مجلة الرسالة/العدد 879/رسالة الشعر

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 879/رسالة الشعر

ملاحظات: بتاريخ: 08 - 05 - 1950



فكري

لسعاد عزيز أباظه باشا

(قصيدة عائلية ألقت عن سعادته في الحفل الخاص الذي أقامته

العائلة الأباظية تكريما لسعادة فكري باشا)

قبلوا الباشا وضموه أشد الضم عني

واسكبوا في أذنيه هذه الهمسة مني

ليست الرتبة شيئاً وهي حلم المتمني

إنه المعنى الذي تحمل يجزيك فيغنى

لم تنلها في حمى مال ولا جاه وسن

لا ولا بالحسب المعتقد من بطن لبطن

لا ولا بين زحام الناس قرناً فوق قرن

انك الواحد لا أظلم نفسي فأثنى

واحد الكتاب في لونك تبكي فتغنى

تبدع الفن الذي يقصر عنه كل فن

قلم من سرحة الخلد مغذ متأنى

رف واستعلى فإن سومي يضني ويغنى

سال كالطل إذا انهل على أكمام غصن

قاطعاً في غير طعن مبرئاً في غير من

قاسياً في غير فدح، ليناً في غير وهن

مرسى الفكرة والرأي على أمتن ركن

وخطيب أيقظ الأمة بالصوت المرن

أو حدى اللحن تزجيه فيشأو كل لحن

تنشد الحق وتسمو عن حزازات وضغن يكتر المنبر ما أوتيت من سحر ووزن

ود لو يسعف بالنطق فيثنى ثم يثنى

يا لداتي وضأ الله لكم جنات عدن

كل غصن جفف الموت نداه إثر غصن

قلب الدهر علينا بعدكم ظهر المجن

ثم والى بعد حيف وارعوى بعد تجن

سبحوا في رفوف الخلد بقلب مطمئن

أكرمت مصر أخاكم وحبت في غير ضن

إيه يا فكري ومن يعرفه أكثر نمي

كنت لي خدنا إذا ضيع عهدي كل خدق

ما تهيجت ودادي، لا ولا أخلقت ظني

أنت إشراقة روحي، أنت إغفاءة جفني

ماثل في حبة القلب في إنسان عيني

إن أهنئ فبمن أبدأ؟ بالله أغني

أنت نفسي يا أخا العمر فنفسي من أهني

عزيز أباظة

أطلال راقصة. . .

للشاعر صالح علي شرنوبي

(إليها. . . إلى المسكينة التي نبذتها الحياة) (وما زالت تعيش

على ذكرياتها. . .)

طرقي. . . أطرقي، فقد ضمك الليل ... . . . وألقي عليك ثوب ظلامه

اطرقي. . . فالحياة في قلبك المظلم ... ماتت. . . موءودة في حطامه

يا ابنة الفقر. . . مزقتك سوافيه ... . . فلا تذكري أسى أيامه واقبعي في غياهب الليل. . حتى ... بشرق الفجر من وراء غمامه

اقبعي هاهنا. . . ولا تفغري فا ... ك بقول. . . مستحدث. . . أو معاد

اودعي الليل مثلما جاء يمضي ... والبسي من جاء. . . ثوب حداد

ودعيني أصغي إلى همسة الحا ... ئر. . . بين الأزل. . . والآباد!

لا تضجي. . . ولا تضيقي بصمتي ... فهو زادي وعدتي وعتادي

دونك الكأس. . فاشربيها. . وذوقي ... لذة الموت. . . في ثنايا الرحيق

أشربيها. . . فأنت قصة دنيا ... ها. . . ونامي في حضنها. واستفيقي

واسأليها. . . فعندما علم أيا ... مك. . . منذ التقيتما في الطريق!

اسأليها. . . ولا نكفي بكاء ... فوق أطلال فجرك المشنوق

قصة الكأس. . أنت مثلتها يو ... ماً فقد كنت مثلها. للجميع!!

يوم كان الزمان فيك ربيعاً ... عبقرياً. . . وكنت روح الربيع

دفنت عطرك الأعاصير يا بله ... اء. . فابكي. . واستمتعي بالدموع

وإذا شئت أن تعيشي على الوه ... م. . فغني. . . قبل انطفاء الشموع

لا تثوري على الحياة. . فقد جف ... ت. . . زهور الحياة. في راحتيك

كنت. . . والحسن والشباب. فأ ... صبحت. . . وما من أولاء شئ لديك

فاعذري الناس إن مضوا عنك لايل ... وون. . . فالنور مات في عينيك!

ودعي الذكريات. . تقتات ما ... أبقت أفاعي الظلام. . . في شفتيك

لم يعد فيك ما يسر العيونا ... فاعذري العابثات. . . والعابثينا

نسلت ربشك المنايا. . . وأبقت ... جسدها لكما. . . وروحاً جزينا

وبقايا قلب. . . وأشلاء نفس ... وشعاعاً - تحت الرماد - سجينا

وحطاما قد عضمضته الرزايا ... يتنزى مدامعاً. . . وأنينا

فإذا ما أعياك خبث الغواني ... فاغمري كيدهن صفحاً ولينا

وإذا أيقظت شجونك حورا ... ء وأغرت بقبحك الشامتينا

فاسخري من جمالها. . وصباها ... واحقريها بكثرة العاشقينا!

أو. . عظيها. . فرب شيطانه منكـ ... ن قالت فأبكت الواعظينا حدثيها عن الهوى. . . والرفاق ... والليالي، والخمر، والعشاق

وجسوم أشقيتها بالتنائي ... وجسوم أسعدتها بالتلاقي

حدثيها عن كل شئ سوى الح ... ب. . . فما عندكن غير النفاق

حديثها عن الفتى الناعم المم ... راح، أعمى العواطف، الأفاق

كيف أغراك ذات ليل. . . وولى ... هارباً من عفافك المهراق

تاركاً ثوبك الممزق للنا ... ر. . وعصف الرياح والأشواق

حديثها. . مادام في كوكب العص ... ر. . شعاع مهدد بالمحاق

ثم غيبي عن زحمة الموكب الأع ... مى. وعيشي للحزن. والإطراق

صالح علي شرنوبي

كلما. .

كلما أسمع لحناً عبقري النغمات

أو أرى الأنداء تحبو الزهر عذب القبلات

أو أجيل الطرف يا نجواي بين الصفحات

أتمنى لو تكونين معي في خلواتي

فهنا أشعر حقاً بخبايا الكلمات

ومعاني النغمات، وغرام الزهرات

أنت لو تدرين قد أمسيت مقياس حياتي

فبك الكون يولى، وبك الكون يؤتى

أنت. . من أنت؟ وهل في قدراتي أعرف ذاتي؟!

محمد محمود عماد المحاصي