتها وكما يجب أن تكون) يتناوب الكلام فيه زملائنا الكبار، من أساتذتنا المتخرجين في الجامعات الخارجية، ولا يخلو الميدان من طالب أو طالبة ليكون المجال جامعاً غير مانع.
تلك هي الجامعة في إطارها الطبيعي، كما عاصرناها، في مدى أربع سنوات انقضت من العمر كلمح البصر، وتفتحت على ربها زهرة الشباب، وتسامت على يديها همم الشباب إلى صهوات المجد، وعرفات العزة، فكانت حصن الأخلاق، ودرع الحياة، ودعامة المجتمع، وهمزة الوصل بين الأستاذ والطالب، والمدرج والشارع، والمنصة والمسرح.
ولم تكن معيشتنا خارج الجامعة إلا جزءاً من صميم البرنامج الجامعي، فقد كانت حياة جمهور طلابها حياة الألفة على أو سع نطاق، وذلك على الرغم من أزمة المساكن التي صادفناها في الحي اللاتيني المصري (بين السرايات)، كان الطالب يزور زميله فلا يكاد يكون فارق بين المصري والسوداني والسوري واللبناني والعراقي والحجازي والجاوي والهندي والأفغاني والمغربي، ولا يشعر الزميل نحو زميلته إلا بالأخوة وما فوقها، وللعلم كما للدين حرم، ومن دخله كان آمناً، وصدق نشيد الجامعة الذي وضعه الدكتور عبد الوهاب عزام:
جامعة ألفت القلوبا ... أبا ترانا وأخا محبوباً
واليوم نذكر أم الجامعات المصرية، فنعتز بذكراها في عيدها الذهبي، ونفخر بأفضالها. ولو قد أتيحت لنا في أيام دراستنا، هذه التيسيرات التي تمت وتتم سراعاً لطلبة اليوم في مدينة فاروق الجامعية، لطاولنا الجوزاء. فليهنأ جيل الفاروق بما يلقي وبما سيلقى، بعد أن أصبحت جامعة القاهرة أم النجوم الزاهرة، تتلألأ في ربوع الإسكندرية وأسيوط وطنطا والمنصورة وهذا جيش النور يكتسح فلول الظلام، حتى يسدل الستار على مأساة الجهالة.
وهذا شباب الوادي، يهرع إلى مناهل العلم في شتى جامعات العالم ليعود إلى الوطن المفدى نافعاً ومعيناً.
وهذا هو النشاط الجامعي كما عهدناه، وساهمنا فيه، فاغتذينا وارتوينا.
فإذا أردنا أن ننكص على أعقابنا، وأن نرجع إلى عصر الكتاتيب التي خيمت عليها عناكب الجهل، وآوت إليها خفافيش الليالي السود. فلنهدم الجامعة.
وإذا أردنا أن نعود إلى عهد الاحتلال، عهد الاستعباد والاستذلال، عهد الأصفاد والأغلال. . عهد الفلكة والعصا. . فلنهدم الجامعة.
وإذا أردنا أن نرمي بفلذات أكبادنا، وصفوة شبابنا، وعدة مستقبلنا بين أحضان الفتنة، ونقذف بهم في تيارات الفساد الجامح، والضلال الجاحم. . فلنهدم الجامعة.
وإذا أردنا لهذه الأمة الفتية ألا يقال لها عثار، وألا تنهض بعد كبوة. . وإذا أردنا لمعالم (القومية) أن تندثر إلى الأبد وإذا أردنا للإسلام العروبة والشرق أن تتلاشى جميعا. . فلنهدم الجامعة
محمد محمود زيتون